رواية غمزة الفهد "بقلم ياسمين الهجرسي"
من السفر من ساعة ما وصلت وانت مجعدتشمقعدتش بسبب الناس اللى جت تحمدك السلامه
أومأ له فهد وخطى بجوار أبيه كلا صاعد لغرفته
بخطوات متهدله منكسره يسير عابس الوجهه مر من أمامهم بصمت يثير القلق والريبه فى نفوسهم استأذنت منهم وهمت تهرول وراءه ترى ما خطب عبوس وجهه وانطفاء لمعة عينيه ولجت لغرفتهم لتجده متسطح بجلبابه الذى كان يرتديه غص قلبها لرؤيته مغمض العينين يلف صعدت لمخدعهم وچثت بركبتيها تجاوره رتبت على ساعديه بقلبها ليس بكفها هتفت بقلب عاشقه يختلج فؤادها خوفا على ملاذها
سعد أنت فيك أيه مش طبيعى قلبك بيدق بسرعه كده ليه أيه حصل واصلك للحاله دى وحياة هنيه عندك لتتكلم ھموت لو فضلت على سكوتك كده
فك عقدة ساعديه وجذبها من يدها لتقع على صدره وبنبره مستكينه همس لها
ترقرق الدمع ليسيل على وجنتيها كتمت شهقاتها حتى لا تزيد عليه آلام روحه واستنتجت ما تسكنه أضلعها لتأخذ عنه كل آلامه مسحت على رأسه بحب وحنو وظلت تقرأ آيات الذكر الكريم حتى غفوا اثنتيهم ليعم السكون الغرفه إلا من انتظام أنفاسهم
أخذت الغرفه ذهابا وأيابا تصيح پغضب
بجي جاعدين قاعدين ولا هممكم ولا حاسبينى فى لمتكم أن ما حرجت حړقت جلبك قلبك يافهد زى ما كسرت ابني جدام قدام الكل
هتفت بحنق
انت مبتردش ليه يا مخفي يا رماح
حاولت مره أخرى وبعد عدة رنات أتاها الرد
معلش يا
ستهم أصل اللحمه اللي بعتها أبويا الحاج كبست علي قلبي
ردت عليه باستهجان تلقى عليه أوامرها
بتوجس وخيفه هتفرماح
بس دي مجزفه كبيره قوي يا ستهم وكمان عاوز حصان فهد هنموته
ردت عليه مكيده بشړ
حاضر أمرك يا ستهم
بس عاوزه التنفيذ مېته
بغل هتفت مكيده مؤكده
الليله يارماح عايزة الاسطبل رماد الليله انت سمعت نفذ
لم تمهله الرد وأغلقت الخط بوجهه جلست على مخدعها وألقت بالهاتف على المنضده تهز رأسها باستمتاع من حبكة خطتها الشريره وحدثت نفسها
لما نتفرج بجى يافهد هتعمل أيه لما تجتل حصانك بيدك الحصان اللي كنت بتنزل مخصوص بس عشان تشوفه واشتريته بملايين على نجاوةنقاوة عينك وجهرت جلبقلب ابنى وهو بيطلعلك ديما مميزينك عنه بس خلاص كفايه عليك كده عاد
استقامت بزهو تنظر لنفسها بالمرآه بخيلاء تهاتف حالها بغرور
طول عمرك مصېبه يامكيده أيوه كده اصبروا عليا وهتشوفوا مني كتير أما خلصت عليكم وأنا أخذ كل حاجه وأنتى الدور الجاي عليكى ياهنيه استلقى أول مسمار في نعش عيله الراوي اندج اندق الليله ولاحقى بجى على المصاېب
فى نفس الأثناء صعد غرفته منهك فمنذ ان وطأت قدمه البلده ولم يمهله القدر لالتقاط أنفاسه كل الأحداث توالت بدون هواده زفر بتعب ما بها درجات السلم استطالت وزاد عددها مرهق للغايه يتخيل فراشه يود التسطح لاراحة عقله من التفكير فاليوم كان عكر فى بدايته وختامه دلف للغرفه فتح بابها لتصطدم قدمه بحقائبهفالخادمات غير مسموح لهم بدخول غرفة الشباب زفر بقلة حيله من تعليمات أمه بعدم السماح لأى أحد غيرها هى وأخوته البنات بلولوج لغرفته
تنفس الصعداء وحدث الحقائب بنعاس
تعالوا أوديكم لصحابكم عشان ارتاح من هم كركبتكم وصداع البنات بتاع الصبح عايزين هديتهم لما يصحوا ميقفوش على راسى ويصحونى وأنا مېت من التعب ماهصدق أنام
استمال بجذعه وقبض على الحقائب واستقام يذهب لغرفهم لاعطائهم هداياهم
