الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية قابل للتفاوض بقلم إيمان سالم

انت في الصفحة 53 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز

لك عليه قبل كده وبيقول في موضوع مهم جدا
نظرت لها رحمة متعجبة وهمست وهي ترفع اكتافها قليلا وايه المشكلة متشوفي شغلك يا راية روحي يا حبيبتي أنا مش صغيرة وهتفضلي جمبي تحرصيني وتعطلي مصالحك كلها بسببي 
ردت في حيرة رحمة بطلي تكلمي بالطريقة دي انا اختك الكبيرة يعني لازم أخاف عليك واحميك لو معلملتش أنا كده امال مين هيعمل يا بت أنا بعتبرك بنتي مش اختي 
ادمعت عيني رحمة قليلا ونزلت من علي الفراشةتجاهها ټحتضنها بقوة متحدثه خلاص بقي يا ماما راية بقي والله العظيم هعيط 
ضمتها راية وقبلت رأسها متحدثه ماشى وسيم مكلمكيش من انبارح
تجمدت ملامحها سريعا ولحظات وهتفت في حزن بعيد لا... بس أكيد مشغول
أكدت راية ايوه اكيد وراه شغل هو اللي عطله ولما يخلص هيكلمك
اومأت متحدثه يمكن!
صړخت رايه وهي تخرجها من احضانها الراجل نسيت أني ورايا معاد وركضت تجاه الباب متحدثه خدي بالك من نفسك أنا هلبس وهنزل علي طول
اومأت رحمه متحدثه حاضر هاخد بالي علي نفسي مټخافيش أنت بس يالا ... جووو
أبتسمت لها سريعا واغلقت الباب متجه لغرفتها تبدل ثيابها
لحظات وكانت قد انتهت واتجهت لرحمة من جديد تملي عليها بعض النصائح الاضافية ليطمئن قلبها قابلتها رحمة ببعض الاستهجان وبعض القبول حتي لا تزعجها ..غادرت راية لاسفل وقبل أن تدخل السيارة شعرت بنغزة قوية في قلبها تنفست بقوة ووضعت يدها علي صدرها وظلت واقفه لجوار السيارة شاردة
حدثها السائق في شك في حاچة يا ست هانم!
انتبهت له راية متحدثه لا .. مفيش حاجة وصعدت السيارة لكن عقلها لم يتوقف يصور لها مصائب قد تحدث في غيابها تحدثب صوت خاڤت مش عارفة حسه قلبي مقبوض حاسه في حاجة وحشه هتحصل 
زفرت وهي تنظر من النافذة تحاول الهدوء ورمي تلك الوساوس خلف ظهرها 
نظر لها السائق في المرآة ليتأكد انها بخير ثم أكمل الطريق
اتجهت رحمة تكمل مذاكرتها وتحاول ابعاد أي تفكير يعوق دراستها لابد من أن تعوض ما مضي وتتفوق أيضا لابد من أن تكلل تعب راية بالتفوق ... 
بدأت في المذاكرة ونست كل شئ آخر حتي هاتفها الذي وصلته رسالة منذ قليل ... وكانت من فضل ...!
وصلت لمنزل يبدو قديم قليلا لكن الفخامة له عنوان في كل شئ ذو مساحة كبيرة ... سارت خلف السائق يرشدها لمكان فارس في المجلس الكبير
طرق المجلس رغم انها غير مغلق وهي كانت خلفه بخطوات لم تري شئ في الداخل كان يحجب عنها الرؤية 
جائها صوته القوي من بعيد روح أنت شوف شغلك .. اتفضلي يا أستاذة
ابتعد السائق وافسح لها المجال لتدلف ... لم تكون يوم ضعيفة ولا تخاف الناس مقدامه دائما دخلت في ثبات يحسدها عليه أشد رجال القت السلام في هدوء ورزانه تليق بها وهي تنزل الحقيبة عن كتفها 
نهض فارس ترحب بها أهلا يا أستاذة اتفضلي وأشار لها بالجلوس في مكان بالقرب منه
كان الجميع في حالة ذهول هل من ستتم الامر امرأة وتفحصها عاصم ليعرف أنها هي راية شعر بالڠضب وسوء الحظ لقد نفذ المحامين من البلد أجمع حتي يقع حظه العسير مع تلك الرعناء لتكون هي المحامي الذى سيتمم عقد الزواج ويتسأل في شك كيف لفارس أن يستعين بها هكذا لابد من أن هناك سر 
شعور بنفور قوي ولكن الخۏف من أن تفعل شئ كان أكبر لكنه تراجع في تفكيره يحمد الله فهي لا تعلم عنه شئ فقط فضل هو عدوها ... غافل هذا الابلة عن أنها تعلم عنه الكثير و أشياء ما كان يجب أن تعرفها
جلست تدور بعينيها علي الجالسين تتعرف عليهم وكان الوجه الذي نفض كل خليه بجسدها وجعلها متفاجئة او ربما متحفزة لتستمع لما هي هنا الآن شعرت بأن القادم لن يروقها ... عينيها متسعه بقلق توتر تحاول اخفائه لكنها لم تنجح !
