الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية قابل للتفاوض الجزء الاول (الفصل 41: الاخير) بقلم ايمان سالم

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

الواحد والأربعون 
الحياة محطات
كل منها تترك آثر بك
قد يكون حزن..وقد يكون فرح

لكن الأهم هو أنت
أعلم أن قوتك بداخلك أنت
وتلك القوة قادرة علي تخطي الحزن لتنطلق لمحطة السعادة
لكن حين وصلك لا تنسي من امسك يدك لتصل
اتجهت للمرأة ببطء تقف أمامها تتطلع بعيون دامعه لجسدها كاملا بقلب يبك ويخبرها ما فائدة الجمال إن كانت عيون ما نحب لا تراه بل تكرهه...ينفر منه يحسبها تستلغه كسلعه لجذب عيون الاخرين وهي ابدا ما تفعل ذلك تلك طبيعتها التلك الدرجة يراها سيئة! ...ليس فقط بل اخبرها أنها رخيصه عرضت عليه كسلعة مستهلكة...قيمتها زهيدة إذن أصبح الجمال نقمه لصاحبته اخرجت من يدها مقص جاءت به من شقتهم وامسكت خصله لا بئس بها من شعرها وتذكرت اولي كلماته وقصتها دفعه واحده وهي تطالع انعكسها في المرآة دون أن يرف لها جفن
وامسكت اخري تطالعها بتيه فاصبح هناك فرق بين الان وبين ما مضي..ماذا تريد لاتعلم..لكن المقص اتخذ الخطوة بدلا منها وكأنه يرفق بها...وخصلة ورائها اخري حتي وجدت الارض حولها تفترش شعرها كبساط من حرير...لم تبك سوى دمعه واحده يتيمة تدحرجت ببطء لتسقط ارضا وورائها المقص مجهدا
رفعت يدها تتحس شعرها القصير..اصبح يعلو كتفها بكثير.. كانت مشاعرها مبهمه لا تظهر أي ردت فعل ...
تركت كل شئ واتجهت لخزانه ملابسها المرتبة..تطالعها بنفور وألم وتفكر في كلماته من جديد كم تمنت حرقها كلها ..أغلقت الخزانه پعنف كاد بابها ان يكسر
واتجهت للفراش وتركت ما فعلت كما هو...اليوم لديها محاضرات...لن تحضر...هاتفه...مش مهم يا رحمة مش مهم واغمضت عينيها لتنام بعد ارهاق والم كبير لتغيب عن الدنيا التي عاقبتها بقسۏة
اتجهت لبيت والدها تحمل حقيبتها الكبيرة نوعا ما وكأنها جهزت اشيئاء كثيرة ستحتاجها...
تعلم أن دخولها هنا بتلك الصورة لن يكون سهل ولن يراضاه أحد لكنها عزمت الامر وليحدث ما يحدث ليس بعد راحتها شئ من اليوم
طرقت الباب وهي تضع الحقيبة جانبا لتفتح والدتها الباب بفرحة عندما رأتها وټحتضنها..بدالتها حنان الاحتضان فهي بحاجة ماسه لمن يحتضنها يضمها يحتوي فقدانها .... اخرجتها من احضانها متحدثه بسعاده...ايه المفاچأة الحلوه جي يا حنان ليه مجلتيش أنك جايه
همست بصوت خفيض...اللي حصل يا أمه!
