رواية غمزة الفهد "بقلم ياسمين الهجرسي"
من جديد وهتفت پألم
اتصرف ياأحمد مش قادره استحمل
انفزع فهد لمنظرها آلمه قلبه وغص من أجلها يحمل نفسه الذنب فيما حدث لها
رتب أحمد على كتفها يحاول تهدئتها
أهدي أحنا هنضف الچرح الأول بس الأول هناخد أبره صغيره في دراعك عشان ما تحسيش بالألم أنا عارف أنك پتخافي من الحقن بس أنا أختى كبرت صح وبقيت دكتوره ومش پتخاف
مستحيل أنت بتهزر صح
تعالى بكائها ورفعت رأسها تنظر ل فهد ودموعها تهطل بغزاره تترجاه بنظراتها ولسانها
قوله أنى بخاف من الحقن جدا يا فهد
استغرب أستنجدها به ولكن لبى ندائها تعمق فى نظراتها واقترب منها ونظر لأحمد بمعنى حضر الحقنه
اقترب منها يمد يده لها قائلا
ممكن تهدى هتخافي وأنا معاكي دى حقنه بسيطه غمضي عيونك وفي لحظه مش هتحسي بحاجه خالص
هز فهد رأسه يحثها على الأطمئنان هاتفا
هاتى أيدك يا غمزه وامسك فيا
كل هذا يحدث تحت نظرات أحمد المندهشه للهدوء الذى يسود بينهم
بالفعل استكانت غمزه وتمسكت بيده ولكن هلعها مازال مسيطر عليها أغمضت جفونها پخوف وغرزت أضافرها في معصمه أدت إلى جرحه لم يبالى بأصابته كل همه توجعها أثره برأة ملامحها شرد فى نقاء طفولتها رغم كبر سنها
بينما هى من شدة الألم مازالت تضغط على يده بينما هو مستمتع ينظر ليدها وقوة تمسكها به بسعاده
زفر أحمد براحه معلنا انتهائه
الحمد لله ياستى خلصنا خلاص
جحظت غمزه مندهشه
بجد أنا ليه محستش بحاجه
داعبها أحمد
اللى شاغل عقلك أكيد كنتى بتفكرى في حاجه مهمه اوى
ألف سلامه عليكي يا دكتوره وآسف أنى كنت السبب في اللي حصلك
انتبهت ليدها ممسكه بيد خجلت من فعلتها سحبت يدها بعيدا عن يده لتنتفض فجأة تقفز
من علي سرير العياده
هتفت معتذره
أنا آسفه أنا جرحت أيدك من غير ما أقصد أنا عارفه نفسى جبانه وغبيه
بود أردف فهد
أهدى محصلش حاجه ده چرح صغير محستش بيه أصلا
بسيطه تعالى أطهرلك أيدك
واسترسل بمرح
معرفش ليه البنات بتحب تربي ضوافرها وتخاف عليهم كأنهم كنز كبير عندها استعداد تخسر أي حاجه بس ضوافرها لا
عبست غمزه وزمت شفتيها
أنا كده بردوا زعلانه منك علي فكره متكلمنيش تاني
تعالت ضحكات احمد يصفق بكفيه مهما تكبرى هتفضلي طفله
بينما هو غرق في شكلها الطفولي سحر بافتتان من برأتها التى تحثه على أكلها
اخلص تعالى أطهرلك مكان ضوافرها
عقب عليه فهد
بسيطه ياأحمد في أيه لده كله
تركه وخطى بجوار المنضدة الموضوع عليها المطهرات جذب زجاجه ورش نها بضع قطرات على يده
نهره أحمد صائحا
ايه يا ابني اللي حطيته ده دى ماده هتخليه يلتهب زياده أجرى أغسل أيدك بسرعه
تطلع فهد لعينيها وهتف باعتذار
عادى دى حاجه بسيطه المهم الدكتوره تسامحني اني كنت السبب في ألمها
توردت وجنتيها خجلا هاتفه
مفيش حاجه مستدعيه للأعتذار أنا معملتش غير واجبى وكل حاجه بتحصل لينا مقدر ومكتوب الحمد لله أنها جت لحد كده
نهض أحمد يجمع أشيائه بالحقيبه يستعد للمغادره تطلع ل فهد قائلا
تعالا يافهد اركب معانا مش هتعرف تسوق من أيديك الكحول اللى انت حطيته هيشد عليك مش هتعرف تمسك تارة الدريكسيون وأبقى أبعت حد من الغفر ياخذ عربيتك
أومأ له فهد بالموافقه وترجلوا سويا للسياره استوقف فهد أمام الباب الخلفى كى يصعد
أشارت له غمزه بتهكم
أنت رايح فين يا أفندي أنت أنا اللي هركب ورا اتفضل أنت أركب جنب أحمد أثار حنقتها كلامه أزاحته بيدها قليلا وفتحت باب العربه وصعدت بهدوء تجلس بكبرياء
حدجته بحاجب مرفوع
علي فكره أنا بفهم في الأصول
استغراب اندهاش هذا شعوره الطاغي عليه الآن