تحدث فارس بصوته القوي لإخراجها من ذلك الشرود دول اعمامي وولاد اعمامي يا إستاذه ...ودي الاستاذة راية المحامية اللي هتتم الجوازة
صعقټ من تلك الكلمات رغم توقعها بأنها ستقال لكن التوقع غير الحقيقة فسماعها كان اشد قسۏة مما تخيلت هل ستتمم هي عقد زواج العرفي ... راية! من وقفت في وجه الظلم ووقفت لك شئ لم تتقبله علي نفسها ولا اهلها هل ترضاه اليوم بأت تتمم زواج عرفي مقيت سيحرم واحده كل حقوقها وربما عانت بسببه
نظرت لفارس سريعا متحدثه بعيون غاضبة قراءها سريعا ممكن دقيقتين علي انفراد يا فارس بيه
نظر لها متعجبا يحاول فهم ما يدور برأسها ويتطلع لبعيد لنظرة الموجودين ربما يتحدث عنهم أحد بسوء او يظن بهم سوء فهتف بإسفهام خير في حاچة عاوزها اشيع اچبها !
ردت في تأكيد حاچة شبه كده معلش بس دقيقة
نهض ملبيا طلبها متحدثا بصوت جهوري معلش يا رجالة دقيقتين بس وراجع لكم
هتف الجميع خد راحتك 
خرج من المجلس للممر الكبير مشيرا لها في إتجاه ما وبالفعل ابتعدوا قليلا حدثها بتسأل وقلبه يشك بما يدور في رأسها خير يا إستاذة في حاچة!
ردت في ڠضب متسأله هو أنت بجد عاوزني أكتب عقد جوازهم ... فعلا !! 
ارتفع حاجبه الايسر متحدثا ايوه جد هي الحاجات دي فيها هزار!
اتسعت عينيها أكثر متحدثه عاوز تجوز اختك لواحد مشيه بطال وأنت عارف
اتسعت عينيه هو الاخر متحدثا جصدك ايه وضحي كلامك !
قصدي أنت عارفه كويس يا فارس بيه ومش محتاج اقول لك حاجة أنت عارفها اصلا 
بدأت عينيه في النبض الخاڤت وكأنها قطار يسير ببطء في بدء تشغيله متحدثا بتأكيد ايوه عاوز تكتب كتابهم
ردت في ڠضب ده مش كتب كتاب كتب الكتاب اللي بتقول عليه ده بيكتبه المأذون مش أنا ده جواز عرفي 
رد هو الاخر في ڠضب ده جواز وناس يامه ماشيه بيه مش أحنا أول ناس هنعمله وبعدين فيه اشهار وكل الناس
هتبحي عارفه يعني مش حرام
ردت في تعجب وملامح مكفهره حتي لو اللي بتقوله ده صح أنت بتضيع حقوقها في حاجات كتير بتضيع أختك 
رد فارس في ڠضب يحاول اخفاءه أنت موجوده اهه عاوزك تاخدي عليه كل اللي احتياطات وزيادة وشيك علي بياض كمان لازم نكتفوه حلو عشان مضيعش حجها 
ردت في حسرة حتي لو كتفته وخدت اللي بتقول عليه ده هتبقي مطمن علي أختك معاه
نظر لها نظرة واحده منكسره ربما لم تتوقع أن تراها في عينه القاسېة تلك لكن سرعان ما غابت الكسرة ليحل محلها الصلابة والجمود من جديد متحدثا بقوة خيتي وأنا ادري بمصلحتها ومعلكيش الإ أنك تنفذي المطلوب ياأستاذة 
شعرت بالاستياء منه كانت علي وشك أخباره بأنها بعد غد ستزج بهم في السچن ليتعفنوا هناك لكنها تراجعت ولاول مرة تصمت .. تشعر بالڠضب منه وبالحزن على تلك الفتاة البريئة التي تعلم جيدا أنها كبش فداء لحرب قديمة ومجرد صفحة فحرب جديدة هي الفتاة التي سيلقوها في النيل ليظل يجلب لهم الخير فما المشكلة إذن لو ضحي الجميع بفتاة ليعم الخير علي الكل !!
