رواية قابل للتفاوض الجزء الاول (الفصل الواحد والأربعون 41: الاخير) بقلم ايمان سالم
حصي صغيرة من امامه جانبا لتصدر صوتا ...
وهي تتأمله من النافذة تقف وتدعو الله بأن لا تراها امها حتي لا تكسر رقبتها او اخيها...تنتظر خروجه شئ ما دفعها لتفعل ذلك ربما الفضول ...
وهناك هاتف يخبره بأن يلتفت وينهره ...هل سيصبح مثل السارقين كل مرة ليراها...يكره ما يفعل لكن ما باليد حيله...اه لو يرضوا به لكان اسعد مخلوق علي وجه الارض...وبين قلبه وضميره المعارض...فاز القلب وهو يلتفت ليراها تطالعه بحيرة وقد لو طار لها
فهل حدثه صادق!...لنري!
الټفت من جديد يدوس الارض بقدميه في سعاده وكأنما تتفجر تحت اقدامه ينابيع من فرات عذب ليسبح به...شعور خاص من السعادة لا يوصف...لكن دائما ما نجد شئ يعكر صفو سعادتنا...توقف كل شئ بمطالعته لذلك الرجل ينظر له بشك نظرات خبيثه..استغفر بداخله وهو يمر من امامه يدعو الله في سره ان تكون غادرت .... وبالفعل قد كان عندما نادتها شچن وكأنها حمامة سلام بعثت لها لتنقذ الموقف
نظرت لها همت في ريبه لما سيأتيها بمفردها...تنتظر لتري ما الامر
وبالفعل ارتدت كل منهم الجلباب الاسود وفوقه غطاء الرأس الاسود الكبير صعد هو الاول ينتظر صعودهم يقعد بهيمنه يمتلكها ممسك بلجام الفرس...زفرت بحنق وهي تصعد فهي لا تحب التقيد لكن ما باليد حيله...هتفت من خلفها وهي تدفعها قليلا يالااا يا مرت خوي
تلعثمت وهي تتحدث...لااا اهه
لم يمهلها فرصة الاعتدال ...بضربه للفرس بقوة فاصدرت صهيلا عاليا وهي تندفع للامام...فاندفعت علي اثره للخلف شاهقه وذراعها واحد علي صدره والاخر علي عزيزة
رفعت ذراعها تضمهم وتحاول الابتعاد عنه قدر الامكان ملتصقه بعزيزة...شعر بها...فاشتد غضبه هل تبعد عنه وهي تحت يده...مچنونة إذن...فضړب الفرس من جديد دون رحمة ليريفع صهيلها..وانتفضت التي بجواره وكأن رسالته وصلتها جيدا...تشعر بالتحول في شخصيته...بين حنون قاسې...وقاسې مچنون...لكن الشئ الوحيد الذي تعلمه جيدا ان في قلبه قسۏة مفرطه تطول الجميع دون رغبتهم...وضعت يدها علي قلبها من اسفل الوشاح الاسود ليهدئ وتنتظر ما هو قادم بقلب صبور
مفيش يا امه عاوز اكلمك في موضوع بعيد عن الكل
خير يا ولدي جلجتني
كل خير يا امه...عزيز جالها عريس
هتفت في سعاده كبيرة...يا نهار ابيض...مين يا ولدي فرح جلبي
تحدث بعد صمت لحظات...متولي ابو حمدون
تفاجأت قليلا وتحدثت بتعجب...متولي طالبها لحد من عياله اياك!
تغيرت ملامحها قليلا لستياء مخفي..لتهتف في تعجب...وجلت له ايه يا عاصم
لسه معطتوش الرد جلت له هشور الاول
أنت موافج يا عاصم
لو علاي أنا موافج..بس لازم رأيك الاول..ولم يذكر صاحبه الشأن بشئ
بس ده كبير يا ولدي جوي عليها دا اولاده كدها
عارف بس انت خبره زين هو مين ومعاه فلوس يا امه
لو ماټ الصبح ولاده هيطلعوا خيتك من المولد بلا حمص
لاه هشترط عليه جبل اي حاچة يكتب لها ارض يأمن مستجبلها عوضا عن فارج السن وهيوافق يا امه هو شاري مخبرش شافها فين دي ود الفرطوس ده
وخيتك هتوافج
نهض في ثورة متحدثا...ومن مېتا البنات ليها رأي يا امه
يا ولدي هو كبير كد ابوها ويمكن متوافجش
اهم حاجة انت توافجي وبعدها انا هتصرف
خلاص يا عاصم سبني افكر ياولدي في الموضوع..الامر مش هين بردك
ماشي ياامه..انا علي العموم عطيه مده سبوع وهرد عليه
زين ما عملت يا ولدي...جوم ودينا البيت وروح طول علي غيطك
حاضر يا امه
يحضرلك الخير يا ضنااي
مر يوم...بكل ما فيه من ألم...لم تخرج من غرفتها بوجوده...اعتصمت عنه تماما حتي لا يسمعها شئ آخر قد تقدم علي فعل شئ بنفسها اكبر مما فعلت
طرق بابها متحدثا بصوت هادئ...رحمة..رحمة مشى هتروحي الجامعة النهاردة
ما كنت تريد أن تجيبه لكنها اجابت لتنهي الامر...لا مش رايحه
هتف في تعجب...مش كنت قايله ان وراك امتحان شفوي!
تذكرت امر الاختبار فمسحت وجهها وهي تنظر للساعة هاتفه بيأس...خلاص معدش وقت مش هلحق
صړخ من الخارج...مش هتلحقي ايه بطلي استهتار وقومي جهزي نفسك هوصلك يالااا
لم تجبه بشئ
هتف في ڠضب...رحمة مدخليش الامور الشخصية في دراستك دي حاجة ودي حاجة
ابتسمت بسخرية متحدثه...معاك حق..ونهضت تخرج من تلك الاشياء التي جلبتها ثوب لترتديه...لتطالع نفسها في المرأة..هل سيخفي ذلك الثوب جسدها الممشوق...بالبطبع لا فهو زاده جمالا...خلعته والقته تهتف في ڠضب...وحش وحش
استمع لصوتها المنفعل بالخارج لكنه لم يفسر ما تقول ربما هناك شئ ازعجها بالداخل لم يهتم كثيرا
ارتدت اخر اوسع تكاد لا تظهر به وغطاء رأس اسود تكاد تخفي وجهها به
خرجت تظبط حقيبتها متحدثه...يالا
صعق مما يري فهتف متعجبا...ايه اللي انت لبساه ده
نظرت للثوب بسخرية متحدثه...درس مش ده طلبك
تعجب اكثر متحدثا...بس ده مش بتاعك
اخفضت بصرها في الم متحدثه...بتاع راية يالا عشان الحق ولم تترك له مجالا للرد اتجهت للباب وهي تمسك بالثوب الذي تكاد تتعرقل به للمصعد
تحرك خلفها في صدمة تامه يتسأل في شك...هل كلماته كانت قاسېة بتلك الصورة عليها لما فعلت ذلك بنفسها وما الهدف منه...هل تؤلمه ام تؤنبه ام ماذا ..! لا يعرف وصلوا لاسفل..صعدت السيارة سريعا وكأنها لا تريد اعطائه فرصة لان يحدثها بشئ وفتحت كتابها...لتذاكر والحقيقة كانت ستار حتي لا تترك له فرصة للحديث وبالفعل صمت تاركا لها الفرصة لتذاكر
وصلت الجامعة...فتحت الباب سريعا حتي قبل ان يصف السيارة وكأنها تريد الهرب الابتعاد عنه..حتي لا تضعف كم تتألم داخليا..ونزولها بتلك الصورة كان مؤلم لها فوق الحد...نزل سريعا ليخبرها وهو يستند علي السيارة من جهته...هعدي عليك بعد ما تخلصي
اومأت له وظهرها موجها له في حزن...تطالعها صديقاتها بشئ من التعجب..فتسألت احدهن في شك...حد ماټ عنديكم ولا ايه!
اومأت رحمة في صمت..احتضنها الجميع بحزن..ودت لو تخبرهم ان قلبها هو المېت لكن خشت التوضيح!
جائه اتصال وهو في عمق نومه ...
والرنين لا يقف نهض يسب المتصل وفتح الهاتف يجيبه بسبباب...عاوز ايه يا بجرة من الصبح زن زن ايه!
معلش يا فضل بيه حجك عليا بس الموضوع يخص ست رحمة
رحمة مالها جول علي طول
راحت الجامعة النهاردة وهي لابسه لبس غريب وكان حد ماټ عنديهم
نزل من علي الفراش متحدثا...اجفل يا بومة يخربيت اخبارك اللي عالصبح ده واغلق الخط في وجهه وقڈف الهاتف بقوة ليتوسط السرير..اخرج ثيابه في عجاله مرتدي اياها..يسرع في خطواته متجها لها
كانت في الامتحان..طالعها الدكتور متسائلا...انت كويسه يا بنتي
اومأت في صمت
فهتفت زميلتها...اصل عندها حالة ۏفاة
هتف في اسي...البقاء لله ...طب تقدري تمشي لو عاوزه
هتفت في شكرا...شكرا جدا لاهتمام حضرتك...بس أنا كويسه
سألها فاجابت ووضع الدرجة ثم غادرت في صمت...تبدلت كثيرا لقد انطفت شعلة التوهج التي تحيطها...فهناك من يدخل حياتنا لينيرنا وهناك من يطفئنا حتى وان كان دون قصده...ربما ليس عيبا به اكثر من كونه نصيب ...
وهذا نصيبه ماذا
يطالعها بصمت كصمتها...رأته فتوقفت خطوه...كان ينقصها رؤيته الآن..تجاهلته وهل تملك شئ غير ذلك وتخطته ليتجه خلفها متحدثا...اجفي يا رحمة...كلميني
زفرت وهي تجيبه...عاوز ايه تاني يا فضل
مالك!