أمام غرفة الفتيات وضع هديتهم امام الباب ودق دقتتين وغادر نظرا لتأخر الوقت
للمخدع ليتثنى له أن يراها بعيدا عن كومة الملابس المنثورة عالفراش وبخطى ثقيله بارح المكان ذاهبا غرفته
قصد غرفة حمامه يستحم يزيل من على عاتقه إرهاق اليوم وتعبه تحمحم وارتدى بنطال ترينج رياضى أسود اللون وخرج عارى الصدر يلف على عنقه منشفه نفس اللون وقف أمام المرآه يجفف خصلات شعره ويتعطر
هبط بجزعه العارى على المخدع يجذب اللاب توب الخاص به لكى يتابع سير عمله بالخارج توسط الفراش بجسد منهك يبسط ساقيه يضع عليهما اللاب مكث قليل من الوقت ليشعر بتشنج عضلاته ليقوم بغلق الحاسوب ويتسطح على المخدع يحاول النوم
أغمض جفونه باسترخاء ليلوح طيفها بمخيلته شق ثغره ابتسامه تعجب فصدفتها بمذاق وبعدين معاكي يا قزمه دى تالت مره أشوف طيفك في خيالي كل ما أغمض عينى اطلعي من دماغى عايز أنام بس أجيبه منين النوم وأنتى زى البسكوته وعاوزه تتكلي أكل بصراحه أنتى عجبتيني أوووووى
أرهقه إنعكاسها كلما انضجع يمينا ويسارا ذهب النعاس من عينيه تنفس بنزق واعتدل يتسطح على ظهره وضع ساعديه أسفل رأسه واتكئ يسترجع صدفة لقائهم الغريب دهش من حاله كيف سمح لفتاه مثلها التفوه معه هكذا تبجحت كثيرا وبدلا من نهرها ظل مستمتع بعصبيتها
صفع رأسه ضاحكا من حاله واستقام ينهض من الفراش ثم أخذ لفافة دخانه ودلف الشرفه يرتشفها ويستنشق بعض الهواء المنعش وقف يستند بجزعه على سور الشرفه يزفر أنفاس السېجار والأحاديث الجانبيه مازالت تعبث برأسه تهمس له أحاسيس يحاول تجاهلها
عندما ترتبط بعائلة حقيقية تجدهم الملجأ الوحيد والدفء الذي لا ينضب مهما مرت عليك عقبات وأوجاع
دقات طروبه على باب المنزل أطلقتهابسنت ببلاهه تستفذ بها عبوسغمزة
أهدتهاغمزة إبتسامه
أهلا بالبنات الحلوه
أجابوها بذات اللحظه
أهلا يامامتى
حضنتغمزةمن كتفيها تخطو بجوارها لتجلسها على الأريكه بينها وبين أبيها هاتفه بمرح
مبسوطه ياغمزه أظن أنتي أول بنت في الصعيد تركب موتوسيكل
لم تمهلهابسنت فرصة الرد وأجابت بدلا عنها
اسكتي لو تعرفي اللي حصلها ھتموتي من الضحك
أقبل عليهم عبدالله مازحا
أنا عاوز أموت من الضحك ضحكوني
قصت عليهم غمزة ما حدث ولكن احتفظت بخصوصية مشاعرها لنفسها
خرج أحمد من غرفته على تلقيبها ب قزمه تعالت قهقهاته لينخرط الباقين معه فى موجه من الضحك
تنفس بصعوبه من بين ضحكاته قائلا
يانهار أبيض يعني مش أنا لوحدى اللي بشوفك قزمه
اغتاظت منه وأخذتها على كرامتها عبثت بوجهها تصطنع الڠضب هاتفه
كده ياأبيه أنا زعلانه منك معدتش تكلمني أنا مخصماك
استقامت تنظر لهم باستعلاء مزيف
وأقولكم أنا هسيبكم وأطلع أقعد في البلكونه لوحدى
غادرت مجلسهم وذهبت للشرفه هروبها ليس إلا حجه لتختلى بنفسها شعور وليد اللحظة جعلها مسلوبة الإراده نهرت حالها تعنفها من متى تنجذب لشخص بهذه السرعه جذبت سجاده وافترشتها
أرضية الشرفه تربعت أرضا تضع فى أذنها سماعة الهاتف ظبطت نغماته على موسيقى هادئة تساعدها على الأسترخاء أغمضت عينيها ليكون أول شئ يترائى لمخيلتها طيف صدفتهم ابتسمت ببلاهه على صدفه ولدت شعور لم يخطر ببالها مطلقا
بينما فى الداخل شعرت بسنت أنها تحاملت عليها ولم تعطى لمشاعرها التقدير الكافي هتفت
روح ياعبدالله هات لب وفول وسوداني وشبسي وتعالوا نطلع نسهر معاها بجد هي مخنوقه من اللي حصل معاها وشكلنا زودنها بضحكنا
صدح عزت قائلا بنعاس
لا اطلعوا أنتم أنا هدخل أنام أنا النوم كابس فى عينيا
التف ينظر لزوجته قائلا
يالا يا أم أحمد ملناش أحنا في السهرة دى
أومأت له أنعام بحب
يالا بينا
ثم تطلعت ل بسنت والشباب
ربنا يسعدكم يا ولاد تصحبوا علي خير
استقام أحمد مؤيدا
وأنا هغير هدومي وهجيلكم على طول ماشي يالا اطلعي ظبطي القعده معها يابسنت
ابتسمت بسنت
تحت أمرك يا دكتور بس متخافش هتلاقيها ظبطت القعده كالعاده وحطه السماعه فى ودانها عشان تهرب من اللى حصل رغم كبرت بس لسه جواها طفله بريئه
هز رأسه يوافقها الرأى وتحرك يشير لها أن تذهب ورائها غادر عبدالله ليتبضع ما طلبته بسنت لزوم السهره وهى استقامت تخطو نحوها تفسد عليها خلوتها
بين مرح الضحكات وتجاذب أطراف الحديث الشيق جلسوا حول أوارق اللعب الكوتشينه بين توزيع الورق وخد وهات لعبوا باستمتاع وتناسوا الساعات لم يشعروا بالوقت الا عندما استقامت غمزه تقطع صخب مشاكستهم لبعضهم هاتفه
هي الفيلا دى فيها احتفال
ردت عليها بسنت
تقريبا عندهم بنات ممكن تكون خطوبة حد فيهم
تطلعت بسنت لأحمد مردفه
هو مش أنت كان ليك صاحب في الفيلا دى وانتم في ثانوى وكنتم بتذكروا سوى
عقب أحمد
قصدك الداور الكبير ده اللى على أول الناحيه
شهقت بسنت مردفه
دوار مين ياعم دى قول عليها فيلا ثرايا يابنى دى شكلها وهم من برا أومال من جوه أيه
عقب أحمد
هى فعلا ثرايا فخمه بس الحج عبدالجواد الراوى مبيحبيش التعالي ورغم تجديدها بشكل عصرى احتفظ باسمها زى ما كان من أيام أبوه وجده دوار الراوى عشان يفضل محافظ على شعرة الحب اللى بينه وبين الناس من غير خوف من المظاهر فيقدروا يخبطوا على بابه فى أى وقت بدون رهبه أنه يصدهم
ابتسمت بسنت بحالميه
اللى زى الراجل ده خلصوا من زمان
تابعت تسأله
بس ليه انت قطعت علاقتك بابنهم
أجابها أحمد
دى كانت بنات الدفعه كلهم بيعكسوه وهو كان مش معبرهم كانت أيام الشقاوة كلها
انتصف الليل استيقظ عزت من غفوته تطلع جواره ليجد أنعام تغط فى نوم عميق هزها برفق لتستفيق رفرفت بأهدابها بنعاس هاتفه
خير ياحبيبى أيه قلق نومك
اعتدل قائلا
سامعه صوت البنات والشباب جايب آخر البلد الوقت اتأخر وهما لسه فى البلكونه
ما بين غفوها وصحوها تتائبت هاتفه
سيبيهم ياعزت هما فرحانين متعكننش عليهم
نهض من على مخدعه پحده
يعنى عجبك صوت ضحكهم العالى ده الناس تقول علينا أيه
استقام يخطو اتجاه الباب فتحه پعنف وذهب إليهم يصدح بصوته قائلا
يالا يا شباب ادخلوا ناموا الوقت اتأخر وصدى صوتكم مسمع فى البلد كلها
جاءت من وراءه أنعام تمسد على كتفه أن يهدء بينما اعتذر له الشباب عما صدر منهم واستقاموا يغادرو
قطع خطواتهم استفهامه
بس أيه ريحه الدخان دى كلهم
مطوا شفتيهم وتبادلوا النظرات بعدم فهم ودرايه
فزع عبدالله
فعلا يابابا الريحه ظهرت حالا احنا قاعدين من بدرى مكنش فى روايح لدخان
أشارت بسنت پصدمه
بصوا كده الدخان جاى من دوار الراوى
صاح عزت
بسرعه يا ولاد انزلوا ساعدوهم المزرعه مليانه مواشي وخيول
جرت غمزه مهروله پذعر
أنا هسيبكم عشان انقذ المواشي
هرول ورائها أحمد يستوقفها
استني جاى معاكي
ناشدت بسنت عبدالله برجاء
استني يا عبدالله عشان خاطرى هاجي معاكم
قاطعتها أنعام رافضه
لا طبعا مش هتروحى أنتي ناسيه عندك حساسيه من الدخان يعنى ممكن تجيلك الأزمه وتروحي فيها
برجاء ألحت بسنت
ماما سبيني اخرج لو