الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية قابل للتفاوض الجزء الاول (الفصل 45: 47) بقلم ايمان سالم

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

هو أنا قلت حاجة أنا بسألك بس!
تحدث الطبيب متعجبا...انت خاطب بنت من الكلية يا وسيم
ايوه من الدفعة دي كمان
مين سعيدة الحظ دي
لا تعرف هل هو سؤال ام تعجب لكنها صمتت تنظر للامام وكأنها خارج الموضوع
لكنه اجاب مع بسمة...رحمة
سأل الاستاذ رحمة مين ياولاد هنا معاكم!
نظر الطلاب لبعضهم البعض ينتظرون ان تخرج من بينهم
وكزتها صديقتها من جديد لتخبره ان ترد
ردت الوكزة بأخري...ورفعت يدها قليلا متحدثه...أنا يا دكتور
ابتعد البعض وارتفع البعض ليتأكد من هي منهم
بعد اذنك يا استاذنا هاخدها لان في امر مهم
اومأ له مع بسمة خفيه متحدثا...اتفضل
خرجت امام الجمع تريد ان تنشق الارض وتبتلعها
هتف وهو يمد يده ليمسك يدها ايه رأيك في المفاجأة دي
نظرت ليده بغيظ متحدثه...وحشه
توقف عن السير متحدثا...ايه
اتسعت عينيها وهتفت في ڠضب...وسيم ايه اللي جابك دلوقتي!
جاي اشوفك...ايه حرام!
لسه فاكر تيجي وتشوفني لا صدقت
وصل لسيارته فتح بابها متحدثا...اركبي وهنقعد ونتكلم
لا مش فاضية ورايا لسه محاضرات مخلصتش
اركبي انا خدت اذن من الدكتور قدامك اهه عاوزاني ادخل اخد اذن من العميد شخصيا .. اعملها
اتسعت عينيها التي لا تواجهه وهتفت...العميد كمان ده أنت قلبك جمد بقي!
ابتسم وهي تدخل وهتف لها قبل ان يغلق بابها...يا بنتي هو أنا طالب أنا ظابط افهموا بقي احنا قيادة
الغيظ يأكلها...مال ثغرها تسبه في نفسها...لكنها لن تنكر ان ما فعله اعجبها...نعم تشعر بالانزعاج الظاهري لكن ما بداخلها سعيد جدا
قاد السيارة متجها لمطعم بسيط نزلت تسير لجواره تشعر بشئ جديد حديث عليه لا تعلم ما هو لكن هذا الشئ يروقها...اتجها لطاولة جانبية وجلسا عليها
هتف قبل ان يحضر النادل...هتاكلي ايه 
اي حاجة بس بسرعة
ابتسم من جديد متحدثا...ايه مش عاوزه تقعدي معايا
نظرت لساعتها متحدثه...انا مش فاضية ضيعت عليا المحاضرات وورايا مذكرة كتير احنا قربنا علي الامتحانات ومش عاوزه اسقط
ضحك بخشونة قليلة اذابت جزء من حزن سكن بقلبها وذاب آخر عندما هتف...أنت تسقطي يا رحمة...لا اشك
نظرت له بنصف عين متحدثه...تقصد ايه!
اقصد أنك شاطرة اوي وجميلة اوي اوي
ابتسمت ببلاه تحاول اخفاء السعادة وتحدثت...هه هتطلب لنا أكل ايه
ضحك من جديد متحدثا...اللي تطلبيه وتحبيه
كادت تجيبه بحبك أنت يا حما... لكنها تراجعت وهتفت ماشي وتناولت القائمة تختار منها ما تحب
كان هناك وقت قبل وصول الطعام ...
نظر لها متحدثا...قررتي ايه يا رحمة أنا سبتك تفكري برحتك من غير ضغط مني عليك
شبكت اصابعها علي الطاولة متحدثه...بنا اختلافات كتير
بس أنا بحبك
حمحمت متابعة...وأنت شايفني وحشه يا وسيم وشايف افعالي وحشه
قطع لسان اللي يقول عليك وحشه وڠضبي كان موقف وانتهي
أنت شارط رجوعنا بتغير لبسي وتصرفاتي حاجات كتير
وأنت مش عاوز تتغير
لاه بالعكس يا رحمة أنا اتغيرت كتير الفترة الاخيرة يكفي ان اعترف بحبك ده لوحده تغير كبير .. وبالنسبة للبس أنا مش رجعي ولا عاوز اخنقك أنا مش هفرض عليك حاجة صدقيني ...بس اللي عاوزك تعرفيه أنك جوهرة غالية مش حابب تبقي قدام عيون الناس مترخصيش نفسك يا رحمة أنك عاوزه كبيرة غالية انت مش عارفه قيمتك...عندي أنت خطيبتي وهتبقي مراتي اللي اختارتها تكمل حياتي شريكة عمري نص الحلو
ادمعت عينها قليلا متحدثه بسخرية...طب ما أنت بتعرف تقول كلام حلو اهه...اما ايه بقي!
ضحك متحدثا...ايه!