عبست في تعجب متحدثه...نعم!!
لبسه كده ليه في حاجة عفشه حصلت
ابتسمت قليلا متحدثه...لا مفيش حاجة عفشه حصلت ارتحت كده ولا لسه في اسئلة
تحدث پغضب...يمين بالله يا رحمة لو متكلمتي زين لكون خطڤ دلوك قدام الجامعة دي كلها ولا هيهمني حد
امسكت الكتب بقوة متحدثه...ناسي إني متجوزه
زفر وهو يبتعد خطوتان متحدثا...ابااااه..! عاوزه تتعبيني وخلاص منا عارف انك متجوزه
امال جاي تسأل عليا ليه لما أنت عارف
هو السؤال حرم!
ايوه حرم يافضل واتفضل بقي لو جوزي جه مش هيبقي كويس لليا ولا ليك وغادرت تارك اياه في ڠضب وحزن يوبخ نفسه متحدثا بصوت خاڤت...محروج ابو الحب اللي هيعمل فيك كده يا فضل..مشي عجبك كده اه هزجتك وما نابك الا ۏجع الجلب والمهانه يقطع سنينيك يا بعيد
وقفت في الخارج عند سور الجامعة تنتظر قدومه صامته حزينه...حتي حضر يطالعها بتسأل...عملت ايه
احابت وهي تصعد...الحمد لله ووجهت ابصارها للنافذة تبتعد عن عينيه لا تريد التحدث معه
كان علي وشك الانفجار الثاني...فيبدو أن الاول جاء بنتيجه عكسيه...فماذا سيفعل الثاني
صعد خلفها..حدثته في تعجب...مش هتروح الشغل
هتف في تأن...لا مش رايح يا رحمة وكأنه يخبرها انه باقي من اجلها
دخلت الشقه واسرعت في خطواتها لغرفتها وقبل أن تفتحها وجدت يد تمسك بيدها تحدثها رايحه فين يا رحمة عاوز اتكلم معاك
نظرت له في ڠضب متحدثه...لسه في كلام جارح مقولتوش وحابب تقوله
احتدت نظرته متحدثا...انت شايفه كده يا رحمة..ان كلامي جارح ليك ..عشان كده عامل في نفسك كده صح
ابعدت وجهها عنه متحدثه...عشان ملمش الناس حوليا زي ما بتقول
ترك يدها متحدثا بقوة...متعلجيش الغلط بغلط اكبر منه
أنت طول ما انت شايف نفسك صح وانا اللي غلط يبقي خلاص يا وسيم...هي..فترة استحملني فيها لحد ما تخلص القضيه واعتبرها مهمة من ضمنها وبعد كده نبعد عن بعض
متحدثه پغضب احمق...أنت غبي!
...كان الڠضب مسيطر عليه
رفع الهاتف يجبه سريعا...وشعوره بأن هناك شئ سئ وقد كان اخبره الطبيب في حزن...الحالة بتسوء جدا
هتف فارس في ڠضب...يعني ايه
الطبيب في آسي...هات الولاد وتعال هي عاوزه تشوفكم
جلس علي المقعد خلفه في حزن...يشعر بأنها النهاية نهاية حكاية بدأت منذ سنوات عدة اثمرت ثلاث زهرات لټموت هي...اغلق الخط يستجمع شتات نفسه ونادي علي الخادمة لتجهز الصغار
اسرع يمسك اكف الصغار وقلبه ينتفض
هتف علي في سعاده هنشوف امي واخوي
اومأ فارس وكادت الدمعه تفر..من عينه..قلبه مټألم ربما آخر مرة سيروها ...
الوقت يمر بصعوبة...وصل للمشفي ثم لغرفتها التي كانت العناية سمحوا لهم بالزيارة رحمة بهم بالصغار
شبه الامۏات كانت لونها شاحب وشفتيها زرقاء للغاية
اقترب فارس يمسك يدها مبتسما وتحدث بخشونه لتغلب علي حزنه...كفيك يا إنتصار
بخير يا ابوعلي طول ما انتم بخير خد بالك من العيال وخصوصا الصغير عرفهم إني كنت بحبهم قوي ونظرت للغرفة متسائلة فين حنان
مجتش
كلمها خليها تاجي عاوز اوصيها علي العيال يا فارس عشان خاطري
ترك الاطفال معها ومع الممرضه وخرج يهاتفها ...
لم تكن لديها الرغبة حقا للاحابة لكن كثرة الرنين اخبرتها ان هناك امر ما!
فتحت الهاتف ولم تتحدث انتظرته ليبدأ
اجابها في صوت مټألم...عارف انك مش عاوزه تكلميني...بس انتصار...وصمت ثم اتبع
عاوزه تشوفك
شعرت بأن الډماء صعدت لرأسها دفعه واحده متحدثه...هي فين
في المستشفي
هتفت وهي تنهض لتبدل ثيابها...جاي لكم طوالي مش هتأخر وخفقات