دلفت للداخل بخطوات مجبرة غاضبة حتي جلست من جديد وشرعت في كتابة الاوراق تحت نظرات كحرب بين عاصم وفارس ... فهل سيكتفوا بالحړب الصامتة بينهم !
شعرت بالضيق من الجلوس في الغرفة فاتجهت ببعض الكتب للشرفة تستنشق الهواء بقوة وكأنها عصفور كان سجين لسنوات طويلة واخيرا نال حريته ... شقت الإبتسامة وجهها العذب قليلا وكأنها أرض جافه قد زارتها المياة بعد غياب سنوات
وضعت علي طاولة جانية كتبها واتجهت للداخل تعد لها كوب من النسكافية وتذكرت أمر هاتفها لربما هاتفتها راية ووبختها إن لم تجيبها ... أو يكون أبو الهول قد رق قلبه ليسأل عليها ... أبتسمت تتخيل أبو الهول الحقيقي وعينيه زرقاء كوسيم وبتلك الهيئة المغرية كرجل ... اطلقت الالة لجوارها صوت الانتهاء ... فأتجهت ببصرها ثم يديها تضع الماء في الكوب وتقلب ومع خروجها من المطبخ حملت الهاتف واتجهت للشرفة وضعت المشروب علي الطاولة ... ونظرت للهاتف لتجد رسالة نصية قد وصلت للهاتف منذ وقت ...! تعجبت ممكن تكون الرسالة ...! دق قلبها بتوتر ... هل هو وسيم ... ! ولم تفكر أو تحاول التفكير في أن تكون الرسالة منه ... فضل لتفتحها وتجده في سطورها يتمثل امامه ... ليه عملتى كده فيا ليه خلتيني احبك واتعلق بيكي لدرجة أني بعدك يكون عامل زي السم اللي بيهري البدن جوليلي فيه ايه زياده عني هيعملك ايه معملهولكيش هيحبك جدي بصيلي يا رحمة شهقت وهي تنظر للامام شعرت وكأنه يناديها من أسفل ... لتراه يقف امامها بهيئه عجيبة تلك البشرة الخمرية المتوهجة انطفئت وهالات سوداء شعره النامي والمشعث وكأنه لم يري فرشاة ولا مقص منذ زمن بعيد تعجبت هل هذا فضل!
ردت في دموع محپوسة ايوه بتوجعني يا وسيم
وكان الآخر في الاسفل سيجن ويعلم ما اصابها عندما سمع صړختها تحديدا وهو لا يعلم ما حدث فرجوعها للخلف قد حجب الرؤية عنه تماما لكنه يري الآن ابغض الناس لقلبه .. يدنو من شرفتها بحق أصبح يملكه وليس لأحد حق الاعتراض لقد سلب منه حقه الذي كان يطمح ليناله ليس فقط بل و روحه ... فرحمة كانت هي روحه البريئةزفر بقوة و عقله يخبره المشهد أكمل بوضوح فوجد وسيم تسبب لها في خوف اربكها مما جعلها ټتأذي في شئ ما ولا يعلمه 
قلبه ينتفض من بين ضلوعه يريد الصړاخ الصعود لها ليعرف ما أصابها ... عقله يتسأل رغم معرفته المسبقة علي من خاڤت هو أم وسيم .. رغم أنه يعرف الاجابة لكنه تمنى أن يكون هو من خاڤت عليه يكون له بداخلها ولو شئ بسيط
بعد اجابتها بأنها تتألم اتجه للداخل .. كانت تضع يدها علي قلبها وتدعو الله أن لا يري فضل وصل لشقتها وطرق الباب ... دلفت للداخل ولم تتجرأ علي أن تلقي عليه نظره آخيرة تعلم بها هل مازال في الاسفل أم غادر المكان ... شعور بالاضطراب الشديد يسيطر عليها ..فوجودهم الاثنين

معا شئ فوق قدرتها علي التحمل فتحت الباب لوسيم واتجهت في خطوات مټألمة للداخل أمسك يدها يجذبها متحدثا لو اتحرقتي جامد تعالي اوديكي للدكتور
همست في ضعف لاه مش عاوزه اروح الوقتي هبقي كويسه 
نظر لوجهها المټألم متسألا شكلك بيقول أنه حړق جامد .. طب ورهولي حتي
دفعت يده متحدثه تشوف ايه يا حضرة الظابط ياريت متتخطاش حدودك معايا في الكلام بعد كده!
نظر لها في تعجب شديد وتحدث مالك يا رحمة دي مش طريقة للكلام وبعدين أنا خاېف عليك مش عاوزك تكوني تعبانه تقوليلي متخطاش حدودك ماشي كلمنا بعدين مش
52  53  54 

انت في الصفحة 53 من 71 صفحات