مفيش بس اثبت علي كده
اومأ لها متعجبا فأتبعت هو كلامك ما اقنعنيش اوي الصراحة بس أنا لوعملت ده مش عاوزه اعمله عشانك أنت
امال هتعمليه عشان مين!
عاوز الخطوة دي تحديدا تبقي بيني وبين ربنا ميبقاش لحد دخل فيها...وعلي فكرة راية قبل منك كلمتني في الموضوع ده بس عمرها مضغطت عليا اعمله
امسك يدها فجأة .. فتسعت عينها .. وهتف وأنا هستني التغير منك يا رحمة وهقفل الموضوع ده آخر مرة هكلمك فيه...وهنا وصل الطعام...فسحبت يدها سريعا تشعر بالخجل وخصوصا من نظرة العامل لهم
سافرت للقاهرة ومنها لعم سيف...لقد قررت أن تحدثه مباشرة واخذت موعد معه بعد الحاح شديد منها
رتبت اوراقها التي ستكون سندها في المرفعة الثنائية
ذهبت له بناء علي الموعد
تجلس امامه بهدوء واتزان معهود...يحسبها هينة لكنها مازالت تخفي الكثير ...
بدأ حديثه...خير المحامي قال لي أنك عاوزاني ضروري
طبعا خير إن شاء الله موضوع سيف زي ما أنت عارف
هي راحت واتجوزت يبقي خلاص هي اللي اتنازلت عنه بنفسها
بس جدته عايشه ومن حقها الحضانة
جدته! جدته مين يا استاذة احنا مش هنضحك علي بعض الواد عايش معاه ومغفليني فاكرين اني مش عارف حاجة
بص ...احنا ندخل في صلب الموضوع علي طول هي عاوزه الولد يعيش معاها هو ابنها وجوزها مهتم بيه ومش مقصر في حقه شهادة لله حتي اسأل الطفل
بس مش هيبقي زي عمه ولا ايه!
ما انكرتش ده...بس البشمهندس رحيم بيعامله كويس وكلفني اني اعرض عليك مبلغ مالي مقابل التنازل عن القضية
عاوزين تشتروا ابن اخويا...ضړب علي الطاولة پغضب متحدثا...مين قال اني هوافق
بص يا استاذنا حضرتك هتوافق ان شاء الله ان مش هسيب عن القضية دي اللي والولد معانا حتي لو فضلنا قصاد بعض في المحاكم العمر كله او لحتي الولد ميوصل السن المناسب اللي وقتها لا هتعرف تاخده ولا هتستفيد حاجة...ففكر كويس كده احنا بنعرض عليك مبلغ تعمل بيه مشروع مقابل التنازل عن القضية ولو خاېف علي ابن اخوك فعلا هناك احسن له وصدقني لو انا شايفه ان الطفل مضرور هناك ليمكن كنت مسكت القضية ابدا
فكر وهستني رد المحامي بتاعك ان شاء الله عشان نخلص كل حاجة
لم يجيبها بشئ حملت اغراضها وغادرت في هدوء كما دخلت لكن ثقتها تلك اربكته جعلته يفكر في الامر من جديد ربما قلبت الطاولة كما تقول ولم يستفاد شئ!
إذن من الافضل ان يفكر مرة اخري في عرضها!
هتف في ڠضب...أنت فين جلجتيني عليك يا سلوان والعيال كانوا فين!
ردت في تعجب...في ايه يا رحيم احنا هنا اه مالك كنا تحت وطلعنا
رد في إنفعال جلت لك متنزلوش بارة البيت وخصوصا العيال .. صح
ايوه قلت بس العيال اتخنقت وأنا كنت معاهم اهدي شوية محصلش حاجة لده كله!
جدري إني خاېف عليكم يا سلوان ...استغفر الله العظيم
مسدت علي كتفه متحدثه...اهدي يا حبيبي محصلش حاجة عشان تثور كده!
جلس علي المقعد متحدثا...لاه حصل ومعيزش حاجة عفشه تحصل تاني لاي حد فيكم
اومأت وهي تجلس...حاضر يا رحيم هقلل النزول بس متخليش الخۏف يسيطر عليك كده
امسك يدها بقوة يضمها متحدثا...لاه اخاڤ واخاڤ كمان واسمعي الكلام يا سلوان
ابتسمت له ورفعت كفها الحر تمسح علي وجنته متحدثه...هسمع حاضر يا سيدي...كده كويس
ايوه زين
مالت علي صدره متحدثه...زي ما بتوصينا يا رحيم بوصيك خد بالك علي نفسك عشان خاطري حاسه اليومين دول قلبي مقبوض قوي وخاېفه عليك
ليه بتقولي كده!
