الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية زوجتي العمياء (كاملة جميع فصول الرواية) بقلم نورهان لبيب

انت في الصفحة 34 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز

ثروته على
ولاده وحصل اندماج وبقيت أنا رئيس مجلس الإدارة
بحكم نسبتى فى المجموعة فالشغل كتير عليا بحكم منصبى يا قلبى
مريم محاولة استعطاف جاسر..
لفت يدها حول عنقه واقتربت منه قليلا.. ثم أنزلت يدها .. وتحدثت ببرأه وحزن مصتنع
مريمبس ده مش مبرر يا جاسر.. أنت بتوحشنى وأنا
الفتره دى محتاجه ليك قوى..بص إيه رأيك تاخد اجازه ونسافر نغير جو فى أى حته
وثباتها منذ أن حملت فى أطفاله فأصبحت تصرفاتها
غير متوقعه بالمره
مريم پغضبليه أن شاء الله مش هينفع...تعرف أنا كان احساسى صح انت بتخونى يا جاسر ومش عايز
تسافر معايا عشان حبيبة القلب ما تزعلش
صدم جاسر من تفكيرها ثم تحدث بهدوء يحاول ان يخرج ذلك التفكير من رأسها
جاسربخونك إيه بس يا مريم..أنا مېت مره أقولك أنى لو قعدت وسط ألف واحده عمرى ما هبص لغيرك.. خليكى واثقه أن عمر ما فيه واحده هتسكن
قلبى غيرك أنتى خلاص احتليتى كيانى وروحى ولا
مريم هانم الصياد مش عارفة مكانتها عندى وتأثيرها
عليا
ضحكت مريم بسعاده فزوجها دائما يبثها الأمن ويذكرها بمكانتها فى قلبه التى دائما ما تسهوا عنها
فتحدثت بدلال وغنج وهى تعبث بأزرار قميصه
مريملا طبعا عارفه بس أنا بحب تعارفنى كل شويه
عشان ما أنساش وانت كمان ما تنساش يا جاسر
جاسرأنا ما نسيتش يا قلبى بس الظاهر ان أنتى إللى نسيتى ان النهارده عيد جوازنا يا حبيبتى
أبتعد عنها ينظر لها بتسليه بينما هى نظرت إليه
بتوتر وتلعب بأصابع يدها تحاول اختلاق كذبه له
مريملا منستش يا حبيبى.. أنا حتى وصيت على هديه مخصوصه ليك.. حتى اسأل سلمى اه اسأل
سلمى
حرك جاسر رأسه بقلة حيله
جاسر بهدوء اممم..على العموم يا مريومة يا حبيبتى أنا هعديها المره دى زى كل مره.. وأه فيه ناس تحت معاهم حاجات هيطلعوا يجهزوكى وأنا
هروح الأوضة التانية عشان أجهز نفسى يلا سلام
خرج جاسر بعد أن قبل مريم من وجنتها بينما هى وضعت يدها على خدها بسعادة ثم أخذت تقفز بفرحة عارمة فهو منذ عامين يشترى لها فستان زفاف جديد ويقيم لها حفل زفاف تعويضا لها عما
فعله يوم كتب كتابهم ولكن قطع قفزها دخوله عليها
وهو يقول بتحذير
جاسر بلاش تنطيط.. وخلى بالك على ولادى لو سمحت
خرج وأغلق الباب خلفه حتى يترك لها متسع من الوقت لتتجهز لحفلة الليلة.. ظلت مريم تدور وتدندن
بسعاده كراقصات الباليه ثم هتفت بأبتسامه مشرقه
وهى تضع يدها موضع قلبها الذى يدق بقوه
مريمأنت مش معقول يا جاسر.. بتعمل كل حاجة عشان تبسطنى وتخلينى سعيدة.. بقيت تتفنن فى إسعادى يا حبيب قلبى.. وأنا ربنا يقدرنى وأسعدك
زى ما بتعمل معايا يا قلبى
تنهدت مريم بحب وسعادة على زوجها المحب لها والذى يحاول بكل السبل أسعدها.. حتى استعادت
وعيها حين استمعت إلى طرقات خفيفه على الباب
فسمحت للطارق بالدخول فكانت سلمى وفرح ورهف ومعهم ومعهم الفريق المخصص لأعداد مريم وتجهيزها للحفل
دخلت فرح ورقعت بزغروده عاليه مما جعل الجميع يضحك على مرحها المعتاد منها بينما هتفت رهف
وهى تحاول كبت ضحكتها
رهفمش معقوله يا فرح بدزغردى كأنهم أول مره يتجوزوا ده عيد جوازهم التالت يا ناس
سلمى بولهومع ذلك كل مره بيجيب ليها فستان ويعمل ليها فرح كأنها عروس هتتزف لأول مره
رفعت مريم يدها بهزار ومرح وهى تخمس فى وجههم تصد عنها الحسد فأردفت فى وجههم
مريم بهزارخمسه وخميسه فى وشك أنتى وهى.. إيه أنتوا هتقورا عليا ولا إيه
