رواية قابل للتفاوض بقلم إيمان سالم
يرمي بأن تتزوج فضل رضوان ... وهو لم يمانع لكنه لم يعطيه كلمه صريحة ... المصالح بينهم كانت تستدعي منه أن يترك الامر معلق بتلك الصورة حتي لا تتدهور العلاقات ... فهو يملك من الذكاء والحكمة قدر كبير في تصريف الامور بشكل جيد دون خسارة فهو أكثر شئ يكرهه الخسارة ...
تحدث عاصم پغضب وليه تتجوز المصراوية دي هما بناتنا مش ملين عينك ولا ايه!
نظر له عاصم بشك متحدثا بينك حبيتها يا فضل!
تغيرت ملامحه وقضب بين
جبينه متحدثا بصوت غاضب الحب ده مش في قاموسي يا عاصم جلت لك شغل وبس
اومأ عاصم في شك وبداخله ڼار كبيره ... الكل لا يريد اخته وكأنها عار ... كأنها وباء الكل يبتعد عنها خشية الټأذي يزفر في داخله بڼار مشتعله لو رأها أمامه الآن لحرقها حيه من شدة غضبه الذي لن يظهره أمام فضل حتي لا يشعره بشئ ...
نظر لها بتفحص وهو يغلق احدي عينيه قليلا ينتظر ما سيقول
وصل رحيم بعد طريق طويل ومجهد
دلف غرفته كانت تنتظره علي أحر من الجمر فقد تأخر قليلا
اقتربت منه سريعا ومئزرها يرفرف خلفها واحتضنته بقوة تعلقت في عنقه وكأنه طوق النجاة ... اشتاقت له ...وكأنما غاب عنها لسنوات ... رفع يديه ليحيط خصرها ضامما اياها له بقوة أكبر منها هامسا لحوار أذنها بمعسول كلامه توحشتك جوي
لا مستنياك وعصافير بطني بتصوصو
ضحك وهو يأخذها تحت جناحه يسير معاها للداخل متحدثا بلطف بتصوصو بتصوصو
اومأت له في تأكيد
تحدث مداعبا لاه مليش حج كيف اتأخر كده واخليها تصوصو لازم نأكلها
هتفت وهو تتبتعد عنه ترتدي ازدالها هنزل اجهز الاكل علي طول وهطلعه ناكل هنا
هتف معترضا هو يستلقي عليالفراش هو أنا جلت ايه هو الاكل حرام وأنا معرفش!
زفرت وهي تتجه للخارج متحدثه حاضر هجبلك خروف
تحدث بصوت عالي جوام وحياتك اصلا جعان جوي جوي
غادرت والبسمة تملئ وجهها وقلبها فهو كفيل بأن يغيرما تشعر به في لحظات يملك من الحنان ما يكفي ويزيد ... وضع يده خلف رأسه يتذكر ما حدث منذ ساعات ... وهو يقف أمامه في مكان عمله ... يسأله بكل صراحة ماذا يريد منهما
تغير قسمات وجهه وظهر العرق النابض برقبته مع ارتفاع انفاسه توقع رياض لكمه تطيح به بعيدا لكنه فوجئ من هدوء نبرته متحدثا من الآخر جول عاوز ايه من غير لف ودوران ... أنا جيتك دغري جيني دغري
رفع حاجبه متحدثا بسخرية هكونةعاوز ايه ابن اخويا ميترباش في بيت راجل غريب
هتف في ڠضب أنت جاي تهزقني هنا ولا ايه احنا بنا المحاكم وشوف مين اللي هيضحك في الآخر
تنهد رحيم متحدثا أنا جيتك لحد عندك مش خوف ولا ضعف أنا أعرف أجف جصاد كويس جوي بس جيتك عملت حساب للدم ومعاك يومين كلمتني جلت عاوز ايه فيهم كان بها مكلمتنيش خلاص يبجي أنت اللي
اخترت
حدقه بنظرة غاضبة متحدثا مبتهددش ومتفكرش الكلمتين دول خوفوني ولا هزوا شعره مني
هتف رحيم قبل أن يغادر أنا عملت اللي عليا خلاص والكرة في ملعبك
لم يفق من شروده الا علي لمسه حانيه وصوت عذب يخبره أن الطعام جاهز
الټفت لها يستجمع افكاره ثم اقترب من الطعام يسمي الله وكانت أول لقمة توضع في فمها بإيثار وهي تنظر له بحب كبير وشعور بالامان لم تحسه قط إلا معه
مر يومان ...