ابتعدت والدتها للخلف قليلا لتطالعها بتفحص متحدثه...مالك يا بتي في حاچة مزعلاك شكلك مش مبسوط
امسكت الحقيبة تجرها خلفها متحدثه...هطلج يا أمه
صړخت بفزع ټضرب صدرها فبرغم حجم الحقيبة لم تراها الا عندما جذبتها وهي تدخل...حاولت السيطرة علي انفعالها مغلقة الباب خلفها تصرخ من خلفها...ايه اللي حصل عشان تجولي كده
تركت الحقيبة والتفتت تنظر لها متحدثه بصوت هادئ حزين...النصيب يا امه النصيب
اقتربت تمسك ذراعها بتعجب متحدثه بصوت مرتفع منفعل...نصيب ايه اللي هتجولي عليه ده..طول عمر فارس نصيبك وجسمتك
ابتسمت هاتفه...صح لكن الوجتي بجي لاه يا امه الله يخليك متزودهاش علي سبيني لحالي أنا في اللي مكفيني كفاية كسرت جلبي
ملئ الحزن وجهها وقلبها هاتفه...لاحول ولا جوة الابالله العلي العظيم كان مستخبيلنا ده فين بس يا رب...ابوك لو عرف هتبجي وجعه سوده
هتف من خلفهم لينتفضوا علي صوته الحاد...في ايه مخبينه علاااي!
تلعثمت وهي تجيبه متحدثه...م مفيش يا حاچ حنان...ح نان
هتف متعجبا متسائلا...مالها حنان جولي علي طول يا وليه
مفيش جاية غضبانه
اتسعت عيناه في تعجب متحدثا...غا ايه...ثم وجه انظاره لها واتبع...غضبانه يا حنان اول مرة تعمليها...ما مصدقش والله
صامته بما ستجيبه هل ستخبره انها لن تعود مجددا هي اول مرة كما قال وستكون الاخيرة
اتبع بعد صمتها وخوف والدتها الظاهر وكأنها تخفي عليه شئ...ايه اللي حصل يا حنان!
لا مفر من الجواب إن اجلا او عاجلا...لذا وفرت علي نفسها الوقت وهتفت...فارس هيطلجني يا بوي
احتدت ملامحه وظهرت انيابه بطريقه ۏحشية متحدثا...عاوز يطلجك بعد العمر ده كله..ليه فاكرك ملكيش اهل..والله عال يا ود اخوي ترمي بت عمك كده
هتفت في صوت رغم هدوئه الإ انه قوي...قوة من قرارها التي اتخدته في البعد مهما كلفها الامر...أنا اللي عاوزه يا بوي
لو اصابته صاعقة كهربائية لكان افضل حالا مما هو فيه تجمدت ملامحه والذهول يعتريه هاتفا...مفهمش حاجة كيف يعني عاوزه تتطلجي!
زي الناس يا بوي
اقترب تلاحقها عينيه القاسېة متحدثا...ناس مين دول اللي عاوزه تبجي زيهم يا بت
لان اول واحده هتطلج ولا اخر واحده يا بوي
ضربها كف متحدثا...لما ابجي اموت ابجي جولي كده طول منا عايش مسمعش الكلمة دي واصل وانا لي كلام مع جوزك
لمست باصابعها موضع الضربه التي تطلق شرارات والم متحدثه بصوت اجوف...ده انت حتي مسألتنيش زعلك في ايه ولا عملك ايه كني مش بتك كل همك الناس وخلاص امتي هيكون راحتنا جبل كلام الناس
اقترب يريد ان يضربها مجددا متحدثا...بتردي علااي كمان...لكنه تراجع بعد ان اغلقت عينيها...هاتفا اخفي من وشي لاحسن انا العفريت كلها بتتنطط قدامي دلوك
سحبتها والدتها من ذراعها لتبتعد مستغفرة بصوت هادئ
دخلت غرفتها مټألمة نفسيا فلا أحد سيفهم ما تمر به..احتياجها..كانت تعلم ان ردت الفعل لن تكون هينة..لكن ليس بتلك الصورة القاسېة
هتفت والدتها في حزن وهي تجلس علي الفراش آه يا بتي يا شماتت الاعادي فينا
تشعر بالڠضب فهتفت ...اللي يشمت يشمت يا امه انا خلاص فاض بيا والله فاض بيا
تتألم لاجل ابنتها فلاول مرة تراها بتلك الصورة...اقتربت تضمها وترتب علي ظهرها متحدثه...عين امك يا حبيبتي..بختك جليل اوي ياضناي
وهنا سقطت دموعها دون شعور منها لقد حبستها منذ وصولها لا تريد أن تخرج ما بداخلها لتضعف ويضيع حقها تريد ان تقوي لكن هيهات فالقوة لها اصحابها
في عمله يشعر بالندم...الذي لم يعرفه يوما في حياته يشعر بالقلق أن اخبرت راية ما سيكون موقفه امامها...هل سترضي بأكمال زواجه منها...بالطبع لا فهو يعلمها جيدا رغم المدة الزمنية القليلة التي عاشرها فيه لكنه يعلم ان كرمتها فوق كل اعتبار وهكذا رحمة عندها...ماذا سيفعل إذن...يعتذر ...!
وهل الاعتذار يفيد بشئ هل سيداوي ما سببه لها من ألم...هل سيرجع لها ثقتها بنفسها وبه و سيرجع شعرها تاجها الذي مازال مفترش الارض في سلوة ..بالطبع لا...لن يقدر علي فعل شئ منهم
لكنه سيحاول أن يوضح لها ما كان يقصد وليري ما سيكون هناك
..
راية ورحيم في اجتماع مغلق ....
منذ وقت وهو في ضيافتها ..يرتبون لاشياء هامة لقد وصلتهم معلومات من عيون رحيم بما يتم هناك وموعد التسليم ..إذن هي فرصتهم للنيل منهم جميعا...وما اغضبه حقا...أن عاصم كان هناك امس..يعلم انه سئ لكن كان هناك امل بعد زواجه ان يبتعد عنهم لكن خاب ظنه ما يجعله كالمچنون كيف لملاك ان ېعاشر شيطان وافعي سامه..لكن الامر حدث انتهي لن يتغير شئ الان اصبحت زوجته ...
هتفت راية في سعادة...المعلومات دي لو صح يا بشمهندس رحيم يبقي هيتمسكوا متلبسين مفيش كلام
رد في ثقة واضحة...عيب يا استاذة صحيحة مية بالمية
تسألت عاوزه ابلغ وسيم بكل حاجة
هتف في عجالة...لاه...اوعاك تعملي كده..فضل ليه عيون في الداخلية من كبيرها لصغيرها لو وصل لهم خبر الوجتي كل تعبنا ده هيروح هدر
طب والعمل!
يومها هنوصلهم المعلومات كده نضمن انهم ميلحجوش يوقفوا حاجة هنخدهم علي الحامى كده
ابتسمت راية في ثقة متحدثه...ماشاء الله عليك دماغك شغاله
بادلها البسمة بإخري متحدثا...هجوم أنا بجي ومتنسيش موضوع عم فارس سلوان مكلتش من انبارح حاچة حزينة علي ولدها
هتفت تؤكد...حقها والله...أنا ناويه اسافر له النهاردة تاني متقلقش وهحاول اتفق معاه الموضوع يخلص بالتراضي وربنا يسهل
اومأ لها وهو يغادر
..
في البيت القديم ....
كانت ترتدي الوشاح في معصمها...اختارت هذا الحل لتعرف ما غرضه ....
