رواية ترويض ملوك العشق الجزء الثاني جميع الفصول كاملة وحصرية بقلم لادو غنيم
نهض الجميع يتراقصوا معهما ليشاركهم تلك الحظات السعيدة..
وأثناء رقص الجميع انتبة جبران لوالدة الذي يجلس على مقعده المتحرك بمفرده..فذهب إلية و جلس علي عقبيه أمامه..
سقطط دموعه علي قدم والده..شعرا أنه عاد صغيرا يجلس بين يدا والده..شعرا أن الزمن عاد للوراء وأصبح طفلا من جديد ينظر للأعلى بفخرا لقدوته بالحياة..كانت عين رياض مترقرقة بذات الدموع..الذي تسبب بها وريثه و عكازه بالحياة..فحتواي وجنتيه بيداه يجفف له دموع عيناه..قائلا بفخرا..
مرت حفلة الزفاف بلحظاتا لن ينسوها لحظاتا جمعتهم جميعا بالحب و الضحك و تناغم الأرواح..وصعدا كلن منهم إلى حجرة نومه..معاده فريحة التى ظلت جالسة على الطاولة بجوار عامري..الذي يتصفح جواله..
الجو بقى برد كدا ليه..
هتفت بتلك الكلمات أثناء أحتوئها لذراعيها..تملس عليهم..فنظرا لها الأخر قائلا بجدية..
ايه بردانة..
تستاهلى محدش قالك تقعدي الحد دلوقتي..
لوت شفتاها بأستفسار..
مش المفروض كنت تتقلع الجاكت بتاعك و تحطة على كتفى عشان تدفينى..
قوص حاجبيه بذات الجفاء..
هوأنا اللى قولتلك تلبسي فستان كت..أنا دخلى ايه أقلعلك جاكتى ليه..
قطمت علي شفاها السفلية بأستياء ممزوج بصعبانية..
بتبرطمى تقولى ايه..
بحمد ربنا على الهنا اللى أنا فيه..
تركها تتحدث و نهض من على مقعدة فوقفة تسألة بأستفسار..
رايح فين..
أوضتى هنام..
ماشي ياله بينا..
قطب جبيه بجدية..
هو ايه اللي ياله بينا بقولك رايح أوضتى..ايه ناوية تنامى فيها معايا..
عن قريب أوي هتجمعنا سوا..
أنت مچنونة رسمى
سألتة قائلة..
أنا ليه حسه أنى واخدة دورك فى العلاقة دي مش المفروض أنك أنت اللي تعاكسنى و تقولى الكلام دا..!!
أنكر بجفاء..
لا يوجد بيننا شيء..نحن فقط أقارب ليس أكثر.
أصرت ببسمة..
أفضل كابر كدا الحد لما تجيلى بټعيط و تقولى مش قادر أعيش من غيرك عشان خاطري أتجوزينى يا فروحتى..
دا ف أحلامك..
الأحلام بتتحقق يا عامري..وأنا حلمى بيك عمره ما هبطل أحلم بيه مهما حصل..
لمعت عيناها بعشقا دونته الأيام و الليالى الطويلة التى شهدت علي عشقها له..اما هو فلم يكترث بحديثها و تحرك و ذهب من أمامها..و قبل أن يبتعد عنها كثيرا سمع صوتها المنغم ببسمة..
عامري !
الټفت لها فوجدها تبتسم لها و بيدها ترسم قلبا وهى تبوح بغراما..
تصبح على خير يالى واخد قلبى..
حرك رأسه ببسمة يأس و ستدار ليكمل ذهابه..اما هى فجلست تتنهد بتمنى و تدعوا الله أثناء نظرها للسماء..
يارب أجعل عامري أبن كريمان من نصيبى..
ظلت تلمع عيناها بصورته الخاطفة لكيانها و داخلها أعصار يدعى نبضات عامري..
يتبع
5
..
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
..
بغرفة الزفاف. كان التخت مزين بالورود البيضاء.
.و بعض الشموع الوردية علي الأدراج بنيرانها الهادية. و معزوفة موسقية تعزف بتناغم أشد هدؤا لتتناسب معا أجواء تلك الليلة المحملة بالمشاعر.