أنتهت المهله التي تركها له
لن يتراجع عن ما قرر سيعرف كيف يأخذ سيف منه بحكم قضائي لن يتراجع اتجه لغرفة المكتب يطرق الباب علي فارس ودخل علي الفور
تحدث فارس وهو يقلب في اوراق يطالعها اهلا يا خوي
كيفك عاش من شافك ياود ابوي
ضحك رحيم من قلبه وهو يجلس متحدثا بينك بتتريج علي صح أنا مش هرد عليك كاني مسمعتش حاچة
انتقل الضحك لفارس متحدثا بتعجب به به لاه دا أحنا مزجنا بحيعالي جوي اهه
ابتسم فارس في سعادة وتلك المرة تحدث بجدية حاسك مبسوط يا رحيم مش كده
أومأ متحدثا الحمدلله يا اخوي
تنهد فارس متحدثا ياااه يا رحيم من زمان مشفتش وشك منور زي دلوك يارب فرح جلبك علي طول يا اخوي ويرزجك الولد
تنهد رحيم يجيبه امين يا اخوي بجولك هات رقم المحامية عشان اكلمها في القضية
تحدث فارس في شك عمه موفجش علي التراضي معاك
لاه يا اخوي رحت لحد عنده وموفجش
اومأ فارس متحدثا سيبه بجي للجضايا والمحاكم وحبالها الطويلة وفي الاخر مش هيطول حاچة واصل
اكد رحيم في قلق ربنا يستر هكلم المحامية اللي صحيح اسمها ايه
راية
صمت رحيم يتأمل الاسم متحدثا حلو جوي الاسم ده
اومأ فارس دون حديث واعطاه الرقم غادر رحيم وقد اخبره انه سيحاكيها ليعرض عليها الامر كامل
وبالفعل هاتفها ...
كانت رحمة قد غادرت المشفي منذ أمس ... كانت كل من رحمة وراية تشاهد التلفاز فب غرفة المعيشة راية تجلس ورحمة ممدده علي الاريكة ورأسها علي أرجل راية ... رن هاتفها مالت قليلا لتلتقطه من جوارها ... ونظرت للرقم لتجده رقم لا تعرفه ... وضعت الهاتف لجوارها من جديد وبداخلها يتسأل ياترا لمن هذا الرقم
تسألت رحمه بشك مش هتردي يا راية!
اجابتها سريعا لا رقم معرفوش
اومأت قليلا ودارت الافكار في رأسها هي الاخري من المتصل هل يكون فضل او أحد اتباعه
لكن مع الرنين الثاني استوت رحمة جالسة تطالع الهاتف بقلق والاخري كانت تطالعه بنبضات عالية
هتفت بصوت مهتز مش هتردي
كان سؤال لكنه كان تحفيزا لها فرفعت الهاتف علي أذنها متحدثه بصوت متردد السلام عليكم
جاءها الصوت الحنون وعليكم السلام ورحمة الله الاستاذة راية معايا
ردت في تعجب وخوف من يقصدها ايوه مين معايا
أنا رحيم عتمان
اتسعت عينيها وانقطعت انفاسها لماذا تهاتفها هو الآخر وغاب عن فكرها تماما القضية الخاصة بزوجته
اعتقد أن الخط انقطع بعد هذا الصمت الطويل فهتف ليتأكد الووو
ايوه معاك
آسف لو اتصلت في وجت مش مناسب ولا حاچة
تعجبت من نبرته الهادئة الغير متعالية كأخيه وهتفت لا ابدا مفيش ازعاج ... خير
فارس كلمك عن الجضية قبل كده
ضړبت رأسها سريعا تتذكر القضية متحدثه ايوه كان كلمني من يومين فعلا بس نسيت
ابتسم رحيم متحدثا لاه بالله عليك مش من اولها تنسينا
ابتسمت قليلا هي الاهري متحدثه معلش كان عندي ظروف صعبة بس الحمدلله خلاص ونظرت لرحمة
هتف طب الحمدلله حيث كده اجدر اجيك المكتب دلوك
لا أنا مش في المكتب الوقتي ومش هقدر اروح الفترة دي
تعجب رحيم متحدثا امال هجبلك كيف
همست له مش عارفه بس الوقتي مش هقدر اسيب البيت ولا هقدر استقبلك فيه ...
طب والعمل
تذكرت وسيم ... فهتفت ممكن بكرة هيناسبك
ايوه مناسب
خلاص أن شاء الله
كان في غرفته ....