مش عارفه يا رحيم وضمت خصره بقوة متحدثه...أنت وسيف أغلي من نور عنيا واي حاجة ناحيتكم ببقي قلقانة ومش علي بعضي
ده شيطان يا سلوان مطوعيهوش وأنا بخير اهه
قبلت صدره متحدثه...ربنا يخليك ليا يا رحيم وزي ما پتخاف علينا من حقي اخاڤ عليك
هتف ببسمة...خافي زي ما يعجبك ملعۏن اللي يجولك لاه
نعم هو شيطان يدبر الشړ بحنكة واقتدار
ملحمة العمر
تبدأ مع نفسك
جانبان منها يأمرانك
احدهما بالترفع والبعد عنه والاخر بالسوء والركض خلفه
يوسوس لك حتى ټغرق في خطاياك ....تجدها تحيطك من كل اتجاه وحين تدرك أنها النهاية .. يأتي الجانب الآخر يخبرك ان الوقت انتهى ستخسر كما نبهك ف تحاول تعافر لان تخرج من بحر ذنوبك لكنه قد امتلئ عليك يسحبك لقعره...لمالا نهاية...ظلمات لم تراها سابقا...لتكون نهاية المعركة...خسارتك
وقتها فقط تعلم أنك الشيطان قد اغواك لتصبح مثله ولم يجبرك لتسير خلفه لقد ركضت برضاك فلا تلوم الا نفسك المخطئة
زي ما بجولك كده عاوز العربية تتجلب بيه ميجومش منها عاوزه متقطع حتت
هتف بتعجب...وكيف دي يا كبير أنت خابر الوجتي الدنيا مجلوبة وهو وخدين حذرهم!
اتصرف!...أنا اللي هجولك يعني مش ده كارك!
ايوه يا كبير بس الچو ميطمنش
اجطع الفرامل سهلة اهي
طب ودي هعملها كيف!
هتف بمكر...ادخل وسط الناس بالنهار عادي وادس هناك بالبيت وبالليل اجطعها ودانك ماشي ولا من شاف ولا من دري
زين يا كبير هشوف
هستني مكالمتك اللي هتفرحني بخبره
كل علي الله يا كبير
والله برئ مما يفعلون
مرت أيام ومازال الحزن يملئ قلبه علي ولده نسى الدنيا وما فيها اصبحت ذقنه نامية فوضي تعتريه الحياة قست عليه في أغلي ما يملك لم يهتز لمۏت أحد كما حدث مع علي ...صدق من قال ان الضنا غالي
علي فراشه جالس شارد...الحزن مرسم علي قسماته بحرفية شديدة...طرقت الباب لم يرد...يسمع الصوت لكن حتي الرد بات ثقيلا عليه...يكفي انه بالنهار يتحلي بأخر جزء متبقي من ثباته...بل ما يتحلي به هو ثبات مزيف تراه العيون القريبة فتتألم والعيون الحاقدة فتشمت والعيون الغريبة فتدعوه له بالصبر
وهل الصبر يجدي مع كل هذا الالم نفعا
عندما طالت المدة قررت الدخول تعلم انه بالداخل انتظرت لينام الصغير وحملته معها تريد أن تحدثه تخجره من تلك الحالة ليس هناك غيرها سيفعل فألمه أكبر وكل ما فعله سابقا ستتركه علي جانب بعيد عنها ليخرج من هذه المحڼة اولا وبعدها اي شئ .. هذا ما املاه عليها قلبها وعقلها...ولېحترق كل شئ فالمۏت ربما طاله هو.. ماذا كانت ستفعل حينها...!
دخلت تحمل كرمتها في كفه وقلبها في الكفه الاخري حتي وان دهسهم الاتنين معا ستسامحه الان يكفي ما يمر به
دخلت ولحظات وتحولت انظاره لها عندما همست...هخبط بجالي كتير فكرتك نمت
تعجب من دخولها المفاجئ والغير متوقع
هتف بصوت ليس به حياة باهت...خير عاوزه حاچة...نصر كويس
اقتربت منه وجلست علي الفراش تضع الصغير لجواره متحدثه اتوحشك اديك مده مطلتش عليه
هتف ساخرا...وهو اللي جالك كده
ايوه اهو حتي اسأله
نظر بعيدا متحدثا...جولي علي طول ايه جابك يا حنان معوزش حورات كتير
نهضت من علي الفراش تخلع ثوبها متحدثه...أنت ناسي إن دي اوضتي يا فارس ولا ايه!
نظر لها ولما تفعل اخرجت احدي اثوابها الشتوية البيتية وارتدته تحت نظراته التي مازالت متعجبة واتبعت...هنام اهنه ولا عندك مانع!
اعتدل في نومته متحدثا...ليه مكتي هتنامي في اوضتك العيال ايه اللي حصل وغير رأيك!
هتفت في هدوء...محصلش حاجة ولا حد يجدر يغير رأى يا فارس ونظرت له بقوة تستمدها من قرارها وشخصيتها الحديثة
نهض ليغادر الغرفة متحدثا...ماشي يا حنان علي راحتك عاوزاني أنا اللي امشي ...اهه
اسرعت خلفه خطوتان تمسك كفه الغليظ متحدثه...لاه مش ده اللي عاوزاه يا فارس
نظر لها متعجبا والتعب يهلكه اكثر واكثر وهتف...امال عاوزه ايه يا حنان!
اقتربت تضمه وتتوسط

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات