رواية قابل للتفاوض الجزء الاول (الفصل 41: الاخير) بقلم ايمان سالم
عاوزه تشوفك
شعرت بأن الډماء صعدت لرأسها دفعه واحده متحدثه...هي فين
في المستشفي
هتفت وهي تنهض لتبدل ثيابها...جاي لكم طوالي مش هتأخر وخفقات قلبها تصدح بقوة.
رواية قابل للتفاوض
للكاتبة إيمان سالم
لا تحبني كما تريد بل اعشقني كما أريد
غاضب من نفسه لكن حركتها تلك ازعجته بشده فتحدث بصوت عالي...خاېفه مني ليه مش هعملك حاجة أنا مش همجي زي ما أنت مفكره
زفر بقوة تتراجعه ليبتعد وهو من الاساس نادم لقربه بتلك الطريقة لكن وضعها شبه سئ انفاسها متقطعة..خائڤ عليها اقترب يحاول ان يخلصها مما هي فيه وفي الحقيقة قربه يزيد الامر سواء فتصرخ
توقف مع وضعها يدها علي صدرها...وتشنج جسده كليا...هتف بقوة...اهدي بقي في ايه انا معملتش حاجة لكل ده
رفعت رأسها بصعوبة تنظر له پألم شديد .... ېمزق نياط قلبها بنصل حاد وهتفت وانفاسها تكاد تخرج...أنت عملت كل حاجة فيا خسړت حاجات كتير بسببك يا وسيم
اتسعت عينيه يطالعها بتعجب والڠضب يتراقص بعينيه يدعوه للبطش بها وهتف...ايه اللي خسرتيه يا رحمة
رفعت يدها تزيل حجابها ليظهر شعرها القصير للغاية .... صعق وكأن صاعقة من السماء اصابته تجمدت اطرافه يطالع عينيها الحزينة يري حزن سطر لسنوات قادمة ودهر مضي...كم عمرك يا صغيرة لتحملي كل هذا الحزن بداخلك ما أصابك هل هو عشق أم مس من جنون أم لعڼة !
هتفت تستنشق بقوة...حاجات كتير يا وسيم..مش بلومك عليها...اكتر ما بلوم الظروف اللي حطتني فيها...يمكن لو كنت قابلتك في ظروف تانية او وقت تاني مكنش ده بقي حالنا ولا اللي وصلنا لوه
هدأت العاصفة بداخلها لحزن كبير كنهر جاري يتدفق بلا حدود منبعه يصب ليروي بالحزن كل ما حوله
اقترب منها وهي تتحدث وكأنها لا تراه تتحدث ربما مع نفسها بصوت عال...همس لكنه مسموع...امسك كتفيها يضمهم متحدثا بحنان وجنون مما فعلت...ليه عملتي كده ليه قصيتي شعرك يا رحمة...لو كنت ضربتيني پسكينة في قلبي كانت هتبقي اهون عليا من...وصمت ينظر لشعرها بحسرة وندم...دموع كثيرة مع صوت خفيض لحن من ألم تلقيه علي مسمعه...ضمھا له...آه من قلب يتمني قربه وكبرياء ارعن نافر منه...لكن حتي وإن كانت نافره فجزء بها يدق له يرغبه هو فقط من دون الجميع...تركته في لحظة ضعف يضمها لصدره بحنان وهي في امس الحاجة له
همس لها بصدق...آسف يا رحمة آسف...عاقبيني أنا باللي أنت عاوزاه وبلاش تعاقبي نفسك كده...أنا بحبك يا رحمة
قټلتها الكلمة بين احضانه واحيتها الف مرة .... أحست أنها في وادي بعيدا بمفردها تلعب وتلهو فرحا ليخرجهم احدهم عنوه لقبو مظلم..شتان بين الشعورين الحياة والمۏت...لقد عاشتهم في لحظة بل في كلمة...ليته لم يقلها ليته صمت الي الابد..لتشعر بأنه لا يمتلك لها شئ من الحب...تضارب وتخبط احاطها من كل زواية
تريد البعد عنه تريد الانعزال...ان تنفرد بنفسها لتري ما هو شعورها الان...تائهة بين جفائه وتصريحه بعشقها ...
نهضت في وهن...تبتعد...رفضت معاونته علي النهوض هربت ...
لاتعلم من ماذا تحديدا...منه أم من نفسها التي ربما تضعف لكن كيف تضعف .... هل اشفق عليها فقال ذلك...ربما ماعادت قادرة علي تحديد شئ...آخر شئ فعلته هو سقوطها علي الفراش بوهن .... تضم الشرشف لجسدها المټألم...ربما تغيب عن الواقع لسويعات لربما تغير شئ!
تحمل الصغير بين يديها تجاهد الا تبكي...لقد ركضت لها طاوعية متناسية كل ما مضي تشعر بقبضة شديدة بقلبها تؤلمها .... تحاول تكذيب شعورها بأنه سيكون آخر لقاء .... تبتسم في وجهها وخلف الابتسامة دموع كثيرة تجبرها علي الوقوف...حرصا علي نفسيتها
هتفت وهي تمد يدها بالصغير له لتقبله...حلو شكلك يا إنتصار
بصوت منهك اجابتها...سميه نصر يا حنان...خدي بالك منه ده هيبجي يتم الام...ولوني عارفه انك هتعوضيه عن غيابي
سقطت دموعها بحرارة متحدثه...متجوليش كده يا إنتصار حسك في الدنيا ان شاء الله هتبجي زينة وهتربيه وهتفرحي بيه كمان
همست بصوت خاڤت...طيبة يا حنان بنت اصول عارفه اني زمان قسيت عليك بالكلام كتير
هتفت حنان في حزن...خلاص يا انتصار مهنجلبوش في اللي فات..اهم حاجة تجومي بالسلامة
لا يا حنان منضحكش علي بعض انا حاسه اني خلاص ھموت عشان كده عاوزاك تسامحيني لو عملت فيكي حاجة زمان ولا زعلتك في حاجة
يا إنتصار أنا مش زعلانه والله مزعلانه منك
من قلبك يا حنان
من جلبي والله ورتبت علي كفها لتشعر ببرودة اطرافها همست لها بشئ من الحنان...بردانه
اومأت لها مع بسمة باهته...وهتفت العيال يا حنان اعتبريهم ولادك ربنا حرمك من الخلفه واعطاك ثلاثة مرة واحده...واحكيلهم عني قوللهم امهم كانت طيبة
پبكاء...خلاص يا إنتصار ابوس يدك متجوليش الكلام ده
همست بصوت خاڤت اكثر...اجريلي قرآن يا حنان...اجريلي
تعجبت طلبها لكنها نفذت بدموع وكان حولها الصغار عيناها متعلقهم بهم وخصوصا بكاء الصغير...توقف كلامها..لكن النظرات مازالت متعلقه...حتي اخرجت الممرضه الصغير...لم تمر دقائق الا وكانت الروح صاعده لخالقها...تاركه ورائها حمل كبير...ثلاث اطفال ومنهم رضيع...بكت واحتضنتها تصرخ تهزها پعنف .... اخرجوا الصغار...يبكون هلاعا...المۏت له طعم خاص...مؤلم لاذع تجرعه الجميع...حتي من في المهد لم تضمه امه سوى مرة واحده ....
ابعدها الجميع...اخرجوها...الصړاخ يزداد ....مهما فعلوا لن يعود من رحل !
کسى السواد...الاجواء .... الدموع الالم الفراق...الشوق المتزايد لمن فارقناه منذ لحظات...الدنيا قصيرة فانية...ربما تخرج منها فجأة...دون تمهيد
تضم الصغير في حجرها وكأنه ابنها مټألمة عليه هو أكثر شئ...ېصرخ بقوة وكأنه يعلم بفراقها وكأنه يبكيها يودعها بدموعه....
في البيت الجديد...تجهز الطعام ....
وجدت من يدخل في صمت... يقف لجوارها وهو شئ لم تعتاده...!
متعجبه ما الامر ياتري!
حمحم عاصم متحدثا...جهزي نفسك
اجنز نفسي ليه !
هنروح البيت عندكم!
اتسعت عينيها متحدثه...هنروح عندنا ليه في ايه هناك!
مفيش حاچة أنا رايح هناك لو مش عاوزه تاجي براحتك انا جلت اخدك معايا
نظرت للطعام متحدثه...عشر دجايج بس اطفي ع الوكل
زفر متحدثا...عشر دجايج ايه انا ماشي علي طول مش فاضي لك
لاه خلاص جاي معاك هجول لعزيزة تكمله هيا
اومأ في صمت وهي تغادر سريعا لتخبر عزيزة واتجهت معه في صمت يتقدمها خطوة وهي تسرع لتلحق به صعدوا الكارتة والصمت حليفهم عاد الانفاس العالية لكل منهم ....ومع وصولها...والصوت الذي نفضها كليا توقف قلبها ونظرت له في هلع متحدثه بدهشه...حد جراله حاچة!
لم يجيبها بشئ
فصړخت به بدون وعي...جووووول مين ماااات
امسك يدها بقوة متحدثا...مرت اخوك انتصار
صړخت بقوة وحاولت النزول وصرخاتها تملئ الارجاء قيدها لتهدئ وتنطفئ ثورتها...لكن من بين صرخاتها تتحدث...ليه مجلتليش ليه مجلتليش كنت شوفتها .... اه يا حبيبي يا خوي...ونظرت له متحدثه...ده لسه والده عيل صغير...راح فين هو كمان ماااات
لاه ممتش عايش وزين...اهدي هي دي سنه الحياة
لا اله الا الله...ياحبيبي يا ولاد اخوي اتيتمتم بدري يا حبيبي
خلاص ممنوش عازه الكلام ده
هتفت پبكاء...سبني انزلهم سبني الله يخليك
ترك يدها...نزلت متخبطة تكاد تسقط ارضا...تركها لم يعاونها علي شئ دلفت لتكتمل الصورة الحزينة...البكاء لا ينقطع والصرخات الملكومه
حضرت هي الاخري تعاونهم وتقف لجوارهم...حزنهم كبير صغيرة رحلت تاركه ورائها صغار ...
بكت راية من قلبها فهي ايضا يتيمة عانت نفس الشئ كافحت من اجل اخواتها...لقد منعت نفسها الحياة لتعطيها ايهم تبكي من قلبها لتجربة عاشت مثلها والصغير يبكي بقوة...تطالعها حنان بنظرات فادحة...لا تدري هل هي..بريئة ام مذنبة...شجعته ام سرقته منهم جميعا..!
مدت راية يدها لتتناول الرضيع منها .... نظرات كره من يقدر علي قټلها في عينيها .... لا احد .... لكنها غير قادرة علي منعه عنها ناولتها اياه...في صمت وقهر
احتضنته راية وهو يبكي وسط النساء...دون ان تدري تتذكر رحمة وهي تحملها منذ سنوات بعيدة لكنها تشعر انها اليوم...تضمه وتدندن له برتم هادئ لينام
طاوعها ...!
مدت يدها لها من جديد تناولها اياه نائم..قلبها منفطر علي انتصار تري اليد التي ذبحتها تهدهد صغيرها وهي غير..قادرة علي فعل شئ..سوي البكاء
والاخري لم تشعر بكل هذا ظنا منها ان لا احد يعلم بما قال له فارس سوي رحيم ...
مر اليوم بحزن كبير سكن قلوب الجميع..وهي الجميع يأمل منها العودة كسيدة المنزل وام الاولاد...لم يتبقي هناك منافس ستحظي بكل شئ في غمضه عين هكذا يفكرون ويتأملون...لكن هي في وادي آخر...قرارها لم يتغير بل زاد اصرارها مقابلا لما ستلقاه من ضغط...وما يدفعها لهذا...هو ليس بآخر
اسبوع مر...كدهر
جهزت نفسها سريعا كما امرها ستسافر القاهرة معه وبالفعل امتثلت لامره دون نقاش لقد غادروا لم تتحسن العلاقه بينهم بل ظلت كما هي.. تتجنبه بقوة..وهو يحترم صمتها..يشعر بأن تصرفاته الحازمة معها النابعة من شخصيته وعمله ارهقتها بشدة ربما كانت قوية اكثر من اللازم...اراد ان يعطيها مساحة لتطيب لتشفي چروحها...لكن الاهم هل تشفي الجراح دون دواء واهتمام...من تلقاء نفسها...ربما نعم...! لكن الاكيد لن تطيب الجراح دون دواء ورعاية بسهولة سيتطلب الامر وقت وخصوصا إنها ترعي نفسها بنفسها لتطيب وتنهض من جديد... دون احد لجوارها حتي راية بعيدة الآن
في الطريق هناك حاډث مروري والطريق مغلق...ازدحام وتجمع حوله...نزل كما فعل اناس اخرون ليري ما الامر فهو ضابط...كان حاډث بسيط هاتف الاسعاف لنقل المصاپ الوحيد به..وانتهي ليعود لسيارته...ليجدها فارغه دونها...اتسعت عينيه متعجبا اين ذهبت ..! حدثه عقله ربما نزلت لتري ما الامر فضولا منها...اخذ يبحث عنها وسط التجمعات يبعدهم مخترقا ايهم ليصل لها...لكنها كالسراب كلما تقدم لا يجدها...!
يبحث هنا وهناك...لم يجدها..اتصل سريعا علي هاتفها لكنه مغلق!!
يناديها بصوت عال...رحمة! .... لكن ما من مجيب!
مشتت هل تكون فعلتها بإرادتها تركته...لا غير معقول ضړب