يرتدي جلبابه الذي احضرته له ... تنظر لنعكاسه في المرأة وهي تضع يد علي كتفه والآخري خلف ظهرها نظر لتقوسه متحدثه هنروح كلنا الفرح يا أبوعلي
نظر لها لحظات قبل أن يهتف مؤكدا ... أيوه
شردت تفكر هل تصالح هو حنان قلبها يحدثها أنه لم يحدث ...لكن فضولها سيقتلها إن
لم تعرف فهتفت لتأخذ الاجابة منه وحنان هتاجي هي كمان
نظر لظلها في المرآة بقوة وكأنه يخبرها لما تسأل هذا السؤال لكنه صمت يطالعها وهو يرتدي عمامته بنظرة معتمة تعلمها جيدا
حاولت اخراج نفسها من هذا المأزق متحدثه بسأل عشان مشفتهاش النهاردة تكون تعبانه ولا حاجة!
نظر لها من جديد متحدثازينة و بعت حد يجولها
تنفست الصعداء فمازال الخصام قائم كلماته اخبرتها بالجواب لتفرح هي الآن المتسيده الاولي للموقف اتجهت لخزانة ملابسها تخرج ثوب غالي قد اشترته خصيصا لتلك المناسبة
وفي الغرفة الآخري
جذبها منةشرودها البعيد طرق الباب ... تنهت هاتفه ادخل
دلفت الخادمة علي استحياء نظرا لكونها نائمة وهتفت سيدي فارس جالي اجولك اجهزي عشان الفرح والكل هيروح
لو أن احدهم دفع خنجر لصدرها بكل ما يملك من قوة لكان أهون مما تشعر به الآن التلك الدرجة صارت
نكرة يرسل الخدم ليعطيها آومره الفذة هل أصبح دورها هنا تنفيذ ما يريده فقط خرجت الخادمة وأغلقت الباب وانفتحت خلفه ابواب دموعها قهر لم تشعر به قط هل حياتهم هانت عليه لتلك الدرجة ام كانت لا تساوي شئ بالنسبة له من الاساس هل الحب والعطاء مكافأته الذل والهوان لا لن ترضي بذلك مطلقا ... ما عادت هي حنان ااسابقة لقد كسر بداخلها شئ كبير .... ليكن ذلك ستعطيه ما يتمني وأكثر ... نهضت من علي الفراش ترتدي افضل اثوابها ما يجعلها جميلة ... ذلك الثوب الأسود المطعم باللون الأحمر كم عشقه عليها ... ترتديه ليس له ... ماعادت ستعطيه شئ لقد نفذ رصيده من الفرص ومهنا حاول التجديد لن يستطيع ارتدت ثوبها وكحلت عينيها بقوة تريد أن تظهر التحدي بهم وها قد كان ... كان الكل في الأسفل ينتظرون المتأخرون وهم شجن وحنان
نزلت من علي الدرج تتبختر في مشيتها تريد أن تخبره أنها لم تضر أنه غير فارق معها ... لن ينكر أنه تأثر ولكن قليلا ... ولم يترك رحيم الصغير فرصة لهما أكثر من ذلك
كانت شجن في الأعلي تعلم جيدا أن اليوم من المؤكد ستلتقي بهم جميعا ... كلما أخرجت ثوب شعرت بأنه غير مناسب تريد أن ترتدي ثوب يخفيها عن الجميع وخصوصا هو عاصم عتمان
ستراه بعد آخر مرة وهي لا تعرف أنها لم تكن آخر مرة فهو رأها سابقا بعدها وهي لم تراه
انتهت في اختيارها علي ثوب بلون الفضة غريب وفريد ارتدته وحجابها ونزلت لاسفل ضمھا رحيم كان أول من يحتضنها تحت جناحه وكأنه يطمئنها يخبرها أنه يشعربما يجول بخاطرها
أتجهت لسيارة رحيم وهتفت لشجن في كبرياء بغضه بشدة روحي في العربية التانية اصل عاوزه سلوان في حاجة مهمة
اتجهت شجن هي تعرف أن هناك خلاف بينهم وعندما لم يعترض فارس لم تقسو علي حنان وتركتها علي رغبتها
كانت النظرات بين رحيم وسلوان حزينة علي ما يحدث لحنان تراها سلوان جوهرة مع من لا يقدرها هي تبغضه لا تنكر لكن هذا بعيد كل البعد عن تقيمها للموقف تشعر بأن حنان مهدور حقها لعدم انجابها حزينة عليها كثيرا لكنها خاولت جاهدا أن تخرجها