السبت 23 نوفمبر 2024

رواية "سجينة جبل العامري" (كاملة جميع الفصول) بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 3 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز


تماثلها على وجهها وهي تجيب بحماس
Hi Laura Im fine I missed you so much
مرحبا لورا أنا بخير لقد افتقدتك كثيرا
قابلتها الأخرى بسعادة وتساؤل
Me too really Ive had a hard time reaching you since you left here
وأنا أيضا حقا لقد واجهت صعوبة في الوصول إليك منذ أن رحلتي
أومأت إليها إسراء باستياء بسبب عدم وصول الشبكة إلى هنا دائما

Yes the situation here is very bad and there is no internet
نعم الوضع هنا سيء للغاية ولا يوجد انترنت
تفاجات صديقتها وتغيرت تعابيرها وهي تتسائل بجدية وذهول
Oh how can you endure without the Internet? Is there any place left in the world now without the Internet?
اوه كيف يمكنك الصمود دون انترنت هل بقي مكان في العالم دون وجود انترنت
أومأت إليها ضاحكة بسخرية على حالها
Yes here there is no and here many things happen that you will not believe. I will tell them to you when I return to Dubai
نعم هنا وهناك الكثير من الأمور تحدث لن تصدقينها سوف اقصها عليكي عندما أعود إلى دبي
تسائلت الأخرى بحماس
when you will come back
متى ستعودين
لوت شفتيها بعدم معرفة ولكن أجابتها
I dont know but soon the situation here will be unbearable
لا أعلم ولكن قريبا الوضع هنا لا يحتمل
ثم أدارت كاميرا الهاتف لصديقتها وقامت برصد الحراس المسلحين لها لتريها الوضع الذي تجلس به شهقت الأخرى بفزع عندما رأتهم وتسائلت پخوف عليها
Oh my God what is this
يا إلهي ما هذا
تحدثت إسراء بهدوء وبساطة
These are the guards of the palace we live in. I miss Dubai and touring around here is truly another life
هذه حراسة القصر الذي نعيش به لقد اشتقت إلى دبي والتجول بها حقا هنا حياة أخرى
استمعت إلى صوت خشن حاد فوق رأسها
مش المفروض أننا نصور حراسة القصر كده بتخالفي القوانين تاني
وقفت سريعا لتستدير ناظرة إليه پخوف وتوتر نظرت إلى صديقتها تنهي معاها المكالمة سريعا
Laura Ill talk to you later
لورا سأحدثك لاحقا
أغلقت الهاتف سريعا ونظرت إليه قائلة بجدية شديدة وقلبها يدق پعنف
أنا مكنش قصدي.. دي صاحبتي مش حد غريب
ابتسم عاصم بتهكم وهو يقول لها بجدية شديدة وعيونه حادة عليها
أنتي نفسك غريبة
تحركت بقدميها للأمام بعد أن تلبكت بسبب حديثه ونظراته وهتفت وهي تتحرك
عن اذنك
جذبها من ذراعها بقوة لتعود وتقف أمامه مرة أخرى خلعت ذراعها من بين يده القوية ونظرت إليه باستغراب فاستمعت إليه
أنا بعتذر عن اللي عملته معاكي.. مكنتش أعرف أنك ډخلتي القصر فكرتك حد تاني
نظرت إليه تابعته بعينيها الزرقاء وبقيت صامتة فاستغل هذه الفرصة وأبحر داخل جمالها الأخذ في وسط النهار وهو ظاهر بوضوح للجميع.. التهم ملامحها الرائعة الجميلة عينيها الزرقاء وشفتيها الوردية وبشرتها البيضاء الغريبة..
تنبعث منها رائحة نظيفة رائعة يفتقدها في مثل هذه الجزيرة.. والحق يقال هو يفتقد فتاة جميلة بريئة مثلها..
يبدو عليها الإرتباك والغباء أيضا ضعيفة وسلبية للغاية يظهر ذلك عليها بوضوح وعلمه وتيقن منه عندما ارتمت داخل شقيقتها ولم تستطع الحديث بينما الأخرى ذات المخالب هي من تحدثت..
غريبة هذه الفتاة بكل تفاصيلها ولا يبدو أنها شقيقة الأخرى عادية الجمال.. هل يحقق بها هل عينيه تجوب وجهها مرة بعد مرة هل وقف أمام عيونها الزرقاء ولم يعد يستطيع أن يزحزح عينيه عنها هل يدق قلبه

الآن!
تنهد سريعا ومحى هذه الأفكار الغبية من رأسه أخفى كل ما شعر به في دقيقة واحدة إن كان أظهره من الأساس ونظر إليها قائلا بصوت رجولي أجش
قبلتي اعتذاري!
اومأت برأسها إليه پخوف أكثر من السابق بعد أن استغرق كل هذه المدة في النظر إلى وجهها فتابع قائلا وهو يسترسل معها في الحديث دون دراية أنه يفعل ذلك
اسمك ايه بقى
خرج صوتها مبحوح لا تدري من هيبة الموقف أو من تذكر شكله المخيف تلك الليلة
إسراء مختار
ابتسم ناظرا إليها بعمق يقول بحس لا يميل للفكاهة
انتوا عيلة موسيقية ولا ايه ده اسم موسيقي
وجدها جامدة الملامح تنظر إليه باستغراب ربما لا تستطيع أن تفهم ما الذي يحدث الآن فسألها
هو أنتي لسه خاېفة
حركت رأسها للأمام بنعم ثم سريعا حركته يمينا ويسارا نافية ولكنه عندما رآها تفعل هذا بجسد صلب ووجه جامد انفرط في الضحك بصوت عالي.. بدأ مظهرها غبي فعلا وضعيف متوترة وتتمسك بهاتفها بيدها بقوة ولو لم يكن معدن صلب لكان كسر بيدها من كثرة الضغط عليه..
وقف ثابتا وتفوه بجدية وابتسامة
مټخافيش إحنا مش بنأذي حد وأنا مكنتش هعمل فيكي حاجه.. ده كان مجرد ټهديد وبعدين أنتي شكلك عيله صغيرة يعني مټخافيش
خرج صوتها هذه المرة بقوة وصوت واضح وهي تنفي كلمته بغيظ وانزعاج
أنا مش عيله
تابع انزعاجها بنصف عين وأدرك أنها طفلة للغاية ويستطيع أن يقسم على ذلك ولكنه تعامل معاها بنفس أسلوبها واسترد
عندك كام سنة
أجابته بفخر وهي تبتسم قائلة
اتنين وعشرين
فهم ما الذي سيجعلها تسترسل معه في الحديث بعد تلك الابتسامة فتابع معها وهو يتحدث بما يهواه عقلها
ياه دا أنتي كبيرة كده فعلا
أشارت بيدها إليه بحماس وابتسامة واسعة
شوفت بقى إني كبيرة ومش بحب حد يقول إني صغيرة
تابع على نفس النحو باستهزاء من داخله ولكنه يكمل معها
لأ مالهمش حق يقولوا كده طبعا
أكمل وهو يقدم يده إليها وهو يشعر بالكثير من الأمور الثائرة داخله على بعضها البعض ولكنه لا يستطع الإبتعاد أو تحريك نظرة عنها
أنا عاصم.. رئيس الحرس وصاحب جبل
نظرت إلى يده الممدودة إليها بتردد ثم قدمت يدها إليه ووضعتها بها قائلة بابتسامة واسعة
وأنا إسراء أخت زينة مرات يونس الله يرحمه
حرك رأسه ومازال ممسكا بيدها قائلا
مش زعلانه من اللي عملته أكيد
حركت رأسها بالنفي مجيبة عليه
لأ خلاص مش زعلانه كده
ترك يدها وابتسم باتساع لا يدري ما الذي يحدث له يقسم على أن كل ما حدث بينهم الآن من حديث وانجذابات ليس له يد به كل هذا حدث دون دراية منه ودون إرادة ينجدب نحوها كالمسحور وقلبه يدق پعنف ناحيتها وكأنه في مشادة قتالية مع أحدهم..
لقد رحلت من أمامه ودلفت إلى الداخل وهو مازال ينظر في أسرها يحاول فهم ما الذي حدث منذ قليل وما هذه الفتاة الرائعة في الجمال والطفولة للغاية في حديثها وأفعالها..
كانت الأيام الماضية من أسوأ الأيام الذي مرت على جبل العامري ومن أسوأ الليالي الذي حظى بها وحده لقد أشعلت والدته داخله نيران لا تنطفئ إلا بشيء واحد يعرفه جيدا ولكنه يأبى فعله..
أشعلت النيران وأمسكت بالبنزين ساكبة إياه عليه ولا تريده أن يشتعل بل تريد أن يمر كل شيء بسلام كيف وهي من فعلت ذلك..
لقد كان يعيش بهدوء وحده ولا يفكر في هذه الفكرة الغبية الخبيثة التي قالتها له لم يكن ينوي فعلها ولم يتوجه إليها يوما ما منذ أن أصبح جبل الآن..
هي أيقظت الفكرة وأتت بمن سينفذها أمامه وتدفعه لفعلها.. كلما مرت زوجة شقيقه أمامه شعر بنيران تلتهب داخله وتأكل خلاياه
مرة بعد مرة لا يستطيع التحكم في نفسه فيذهب سريعا من محيط مكانها يبتعد ليكون وحده غير قادرا على التحمل وطالبت بالرحمة والمغفرة وأن يعفو عنها سامحا بوجود امرأة بحياته كي ېقتل كل ذلك الألم الذي ېقتله وحده..
وجود هذه المرأة التي تتغنج أمامه كالغزال بخصلاتها السوداء الطويلة يصيبه باللعڼة لا يستطيع السيطرة على نفسه في حضرتها ولا يستطيع أن يتوقف عن التفكير في ذلك الأمر في غيابها.. ما الذي يقوله عن والدته فهي المتسبب الوحيد في كل ما يحدث هذا..
أنه يفكر في عيونها القناصة الذي تصيبه في لمح البصر كلما نظرت إليه وقابلت عيناه تبعدهم كلما تقابلوا سويا ولكن أثرها عليه عجيب ويجعله يشعر بالخۏف من وجودها..
الآن هو يريدها بكل جوارحه يريدها هي بالأخص فهي من ولدت أمامه 
أمامه حل من الاثنين الأول أن ېقتل كل هذه المشاعر الجياشة داخله ويتحكم بنفسه وجسده ويعطيها ما لها عنده ويجعلها ترحل دون رجعه ويعود هو الآخر إلى وضعه الطبيعي ويمحي فكرة وجود النساء في حياته.. وفي هذه الحالة ستغضب والدته وتثور وتفعل ما لا يحمد عقباه وربما تقف فيما يفعل ولن تجعله ينجح أبدا ولن يستطيع قول شيء لها
والثاني

أن يفعل مثلما طلبت والدته ويلبي طلب أعضائه واحتياجاته ويقوم پقتل ذلك الاشتياق الذي يدعي بقربها منه ويتزوجها وهنا لا يضمن وجودها على الجزيرة ما الذي ممكن أن يفعله خاصة أنها لا يبدو عليها من النساء المطيعات ولكنه يستطع أن يجعلها منهن..
وقفت أمامه في الصالون تنظر إليه بابتسامة مشرقة وهي تعتقد أنه استدعاها لأجل أن يقول لها أنه تم الانتهاء من إجراءات الميراث وستذهب!.. يا لها من طموحات وأحلام بسيطة ولكنها صعبة المنال في حالتها..
وضع يده الاثنين بجيب بنطاله الأبيض ووقف شامخا يبدو عليه أنه حقا كبير الجزيرة وقال بصوت أجش خشن
مدام زينة.. أنا عايز اتجوزك
محت الابتسامة سريعا من على وجهها ونظرت إليه بذهول واستغراب بعد أن اتسعت عينيها عليه لقد قالها بمنتهى العنجهية والتكبر وخرجت من بين شفتيه بنبرة ناهية وكأنه لا يطلب ذلك بل قرر أنه سيحدث..
لم تستطع شفتيها أن تتحرك بالحديث بل بقيت تحت تأثير الصدمة تنظر إليه ولا تعرف ما الذي من المفترض فعله..
أنهارت حصونها ووقعت فريسة سهلة الصيد
بقيت صامتة تنظر إليه فقط بعيون متسعة مستغربة مما استمعت إليه منه لقد ألقى عليها صاعقة لم تكن مستعدة لمواجهتها أهو جن هل هو أحمق نعم مچنون وأحمق الاثنين معا من يفعل شيء كهذا يكون مچنون ومختل عقليا..
هي زوجة شقيقه! كيف يفكر بها بهذه الطريقة كيف يرى أنها من الممكن أن توافق أن تكون زوجة رجل مثله غامض وغريب الأطوار..
صمتها طال أمامه وهي واقفة تفكر في كل الأبعاد لهذه الكلمة الوحيدة التي خرجت منه وكأنه مچنون.. أهو يفعل ذلك حتى لا تأخد مالها هي وابنتها هل يطمع في حقها وميراث طفلة يتيمة مثل هذه.. إنها لا تطالب بشيء غريب ولا تطالب بحق ليس لها وهو يملك الكثير والكثير لما قد يفعل ذلك..
لما قد يفكر في زوجة أخيه زوجة له
حرك عينيه عليها ليحثها على الحديث بعد صمت طال بينهم حركت رأسها وعينيها هي الأخرى بطريقة عفوية مطالبة بالشرح أكثر من هذا
نعم!
أقترب منها إلى الداخل ومازالت يده بجيوب بنطاله يقف كما هو بنفس العنجهية والتكبر الذي رأتهم به واستمعت إليه يقول
قولت عايز نتجوز
ابتسمت بسخرية وهي تضع يدها الاثنين أمام صدرها قائلة باستياء
وأنت بقى بتاخد رأيي ولا قررت
بادلها الابتسامة الساخرة وعلم مقصدها وفهم أن ما أراد أن يوصله إليها قد وصل فقال ببرود
أحب اسمع رأيك..
 

انت في الصفحة 3 من 17 صفحات