وأمام المرأة يوجد جبران بعدما بدلا ثيابه وأنعش جسده بحماما بارد. ثم أرتدا بنطالا قطنى أسود.
وأمسك بزجاجة العطر يضع منها أمام المرأة علي جزعة العاړي يعطر رائحة جسده ثم ترك الزجاجة
و رتب شعره بأصبعه فسمعت أذنيه صوت باب الحمام يتحرك. فستدار بعنقه لليمين. فرئها تخطوا بأطرافها مثل الحوريات بطلتها المغمغمة بتناغم داخل عيناه. بقميصها الأبيض ذو الروب الأبيض الشفاف المنسدل حتي أصابعها. و شعرها الليلي يزين ظهرها. خطفت عيناة بطلتها الملائكية فوضع يده فوق قلبه يتنهد بعين متبسمة بعشقا قائلا..
يا الله من جمال بنت حواء. قلبى نبضه أشتعل بلهيب الغرام...
زارة شفتاها بسمة راقية تكسوها الخجل. فذادت شوقه إليها. و قتربا منها يقف أمامها يبصر بعيناها غراما. و يداه تحتضن ذراعيها..
طب أنا راضي زمتك. المفروض أعمل ايه. وأنا شايف حورية من الجنة بين أيديا...
أشعلته أكثر ببحتها الناعمة ونظرتها الدافئة لعيناه..
أعمل اللي أنت عاوزة يا حبيبي..
كانت هذه منها لياخذها فى رحلة دافئة إلى مدينة الغرام. لتشن الحروب بينهما. حروب عنوانها ملاذ العشق الأبدي..
يالله من عشقا بدلا الأقدار و زرعا الفؤاد بوصال الغرام. عشقا جعلهما عاشقين للعشق متيما بغراما سلسلهما بذات السلاسل القدرية..
و بذات الوقت بأحد المستشفيات. كان يقف طبيب أمام حجرة مريضا ما. و يتحدث معا خالد..
زي ما بقولك كدا هوأستعاد وعيه النهارده بس دخل في نوبة ڠضب شديده جدا فضطرينا أننا نديله حنقة مهدئة
من الطبيعي يحصله كدا متنساش أن قلبة رجع للحياة تانى بعد ما فقد النبض المړيض كان بين الحياة و المۏت دا غير عملية تغير الوش اللي عملنا هاله..
بلع الطبيب لعابه بقلقا..
أنا الحد دلوقتي مش قادر أصدق أنى طاوعة ساعتك و عملتله عملية تغير وش معا أن وشه مكنش متصاب نهائي !!
ضيق عيناه بتحذير..
بقولك ايه كلام فى الموضوع دا تانى مش عاوز . متنساش المبلغ اللي دفعت هولك ياله أخفا من وشه..
ذهب الطبيب بصمتا تام. أما خالد فدخلا إلي حجرة ذلك المړيض الغامض. و جلس علي المقعد بجواره. ينظر لوجهه قائلا..
مش عجبك شكلك ليه. دأنت لما تفوق و تعرف أنا ليه عملت فيك كدا هتشكرنى...
فتح عيناه ببطئا شديد يناظره بأستفسار..
أنا شوفتك قبل كدا. أيوة وشك مش غريب عنى أنا شوفتك بس مش فاكر فين..
رتب على يده بجدية..
اهدا هنتكلم لما تستعيد صحتك..
أنت تعرف أنا مين..!
تبسم بشيطانية..
طبعا دأنا الوحيد اللي أعرف هويتك الحقيقية قبل ما يتم تغير ملامح وشك..
مين اللي عمل فيا كدا وشه شكله أتغير ليه. أنا مش قادر أفتكر حاجة غير أنى أضربة بال..
قاطعه خالد بقولا..
قولتلك ما تتكلمش دلوقتي غير لما صحتك تتعافي. أنا هقوم أمشي دلوقتي بس هرجعلك بكرا تكون شدية حيلك شوية.
نهضا وأستدار ليذهب. فسمعا صوته يلقى علية سؤلا مستفهما..
متعرفش أسمى ايه. الدكتور بيقول أن أسمى طارق عواد. بس أنا متأكد أن ليا أسم تاني هو ..
قاطعه من جديد بذات الجدية..
سلام يا طارق..
ذهبا خالد و ترك ذلك المړيض يفكر بحقيقة هويته..
و بعد نصف ساعة لدي نسرين. كانت تتحدث عبر الهاتف معا جاسم. الذي يمتلك هاتف داخل السچن لكن لا يعرف أحدا عنه شيئا..
أنت قصدك على خالد أبن المحافظ. طب و دا عاوز ايه من جبران و مراته..
مش عارف بس كل اللي متأكد منه أن الواد دا مش سهل عشان كدا عاوزك تخلي حد يراقب هولنا الحد لما أخرج عشان نعرف حكايته ايه بالظبط..
حاضر ياحبيبى متقلقش أنا هعمل حساب كل حاجة المهم أنت تخرج و تبقى معايا أنت متعرفش واحشنى أزى..
هانت يا نسرين كلها أسبوع وأبقى معاكى و نعوض كل السنين اللي فاتت..
يارب يا حبيبى...
أغلق جاسم الهاتف. فسمعت صوت جرس شقتها يدق. فخرجة و فتحت الباب فتفاجئة بخالد أمامها يناظرها من الأسفل للأعلى بشوقا..
وحشتينى يا سو
تبسمت بذات الشوق قائلة..
قلب سو. أتاخرت عليا ليه أدخل..
دخلا فستقبلتة بإشتياق . ثم أبتعدت عنه وأغلقة الباب. و ذهبت بجواره تقول..
جاسم لسه قافل معايا حالا بلغنى عن مقابلتك لي...
جلسى علي الأريكة فجلست بجوارهاما هو فأجبها..
المغفل ميعرفش أن أنت اللى بعتانى لى. مفكرنى هجبله حقه من المحروس أخوه ميعرفش أنى هلعب بيهم عشان أخليهم يولعه ببعض و نطلع أحنا زي الشعرة من العجين و فوق كل دا بفلوس و شركات المغازي..
تبسمة بتأكيد..
هو دا اللي هيحصل مبقاش نسرين أن مخليت جبران يمضى علي تنازل عن كل أملكهم هخليهم شحاتين. و جاسم هخلية بقى يروح يعيط جانب قبر سالم و يندب حظه..
ناظرها بأستفسار..
ايه اللي جرالك مأنتى الأول كنت بتحبى جاسم ايه اللي غيرك كدا..
ضيقة عيناها بكراهية..
أنا عمرى ما حبيت جاسم. هو بالنسبالى مكنة فلوس بتصرف عليا مجرد شخص أنتشلنى من الفقر اللي أتربيت فيه. بس مرة واحدة خسر كل حاجة وأترمى فالسجن و سابلى فلوسه أصرف منها و بئها عملت مشروع صغير و المشروع كبر و بقي معايا فلوس و معارف. بس رغم كل دا لسه بحاجته عشان فلوس أهله اللي أول ما هخدها هقولة أمك فى العشة. والا طارة..!!
يابنت العفريت. عشان كدا أنا بحبك مخك أبن لازينة و دايما عجبانى. من يوم ما شوفتك فى الحفلة عند فؤاد وأنت دخلتى دماغى و مخرجتيش منه الحد النهاردة..
بس الست رؤيه عششت فى عقلك. دأنت المرة اللي فاتت وأنت معايا قولتلى ھموت عليكى يا رؤيه..
فرك لحيته بمكرا..
خلاص بقى أنسى مكنتش ذلة لسان..
ذلة لسان ايه. أنت مفكرنى عبيطة. أنا عارفة أنك بتعمل كل دا عشان توصل لرؤيه أنت مش فى بالك الأنتقام من اللي جبران عمله فيك. لاء أنت بتعمل كل دا عشان توصل لرؤيه و تاخد منها اللى ھتموت علية..
تبسم لها بمكرا..
خلينا فى لليلتنا و بعد كدا نبقى نشوف حوار
جبران و مراته..
نهضا من فوق الأريكة يحملها بين ذراعية و دخلا بها إلى حجرة نومها ليقضوا الليل سويا..
اما لدي جبران بعد ساعة تقريبا. خرجا من المرحاض يحتوي خصره بالمنشفة بعدما أخذ حماما..
و نظرا لرؤيته التى تنهض من فوق الفراش و يبدو عليها الأرهاق الشديد..
مالك يا رؤيه أنت كويسه..
أومأة