ابتسم مشدوها من تصرفاتها عندها مقدره رهيبه على التحول فى ثوانى مجنونه وقعت في حبها يافهد اللي جاي كتير شكلها هتجننك وهذا ما حدث به نفسه
استقر كلا منهم فى مقعده وانطلقت السياره فى طريقها
قطع أحمد صمت الطريق قائلا
معلش يافهد في سؤالى بس مين اللي بيكرهك أقوى كده عشان يدمر الدنيا بالشكل الرهيب ده
نظره متحيره بادله أياها هز رأسه بعدم معرفه مردفا
مش عارف ياأحمد أنا بقالي كتير مسافر معرفش حاجه ولا سمعت أن في حد بيكرهنا أو بينا وبينه عداوه وعمر جدي ما ظلم حد ولا بابا كمان وأنت عايش في البلد وعارف هما بيتعاملوا مع الناس ازاي
شاركتهم غمزهحديثهم
الحمد لله أن مفيش خساير في الأرواح ودي أهم حاجه دالوقت والباقي أن شاء الله يتعوض
حل الصمت من جديد ليقطعه صدوح رنين الهاتف وكان الاتصال من والدها عزت
اتسعت ابتسامتها وردت عليه بمشاغبه
كده يا حبيبي ما تسألش عليا كل ده قلبك بقى قاسې قوي وانا مخصماك وأنسى أن لك حبيبه اسمها غمزه
عذرا معنا عاشق فى درب الهوى جديد كلماتها أضرمت الڼار فيه حاله حال من يراه يجزم أنه سينفجر من شدة تشنج عضلاته عروق وجه انتفضت بارزه ضاق ما بين حاجيبه بعبوس مكفهر وكأن الشيطان سيتلبس جسده زفر أنفاسه بحنق التف لجهة الشباك حاول تهدئة وتيرة خفقاته أغمض عيونه بشرود هامسا لنفسه
يا بخته اللي أنتى بتحبيه الحب ده كله وبتعاتبيه بحب على اهماله لكي
قهرة المحب فى الحب موجعه عاتب حبيبها يحسده وكأنه يراه
كم أنت محظوظ أيها المحب بما عشقها قلبي وامتلكت فؤدي
استرسل يناشد قلبه
اعتذر لك أيها القلب لأن من سكنتك أنت لا تملك قلبها
غص قلبه من همسه المؤلم وتحجرت دموعه أسكنها مقلتيه عسى ألا يفضح أمره
بنزق محبب هتفت غمزه
اتفضل ياأحمد كلمه أنت عشان أنا مخصماه
بدعابه هتف أحمد
دايما تجيب لنفسك الكلام رهيب أنت يا بابا عجبك كده أهي قلبت شفايفها علينا استلم بقى لما تجيلك
عزت بقلق
أختك عامله أيه ياأحمد طمني عليكم الهانم سابيتنا أول ما دخلنا المزرعه ومعرفش عنها حاجه واتلهينا لحد ما عبدالله جه وقالى أنه شافها قولى يابنى هى بخير
عقب أحمد مطمئنا أياه
أحنا زي الفل حضرتك ما تقلقش ودلوقتي هجيب البرنسيس بتاعتنا عشان ترتاح هى مرهقه شويه لكن زى القرده صاغ سليم وكمان معنا فهد تتصور طلع فهد زميلى من أيام الاعدادي والثانوي
بمحبه هتف عزت
طيب ياأحمد ادهولي أسلم عليه وأطيب خاطره بكلمتين فى المصېبه اللى حلت عليهم
أما عنده هو أخيرا تنفس الصعداء زفر نفس طويل وكأن حجر يجثو على صدره يعوق تنفسه حمد الله أنه والدها
حدث نفسه يلعن غبائه
لتاني مره أظن غلط وفي الاخر يكون حد من أهلها
ابتسامه زينت ثغره تطلع لها بالمرآه لتتقابل عيناه بخاصتها هامسا لنفسه
عشقت نمره شرسه في ملامح طفله
على شروده لم يستمع لصوت أحمد وهو يقول
اتفضل يافهد الحاج عاوز يكلمك استفاق على أحمد يلكزه من كتفه فهو سارح فى ذات العيون اللوزيه
تنحنح فهد معتذرا
آسف كنت سرحان
أخذ الهاتف يجيب على الاتصال قائلا
السلام عليكم أزيك يا حاج
أجابه عزت
وعليكم السلام معلش يا ابنى قدر الله وماشاء فعل
عقب فهد مردفا
الحمد لله كل اللي يجيبه ربنا كويس شكرا ياحاج على سؤالك وشكرا لحضرتك على وقفه أحمد وعبد الله والدكتوره غمزه معنا
هتف عزت بود
عيب يا ابنى الجيران لبعضها مابالك بأبوك ده عشرة العمر ربنا يعوض عليكم مع السلامه ربنا يستر طريقك
أغلق المكالمه واستدار يعطى الهاتف لغمزه مدت يدها أخذته وملامحها عابسه فألم يدها مازال يداهما
