السبت 30 نوفمبر 2024

رواية سجينة جبل العامري (كاملة جميع فصول الرواية) بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 9 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز

زيه ونسخة منه..
أومأ إليها ضاحكا
معاكي حق بردو
أقترب منها يدفعها للخلف لتستند على الحائط وتقدم ليلتصق بها لا يفصل بينهم أي مسافات
تحت أعين القمر والنجوم والبشر غافلين عما يفعله الظالمين الذين تحركهم 
عقولهم تحركهم بأي إتجاة وفي أي طريق باحثين عن طريق الحړام وإن كان أمامهم الحلال والنور تكاسلوا ليبحثون عن الظلام الدامس بعيد عن الأعين والألسنة لتتكوم السيئات فوق بعضها البعض ويتجمع العڈاب إلى يوم الحساب..
كانت إسراء قلقت في نومها فاستيقظت وبقيت قليل من الوقت في الغرفة منها إلى الشرفة ولم تجد فائدة في جلوسها وحدها وهي ترى شقيقتها وطفلتها الصغيرة تنام بين ذراعيها ينعمون بالأحلام سويا
هبطت إلى الأسفل وخرجت إلى الحديقة وفي يدها الهاتف المحمول الخاص بها جلست قليلا تحاول الوصول إلى شبكة الإنترنت هنا ولكن لا فائدة
نفخت الهواء من فمها بملل قابعة داخله العصبية بسبب عدم توافر أي شيء تريده هنا نظرت إلى اليمين واليسار تتابع الحراس الذين باتوا يعرفونها وباتت تشعر بالأمان قليلا فلا حرج أن تجولت في الحديقة ولا خوف.. وقفت تسير على قدميها ترفع الهاتف إلى الأعلى في محاولة منها لإرسال واستقبال الرسائل ولكن إلى الآن كل هذا دون جدوى..
وصلت إلى الخلف ووقفت جوار حائط القصر في الناحية اليسرى تنفخ الهواء مرة أخرى بعصبية وصاحت قائلة بصوت عالي
يوه ايه المكان ده بس ياربي معقوله حتى الشبكة مش موجودة..
استمعت إليها فرح وهو معها وقع قلب الاثنين على الأرض أسفلهم خوفا من تقدمها أكثر إلى الخلف وتراهم سويا في هذا الوضع في الخفاء ليلا خلف القصر!..
دفعها سريعا لتعود إلى الداخل من باب المطبخ الذي يبتعد خطوات ووقف هو لحظات يحاول أن يستجمع شتات نفسه..
استدارت إسراء مرة أخرى مقررة العودة ومحاولة النوم.. ولكنها وقفت في محاولة أخيرة منها لكي تقضي على ذلك الملل الذي يلازمها منذ أن أتت..
وجدت من يضع يده أعلى كتفها من الخلف يهتف بصوته الرجولي المميز
بتعملي ايه هنا
استدارت بجسدها وعينيها تنظر إليه متفوهه باسمه برقة وعفوية
عاصم!
أتى المستحيل الذي هددها به لازت بالفرار وانتهت روايتها مع عائلة العامري
نظر إلى عيونها الزرقاء وتابع بعينيه هو البحث في
ملامحها النظر إلى شفتيها التي هتفت اسمه برقة لا مثيل لها وكأنه قطعة من قماش الحرير لمسه الهواء والهوى بكل رقة ونعومة..
أومأ إليها برأسه للأمام يؤكد أنه هو
آه عاصم
وجدها تنظر إليه ببلاهة ولم تتحدث فأردف مرة أخرى يسألها
بتعملي ايه هنا دلوقتي
نظرت إلى الهاتف بيدها ثم إليه وتحدثت بصوت خاڤت والملل يتأكل منها
أصل بصراحة الدنيا ملل أوي هنا والجزيرة مافيش فيها شبكة نزلت اتمشى في الجنينة أحاول أجمع شبكة
ابتسم وهو يتابع ملامحها المنزعجة وكأنها طفلة فاقدة أصدقائها الذي تلعب معهم قال بجدية
الجزيرة فيها شبكة في كل مكان على فكرة اومال احنا بنتكلم إزاي
أكملت بعد حديثه موضحه له مقصدها وهي ترفع الهاتف أمامه
أقصد شبكة نت
أقترب خطوة بقدميه فأصبح جسده العريض أمامها يخفيها لمن نظر من خلفه
فيها كمان شبكة نت تحبي افتحهالك
نظرت إليه بسعادة متسائلة عن صحة حديثه
بجد ياريت أوي
أومأ إليها برأسه للأمام يهتف بصوته الرجولي المميز بالنسبة إليها بهدوء
حاضر
نظر حوله في الظلام الدامس في هذه المنطقة المتوارية عن بوابة القصر والقصر نفسه والحرس جميعا وقال لها بجدية بعد أن استقر بعيونه عليها من جديد
متبقيش تنزلي تحت في وقت متأخر كده
رفعت أحد حاجبيها الشقراء وتركزت بعينيها عليه تسائلة باستفهام
ليه
ضحك واتسعت شفتيه تبتعد عن بعضها ظاهرة من خلفها أسنانه وفي رأسه أشياء عديدة يعبث بها ليست هي من تعبث به
لمصلحتك
حركت رأسها بخفة وهي تنظر إليه لا تستوعب حديثه
مش فاهمه
ابتسم أكثر وهو يتابعها قائلا بجدية
أحسن بردو إنك مش فاهمه.. شكلنا هنبقى صحاب أوي
مرة أخرى تسأله بدون فيهم
اشمعنى
تحدث بغرور وعنجهية وهو يقترب منها برأسه قائلا
أصلي بحب العلاقة اللي أبقى أنا بس اللي فاهم فيها
ضيقت عينيها الزرقاء عليه واستنكرته وهي تهتف
متكبر!