فرحولا نقور عليكى ولا حاجة.. يلا ادخلى استحمى عشان البنات يجهزوكى
دخلت مريم للحمام لتأخذ حمام سريع ثم خرجت وبدأ الفريق فى تجهيزها وأعدادها لحفل عيد زواجها
بدأن بتجهيز شعرها بأعداد تسريه بسيطه لها ثم وضع القليل من مستحضرات التجميل مما أبرز ملامحها الرقيقة وجعلها فى غاية الجمال والرقه ثم احضروا لها فستان زفاف أبيض قد جلبه جاسر معه
من سفرية باريس التى عاد منها اليوم فكان فستان
الفستان بحرافيه ودقه كبيره ورغم حملها فى بداية الشهر الخامس إلا أن انتفاخ بطنها كان صغير فلم تكن واضحه أثناء ارتدائها الفستان
بعد أن أنتهت مريم من ارتداء الفستان وقفت فى انتظار جاسر فى سعادة باللغه رغم اللمحات السريعه التى كانت تمر أمامها كشريط فيلم سينمائي إلا أن الذكره التى اتتها كانت هى اجملهم
على الإطلاق فى مضيها البائس
فلاش باك
أستمرت حالة الحزن والبكاء لساعات متتالية حتى خرج رئيس الأطباء من غرفة العمليات وعلى وجهه
معالم الحزن والألم فهو سوف ينقل
لهم أخبار حزينه
الآن ويجب عليهم أن يتقبلوها مهما كانت.. بينما هم
بمجرد ان رأوا مظهره لم يتجرأ أحد منهم على سأله
هتف الطبيب بصوت متقطع حزينأنا أسف.. إحنا عملنا إللى علينا.. بس إرادة ربنا كانت فوق كل شئ
.. البقاء لله
هتفت مريم بعدم تصديق وصدمه ودموعها تسيل على وجهها بشده
مريم بصوت متقطع وبكاء مريريعنى ايه جاسر ماټ.. أنت أنت كداب جاسر عمره ما يسبنى هو هو وعدنى بالسعادة وحب ومستحيل يا خدهم منى ويمشى كده بسهوله.. أنت بتكدب صح قول ان أنت بتكدب ارجوك أنا ما قدرش أعيش من غيره أبدا ما قدرش
قالت كلمتها الأخيره بكاء مرير ثم سقطت فاقده الوعى أثر اڼهيار عصبي حاد غير مستوعبه ما أمرها
بحزن شديد فكيف ستتقبل الأمر عندما تستفيق
بالتأكيد ستموت قهرا ولكن خروج الممرضه من غرفة العمليات وهى تلهث وتتحدث بصوت متقطع
الممرضهدكتور مكرم يا دكتور.. الحق المړيض إللى فى العمليات طلع عايش وحضرتك شخصته غلط ده
قطب الطبيب حاجبيه پصدمه فكيف يشخص مريضه بطريقه خاطئة وهو كبير الأطباء بالمشفى
بل وبمصر بأكملها فمشفى مثل الصياد لا توظف
أى كان بها إلا إذا كان على كفائه عليه.. و بمجرد
أن استمع مازن لما قالته الممرضه حتى مسك الطبيب من تلابيبه وحدثه بلهجه عڼيفة وحاده وهو يهزه بقوه وهمجيه وعينه تقدح بشرارة غاضبة
مازنشخصته غلط.. أنت عارف أنا هعمل فيك إيه ده أنا هخليك عبره لأى دكتور وكل حد هيفكر يدخل
كلية الطب.. أنت عارف بسبب إللى أنت عملته أختى
وأبن عمى كان هيبقى مصيرهم إيه.. ده أنا ھدفنك مكانك على عملتك السوده دى
ابتلع الطبيب ريقه بصعوبه بسبب خوفه الشديد من مازن بينما هتف الطبيب بتوتر وصوت متقطع من
شدة رعبه من مازن
الطبيبوالله يا مازن بيه المړيض قلبه وقف وأنا حاولت معاه بالصدمات الكهربائية والتدليك القلب بس مفيش أمل قلبه ما رجعش يشتغل من تانى
حرك مازن رأسه بسخريه وعدم اقتناع ثم هتف بعصبيه وڠضب وهو يشير للممرضه
مازنأومال إيه الكلام إللى بتقوله ده يا حضرة الدكتور يا كبير يا محترم أنا مش عارف مين إللى ظلمك ودخلك كلية الطب من أساسه
توتر الطبيب وحاول تهدئة مازن بأى طريقة فتوجه ناحية الممرضه يستفسر منها عما حدث بالداخل
الطبيبممكن تفهمينى بالظبط إيه إللى حصل جوه وازاى أنا شخصت توقف القلب غلط
كانت الممرضه تفرك يدها بتوتر ثم تحدثت فى جديه حاولت أن تجمعها فى نفسها الخائفه مما يحدث
الممرضههو صحيح أن النبض كان ضعيف والقلب شبه متوقف لكن المړيض ما متش لا ده كان عنده استرواح فى الصدر أدى إلى ضعف مؤشراته الحيويه
والحمدالله دكتور سيف أكتشف ده واتعامل معاه على أنه استرواح فى الصدر مش توقف قلب أبدا وأنا خرجت عشان أبلغ حضرتك قبل ما تقول لأهل المړيض
تنهد الطبيب بضيق وهم ان يدخل حتى يكمل العمليه إلا أن يد مازن الحديديه منعته من التقدم إلى غرفة العمليات.. وقال له بصرامه
مازنرايح فين.. أنت ملكش مكان جوه..بس دلوقتى أنت تشوف أختى مالها وبعدها تورينى عرض كتافك
التى كانت بحاله سيئه للغاية ط ال ذلك الاسبوع المنصرم فهى كانت بعالم أخر تعتقد به أن جاسر حبيبها قد تركها وذهب بلا رجعه ورغم محاولا مازن
المستميته لأقناعها بأنه مازل على قيد الحياة إلا أنها
لم تقتنع ولم تخرج من قوقعتها الحزينه التى قفلت
على نفسها بها حتى استفاق جاسر وبدأ فى السؤال على مريم فأخبرته أمه بحالتها فنهض جاسر وعزم على الذهاب إليها رغم ألمه وحالته السيئه ومحاولة
أمه اثنائه عن ذلك
إلا أنه أصر ان يذهب إليها تحرك
جاسر متوجه إلى غرفة مريم مستند على كتف أمه
وصل جاسر إلى باب الغرفه وظل واقف لبره أخذ نفس عميق ثم أدار المقبض الباب وفتحه ببطئ فكان ملاكه الصغير متقوقع على نفسه فوق ذلك السرير الطبى شارده ودموعها تنزل فى بطئ شديد
ټغرق وجهها الشاحب توجه جاسر ناحيتها وجلس
بجوارها ووضع يده على شعرها يمررها عليه بهدوء
حنان حتى تشدق جاسر 
يوفى وعده بها ومعها هى فقط كانت مريم تستمع إليه حتى بكت من شدة حزنها وتألمها على ما حدث
له وتحدثت وشهقاتها تخرج بتقطع
مريمإياك تعمل فيا كده تانى.. وتحطنى فى الموقف ده تانى..أنت ما تعرفش أحساسى كان إزاى.. أنا كنت
بمۏت وروحى بتتسحب منى يا جاسر
جاسربعيد الشړ يا حبيبتى.. أوعى تقولى كده تانى مفهوم
أمامها بسلامه فى كامل صحته رغم التعب البادى عليه والارهاق الذى أصابه تمدد جاسر بجوارها ثم
وهدوء ويحكى لها ما ينوى ان يفعله هو وهى بمجرد
خروجهم من المشفى فقد قرر ان يعوضها عن الماضي والفترة الكئيبة المنصرمه بالأفعال وليس
بالكلام وهكذا سوف يثبت حبه لها وبالفعل منذ أن
خرجوا من هذه المشفى وتعدوا هذه الفترة حتى بدأ
جاسر فى تدليل مريم وإرسال كل يوم باقة من زهور البنفسج التى تحبها وتعشقها كثيرا غير الفسح والسهرات الرومنسيه التى كانوا يخرجون إليها هما
الاثنان غير أعياد الزواج التى كان يصر جاسر بها ان
ترتدى مريم فستان زفاف جديد ويقيم لها حفلة عرس خاصة لها فى ذلك اليوم حتى ينسيها ويعوضها
عما حدث لها فى يوم زفافهم فقد تغير جاسر كليا وأصبح الزوج المراعى والمحب لزوجته كما تمنته مريم دائما
عوده للحاضر
عادت مريم للواقع على
يد سلمى التى تلكذها وتنبها بحضور جاسر الذى كان يرتدى بدله سوداء
من نوع التوكسيدو فكان فى غاية الوسامة والروعه
لا يقل عنها شئ بينما كان الشباب يرتدون بدل ذات
لون رمادى فكانوا بخفوت ورقه
جاسر قمر كالعادة يا مريومة.. أنا مش عارف كنت بفكر فى إيه لما طلعتك بالمنظر ده..الناس كلها بتبص
عليكى وأنا مش هقدر استحمل بصراحة
ابتسمت مريم على غيرته الواضحه عليها فتشدقت بأستفزاز تثير غضبه
مريموما يبصوليش ليه أن شاء الله عروسه وحلوه وزى الاقمر وأى حد يتمنانى
الټفت لها جاسر بعد أن فهم ما ترمى إليه من
حديثها هذا فضيق عينه واردف بضيق
جاسر أنا مش هتكلم دلوقتى لينا بيت نتحاسب فيه يا وردتى
كشرت مريم بلطافه وهى تداعب خدود جاسر
مريمبتغيرى يا بيضه.. بتغيرى على مريم حبيبتك.. عسل يا خلاسى عليك
أنزل جاسر يدها بسرعة قبل أن يرى أحد فعلتها فهو
قد أحرج كثيرا من هذه الحركه وتحدث بټهديد
جاسر احترمى نفسك يا حبيبتي بدل ما ارزعك مېت بوسه قدام الناس دى كلها وأنتى عارفه جوزك مچنون ويعملها
تخضبت وجنت مريم من الخجل
33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 36 صفحات