فى نفس الأثناء تصاعد رنين هاتف فهد يعلن عن اتصال أخرجه من جيب سرواله ليجد المتصل والدته
أجابها على الفور قائلا بقلق
خير يا أمى فى أيه
عقبت هنيه بصوت مهزوز
روح هات الدكتور أحمد هو لسه ماشى من المزرعه بس جدك تعب ومش عارفه رقمه عشان اتصل عليه
أردف بلهفه متوتره
متقلقيش ياأمى ثوانى مسافة السكه هو معايا اصلا هجيبه وأجى
أغلق الهاتف والتف يحدث أحمد
معلش ياأحمد هتعبك معايا جدى تعبان جدا ومحتاجينك فى البيت ضرورى
أومأ أحمد بسعة صدر قائلا
حاضر مفيش تعب خالص يالا بينا متقلقش ده كان متوقع بعد اللي حصل
قاطعتهم غمزه
أنا هاجي معاكم عشان البقره اللي اتولدت النهارده كان لازم اكشف عليها أنا سيبتها ومشيت عشان صخر
احتنق فهد من تهورها مردفا
أنتي لازم تروحي ترتاحي عشان انتي تعبانه كفايه اللي حصل لحد كده
أيده أحمد مؤكدا
فهد عنده حق وكمان عشان الحقنه اللي أخذتيها دي هتنيمك في اقل من نص ساعه
بلاش دماغك اللى انشف من الحجر هتضرى نفسك چرح أيدك كبير ممكن ېنزف تانى بلاش تصدرى دماغ الصعايده النشفه دى
اقتنعت برأيه وأومأت بالموافقه وصلوا أمام البيت هبطت
تترجل من العربه ودعتهم واستدارت تدلف للداخل
بينما داخل بيت عزت القلق هو المسيطر عليهم
هتفت أنعام بحنو
قوم ياعزت ارتاح شويه انت تعبت قوى بسبب اللي حصل النهارده والحمد لله أحمد طمنك على غمزة وأهوو جايين فى الطريق وعبدالله من وقت ما جه معاك دخل أوضته مخرجش شكله نام
جذبت يده تحثه على الخلود للنوم والراحه بعد عناء الأحداث السالفه
تنهد عزت بتعب مردفا
ماشي ياأنعام
استقام يخطو بجوارها لغرفة نومه وهو يوصيها
بس لما الولاد توصل ادخلي طمنيني
أومأت أنعام مبتسمه تجيبه
حاضر بس ارتاح أنت هم مش لسه صغيرين أنت عندك رجاله حتي بناتك رجاله لما قاعدين جنبنا لحد الوقت من غير جواز
هز عزت رأسه بيأس فزوجته لا تمل من هذه السيره صعد مخدعه يسطح جسده بارهاق
عقب عليها
لسه مجاش النصيب قولي يارب
أمنت أنعام على دعائه
يارب يرزقهم بولاد الحلال اللي
يهنوهم ويريحوهم نفسي افرح بيهم قبل ما أموت
بحنو أردف عزت
ليه السيره دى ربنا يبارك فى عمرك يا انعام احنا هنجوز العيال واخدك ونطلع نحج سوى أن شاء الله
رتبت أنعام على يديه هاتفه
ربنا يخليك لينا ياحبيبى
جذبت الغطاء دثرته ودنت منه طبعت قبله على جبهته واستقامت تطفئ الأنوار وغادرت الغرفه تنتظر باقى أولادها
مر قليل من الوقت ليصدح صوت طرقات على باب البيت همت ذاهبه تفتح فوجئت بغمزة بمفردها أفسحت لها الطريق تدلف للداخل على أقرب أريكه جلست غمزة بتعب ظاهر على جسدها المنهك
أنتاب أنعام القلق هتفت بتساؤل
مالك ياغمزة شكلك عامل كده ليه أيه اللى حصل يابنتى وفين أحمد مش كان جاى معاك
أجابتها غمزة بارهاق
أهدى ياماما أنا كويسه قدامك أهووو وأحمد عقبال ما وصلنا البيت جه ل فهد تليفون جده تعب فاضطر أحمد يروح معاه عشان يكشف على جده
تصاعد التوتر بقلب أنعام من شكل لفافة يدها دنت منها تجلس جوارها وهتفت باستفهام
كويسه أزاى وشكل لفة أيدك بتقول مچروحه چرح كبير
وضعت غمزه يدها على فمها تستحلفها أن تخفض صوتها
بالله عليكى ياماما وطى صوتك شكل بابا دخل ينام هو مش بيستحمل السهر وأكيد تعب معاهم فى المزرعه فمش عايزة بابا يقلق عليا
أزاحت يدها بحنو
طب ياقلب ماما هو موصينى أول ما تيجى أطمنه عليكى أيه الحل فى المعضله دى
بنعاس نتيجة المخدر تتأبت هاتفه
بصى ياماما تقريبا أنا الحقنه اللى أحمد أدهانى بدأت تتقل دماغى سيبنى أدخل أنام ولما بابا يصحى الصبح أنا