ضحك هذه المرة بصوت مرتفع ينظر إليها وإلى تعابير وجهها الذي تثبت إليه في كل حركة منها أنها طفلة وليست فتاة ناضجة كما تدعي فتراجع عن حديثه قائلا
ياستي بهزر معاكي
نظرت إليه للحظات وهي تستنكر ما يفعله بحديثه أو حركاته التي تصدر عنه أردفت بجدية وهي تبتعد للخلف
طيب عن اذنك بقى
تمسك بيدها سريعا قبل أن ترحل وتسائل بلهفة غريبة عليه
رايحه فين
نظرت إليه وإلى يده التي تمسك بيدها فتنحنح هو وابتعد للخلف تاركا إياها فأجابته قائلة بجدية وهي تنظر إليه بعبث
طالعه.. مش قولتلي بلاش أنزل في وقت متأخر
استنكر ما فعله وتلك اللهفة الغريبة التي تأتي منه إليها هي فقط دون الجميع ولكنه يستطيع تفسير ذلك جيدا أردف بسخرية
وأنتي مطيعة أوي كده
وجدها تنظر إليه باستغراب لم تجيب عليه ولم تبدي أي ردة فعل على حديثه وكأنها تقف مستغربة للغاية مما يفعل ومما يقول فتابع مرة أخرى باقتراح
مافيش مانع نفضل مع بعض شوية.. أضيعلك الملل وتعملي صحاب ولا ايه
فكرت للحظة في حديثه فهو محق للغاية أنها تحتاج لتكوين صداقات لا الحقيقية هي لا نحتاج لذلك ولكن الهوى يلقيها عليه لتستكشف ما به ذلك الرجل العملاق
عندك حق
أشار إليها بيده ناحية الحديقة في الأمام عند القصر أمام الجميع من الحرس وغيرهم
طيب تعالي نقعد.. تعالي
سار معها ليجلسوا سويا وهي جواره تسير بخجل وفراشات معدتها تعبث بها في الداخل لأجل تلك الفكرة الغبية التي وافقت عليها.. كيف تجلس معه وتتحدث وتنظر إليه وهو يباغتها بنظراته الجريئة الحرة!.
من الأعلى رصدتهم فرح من داخل شرفتها بعيون تشتعل بالڠضب والبغض الشديد تجاه عاصم الغبي الذي يسير خلف جمالها ورقتها المصطنعة وتلك الفتاة الغبية التي تدعي الخجل مع الجميع وتزداد به معه وتتصرف كأنها طفلة في الثامنة من عمرها كابنة شقيقتها..
ظلت تنظر من الأعلى پغضب يشتعل داخلها يجعلها تتحرك في الشرفة پعنف وضراوة غير قادرة على المكوث في مكانها لحظة فقد نشبت النيران داخلها بسبب غيرتها من تلك الغبية الماكرة المتصنعة..
ظلت تأتي من بداية الشرفة إلى نهايتها وعينيها عليهم بعد أن جلسوا وأصبح عاصم جوارها يعطيها وجهه وجسده بالكامل يسترسل معها في الحديث وهي ترد عليه بخجل تارة وپغضب تارة والآن ضاحكة!..
جعلها تضحك بصخب تضع يدها على فمها لتكتم ضحكاتها بعد أن استمع إليها الحرس في محيطهم ونظرت بخجل بعد تلك الفعلة المباغتة..
يا لك من فتاة غبية وضيعة سارقة لقد سرقته بتلك الرقة المصطنعة والخجل الكاذب خدعته بجمالها الغير طبيعي وسرقته في لحظات وهو كان كالغبي..
رجل كأي رجل غبي يرمي بشباكه وأحباله إلى أي فتاة جميلة تمر من جواره وقد كان معها يا الله تعابيره غير مسبوق لها أن تراها..
أنه يتحدث بود ينظر إليها بهدوء ويتودد إليها! يتابع عيناها الزرقاء ويدقق في ملامحها بهيام وانسجام خالص لها..
يا لك من ماكر يا عاصم يا لك من ماكر مخادع غبي..
ضړبت بقبضة يدها على سور الشرفة وهي تتابع ما يحدث بينهم وفي لحظة رفعت الهاتف من على المقعد بينهم وفتحته لتوريه به شيئا فاقترب منها وهي تشير بإصبع يدها على الهاتف وتضحك بصخب!
متى تعرفت عليه إلى هذه الدرجة متى! لا أنها من
فتيات المدينة لا تحتاج لوقت حتى تتعرف عليه فقط يلقي عليها سلام الله فتلقي عليه شباك الخبث الضارية
رفع عاصم وجهه إلى الأعلى بعفوية والإبتسامة مرتسمة عليه ليقابل وجهها نظرات عينيها الحمراء الغاضبة وملامح وجهها بالكامل التي تجعلها تبدو مخيفة وهي تنظر إليهم بهذه الطريقة الغريبة..
نظر إليها لحظة والأخرى اعتقادا منه أنها ستدلف للداخل أو يصدر منها أي ردة فعل فقط خجلا من نظراته نحوها ولكنها كما هي فتاة مغرورة متكبرة عليه وعلى الجميع.. والأهم من كل هذا لا تخطئ وكأنها قديسة لا تعرف طريق للخطأ..
أبعد عينه مرة أخرى وعاد بها إلى إسراء الماكثة جواره ولم تلاحظ نظرات عينيه المرتفعة للأعلى بسبب انشغالها بهاتفها بعد أن قام هو بفتح شبكة الإنترنت داخله كي يساعدها أو يقتصر الطريق إليها قليلا ويصبح صديقها جديا وبعد ذلك يتسلل للأكثر من هذا..
في الناحية الأخرى وقف جلال على أعتاب غرفة الحرس الصغيرة بجوار بوابة القصر نظر إلى عاصم وإسراء الفتاة الجميلة فاتنة الجمال التي ليس هناك مثلها على الجزيرة وكأنها من أصول أوروبية أتت إليهم ليتأملوا في جمالها..
تمتم بينه وبين نفسه بغيظ وسخرية
طول عمرك واقع واقف يا عاصم يا ابن المحظوظة
أبتعد بعينه إلى الأخرى التي تقف في الشرفة عيناها ستنقلع من مكانها عليه وقلبها سينقبض منها بسبب شدة النيران المشټعلة به من غيرتها التي أخذتها في صميم قلبها بسبب إسراء وجمالها الخلاب الذي لم تراه في حياتها..
ټموت على عاصم يعلم ذلك جيدا وهي تجيد المكر والخبث ونقل الحديث من مكان إلى آخر ابتسم بسخرية أكثر وهو يتابعها ويراها تود لو تلقي نفسها من الشرفة كي تصل أسرع إلى الأسفل وتقوم بجذب خصلات تلك المسكينة من مكانها..
نظرت إليه من الأعلى فتابع يدقق داخل عينيها من على بعد مسافة ثم غمز بعينه اليسرى بغرور فنظرت إليه بضيق وانزعاج وضړبت مرة أخرى على سور الشرفة ثم استدارت تدلف إلى الداخل مرة أخرى دافعة الباب من خلفها بقوة ليصدر صوتا استمع إليه كل منهم..
مر يومين آخرين غير الأيام الذي مرت عليهم منذ أن أتوا إلى الجزيرة وفي اثنائهم لم تكن تحسن التدبير ولا التفكير ولا تعرف ما الذي ستفعله معه ولا حتى كيفية الهروب من الجزيرة.. أو بالأحرى القصر فهو الخطوة الأولى للهرب..
ولكن ما توصلت إليه مع نفسها أنها إن خرجت من هنا وابتعدت عن الجزيرة ومن بها ستلقي بهم جميعا خلف ظهرها وأولهم جبل العامري وستلقي ټهديدها له خلف ظهرها معه لأنه للحق لن تكون قادرة على مواجهته..
ولكن أن بقيت هنا وهذا من رابع المستحيلات فلن تكن نهايته إلا على يدها وهذا وعد منها وعد من إمرأة
حرة ليست للترويض وإن كانت فلن تكن امرأة تروضت على يده..
ابتعدت عنه تماما في هذان اليومان لم تكن تتقابل مع وجهه إلا بالصدفة البحتة فهي لم تكن مستعدة أن تتقابل مع رجل قات ل مثله وتلطخ نفسها وعينيها بالنظر إليه أو تجعل لسانها يتسخ ويدنس بالحديث معه.. قللت كل شيء تشاركه معه إن كان حديث أو نظرات أو طعام.. رجل مثل هذا لا يشاركه أفعاله إلا الشياطين مثله
بقي خۏفها الأكبر على شقيقتها وابنتها الصغيرة كيف ستهرب بهم وإن لم يكن فكيف ستجعل حياتهم هنا!..
تراقص الخۏف على أعتاب قلبها ولكن زجره الكبرياء معلنا نصرها وبين هذا وذاك لم يحسن التدبير عقلها ففقدت نفسها بينهم وتشتت تفكيرها
10 

انت في الصفحة 9 من 16 صفحات