تعلم أنه سيكون هناك...ربما تقابلوا مجددا وان لم يحدث لن تخسر شئ
انتهوا من الفطار وتنظيف المنزل عاونت شچن في ذلك بحب واخذت تكنس المنزل وخارجه واختارت ذلك لتحاول أن تراه
لاتعلم أنه من امس لم يغمض له جفن خائڤ من القادم..ليس علي نفسه أكثر من خۏفها عليها من بطش عاصم يعلم جيدا جبروته...يقف قلبه يخبره انها قادمة قريبه ومعا وصولهم بالطعام صباحا طار قلبه فرحا لقد صدقه بشعوره بها لم يراها جيدا مجرد لمحه بعيده لها لكنه سعيد ومبتسم...لاحظه الرجل الذي كتم سره بالمال ليتطلع علي ما اسعده بتلك الصورة ليري همت
تعجب الرجل كثيرا...حمد الله انه لم يري شچن لكانت اكتملت المصېبة الان...يقف قلبه بدق پعنف يشعر بقربها آه لو تتهئ له الفرصة اليوم ليلمحها عن قرب يراها ولو لثانية واحده
مر وقت طويلا مؤلم بالنسبة لها فحبيبته بالداخل غير قادر علي اخذ خطوة لها..وخصوصا وهو يراها نجم دري...لكنه راضي كأسمه بكل شئ
هاتفه عاصم ليدخل له المضيفه سريعا وهي حجرة صغير متصله بالبيت لكنها علي الجانب لها باب من الخارج وآخر من الداخل
كانت تنظف الدرجات الصغيرة نزولا لاسفل لتري احدهم قادم انخفضت الدرجات تباعا وهي تطالعه لقد شعرت انه هو..اتسعت عينيها ظنا منها انه قادم لها..واحمر وجهها ڠضبا كيف يمتلك جرأة كتلك تكاد تذوب رهبه من وجود عاصم ...
لكنه في الحقيقة هو ما كان سيفعلها لولا مهاتفت عاصم حتي لو ماټ شوقا لها لا يمتلك من الجراءة سوي القليل
يمر بها ليراها...غاضبة..اخفض بصره ليطالع يدها صدفه لكنها كانت أجمل صدفه حدثت له في عمره..فتوقف عن السير...يتسأل هل حقا يراه ام انه يتوهم...تبدل ڠضبها تلك لخجل وارتباك شديد..فاخفت يدها خلف ظهرها...ليرفع نظره لها مع بسمة يهديها اياها وكانت اغظم شئ حدث بينهم
تشعر بالتيه الضياع ما معني بسمتة تلك .... تحرك وقلبه رافض عاص له يريد ان يبقي يستحلفه بكل شئ لكن جسده خائڤ عليها
العينان مع اقترابه تتطالعان بطريقة عجيبة وكانهم مفقدون وآن لهم العودة لوطنهم...دفء كبير وهو يسير لجوارها متجها للباب الجانبي...كاد قلبه ان يسقط تحت اقدامها يطالبها بأن ترفق به تنظر له نظرة رضى واحده ...
الآن علمت انه يحبها تلك النظرات والبسمة التي رأتها علي وجهه لعاشق متيم...فهي تعلمها جيدا كم اهدتها لمن لم يراها وفضل اخريات عليها...ليجعلها اضحوكه وسط العائلة...ولم ينظر لها واحد منهم كيف لهم ان يرضوا بمن رفضوه غيرهم...صراعات كثيرة كانت الضحېة دون ارادتها...لم تنل من هذا كله سوى خسارة قلبها...فهي سعيدة وراضية بكل شئ
دلف الحجرة في انتشاء وكأنه يسير علي قوس قزح والوانه تباعا...قلبه يقفز في سعادة حتي توقف علي الون الاحمر...في رهبة فهو لون الډماء الواضح للعين...لكن ميزته التي ربما ستفيده انه اكثرهم مدي
امره عاصم وهو يعتدل في جلسته...اجعد يا راضي
جلس علي المقعد منتصا له
عاوزك يا راضى تسافر النهاردة تاخد المحصول تبيعه في مصر وتعاود
هتف في تعجب...النهاردة يا عاصم بيه
ايوه النهاردة ليه وراك حاجة
لاه موريش حاجة هطلع مع الرجالة علي المخزن ونحملوه وهسافر بيه طوالي
هتف مع ايمأه...زين خلاص روح علي طول متعوجش عشان تعاود علي طول
نهض راضي متحدثا...بالاذن يا كبير
خرج وهو يتوقع وجودها..خاب ظنه..تنفس پغضب
 

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات