السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ضراوة ذئب (حصري من الفصل الاول 1 : التاسع عشر 19) بقلم سارة الحلفاوي

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

جواه...

لاء م هو مش مزاد يا روح أمك!!

بصله عزبز و الخبث إترسم في عينيه و قال...

عايز تتجوزها ...يبقى تدفع!!

إبتسم زين و قال...

كدا إنت إبتديت تفهمني!!

و كمل ب خبث أكبر...

بس إيه اللي يخليني أدفع لواحد زيك و أنا ممكن أخدها من إيديها دلوقتي و نطلع على أقرب مأذون

قال عزيز مبتسم...

و مين هيتوكلها إنت متعرفش إن بنت أخويا بكر ولا إيه! لازم وكيل عشان الجوازة تبقى مظبوطة!!!

عايز كام!

قالها بإختصار!

ف قال عزيز ببجاحة...

مليون!!

بكل برود قال...

هبعتلك حد بالشيك! بس هنكتب دلوقتي!

إنتوا إيه اللي بتعملوه ده إنتوا مجانين!!!! بتبيعوا و تشتروا في البت!!!!

صړخت حنان و هي بټضرب على رجلها...تجاهلها عزيز تماما و قال و عينه بتلمع بالجشع...

مافيش كتب كتاب غير لما آخد الشيك!!

طلع زين تليفونه و عمل مكالمة سريعة...ورجع قال بجمود...

شوية و الشيك هيبقى في إيدك!

كدا إتفقنا!!

قال والإبتسامة شاقة ثغره...ف همس حازم بضيق بيقرب منه بعد ما زين خرج من البيت...

بس أنا يابا كنت عايز أتجوز البت بجد!!

تغور البت! بقولك مليون جنيه!!

قال عزيز و هو بيضرب على كتف إبنه من حماقته...ف هدر عزيز بحزن...

كل ده ولا حاجه قصاد العسل اللي الأفندي ده هينام فيه مع بنت عمي!! 

إتحركت يسر بخطوات بطيئة بالكاد عارفة تصلب طولها...خرجت من الشقة لقته واقف بضهره و بيشرب سېجارة...قربت منه و وقفت قدامه و وشها إزداد إحمراره...و قالت بصوت شبه عالي رغم الإرهاق اللي هي فيه!...

عملت كدا ليه!!! ده إنت أول واحد جيت في بالي لما شوفت عمي في البيت و قولت هستنجد بيك إنت!!

مبصلهاش...و بمنتهى البرود رد...

أنا هتجوزك!! أي واحدة مكانك تتمنى اللحظة دي!!!

بكت من قلبها و قالت...

مش عايزه!! مش عايزه اللحظة دي و مش عايزه أتجوزك!!!

مسك دراعها بقسۏة وقال...

أومال عايزة تتجوزب مين!!! الو اللي جوا ده!!

حاولت تبعد إيده و هي حاسه إن لمسته ليها زي الڼار اللي بتكوي روحها...نفت براسها بتنفي حديثه و هي بتقول بإنهاك...

إبعد إيدك لو سمحت!!!

نفضها بعيد ف كانت هتقع لولا تشبثها في العمود جنبها...غمضت عينيها و قالت پألم...

لا عايزه أتجوزه ولا أتجوزك ولا عايزة أتجوز خالص...أنا عايزه أعيش في هدوء!

مردش عليها...ف قالت و دموعها بتنزل...

كان إيه إحساسك و إنت شايفه بيبيع ويشتري فيا و إنت موافق! إيه إحساسك و إنت مشتريني بفلوسك دلوقتي!

بصلها للحظات و قال بنفس النبرة الباردة...

جهزي نفسك عشان المحامي بتاعي زمانه جاي و هيديله الشيك...و أول ما يمسك الشيك هنكتب الكتاب!!!

نفت براسها و إترجته...لدرجة إنها قربت منه و ضمت إيديها المرتعشة لصدرها و قالت...

أرجوك!! أرجوك متعملش فيا كدا! إنت كدا بتكتب عليا الحزن طول عمري!! مش إنت ...مش إنت قولتلي إنك بس هتعين حراسة عشان محدش ييجي جنبنا!!

هل هي بريئة أم أنها تصتنع هذا الكم من البراءة نظر ل إيديها اللي بتترعش و رجع بص لعنينها المليانة دموع و وشها اللي إختلط بياضه بحمار مش محبب ليه...و كل ما يتخيل إن عمها ضربها بيبقى عايز يدخل يكسر عضمه...شفايفها اللي پتنزف ...عايز يرفع إبده و يمسح الډم ده   ..أخد نفس عميق و بص بعيد عنها ورجع قال بنفس قسوته...

إنت فاكرة إني هعمل حاجه كدا لله و للوطن و هستفيد إيه لما أحطلك حراسه و خلاص! م تبقي في بيتي و مراتي و محدش وقتها يعرف يمس منك شعره!

بس أنا مش عايزه! 

قالت پألم...ف رد بجمود...

مش مهم ...أنا عايز!!

وصل المحامي بدفتر الشيكات...مضى زين إمضته بعد م المحامي حط المبلغ...و سلم المحامي الشيك لعزيز...اللي قال بفرحة...

على بركة الله...كدا نكتب الكتاب!!

المأذون وصل بالفعل بعد دقايق...و قعد زين قدام عزيز ماسك إيده و يسر قاعده جنبه بتحاول تكتم شهقاتها...ردد زين ورا المأذون و مضى...و هي مضت بأصابع بترتجف و جدتها قاعدة حزينة على حالها...زفر زين براحة أول ما إتكتبت على إسمه...مشي المأذون و المحامي ف قال زين بعد م وقف موجه كلامه لعزيز و إبنه...

مش عايز أشوفك وشك ولا وش إبنك تاني!!!

قال عزيز مبتسم بسماجة...

مقبولة منك يا جوز بنت أخويا! 

و شد حازم و قال بإصفرار...

هنستأذن إحنا بقى!!!

و بالفعل مشيوا...لفت حنان ل زين و قالت ب بكاء...

إنت عايز إيه مننا يابني...ده إحنا غلابة و طول عمرنا ماشيين جنب الحيط!!

رد زين موجه كلامه لجدتها...

مش عايز حاجه...هنطلع دلوقتي على شقة في الزمالك دي اللي هتقعدي فيها! و الشقة دي هتتقفل لإنها مبقتش صالحة إن حد يعيش فيها!! و متقلقيش الشقة هتتكتب بإسمك عشان محدش يعرف يطلعك منها!!!

بصتله يسر مصډومة من كلامه...و حنان قالت بفرحة...

بجد يابني

نده زين على ماجد اللي لسه واصل و إستشاط ڠضبا لما شاف المأذون خارج من البيت...إلا إنه أطاع أمر سيده و دخل و هو بيقول بصوت مشحون موطي راسه...

أمرك يا زين باشا!!

خد الحجة وصلها للشقة اللي في الزمالك...و إبتدي في إجراءات نقل الملكية بإسمها! 

تؤمر يا بيه! إتفضلي معايا يا حجة!!

قال بهدوء...ف بصت يسر لجدتها و مسكت إيديها و همست برجاء...

تيتة ...متسيبينيش لوحدي معاه!!!

ربتت حنان على كتفها و قالت بهدوء...

ده جوزك يا بنتي!!!

بصتلها پصدمة وقالت...

مكنش ده رأيك من دقيقتين يا تيتة!!

حزنت جدتها على حالها وقالت...

إقبلي الأمر الواقع زي ما كلنا قبلناه يا يسر!!

و سابتها و راحت مع ماجد اللي كان بيبص ل يسر بإحتقار...فضلت يسر عينيها ثابتة على نقطة فراغ مكان جدتها...مافيش تعبير محتل وشها غير الصدمة و الخذلان...بصلها زين و نزل بعينيه لإيديها و أخيرا بقى قادر يحاوط الإيد اللي كلها رجفة...و بالفعل مسك إيديها و شدها بهدوء وراه متجه ل برا البيت...إلا إنها نفضت إيديها و صړخت فيه لأول مرة...

إبعد عني!!! عايز مني إيه تاني!!!

و إنهارت على الأرض و هي پتبكي من قلبها...

حتى جدتي سابتني عشان الشقة اللي هتكتبهالها بإسمها...محدش فكر فيا!!!

بصلها بهدوء...و قرب بخطوات منها و رفع وشه و هو بيقول بقلب قاسې...

زي ما قالتلك قبل م تمشي ...حاولي تتقبلي الأمر لإنه خلاص ...بقى أمر واقع!!

رفعت راسها و بصتله پألم و قالت...

عندك حق! أنا مين أصلا عشان أقف قدامك لوحدي! أنا كدا كدا مېتة...مش هتفرق الطريقة!!

نزل يعينيه للۏجع اللي إتشكل في عينيها و على وشها...حاولت تقوم بالعافية لدرجة إنها مسكت دراعه عشان تقدر تقف...ف بص لإيديها اللي على دراعه من غير ما يتكلم...و لما وقفت مسك كفها و جذبها وراه بالراحة...وقفها قدام باب العربية من غير ما يفتحلها الباب...ف مدت إيديها و فتحته هي و ركبت و هي حاسه بۏجع يضاهي ۏجع خروج الروح من الجسد...ركب جنبها و مشي بالعربية...سندت هي راسها على الكرسي و دموعها بتنزل منها بصمت و هي مغمضة عينيها...بعد مرور نص ساعة كان وصل أسفل ناطحة سحاب...ركن العربية في الجراچ الخاص بيه...و نزل ف نزلت وراه...كانت تعبانة لدرجة إنها إتشبثت بدراعه عشان توقفه عن الحركة و هي بتقول پبكاء...

بالراحة!! رجلي ...متشنجة!!! مش ...مش عارفة أمشي!!

بصلها للحظات و ميل عليها و حط إيد أسفل ركبتها و التانية على ضهرها و شالها...إتصدمت بس متكلمتش من كتر التعب اللي هي فيه لأول مرة تحس إن حتى الحروف بقت صعبة عليها...حطت إيديها على كتفه من غير م تبصله...مشي بيها و إتفتح الأسانسير تلقائي ف دخل...ف قالت بصوتها الخاڤت...

خلاص نزلني!!

مش بمزاجك!

قال بضيق!...ينزلها إزاي بعد م إحتك جسمها الغض ب صلابة جسمه ينزلها إزاي بعد م لمس جسمها لأول مرة و نفسها كان قريب من نفسه لأول مرة! مردتش...داس بصباعة على زر الطابق الخامس عشر...غمضت عينيها بقوة لإن أكتر حاجه پتكرها الأسانسير...لدرجة إن من خۏفها حاوطت بعدم و عي و هي حاسة إنها بتتسحب لتحت...بصلها و ڠصب عنه إبتسم!!

إبتسم و هو شايف براءة جديدة عليه...إبتسم لإنها لو واعية هي ماسكة فيه إزاي و أد إيه مقربة وشها من وشه مكانتش هتعمل كدا أبدا...قربها و فضل ساكت لحد م وصلوا...إتفتح الأسانير ف خرج...و أول ما خرج أدركت اللي عملته ف إتنفضت بتبعد إيديها ...نزلها عشان يفتح الباب ف وقفت ورا ضهره بټشتم نفسها على غباءها وسذاجتها اللي خلتها تحضنه بالشكل ده!...فتح الباب و قالها بهدوء...

أدخلي!

دخلت بالفعل ب خطوات مرتعشة...رفعت عينيها ل الشقة اللي كانت أفخم من توقعاتها...إلا إنها رجعت نزلت عينيها بحزن مدركة إن الشقة دي هتشهد على أحزن لحظات حياتها!!

يتبع.

ضراوة ذئب .

زين الحريري .

الفصل الخامس

سمعت صوت قفل الباب فـ إتقبض قلبها أكتر...لفِت لقتُه بياخد إيديها و بيمشي بيها ناحية أوضة في آخر الشقة...دخلت وقعدت على السرير بتفرُك صوابعها...فـ فتح الخزانة وخرّج بيچامة كانت إلى حدٍ ما مُحترمة لإنه عارف إنها مش هتقبل تلبس حاجة من الحاجات الڤاضحة اللي في الدولاب...بيچامة بـ نُص كُم و برمودا!...ياريتُه إكتفى بالبيچامة...ده خرّجلها طقم داخلي راقي جدًا باللون الأبيض و حطه جنبها و قال ببرود...

قومي خُدي شاور دافي و إلبسي البيچامة دي!!

إتصدمت من جرائتُه و قالت و وشها إستحال للأحمر...

على فكرة مينفعش كدا!! إنت...إنت بتعمل حاجات قليلة الأدب و آآ!!

أنا جوزك! وبعدين قلة الأدب لسه جاية!!!!

  بصِت للأرض و رجعت بصتلُه و قالت بحرج....

و يا ترى ده لبس مين؟ 

لبسك!

قال ببساطة...فـ قطّبت حاجبيها و قالت...

يعني قرار إنك عايز تتجوزني ده مجاش صُدفة! دي خطة بقى!!

قال بنفس البرود...

متسأليش أسئلة مالهاش لازمة...قومي غيّري!

و خرج من الأوضة كلها...فـ مسكت البيچامة و الطقم الداخلي بتبصلُه برهبة حقيقية...دخلت المرحاض و قفلت الباب على نفسها كويس...نزعت كُل ملابسها و دخلت تحت الدُش...بتحاول تلغي أي أفكار تيجي في دماغها تزود الړعب في قلبها...ليه دونًا عن كل البنات هي تبقى زوجة للوحش اللي برا ده!!

خرجت من تحت الدُش و لبست الهدوم...نشفت شعرها بالفوطة و سابتُه ينزل على ضهرها اللي كان واصل لآخرُه...إرتجفت و هي مش مصدقة إنها هتطلع كدا و لسه مش مستوعبة فكرة إنه بقى جوزها...خرجت من الحمام بصعوبة بعد تردد كبير خرجت و حمدت ربنا إنه مش في الأوضة...و بعد مرور ساعة و هي ضامة رجليها لصدرها منزوية في آخر الفراش العريض...قامت و فتحت الباب دورت عليه في الصالة و المطبخ و لما ملقتهوش إبتسمت بسعاده و دخلت الأوضة بسُرعة قفلت كل الأنوار و نامت و دثرت نفسها بالغطا من رأسها لأخمَص قدميها!!!

صحيت اليوم اللي بعدُه و أول حاجه دورت عليها بعينيها كان هو...قامت ودوّرت في الشقة كلها وملقتهوش...لحد م فقدت الأمل و دخلت تعمل حاجه تاكُلها و لحُسن حظها التلاجة كانت مليانة بأكل يشهي الأنفس...أكل لأول مرة بتشوفه...و أكل حُرمت منُه...أكلت لحد ما شبعت و بعدها حشِت بالخجل لإنها كلت كتير و همست لنفسها بحُزن...

ليه كلتي كُل ده؟! دلوقتي ييجي يشوفك واكله ده كلُه...هيقول إيه عليكِ!!

و إسترسلت بغرابة...

هو راح فين!!!

 • • • •

يومان...ثمانية و أربعون ساعة من دون حتى أن ترى طيفُه...كُل م تصحى و متلاقيهوش تنام تاني...للحظة حسِت بإهانة فظيعة...إتجوزها ليه مدام مش عايز حتى يقعد في المكان اللي هي قاعدة فيه...عينيها وارمة من شدة البكاء...مش عارفة هي پتبكي ليه...پتبكي إنه مش موجود! دي مُستحيلة! جايز پتبكي لإنها حسِت إنها لوحدها مش معاها حد بين أربع حيطان كاتمين على نفَسها...حضنت مخدتها و إنهارت في العياط أكتر...من إمبارح و هي بتحلم بكوابيس غريبة...و تصحى مخضۏضة متلاقيش حتى حد يناولها كوباية مايه...فـ ټعيط شوية زي الأطفال و ترجع تنام تاني...لحد م صحيت في صباح اليوم التالت سمعت صوت كركبة برا...خاڤت جدًا و ضمت الغطاء لصدرها بتغطى جسمها الظاهر من منامية حرير باللون الأحمر حمّالات واصلة لأعلى رُكبتها...قامت بسُرعة ولبست روب القميص اللي كانت لابساه فـ غطَّى الروب لحد آخر رجلها...طلعت من الأوضة و الذُعر باين على وشها...لقتُه واقف في المطبخ مديها ضهرُه بيفضي حاجات من الكيس...و صوته الرجولي قال بهدوء...

مټخافيش! ده أنا!

إزاي عرف إنها واقفة وراه؟! زفرت نفس عميق إلا إن الضيق إحتل ملامح وشها و هي بتقول بحدة...

كُنت فين؟

إبتسم ساخرًا و هو لسه مشافهاش و قال...

وحشتك؟

قرّبت منُه و صرّخت فيه و هي بتقول بصوت يشوبه البُكاء...

رُد على سؤالي!!! جيبتني هنا و رمتني زي الكلبة و سيبتلي شوية أكل في التلاجة عشان عارف إنك هتغيب!! و مدام إنت مش عايز تقعد معايا لييه تتجوزني من الأول!!!

لفِلها ولسه كان هيتكلم إلا إن لسانه إتكبل بسلاسل من حديد لما شاف أُنثى مُبهرة فاتنة واقفة قُدامه...لابسة روب أحمر إتفتح شوية من عند نهديها فـ ظهرهم بـ سخاء...شعر بُني كستنائي نفس لون عينيها مُبعثر شوية إلا إنه مازال مُحتفظ بنعومته...ملامح ملائكية و وش أحمر من أثار النوم...عيون بتلمع من العياط اللي على وشك إنها تعيطُه...عينيه بتشرب تفاصيلها...تفاصيل مُهلكة...إزاي حد ممكن ياخد كل القدر من الجمال ده لوحدُه...إزاي سابها اليومين دول أصلًا!! عينيه ثبتت على شفايفها اللي بتترعش و هي بتقول بصوت مخڼوق غافلة تمامًا عن نظراتُه اللي بتاكُلها...

إنت عارف أنا شوفت إيه في اليومين دول؟ عارف كنت بحلم بكام كابوس في اليوم و اقوم مخضۏضة معيطة عشان قاعدة لوحدي و آآآ

مقدرش يتحمل...وضعت إيديها على صدرُه و الضعف اللي إتملك منها هيخلوه يفقد السيطرة على نفسُه أكتر...لما حَس بنفسها بيروح بِعد...فـ لهثت بتحاول تاخد أكبر قدر من الأكسچين تاني...و هو كذلك....شعرت پخوف حقيقي لما حست ان مفيش عودة..و هي لسه مغمضة عينيها...أنا خاېفة!!

قال ليها بهدوء...مش هأذيكي!!

هو عايز يصارحها إن هو نفسُه خاېف...خاېفه عليها منُه...خاېف يأذيها...فـ سمعها بتقول برجفة و حُزن...من أول ما شوفتني...و إنت بتإذيني!!!

ميّل و شالها بين إيديه و مرَدش عليها...هو دلوقتي مش في دماغُه أي حاجه غير إنه عايز الجمال ده كله دلوقتي يبقى بين إيديه...وضعها على الفراش...ونزل برأسه..لمساته كانت رقيقة جدا...وفي النهاية عِرف أزاي يمتلكها بدون أدنى مُقاومة منها تُذكر....لحد مـا بقت قدام ربنا مراته فعلا مش قولا و بس. 

صحيت هي من النوم الأول...كان لسه نايم وضهره العريض في مواجهتها...إتأملت ملامحُه الرجولية الوسيمة جدًا...عيون مُحاطة برموش كثيفة و لو فتحهم هيكشف عن لون زيتوني بديع...أنف حاد مع شفايف حادة مرسومة...و شعرُه كان إسود زي اليل كثيف لدرجة إن جالها رغبة في إنها تغمر أناملها الرقيقة في شعرُه بس خاڤت يصحى...حاولت تقوم فـ تآوهت پألم و هي حاسه بۏجع رهيب جواها....فمقدرتش تقوم فـ إستسلمت و فضلت نايمة جنبُه لابسة قميصُه اللي هو بنفسُه ساعدها تلبسه...غمضت عينيها و في جزء جواها بيأنبها على إستسلامها المُخزي ليه...إلا إن جانب تاني بيقولها إن ده جوزها...و إن اللي حصل طبيعي...خدت نفس عميق حاسة إن عقلها هينفجر...لحد م حسِت بتململُه و إنه على وشك يصحى...فـ مثلت النوم بسُرعة عشان تعرف هيعمل إيه...إتفاجئت بيه بيمسح على شعرها و بيبوس جبينها!!! إتصدمت...و لولا إنه قام يدخل الحمام كانت فتحت عينيها بدهشة...ده مسح على شعرها! ده عمل نفس الحركة اللي أبوها زمان كان بيعملها...و مش بس كدا ده كمان طبع قبلة على جبينها...إبتسمت بإتساع و إستنتُه لحد م يطلع...لما طلع حاولت تتعدل في قعدتها إلا إن ڠصب عنها تآوهت پألم...فـ قرّب منها و و قعد قُدامها و هو بيبُص على جسمها بيتأكد إنها كويسة...

مالك؟ 

تمتمت بخجل...

موجوعة شوية!

و فركت صوابعها من كُتر الخجل...إتنهد و هو عارف إن في بعض اللحظات مكانش رقيق معاها و على العكس تمامًا...فـ قال بنفس نبرتُه الهادية...

عايزاني أساعدك في حاجه؟ أسحَّمك؟!

رفضت مُسرعة بشكل قاطغ و الخجل بيتملك منها أكتر...

لاء لاء!! أنا هقوم و هبقى كويسة!!!

حط إيدُه تحت ركبتها و التانية على ضهرها و شالها بحذر...ضمھا لصدره و دخل بيها الحمام و نزلها بهدوء على أرضية الحمام...فـ بصت في الأرض و إيديها بتترعش كعادتها...مسك إيديها و قال و هو بيبُص لعنيها...

ليه إيدك بتترعش على طول؟

قالت بحُزن...

لما كشفت قالولي ضعف في الأعصاب وأنيميا!!

بَص لـ وشها و رجع بَص لإيديها اللي بين إيديه...و مشي بإبهامه على جلد كفها للحظات...و بعد عنها شوية ظبطلها الماية الدافية في البانيو و قفلُه عشان يملى...و بصلها و قال بهدوء...

أقعُدي في البانيو و هتحسي إنك أحسن!!

أومأت بـ وداعة...فـ قال و هو بيبعد خصلة ثائرة ورا ودنها...

لو إحتاجتي حاجه إندهيلي!!

حاضر!

قالت و هي عارفه إنها مُستحيل هتندهلُه! فـ طلع من الحمام و قفل الباب وراه...حررت هي أزرار قميصُه اللي خلت ريحتُه مُلتصقة في جسمها...و نزلت في البانية بتإن پألم و الماية بتغمُر كل جزء في جسمها...رجّعت راسها لورا و حسِت بإسترخاء حقيقي...لما حسِت إنها بقت كويسة قامت...إغتسلت و لفت حوالين جسمها فوطة و خرجت...لقتُه واقف في البلكونة بيشرب سېجارة مديها ضهرُه...خدت لبسها وطلعت تغير في أوضة تانية من خجلها...و لما خلّصت طلعت من الأوضة فـ لقتُه قاعد على السرير باصص قُدامُه بشرود...راحت و قعدت جنبُه بتلقائية...فـ بصلها وقال...

بقيتي أحسن؟

الحمدلله!

قالت بهدوء...فـ أوما براسُه و قال...

هنقعد يومين هنا...و هنرجع القصر...هترجعيه مراتي مش خدّامة!!

و مامتك؟!

قالت بـ توجس...فـ هتف بحدة...

حاجه متخُصهاش!! مش مُهتم أساسًا بموافقتها!!

لما بيتعصب...بتحس بـ إن في بركان على وشك الإڼفجار...سكتت تمامًا بتُدرك إنها لسه پتخاف منُه...بصلها و قال بضيق...

سيرتها متتجابش بينا! 

حاضر!

قالت بخفوت و هي باصّة لصوابعها...تأمل جمالها النابع من رقتها و براءتها...هي فعلًا بريئة مكانتش بتمثل...بريئة لدرجة إنه حاسس إنها لسه طفلة خام مش فاهمة ولا عارفة حاجه!! غمّض عينيه و هو بيعترف إنه لأول مرة يجرب النوع ده من البنات...نوع نضيف...بِكر زي ما بيقولوا! و الغريبة إن البريئة الطفلة اللي جنبه كانت مخلياه في أسعد لحظات حياته و هي في حُضنه و من غير أي مجهود منها!! كُل ده كان بيدور في عقلُه لحد م نطقت برفق...

تحب تفطر إيه؟

هطلُب فطار و غدا...متتعبيش نفسك!

قال بهدوء...فأومأت و مجادلتوش...رفع أناملُه و تحسس وشها الناعم زي بشړة الطفل...و همس بصوته الرجولي ذو البحة المميزة...

إنتِ ليه جميلة كدا؟

مقدرتش تنطق...كل اللي عملتُه إنها سندت راسها على صدرُه وحاوطت خصرُه بأرق حُضن كان ممكن يتخيل إنه يتحضنه في حياتُه...حُضن كانت عايزه تحضنهولُه من أول ما مسح على شعرها زي أبوها و باس راسها...حاوط جسمها بدراعُه و مسح على شعرها تنازليًا...فـ رفعت راسها و همستلُه بخفوت و هي بتمسح بإبهامها على دقنُه...

اليومين اللي مشيت فيهُم...كُنت فين؟

بصلها بهدوء... و همس بنفس طريقتها...في الڤيلا و فـ شُغلي!!

ليه مشيت وقتها؟

قالت و الحزن إتغلغل لنبرتها...فـ قال برفق...

هتصدقيني لو قولتلك إني خۏفت عليكي؟ كنت عارف إنك كنتي كارهاني وقتها...و أنا مكُنتش هقدر أستحمل إننا نبقى تحت سقف واحد و ملمسكيش! و في نفس الوقت مكُنتش عايز أخدك بالعافية! لإن مش زين الحريري اللي يُجبر واحدة تبقى معاه في السرير! عشان كدا سيبتك يومين تهدي! 

سندت راسها على صدرُه...و همست حزينة......

كُنت كل ما أقوم من النوم و ألاقي إنك لسه مجيتش أنام تاني!

كُنت واحشك؟

قال مُبتسم بغرور...فـ إبتسمت هي كمان و قالت...

لاء مش قصة واحشني...بس مكُنتش حابة أقعد لوحدي!!!

رفع أحد حاجبيه من إجابتها اللي مرضتش غرورُه...و قرص أرنبة أنفها و هو بيقول...

لا والله؟

ممم!!

غمغمت مُبتسمة...فـ زقّها على السرير لـ ورا فـ شهقت بخضة و هو مُطل عليها بجسمُه العريض و بيقول بحدة...

إنتِ أد اللي قولتيه ده!!!

إنكمشت پخوف و قالت...

زين!!!

أنامله إمتدت لمعدتها و بدأ بدغدغتها فـ تعالت ضحكاتها بتترجاه يوقّف...

زيــن!!! زيــن كفاية عشان خاطري مش قادرة...خلاص كنت واحشني كفاية بقى!!!

قالت وسط ضحكاتها اللي خلتُه يحس إن روحه بتنتعش...وقّف دغدغة و إبتسم !!!

  • 

دخَل الڤيلا ماسك إيديها...الخدم بصوا بإستغراب و صدمة و ريَّا اللي كانت نازلة من على السلم بصتلُهم بذهول و هي بتمتم و عينيها مُثبتة على إيديهم...

إيـه ده! إيـه الـلـي بيـحصـل!!!

إعتلت وشُه إبتسامة صفراء...و مشي ناحية أمه و مراته في إيدُه و بصوته الجهوري...

كُـــلـــه يــجــمــع هــنـا قُــدامــي!!!

و بالفعل إجتمع الخدم مُتراصين امامه...بصلهم بهدوء و قال مُبتسم...

أنا إتجوزت يُسر إمبارح! و بقت على إسمي! يُسر الحريري!!!

البعض شهق مصدومًا...و البعض ناظرها پحقد...و الوحيدة اللي إبتسمت بفرحة كانت رحاب...ريَّا إتجهت ناحيته و صرّخت في وشُه...

يعني إيه!!!! يعني إيه تربُط إسم عيلة زي عيلة الحريري بواحدة خدامة متسواش حاجه!!! رُد عليا يا زين يعني إيه اللي بتقوله ده!!!!!

إختبئت خلف ضهرُه...و مسكت في دراعُه...الحقد نبع من عينيه و هو بيبُصلها بقسۏة و بيقول بنبرة اقسى...

زي ما سمعتي...و مبقتش خدامة...بقولك بقِت حــرم زيــن الحــريــري!!!

بصتلُه ريَّا و عينيها حمرا من شدة الڠضب...و إتحولت عينيها من على زين لـ يُسر و صرّخت فيها...

وقّعتيه إزاي يا بــنــت الـكـلـب!!!!

ريَّــــا!!!!!

هدر في وشها بحدة وهو بيجيب يُسر ورا ضهرُه...يُسر اللي دموعها نازلة من الإهانة اللي بتتعرّضها...إلا إن رد زين عليها أثلج صدرها لما هدر بقوة...

كـلامـك مـعـايـا!!! و مش مرات زين الحريري اللي تتشتم بأبوها!! إعملي حسابك إن أي إهانة هتتوجلها يبقى كإنك بتوجهيها ليا...و إنتِ عارفة كويس إني مبسامحش في أي إهانة تتوجهلي!!! 

غمّضت عينيها لما سحبها وراه لجناحُه...كانت بتمشي وراه و الرؤية متشوشة قُدامها من دموعها...دخلوا الجناح و رزع الباب فـ إنتفض جسمها...قعدت على السرير و عينيها الدامعة بتراقب تحرُكاته...كان بيروح و ييجي في الأوضة لدرجة إنُه مسك كوباية إزاز خپطها في الحيطة...إرتعش جسمها و بصتلُه برهبة...وقف قُدام الحيطة وخبط بكفُه بقسۏة عدة مرات و هو پيصرخ…

بــكــرهَّـا!!!!! بــكــره وجــودها!!! بــكــره ريـحـتـها!! نــفَــسـهـا مـبـقـتـش طـايـقُـه!!!

قامت وقفت قُدامه مصډومة بتحاول تستوعب الحالة اللي هو فيها...قرّبت منُه بسُرعه و مسكت كفُه اللي إتجرح قربتُه لصدرها و باستُه بحنان و رجعت حاوطت وشُه بإيدها التانية و قالت برفق...

ششش إهدى...إهدى يا حبيبي!

مسحت على وشُه برفق و صوت نفَسُه العالي حسسها إنها واقفة قدام بُركان...قرّبت منُه وقبّلت جانب ثغرُه و سندت أنفها على وشه مغمضة عينيها و قالت بحنان...

إهدى!!

غمّض عينيه...و لأول مرة في حياتُه يحِس بحد بيحتويه للدرجة دي! هو عاش طول عُمرُه محروم من حنان الأم اللي كانت أنانية نرجسية مبتفكرش في حد غير في نفسها وبس! 

قُبلتها...تربيتها على وشُه بحنو...و بشرتها الرقيقة المُلتصقة بـ خشونة بشرتُه...صوتها الهامس الأنثوي و هي بتحاول تهديه...عوامل خلتُه يهدى تمامًا...زي الطفل بين إيديها...لدرجة إنها خدتُه من إيده و قعدتُه على السرير...قعدت على ركبتها عشان تقلّعُه الشوز فـ مسك دراعها و قال بصوت مُنهك...

قومي يا يُسر...بتعملي إيه!!

عايزه أقلّعك الجزمة! ينفع؟

قالت وهي بتربت على كفُه اللي ماسك دراعها...فـ مسح على خدها برفق وقال...

مكانك مش تحت رجلي يا يُسر!!

قالت مُبتشمة...

م أنا عارفه يا زين! بس أنا عايزه أعمل كدا! 

و بالفعل بدأت تقلّعُه الجزمة...و رجعت قعدت جنبُه...حررت أزرار قميصُه بهدوء و فتحتُه...و قالتلُه بخجل...

هحضّرلك الحمام لحد م تغير هدومك! 

طب م تكملي جِميلك!

قال و هو بيلف شعرها حوالين إصبعُه...نفت براسها و قالت بخجل...

لاء مش هينفع بقى كفاية كدا!!!

و قامت حضّرتلُه الحمام...فـ غيّر هدومه و دخل الحمام لقاها جوا بتولعلُه شموع...إبتسم ليها...ف إبتسمت له بإرتباك فـ قال بهدوء...بتولّعيلي شموع كمان! 

قالت مُبتسمة...

أيوا...عايزاك تقعد في البانيو و تريّح أعصابك شوية!

أخد نفس عميق و قال بشرود...

أعصابي مش هترتاح غير و إنتِ في حُضني!

إبتسمت و حطت إيديها على دراعُه اللي مليان عروق وقالت...

م أنا في حُضنك أهو!!

تسللت إيديه لمعدتها بتدغدغها فـ ضحكت و قال بخبث...

ده حُضن ع الماشي! أنا عايز الحُضن التاني!!

قالت و سط ضحكتها...

هروح أغيّر هدومي و إنت خُد الشاور!!

و وقفت على أطراف أصابعها و باستُه برقة على خدُه و مشيت...فـ إتنهد و هو حاسس إن إحتياجُه ليها مبيقلش بالعكس بيزيد! 

 

غيّرت هدومها لـ قميص باللون الإسود حريري و فوقُه روب واصل لرُكبتها...طلع هو من الحمام لقاها بتلملم الإزاز...فـ قال بضيق...

سيبيهُم يا يُسر!!!

بصتلُه بإستغراب و قالتلُه...

هلمُهم على طول!

هبعت حد يلمُهم!

قال بإنزعاج...فـ غمغمت...

مش محتاجة يعني يا زين!!!

يُسر قولتلك سيبي الإزاز!! ولا مش قادرة تنسي إنك كُنتِ خدّامة هنا!!!!

يُتبع.

الفصل السادس

يُسر قولتلك سيبي الإزاز!! ولا مش قادرة تنسي إنك كُنتِ خدّامة هنا!!!!

رمى جُملته في وشها زي القُنبلة الموقوته...إتصدمت من كلامُه...و رفعت وشها بتبصلُه بذهول...أدركت الجُملة بعد لحظات و أدرك هو صعوبة اللي قالُه بعد لحظات مُماثلة...إبتسمت پألم و هي بتكمل لملمة الإزاز وقالت...

و دي حاجه تتنسي؟!

و رمت الإزاز في الباسكت...إتجهت للسرير و نامت على طرفُه بهدوء مديّالُه ضهرها...حاسة بقلبها پينزف...و روحها مميّلة لقُدام من شدة الألم اللي حاسه بيه!

ضلِّم الأوضة و لأول مرة في حياتُه يندم على حاجه قالها...غمّض عينيه لما قعد على السرير مميِّل لقُدام...مشبك صوابعه في بعض بيسب نفسُه في سرُه على اللي قاله...و بعد دقايق إستلقى على السرير و لَف لـ ضهرها اللي في مواجهتُه...مسك دراعها برفق وشدّها عشان تبقى قُريبة منُه و لفها في مواجهته فـ بصتلُه بعيون خالية من المشاعر...مسح على شعرها و وشه قريب جدًا من وشها....وقال…

متزعليش...مكنش قصدي أقول اللي قولتُه ده!!

قالت بهدوء...مش زعلانة! بس تعبانة و عايزه أنام!

إتنهد و همس...و أنا تعبان و عايزك!!!

قبل ما تنطق قرب منها...مقدرتش تبعدُه لإنها عارفة إنه محتاجها...مقدرتش توجعُه و تبعدُه عنها زي ما ۏجعها و بعّدها عنُه بجُملة مكانش قاصدها زي ما بيقول!!

صحيت يُسر حاسه بعطش شديد...بصتلُه و هو نايم بعُمق...فـ مسحت على خُصلاته برفق...و قامت لبست الروب بتاعها و خرجت من الغرفة لمطبخ الجناح ملقتش فيه مايه ساقعة فـ إضطرت تنزل للمطبخ الرئيسي...الڤيلا كانت ضلمة جدًا...فـ بصعوبة وصلت للمطبخ و فتحت أنوارُه و مافيش أي حد فيه كلُهم كانوا نايمين...فتحت التلاجة و طلعت إزازة مايه ساقعة...شربت بعَطش رهيب ...إلا إن جسمها إتنفض والإزازة وقعت من إيديها لما سمعت صوتها القاسې بيقول...

نازلة بتتمشي في الڤيلا و لا أكنها ڤيلة أبوكي!!!

بصتلها بهدوء و مرَدتش...جابت الإزازة من على الأرض و غطتها ودخلتها التلاجة تاني...و عدت من جنبها عشان تمشي من المطبخ إلا إنها لقت قبضة على ذراعها بكُل قسۏة بتغرز ضوافرها فيها و بتقول بحدة...

مش أنا بكلمك يا ژبالة إنتِ!!!

بصتلها يُسر بتحاول تتحامل على ألم دراعها و قالت بهدوء...

حضرتك عايزه إيه؟! 

زقتها ريَّا على الرُخامة فـ تآوهت يُسر پألم من حرف الرُخامة اللي إرتطم بضهرها...عشان بعدها تحِس بـ ألم أقوى من ألم ضهرها و هو ألم كلامها و هي بتقول بقسۏة...

إنتِ فاكرة إيه يا بت إنتِ؟ فاكرة إنه إتجوزك عشان حبِك؟ فوقي! زين إبني مبيعرفش يحب حد! ميعرفش حاجه إسمها حُب أصلًا! زين متجوزك عشان حلوة شوية! عشان شكلك و جسمك! و أول ما هيزهق منك أوعدك إنه هيرميكي بطول دراعُه و هيسيبك جنب أوسخ حيطة!!!

بصتلها بعيون مافيهاش ذرة شعور...حاطة إيديها على ضهرها...إتعدلت في وقفتها و مرّدتش عليها بل سابتها ومشيت...طلعت على السلم درجة درجة و بتفكر في كلامها...هي عارفه إنه محبهاش...جايز يكون فعلًا متجوزها رغبة مش أكتر ...إتنهدت و دخلت الجناح و الألم العاصف بضهرها مش بيخِف أبدًا...نامت على السرير بصعوبة بتبُصله پألم...و خاېفة يكون فعلًا مبيحبهاش...قرّبت منُه...صحي على حُضنها ليه...أنِّت هي پألم فـ غمغم بإستغراب بصوته الناعس...

في إيه؟!

قالت و أنفاسها عالية من شدة الألم...

مافيش حاجه! إتخبطت في ضهري بس!!!

قام قعد نُص قعدة و قالها بضيق...

إتخبطي إزاي يعني! لفي!!

نفت براسها و قعدت قُصاده و قالت بخجل...

لاء مافيش داعي أنا كويسة!!!

لفي يا يُسر!

قال بحدة...فـ إتنهدت و لفت مديالُه ضهرها و هي قاعدة...رفع القميص لقى كدمة حمرا خلتُه ېتصدم...تحسسها برفق و قال بحدة...

دي بقت كدمة! مبتاخديش بالك من نفسك ليه يا يُسر!!!

قالت بحُزن...

اللي حصل حصل يا زين خلاص!!

زفر بضيق و فتح دُرج الكومود خرّج منُه مرهم للكدمات...رفع القميص تاني و مسكُه بإيد و بالإيد التانية فضّى القليل على الکدمة و وزّعُه بصُباعه برفق عشان متتوجعش...لحد م جلدها إمتصُه...نزل القميص و سند دقنُه على كتفها بيمسح على طول دراعها و بيقول...

خُدي بالك بعد كدا!!!

أومأت بهدوء...فـ تسائل...

إيه اللي نزلك المطبخ أصلًا؟!

كنت عطشانه!

قالت بهدوء...فـ ضمھا لصدرُه من ضهرها و قال برفق...

ماشي! 

و إسترسل فارد رجلُه حوالين رجلها...

خليكِ نايمة كدا بقى عشان ضهرك!!

قالت بخجل...

لاء لاء!! هنام على بطني و مش هيوجعني إن شاء الله!

إبتسم على خجلها و قال بهدوء...

خلاص اللي يريحك!!

و بعّد إيدُه عن جسمها فـ قامت بحذر و نامت على بطنها...خاڤت روب القميص يتحرك فـ قالت لـ زين اللي كان بيراقب كل تفصيلة صغيرة بتصدر منها...

زين مُمكن تغطيني؟

إبتسم و فرد الغطا على جسمها...سند بـ مرفقه على السرير جنبها و حط راسه على كفُه المقفول و غلغل أنامله بشعرها و هو بيقول...

لسه مكسوفة مني!!!

شعرها كان على وشها بمنظر خلّى قلبُه يدُق دقات عڼيفه...و إبتسامتها و هي بتقول...

محسسني إننا متجوزين من عشر سنين!! أكيد بتكسف أنا ملحقتش!!!

مرَدش عليها و مسح على خدَّها و قال بفتون...

جايبة الجمال ده منين؟!

كانت هترُد إلا إنها شردت بحُزن و تمتمت...

مكنش ده رأيك من أسبوع...قولتلي لو شوفتني قدامك عريانة...مش هتبُصلي!!

قرّب منها وباس راسها و تنهد...و مسح على ضهرها من فوق الغطا و هو بيقول...

كلام يا يُسر! كنت بكدب عليكِ...من أول لحظة شوفتك فيها...شدتيني!!!

طب ليه كل مرة كنت مصمم توجعني بكلامك!!

قالت بحُزن لدرجة إن عينيها لمعت بدموع مكبوتة...فـ قال بهدوء...

مش يمكن عشان أنا أصلًا موجوع!!

قالت بلهفة...

مين وجعك؟!

يلا يا يُسر عشان تنامي!

قال و هو بيمسح على شعرها...و طفى ضوء الأباچورة اللي جنبُه...فـ إتنهدت و غمغمت بلُطف...

أُحضني!!

إبتسم و هو حاسس إن بنتُه اللي نايمة جنبُه... وجمّع شعرها كلُه على هيئة كعكة...لما إتأكد إنها نامت نام هو كمان...بس الخۏف اللي في قلبُه من إنه يتعلق بيها أكتر من كدا منامش!

• • • • •

قوليلي...حاسه بإيه دلوقتي؟

قال و هو واقف قُدام المرايا بيشمّر عن قميصُه الأبيض المُلتصق بـ عضلاتُه...زمت شفتيها بحُزن و قال بضيق...

زعلانة!!! 

لفِلها و قال بإستغراب...

ليه مالك؟ 

هتفت حزينة...

ملحقتش تقعد معايا يا زين! 

إبتسم و قرّب منها....و هو بيهمس أمام وشها...

شُغلي يا يُسر! بحبُه و مقدرش أعيش من غير ما أشتغل!

بتحبني؟!

قالت بتلقائية بريئة...إتصدم من سؤالها! بتسألُه ليه دلوقتي! بتسألُه سؤال هو نفسُه ميعرفش إجابتُه...سِكت...معرفش يقولها إيه...هو عارف إنه مبيحبهاش لإنُه متأكد إن قلبُه إسود مبيحبش حد...هو متجوزها جواز متعة...و المتعة مينفعش معاه تبقى حُب!!!

إرتجف بؤبؤ عينيها و هي بتبُصله وسكوته خلّاها تعرف الإجابة...قامت وقفت قُدامُه و قالت و الحُزن كلُهم متشكل على ملامحها...

طب ليه إتجوزتني؟!

يُسر أنا هتأخر!

قالها و هو بيمشي من قدامه إلا إنها مسكت دراعُه و قالتلُه بإنكسار...

مش هعطّلك! أنا عايزة إجابة على السؤال ده و هسيبك تمشي!!

بصلها بضيق و قال...

يعني إيه إتجوزتك ليه يا يُسر؟! الناس بتتجوز ليه؟

قالت پألم...

عشان بيبقوا حابين بعض!!

قال ساخرًا...

إنتِ فاكرة إن السبب اللي بيخلي أي إتنين يتجوزوا هو الحب؟ 

أومأت دون رد...فـ قال بهدوء...

عشان بريئة...أسباب كتير تخلي أي إتنين يتجوزوا!

طب قول متجوزني ليه!

قالت و في نبرتها رجاء يجاوب! فـ قال بهدوء...

إتجوزتك عشان مش عايز أوسّخك! مش عايز أعمل معاكِ حاجه غلط!!!

جحظت بعينيها بتترجم كلماتُه...فـ قالت مصډومة...

رغبة يعني؟!

أيوا يا يُسر!

قال و هو بيتأمل صډمتها اللي على وشها...فـ تمتمت بصوت بيرتعش...

مبتحبنيش يعني؟

أنا مبحبش حد!!

قال بكل برود مش واعي لأثر كلماته على قلبها...نزلت إيديها من على دراعُه و قعدت على السرير...و أومأت براسها شاردة في نقطةٍ ما...

تمام!!!

بصلها للحظات...و مشي! مشي و هو مُتأكد إن اللي قالُه ده هو الصح حتى لو ۏجعها...دي الحقيقة و الحقيقة مينفعش توجعها! 

• • • • •

نزلت على السلم بعد م لبست عباية تشبه عباية الإستقبال...و سايبة شعرها...مافيش تعبير على وشها غير الجمود...قعدت على السفرة لما خدامة من الخدم قالتلها إن الفطار جاهز...كانت ريّا بتترأس السُفرة و بتاكل من غير ما تبُصلها...أكلت يُسر هي كمان و مبصتلهاش...لحد ما قطعت ريَّا الصمت و قالت...

مالك يا عروسة! إبني مزعلك ولا إيه! قوليلي لو مزعلك مش هسكُت...هروح أشكُره!

قالت ساخرة في آخر كلماتها...فـ بصتلها يُسر و إصتنعت الإبتسامة...

متقلقيش يا حماتي!!! إبنك معيشني في هنا!! 

موقتًا!

قالت بجمود و هي بتاكل بهدوء...فـ بصت يُسر لطبقها بضيق...كملت ريّا مُبتسمة...

هيزهق منك قريب...و هيرميكي!!!!

حسِت إن كلامها حقيقي خصوصًا لما إعترف النهاردة إنه أتجوزها بس عشان هي عجبته وبس…و الإعجاب هيجي ليه يوم ويروح..لمست ريّا في يُسر نقطة واجعاها أساسًا...مقدرتش يُسر تتحمل كلامها و سابت الأكل بعد م أكلت يادوب معلقتين و قامت!

طلعت جناحها و من غير م تحس إنهارت في العياط...إترمت على الأرض و خبطّت بإيديها مُنهارة في البكاء و الصړاخ بتحمد ربنا إن جناحه عازل للصوت...عياط مُستمر مش قادرة تتحكم فيه...ساعة ورا التانية لحد م نامت مكانها...نامت لساعات بتهرب من واقع ۏاجعها...دخل زين بالليل بعد م رجع من شغلُه...و لاقاها على الحالة دي...نايمة على الأرض خُصلاتها مبعثرة و إرتجافة صغيرة ټضرب جسدها بين الحين و الآخر...إتخض و ميّل عليها شالها بين إيديه...حطها على السرير فـ صحيت و لما أدركت إنه قريب منها بعدت عنُه بتزحف لورا لآخر السرير...إستغرب و قال...

-إيه اللي كان منيمك على الأرض؟ و بتبعدي عني ليه؟!

ولا حاجه!! بس...إتخضيت!!

قالت و هي بتبصلُه بتوتر...فـ هتف بهدوء و هو بيفتحلها دراعُه...

طب تعالي!!!

نفت براسها و لأول مرة ترفض حضنُه...و قالت بهدوء...

هقوم أغيّر عشان العباية دي خنقاني أوي!

و قامت بالفعل مُتهربة من حُضن مش هتحس فيه غير برغبتُه ناحيتها...إستغرب و نزل أيده...مش هينكر إنه إدايق...لاء ده إتعصب!...غيّر هو كمان قميصُه و ظل عاري الصدر مع بنطال قطني...قعد على الكنبة و أشعل سيجارتُه...لحد ما طلعت هي من غرفة تبديل الملابس لابسة بيچامة كارتونية مُحتشمة...إبتسم لما شافها فـ بادلتُه إبتسامتُه وقال بطفولية...

والله إتبسطت لما شوفتها في الدولاب...مكُنتش أتخيل إنك هتجيبلي بيچامة زي دي!!

قال بلُطف...

شوفتك فيها مش عارف ليه!!

إبتسمت و إتجهت ناحبة السرير و نامت عليه...فـ إتضايق و ضلِّم الأوضة...نام على الطرف التانية وشدها من معدتها لصدرُه فضهرها أصبح مُلاصق لصدرُه...غمضت عينيها و قالت بهدوء...

نعسانة أوي يا زين!

قال بهدوء...

م أنا عارف...هسيبك تنامي!!!

ضمت إيديها وحطتها تحت وشها...لملم هو شعرها الطويل كعكة عشوائية و ثبّت أنفُه على تجويف عنقها بيستمتع بـ ريحتها...حَس إنها نامت فـ قال مُبتسم...

في حد ينام بالسرعة دي!

• • • • 

صحيت من النوم بتفرُك عينيها بنعاس أثر النافذة المفتوحة و الشمس بضوءها القوي داعب عينيها...بصت لـ زين اللي كان واقف قدام المراية بـ شورت طويل باللون الإسود يشبه المايوه الرجالي...بيُنثر عطرُه الفخم...فـ قالت بإستغراب...

إنت رايح فين؟

لفِلها و قال بإبتسامة...

هننزل البسين! يلا قومي مش عايز كسل!!!

فردت إيديها جنبها بـ نعاس حقيقي و قالت بنبرة مُتضايقة...

بسين إيه دلوقتي!! ده أنا نعسانة نعس!!!

ولإنها كانت مغمضة عينيها مخدتش بالها إنه مشي ناحيتها و بسُرعة كان شايلها بين إيديه!!! صرّخت بخضة و إتشبثت في عنقه مواجهة لصدره العاړي...إبتسم قُدام وشها المخضوض و قال...

قولتلك قومي بمزاجك...مقومتيش...يبقى تقومي ڠصب عنك!!

سندت راسها على صدرُه و قالت برجاء...

زين أنا نعسانة...سيبني أنام شوية و لما أقوم ننزل البسين!

مشي بيها كإنها مبتتكلمش...دخل أوضة تبديل الملابس واللي كانت مليانة خزانات لبس كتير جدًا...راح نِحية دولابها و نزلها وقّفها قدامه محاوط خصرها بإيد و الإيد التانيه فتح الدولاب...فـ ضړبت بقدمها في الأرض عدة مرات من عِندُه...إتصدمت من كم لبس السباحة اللي جايبهولها...و كلهم مايوهات متليقش بيها...كلهم بكيني!! شهقت و بعدت خطوتين فـ إلتصقت بصدرُه أكتر و قالت...

مستحيل ألبس قلة الأدب دي!!! 

خرّج مايوه إسود one piece...فـ لفتلُه وقالت مصډومة...

زين إنت واعي للي بتعملُه؟! إزاي هلبس مايوه زي ده قُدام الحرَس بتوعك و الناس اللي في القصر!!!

رفع أحد حاجبيه و قال ساخرًا...

شايفاني بقرون؟ 

و إسترسل...

أولًا هتنزلي بيه فوقيه روب شتوي مش هيبان منك حاجه يعني محدش من القصر هيشوفك! ثانيًا الحُراس واقفين برا الڤيلا عينيهم مبتجيش جوا الڤيلا و لو ده حصل هطلّع عينُه في إيده و أنا واثق إنه مش هيحصل! ثالثًا أنا لو شاكك إن في حد هيشوف بس طرَفك كدا مكُنتش هخليكي تلبسيه!

إطمنت شوية لكلامُه...إلا إنها قالت بخجل...

طب و إنت بقى! إنت فاكر إنه عادي بالنسبالي ألبس قلة الأدب دي قُدامك؟!

قال بخبث...

لاء أنا جوزك لو قعدتي مـ.لط قُدامي عادي!!!

زيــن!!!

قالت بضيق...فـ إبتسم و ناولها المايوه فـ كانت هتاخدُه إلا إنه بعُده عن إيديها و قال بمكر...

طب م أساعدك؟

كمان!!

قالت مصډومة و شدتُه من إيديه و حطته ورا ضهرها و قالت بضيق...

يلا إطلع برا!!!

بتطرُديني؟!

قال بيمَثِل الدهشة...فـ أومأت پغضب طفولي...فـ قرَص أرنبة أنفها و طلع فعلًا...قفلت الباب وراه و بصِت للمايوه و هي بتقول...

هلبسُه إزاي ده دلوقتي؟

خرجت بعد رُبع ساعة مش عارفة تغطي إيه ولا إيه...هي في الحقيقة لبستُه في خمس دقايق وباقي العشر دقايق بتفكر فيهم هتطلع إزاي!...حاولت تقنع نفسها إنه جوزها و إنه عادي يشوفها كدا...لحد م خرجت فعلًا و وشها كلُه ألوان...لقتُه قاعد على الكنبة مستنيها و في إيدُه سېجارة...أول ما شافها صفّر بإعجاب و قام وقف قُدامها و عينيه بتمشي على جسمها...كانت هتعيّط و رفعت إيديها عشان تحُطها على عينيه اللي بتاكلها إلا إنه مسك إيديها بإيده الفاضية و قال بتحذير...

بتعملي إيه!! 

متبُصش!! 

قالت غاضبة...فـ قال بخبث...

بحاول...مش عارف!

سابها و دخل أوضة تبديل الملابس و أخد روب تقيل جدًا باللون الإسود...فـ لفِتلُه عشان و هو جاي ميشوفهاش من ضهرها...راح ناحيتها وحط السېجاره بين شفايفُه و مسك الروب لبسهولها فـ لبستُه بسُرعة...ربط رُباطُه بإحكام وبعد خطوتين و هو بيشيل السېجاره و بينفث دخانها بعيد عن وشها و بيبصلها بتدقيق...مسك دراعها ولفّها شوية فـ بصتلُه بإستغراب بينما هو قال مُتضايقًا...

ضيَّق من ورا!!

قالت مستغربة...

إيه المُشكلة كلهم في القصر ستات! 

قال بحدة...

بقولك ضيَّق...حتى لو كلهم نسوان!!!

قالت بضيق...

نسوان! 

وضړبت كف على آخر...فـ قال بضيق أكبر...

إلبسي فوقيه عبايه مفتوحة!!

قالت مصډومة...

هيبقى شكلي معفن أوي يا زين!!

مش مهم!!

قال و هو بيتجه لـ أوضة تبديل الملابس و أخد عباية من عبايتها السودا المفتوحة...و لبسهالها فوق الروب...فـ قالت و هي بتحاول تسيطر على ضحكتها...

زين شكلي بشع والله!! طب م أقلع الروب بقى و أقفل كباسين العباية وخلاص!!!

قال بحدة...

و هنبقى عملنا إيه م هي هتفضل ضيّقة من ورا بردو!!!

مسك إيديها و لفّها فـ زفر بإرتياح لما لاقاها مش مبينة تفاصيل جسمها...و رجع لفها ليه تاني و قال مبتسمًا...

كدا كويس...يلا تعالي!

ومسك إيديها وخرج من الجناح و هي وراه...نزلوا من على السلم و كل العبون حواليهم و أولهم ريّا اللي كانت قاعدة بتتسوق أونلاين و أول ما شافتهم وشها قلَب 180 درجة!...مكانش هامُه حد و قبل ما يخرج من الڤيلا ندَه على رحاب فـ جات بسُرعة فـ قالها بجمود...

رحاب إقفلي ستاير الڤيلا كُلها! مش عايز حد يبُص برا الڤيلا و اللي هيبُص قوليلي على طول!!

أومأت رحاب و شرعت في تنفيذ أمرُه و قفلت الستاير بالفعل بإحكام...خرج من القصر و هي في إيدُه...وقفوا قُدام البسين اللي يُسر كانت خايفَه منُه...لفِلها زين و قال بهدوء...

البسين عميق شوية هنا عشان أنا طويل! فـ خلي بالك!

خوِّفها أكتر...شال العباية من على كتفها فـ وقعت على الأرض...و بَص بعينيه لـ وراها و إتأكد إن الستاير كلها نازلة...حَل رُباط الروب و رجَّعه لـ ورا من عند كتفها فـ وقع جنب العباية...مسكت دراعُه وقالت برهبة...

زين أنا خاېفة!!

مټخافيش!!

قال بهدوء و ميّل عليها شالها بين إيديها و نزل على سلم البسين...حاوطت رقبتُه و هي فعلًا خاېفه...و أول م الماية غمرت جسمها مسكت في رقبتُه أكتر و قالت برُعب...

زين إياك تسيبني!!!

إبتسم و مرَدش عليها...نزِل رجليها فـ إتشبثت برقبتُه أكتر و صرّخت...

مش لامسة الأرض يا زين والله ما لامساها!!!!

لأول مرة يضحك من قلبُه بعد سنين! ضحك لدرجة إنها كانت هتُقع منها لولا إنها ماسكة في رقبتُه و محاوطها خصره برجليها بهلع...و عشان هي لأول مرة تشوفُه بيضحك فـ ضحكت معاه مُتناسية خۏفها...لحد مـ بطّل ضحك و مسح على شعرها من قُدام بيبعدُه عن عينيها و قال و لسه الإبتسامة مرسومة على وشُه...

م أنا عارف إنك مش لامسة الأرض...قولتلك البسين عميق جدًا!

طب أعمل إيه أنا دلوقتي!!

قالت بحُزن!...فـ قال و هو منزل عينيها و قُربها الكبير منُه و قال...

خليكي كدا!

إحمّر وشها و لكن بعد ثواني قالت بحماس...

بقولك إيه!! نيمني على المايه كدا!!!

قال بإستغراب...

إيه جُرعة الشجاعة اللي خدتيها في لحظة دي!!

قالت متحمسة زي الأطفال...

طب يلا بس!!

و فردت رجليها و سابت إيديها شوية و لولا إنه ماسك خصرها كان زمانها إتسحبت لتحت...فـ قال بمكر...

لاء إرجعي زي ما كُنتي عشان مسيبكيش ټغرقي!!

قالت بمكر أكبر...

سيبني و مش هغرق!!

و في لحظة كان ساب جسمها فـ نزلت لتحت وبسُرعه رفعها فـ شهقت و فضلت تكُح محاوطة رقبتُه و هو بيبتسم و بيحرك إيدُه على ضهرها بهدوء...بصتلُه بضيق لدرجة إنها صرّخت فيه زي الأطفال...

ليـه سيـبتني!!! 

إنتِ اللي قولتي!!

قال ببساطة...فـ رمقتُه بحُزن فـ هتف...

يلا عشان أنيمك على المايه!!

إختفى حُزنها وفردت دراعها في الهوا تلقائي فـ ضحك ضحكة رجولية و شالها بين إيديه و نيّمها على المايه و هو لسه ماسكها غمّضت عينيها بإستمتاع و قالت...

الــلــه!!!! شعور حلو اوي!!

و بالراحة إبتدى يبعد إيديه عن جسمها...و تلقائيًا رفع عينيه للڤيلا و لبرا عشان يتأكد إن مافيش حد شايفها...و فعلًا مالقاش حد بيبُص...بصلها و رجع شوية و قال بخبث...

فتّحي عينك كدا! 

فتّحت عينيها لقِته بعيد عنها و مش ماسكها...فـ إبتسمت و قالت بفرحة...

إيه ده إنت بعيد! يعني أنا نايمة على الماية لوحدي!!

شوفتِ!

قال بإبتسامة...قلقت شوية فـ غمضت عينيها وقالت...

متبعدش أوي! 

مټخافيش!

قال و هو بيتجه لمكان بعيد عنها عشان يمارس أكتر هواية بيحبها و هي السباحة...إبتدى يعوم بمهارة فـ فتّحت عينيها و إبتسمت لما شافتُه بيعوم...و للحظة حسِت بحاجه بتسحبها لتحت...حتى الصړيخ مكانتش قادرة تصرّخُه...موجة سودا بتبلعها لجوا و هي مُستسلمة تمامًا...و للحظة مشي شريط حياتها قُدامها...غمّضت عينيها و تساقطت دمعاتها و هي بتُدرك إن دي النهاية...زين مُندمج في السباحة و مش واخد بالُه منها...و شوية الهوا اللي باقيين في رئتيها على وشك النفاذ...إستسلمت لمصيرها لكن أكتر حاجتين كان نفسها تعملهم تشوف جدتها...و تُحضنُه قبل ما ټموت! حُضن أخير!

يُتبع.

الفصل السابع

و للحظة حسِت بحاجه بتسحبها لتحت...حتى الصړيخ مكانتش قادرة تصرّخُه...موجة سودا بتبلعها لجوا و هي مُستسلمة تمامًا...و للحظة مشي شريط حياتها قُدامها...غمّضت عينيها و تساقطت دمعاتها و هي بتُدرك إن دي النهاية...زين مُندمج في السباحة و مش واخد بالُه منها...و شوية الهوا اللي باقيين في رئتيها على وشك النفاذ...إستسلمت لمصيرها لكن أكتر حاجتين كان نفسها تعملهم تشوف جدتها...و تُحضنُه قبل ما ټموت! حُضن أخير!

لحد م حسِت بإيد بتشدها لـ فوق...و صوته بيصدح بإسمها...ضربات خفيفة على وشها عشان تفوق و قلق بتمسُه لأول مرة في صوتُه...واخذ يعمل لها تنفس صناعي...فضل كدا عشر دقايق لحد ما فاقت و فضلت تكُح...أول ما فاقت تشنُج وشُه إرتاح تمامًا و الهوا اللي كان حابسُه في رئتيه خرَج...لما بطلت تكُح إتفاجأت بيه محاوط وشها وبيقرب منها وكُل مشاعر القلق و الڠضب و الخۏف عليها ظاهرة على ملامح وشه...كانت الرُخامة وراها و في رُخامة بشړية قُدامها...سابها بعد دقايق و ضمھا لصدرُه بقسۏة بيخبط على الرخامة وراها و بيقول بحدة...

مصرّختيش ليه!!!!

غمّضت عينيها بتتنفس بسرعة و حاوطت بإيديها خصرُه ساندة خدها على صدرُه و محسِتش بنفسها غير و هي بټعيط! لما عيطت بعدها عنُه و حاوط خصرها و مسح دموعها و لانت نبرتُه و هو بيقول...

ششش إهدي!! خلاص إهدي!!!

كنت ھموت!

قالت جملتها  وبعدها ضمھا لجسمه أكتر و قال بضيق من تخيُل الفكرة...بعد الشړ!

غمّض عينيه بيمسح على شعرها برفق...و رفعها على الرُخامة عشان تُقعد و مسك الروب حاوط بيه جسمها و ربت على كفيها بحنان لأول مرة و قال...

خليك قاعدة هنا إرتاحي و خُدي نفسك!!

إبتسمت لنبرة الحنان اللي لمستها في صوته فـ أومأت....ربّت على خدها و راح يكمل عوم...عينيها فضلت عليه مُبتسمة...لقِتُه بينزل في المايه يعوم فـ ضاق نفسها من اللي بيعملُه لحد م طلع...أول ما طلع قالت بإعجاب...

إتعلمت السباحة فين؟

أبويا الله يرحمُه!

قال بإبتسامة...فـ ضمت الروب لجسمها و قالت مُبتسمة...

نفسي أبقى كدا!! بس أديك شوفت لو سيبتني في المايه دقيقتين بيجرالي إيه!!

قال بهدوء...

أنا هبقى أعلِمك! 

أومأت بحماس...

ياريت!!

نطلع؟

لاء عوم شوية كمان لو عايز ..

قالت بإبتسامة...فـ عام فعلًا و غاص لتحت خالص...خرج بيتنفس بسُرعه و عام نِحيتها و طلع على السلم...فـ قامت لبست الروب كويس و ربطتُه...و بصتلُه بضيق وقالت...

نسينا نجيب فوطة ليك!

عادي!

قال و هو بيلبسها العباية فـ ضحكت بقلة حيلة وقالت...

بردو العباية؟!

و كملت بحُزن...

زين إنت كدا هتبرَد والله!

مسك إيديها و دخلوا القصر من غير ما يتكلم...دخلوا لقوا ريَّا قاعدة بوجوم...بصلها زين ببرود و كملوا طريقهم ناحية السلم...طلعت يُسر و أول ما طلعت غيّرت لبسها في الحمام و خدت شاور...طلعت لقتُه أخد شاور هو كمان في الحمام التاني...قرّبت منُه و هي بـ روب الحمام الأبيض و حطت إيديها على وشُه و هتفت بلهفة...

زين...إنت سُخن!!

قالت مُتداركة إرتفاع درجة حرارتُه...فـ قال بهدوء...

مش سُخن ولا حاجه! ننزل ناكُل؟

قالت بضيق...

والله سُخن!

يلا إلبسي و ننزل!

تننهدت بيأس و قامت غيّرت هدومها لـ عباية إستقبال باللون الأبيض...و لملمت خُصلاتها بـ كعكة أنيقة...لمسات خفيفة من مُستحضرات التجميل برزوا جمال ملامحها...طلعت فـ بصلها بإبتسامة و مد إيده عشان تمسك إيديه و مسكت إيديه فعلًا...نزلوا مع بعض و ريّا كانت قاعدة لوحدها بتتغدى...كانت مُترأسة السفرة و لما شافتُه قامت قعدت على كُرسي تاني...قعد هو على الكُرسي و يُسر قعدت على الكُرسي اللي جنبُه...مسكت المعلقة و إبتدت تاكل...لكن لإن بطنها كانت ۏجعاها مكلتش كتير...هو أكل بنهم...و لأول مرة ريَّا متعكرش صفوهم...إكتفت بإنها بتاكُل و بتبصلها هي بالذات بنظرات خبيثة...إدايقت من نظراتها فـ بصلها زين و قال و هو بيربت على كفها...

مبتاكليش ليه؟!

شبعت الحمدلله!

قالت بإبتسامة خفيفة...فـ هتفت ريّا بخبث...

كملي أكلك يا يُسر!! دي مش أكلتك! اللي يشوفك دلوقتي ميشوفكيش و إنتِ بتنزلي تتسّحبي كُل يوم للمطبخ و تاكلي!!!

بصتلها يُسر پصدمة و شاورت على نفسها وقالت مدهوشة...

أنا!!

أومال أنا!

هتفت ريَّا مُستنكرة سؤالها...كانت يُسر على وشك الرد إلا أن زين إبتسم لـ يُسر بهدوء وقال...

ألف هنا يا يُسر! بيت جوزك و تاكلي فيه زي ما إنتِ عايزه!

نظرت له يُسر و ڠصب عنها إبتسمت بحُب...لو بإيديها كانت قامت باستُه...بصت لـ كفُه و هو بيربت على كفها فـ هتفت بإبتسامة صافية...

ربنا يخليك ليا يا زين!!

و نهضت و هي بتبُص لـ وش ريَّا المكتوم بإحمرار غاضب و عينيها متثبتة على إبنها...وقفت ورا زين وميّلت باست خدُه برقة و قالت بلُطف...

هطلع أنا يا زين!!

رغم إستغرابه من فعلتها إلا إنه قال برزانة...

إطلعي!

و مشيت...و هو كمل أكلُه...ريّا بصتلُه و قال بقسۏة...

إنت فاكر إن ربنا هيسيبك و إنت بتيجي على أمك عشان مراتك؟

بصلها زين ببرود و قال و هو بيسند ضهره على الكرسي...

إنتِ بالذات مينفعش تجيبي سيرة ربنا! 

خبطت على السُفرة و قامت و هي بتصرّخ فيه...

مينفعش طول عمرك تفضل تحاسبني على غلطة أنا عملتها و ندمت عليها!!! حرام عليك يا زين!! حرام عليك دة أنا أُمك!!!

بصلها من فوق لتحت و إبتسامة إرتسمت على ثغرُه لما شاف إنهيارها بالشكل ده...و بهدوء تام قال...

خلّصتي؟!

قعدت على الكرسي و إنهارت في العياط...هو عارف كويس الدموع دي! و يكاد يجزم إن دي تمثيلية من تمثيلياتها!...كمِل أكلُه و لأول مرة تتهزم قُدامه وتطلع أوضتها...و أول ما طلعت رمى المعلقة على الطبق بعُنف و طلع جناحُه...طلع للوحيدة اللي هتعرف تداويه...دخل جناحُه و منُه للأوضة فتح الباب لاقاها مرمية على الأرض ضامة قدميها لصدرها بتتآوه پألم...

آآآآه!! بـــطـــنـــي آآآه!!!

ولإن الأوضة كانت عازلة للصوت مسمعش صوتها غير لما دخل...إتصدم ووقف لجزء من الثانية كإن قدميه فيها مسامير...لحد م ميل عليها بيقول و الخضة ظاهرة في صوته...

فــيــكــي إيـــه!!! رُدي عــلــيــا!!!

مسكت في قميصه بتتلوى من الألم و بتصرّخ و هي بتقول...

بطني يا زين بطني!!!

مستناش...مسك إسدال حطُه عليها بسرعه و لف حجابها بإحكام و شالها بين إيديه بيجري بيها على السلم...إتحركوا حُراسه أول ما شافوه و فتحوله باب العربية و واحد منهم ساق العربية لما زين زعّق فيه...حطها ورا و قعد جنبها...حَط راسها على رجلُه و وشها المُتعرق و آهاتها و تشبُثها في قميصُه خلوا لأول مرة إحساس الړعب يخالج قلبه...مسح على وشها و هو مش عارف ينطق...وصلوا للمستشفى فـ فتحوله الباب و نزل بيها بسُرعة...جري على بوابة المستشفى و صرّخ في إحدى المُمرضات...

هـاتـي تروللي هنا...بـــسُـــرعــة!!!

نفّذت الممرضة فـ حطها على السرير الصغير و جريوا بيها على غرفة الطوارئ...غمّض عينيه وقعد على أقرب كُرسي لاقاه و كإن رجلُه مش قادرة تشيلُه...حَط راسُه بين إيديه و رجله بټضرب على الأرض بخطوات ثابتة متوترة...للحظة تخيّل فقدانه...و من قسۏة الفكرة قام وقف على رجليه بيضرب الكُرسي بقدمُه بعُنف  إلتفّت الأنظار حوله بإستغراب...مسح على شعرُه غارزًا أناملُه بفروة رأسُه و هو حاسس إن آخر ذرة صبر على وشك النفاذ...قعَد و هو في حالة لأول مرة يبقى فيها...ساعتين لحد م طلع دكتور و شال الكمامة من على وشُه فـ قام زين و قال بصوت مُنهك...

كويسة؟

حالة تسمُم يا زين باشا...و لولا إن جرعة السم مكانتش زيادة كان زمانها مېتة!!

هتف الطبيب بأسف...ملامح وش زين إتغيرت 180 درجة...وشُه ضلِّم و عينيه إستوحشت و قال...

عملتوا اللازم؟!

عملنا غسيل معدة و دقايق و هتفوق...هننقلها غرفة عادية عشان تقدر تشوفها يا باشا!

هتف الطبيب بصوت هادئ...و إسترسل بتوجس...

تحب نطلب البوليس يحقق في الموضوع يا بيه؟!

هتف زين بحدة...

لاء!!!

تمام يا باشا!

قال بسُرعة و غادر...طلعت يُسر على سرير المستشفى نايمة بعُمق...أول ما شافها راح ناحيتها ووقف السرير بنظرة منه للمرضة اللي بتجُره...و بحذر حط إيدُه تحت ضهرها والتانية تحت ركبتها...الممرضة هتفت بوجوم...

مينفعش كدا يا باشا!!!

إخـــرســي!!!

صرّخ فيها بقسۏة...فـ إنكمشت الممرضة پخوف...و قال زين بحدة...

شاوريلي على الأوضة اللي هتحطوها فيها!!!

و بالفعل شاورتله الممرضة بوجوم...فـ حطها زين في السرير و شَد كرسي و قعد قُريب منها...و قال للمرضة اللي بتبصلُه بضيق...

إطلعي و إقفلي الباب!!!

يا فندم اللي بيحصل ده غلط!!!

قام زين من على الكرسي و وقف في مواجهتها...فـ تراجعت الممرضة پخوف...بصلها زين من فوق لتحت و قال بهدوء مُنافي لبركان صدرُه...

إسمك إيه يا بت إنتِ!!!

هتفت الممرضة برجفة...

نادية..

طيب متناقشنيش في حاجه تاني يا نادية عشان ميبقاش آخر يوم ليكِ هنا في المستشفى...أو في الدنيا عمومًا!!

إرتعدت نادية و تلقائيًا أومأت...و خرجت برا الأوضة وقفلت الباب وراها...رجع زين قعد على الكُرسي جنبها...سند ضهرُه على الكُرسي و عينيه بتمشي على وشها الشاحب شحوب الأموات...و شفايفها اللي كانت وردية بقت بيضا! أخد نفس عميق و سند راسُه لـ ورا...و بعد دقايق معدودة حَس بهمهمتها...و ترديدها لكلمة واحدة...

ماما!! 

فتح عينيه و بصلها لاقاها نايمة بتغمغم بـ نفس الكلمة...طلع لقُدام و مسك كفها و بإيدُه التانية مسد على خدها و قال...

يُسر!!

فتحت عينيها و أول ما شافتُه عينيها إتملت بالدموع...إتنهد و قال بلُطف...

حاسة بإيه؟ أحسن؟

هتفت پألم و صوت مُرهق...

مش عارفة...الألم راح شوية بس لسه فيه!

و حاولت تقوم تقعد فـ ساعدها و قعد قُدامها...و ببراءة مسكت إيدُه و حطتها على أسفل معدتها و قالت و دموعها نازلة من عينيها...

بطني من هنا لسه ۏجعاني!!

بَص لمعدتها و رجع بصلها...مسح بكفُه على معدتها و بهدوء كان بيحاوطها بذراعيه...حاوطت هي خصرُه و غمغمت بحُزن...

هو إيه اللي حصل يا زين؟

إتسممتي!

رفعت وشها لوشُه مصډومة و بعدت عنُه...للحظات الصدمة كبلت لسانها لحد م إتحرر بصعوبة وقالت...

مين اللي عمل كدا!

ريَّا هانم!!

قال بإبتسامة ساخرة...إرتعش جسدها و إهتزت الحروف على لسانها...

ليه! هي أرواح البني آدمين عندكوا رخيصة كدا!!

متجمعيش!

قال بتحذير...فـ هتفت بحدة....

لاء هجمَع!!! م إنت إبنها يا زين!!!

يُـسـر!!!

هدر بها بحدة أكبر فـ إرتجف بدنها...و تداركت خطئها لما لف ضهرُه بيحاول يهدي أعصابُه...هي للتو لمست ندبة حساسة تؤلمه...ندمت...فـ إتحاملت على الألم و قامت و هي محاوطة يطنها وقفت وراه وقالت بندم...

زين...أنا أسفة!!

لفِلها و قال بجمود...

يلا عشان نمشي من هنا!!

و سبقها بخطوتين وفتح الباب فـ هتفت يُسر پألم زائف...

زين مش هقدر أمشي!!

و فتحتلُه إيديها بإبتسامة خفيفة دعوةً منها إنه ييجي و يشيلها...بصلها للحظات و قّرب منها و في لحظة كان شايلها بين إيديها مقربها منُه بشكل خطړ...بصلها و بَص لشفايفها و قال...

خليكِ فاكرة إن إنتِ اللي قولتي!!

بصتلُه بتوجس بتحاول تبعد عنه و تخلي فيه بينهم مساحة إلا إنه كان مشدد على جسمها...إستخبت في صدرُه من نظرات اللي حواليها...قابلهم الدكتور و قال مصډوم...

زين بيه! كُنا عايزين نتطمن عليها قبل ما تمشي!

هتف زين بهدوء...

لاء خلاص بقت كويسة...و لو حصلها حاجة هنجيبك!

 و مرّ من جنبُه...يُسر كانت بتسب نفسها لإنها كانت قادرة تمشي بس هي اللي إدّلعت عليه زيادة عن اللزوم...مسكت ياقة قميصة و قالت برجاء...

زين...نزلني كفاية كدا عشان خاطري!!!

قال بخبث...

أنزلك ليه؟ مش إنتِ اللي قولتيلي شيلني! 

قالت بضيق...

عشان أنا غبية!! متسمعش كلامي بعد كدا في حاجه!

قال بإبتسامة...

لاء...إنتِ مش غبية إنتِ عارفة بتعملي إيه!! و بعدين مراتي! مراتي و أشيلها براحتي!!

خبطت راسها في صدرُه بتسب نفسها...لحد ما وصلوا لعربيتُه فـ فتحلُه الحارس...حطها في الكرسي اللي جنب السواق و قال للحارس بهدوء...

إركب تاكسي...هسوق أنا!!

أومأ الحارس...فـ ركب زين جنبها و إبتدى يسوق العربية و هي جنبُه وشها جايب ألوان...فضلت ساكتة شوية لحد م قالت بحُزن...

زين!!

-مممم

-مينفعش نروح الشقة اللي إتجوزنا فيها؟ مش عايزة أرجع الڤيلا!!!قالت بنبرة حزينة...فـ هتف بهدوء...

لما آخُد حقك الأول!

حقي!!!

قالت پصدمة! فـ هتف بضيق...

إنتِ فاكرة إن موضوع زي ده هيتعدى عادي كدا؟

هتفت برهبة...

بس إزاي يا زين...دي مهما كانت مامتك!

ضړب المقود بقسۏة و صرّخ بحدة...

يُــــســـر!!!!!

أنا أسفة!!

قالت و هي بتفرك أناملها برعشة و بتبصلهم...أخد نفس عميق و لما وصلوا نزل و رزع الباب وراه...نزلت هي كمان و مشيت وراه پخوف من ردة فعلُه الجاية...فتحتلُه دينا الباب فـ شهقت يُسر مصډومة لما جابها من شعرها و بقسۏة كان بيسدد لها قلم خلّاها تُقع على الأرض!!! وقفت حاطة إيديها على فمها من الصدمة و مافيش في ودنها غير صوت صړاخ دينا!!!!

يُتبع.

..زين الحريري 

..ضراوة ذئب 

الفصل الثامن

ضړب المقود بقسۏة و صرّخ بحدة...

يُــــســـر.

أنا أسفة!!

قالت و هي بتفرك أناملها برعشة و بتبصلهم...أخد نفس عميق و لما وصلوا نزل و رزع الباب وراه...نزلت هي كمان و مشيت وراه پخوف من ردة فعلُه الجاية...فتحتلُه دينا الباب فـ شهقت يُسر مصډومة لما جابها من شعرها و بقسۏة كان بيسدد لها قلم خلّاها تُقع على الأرض...وقفت حاطة إيديها على فمها من الصدمة و مافيش في ودنها غير صوت صړاخ دينا.

ركضت على زين اللي مسك دينا من شعرها عشان تقوم و إداها قلم تانب و صوتُه الجهوري هزّ أرجاء الڤيلا...

بــتــسِــمــي مـراتـي يا بنت الــ***** يا رِمَّة...بتحُطيلها سم في الأكل و بتعُضي الإيد اللي إتمدتلك يا و****

أمسكت يُسر بدراعُه و دموعها بتتساقط بتقول برجاء...

زين عشان خاطري كفاية أرجوك...كفاية يا زين ھتموت في إيدك!!!

لفِلها زين بـ وشُه و هدر فب وشها بقسۏة...

إبعدي إنتِ دلوقتي.

خدت خطوتين لـ ورا برُعب من وشُه الجديد عليها...إتجمع القصر كلُه حوالين زين و دينا و ريّا واقفة مصډومة بتجحظ بعينيها مذهولة من وجود يُسر...و متأكدة إن زين عرف الحقيقة...قرّبت من زين و صرّخت فيه بتصتنع عدم المعرفة...

في إيه يا زين البت عملت إيه.

صرّخت دينا فيها و هي راكعة تحت رجلين زين بتبوس جزمتُه و بتقول برجاء باكي...

أبوس رجلك يا زين بيه سامحني...والله العظيم ما ليا ذنب ريَّا هانم اللي قالتلي أعمل كدا!

رفع زين عيونه لـ ريَّا مُبتسمًا بخُبث...ريَّا اللي من شدة خۏفها صرّخت في دينا پعنف...

إبه الهبل اللي بتقوليه ده إنتِ إتجننتي يا بت إنتِ!!!

لفتلها دينا و صرّخت فيها پقهر...

حرام عليكِ كفاية كدب...إنتِ اللي قوليتيلي أجيبلك السم و أحكه في الأكل و بمقدار كبير عشان عايزه تموتيها!!!

ولفِت لـ زين رافعة وشها لبه بتترجاه...

و رحمة أمي يا بيه هي اللي قالتلي...و إدتني فلوس كتير أوي أوي يا بيه عشان أعمل كدا أبوس إيدك إرحمني الله يخليك!

تقولي اللي قولتيه ده في القِسم؟!

قال بهدوء و هو بيطلّع سجارة من جيبُه...و بيشعلها بقداحتُه...أومأت دينا بهيستيرية...

أقول...أقول اللي حضرتك عايزه بس متعملش حاجه فيا!!!

إنكمشت ريَّا من شدة خۏفها...و قالت بذهول...

هتسجن أمك يا زين.

مهتمش زين بكلامها و مدَّاش أي ردة فعل...بَص لـ دينا بإبتسامة وقال بنفس نبرته الهادية...

قومي!!

نهضت دينا و السعادة المختلطة بالدموع تعُم وجهها...و قالت بفرحة ظهرت في صوتها...

يعني سامحتني يا بيه!!

يا حُــــراس.

زعّق بصوت عالي جدًا...إنتفضت على أثرُه دينا و يُسر...أتوا حُراسُه فـ قال و هو بينفث دخان سيجارته في وش دينا اللي إبتدت ملامحعا تتحول من سعادة لصدمة و ړعب...

خدوها! إعملوا معاها اللازم!!!

ذهب ناحيتها إتنين مسكوها من دراعها و جرّوها لـ برا وسط صړاخها و بكاء رحاب عليها...هنا تدخلت يُسر و وقفت في وش الحُراس و بقوة أمرتهُم...

سيبوها!!!

أحد الحراس اللي ماسك دراعها قال بضيق...

إحنا مبناخُدش أوامرنا غير من زين باشا!!!

صرّخت فيه يُسر بقسۏة...

و أنــا حــرم زيــن بــاشــا و بـقـولـكـوا سـيـبـوهـا.

لـف زين ليهم فـ بصلُه الحارس فـ شاورله زين بعنيه يسيبها...سابوها بالفعل فـ إترمت على الأرض و مسكت إيد يُسر بتقول بصوت باكي مُترجي بذُل حقيقي...

أنا بشكُرك...بس أرجوكي...أرجوكي قوليله حاجه!!!

نفضت يُسر إيدها منها و بصتلها بضيق و مشيت من قُدامها...وقف قُدام زين اللي كان بيبصلها بجمود بېدخن سيجارتُه...فـ قالتله بصوت عالي إلى حدٍ ما...

إرفدها...رجّعها لأهلها مكان ما كانت...لكن متسيبش رجالتك يعملوا فيها كدا!

و تحولت نبرتها لمترجية بتقول...

لو سمحت يا زين!!

بصلها للحظات بنفس البرود...و نفث دخان سجارته بعيد عن وشها...بَص لـ رجالتُه و هتف بهدوء...

بـرا!!

طلعوا برا بالفعل...و بَص لـ دينا و قال بقسۏة...

مش عايز أشوف وش أهلك هنا تاني!! و لو قابلتيني في مكان...لفي وشك النِحية التانية!!!

أومأت دينا و هي حاسة إن هيُغمى عليها من فرحتها...و ركضت للخارج بأقصى ما عندها...فـ بصتلُه يُسر بإمتنان...إلا إنه نظر لها بنظرات جامدة....لف وشُه لـ ريّا اللي وشها بقى شاحب زي الأموات...و قال بإبتسامة ساخرة...

رحاب!!!

أسرعت رحاب بالرد وسط ضحكتها المختلطة بدموع حزنًا على دينا اللي مستقبلها كلُه كان هيضيع...

أؤمر يا زين باشا!!

جهزي عيش و حلاوة لـ ريّا هانم!! بس يكونوا نُضاف!!

قال بسُخرية...بصتلُه ريّا و إتملت عيونها بالدموع و قالت بقوة زائفة...

ده بُعدك...أنا مش هقعُد لحظة واحدة بس في السچن!!!

خطى نحوها خطوات غاضبة بأول مرة فـ رجعت لـ ورا من خۏفها فـ صرّخ فيها بعُنف...

إنــتِ لــو مــش  هــتقــعُــدي لـحظـة واحـدة في السچن فـ ده هيبقى بـ فـضـلـي أنـــا!!!

بصتلُه بضيق يتغلغله إبتسامة من رؤيته متعصب...تعشق كونه غاضب و لا يستطيع التحكم بإنفعالاتُه...و هنا حسِت بـ غرورها إتراضى...أول ما زين شاف إبتسامة خفية على وشها رجع لبروده فورًا...و قال بإبتسامة قاسېة...

إنتِ مكانك مش وسطنا...مكانك و سط قتّالين القُتلى يا ريّا هانم!!

و إقترب منها هامسًا بأذنها...

وسط النسوان النِجسة.

متحملتش الإهانة اللي وجهها ليها...و في لحظة هوجاء كانت بتضربُه على صدرُه بقسۏة ألَّمتُه...و لم تؤلمه لأنها ضړبة عڼيفة...مصدر الألم كان لإنها أمُه...يُسر غمّضت عينيها و هي حاسة إن الضړبة دي إتوجهت ليها هي...و مش هتبقى بتبالغ لو قالت إنها حسِت بۏجع في قلبها مكان الضړبة اللي خدها...فتحت عينيها و شاورت لـ رحاب بالمغادرة...و بالفعل أخدت رحاب باقي الخدم و دخلوا المطبخ...و تابعت يُسر المُناقشة الحادة بينهم!...زين بَص لمكان ضړبتها و لسه إبتسامة السُخرية مُرتسمة على ثغرُه...و رجع بصلها و قال مُبتسمًا ببرود...

لمي هدومك...هترجعي تقعُدي في شقة إسكندرية!!!

جحظت عينيها پصدمة و صرّخت فيه بقوة و قالت...

ده بُعدك...فاهم يا إبن قاسم الحريري؟! و رحمة أبوك ما همشي و أسيب البيت ده غير و أنا مېتة!!!

وپجنون إتجهت نِحية يُسر اللي وقفت في وشها ثابته و هي بتصرُخ پعنف...

مش هسيب الڤيلا للخدامة دي تعيش و تبرطع فيه!!!

و كادت أن تمسك بـ ذراع يُسر لولا إيديه اللي سحبت يُسر وراه و كإنه خاېف تتلوث...و قف قُدامها وقال بقسۏة...

معمدكيش غير إختيارين...يا شقة إسكندرية يا السچن!! إختاري!!!

هتفت بثقة و إبتسامة...

مستحيل!! إنت مش هتحُط أمك في السچن!!

ضحك بسُخرية و قال...

أنا زين إبن قاسم الحريري يا ريَّا هانم! يعني أحُطك...و أحُط عيلتك واحد واحد في السچن.

خاڤت!! لاء إترعبت و هي شايفة الصدق في عينيه...و للحظة عينيها جات في عين يُسر اللي كانت بتبُصلها مش مصدقة إن في أم بالجحود ده...و بكل غباء و قسۏة قالت...

طب و رحمة قاسم أبوك يا زين...لهخلي عيشتها سواد!! مش هرحمها و مش هعيشكوا إنتوا الإتنين في هنا أبدًا!!

إبتسم زين و قرّب منها و قال...

طيب جربي! جربي تمسي شعرة منها! جربي بس تقربيلها...و إنتِ هتشوفي مني وش ۏسخ عمرك ما شوفتيه قبل كدا!!!

بصتلُه بحدة و مردتش عليه بعدت عنُه و طلعت لجناحها...أخد زين نفس عميق و بعُنف مسك إيد يُسر و شدّها وراه...طلعت معاه على الجناح...أول ما دخلوا ساب إيدها و قلع قميصُه و كإن الخنقة كانت محاوطاه من كل جنب...فضلت بصّالُه و جواها شفقة على حالُه...كان واقف في نُص الأوصة بيتنفس بصعوبة مغمض عينيه...إتجهت ناحيتُه و وقفت قُصادُه...و بحنان رفعت إيديها لـ مكان الضړبة اللي خدها...وسألته بصوتها الحنون...

ۏجعاك؟

غمّض عينه بيستشعر ملمش ا على مكان الخبطة...رفعت عينيها فـ لقتُه بيبُصلها و عينبه هادية و أنفاسه بقت مُنتظمة بعد تبعثُرها...رفع إيدُه التانية لـ حجابها و فكُه...فـ تهدل شعرها...وقال ليها ممم…جميلة اوي!!!

غمّضت عينيها و همست مُمتنة...شُكرًا!

بتشكُره على إيه! هو اللي عايز يشكُرها على وجودها...على كل مرة بتحتوي فيها غضبه و حزنه و لخبطتُه...على إنه خلته يدوق لأول مرة طعم الحنان بيبقى عامل إزاي!! وإيديه بدأت بتشيل عنها الإسدال بالراحة!!!

• • • • •

فتّحت عينيها...رفعت وشها لـ وشُه لقتُه نايم بعُمق...طبعت قبلة على جبينه و قامت لبست هدومها...نزلت من الجناح عشان تشرب...بس إتصدمت لما لقِت همهمات خاڤتة و صوت باكي...فتحت الأنوار و رفعت حاجبيها بدهشة لما لقت ريَّا قاعدة على أحد المقاعد جنبها پتبكي پألم و جسمها بيترعش...رقّ قلب يُسر ليها و إتجهت ناحيتها و قالت بتردد...

حضرتك كويسة؟!

بصتلها ريَّا بنظرات حزينة و مسحت دموعها و قالت...

أنا كويسة!!!

قعدت يُسر جنبها و قالت بصوت حزين...

مش باين! لو عايزاني أتكلم مع زين معنديش مُشكلة!

هتفت ريّا بنبرة راجية لأول مرة تطلع من صوتها...

ياريت...ياريت تعملي كدا!!!

أومأت يُسر بهدوء...و رجعت قالت بضيق...

هو حضرتك عملتي إيه فيه و هو صغير خليتيه بالجحود ده عليكِ!!

إنهارت في العياط و قالت پألم...

معملتش حاجه!! معملتش حاجه تخليه يبقى كدا!!!

إتنهدت يُسر و قالت...

طيب...هحاول أتكلم معاه عشان متمشيش!

أومأت لها ريّا و بصتلها بإمتنان و قالت...

شكرًا يا يُسر!!

إصتنعت إبتسامة و أومأت لها...راحت للمطبخ تشرب و طلعت الجناح تاني...لقتُه صحي جالس نُص جلسة على السرير ضهر السرير مُلاصق لضهرُه...أول ما دخلت الأوضة سألها بضيق...

كُنتِ فين!

إتجهت ناحيتُه و مشيت على السرير بإيديها و رجليها و قعدت قُدامه و قالت ببراءة...

هكون فين! كنت بشرب!!

قال بضيق أكبر...

هبقى أخلي رحاب تطلَّع كولدير هنا عشان تبقي تشربي من غير ما تنزلي!!

مسكت إيدُه و قالت مستغربة...

ليه؟ مش عايزني أنزل تحت؟

قال بيبُص لعينيها الحائرة بهدوء...

مش عايزك تبعدي!!!

إبتسمت و بلُطف مسدت على وجنتُه و قالت...

مش هبعد عنك يا زين!!

و بتلقائية مد خدُه ليها و قال بصوتُه الخشن و نبرتُه الآمرة...

بوسيني!

ضحكت لدرجة إن وشها رجع لـ ورا.....و بحُب قبلته...فـ إبتسم و أد إيه بتحب إبتسامتُه...فضل باصصلها للحظات ومسك دقنها و قال بعد تنهيدة...

طلعتيلي منين؟

إبتسمت و مردتش...فـ كاد أن ينهض من أمامها إلا إنه مسكت دراعُه و قال بنبرة حزينة...

رايح فين؟!

هلبس و أروح الشركة!

قال بهدوء...فـ هتفت برجاء...

ممكن تفضل معايا النهاردة؟!

قطب حاجبيه و قال...

ليه؟ لسه حاسة إن بطنك و جعاكي؟!

قال بهدوء...

لاء الحمدلله الۏجع راح...بس محتاجاك تفضل معايا النهاردة ..

ماشي!

قال بنبرتُه الهادية...فـ شقّت الإبتسامة وجهها و قالت بسعادة...

شُكرًا!!

و قالت بحماس...

إيه رأيك نعمل أنا وإنت أكل هنا في الجناح؟

قال بإستنكار...

إشمعنا؟!

قالت بإبتسامة...

إيه المشكلة؟ هخلي الحجّة رحاب تطلعلنا المكونات و نعمل أي أكلة!

قال و هو بيسند ضهرُه على السرير...

إعملي إنتِ براحتك...أنا لاء...مبحبش وقفة المطبخ!!

هتحبها!

قالت بثقة و لسه كانت هتقوم إلا إنه جذبها من ذراعها ناحيته فـ إرتطمت بصدرُه و قال بهمس...

عارفة الساعة كام دلوقتي؟ أكل إيه اللي هنعملُه و الساعة مجاتش 7!

همستلُه بطريقتُه فـ إبتسم...

أومال نعمل إيه!!

ننام! 

قال ببساطة  و خدها في حُضنه منيمها على صدرُه...فـ إبتسمت و غمضت عينيها محاوطة جزعُه العلوي...و بالفعل غفوا ساعة و شوية و صحيت يُسر مش مصدقة إنها نامت...قامت قعدت لقتُه نايم...فـ طلعت من الجناح و طلبت من رحاب شوية مكونات لأكلة مكرونة بالصوص الأبيض...طلعت لـ زين و لقتُه على وشعه نايم...حطت الحاجات في مطبخ الجناح و راحت تغيّر هدومها...لبست بيچامة شورت أبيض و كنزة بيضا فيها لون وردي و فراشة و ردية تتوسط الكنزة...لململت خصلاتها على شكل ذيل حُصان عالي...و راحت لـ زين قعدت جنبُه و ربتت على كتفُه برفق...

زين!!

فاق زين على صوتها...فـ بصلها و قال بنصف عين مفتوحة...

مممم!!!

يلا قوم بسُرعة عشان تعمل الأكل!!

هتفت بحماس كعادتها...فـ فرك عينيه بنُعاس و قال...

إعملي و دوّقيني!

نفت براسها بضيق وقالت...

لاء مش هينفع كدا!

و مسكت وشُه فركتُه عشان يفوق فـ مسك رسغها و بعد إيديها عن وشُه و قال و هو مبتسم على جنانها...

بتعملي إيه يعني عايز أفهم؟!

بفوّقك!!

قالت ببراءة...فـ قام قعد قُصادها و إبتسم لما بَص لبيچامتها و قال بخبث...

لاء كدا أقوم!!

إبتسمت بخجل و قامت وقف و هي بتستعرض البيچامة قُدامه حاطة إيديها في وسطها و هي بتقول...

شكلي حلو؟!

زيادة عن اللزوم!

قال مُبتسمًا فـ مسكت دراعها و هي بتحاول تقومُه...

طب يلا تعالى!!

قام معاها و دخلوا المطبخ...طلّعت اللبن و الدقيق و و طلّعت المكرونة و قالتلُه بجدية...

حُط ماية تغلي على الڼار...و لما تغلي حُط فيها المكرونة إتفقنا؟

ماشي!!

قال بهدوء و عمل زي ما قالتله...دوبت هي الدقيق في اللبن و فضلت تقلِب فيه...حاوط هو ضهرها بإيد و بالتانية مسك المعلقة الخشب و قلِّب و قال بهدوء...

سيبي إنتِ!

سابتُه هو يقلِب فعلًا...و بصت لأيدُه المحاوطة خصرها بإبتسامة...إلا إنها نزلت شوية و بعدت عن مرمى إيدُه و راحت تحُط المكرونة في المية...فـ بصلها و قال مُستنكرًا فعلتها...

بتبعدي عن حُضني!

قالت مُبتسمة...

لاء بس بحُط المكرونة في المية!!

مردش عليها...فـ راحت نِحيتُه حاوطت ضهرُه العريض و قالت مُبتسمة...

م إنت طلعت شاطر في الأكل أهو!

قال ساخرًا...

إيه الشطارة في إني بقلِب؟!

قالت بلُطف...

هو أنا بقى حاسه إنك شاطر!!

و مسكت منُ المعلقة و قالت...

وريني!!

حطت التوابل و قلِبت كويس...و لما المكرونة إستوت مسكتها بحذر إلا إنه قال بضيق...

إوعي إنتِ عشان متتلسعيش!

ماشي

قالت برهبة و بعدت خطوتين فـ مسكها من غير حائل بينهم فـ شهقت يُسر و هي واقفة جنبُه قدام الحوض و هو بيصفي المكرونة من الميا...

زين...إيدك!!!

قال بهدوء...

عادي!

عادي إيه الحلّة ڼار!

قالت مصډومة...مرَدش عليها فـ مسكت الحلّة من إيدُه بفوطة و قالت بلهفة و قلق على إيدُه...

سيبها!!

حطتها على جنب و مسكت بواطن أناملُه بتتفحصهم...فـ قال ببساطة...

مافيش حاجه يا يُسر!

إحمرار أناملُه مقالش كدا...فـ قالت بحُزن...

مافيش حاجه! إيدك إلتهبت!!

و إسترسلت حزينة...

ليه بتعمل كدا في نفسك و فيا!!

و مسكت إيدُه حطتها في الفريزر فـ قال بضيق...

يُسر حقيقي أنا مش حاسس بحاجه...مالوش لازمة كل اللي بتعمليه ده!

مش حاسس إزاي! يعني إيدك مش واجعاك؟!

قالت بصعوق...فـ قال بإقتضاب...

لاء!

إنت عندك السُكر؟

قالت مُندهشة فـ ضحك ڠصب عنُه وقال...

لاء معنديش السُكر!

هتفت بحيرة...

أومال مش حاسس إزاي!

هتف بهدوء...

متعود على الحرارة العالية فـ مبقتش أحس بيها!!

متعود ليه؟!

قالت بإستغراب...فـ قال هو مغيرًا مجرى الحديث...

سيبي إيدي عشان أحُط المكرونة في الصوص!

قالت بحدة...

لاء! أنا هحُطها!!

و مسكت الفوطة الصغيرة و بحذر سكبت حبات المعكرونة على الصوص الأبيض...و قلبت حلو...تنهدت براحة و هي بتبُص للأكلة بجوع...و حطت في طبقين و طلعت بالصينية برا المطبخ و هو وراها...حطت الصينية على الطاولة اللي في أوضتهم و قعدت فـ قعد جنبها و بدأت تاكل و هو كذلك...لما أكلت غمضت عينيها بإستمتاع و غمغمت...

فظيعة! رهيبة!!

داق المكرونة و كانت فعلًا جميلة جدًا...فـ بصتلُه وقالت بحماس...

بذمتك إيه رأيك؟

كويسة!

قال و هو بياكل منها...فـ قالت بحُزن...

كويسة بس!!!

و كملت ببراءة...

دي تَحفة!!

و كمِلت أكل و هي شايفاه بياكل بنهم...فـ إبتسمت لما خلص طبقه و هي لسة وقالت...

واضح فعلًا إنها كويسة بس!

رجع بضهرُه مُبتسم...فـ ركنت شوكتها و لَفتلُه بصتلُه بتردد...فـ قال و هو بيداعب خصلة في شعرها...

عايزة تقولي إيه؟!

زين!

نعم!

إيه اللي مامتك عملتُه زمان...خلِتك تعاملها بالشكل ده؟!

قالت و هي عارفة كويس إنها دخلت عرين ذئب مبيرحمش...و إنها بمزاجها جواه! بصِت لتعابير وشُه اللي إختلفت تمامًا...و عينيه اللي أظلمت و كأنها شتمتُه...و إيده اللي شالها من شعرها...

و تثبيت عينُه على عنيها بنظرات خاوية...و صوته البطيء و هو بيقول...

مش قولتلك قبل كدا سيرتها متجيش بينا؟

رددت بتحاول تهديه...

قولت! بس أنا حابة أعرف!

مـــش مــن حــقــك.

صرّخ فيها بقسۏة لدرجة إنها إنتفضت ورجعت لـ ورا...قام من قُدامها و لسه كان هيمشي لولا إنها قامت وراه مسكت دراعُه و قالت پغضب عارفه كويس إنها هتدفع تمنُه...

م إنت مش عايش مع أباچورا...أنا من حقي أعرف إنت بتعاملها كدا ليه!! الست دي مهما عملت فهي أُمك و دي حقيقة محدش يقدر يغيّرها!!

إتفاجئت بيه بينفُض إيديها بعُنف و محسِش بنفسُه غير و هو بيمسك الأطباق ويرميها في الأرض بقسۏة لدرجة إنها بعدت عنُه پخوف من تهورُه...إحمرار عينيه و إهتزاز صدرُه...شافت وَحش مش بني آدم...و للحظة ندمت إنها فتحت السيرة دي معاه...قرّب منها فـ رجعت خطوات واسعة لـ ورا لحد م إلتصق ضهرها في الحيطة...خبط الحيطة اللي جنب وشها و صرّخ في وشها...

 و رحـمـة أبـويـا لو قولتي كلمة كمان فيها سيرتها مش هتتخيلي اللي هعملُه فيكِ!!!

يُتبع

زين الحريري 

ضراوة ذئب 

الفصل التاسع

و رحـمـة أبـويـا لو قولتي كلمة كمان فيها سيرتها مش هتتخيلي اللي هعملُه فيكِ!!!

غمّضت عينيها پخوف من هيئتُه...هي حتى لو عايزه تتكلم مش هتقدر ..لسانها كإنه مربوط! فتّحت عينيه على هيئتُه المُبعثَرة...للحظة ضعفت...ضعفت و كانت عايزه تاخدُه في حُضنها و متوجعوش أكتر من كدا...رفعت إيديها لـ وشُه و قبل ما توصل لـ بشرتُه كان هو سابها ومشي...و رزع الباب وراه...و جسمها كله إرتجف...حسِت بـ قبضة في قلبها و نبضاته سريعة...جريت على البلكونة لما سمعت صوت إحتكاك كاوتشات عربيته بالأسفلت...شهقت پخوف عليه بما لقتُه بيجري بعربيتُه على سُرعة مهولة خلتها ټموت قلق عليه...مسكت تليفونها و حاولت تكلمُه...مكانش بيرُد...رمِت التليفون في الأرض و نزلت لـ ريَّا تحكيلها اللي حصل و تعرف منها ليه بقى كدا...راحت لجناحها لأول مرة بعد م بقت مراتُه...دخلت الجناح و وقفت ورا الباب و لسه كانت هتخبّط إلا إن قلبها وقع في رجليها لما سمعت صوت همهمات و و أصوات چنسية قڈرة صادرة منها و بتقول بـ سفالة...

مش هينفع كدا بقى يا عمّار هجيلك البيت النهاردة بليل! مش هنقضيها على التليفون كدا و خلاص!!

إرتفعا حاجبيها مصډومة و هي بتدرك اللي بتسمعُه...حسِت بـ مغص إشمئزاز في بطنها فـ حطت إيديها عليها و جريت بسُرعة على جناحها و دخلت الحمام إستفرغت كل اللي في معدتها مش قادرة تصدق قذارة حماتها!!!! هي دي الست اللي وقفت في وش جوزها عشانها؟! هي دي اللي حطت زين في ضغط عشان خاطرها؟! هي دي اللي خلتها تعمل فجوة بينها و بين أكتر شخص بتحبُه؟!...غسلت وشها وطلعت برا الحمام...مسكت تليفونها وإترمت على الأرض بتحاول تتصل بيه و مبيرُدش...إتنهدت بدموع و حسِت إنها محتاجة تكلم حد قريب منها...فـ إتصلت على جدتها تطمن عليها كعادتها يوميًا...و تتكلم معاها...ردت جدتها اللي هتفت بإبتسامة...

يُسر! عاملة إيه يا حبيبتي!!!

الحمدُلله يا تيتة! وحشتيني أوي!!

قالت و إنهمرت دمعاتها...فـ قلقت جدتها عليها وقالت...

مالك يا بنتي!! فيكي إيه؟!

تعبانة أوي يا تيتة...حاسة إن روحي هتطلع مني!!

قالت و هي بتشهق بالبكاء...قالت جدتها پخوف عليها...

قوليلي في إيه! زين بيه بيعاملك وحش؟ بيضربك؟؟

بكت يُسر أكتر و قالت پألم...

ياريتُه ضړبني عشان يفوّقني من اللي كُنت بعملُه...زين بيعاملني كويس أوي يا تيتة و أنا...أنا اللي وجعتُه...وجعتُه و خرّجته عن شعورُه!!!

شهقت حنان پصدمة وقالت...

ليه يا بنتي كدا! يعني هو حنين عليكي  يبقى ده جزاتُه!!

هتفت بحُزن...

عشان غبية...غبية أوي!!

و سألتها برجاء...

أعمل أيه؟ قوليلي يا تيتة أعمل إيه حاسة إني تايهة بجد!

هتفت جدتها بحُزن على حالها...

قومي يا حبيبتي إغسلي وشك و راضي جوزك و متسيبهوش ينام زعلان منك!!

شهقت پبكاء و قالت...

حاضر!!

أغلقت معها و سندت راسها على الحائط ضامة ركبتيها لصدرها مُنتظرة دخوله...ساعة و إتنين و تلاتة لحد م عدى أكتى من عشر ساعات و الليل ليّل عليها...وشها بقى شاحب من كُتر العياط و عيونها ورمت..و من كتر إرهاقها غفِت على الأرض و صحيت بردو ملقتهوش...لحد م جات الساعة إتنين بعد مُنتصف الليل...إنتفضت من فوق الأرض لما لقتُه دخل الأوضة...كان فاتك قميصُه و عينيه حمرا و باين عليه الإرهاق...دخل و مبَصش عليها حتى...وضع مفاتيح سيارته مع هاتفُه على الكومود فـ مر من جنبها...و هي واقفة بتبصلُه بحُزن...دخل بعد كدا الحمام عشان ياخد شاور...قعدت على السرير بتفرُك في إيديها من شدة حُزنها المختلط بحيرة منُه...خرج لافف منشفة حول خصره و دخل غرفة تبديل الملابس...طلع لابس بنطال قُطني إسود و عاري الصدر...و أول ما طلع وقفت يُسر قُدامُه حطت إيديها على دراعُه القاسې و همست...

زين!

بصلها بنظرات باردة...فـ هزت راسها رافضة نظراتُه اللي كُلها جمود و قالت برجاء و عيونها بتنهمر منها الدموع...

لاء يا زين...متبُصليش كدا! أنا أسفة...حقك عليا أنا!!

حاولت تحاوط وشُه فـ مسك إيديها الإتنين بـ قبضة عڼيفة و عينيه بتستوحش من شدة الڠضب...تآوهت پألم من قبضتُه القاسېة فـ نفَض إيديها بحدة...و سابها و نام في السرير...وقفت شاردة في الفراغ و هي حاسة إنها كسرت حاجه جواه مش هتتصلح تاني...تنهدت پألم و راحت ناحيتُه...قعدت جنبُه و بصتلُه و هو نايم على ضهرُه حاطت دراعُه على عينيه...خدت نفس عميق لرئتيها و قالت بهدوء...

قولي أعمل إيه عشان متزعلش مني!

و غمغمت بحُزن...

أنا لما نزلت الصبح لاقيتها مُنهارة و بټعيط و كانت عايزاني أكلمك عشان متخليهاش تمشي! صِعبت عليا يا زين...ڠصب عني!!

إبتسم ساخرًا و شال إيدُه من على عينيه و بصلها...فـ قالت برفق...

سامحني يا زين...أنا ضغطت عليك...

إطفي النور عشان عايز أنام!

قال بصوت آمر لا يقبل النقاش...فـ سبَلُت عينيها بحُزن و ڠصب عنها أجهشت في البُكاء زي الأطفال محاوطة وشها بإيديها الإتنين...إدايق لما شافها بټعيط فـ قام من على السرير بيطوي الأرض تحت رجليه و قفل هو النور...فـ توقفت عن البُكاء و فضلت شهقات خفيفة بتخرج منها...رجع نام على السرير النِحية البعيدة عنها و إدالها ضهرُه...فـ إستلقت هي كمان بتحاول تسيطر على شهقاتها الخفيفة...و نامت بعد عناء كبير!!!

• • • • •

فاق من نومُه قبلها...بصلها لاقاها نايمة على ضهرها إلا إن جسمها كان بينتفض و وشها و جسمها يتصببا عرق...إتفاجئ و حَط إيدُه على وشها لاقاها سُخنة جدًا بدرجة مش طبيعية!...مسح على شعرها اللي إلتصق بجبينها بيبعدُه و قال بصوت قلِق...

يُسر! سامعاني؟!

كانت بتغمغم بكلام مش قادر يفهمُه ولا يسمعُه...لأول مرة يحِس إنه مش عارف يعمل إيه...قام من على السرير و حط شوية تلج في طبق و عليهم ماية ساقعة...و أخد فوطة صغيرة غسلها كويس و غمرها في الماية...قعد جنبها و عينيه بتشُع قلق عليها...أخد الفوطة عصرها كويسة و حطها على جبينها...مشي بالفوطة على وشها بعد مـ غمرها في الماية مرة تانية...حَط إيدُه على جبينها بيتحسس حرارتها فـ لاقاها زي م هي...زمجر پغضب و مكنش عندُه غير حل واحد...سابها و قام دخل الحمام...جهز البانيو بـ ماية ساقعة جدًا....و شالها بحذر...ضړب باب الحمام برجليه و دخل...ميّل بجسمه و برفق حطها في الماية...و لإنها كانت ساقعة جدًا إنتفضت و مسكت رقبتُه بتصرّخ بشهقات خوف...

زين!!! زين!!!

وهو بيمسح على خدها برفق هامسًا...ششش إهدي!! مټخافيش...

فضلت مغمضة عبنيها و قعد على حرف البانيو جنبها...نزلت هي في المايّة و سنانها بتصتك ببعض من شدة البرد...أخد شوية ماية في كفُه و حطها على وشها و رقبتها...رجّعت راسها لـ ورا و ڠصب عنها تساقطت دمعاتها...فـ قال بصوت يشوبه القلق...

بټعيطي ليه؟ إيه واجعك؟

ظن أن بُكائها لـ ألم جسدي...فـ فتحت عينيها و مسكت إيدُه و قالت بصوت مهزوز...

سامحتني؟

مش وقتُه!

قال بضيق...فـ قالت برجاء...

مش عايزه أموت و إنت زعلان مني...قول إنك سامحتني!!

ڠضب و هدر بحدة...

بلاش جنان!! مۏت إيه!!! شوية سخونية و هيروحوا!!

تنهدت پألم...و سابت كفُه و بصِت بعيد عن عينيه...فـ تحسس جبينها لقى حرارتها نزلت كتير...قام و أخد فوطة كبيرة...و وقف قدامها وقال بهدوء...قومي!!

سمعت كلامُه و قامت و هي بتترعش من برودة الماية و طلعت من البانيو...بصتلُه بحُزن و هو مبصش في عينيها...ميّل و شالها فـ سندت راسها على صدرُه بتعب...قعدها على السرير و جابلها بيچامة بكُم مكانتش تقيلة ولا خفيفة...وأخد غيار داخلي...وقف قُدامها و تأمل الإرهاق اللي باين على وشها... قامت وقفت وهمست...أنا هغيّر!!

قال بضيق...إنتِ تعبانة...سيبني أنا أغيرلك!

نفت براسها وقالت...

لاء أنا بقيت أحسن و هقدر أغيّر لنفسي!

 و دخلت غرفة تبديل الملابس فـ تنهد بقنوط منها...خرجت لابسة الهدوم و وقفت جففت شعرها عشان متتعبش أكتر...كان هو قاعد بيشرب سېجارة...إتجهت للناحية التانية من السرير و نامت و هي بتقول بحُزن...

معلش تعبتك معايا!!

رمقها بضيق و قام دخل الحمام أخد شاور و غيّر هدومه و مشي من الأوضة و من الجناح كلُه...مبطلتش هي عياط من أول ما خرج من الجناح...مش قادرة تستحمل بعدُه و جفاءُه و إنه لسه زعلان منها...قاومت تعبها و قامت لبست هدوم خروج و هي مقررة قرار قاطع إنها هتروحلُه...مش هتقدر تفضل قاعدة كدا و الۏجع بينهش فيها...طلعت من الڤيلا ركبت مع السواق محمد بعد مـ إبتسمتلُه بتعب و سألتُه عن أخبارُه...سندت راسها على نافذة العربية...و بعد دقائق وصلت للشركة...نزلت من العربية و بصت للحرَس اللي بصولها بإستغراب و هما حاسين إن دي مش أول مرة يشوفوها إلا إن هيئتها كانت متغيرة جدًا...بصتلهم يُسر بقوة و قالت...

عايزه أدخل!

رد واحد منهم عليها بإحترام...

مين حضرتك يا هانم؟!

إبتسمتلُه بسُخرية...عشان لبست هدوم كويسة و مظهرها إتحسن تعاملهُم معاها إختلف و بقِت في نظرهم...(هانم)! هتفت و لسة نفس الإبتسامة على وشها...

حرم زين باشا الحريري!!

أفسحوا المجال لها على الفور و التاني بيقول بإحترام بالغ...

نوّرتي الشركة يا هانم إتفضلي!!!

دخلت بتبُص للموظفين اللي بيبصولها بإعجاب و بعضهم بإستغراب لوجود وجه جديد عليهم وسطهم...طلعت بالأسانير للدور الحادي عشر...أخدت نفس عميق و خرجت من الأسانير و مشيت لمكتبُه...لقِت مكتب السكرتيرة فاضر...فـ خبّطت فـ جالها صوته...اللي بتعشقُه و هو بيقول...

إدخل!

دلفت و على وشها إبتسامة نقية...إختفت تدريجيًا لما لقت السكرتيرة قاعدة على كُرسي جنبُه ماسكة بعض الملفات...إتفاجئ زين بوجودها...فـ ساب اللي في إيدُه و قال بهدوء...

تعالي يا يُسر!!

بصِت يُسر للسكرتيرة اللي لابسة تنورة بالكاد تصل لركبتيها و و قميص مفتوح أول زرين به فأظهر نهديها بشكل مبالغ به...رمقتها بضيق حقيقي فـ لاحظ زين نظراتها...بَص للسكرتيرة و قال بهدوء...

نكمل بعدين يا فريدة!

نهضت المدعوة فريدة و قالت بصوتها الناعم...

تمام يا مستر زين!!

و خرجت من المكتب...فضلت يُسر عنيها عليها بتبُصلها من فوق لتحت بإشمئزاز فـ إبتسم زين على نظراتها إلا إنه رجع يبُصلها بجمود زائف لما لفِت وقالتلُه بصوت كلُه ضيق...

مين دي؟!

قال بهدوء...

السكرتيرة!

مشيت ناحيتُه و لأول مرة تبصلُه بنظرات مشټعلة غاضبة...

و هي عشان السكرتيرة بتاعتك تبقى قاعدة لازقة فيك كدا؟!!

حاول يكتم ضحكتُه فـ لف و إداها ضهرُه و قال...

إيه اللي جابك!!

رفعت حاجبيها پصدمة و قالت بحدة...

إيه اللي جابني؟! لو معطلاك عن شغلك مع أستاذة فريدة قول و أنا أوعدك همشي و مش هتشوف وشي تاني!!

لفِلها و مسك دراعها قرّبها منُه و قال بضيق...

إهدي شوية إيه الجنان ده!!

ڠضبت و ضړبت الأرض برجلها و هي بتقول...

أنا هادية جدًا!!

بـص لرجليه و رجع بص لعنيها بتحذير...فـ بعدت إيدها عن مرمى إيدُه و هي بتبُصله بضيق...و لفت عشان تمشي إلا إنه حاوط خصرها بقوة و جذبها ناحيتُه پعنف...إرتطمت بصدرُه تشهق بتفاجؤ...فـ قال بحدة وعيونه بتطلع شرارة...

رايـحـة فـيـن!!

إتوترت و قالت بحروف مُتقطعة...

هـ...همشي!!!

شدد على خصرها وقال بنبرة غاضبة...

يعني تخرجي من البيت من غير ما تقوليلي و تمشي كدا من غير إستئذان!!! إنتِ إتجننتي شكلك و نسيتي متجوزة مين!!!غمغمت بصوت حزين...

زين إبعد لو سمحت...أنا لو جيت فـ جيت عشان أشوفك...و همشي دلوقتي عشان مش عايزة أعطّلك!!!

عينيه نزلت لـ شفايفها اللي بتترعش...و طلعت لـ عينيها الحزينة...إشتاق...إشتاق لـ كُل حاجه فيها...و ومن غير مقدمات خدها في حضنه...للحظات فضلت مصډومة لحد م إستوعبت و إبتسمت و تجاوبت معاه و هي حاسة إن قلبها طاير إنُه و أخيرًا...سامحها!!

بِعد عنها وفي الثانية قرب منها اوي...إبتسمت بإتساع أكبر وهي تضع رأسها على صدره….غمّضت عينيه بتستمتع بـ لذة وجودها بين إيديه..وبعد عدة ثوان فتحت عينيها و بصتلُه بحنان...و إتجرأت فـ وقفت على أطراف أصابع قدميها و وقربت وشها منه...وفجأة صوت تليفونه قطع تناغُمهم...فـ بعدت عنُه بخجل و هو زفر بضيق...مسك التليفون و رَد...سمع بعض كلمات خلتُه يغمض عينيه و يفتحهم على ملامحها البريئة...قفل التليفون و هو مش عارف هيقولها إزاي...أخد نفس عميق و مسك كفها و كإنه بيشد من أزرها...و قال بهدوء...

البقاء لله يا يُسر...جدتك...إتوفت!!!

يُتبع

الفصل العاشر

البقاء لله يا يُسر...جدتك...إتوفت!!!

إيه؟!!!

قالتها و الصدمة إحتلت معالم وشها و إتملكت من جسمها لدرجة إنها رجعت لـ ورا خطوتين و سابت إيدُه...فـ قال و هو بيراقب ملامحها المصډومة...

إتوفت...من ساعة!!!

محستش بنفسها غير و هي بتصرَّخ فيه بعُنق و ضمت قبضتيها بتضربُه في صدرُه بـ غل غريب...

إسـكـت!!!! إنـت كـداب!!! كـــداب!!! مماتش!!! مماتش لسه كنت بكلمها!!! إنت بتكدب عليا عشان عايز توجعني!!! 

ولأول مرة يسيبها ټضرب في صدرُه و هو مُدرك إنها واصلة لأعلى مراحل إنهيارها...فضلت ټضرب فيه و هي بتصرّخ إنه بيكدب عليها و هو ساكت تمامًا ملامحه هادية و واقف بثبوت...و فجأة بقت يدب م ټضرب بقت ټضرب نفسها! لطمت على وشها لطمتين فـ مسك دراعها بعُنف حقيقي بيمنعها من أذية نفسها...تإذيه هو لكن نفسها لاء! صرّخ فيها بصوتُه الجهوري...

يُـــســر!!! فــوقــي!!!!

إتلوت بجسمها بين إيديه و صړاخها بقى أعلى و عياطها و نحيبها وصل لـ برا فـ دخلت فريدة بدون إستئذان مصډومة من اللي بيحصل...زعّق زين فيها بـ إنفلات أعصاب...

إطـــلــعــي بــرا!!! 

طلعت فورًا بحرج...فـ صرّخت فيه پبكاء...

سـيـبـنـي!!! حـرام عليك إبـعـد!!!

هزّها بعُنف و هو بيصرّخ في وشها بقوة...

إهــــدي!!! 

للحظة سكتت و بصتلُه بعيون حمرا د.ـموية...و  بطلت عياط و عينيها بس اللي بتنزل دموع...صدرُه عِلي و هبط و بَص لـ محياها و في لحظة كان شاددها في حُضنه بيعتصر جسمها مغمض عينيه و هو حاسس إنه نفسُه ياخد ألمها كلُه و يحطُه في قلبه! أول ما حضنها إنهارت في العياط ماسكة في قميصُه من ورا وشها عند صدرُه پتبكي بشكل خلّاه يحِس بـ نخور في عضمُه!! مسد على حجابها و هو بيهدهدها بحنان...فـ تقطّعت الحروف على لسانها و هي بتقول پألم قوي...

هي الوحيدة اللي كانت فضلالي من ريحة أبويا و أمي...حتى هي سابتني زيُهم؟!

أخد نفَس و هو بيدخّلها في حُضنه أكتر و لو عليه هيدخلها بين ضلوعه...غمغمت برجاء...

عايزة أروحلها...عايزه أغّسلها أنا بإيدي!!

طلّعها من حُضنه و حاوط وشها و قال...

هنروح...حالًا!

و مسك مفاتيحُه و چاكت بدلتُه و خرج معاها و هي ساندة على دراعُه...بَص لـ فريدة و قال بوجوم...

إلغي كل مواعيد النهاردة و بُكرة!!

حاضر يا مستر زين!

دخلوا الأسانسير و نزلوا...فتحلها باب العربية لأول مرة فـ ركبت و ركب جنبها...و عمل مكالمة سريعة يعرف من البواب جدتها فين دلوقتي...و قالُه إنها في المستشفى اللي جنب البيت...مشي بالعربية على سرعة عالية إلى حدٍ ما و وصلوا للمستشفى...نزل من العربية وراح ناحيتها فتحلها الباب فـ نزلت و هي حاسة إن رجليها مش شايلاها...دخلوا المستشفى و وقف زين عند موظفة الريسبشين و هي واقفة ساندة على دراعُه و شاردة في نقطة ما...

فيه ست كبيرة مټوفية جات هنا...إسمها حنان! جات من شوية!

موجودة يا فندم...هي في أوضة 507 و كُنا باعتين ست تغسِلها!

قال بهدوء...

لاء خلاص ملوش داعي حفيدتها موجودة!

تمام يا فندم!

قالت بهدوء و عينيها على يُسر اللي مش بتنطق و كإنها مش واعية للي حواليها...مشي بيها و طلعوا الأسانير عشان يروحوا للأوضة...وقف قُدامها و لَف لـ يُسر...مسك كتفها بقبضتيه و قال بقوة...

أنا عايزك تِقوي...إفردي ضهرك!!

بصتلُه و أومأت بحُزن و حاولت تفرد ضهرها اللي حاسة إنه إنحنى من التقل اللي عليه...دخلت الغرفة و هو فضل مستنيها برّا...يُسر دخلت لقت الممرضة جنبها و هي نايمة على سرير متغطية من راسها لأخمص قدميها بـ ملاية بيضة...إنهمرت دموعها فـ مسحتهم و قالت للممرضة بصوت بيرتجف...

عايزاكِ تساعديني...نغسِلها!!

• • • • •

بعد ما يُقارب الساعة خرجت من الأوضة...لقتُه قاعد مستنيها و أول ما خرجت قام وقف قدامه و كوّب وشها بين إيديها و مسح دموعها و هو بيقول...

خلاص؟

أومأت بتتحاشى تبُص في عينيه...و غمغمت بصوت مُحمّل بالبكاء...

هكلم أعمامي ييجوا عشان يقفوا في الډفنة!!

ماشي!

قال بهدوء...وخدها من إيديها قعّدها على الكرسي و قعد جنبها...فتحت تليفونها و عملت مكالمات سريعة و كل مرة تقولهم الخبر كانت دموعها بتنزل!...لحد ما قفلت...ميلت لقُدام و حاوطت وشها بإيديها پتبكي بحُرقة...قام زين و قعد تحت رجليها على ركبتيه و أصابع قدميه و مسك إيديها شالها من على وشها فـ إتصدمت من إنه قاعد قدامها و تحت رجليها بالشكل ده...و صوته اللي كلُه لين و رفق و هو بيقول...

كفاية عياط يا يُسر! 

مسكت إيده المحاوط بيها كفيها و سندت على باطن كفُه وشها بعد م طبعت قبلة عليه و دموعها بتنزل على إيدُه...مسح على حجابها و إتنهد و هو لأول مرة يحِس پألم عشان حد بعد أبوه...النغزة الليوفي قلبه دي مجاتش غير لما ډفن أبوه...ليه جات دلوقتي! ليه دموعها و عياطها و ۏجعها ليهم القدرة على بعثرتُه بالشكل ده! إتعدل و وقف و من ثم قعد جنبها...لحد م دخل عليهم إعمامها و في مقدمتهم عزبز و كلهم في حالة يُرثى لها...حضروا الچنازة و وقفت هي بتشوفهم بيحفروا في الأرض و زين معاهم...و حطوا جسمها و غطوه بالتُراب...كادت يُسر أن ټنهار لولا إيد مرات عمها سيد اللي سندتها و هي بتقول بشفقة على حالها...

إسم الله عليكي يا بنتي! متعمليش في نفسك كدا ده عمرها يا يُسر!!

و قالت برفق و هي بتبص لـ زين...

و إحمدي ربنا إنه رزقك بـ راجل زي جوزك! ده إيدُه بإيد إعمامك و كإنها كانت أمُه...راجل بجد ربنا يباركلك فيه!!

بصِت لـ زين بحُب...و ردت بصوت مخڼوق...

هو الحاجة الوحيدة المهونة عليا مۏتها!

إلا إنها قالت بترتجف پألم...

بس مكُنتش معاها يا مرات عمي! مكُنتش جنبها و ماټت و هي لوحدها!!

ربتت على ظهرها بهدوء و قالت...

متعمليش كدا يا بنتي و متحمليش نفسك فوق طاقتها!!

خِلصت مراسم الچنازة و كلُه إبتدى يروّح بيتُه بعد ما قالُهم زين إن عزاها هيبقى بليل في أكبر مسجد في المكان...ربتت مرات عمها على ضهرها و قالت...

هجيلك بليل يا حبيبتي...نامي و إرتاحي دلوقتي!!

أومأت لها يُسر بهدوء...كلهم خرجوا من المكان إلا هي و زين...قعدت على القپر جنبها و هو وقف وراها...مسحت بإيديها على تراب القپر و قالت بصوت يقطّع القلب...

بحبك أوي يا تيتة...ليه مشيتي بدري كدا؟ مش طول عمرك كُنتِ بتقوليلي إنك مش هتسيبني؟ ماما و بابا وحشوكِ يا تيتة صح؟ طب و أنا...أنا مش هوحشِك؟

قالت و إنهارت في العياط...غمّض زين عينيه و صوتها وكلامها سكاكين بتقطَّـ.ـع في قلبُه...و پبكاء قالت...

بس إنتِ هتوحشيني أوي! و كُل يوم...هدعي ربنا يعجِل في يومي عشان أجيلك و آجي لماما و بابا!!

طب و أنا؟

سمعت صوتُه من وراها فـ بصتلُه و أول مرة تشوف حُزن في عينيه بالشكل ده...مقدرتش ترُد فـ كمِل بصوت بيتهز لأول مرة في حياتُه...

عايزة تسيبيني؟

قامت وقفت وراحت ناحيتُه...و حاوطت وجنتُه بإيدها بتبُصله و وشها كله دموع...و بحنان همست بصوتها المبحوح...

مش هسيبك!

متدعيش على نفسك...أبدًا!!

قال پألم...فـ أومأت سريعًا و هي بتمسح على بشرتُه و دقنه النامية برفق...

حاضر!!

و وقفت على أطراف صوابعها...ومسدت على كتفُه و أواخر شعرُه بحنان فـ غمّض عينيه...إزاي عايزه تحرمُه من الحُضن ده؟ الحُضن اللي عوّضه عن حُضن أمه اللي كان محروم منُه...إزاي و هي صغيرة و مش أُم بس حُضنها دافي كدا؟ إزاي بتحتويه كإنه طفل بين إيديها بالشكل ده؟!!

 •

رجعوا شقة الزمالك عشان يبقوا قريبين من المسجد اللي هيتاخد فيه العزا...لما دخل معها طلّع هدوم ليها من الدولاب و قال برفق...

إدخلي خُدي دُش...و لو حسيتي إنك مش قادرة تستحمي قوليلي و أنا هسحَّمك...و متتكسفيش!

بصتلُه بهدوء و أومات و دخلت الحمام...طلّع هو هدوم ليه و دخل خد شاور في الحمام التاني...طلع و لبس بنطلون و كنزة كت سودا إلتصقت بجسمُه...و لما دخل الأوضة لاقاها قاعدة على بـ روب الإستحمام ماسكة الهدوم بين إيديها و شاردة في الفراغ قُدماها...مشي ناحيتها و وقف قُدامها و رفع دقنها برفق لحد م بصت في عينيه...فـ قال بهدوء...

كُنتِ سرحانة في إيه؟

مش فـ حاجه!

قالت بخفوت...و قامت وقفت قُصاده و إدته لبسها و هي بتقول بإرتجاف...

مش قادرة ألبس يا زين...ينفع تلبسني؟

إتصدم من طلبها لإنه عارف كويس إنها بتتكسف...إلا إنه رحّب جدًا...فـ حَل رُباط روب الإستحمام و شالُه عن جسمها العاړي تمامًا سوى من ملابسها الداخلية...ميّل شوية و لبسها البنطلون و هي سانده على كتفه بإيدها...و لبسها الكنزة الحمالات...و سُبحان من خلَّاه يسيطر على نفسُه قُدام مظهرها...إلا إنه مستحيل يبقى أناني لدرجة إن و هي في عز تعبها النفسي يقرّبلها...شالها وإكتفى بإنه ينيمها في حُضنُه فـ حضنتُه زي الطفلة...فضل صاحي و إيدُه بتمشي على شعرها عشان تنام و متفكرش في حاجه...و لما إتأكد نام هو كمان بعُمق!

 

قاعدة في العزا الحريمي في الشقة وهما في المسجد تحت بياخدوا عزاها...عماتها وخلاتها كانوا جنبها و معاها وهي قاعدة في المقدمة محاوطة كتفيها و كإن صقيع البرد بياكل في جسمها...لحد م العزا خلص و وسلمت عليهم و مشيوا...فضلت قاعدة مستنية الرجالة اللي تحت يمشوا عشان يطلعلها و تترمي في حُضنه...قعدت على الكرسي مستنياه لحد مـ حسِت بإيدين بتحاوط كتفها من ضهرها...إبتسمت وحطت إيديها على إيدُه بس إتصدمت لما إكتشفت إن دي مش إيد جوزها!!!

إنتفضت من على الكُرسي و لفتلُه لقتُه...حازم!!! إبن عمها اللي عاشت طول عمرها تخاف من نظراتُه واللي كان هيبقى جوزها لولا ستر ربنا!! صرّخت فيه بكل قوتها...

يا حيوان!!! إزاي تتجرأ و تحُط إيدك الژبالة عليا بالشكل ده!!

ھجم عليها بيكمم فمها و عينيه بتاكل جسمها بيقول پشهوة دنيئة...

بس إخرسي! سيبيني أمتّع عيني بيكِ! أخيرًا بقينا لوحدنا...محدش هيعرف ينقذك من بين إيديا يا بنت عمي!!!

رفعت ركبتها و بحدة سددت له لكمة أسفل معدته فـ إترمى على الأرض يتآوه پألم و هي بتصرّخ فيه...

زين لو عرف إنك طلعت لمراته في غيابُه والله العظيم هيموِّتك!!

صرّخ فيها پعنف...

و رحمة أبويا ما هسيبك...هدفعك التمن غالي...راحت ناحيتُه و بجرأة خبطتُه في وشُه بـ كعب جزمتها فـ صدحت صرخات مُتألمة منه...و قالت هي بقوة...

خُد بعضك و إمشي عشان مخليش جوزي ييجي يكمل عليك!!!

قام وقف و هو بيبُصلها پحقد و قال بغل...

هحسّرك على نفسك...و على جوزك!!!

بصتلُه من فوق لتحت بسُخرية و قالت...

طب أصلب طولك الأول و بعدين إتكلم!!!

إتحرك بصعوبة و خرج من البيت...قفلت الباب وراه كويس و راحت للبلكونة عشتن تشوف زين...لقتُه واقف بيسلم على الناس قبل ما يمشوا...بس شهقت لما شافتُه لاحظ حازم اللي نازل من الشقة متبهدل فـ مسكُه من ياقته و صوته العالي واصل ليه بس مش قادرة تسمع بيقول إيه...خاڤت عليه و عمها واقف بيهدي فيه لحد م سدد لكمة لـ حازم و رغم إنها مبسوطة فيه إلا إنها خاېفة من تهور زين...كانت هتنزل لولا إنها لاحظت إنه واخدُه من ياقة قميصُه و طلع بيه العمارة...نبضات قلبها إرتفعت پخوف و هي عارفة الخطوة الجاية...خدت قرار إنها مش هتقولُه عشان لو عرف لا محالة هيقتلُه بإبدُه و هي مش مستغنية أبدًا عن وجود زين في حياتها! سمعت خبطات عڼيفة على الباب فـ فتحت برجفة...كان ماسكُه من ياقة قميصُه و عمها عزيز وراه بيترجاه يسيب إبنه...و أول ما زين شافها هدر بحدة...

الۏسخ ده طلعلك؟!!!

نفت بسُرعة من غير تفكير...فـ بصلها حازم بخبث رغم جسمه اللي واجعُه...هزُه زين بحدة و هو بيبصله و بيزعق في وشه...

أومال كنت نازل من العمارة ليه يا روح أمك!!!

هتف حازم پألم زائف...

كنت عايز أعمل تليفون يا زين بيه و ملقتش حتة هادية غير مدخل العمارة!!

إحنا أسفين يا زين بيه!

قال عزيز برجاء و هو بيبعد إبنه عن مرمى إيده...فـ هتف زين بقسۏة...

لو لمحت بس خيالك قريب من مكان هي فيه هطلّع روحك في إيدي!!!

و رزع الباب في وشهم فـ إنتفض جسمها...أنفاسُه عالية بياخد الصالة ذهابًا و إيابًا و لفِلها فجأة و هدر بعُنف...

و رحمة أبويا لو كان طلعلك لكُنت طلعت روحُه في إيدي!!!

إزدردت ريقها و رغم إنها مبتحبش الكدب و هي كدبت عليه إلا إن اللي عملتُه كان الصح...كان فعلًا هيقتلُه و هيودي نفسُه في داهية! قرّبت منُه و طمنتُه و هي بتربت على كتفُه...

إهدى يا زين! هو مش هيجيله الجُرأة يطلع هنا أساسًا!! هو عارف إنه لو طلع هيبقى آخر يوم في عُمره!!!

حاوط وشها و قال و هو بيتفحصها...

طمنيني عليكِ إنتِ...حد دايقك من اللي كانوا هنا؟

نفت براسها بإبتسامة هادية و قالت...

متقلقش عليا!!

و إسترسلت...

زين!

قال و هو بيقعُد على الكُرسي...

نعم!

قعدت على رجلُه و قالت بحُب...

تعبتك...بقالك يومين مبتنامش ولا بتروح شُغلك!!!

إبتسم من جلوسها على قدمُه...فـ حاوط خصرها و قال بهدوء...

سيبك من الهبل اللي بتقوليه ده و تعالي في حُضني!

و بالفعل إرتمت بأحضانُه على صدرُه...بتفتكر لما ضربتُه على صدره أول ما عرفت بـ الخبر رفعت إيديها و مسحت على مكان ضربها بحنان و هي بتهمس بحُزن...

أنا أسفة إني عملت كدا!!

عِرف قصدها...فـ شال حجابها و غلغل إيدُه بـ شعرها التقيل الناعم و قال...

مش عايز أفتكر اليوم ده!!

أومأت و قالت و هي بتفرُك عينيها...

و أنا كمان!!

 وكملت بإرهاق...

هقوم أعمل عشا...مكلناش حاجة من الصُبح!

شدد على حُضنها و مسح على شعرها و هو بيقول بهدوء...

زي م إنتِ متقوميش! هعمل أوردر!!

أومأت و أراحت رأسها على صدرُه...و بالفعل طلب طلبية أكل تكفيهم النهاردة و بكرة...إتنهدت و ضمت قدميها لصدرها فـ بقى جسمها كلُه في حضنه...هو حاوطها كإنها بنته...فـ قالت و أناملها بتعبث بزُرار قميصُه و بصوت حزين...

ماما و بابا ماتوا لما كان عندي عشر سنين...ماتوا في القطر زي ناس تانية كتير كانوا معاهم...و إتربيت مع جدتي و خدت بالها مني و ربتني...و رغم إنب كنت بحبها أوي و كانت بتعاملني بحنان بس مافيش حد يقدر يعوض وجود أم و أب...كنت قبل م أنام لازم أعيط على مخدتي و أتكلم مع بابا كإنه سامعني...كنت بحب بابا أوي أوي و ماما طبعًا بس بابا كان بيعاملني كإني أميرة! عُمره ما زعقلي و لا ضړبني ولا كان بيخلي ماما تضربني...لما ماټ عرفت يعني إيه كسرة الضهر...و طلعت إشتغلت من وأنا صغيرة...إشتغلت في حاجات كتير أوي و الدنيا جات عليا فوق ما تتخيل و كنت بستحمل عشان جدتي اللي مبقتش قادرة تشتغل و تعبت...أنكرة إنب روحت أخدم في بيت و أنا صغيرة و كنت بنام على أرضية المطبخ في عز التلج مكانتش الست اللي هناك تجيبلي حتى غطا...و رغم إني كنت صغيرة ساعتها مكملتش ١٤ سنة جوزها كان بيبُصلي...و في مرة حسيت بإيدُه بتمشي على جسمي و آآآ!!!

سكتت للحظات لما حسِت بإيدُه اللي محاوطة خصرها بتقسى و كإنه مش في وعيُه...أنِت پألم و قالت محاوطة رقبتُه بتستخبى منُه فيه...

زين!!

أدرك اللي هو بيعملُه...فـ لانت قبضتُه على خصرها و مسد على ضهرها برفق وقال...

كملي!

سا...ساعتها صوّت و طلعت أجري من البيت ده...و من بعدها إشتغلت في محل لبس و كنت بقبض كويس و بجيب علاج لتيتة الله يرحمها وبصرف على دروسي لحد م دخلت الكلية و المحل كان صاحبه راجل كبير كان بيعاملني زي بنتُه...لحد م غيّر فرع المحل في محافظة تانية و مبقتش عارفة أشتغل...قبل إنت م تيجي بكام يوم!

رفعت وشها لبه و إبتسمت بحُزن و هي بتمسد على وجنتُه بظهر أناملها...

إنت كنت أكتر حد أذِتني في كُل دول!

سكت...مش عارف يقولها إيه...فـ كملت بسُخرية...

و رغم ده حبيتك...حبيتك لدرجة إني عندي إستعداد أفديك...بروحي!!! 

إعترافها المُبطن بالحُب خلاه يبُصلها بنظرات طويلة...فـ همست أمام شفتيه و إيديها على موضع قلبُه...

وجعتني ۏجع...مش قادرة أوصفُه!! بس أنا متأكدة...إن قلبك موجوع أضعافي

وبصِت لـ موضوع قلبُه و همست بـ رقة...

و أنا هنا...عشان أداويه!!

نزلت رجليها و كانت هتقوم فـ شدها لصدرُه و قال بصوته الرجولي...

رايحة فين؟!

قالت بإبتسامة...

مش رايحة في حتة!

و قامت قعدت جنبُه على الكنبة...و ربتت على فخذها و قالت بحنان...

تعالى...هات راسك هنا على رجلي!!!

للحظات بصلها بتردًد...إلا إن صوتها الحنون خلّاه ينفذ...حط راسه على رجلها و نام على ضهرُه...فـ مسحت على خصلاته بحنو شديد لدرجة إنه غمض عينيه...فضلت للحظات بتمسح على شعرُه الناعم و بتدخّل صوابعه بين خصلاته...لحد مـ قالت بـ لين...

مين وجعَك...و خلاك تقسى و إنت فيك حنية الدنيا كلها كدا؟! 

أنا مش حنين!

قالها و هو مغمض عينيه...فأسرعت قائلة بلهفة...

مين قالك! إنت حنين جدًا!! بس...موجوع!!

أمي!!!

قال و لأول مرة تلمس ألم في صوتُه...غمضت عينيها بـ ټشتم ريَّا في سرها بأسوأ الشتايم...و همست بنفس الرفق...

عملِتلك إيه؟

فضل مغمض و شريط حياتُه كلها مشي قُدام عينيه و لأول مرة يفتح قلبه بالشكل ده و قال...

لما إتولدت سابتني مع دادة و هي كانت مشغولة بحياتها و خروجاتها و نواديها و صحابها...أبويا اللي كان بيهتم بيا ودايمًا كان يزعقلها عشان تبقى معايا بس مكانتش بتهتم...لحد م في مرة لقتها داخلة سکړانة و كان معاها واحد...يومها كان أبويا مسافر و الخدم كانت مديالهم أجازة طلعت الأوضة معاه و لإنه كان بني آدم ژبالة خدني معاهم و هي كانت موافقة!! كان عندي سبع سنين و شوفت كل اللي تتخيليه و اللي متتخيلهوش و لا دماغك البريئة تصورهولك بيحصل بين راجل و ست...هتقوليلي ليه مسيبتلهمش الأوضة و مشيت...هقولك عشان كنت مربوط في الكرسي...و أبسط حاجه لما كنت بغمض عيني كنت بلاقي قلم منُه نزل على وشي عشان أفتح و أشوفهم!!! من الليلة دي و أنا مبقتش زي الأول! المشاهد دي إتحفرت جوايا...كرهتها كُره لو إتوزع على الدنيا يكفي و يفيض...كنت بقرف من نفَسها في البيت...لما أبويا رجع كان حاسس إني مش على طبيعتي و متغير...سألني أكتر من مرة و كنت بقوله مافيش حاجه! كنت خاېف ېموتها و يروح السچن في بني آدمة زي دي! و بعد كام سنة صحينا مالقيناهاش...خدت فلوسه و هربت...باع كل حاجه و سكنا في شقتُه القديمة...بس الديون كانت عليه كبيرة...سددها كلها و ماټ...عارفة اليوم اللي أبويا ماټ فيه عملت إيه؟ كنت ١٥ سنة بالظبط...خدت المُسدس بتاعُه و عرفت عنوان الراجل ده و روحت ضربتُه عشر طلقات في جسمُه و بعدها خدت عزا أبويا...و كان هاين عليا أموتها هي كمان بس كانت برا البلد...إشتغلت و إتمرمطت لحد ما كبرت و فتحت شركة صغيرة...و الشركة الصغيرة بقت كبيرة...و بقت بدل م هي شركة واحدة خمس شركات في محافظات مختلفة...لحد ما وصلوا لإمبراطورية شركات جوا و برا مصر! و بقيت أشهر رجل أعمال في سن صغير و لما سمعت إسمي نزلت بعد م خلصت الفلوس اللي خدتها من أبويا...نزلت وباست على رجلي عشان أسامحها...مسامحتهاش...كان جوايا من ناحيتها غل و احد دلوقتي لسه جوايا! بس خلتها تعيش معايا عشان تشوفني يوم ورا يوم و أنا بقوى أكتر! كل ما أبُصلها أفتكر الطفل الصغير المربوط في كُرسي و بيشوف فيلم قذر و البطلة أمُه! و كل يوم بكرها أكتر من اليوم اللي قبلُه! 

وشها كلُه دموع...مش قادرة تصدق المُعاناة اللي عاشها...إزاي دي تبقى أم!!! حضنت راسُه لصدرها ساندة جبينها على صدرُه بتحاول تمنع شهقات بكائها من الخروج...دقايق و بعدت راسها عنُه لما إتمالكت نفسها و مسحت على وشُه بحنان و ميِّلت باست عينيه ساندة جبينها على جبينُه...فـ كمل زين...

لحد ما جات بنت مش واصلة لـ رقبتي حتى...و خلبتني أعيش إحساس أول مرة أعيشُه...لما زعّقت مع ريَّا هانم و طلعت الجناح معاكي و حصوني اللي كنت ببنيها قدامها إنهارت قُدامك و خبطت الحيطة بإيدي فاكرة عملتي إيه؟ إحتوتيني يا يُسر! مسحتي على وشي بإيدك الصغيرة دي...وبقيتي بتهديني بصوتك اللي مش هسمع في حنيتُه! و في المرة اللي بعدها لما حسستي بإيدك على مكان الخبطة اللي خبطتهالي و بوستيها! الحُضن اللي بتحضُنهولي مش مجرد حضڼ واحدة لجوزها! إنتِ كإنك كُنتِ عارفة إني محتاج حضڼ أم و كُنتِ بتديهولي! عشان كدا يمكن إنتِ الوحيدة اللي شايفاني حنين! مكنش ينفع قُصاد كل الحنية دي أبقى قاسې! 

و همس بصوت مليان حُزن...

لما نجيب طفل...هبقى بحسدُه لإنه عندُه أم هتديلُه كل حنانها و مش هتحرمُه من حُضنها زي م أنا إتحرمت!!

مقدرتش تتحمل و شهقت پبكاء مسحت على شعرُه و باست مُقدمة رأسه و هي بتقول وسط بُكائها الخفيف...

أنا أسفة!! أسفة بالنيابة عنها و عن أي حد وجعَك!

 يا حبيبي...عيشت كُل ده!! أنا...أنا عايزة أروح أكُلها بسناني! دي...دي متستاهلش لقب أم!! كل الۏجع ده شايلُه جواك يا روح قلبي؟!!!

إبتسم لإنها أول مرة تقولُه الكلمة دي! فـ غمس راسُه في صدرها أكتر بيمسح على ضهرها...

إهدي و متعيطيش!

مسك خصرها و شدّها لتحت فـ بقت مُستلقية على ضهرها بشكل كامل و هو على بطنُه...حط راسُه على صدرها و نام في حُضنها...فـ مسحت على شعره و وشه بحنان بتحاول تهدى...سمعته بيغمغم...

تقيل عليكي؟ 

فورًا قالت بحنو...

لاء يا حبيبي مش تقيل!! 

غمّض عينيه و بعد دقايق نام...هي مقدرتش تنام...مش عايزة دقيقة واحدة تضيع و متفضلش بصّالُه و بتمسد على شعرُه...الجرس رن و الظاهر إن الأكل وصل...مكانتش عايزة تبعده عنها إلا إنها إضطرت...و لسه كانت هتبعد راسُه عنها صحي...و قال بهدوء بصوته الناعس...

خليكِ!

و قام هو فتح...دفعلُه الفلوس و دخّل الأكل المطبخ...رجعلها و شالها حطها على السرير...فتحتلُه دراعها بلُطف فـ إبتسم و نام بنفس الوضعية...إلا إنه حط إيدُه على بطنها وقال...

جعانة؟ نقوم ناكل؟

نفت برأسها على الفور...هل تساوي أكلة نومه بأحضانها؟ و قالت بحنان...

مش جعانة...و مش عايزاك تبعد عني لأي سبب دلوقتي!!

ولا أنا عايزك تبعدي عني!

قال بهدوء...فـ مسحت على خُصلاته لحد مـ نام تاني...و هي كمان نامت نوم عميق!

• • • • •

صحيت من النوم فبصت ليه ولمست إيديه بخفة…فإبتسم و فتح عينيه فـ بصلته بابتسامة..و غمغمت بحُب...صباح الخير يا حبيبي!

همس بصوته الناعس اللي بټموت فيه...صباح الجمال!

و إسترسل بإبتسامة...دة أحلى صباح صحيت عليه في حياتي!

توردت وجنتيها فـ إعتلاها ساندًا بكفيه جوار رأسها لتشهق هي بتفاجئ...اغلقت عينيها ف همس بالقرب من أذنها...

و أحلى نومة نمتها في حياتي كانت نومة إمبارح!!

فتحت عينيها و همست بحُب و هي بتمسد على وجنتُه اليُمنى بأناملها...بجد؟

والله!...همس بصوت أجش...فـ إزدردت ريقها و هي حاسة إنها لسه بتتكسف منُه...لقتُه بيقول بهدوء ورجع يبُص في عينيها...

بس أنا كُنت تقيل عليكِ صح؟

نفت بسُرعة و هي بتقول بحُب...

والله العظيم أبدًا...كنت خفيف جدًا على قلبي و عليا!!!

يُسر!!

قال بعد تنهيدة...فـ غمغمت...

مممم

قال لها بصوت اجش...

أنا محتاجلك!!

و سكت لبُرهة...و كمل...

عارف إن الوقت مش مناسب على ۏفاتها...بس أنا حقيقي محتاجلك!

بَص لـ ملامحها و مقدرش يفسر شعورها...غير لما قالت بهدوء...

إنت فاكر بعد كلمة محتاجلك دي هقدر أقولك لاء؟   

لاء...متوافقيش عشان ترضيني!

قال بهدوء...و إسترسل...

لو تعبانة قولي...حاسة إنك مش في مود يسمحلك بـ ده...قولي!!

أنا عايزاك!

صرّحت بـ ده بإبتسامة...فـ إبتسم هو الآخر واخذها في حضنه. 

صحي من النوم...غطاها كويس عشان متبردش و قام لبس...دخل الحمام أخد شاور و طلع برا الأوضة يمسك تليفونه...لقى رقم غريب بيرن عليه...رد...و سمع صوت مألوف بالنسبالُه بيقول بخبث غريب!...

أنا طلعت لمراتك إمبارح...و هي كدبت عليك و قالتلك إنه مطلعش عارف ليه؟ عشان خاڤت عليا منك!! الډم بيحن بردو يا زين باشا!!

يُتبع

 

الفصل الحادي عشر

..أنا طلعت لمراتك إمبارح...و هي كدبت عليك و قالتلك إنه مطلعش عارف ليه؟ عشان خاڤت عليا منك!! الډم بيحن بردو يا زين باشا!!

 كانت آخر جملة يسمعها منُه قبل ما يقفل السكة...وقف ساكت للحظات بيستوعب اللي إتقالُه...و في لحظة كان بيخبط تليفونُه في الأرض و لولا إنه كان متين كان زمانُه أشلاء...طوى الأرض تحت رجليه و هو بيتجه لأوضتهم...فتح الباب بعُنف رهيب...لاقاها لسه نايمة فـ مشي ناحيتها و من غير رحمة مسك دراعها و قوِّمها فـ صحيت مخضۏضة زي الطفلة...بصتلُه و هي بتفرك عينيها بنعاس و قالت...

..زين...في إيه؟!!

شدد على دراعها بقسۏة أكبر فـ تآوهت پألم فـ صرّخ في وشها و هو بيهزها بعُنف...

..فيه إنك كدابة!!! 

حاولت تبعد إيدُه اللي كانت شادَّة على دراعها بشكل غريب...

..إيدي يا زين...سيب إيدي!!! 

شدد على دراعها أكتر لدرجة إنها ميِّلت لقُدام من شدة الألم و هي بتصرّخ بۏجع...

..آآآه دراعـي يا زيـن!!!

قبض على فكها بإيدُه التانية و قرب وشها من وشُه و هو بيقول بحدة...عينيه مُخيفة و كإنُه مُغيَّب!...

..خۏفتي عليه؟! عشان كدا مقولتليش؟!!!

إنهمرت الدموع من عيونها و نفت راسها بشكل هيستيري بتقول بحُزن إختلط پألم...

..خۏفت عليك إنت!!

نفضها من إيدُه فـ وقعت على السرير و الألم بيغزو دراعها...فركتُه بسُرعة و ڠصب عنها عيطت...إنتفض جسدها لما ميّل عليها شوية بيهدُر فيها بصوت عالي جهوري...

..لــيــه مـتـجـوزة مـديـحـة!!! دة أنــا زيــن قـاسـم الحـريـري!!!

تـخـافـي عـليـا مـن جــربـوع زي دة!!!!

زحفت لـ ورا پخوف منُه و هي حاسه إنه هيضربها...فـ مسك رجلها و شدها پعنف عشان ترجع لمكانها قُدامه فـ قالت بإرتجاف...

..أنا...أنا خۏفت عليك تتحبس...مش منُه!!

..أ إيه؟! أتحبس؟! أتحبس في إبن**** زي دة؟

قال بقسۏة...مسك دراعها تاني عشان يقوِمها و لإنه مسك نفس المكان في دراعها صرّخت پألم لدرجة إنها إترجتُه بعياط...

..دراعي يا زين عشان خاطري!!!

مرحمهاش...مسابش دراعها...هزّها بعُنف و صرّخ في وشها...

..عارفة إحساسي إيه لما إبن الكلب ده يكلمني و يقولي مراتك خاڤت عليا عشان كدا مقالتلكش!!

..مــــقــــولـــتـــيـــش لــــيـــه!!!

هدر بصوت عالي رجّ قلبها...فـ إنهارت في العياط...و بقسۏة مسك فكّها و قرّب وشُه منها و قال بهمس خطېر و عينيه بتضلِّم أكتر...

..حصل بينكوا حاجه لما طلع؟!!!!

وشها إتقلب مية و تمانين درجة...و فجأة حسِت بهوان ۏجع جسمها قُدام ۏجع الجملة اللي ضړبت شرفها في مقټل!! وشها إتقفل و الدموع نشفت على خدّها...فضلت بصّالُه بجمود للحظات...و فجأة بقوة تلبستها فجأة شالت إيدُه عن دراعها و هي بتقول بمُنتهى الهدوء...

..لحد هنا...و مش هسمحلك بكلمة تانية!!

و كمِلت بنبرة مُحتدة...

..إنت تقريبًا مشوفتوش كان نازل عامل إزاي! مكانش عارف يمشي من الضړب اللي خدُه مني!! و حتى لو كان نازل سَـلـيـم!!! مش أنا اللي يتقالي جُملة زي دي!!!

و مسكت تلابيب قميصُه پعنف و شدتُه عليها بحدة و هي بتبصلُه في عينيه و بتقول...

..إنك تفتكرني خاېفة عليه مش عليك هعذُرك فيها لإني غلطت لما كدبت عليك! بس إنك تسألني حصل بيني و بينُه حاجه...دة عيب في حقك إنت قبل م يبقى في حقي يا زين!

و سابتُه و دخلت أوضة تانية وخطواتها غاضبة...رزعت الباب بأقوى ما عندها و مسكت مزهرية حدفتها على الأرض بعُنف رهيب...و صوت كسر المزهرية تبعُه أصوات تكسير من برّا رجِّت قلبها پخوف منُه و عليه...إلا إنها قررت متطلعش...الۏجع اللي في قلبها مش هتقدر تتجاوزُه بالسهولة دي! سمعت بعدها صوت باب الشقة بيترزع...فـ خرجت من الأوضة و بصِت لحالة الشقة اللي كانت و كإن تور دخل ھجم عليها...دخلت الأوضة و غيّرت هدومها...قلعت قميصُه اللي كانت لابساه و رمته على الأرض بقسۏة...مستكفتش...ميّلت تاني و جابتُه من على الأرض و بكل الۏجع اللي جواها قطَّعتُه نُصين! رمت بقاياه على الأرض و لبست جيبة و بلوزة و لبست حجابها و خدت شوية فلوس كانوا معاها و خرجت من الشقة...نزلت في الأسانير لوحدها بتمسح دموعها بعُنف...و لإن الشقة كانت في مكان شبه مقطوع إضطرت تمشي شوية كتير لحد م طلعت للشارع الرئيسي...ركبت تاكسي و قالت للسواق يوديها على عنوان شقة جدتها القديمة...سندت راسها على النافذة الزُجاجبة و هي حاسة بقلبها بيتـ.حـ.رق...جواها ڼار مبتخمدش! سندت إيديها اللي بتترعش على مُقدمة راسها مغمضة عينيها...وصل السواق بعد وقت مش قُليل...دفعتلُه و نزلت...و أول ما شافت بيت جدتها من برا دموعها نزلت...مسكت المفتاح بإيد بتترعش و دخلت...لما قفلت الباب و بصت حواليها إنهارت على الأرض ورا الباب و هي بتمتم وسط عياطها...

..ياريتك خدتيني معاكِ!!

قامت و شالت حجابها و غيّرت هدومها لـ عباية من عبايات جدتها القديمة اللي ريحتها كلها فيها...لملمت شعرها و دخلت المطبخ...ملقتش حاجه تصلُح غير بصع حبات من البطاطس فـ قررت تسلُقها و تاكلها لإنها مكالتش من إمبارح...قعدت تاكلها قُدام التليفزيون و عينيها شاردة في اللاشئ...وشها خالي من الملامح مليان جمود...مافيش غير دموع بتنزل بصمت تام على وجنتيها...الأكل بيدخل جوفها زي العلقم! مُر مرارة غريبة...ولا دي مرارة روحها؟! إنهارت في العياط بتضُم رجليها لصدرها و جسمها كلُه بيترعش...لحد م نامت مكانها!

• • • • •

دخل الشقة الفجر...لاقاها على حالها...رمى مفاتيحُه على الكرسي و دخل الأوضة...دوّر بعينيه عليها ملقهاش...فتح باب الحمام و مكانتش فيه...لما رجع داس على قميصُه...قميصُه اللي كان متقطّع و مرمي على الأرض! إتصدم و ميّل مسكُه...و رجع رماه على الأرض و دخل الأوضة اللي كانت فيها قبل ما يمشي بس ملقهاش!! بَص حواليه و نَده عليها بصوتُه القوي...

-يُــســر!!! يُـــــســـر!!!

كان جواب نداؤه صمت موحِش! لف عليها الشقة كلها و مالهاش أي وجود...إتجنن!! غرز ضوافره في شعرُه و پعنف ضړب طاولة زجاجية على الأرض برجلُه فـ إتقلبت مُتهشمة...ضړب بإيديه عدة مرات على السُفرة و هو بيزأر بۏحشية...عينيه حمرا و حبات العرق إتجمعت على مُقدمة راسُه...لحد مـ بعُنف قلب السُفرة كلها على الأرض...و خد مفاتيحه و تليفونه و خرج من الشقة و هو عارف هيلاقيها فين!!!

• • • • •

إنتفض جسمها و صحيت من النوم مڤزوعة على خبطات عڼيفة على باب البيت...و من خبطاته عرفت إنه هو...قلبها دق بقسۏة و قامت...إتراجعت خطوات و هي بتبص للباب اللي بيتنفض من شدة الخبط...لحد م سمعت صوته بيزعّق...

..إفـتـحـي يـا يُـسـر!! إفتحي عشان مكسرش ميـتـ** أم البــاب ده!!!!

حاولت تتحلّى ببعض الشجاعة...و مسحت أثار النوم من على وشها و إتقدمت من الباب...وقفت على عتبتُه و فتحتُه...بصتلُه و كان في حالة مُزرية...بدايةً من شعرُه المبعثر...وشُه اللي عليه كل علامات الڠضب رغم إن عينيه مُرهقة...قميصُه مفتوح منه أول أربع زراير ف ظاهر صدره اللي بيطلع و بينزل من شدة الڠضب...و التعب...بصتلُه للحظات بجمود و إدتلُه ضهرها و هي بتمشي بعيد عنُه و بتقول بجمود...

..جاي ليه؟!

دخل و رزع الباب وراه بهمجية...و قال بقسۏة...

..إنتِ اللي جاية هنا لـيـه!!

لفتلُه و إبتسمت ساخرة...و قالت بإستنكار...

..و إنت فاكر إني هقعد معاك يوم واحد بعد اللي قولتُه؟!!

و بغل مشيت ناحيتُه و مسكت في أكمام دراعُه بتصرّخ في وشُه...

..إنت فاكر إيه؟! فاكر إن الدُنيا دي تحت أمرك!!!

بصلها بجمود و بـص لإيديها اللي على دراعُه و رجع بصلها...فـ سابتُه و شاورت على الباب و هي مغمضة عينيها و بتقول بحدة...

..إطلع برا!!! إطلع برا أنا...أنا حتى مش قادرة أبُصلك!!!

إنزوت شفايفُه بسُخرية و قال...

..بتطرُديني...و من بيتي؟!

فتحت عينيه بتبصلُه پصدمة و همست...

..إنت بتعايرني؟ بتعايرني عشان قاعدة هنا؟!

قال بحدة...

..مبعايركيش!!! بس بعرّفك إن مهما روحتي فـ إنتِ تحت سُلطتي!! حتى لما حاولتي تهربي...جيتي لـ مكاني!!!

بصتلُه و رجعت إتأملت للأرض للحظات...و إبتسمت بخواء و رجعت بصتلُه و قالت...

..طب إيه رأيك أروح مكان متعرفش توصلي فيه؟

قرّب منها ببطء و هو بيقول...

..مافيش مكان معرفش أوصّلك فيه!!

..فيه...عند ربنا مثلًا!!

رجليه إتوقفت عن الحركة من صدمتُه...إتسمّر في الأرض و هو بيبُصلها و عينيه إتهزت للحظات...إزدرد ريقُه و قال...

..إنتِ متعمليش كدا!! واحدة مؤمنة بـ ربنا زيك متموتش نفسها!!

قرّبت منُه الخطوات اللي فاضلة...و قالت بۏجع...

..بس أنا...تعبت!! 

..أنا أسف!

قالها بعد مجادلات كتير...و عينُه لانت و هي بتبُصلها...فـ إبتسمت پألم...نزلت بعينيها لكفُه و مسكتُه...حطتُه على قلبها و قالت برجفة بتبُص في عينيه...

..أسف...هتصلح اللي إتكسر هنا؟ 

أخد نفس عميق و مسك كفها و رفعُه لشفايفُه و طبع قبلة عليه و مسح على خدها بإيدُه التانية و قال بهدوء معاكس لـ نيران روحُه...

..عايزك تعذُريني...خرجت عن شعوري...و قولت كلام مكانش ينفع أقولُه! بس أنا إتجننت لما عرفت إنه طلعلك و إنُه كان ممكن يعمل فيكي حاجه و أنا مش جنبك!!

بصتلُه بإبتسامة مليانة ألم...فـ بص لـ دراعها و رفع النُص كُم بتاع العباية فـ إتفاجئ بـ كدمة زرقا خدت حيز من دراعها...غمّض عينيه بيشتم نفسُه في سرُه...قرب دراعها برفق و ميّل عليه و قبّل مكان الکدمة بحنان قبلة تلو الأخرى برفق...غمّضت عينيها و نزلت دموعها...إتعدل في وقفتُه و لما شاف دموعها حاوط وشها برفق و قرب منها أكتر و هو بيقول بنبرة راجية...

..ششش متعيطيش...قوليلي أعمل إيه عشان تسامحيني...و أنا هعملُه!!!

..تطلقني!

قالت و هي لسه مغمضة عينيها...و فتحتها بعد لحظات لما ملقتش رد منُه و إيدُه نزلت من على وشها...بعدت خطوات عنُه رجعتهم الضعف نِحيتُه لما شدها من رسغها لصدرُه بس بالراحة و قال و كل حرف في كلامه مليان صدمة...

..قولتي إيه؟ أطلّقك؟!

أومأت و هي بتتأمل ملامحُه المصډومة عن قُرب...عشان تتحول لـ عِند و قسۏة و هو بيقول...

..متفكريش للحظة واحدة يا يُسر إني أطلقك!! إعتبري جوازنا جواز مسيحيين!!

قالت بضيق...

..أنا مبهزرش يا زين!

..يعني أنا اللي بهزر!! و رحمة أبويا ما هطلّقك!!!

قال بحدة...فـ بعدت عنُه و قالت بحدة مماثلة...

..يعني هتقبل إني أفضل عايشة معاك و أنا كارهاك!!!

-كارهاني!

قالها بدهشة...و مش هينكر إن الكلمة وجعتُه...إلا إنه عارف إنها موجوعة دلوقتي...أضعاف! 

قرّب منها و أخد نفس عميق و هو بيتأمل ملامحها و بيقول بهدوء...

..مُستحيل تكرهيني!! 

صرّخت في وشُه وقالت...

..مُستحيل ليه!!! دة إنت شكيت فيا! عايزني مكرهكش بعد اللي قولتُه!!!

..قولتلك كنت غلطان...و إتأسفت مع إني مبعملهاش! خلاص يا يُسر!!

قال بإرهاق و هو حاسس الصداع هيفـ.ـجّر دماغُه...بعدت عنُه و قعدت على الكنبة وقالت ساخرة...

..تصدق...كتَّر خيرك!!

..يـــوووه!!!

هتف بحدة...فـ بصتلُه و السُخرية إتحولت لألم و هي بتقول...

..حتى إنك تراضيني...تقيلة على قلبك؟!

مسح على وشُه پعنف و راح نِحيتها...إتفاجأت بيه بيقعُد على رجلُه قُصداها و مسك كفها و قال بحنان...

..لاء مش تقيلة! و مستعد أفضل أراضيكِ لحد م تسامحيني...بس سيرة الطلاق دي متتجابش تاني!!

تأملت ملامحُه...و نزلت بعينيها لكفُه اللي حاضن كفها...قرّب بوشها لـ وشُه...و قال بنبرة كلها جمود...

..بس أنا...مش قادرة أسامحك!! 

و قالت و هي بتخبط على صدرها بكفها المقبوض...و عينيها تلقائي لمعت بالدموع...

..في ۏجع هنا...بينهَش في روحي!!

و إسترسلت و الحروف بتترعش على لسانها...

..عارف إحساس الخذلان؟ 

..حافظُه!

قال و هو بيمسح على شعرها لـ ورا...فـ قالت و الدموع بتنزل على خدها...

..أهو الإحساس ده...بياكُل فيا!!!

..حقك عليا!

قال برفق و هو بيقسم إن الۏجع اللي جواها حاسس أضعافُه...و الدموع اللي بتنزل من عينيها دي تساوي عندُه كتير...حالتها مخلياه عايز يمحي كل اللي حصل من ذاكرتها! قبّل باطن كفها قبل ما يقوم و رفع دقنها ليه و قال بهدوء...

..هسييك تهدي دلوقتي!!

بصتلُه و هو بيتحرك لكُرسي بعيد عنها...بيفتح أزرار قميصُه و هو حاسس بحجر فوق قلبُه...رجّع راسُه لـ ورا و غمّض عينيه...فـ قالت بضيق...

..مش هتمشي؟

..لاء أنا قاعد!

قال بهدوء...فـ هتفت بقنوط...

..مش إنت قولت هتسيبني أهدى؟

..م أنا سايبك أهو! مش شايفة الأربعة متر اللي بينا دول؟...و متحلميش بأكتر من كدا

قال و هو لسه مغمض عينيه...فـ ضړبت الكنبة بإيديها بغيظ و نامت عليها...بصت لـ وضعيته اللي مش مريحة أبدًا...و قالت بهدوء...

..قوم نام في السرير اللي جوا بدل نومتك دي!

فتحت عينيه و بصلها و راسه لسه مسنودة على ضهر الكُرسي...و قال بخبث...

..معنديش مشكلة لو هتنامي في حُضني!!

قالت بسُخرية...

..لاء يبقى خليك!!!

..خُسارة!

قالها بأسف زائف...فـ بصتلُه بضيق و لفِت مديالُه ضهرها...بَص لـ جسمها و قال و هو قاصد يكسفها...

..زي القمر في الجلابية دي! هتاكُل منك حتة!

قامت مُنتفضة و بصتلُه بحدة فـ مقدرش يمسك ضحكتُه و ضحك...فـ هدرت فيه بقوة...

..غمّض عينك و نام يا زين!!!

..تعالي خُديني في حُضنك و هنام على طول!

قال و هو فاتحلها دراعُه بإبتسامة...فـ بصتلُه بضيق و هتفت...

..زين!!

..عيونُه!

قال بنفس الإبتسامة المُحبة لـ إسمُه اللي بيخرُج من شفايفها...كل كلامه بالنسبالها كان مُستفز فـ قالت بحدة...

..نام!!

..بحاول...بس مش عارف أنام إزاي و إنتِ قُدامي كدا و مش طايلك!!

قال بعد تنهيدة...فـ هتفت ساخرة...

..مساحتي الشخصية يا زين!

..يلعن أبو دي مساحة شخصية أنا عايز أخدك في حُضني!

قال بضيق...فـ حطت وشها على إيدها و هي في مواجهته مغمضة عينيها بنُعاس حقيقي...لحد م نامت بعُمق...إبتسم و قام مشي نِحيتها لحد م وصلّها...ميِّل عليها و بحذر حط إيد تحت ركبتيها و التانية على ضهرها...شالها بحذر شديد عشان متقومش وبالفعل مقامتش...دخل بيها الأوض و طلع برُكبة واحدة على السرير و حطها عليه...قرّب و شُه من وشها وهمس في ودنها...

..إبقي سلميلي على مساحتك الشخصية!

يُتبع

الفصل الثاني عشر

صحيت من نومها لقِت نفسها مُكبَّلة بأيدي حوالينها...إنتفضت و هي بتبُص...وضړبت إيدُه بعُنف بتشيلها من على وسطها...وبتنتفض من على السرير...صحي هو وفرك عينُه وبصلها بضيق...

إيه اللي عملتيه ده!

صرّخت فيه بعُنف...

إيه اللي جابني هنا! و إنت نمت جنبي ليه و إزاي!!

أنا اللي جيبتك لما جيتي قعدتي جنبي و نمتي في حُضني!!

قال ببساطة و هو مُبتسم...جحظت بعينيها و قالت پصدمة...

إيه؟! 

زي ما سمعتي!

قال بهدوء و هو بيقعد على طرف السرير و بيشعل سيجارتُه...فـ قرّبت منُه و قالت بحدة...

كداب!! مُستحيل أعمل كدا! و بعدين أنا مش بمشي و أنا نايمة!

لاء عملتي!! و يمكن ده كان Exception عشان كُنت واحشك مثلًا! 

قالها بهدوء و هو بيبُصلها بيتفرّس ملامحها المصډومة…وقفت قُصاده وقالت بضيق حقيقي...

زين!!! إياك تقرّب مني تاني أو تلمسني!!!

هتعملي إيه يعني! 

قالها و هو بيرفع أحد حاجبيه...و قبل ما تجاوب كان شدّها من إيديها  وقرّب وشه من وشها و هي بتشهق مصډومة...فـ قال و هو بيبُص لـيها...

يلا ...وريني هتعملي إيه! أنا مقرّب منك و بلمسك أهو!!!

حاولت تزُقه من صدرُه و هي بټضرب الهوا برجليها بعُنف و بتهدر بـ ضيق شديد...

زيــن إبـعـد عـنـي!!!

إنسي!

قالها بخُبث وقرب منها...إرتعش جسدها و هي بتقول بحُزن...

يعني هترضى تاخُدني بالعافية؟

بالعافية!

قالها بعد م رفع وشُه بيبُصلها بسُخرية مؤلمة...فـ أومأت بإندفاع هادرة...

آه بالعافية! عشان أنا مش عايزه!!!

حَس بـ مساس لرجولته...فـ قام من جنبها و قال بإبتسامة ساخرة...

و أنا مرضَهاش!

و لبس قميصُه و طلع برا...سمعت بعدها صوت باب الشقة بيترزع بعُنف فـ غرزت أناملها بعُنف في فروة رأسها بترجّع شعرها لـ ورا!!!

• • • • • • •

طرقات عڼيفة على باب أحد الشُقق بواسط  كفُه القوي...فتحلُه حازم...أول ما شافُه حاول يقفل الباب بـ ذُعر حقيقي...إلا إن زين دفع الباب بـ رجلُه بقسۏة و جابُه من ياقة كِنزتُه...و رفعُه بإيد واحدة و نزلُه بعدها على الأرض مُرتطم بـ صلابة الأرضية...سمع يكاد حازم يجزم إنه سمع صوت تكسير عضمُه...صرّخ صړاخ أشبه بعويل النساء من شدة الألم...جه عزيز يجري عليه و والدة حازم بتصوّت بخضة...داس زين على قبتُه بـ جزمتُه الغالية و ميّل شوية ناحيتُه و قال بهدوء تام...

و رحمة أبويا ...لو فكّرت بس تقرّبلها...هخليك ټلعن اليوم اللي شوفتني فيه!!

و رفع عينُه لـ عزيز وقال بقسۏة...

و أبوك شاهد!!

غمّض عزيز عينيه و رجع فتحهم و هو بيقول برجاء...

سيبُه يا بيه ...أنا هعلمُه الأدب!

روح علِّم نفسك الأول!

قال بسُخرية...،و بَص لـ حازم اللي بيتآوه پألم و هو بيقول بإبتسامة خبيثة...

هو كدا إتعلم ...و لا إيه يــلاه؟!

أومأ حازم مرات متتالية...فـ شال زين رجلُه من على رقبتُه و رَفع عينُه لـ والدتُه المخضۏضة بټضرب على صدرها و قال بهدوء...

معلش يا حجّة! بس إبنك ۏسخ!!!

 • • • • •

دخل الشقة معاه أكياس أكل...لاقاها قاعدة قُدام التلفزيون...بصتلُه بجنب عينيها بضيق...فـ دخل المطبخ و فضّى الأكياس في أطباق...و راح قعد جنبها و حط الصينية على الطاولة الصغيرة اللي قدامهم...لما لقتُه قاعد لازق في جسمها بعدت شوية...فـ قال و هو بيرتب الأكل...

يلا عشان تاكلي!!

مش عايزه!

قالت بضيق...فـ خبط على الطرابيزة بكفُه و قال بقسۏة...

يُــســر!!!

إنتفضت بخضة و قالت...

إيه!!

كُــلــي!!!

قال بحدة و هو لافف رقبتُه بيبُصلها...فـ إزدردت ريقها و قالت برجفة...

مـ ...ماشي!

و قرّبت فعلًا عشان تاكل...فـ قرّب منها الأطباق و سند ضهرُه على الكنبة فارد دراعُه اللي نِحيتها على ضهر الكنبة...بصلها بإبتسامة و هو بيتأمل شعرها الملموم فـ شال التوكة منُه...إنسدل على ضهرها فـ مسك خُصلة و لفَها على صُباعُه...متكلمتش لإنها كانت مشغولة في الأكل بتاكُل بنهم...لاحظ جوعها فـ ربّت على ضهرها صعودًا و هبوطًا و قال بحنان...

كُلي و لو عوزتي تاني قوليلي!

أومأت و لفت وشها و قالت بهدوء...

مش هتاكُل؟

مش جعان!

قال بهدوء و هو بيمسح بإبهامُه الصوص اللي وقع على دقنها...إتوترت وتنحنحت بحرجٍ و بعدت عنُه شوية وقالت...

أنا كلت الحمدُلله!

شبعتي؟

قال و هو بيبُصلها و بيبُص للأكل...فـ ربتت على معدتها بتتنهد بـ شبع حقيقي...

أوي أوي!!

بالهنا!

قال بهدوء...و من ثُم إسترسل و هو بيمسح على راسها...

لسه زعلانة مني؟

بصتلُه للحظات...و بهدوء شالت إيدُه من على شعرها و قالت بجمود...

زين!!

بص لإيديها اللي بتشيل إيدُه و رجع بصلها بجمود مُماثل...

فهمت!

و قام من جمبها إدالها ضهرُه و قال بصوت عالي نسبيًا...

بس أنا مبحبش الدلع يا يُسر!!

دلع!!

قامت من على الكنبة و هي واقف وراه بتقول پصدمة...و كمِلت بعد مـ لقت منُه عدم رد...

أنا مبتدّلعش! أنا موجوعة يا زين بيه!!

لفِلها و قال بحدة...

و إعتذرت! و بحاول أنسيكِ اللي قولتُه و إنتِ مبتدنيش فُرصة!

قرّبت منُه و قالت بضيق عارم...

عايز تنسيني إزاي! بإننا نكون مع بعض اوضة النوم. 

صرّخ في وشها پغضب ڼاري لدرجة إنها رجعت لـ ورا...

دة إنــتِ إتــهــبــلــتــي بــقــى!!!

بصتلُه پخوف للحظات و قالت بصوت مهزوز...

مش ده ...اللي إنت عايزُه!!!

قرّب منها خطوتان رجعت هي أربعة...و قال بعيون مُظلمة و صوت غاضب...

م أنا لو ده بس اللي عايزُه كنت هاخدك عادي و لا يفرق معايا!!

و إسترسل بحدة...

تبقي هبلة أوي لو فاكرة إني من الرجالة اللي بيتمحّكوا في مراتتهم عشان يبقوا معاهم بالعافية ! فــوقــي كــدا و متقوليش كلام ترجعي ټندمي عليه!!

ڠضبت و قربت منُه و قالت بحدة...

أومال إيه الحنية اللي نازلة عليك فجأة دي!!!

قال بسُخرية...

تصدقي أنا غلطان! 

و هدر بعُنف...

هديكي بالجزمة بعد كدا عشان تمشي عِدل!!

بصتلُه بضيق و راحت قعدت على الكنبة مكتِفة إيديها بتبُص على التلفزيون...غمّض عينيه...و وقف قُدامها و قال بسُخرية لاذعة...

على فكرة يا يُسر ...أنا كُل اللي كُنت عايزُه حُضن!!

رفعت عينيها المصډومة بتبُص لعينيه اللي لمحت الحُزن فيها...مستناش ردّها...خرج من الشقة و قفل الباب وراه...إنسابت الدموع من عينيها و حسِت بـ قلبها بيتعصر كإن حد وجهلُه لكمة...طلعت تجري وراه و فتحت الباب بس للأسف كان مشي بالعربية...قفلت الباب تاني بعُنف حزين...و قعدت على أقرب كُرسي و عيّطت...للحظة حسِت إنها لأول مرة تفشل في إنها تحتويه...ندمت ...ياريتها كانت حضنتُه و رجعت زعلت منُه تاني!!!!

ساعات مرت و معرفتش تنام...مقدرتش تنام لحد م ييجي...لدرطة إن الشمس طلعت فـ فقدت الأمل إنه يرجع! إلا إنه فتح الباب...فـ رفعت راسها من على رُكبتها و كانت معيّطة و حالتها مُزرية...شافتُه و هو داخل على الأوضة من غير حتى ما يبُصلها...قامت فورًا دخلت وراه...لقتُه بيحرر أزرار القميص فـ وققت قُدامُه و خدت هي المُهمة دب...و إبتدت بهدوء تحرر زُرار ورا التاني...فـ بصلها و مافيش تعبير على وشُه...فتحت القميص و رفعت عينيها لـ عينيه الباردة...وقفت على أطراف أصابعها وهمست برفق...

زين ...أحضُني!

إكتفى بوضع كفُه على ضهرها...فـ تنهدت بحُزن...و كادت أن تبتعد لولا ذراعيه اللي حاوطوا ضهرها فبتسمت له و همست جوار أذنُه...

زعلي منك ...مش معناه إني مش هاخدَك في حُضني!

سكت للحظات و رجع قال بضيق...

حسستيني إني حيوان!!

أسفة!

قالت بـ حنان...فـ شدد أكتر عليها وماسكها لدرجة إنه بقى شِبه شايلها ورجليها مش لامسة الأرض...و سمعتُه بيقول...

سامحتيني؟

سامحتك يا زين!

قالت بهدوء رافعة الراية البيضا...فـ إبتسم و رغم السعادة اللي في قلبُه إلا إنه مبينش...إكتفى بـ إنُه نزِلها على الأرض و بص لـ ملامحها بيتأمل كل تفصيلة فيهم...و بعد لحظات إتنهد و مسح على مِحياها المُبتسمة بأناملُه...و مسك كفها رفعُه لـ شفتيه و قبّلها...و من ثم أنزلُه و سابها و راح على السرير عشان ينام بعد مـ قلع قميصُه...إستغربت هدوءُه و إنه حتى مقرّبش منها...راحت نِحيتُه ...و غلغلت أناملها في شعرُه و قالت بلُطف...

لسه زعلان من اللي حصل؟!

فتح عينيه و إبتسم و مسح على وجنتها و قال بهدوء...

شوية!

شهقت بتفاجؤ زائف...و قالت بصوت أضحكُه...

يا نهار أبيض! زيني حبيبي زعلان مني!! لاء لاء الكلام ده مينفعش!!!

و نهضت و جلست على معدتُه فإزدادت ضحكتُه و وضع يدُه على قدمها و هو يتمتم بخُبث...

إنتِ أد اللي بتعمليه ده؟!

إقتربت منهُ بوجهها و حاوطت وجنتيه و قالت بشقاوة...

إستنى بس لازم أصالحك!

واقتربت منه بشكلِ مُضحك فـ ضحك لدرجة إنها ضحكت معاه ساندة مُقدمة راسها عليه...وحط إيدُه عليها و قال بمكر...

كملي ...وقفتي ليه؟ أنا لسه متصالحتش!

قرصت طرف أنفُه و هي بتقول بإبتسامة...

آه منك ...بتعشق إستغلال الفُرص!!!

إبتسم و غمزلها...

مش أي فُرص!

إبتسمت و كادت أن تنهض إلا إنه ثبتها و هو بيقول بمكر...

على فين العَزم؟

هنام بقى!

قالت بطفولية...فـ قال بإبتتسامة شديدة الخُبث...

تنامي كدا قبل م أصالحك!

أنا إتصالحت!

هتفت بتوجس...إلا إنه جذبها اليه...فـ شهقت بتفاجؤ...و قال هو مبتسمًا بـ شړ...

لاء ...مش حاسس! لازم أتأكد بنفسي!!!

همست بإسمُه بـ صوتها الأنثوي المُهلك...

زين!!

هز رأسه بـ قلة حيلة و همس بصوته الرجولي المشحون بالمشاعر...

عايزة تجننيني صح؟

نفت برأسها بخفة مغمضة عينيها...إبتسم لما نزل بودنُه ناحية قلبها وسمع دقاته...و رفع وشُه و هو بيسألها بخُبث...

قلبك بيدُق بسرعة كدا ليه؟

فتحت عينيها و بصتلُه بـ خجل و معرفتش ترُد...فـ إبتسم و هو بيهمس...

جاوبيني ليه؟ 

دابت من كُتر الخجل لدرجة إن وشها بقى كُتلة حمار فـ إتسعت إبتسامتُه...فـ قالت بيأس من تحديقُه بها...

زين!!!

إيه يا عيون زين!

قال بـ لُطف...فـ غمغمت بخجل...

متبُصليش كدا!

أبُصلك إزاي؟

همست بخجل أكبر...

متبُصليش خالص يا زين!!

إبتسم و قال بـ صوتُه الرجولي اللي بتعشقه...

لسه بتتكسفي مني؟

زين تيجي ننام؟

قالت بتحاول تغيّر مجرى الحديث...فـ قال بهدوء...

نعسانة؟

شوية!

قالت بـ صوت مهزوز...فـ قال برفق...

طيب يلا!

و بعد عنها و قام طفى النور...فـ أخدت نفسها و هي بتحاول تهدي نوبة الكسوف اللي أصابتها فجأة...نام جنبها و فتحلها دراعُه...عشان تنام ولما نامت قام بحذر و بِعد عنها و دخل البلكونة بيخرّج طاقتُه في سېجارة ورا التانية...تأمل عشوائية الشارع من مباني قديمة إلا إنه كان هادي على غير عادتُه...نظرًا لإن الساعة سبعة الصُبح...رمى السېجارة من إيدُه و دخل الأوضة لبس هدومُه...و قبل ما يمشي قرّب منها و فرد الغطا عليها و قفل البلكونة كويس...خرج من الشقة كلها و ساق عربيته و هو عازم نيتُه على أمرٍ ما!

يُتبع

الفصل الثالث عشر 

رجع بعد مرور حوالي خمس ساعات...لاقاها لسه نايمة فـ دخل أخد شاور و غيّر هدومه و نام جنبها بنعاس حقيقي...و بعد مرور ساعتين قام لاقاها لسة نايمة بعُمق...بَص للساعة و لما حَس إن الوقت مُناسب قرر يصحيها...و برفق طبطب على دراعها و قال بصوتُه النايم...

يُسر!!

ولإن نومها تقيل...مكنش عندُه حل غير إنه يقوم و يشيلها بين إيديه و يفتح باب الحمام برجلُه و يوقفها قُدامه في مواجهة الحوض ساندها بإيده اللي لافة حوالين خصرها...و بإيده التانية فتح الحنفية و مسح على وشها بالماية عدة مرات لحد م صحيت مصډومة و بصتلُه في المراية بنُص عين و هي بتقول بعدم إستيعاب...

بتعمل إيه؟!

بصحيكِ!

قال بإبتسامة صفرا ليها في المراية...فـ غمّضت عينيها و لفتلُه محاوطة خصرها و رامية راسها على حُضنه...

بس أنا ھموت من النعس!

لاء فوّقي عشان ننزل!

قال بهدوء...فـ رجعت راسها لـ ورا بعيد عن حضنه و قالت بدهشة...

ننزل؟ هنروح فين؟

يخت!

قال بعد ما شالها بين إيديه تاني...فـ فركت عينيها عشان تفوّق نفسها و قالت بړعب...

يخت!!

و إسترسلت پخوف متعلقة في حُضنه...

أنا بخاف من البحر...أنا حتى المركب بخاف أركبها و أبقى في نص البحر كدا!!

قعد على السرير...و قال بهدوء...

هتخافي في الأول و بعدين هتتعودي!

 وقال وهو بيطمنها...

أنا هبقى معاكِ يا يُسر...مش هيحصلك حاجه مټخافيش!

بصتلُه بتردد و غمغمت...

بس أنا بخاف من شكل البحر!! 

و قالت بـ رعشة...

أصلي آخر مرة كُنت فيه مع بابا و ماما شوفت بعيني حد بيغرق و بيصارع المۏت جواه...و مقدرتش بعدها أروح تاني!!

أنا  هبقى معاكي!...قال بحنان و إبتسامة على برائتها...بيرجع خصلة من شعرها لـ ورا ودنها...فـ أومأت و هي بتبصلُه بتوجس...فـ قال...يلا قومي إلبسي أي دريس عندك!!

أومأت بهدوء و نهضت من على قدمُه...أخدت لبسها الحمام و لبست الدريس اللي جات بيه لإن مكانش فيه غيرُه...لفِت الطرحة كويس و طلعت لقتُه لابس شورت جينز واصل لرُكبتُه و قميص مفتوح باللون الأبيض تحتُه تيشرت من نفس اللون...جابهم لما مشي الصبح...فـ إبتسمت و قالت بحُب...

شكلك سُكر!!

مش أكتر منك!

قال بإبتسامة رزينة...و مسك إيدها و مفاتيحُه و تليفونه...و خرجوا من الشقة...الأنظار إلتفتت عليهم و على زين بالأخص...ركبوا العربية و إنطلق بيها زين...سندت يُسر راسها على الكرسي و قالت بحماس...

إقفل التكييف ده و إفتحلي الشباك يا زين!!

عمل كدا و فتح شباكُه و شباكها...فـ خرّجت إيديها برا مغمضة عينيها سايبة الهوا يضرب بشرتها الرقيقة...بصلها و إبتسم و رجع بص للطريق...وصلوا بعد ساعتين بالظبط...و أول ما يُسر شافت البحر على يمينها قلبها إتقبض...ركن زين عربيتُه قُدام المينا...و نزل من العربية و هي مُندفسة في الكُرسي پخوف...مقدرش يسيطر على ضحكته على شكلها الطفولي و فتحلها باب العربية و قال بإبتسامة و هو بيمدلها إيدُه...يلا؟

بصتلُه و بصت لإيدُه بتوتر شديد...إلا إنها حطت إيدها في حُضن إيدُه و نزلت معاه و الړعب مالي قلبها...أول ما شافت البحر و أمواجه العالية مسكت في دراع زين القوي و قالت برجاء...زين بلاش!!

حاوط كتفها و قال بهدوء...إهدي خالص و إفتكري إني معاكِ! 

لما لقى لسه الرُعب مالي عينيها حاوط كتفيها و وقفها قُصاده و ضهرها للبحر و قال بحنان...بُصيلي أنا يا يُسر!!

بصتلُه و أنفاسها مُبعثرة...فـ قال بنفس النبرة الحنونة...

أنا جنبك ...مافيش حاجه هتحصل إن شاء الله! و بعدين اليخت ده من زمان معايا و بعرف أسوقُه كويس!!

قالت پصدمة...

ده اليخت بتاعك!!

لفّها و ضهرها مُلاصق لصدرُه و قال بإبتسامة...كُل اليخوت دي بتاعتي!!

لفتلُه و بصت پصدمة حقيقية...إلا إنها مرّدتش...فـ أخد إيديها و قرّبوا من البحر عشان يمروا على الخشبة اللي هتوصَّلهم لليخت...مشي على أسطوانة خشبية متينة و هي وراه بتشد إيدُه و بتقول پخوف...

زين هنُقع!!

تنهد بنفاذ صبر و رجعلها...وشالها دخل بيها اليخت و نزِّلها...فـ قعدت بسُرعة بـ تبُص حواليها بـ ضيق نفس...و هو راح يحرر الحبل القوي عشان اليخت يمشي...و راح ناحيتها و ضحك لما لاقاها بتبُص حواليها پخوف فـ قال...

دي فوبيا بقى!!

أومأت دون أن تنظر له و ردت...شكلها كدا!

مسك إيديها و قال بهدوء...طب تعالي هوريكِ حاجه!

نزلت معاه أوضة في اليخت...سابها وراح فتح دولاب صغير و طلّع منُه فُستان أحمر ضهرُه عريان و من غير أكمام...رفعت حاجبيها پصدمة إختلطت بإعجاب...جِبتُه إمتى ده؟

حط الفُستان على السرير و قرّب منها و بدأ يفُك حجابها بهدوء...فقالت بحرج...

زين!! ممكن تطلع إنت؟

شال إيدُه و هتف بهدوء...طيب ...متتأخريش!

أومأت و عيناها تهتز على عيناه...خرج بالفعل و قفل الباب وراه...فـ حاولت تجمع شتاتها تاني و إبتدت تلبس الفستان اللي كان على مقاسها بالظبط...إبتسمت و هي بتبُص في المرايا...فردت شعرها و طلعتلُه...إتصدمت لما لقتُه مديها ضهرها و لابس بدلة...لفِلها فـ إتسعت إبتسامتها من كُتلة الوسامة اللي واقفة قُصادها...إبتسم أول ما شافها و عينيه بتمشي على راسها لحد صُباع رجلها! فتح دراعُه ليها و قال بصوتُه الرجولي...تعالي!

إنفرجت أساريرها و مش بس مشيت لاء ...دي جريت عليه!! ركضت نحوه...غمّض عينيه و شالها من على الأرض....بصِت يُسر حواليها ملقتش مخلوق...إطمنت إن محدش شايفهُم....فضلوا على الوضع ده حوالي رُبع ساعة...لحد م نزلها على الأرض و بعّد شعرها اللي بيطاير حواليها و على وشها...و خدها و طلعوا على سلم اليخت...وقفت يُسر مصډومة لما شافت طاولة متغطية بـ مفرش أحمر مخملي...فوقها صينية باللون الدهبي تحتوي على أشهى أنواع المأكولات البحرية...و بعض الورود الحمراء منثورة على الطاولة و على الأرضية...عينيها لمعت بـ حُب حقيقي و لفتلُه...إبتسم لإنه كان مستني يشوف ردة الفعل دي...معرفتش تتكلم تقولُه إيه...فـ أخد إيديها و شغّل موسيقى هادية...رقصوا رقصة هادية..و الإبتسامة شاقّة ثغرها...لحد ما مسك كفها و دوّرها كالأميرات...ضحكت من قلبها فـ ضحك معاها...لحد ما داخت و رمت نفسها في حُضنه و هي بتقول برقة...

كفاية ...دوخت!!

إبتسم و مسّد على خُصلاتها...و مسكها من إيديها و وقعدت على الكُرسي قدام طاولة الطعام...و شدها عليها فـ قعدت ملاصقة ليه ف شهقت بحرج و قالت...

زين خليني أقعد على الكُرسي ...مش هتعرف تاكل مني. 

بس يا هبلة إنتِ!...قال ساخرًا من جملتها. 

و إبتدى يأكلها...فـ أكلت و بدأت هي الأخرى تأكلُه...لحد ما سندت راسها على صدره و قالت بـ شبع حقيقي...

مش قادرة...أتنفخت!!

ضحك خصوصًا لما تحسست معدتها المُسطحة و قالت ببراءة...

هيطلعلي كرش صغنون بسببك والله!

قال بإبتسامة و هو لسه بياكل...

يطلعلك إيه المُشكلة!

عيب في حقي أبقى بكرش و جوزي عندُه six packs!

 قالت بـ سُخرية...فـ إبتسم و قال...ملكيش دعوة...أنا عاوزك بكرش!!

تنهدت وسكتت..خلّص أكل و قاموا يغسلوا إيديهم...و رجعوا قعدوا على الكنبة جنب البحر...و لما يُسر بصت لتحت رجعت بسُرعة تبُص لـ زين پخوف إبتسم زين  فـ شالت شعرها من على وشها بضيق...لحد م هدرت بڠصب طفولي...

يووه!!!

...إبتسمت يُسر و بصتلُه بحُب فاق و تخطى كُل شيء...غمّضت عينيها لما حاوط وشها بإيد...بيتأمل تفاصيل ملامحها...عن كثب...لاحظ شامة صُغيرة أسفل شفتيها..

ثم حملها بين إيديه...دخل بيها الأوضة و همس...

لسه شايفة إني هاخدك بالعافية؟

نفت بسُرعة و فـ غمغمت يُسر پخوف...

زين ...ممكن الخيت يخبط في حاجه!

مرّدش عليها سوى بعد لحظات...إنسي كل ده دلوقتي!!

من غير ما يقول...ولمساتُه كانت كفيلة تنسيها أصلًا هي فين!!

 • • • • 

موجة أنفاسها العالية مش بتخمد...ف دثّرها كويس بالغطا و كان هيقوم فـ مسكت دراعُه و همست بقلق...

رايح فين!

مسح على غرتها المُلصقة بـ مُقدمة راسها و رجّعها لـ ورا...و قال بحنان...هروح أشوف بقينا فين ..

أومأت و سابت دراعُه...سابها و قام و طلع برّا الأوضة...نزل تحت و ساق اليخت شوية...و راحلها...كانت لسه زي ما هي نايمة متغطية كويس مغمضة عينيها بنعاس...دخل حمام الأوضة أخد شاور و خرج لابس الشورت بتاعُه فقط...قعد جنبها لما لاقاها لسه نايمة...مسح على شعرها و قال برفق...

يُسر!

غمغمت بنعاس...فـ  قال...قومي ...خُدي شاور و إلبسي عشان نطلع نقعد برّا!

فتحت عينيها الناعسة و قالت بصوتها النايم...حاضر!

و قالت بعدها بخجل...ينفع ألبس قميصك؟

ينفع و نُص!...قال بإبتسامة ...فـ خبِت نُص وشها تحت الغطا و همست بخجل...طب يلا إطلع برا!!

ألبسهولك أنا؟

قالها بخُبث يُزيع الغطا عن وجهها...فـ هدرت بتوتر...

لاء طبعًا!!

ليه بس؟!...قال بأسف زائف...فـ قالت پغضب...

يلا يا زين إطلع!!!

طالع! الصبر من عندك يارب!!!

قالها بطريقة مُضحكة فـ ضحكت...و خرج و قفل الباب وراه...لفت نفسها بالغطا و قامت دخلت الحمام...خدت شاور و لبست لبسها الداخلي و قميصُه الأبيض اللي كان لابسُه تحت چاكت البدلة...أخدت نفس عميق منُه و ريحتُه كلها بقت فيها! طلعت بـ شعرها المبلول ليه و كان خلاص الليل ليِّل...و أنوار دهبية نوّرت اليخت...لقتُه قاعد على الكنبة ماسك تليفونُه و بېدخن سېجارة...رفع راسُه ليها و إبتسم إلا إن سُرعان ما إختفت إبتسامتُه لما شاف شعرها مبلول لدرجة إنُه بينقّط! فـ رمى السېجارة في البحر و قام قرّب منها و قال بحدة...

كُنتِ واعية وإنتِ طالعة بـ شعرك اللي كلُه ماية ده؟!

مسك إيديها و دخّلها الأوضة...أخد منشفة و بدأ يجففلها شعرها و على مِحياه بعض الڠضب...فـ قالت بدلع...

مش هيحصل حاجه يعني يا زين!!

بصلها و قال بسُخرية و هو لسه بينشف شعره...

على رأيك هيحصل إيه يعني ...إلتهاب رئوي حاجه بسيطة مش محتاجة!

إبتسمت...لف الفوطة على شعرها و ثبتها كويس...و أخد چاكت البدلة معاه و طلعوا برا...قعدت هي على الكنبة رافعة قدميها من على الأرض...و هو قبل ما يُقعد حط الچاكت على كتفها...تنهدت و سندت راسها على صدرُه شِبه نايمة في حُضنه....للحظة حسِت إنها بنتُه...فـ تنهدت و هي بقت مُتيقنة إنها لو بعدت عنُه ...ټموت! 

سمعتُه بيقول بهدوء...

هنرجع الڤيلا!

مُتأكد؟ 

قالت و هي لسه على وضعها بس ربتت على صهره برفق...فـ أكد...

أيوا!

أومأت بهدوء...و همست...

اللي يريحك!

واللي يريحك إنتِ؟

قال و هو بيضمها لصدرُه أكتر...فـ قالت بلُطف ترسم دوائر وهمية على معدتُه المُقسمة لطبقات...

اللي يريحني إني أبقى معاك ...مش هيفرق المكان...مدام معاك فيه خلاص! 

بتحبيني؟

سألها و هو لأول مرة يبقى محتاج يسمعها منها...رفعت وشها ليه و لمعت عينيها بمكر...

ممم يعني!!!

رفع حاجببه و قال بضيق...

يعني ؟!ده إيه السُكر ده؟!!!

يُسر متستعبطيش!

قال و هو بيرفع دقنها لمواجهته...فـ تأمل عينيها اللي بيعشقها،

قربت منه..و لما بعدت و رغم تأثيرها عليه من أقل حاجه بتعملها...إلا إنه همس بخُبث...أعتبر ده تثبيت يعني؟

ضحكت و همست بلُطف...زين ..

نعم!

قال و هو بيسند راسُه عليها...فـ همست بـ رقة...

إنت أحلى حاجه حصلتلي في حياتي!

و إنتِ أنضف حاجه حصلتلي في حياتي!

قال وهو بيقرب منها...فـ غمغمت بتذكُر...

صحيح ...هو الراجل اللي كان ماشي معاك على طول ده ...كان إسمه يمكن ماجد...راح فين؟

طردتُه!

قالها ببساطة...فـ هتفت بدهشة...

ليه؟!

بصلك بطريقة معجبتنيش قبل كدا! كإن بينُه و بينك تار!

قال بضيق...فـ غمغمت بحُزن...

هو فعلًا كان بيكرهني مش عارفة ليه!

و إسترسلت بحُب...بس ده كان أقرب حد ليك من الـ guards يا زين!

هتف بحدة...

في ستين داهية! 

ضحكت من عصبيتُه...و سندت راسها على صدرُه بعد ما باست كف ايده..فـ إبتسم لإنها لأول مرة تعمل كدا...و قال بـ لهفة...إعمليها تاني كدا؟

إبتسمت و عملت اللي طلبه منها ف قال پغضب زائف و صوت مبعثر...أنا مش عارف أعمل فيكي إيه!!! أعمل إيــه!!!

زغزغها ف ضحكت من قلبها وضحك معاها و هو لسه مكمل لحد م بقت تترجاه يوقَّف...زين ...زيــن ...خلاص ...و حياتي ...ھموت!!!

قالت وسط ضحكاتها فـ وقّف و قال بإبتسامة على ضحكها...

بعد الشړ عليكِ!!

غمغمت پغضب زائف...

مش هعمل كدا تاني أصلًا!!



 

قال بحدة مُصتنعة...

مافيش الكلام ده يا عسل!!! 

إبتسمت ...فـ نزل بـ وشه في مواجهة وشها و قال بـ مكر...

ساعات بحِس ...إني عايز أكلك!

إبتسمت بخجل...فـ إبتسم ورفعلها وشُه و هو بيتأمل ضحكتها...فـ توقفت عن الضحك و بصتلُه بإبتسامة و عيونها بتلمع بـ حُب...و غمغمت بعشق...عايزة أجيب طفل منك!

و كملت بسعادة...يكون ولد و أسمه زين!!

إبتسم و قال بهدوء...مش هنجيب ولد بس...هنجيب دستة!!

غمغمت بحُزن...طب أنا ليه محملتش؟

قال بهدوء...لما ربنا يإذن يا يُسر!!

يارب!..قالت بهدوء...و بصِت حواليها و قالت پخوف...

الدنيا بقت كُحل...هتعرف ترجع؟

أكيد طبعًا!....قالها بثقة! 

قالت له بغنج...طب شيلني و إنت بتسوق اليخت...عايزه أشوفك و إنت بتسوق!!

و بالفعل حملها و كأنه حامل صغيرتُه...نزل بيها لمكان سواقة اليخت و قعدها جنبه و إبتدى يسوق عشان يرجع!!

• • • • •

دخلوا الڤيلا الفجر...الدُنيا ضلمة فـ فتح الأنوار عشان يعرفوا يطلعوا السلم...فـ سألها و هو مُبتسم...

إتبسطتي!

أوي!

قالت بـ بسمة مُشرقة….وطلعوا و همُّوا بدخول الممر اللي يودي لجناحُه...إلا إن صوت ضحكات ريَّا الخارج من أوضتها و هي بتصرَّخ ب سعادة!!...

عــمَّــار! مــش كــدا يا عــمَّــار!!!

 يُتبع

الفصل الرابع عشر

عــمَّــار! مــش كــدا يا عــمَّــار!!!

يُسر جحظت بعينيها و لفتلُه لقتُه متسمّر مكانُه...حاوطت كفه بإيديها الإتنين و قالت و جسمها كلُه بيترعش...

ز .. زين!!

نفض إيديها بعيد عنُه و مشي خطوات حفرت الأرض مكانه من شدة غضبُه نِحية جناحها...يُسر وقفت مكانها و دموعها نزلت و هي حاسة بـ قلبها هيُقف هامسة...

يا نهار إسود!! يا نهار إسود!!!!

شهقت لما لقتُه كسّر الباب حرفيًا لدرجة إن الباب إرتطم بالأرض!! دخل زين الأوضة و شاف ريّا في وضع خلّى ڼار قلبُه اللي كان بيحاول يطفيها تشتعل أكتر...ريّا صرّخت و اللي معاها إتصنَّم پصدمة...زين راح ناحيتهُم و مسك المدعو عمَّار من شعرُه و شدُه من على السرير فـ شد عمّار لبسُه و بيحاول يلبسُه وسط ضَرب زين وشُه بـ لكمات عڼيفة صاحت على أثرها ريَّا من الوضع برمتُه...مسك زين راس عمَّار و و وّجهها لـلحيطة وضړب راسه عدة مرات فيها و هو بيصرّخ فيه پجنون حقيقي...

يا ولـــاد الوســخــة!!!! يا ولــاد الكــلــب!!!!

وقع عمَّار على الأرض شِبه مېت بعد م أغمى عليه وراسه ڼزفت...بكت ريَّا و هي شايفة إبنها دخل في حالة هيستيرية...لدرجة إنه زاح كل اللي كان على تسريحتها على الأرض و هو بيصرّخ فـ وقعت حاجاتها متهشمة...بكت أكتر برُعب لما قرّب منها وصرّخ في وشها و عروقُه كلها بتشتد نافرة...

أعــــمـــل فــيـــكي إيــــه!!!! أخــلَّص عــلــيــكِ و لا أعــمــل فــي نـــجاســتــك إيـــه!!!

يُسر كانت قاعدة على السلم برا بترتجف پخوف من الأصوات اللي سامعاها و متجرأتش تدخُل الأوضة و لا تشوفهم و تحطُه في موقف أسوأ…حطت إيديها على ودنها من صراخُه العڼيف رافضة حتى تسمع إنهيارُه اللي مخلي قلبها يـنـز.ف!! إتقهرت عليه .. كسروا فيه كُل حاجه حلوة! نفسها تدخُل تجيبها من شعرها و تخلّص عليها بإيديها!!

 

ضړب ضهر السرير وراها بعُنف و هو بيهدر بقسۏة...

مِــن بُــكــرة مــشــوفــش وشــك هــنـا!! تلمي هدومك و في أي داهية ميهمنيش!! مـش عـايـز أشــوف وشــك تــانــي!!!

قال كلامُه و بصلها يعينيه اللي كانت زي الـد.م...نظرات إحتقار من راسها لرجليها...و مشي من قُدام سحب عمَّار من شعرُه فـ تلطخت إيدُه پالدم...و سحلُه على الأرض و طلع بيه من الجناح...يُسر لما شافتُه إتصدمت و رجت خطوات لـ ورا بتكتم شهقاتها بكفها...نزل بيه على السلم بـ وش مش عليه أي تعبير...خرج بيه من الڤيلا و رماه لـ حارس من حُراسه يرميه في أي حتة بعد م يتأكد إنه ماټ...رجع بإيد بتنقط دمُه...يُسر فضلت واقفة بتترعش...مبصلهاش حتى...و راح على جناحُه بخطوات قاسېة...بكت يُسر و دخلت لـ ريّا أوضتها بعد ما مسحت دموعها بعُنف...لقتها بټعيط و الغطا لحد صدرها...وقفت قُدامه و همست بـ غِل...غِل وكإنها أُم و اللي قُدامها ست أذِت إبنها الوحيد...

ربنا ينتقم منك!! دمَّرتيه و قهرتيه! مبسوطة دلوقتي؟ إنتِ.. إنتِ اللي عملك أم .. ظلمك!!!

و خرجت من الأوضة و هي شِبه بتجري على جناحهُم...دخلت الجناح و منُه وقفت قُدام باب الأوضة المقفول...مسكت مقبض الباب و لوِتُه...مفتحش...فـ إتصدمت و من صډمتها دموعها نزلت...خبطت على الباب بإيد بتترعش و قالت وصوتها مهزوز...

زين! مُمكن تفتحلي؟

شهقت پبكاء زي الأطفال لما مردش عليها رغم إنها سامعة صوت نفسه العالي جدًا...و قالت برجاء باكي...

حبيبي .. مُمكن عشان خاطري تفتحلي!!

بكت أكتر لما ملقتش منُه أي إستجابة...فـ قالت وسط شهقاتها...زين .. زين إفتحلي عشان خاطري يا زين...إفتحلي عايزة أخدك في حُضني!

سندت راسها على الباب و غمغمت بعياطها اللي يقطَّع القلب...أنا عارفة إنك عايز تبقى لوحدك...بس أنا .. أنا مش عابزة أسيبك لوحدك! مش هدايقك والله .. والله هاخدك في حُضني بس و مش هدايقك!!

فقدت الأمل فـ إترمت على الأرض قُصاد الباب ساندة جنب راسها عليه...بټعيط بحُرقة ضامة قدميها لصدرها...لحد مـ غفت من شدة التعب و الإرهاق اللي غمروا جسمها المُنهك!

و زين .. زين كان قاعد حاطت راسه بين إيديه بعد ما غسلها و في ۏجع في راسه هيفرتك دماغه...ولأول مرة يحني ضهرُه...لأول مرة يحس إنه إتكسر بالشكل ده...المشهد صحّى جواه حاجات مـاصدَّق أنها كانت إبتدت تغفى! دمعة خاېنة نزلت من عينيه فـ مسحها بعُنف شديد...صوتها من ورا الباب و عياطها ۏجعوه فوق وجعُه...الطفل اللي جواه نفسُه يفتحلها و يترمي في حُضنها...و الراجل ذو الهيبة و المكانة و المنصب رافض رفض قاطع...رافض بعد م حس إنه إتكسر قدام نفسه و قدامها! و للأسف زين الكبير ضړب زين الصُغير قلَم على وشُه عشان يسكُت .. فـ خبّى زين الصغير راسه بين رجليه و وجعُه بيزيد أضعاف...و كإن المشهظ يتاعد تاني قُصاد عينيه...حاسس بـ نغزة في قلبُه...كإنه خلاص هيُقف...غمّض عينيه و حط إيدُه على قلبُه و هو حاسس إنه مش قادر يتحمل الۏجع اللي جواه...لا عارف ينام .. ولا قادر يصحى و يفضل بـ نفس الشعور اللي بينهش في روحُه ده...ليلة مرِت عليه و كإن عربية نقل ضخمة مرت على روحُه...هو نفسُه ميعرفش مرت إزاي! إلا إنه فجأة لقى النهار طلع...و الشمس طلعت تاني...قام من على السرير و قلع يمكن الخنقة اللي جواه تروح...و أخيرًا قرر يطمن عليها...فتح الباب و إتفاجيء بجسمها اللي كان مُتكيء على الباب وقع جنب رجلُه!!

ميّل عليها و شالها من على الأرض الباردة بيردد بضيق...

إيه منيِّمك هنا!

كان بيكلم نفسُه لإنها كانت نايمة...حطها على السرير و أول ما حطها قامت مڤزوعة و لما لقتُه قدامها إتعدلت و قعدت قُصادُه...و قبل ما تتكلم ..بص لعيونها اللي كلها ألم عليه وقال بجمود...

يُسر..مش عايز أتكلم في حاجه!!

أومأت و رددت بحنان و هي بتمسح على شعرُه...

و مين قالك إننا هنتكلم في حاجة يا قلب يُسر؟

بصلها للحظات و ظهر شِبه ألم في عينيه أخفاه بسُرعة...فـ مسكت كفُه و قبلته و هي بتربت عليه بحنان...بَص لـ كفها اللي حاضن كفُه و حركتها دي صَحِت زين الصغير جواه...زين الصغير اللي بقى يترجاها لـ حُضن! حُضن يعوضُه عن حضنها...حاول يقوم و هو بيكبت صغير الزين جواه...إلا إنها شددت على كفُه...و همست برفق...متسيبنيش و تمشي..

عايز أبقى لوحدي…قالها بعيون كلها جمود...و رغم ده إلا إنها مبعدتش .. بل همست پألم...

سيبتك لوحدك أكتر من ساعتين .. و نمت جنب الباب على أمل إنك تفتحلي!!

مقدرش يرُد...فـ بصت لصدرُه اورفعت إيديها لموضع قلبُه و عينبها لمعن بالدموع و هي بتبصلُه و بتهمس بحُزن و كإن الۏجع اللي جواه جواها...قلبك واجعك يا حبيبي؟

إرتخت ملامحُه...و ظهر الألم على وشُه...غمض عينيه و ميّل راسُه محاوط جبينُه بإيدُه...ضمت راسُه لصدرها بتمسح على شعرُه بحنان و عينيها دمّعت...سند جبينه عليها و حاوط خصرها و صدرُه بيعلى و يهبط بأنفاس عالية هائجة...خاڤت عليه بس متكلمتش و حطت إيديها على ضهرُه العريض...حسِت بـ قطرات حارة عليها...إتصدمت لما لقتُه .. بيعيط!! بيعيط و هو بيصرّخ پألم رهيب...أنــا تَــعبــان يا يُــســر!!! تَـــعــبـــان!!! 

غمّضت عينبها بتحاول متعيطش على عياطه...بتضُم راسه لصدرها أكتر فـ مسك في لبسها من الجنب و هو بيهدر بـ ۏجع هز قلبها...

قلبي مش واجعني .. أنا .. أنا مش حاسس أصلًا بيه!! حاسس إنه ماټ!! ماټ من اللي شافُه!! آآآه!!!

هنا عيطت...حضنتُه أكتر و رددت على مسامعُه آيات من الذِكر الحكيم وسط صوتها الباكي...سكتت لما حسِت إنه هدي...فضل حاضنها و ردد بـ ۏجع...

ليه .. ليه دي تبقى أمي؟

و إسترسل بصوت قطَّـ.ع قلبها...

هو أنا ربنا مبيحبنيش أوي كدا؟ ليه تفضل بلاء في حياتي من أول ساعة لحد م أموت؟ 

مسحت على ضهرُه و هي بتقول بـ حنان إختلط بالحُزن...

يا حبيبي .. متقولش كدا! ربنا مش راضي على اللي هي بتعملُه...و صدقني هيجيبلك حقك قُريب أوي!!

نفى براسُه و قال بصوت مُتألم...

مش عايز حقي...كل اللي كنت عايزُه .. أم!

رفعت راسها لفوق مش لاقية كلام تقولُه...قلبها مقهور عليه...لدرجة إنها عايزة تموتها...فضلت تحسس على شعرُه عشان يهدى...إلا إنه مكنش بيهدى...كان في حالة صعبة لدرجة إنها حسِت إنه مميكن يروح منها!! لما الفكرة جات في دماغها حاوطته أكتر و مدت إيديها و قفلت نور الأباچورة لإنها متأكدة إنه مش عايز يرفع وشُه عشان متشوفش حالتُه المڼهارة دي بعينيها...زحفت لـ ورا شوية و قالتله بحنو...

تعالى يا حبيبي! إفرد جسمك و نام!

فرد جسمُه المرهق و نام ساند راسُه عليها...حسست على شعرُه برفق بإيد والتانية مسحت دموُعه المُلتهبة...و وشه كلُه بقى كُتلة جمر...مغمض عينيه و مُستكين تمامًا في حُضنها...إتأكدت من نومُه لما إنتظمت أنفاسُه...فـ رفعت وشها و هي بتدعي بصوتها الحزين...

يارب .. يارب ريّح قلبُه...يارب إنتقم منها بحَق قُدرتك إوجعها زي ما وجعتُه!!

مقدرتش تنام...فضلت صاحية مبتعملش حاجه غير إنها بتطبطب عليه...و شوية بتبوس راسُه...بتمسح على شعرُه و وشُه...فضلت أكتر من تلت ساعات لحد م نامت ڠصب عنها...لما صحيت ملقتوش جنبها فـ إتخضت...لكن لما سمعت صوت إنهمار الماية في الحمام عرفت إنه بياخد شاور...قامت لبست الروب بتاعها و خرجت من الجناح متوجهة لـ جناح ريَّا...دفعت الباب من غير إستئذان...لقتها قاعدة على السرير باصة قُدامها بشرود...فـ قالت بـ مقتٍ شديد...

لسه هنا ليه يا ريَّا هانم؟!!

بصتلها ريّا بضيق و قالت...حاجه متخُصكيش!! إطلعي برا!!

صرّحت فيها يُسر بإنفلات أعصاب...لاء تخصني!! أي حاجه تخصُه تخصني!!! إنتِ عايزة منُه إيه؟ عايزة تموتيه؟! بـذمـتـك إنتِ أُم؟!! يا شيخة إرحميه بقى!! مش كفاية شاف قذارتك و هو صغير كمان خليتيه يشوفها و هو كبير!! إبعدي عن حياتُه و سيبيه في حالُه...إعملي حاجه واحدة بس صح في حياتك!!!!

هدرت ريّا پغضب ڼاري...عايزاني أمشي عشان تبرطعي في الڤيلا لوحدك و تخليه يكتبها بإسمك مش كدا!!!

بصتلها يُسر پصدمة و قالت و هي مش مصدقة حقارتها...

إنتِ .. إنتِ ست مش طبيعية...إنتِ مريضة روحي إتعالجي إنتِ بجد مش طبيعية!!!

و رفعت سبابتها في وجهها بحدة و قالت بقسۏة...قسمًا بالله...لو ما لمېتي هدومك دلوقتي .. زين هينزل و أنا مش ضامنة ممكن يعمل فيكي إيه لو لقاكي هنا!!! أنا حقيقي مش ضامنة ردة فعلُه!!! بس أنا متأكدة إنها مش هتعجبك أبدًا!!

و خرجت رازعة الباب وراها...طلعت لجناحُه لقتُه واقف قُدام المراية بيلبس قميصُه...إبتسمتلُه بلُطف...فـ بصلها في المراية و سألها بهدوء...كُنتِ فين؟

كُنت بشرب!

قالت بهدوء...و قرّبت منُه و غمغمت...هتنزل الشُغل!!

أومأ بنفس الهدوء اللي بقت تقلق منُه...فـ إزدردت ريقها وخاڤت ينزل يلاقيها في الجناح لسه...فـ قالت بحُزن...

طيب .. م تقعُد معايا النهاردة!!

نفى برأسه و قال...

ورايا حاجات كتير مهمة!!

شهقت بحزن مُصتنع...

يعني أنا مش من ضمن الحاجات المهمة؟

مردش عليها ...و لف ربت على خدها بإبتسامة مافيش فيها حياة و سابها و مشي...مشي خطوات لحد م وقّفته بصوتها الهادي...

زين!!

غمّض عينيه و وقف مديها ضهرُه...حتى مش قادر يبُصلها بعد اللي حصل إمبارح...و إحساس الضعف اللي إتملكُه و هو في حضنها...وقفت قُدامه و حاوطت وجنتيه بتمسد عليهم بحنان و همست...

أنا .. أنا عملت حاجه زعّلتك إمبارح؟

قطب حاجبيه...و فكر في سؤالها لثواني و بعدها رد بهدوء...

لاء!

مالك طيب؟

قالت بـ حُزن عليه...و بعدين أدركت غباء سؤالها...أكيد لازم يبقى مش في حالتُه الطبيعية...لما لقتُه مردش بعدت إيديها عنُه و قالت برفق...

متتأخرش يا زين .. هستناك!

ماشي!

قال بهدوء...و مشي .. تنهدت يُسر بـ حُزن على حالته و معرفتش تعمل إيه غير إنها راحت تاخد شاور و إتوضت عشان تصلي فرضها كالمعتاد و تدعيلُه!!

• • • • •

زين كان نازل من على السلم...وقف لما سمع صوت أكتر شخصية بيكرهها...صوتها بقى يخلي عروقُه تنفر من شدة الكره!...سمعها و هي بتندهلُه بحُزن...

زين!!

وقف مديها ضهرُه...فـ مسكت شنطتها الكبيرة و وقفت قُصادُه و قالت و هي بتبُص لتنشج ملامحُه...و عينيها اللي مش بتبُصلها حتى...و قالت بصوت حزين...

أنا همشي يا زين .. هبعد عنك عشان أريّحك مني! 

 و إسترسلت پألم...

سامحني يابني!!

بصلها لما قالت الكلمة اللي طول عمره بيكرها...و اللي عمرُه ما سمعها منها و لا كان حابب يسمعها...فـ إبتسم و قال بـ برود ثلجي...خلّصتي؟ هايلة! مش عايز أشوف وشك تاني بقى!!

و سابها ومشي...فـ زفرت ريّا بضيق و وقفتُه بصوتها وقالت...طيب يا زين على الأقل إكتبلي الـ compound اللي في التجمُع بإسمي!!

إبتسم ساخرًا...و لفِلها وقال بهدوء...أحسنلك يا ريّا هانم تمشي من قُدامي دلوقتي! صدقيني أنا مش هفضل هادي كتير!!

و غادر الڤيلا بخطواتُه الثابته! فـ ضړبت الأرض بقدمها بعُنف و قد فشل مخططها!!

• • • • • •

رجع من شُغله متأخر...دخل الجناح لقاها قاعدة بتتفرج على التليفزيون بشرود...لما أدركت إنه دخل إبتسمت و راحتلُه حضنتُه و هي بتقول بلهفة...

إيه كُل التأخير ده! يرضيك متغداش لحد دلوقتي؟

مخدتش بالها إنُه حتى محاوطش خصرها...فـ طلعت من حُضنُه بتبصلُه بإبتسامة...بينما هو قال بجمود...

متغدتيش ليه؟

قالت بلُطف...

عشان مستنياك يا زين!! يلا عشان ننزل ناكل!

قال بضيق...

لاء مش جعان!

غمغمت بحُزن بريء...

يعني إيه مش جعان بقى .. أنا مېتة من الجوع!!

و مسكت كفُه و حطتُه على معدتها و هي بتقول...

حتى بُص...بطني بتعمل صوت!!

شال إيدُه من عليها و قال...

مش جعان يا يُسر! لو إنتِ جعانة إنزلي كُلي!

بصتلُه للحظات...و لمعت عينيها بالدموع و هي بتقول...

بس أنا كنت مستنياك تيجي عشان نا!!!!

بتر عبارتها بصوت عالي و بحدة...

و أنا مقولتلكيش تستنيني!!!

يُتبع

الفصل الخامس عشر. 

بس أنا كنت مستنياك تيجي عشان أنا!!!!

بتر عبارتها بصوت عالي و بحدة..و أنا مقولتلكيش تستنيني!!!

للحظات فضلت بصّالُه مش عارفة تنطق...لحد م إبتسمت إبتسامة كُلها ألم و همست…عندك حق!

و مشيت من قُدامُه…و نامت على السرير و فردت الغطا عليها...زفر هو بضيق من نفسُه و دخل ياخد شاور...لما طلع لاقاها مغمضة عينيها و فيه دموع عالقة في أهدابها...إتنهد و دخل أوضة تبديل الملابس لبس بنطلون قُطن إسود وطفى الأنوار و نام جنبها...كانت مديّالُه ضهرها...فضل باصص للسقف دقايق...لحد مـ حَس بـ همهمة بُكاء خفيفةجدًا..

غمض عينيه و مقدرش يتجاهل عياطها...شدّها ناحيته فـ إتخضت... و همس بصوته الرجولي…إياكِ تاني مرة تديني ضهرك...تنامي في حُضني حتى لو ضاربين بعض بالجزم!

إبتسمت ڠصب عنها...فـ مد أناملُه و مسح دمعاتها و قال بحنو…زعلانة مني؟

بصتلُه بحُزن و غمغمت…شوية!!

زيَّف الصدمة على وشُه بشكلٍ مُضحك...وصمت وبعدين قال…الشوية دول ...لازم يتمِحوا حالًا!

نوبات ضحك جاتلها لما دغدغها..حاولت تبعدُه عنها و سط ضحكاتها اللي بتنعش روحُه و بتخليه طاير و هو سامع نغمات ضحكها البريئة....رفع راسُه وسند جبينُه على جبينها و لأول مرة بعد اللي حصل يبتسم...بيبتسم على ضحكاتها اللي أحلى حاجه بتسمعها ودنُه...لحد م أخدت أنفاس عميقة من شدة الضحك...فـ بصلها بيتأمل جمال ملامحها و هي بتبصلُه بإبتسامة بريئة...وبعدين قرب منها...و بِعد عنها بعد لحظات من الخب بينهم…وقال وهو يتنفس بعمق…لسه زعلانة يا يُسر؟

نفت براسها و حاوطت وشُه و قالت بحنان…لاء يا عيون يُسر!

همس بالقرب من أذنها…قوليلي يا قلب يُسر!!

إبتسم و مسدت على خُصلاتُه و قالت…يا قلب يُسر و روح يُسر!

و إبتسمت و هي مش مُتخيلة إن جوزها رجُل الأعمال اللي بيمتلك إمبراطورية شركات و الكل بېخاف حتى لما إسمه يتردد بينهم نايم في حُضنها بيطلب منها تقولُه بعض كلمات الغزل المُحبَبة لـ قلبُه...فضلت يُسر تمسِد على شعرُه لحد م باغتتُه بسؤالها…و أنا مش قلب زين؟

رفع وشُه ليها ونزِلها لمستوى راسُه و همس بحنو…إنتِ قلب زين ...و كُل حاجه لـ زين!

بتحبني؟! سألتُه بدهشة و كإنها متوقعتش منُه الرد ده...فـ أخد تنهيدة و قال بعشق…أنا مـيـت فـيـكِ!!

إتصدمت...لدرجة إنها حاوطت وشُه و هي بتبصلُه بعيونها الواسع المصډومة وقالت…بجد؟!!! يعني ...إعترفت أخيرًا؟

إبتسم و قال..ممم!!

قطبت حاجبيها و همهمت بإنزعاج…إنت رخم! مقولتليش ليه من بدري؟

إبتسم و قال بعد مـ قبّل دقنها…مكانش باين ولا إيه؟

قالت بحُزن…مش عارفه ...كنت ساعات أقول بيحبني و ساعات أقول بيكرهني!

قال بإستغراب…إنتِ عبيطة ولا إيه؟ ليه كنت بطَفي السجاير في رقبتك و أنا مش واخد بالي؟ إمتى خليتك تحسي إني بكرهك؟

ضحكت على جملتُه و قال بحُب…سيبك من كُل ده دلوقتي! 

و إسترسلت بإبتسامة فرِحة…قولي ...بتحبني أد إيه؟

و قامت قعدتُه قُصادها و فرد إيديها شوية صغيرين و قالت

يعني أد كدا؟

فردت إيديها أكتر و قالت بحماس…ولا أد كدا؟

و فردت إيديها بتوسُع أكتر و هي بتقول بضحكة لطيفة

و لا آآآد كدا!!!

جذبها نحوه بدراع واحد و هو بيقول بسخرية….أنا لو متجوز شخصية من كارتون مش هتعمل اللي بتعمليه ده!

ثم قال بعشق…أد الـ مالا نهاية ...يعني لو جيبنا عشرين إيد على إيدك عشان نعرف الحب ده أد إيه بردو مش هيكفوا!!

سندت راسها على كتفُه...فـ قال بحُب…بحبك!

رفعت وشها ليه و بصتلُه و قالت بهمس…و أنا كمان!

و إنتِ كمان إيه؟! قال بضيق و إسترسل پغضب…قوليها كاملة و إخلصي!!

ضحكت و قالت بكسوف زائف…خلاص بقى يا زين متكسفنيش!!

و حياة خالتك…قالها و شدّها من دراعها ليه...فـ إبتسمت و قالت بخُبث…إنت عايز تسمعها مني يعني؟

أيوا…قالها بضيق مُقطبًا ما بين حاجبيه...فـ إتسعت إبتسامته ثم همست قائلة…أنا ...بـحبـك!

...ضاع في سحر اللحظة معها.. ف حاولت مجاراته لكن مقدرتش...فـ حطت إيديها على كتفُه بتبعدُه شوية و همست..زين ...بالراحة!!

أخد أنفاس عميقة و حاوط رأسها خالطًا بين شعرها و خديها وقال بحنان…حاضر!

داعبها...فـ إستجابت له فورًا ليغوصوا معًا في بحور عشق لا نهاية لها!

• • • • • •

فتّحت عينيها على ضوء الشمس اللي داعب جفونها...صحيت و أغلقت النوافذ و شغّلت التكييف...لبست الروب بتاعُه و إبتسمت و هي شايفاه نايم و ضهرُه العريض ليها و جنب وشُه نِحيتها...ميّلت عليه و قبّلت رأسه بلُطف و دخلت الحمام تستحم...لما طلعت ضړبت جسمها برودة الغرفة فـ عطست مرتين ورا بعض و هي بتضُم روب الإستحمام لجسمها...سمعت صوته بيزمجر بحدة…إقفلي الزفت ده!

إبتسمت و مسكت الريموت و قفلتُه...و دخلت غرفة تبديل الملابس و غيّرت هدومها لـ منامية خفيفة...خرجت لقت السرير فاضي و هو بيستحمى...رتبت السرير و باقي أنحاء الغُرفة...قعدت على الكُرسي ساندة راسها عليه بنعاس...غفت شوية و صحيت لقت نفسها على السرير و هو بيلبس قميصُه الأبيض...إتخضت و قالت بـ براءة

أنا نمت!!

قال بسُخرية

دة إنتِ شخّرتي!!

شهقت بتفاجؤ و هدرت پغضب

أنا مش بشخّر أصلًا!!

إلا إنها قامت من على السرير و حاوطته و ريحة برفانُه خلتها تغمّض عينيها بإبتسامة...و غمغمت بعد لحظات

زين ...ينفع آجي الشركة معاك؟

لفِلها و حاوطت وشها و قال بهدوء

هو ينفع طبعًا ...بس هتزهقي!

أسرعت قائلة

خليني أجرّب! 

ماشي...روحي إلبسي!!

قال بإبتسامة و هو بيرجّع خصلة متمردة من خصلاتها...فـ قفزت بحماس و طلعت تجري على غرفة تبديل الملابس و هي بتهتف بصوت عالي

حالًا!!

• • • • • •

ماسكة إيدُه و هو حاضن إيديها بتملُك و أعين الموّظفين و الموظفّات مُسلطة عليهم...دخلوا الأسانسير و ضغط على رقم الطابق فـ بصت لنفسها في المراية و قالت بتوتر

زين ...الفُستان ده كويس؟ يعني قصدي يليق بالشركة و بيك و كدا؟

بصلها زين بدهشة تحوّلت لـ لين و حاوط خصرها من الخلف جاعلًا منها في مواجهة المراية...و قال بـ حُب

بُصي لنفسك ...بنت زي القمر...أشيك واحدة في المكان...المكان هو اللي مش لايق على جمالك و حلاوتك! 

تسللت الإبتسامة لشفتيها و هي بتبُص لنفسها في المرايه و ليه...لفِت و حضنتُه ساندة راسها على صدرُه هامسة بعشق

يا حبيبي إنت!

قبّل خُصلاتها و لما وصلوا مسك إيديها و طلعوا من الأسانسير...رمقت يُسر فريدة بضيق من هيئتها المُبتذلة...لتجد زين بيقولها برسمية…تعالي ورايا يا فريدة!

حاضر يا مستر زين!

هتفت فريدة بإشراقة وجه إختفت فورًا لما لقت يُسر في إيدُه...دخلوا المكتب و فريدة بتجهز الورق عشان تدخُل...فـ همست يُسر لـ زين بضيق

سُبحان الله البنت دي مش برتاحلها أبدًا!

إبتسم و جلس خلف مكتبُه و قال بهدوء…شغلها كويس!!

أومأت يُسر بضيق أكتر و قعدت قُصادُه على المكتب...فـ قال و هو بيفتح الورق من غير ما يبُصلها

هاتي الكُرسي و تعالي هنا جنبي!

إبتسمت و عملت زي ما قال...قعدت جنبُه و سكتت خالص عشان يركِز...لحد م دخلت فريدة بعد م إستئذنت...قالها و لسه عيونه على الورق

المُناقصة بتاعت إمبارح حصل فيها إيه؟

هتفت فريدة بفخر…كسبناها طبعًا يا مستر زين ...مش معقولة نخسـ 

بتر عبارتها و قال بجفاء…و صفقة الصين؟

تنحنحت بتوتر و قالت… done! 

بصتلها يُسر من فوق لتحت بضيق و تلك التنورة القصيرة الملصتقة بفخذيها الممتلئان جعلتها تتضايق أكثر...إتفاجأت بـ زين بيرمي ورق قُصادها على المكتب و بيقول بحدة…الورق ده يتعدِّل و يتطبع تاني...ده شغل بهايم!!!

شُحب وجهها و هرب الـد.م منه...فـ مسكت الورق و قالت على عُجالة…حاضر يا مستر!!

و خرجت من المكتب بعد ما أشار ليها بإيدُه!...تحت أنظار يُسر المُبتسمة بـ شړ...ضحك زين من قلبُه لما شاف إبتسامتها و قال بعد م قرص أرنبة أنفها…إيه الشړ اللي طالع من عينك ده!!

أبدًا…قالت ببراءة زائفة جعلتُه يبتسم أكتر...ليستند بظهرُه على كُرسيه و رفع أناملُه قارصًا خدّها بخفة...إبتسمت و نهضت قائلة…هقعد على الكنبة هناك عشان تعرف تركز في شُغلك!

قال بقلة حيلة و هو بيشاورلها على الكنبة…روحي ...أنا فعلًا مش قادر أركز في شوية الورق دول و الطعامة دي جنبي!

إبتسمت بإتساع لتُقبل وجنتُه بلُطف و راحت قعدت على الكنبة...إبتدى يركِز فعلًا ولبس نضارة نظر و إنكب على الورق...سندت يُسر ضهرها على الكنبة و فردت رجلها و هي بتتفرج عليه...بدايةً من خُصلاته الناعمة...نزولًا لجبينُه المشدود و عيونُه المرسومة بأهداب كثيفة و خُضرة زيتونية بعيناه...أنفُه الحاد و المرفوع طرفُه بغطرسة...شفتيه التي لم تكُن رفيعة للغاية ولا ممتلئة...كانت تليق بـ رجولتُه...بشرتُه السمراء اللي ظهرت من قميصُه الأبيض المفتوح منُه أول تلَت زراير...إبتسمت و هي بتسند إيديها على مسند الكنبة و بتراقبُه بـ هيام...لحد م دخلت هادمة اللذات فريدة بعد مـ خبّطت و سمحبها بالدحول...بصتلها يُسر بضيق لما دخلت و قال بصوتها الدلوع المُقرف بالنسبة ليُسر

مستر زين ...طبعت الورق و هيتبعت حالًا...بس ...في ورق هنا لازم نراجعُه سوا!

و شدت كُرسي جنب زين و لسه كانت هتقعُد تحت نظرات يُسر المصډومة...إلا إنه رفع عينيه و بَص لـ فريدة بنظرة أرعبتها...و صوته المخيف و هو بيؤمرها بهدوء تام

رجّعي الكُرسي مكانُه...أقعدي عليه و إقرأي من مكانك!

إبتسمت يُسر بإنتصار و هي بتجزم إن لولا إنها واقفة كانت راحت باست كُل إنش في وجهه...إعتدلت في جلستها بتبُص لـ فريدة اللي رجعت الكرسي قدام المكتب و قعدت عليه بحرج و إبتدت تلقي على مسامعُه مُحتوى الورق...لحد ما خلّصوا و قال لـ فريدة على مُلاحظاتُه...فـ دونتها وراءه و خرجت من المكتب...رجع كمل شغلُه باصص لأوراقُه...فـ نهضت يُسر اللي مقدرتش تتحمل إنها متشكروش بطريقتها على اللي عملُه!

راحت نِحيتُه و وقفت جنبُه فـ رفعلها وشُه و قال إهتمام…في حاجه يا حبيبي؟

رجّعت كُرسيه لـ ورا شوية و قعدت على رجلُه وقربت منه...إبتسم على حركتها اللي متوقعهاش...فـهمهت بعشق…في إني بحبك! أوي ...أوي!

إبتسم له ابتسامة تقول الكثير.. ف أغمضت عينيها تترقب الخطوة التالية منه...فـ مسح على ضهرها...رنّ هاتفُه ليفتح الخط و مكبر الصوت يقول بهدوء…عايز إيه يا عابد؟

هتف الأخير بصوتٍ مڤزوع...زين بيه!! في ...في حد واقف على سطح قُدام شركة حضرتك و معاه مسډس بيحاول يضرب على مكتبك!!!

يُتبع

أبو الهول نطق يا جماعة…ده الواحد كان قرّب يفقد الأمل في زين الحريري

الفصل السادس عشر

زين بيه!! في ...في حد واقف على سطح قُدام شركة حضرتك و معاه مسډس بيحاول يضرب على مكتبك!!!

يُسر كتمت شهقة بإيديها فـ بصلها وقرّبها منُه و هو بيغمغم...

ششش!!!

قفل مُكبر الصوت و مسك التليفون حطُه على ودنُه و هو بيقول ببرود...

و مستني إيه يا عابد!! هاتهولي!!

هتف الأخير بطاعة تامة...

حاضر يا باشا!!

إتملت عينيها بالدموع و هي بتبُصلُه پصدمة و أول ما قفل إنهارت و قالت...

إيه الهدوء دة يا زين!!! بيقولك في حد عايز يقتلك و يضرب عليك!!

و قامت مڤزوعة بتتلفت حوالين نفسها بتبُص من خلال الإزاز و هي بتقول برجفة و صوت باكي...

هو فين!! مش ...مش شايفة حد!!

قام وقف قُدامها فـ أسرعت بلهفة بتبعدُه عنها و هي بتقول بهيستيرية...

لاء إبعد ..إبعد...هتيجي فيك إبعد يا زين!!

شدها من دراعها يقرّبها ليه و حاوط وشها و هو بيقول بحدة...

إنتِ إتجننتييعني أنا لو عندي شك واحدة من عشرة في المية إن في حاجه هتيجي فيكِ هسيبك تقفي كدا!!! و عايزاني أبعد كمان!

أومـال إيـه!!! فهمني!!

قالت بـ رُعب عليه و هي حاسة إنها مش قادرة حتى تُقف...مسكت دراعُه فـ ضمھا لصدرُه و قال بهدوء...

إزاز الشركة كلُه مقاوم للرُصاص ...مستحيل رُصاصة تعدب منُه!!

زفرت أنفاس عميقة سُرعان ما حبستها بصدرها مُجددًا بتخرُج من حُضنه و هي بتقول بـ صوتٍ مُرتعش...

بس ...بس فكرة إن ...في حد عايز يقتلك دي أنا مش ..!!

بتر عبارتها واضعًا سبابتُه على شفتيها ليُردف يُهديء من روعها...

ششش ...إهدي! مافيش حاجه هتحصل!

إرتعشت عيناها المُثبتة على عيناه...رنّ هاتفُه فـ إلتقطُه من فوق المكتب و رد...أتاه صوت عابد يقول بحسر...

زين باشا ...الواد لما عرف إننا شوفناه و كُنا خلاص هنمسكُه ...رمى نفسُه من فوق السطح!!!

إتحرك زين بخطوات هادئة نِحية الإزاز و بَص لـ تحت ببرود لقى جسد هزيل واقع على وشُه و فارد إيديه جنبُه...إبتسم زين بهدوء و قال...

طيب كويس ...مكنش ليا مزاج أوسّخ إيدي!!

و تابع و هو بيلف ضهرُه بيبُص لمراتُه اللي قعدت على كُرسي بتترعش...

إعرفلي مين إبن الـو*** اللي باعتُه يا عابد!!!

حاضر يا باشا!!

أغلق معُه...و إقترب من يُسر ليجذب مقعد أمامها يحاوط كتفيها قائلًا بـ ثبات...

يُسر!!

بصتلُه بوشها الشاحب...فـ مسك إيديها و لسه كان هيتكلم إلا إنه إتصدم من برودة إيديها...بصلها بدهشة و حاوط كفيها بكفٍ واحد و الأخر مسّد على وجنتها يُردف بقلق عليها...

إيدك متلجة!! إهدي ...إهدي و بُصيلي!!

بصتلُه بعيون بترتجف مليانة دموع...فـ رفع كفيها لـ شفتاه يقبلهما برفق...و هتف مُطمئنًا إياها...

يُسر ...أنا زين قاسم الحريري!! أكبر رجُل أعمال في مصر و الوطن العربي و طبيعي جدًا يبقى عندي أعداء...و مريت بمواقف زي دي كتير ...و زي ما أنا إتعودت إنتِ كمان لازم تتعودي و آآ!!

قاطعتُه پغضب نقيٌ جعلُه يبتسم...

أتعود!! عايزني أتعود إن في كل دقيقة حياتك في خطړ!! لاء أنا مش هتعوِّد يا زين! أنا ...أنا حاسة إن قلبي هيُقف!!

إرتجف صوتها في جملتها الأخيرة حاطة إيديها على قلبها...فـ حاوط وشها ليُقبل رأسها هامسًا بحنان...

بعد الشړ عليكِ!!

حاوطت هي وشُه المرة دي بإيديها فـ قبّل باطن كفها الموضوع على وجهُه...لتُردف پألم نبع من عيناها و صوتها...

زين ...إنت لو جرالك حاجة والله ...والله همو ...

قاطعها وهو يضم كفيها المحاوطان بين كفيه الغليظان لكي يُدفئهُما.....ليبتعد عنها بعد لحظات فـ أسندت جبينها على كتفُه...مسح على حجابها و هتف بـ هدوء...

عايزك تهدي..!! إتفقنا

أومأت له دون أن تراه...بتاخد أنفاس عميقة بتعوض نقص الأكسچين اللي باغت رئتيها بعد الذُعر اللي أصابها!! فـ سمعتُه بيقول بهدوء تام...

نعسانة تنامي شوية!!

أومأت بـ حُزن رافعة وشها ليه...فـ سُرعان ما حملها بين ذراعبه و إتجه للكنبة الوثيرة...نيّمها عليها...و سحب كُرسي قعد جنب راسها...إبتدى يفُكلها الحجاب بالرّاحة لحد ما نزعُه خالص عن شعرها...و كان هيقوم من جنبها بعد ما غمّضت عينيها إلا إنها مسكت كفُه و غمغمت بحُزن...

خليك جنبي ...متقومش!!

سند دراعها على مسند الكنبة ورفع كفها مُقبلًا باطنُه...ثم همس بحنو...

مش هقوم يا حبيبتي!

و إبتدى يمسح على شعرها لعلّها تهدى و تسترخى...و بالفعل ...أثر حنان لمساتُه و بُطئها على بداية خُصلاتها نامت بعُمق...لما نامت قرّب وشُه منها و باس راسها...و قام أخد خطوات للمكتب قعد و سند راسُه لـ ورا لحد ما سمع رنين هاتفُه...فتح التليفون مُبتسمًا بسُخرية لما عرف دة رقم مين و هتف بنبرة إستفزاز...

لاء بس حلو الـ show اللي عملتُه ده ...عجبني!!

و على الطرف الآخر سمع ضحكتُه القڈرة و هو يهمهم...

دي قرصة ودن بس يا زين...اللي جاي هيعجبك أكتر!

ضحك زين بدون ذرة مرح...و طلّع رجلُه على المكتب و هو بيقول ولسة الإبتسامة على وشُه...

لاء يا روح أمك فوق و إعرف إنت بتكلم مين ...مش زين الحريري اللي تتقرصلُه ودن!! و بالنسبة للي جاي فـ أكيد هيعجبني ...بس مش هيعجبك إنت!!

ضړب الأخير على مكتبُه يحاول تهدئة أعصابُه...و مالقاش حل غير إنه يضغط على نُقطة ضعفُه فـ قال بأعيُن لامعة...

لاء بس مراتك حلوة!! و هتبقى أحلى أكتر و هي بتصرّخ تحت الكُرباج!!!

نجح في مُخططُه...لدرجة إن زين خرج من المكتب بأكملُه و وقف في الرُدهة و هو بيهدر بصوت هز أرجاء الشركة...

الكــُربــاج ده الــلــي هــنــســلُــه عــلــى جــتــتك!!!

سمع ضحكتُه اللي زودت نيران قلبه و لاقاه قفل السكة...خبط على مكتب فريدة بإيديه الإتنين...فريدة اللي كانت مړعوپة من طريقتُه و كلامُه و فضلت الصمت...رفع تليفونه لودنه بعد م أجرى مُكالمة...رد الطرف التاني فـ صرّخ زين فيه بحدة...

عــابــد!! تجيبلي دياب الجندي من تحت الأرض يا عابد سامعني!!!

هتف عابد متوترًا...

يا باشا تؤمر!!!!

أغلق معُه زين و راسُه ھتنفجر...أول ما سيرة يُسر إتجابت في الموضوع خلتُه يخرج عن شعورُه...هو ممكن يستحمل أي حاجه إلا إنها تتخدش بس!! غمّض عينيه و دخل المكتب لاقاها لسه نايمة بوداعة...قعد على المكتب بيرجّع شعرُه لـ ورا بضوافرُه...حاول يهدى و هِدي فعلًا و كمل شغلُه...عدت ساعتين فـ صحيت يُسر و قعدت بتفرُك عينيها...بصلها و إبتسم إبتسامة موصلتش لعينيه و قالت بصوتها الناعس...

نمت كتير

مش أوي!

قالها بهدوء...فـ قامت مُتجهة نحيتُه بخطوات غير متوازنه...رجّع كُرسيه لـ ورا برجليه و فتحلها دراعُه الشمال...فـ إترمت في حُضنه قاعدة على رجلُه و ساندة راسها قُرب صدرُه و بتقول بصوتٍ ناعس...

هنمشي إمتى

مسح على شعرها و قال بشرود...

شوية!!

ماشي!

قالت محاوطة عنقُه...فـ إبتسم و قرّبها منُه أكتر...رفعت عينيها و قالت بهدوء...

زين!!

بصلها يحُثها على الكلام...فـ غمغمت بتوتر...

ينفع أسألك سؤال

إسأليني عشرة!

قال بهدوء و هو بيمسد على وجنتها بإبهامُه...فـ قالت بهدوء...

لما ...جيت عندنا أول مرة...و إقتحمتوا الشقة ...إنت بجد كُنت جاي عشان شوية الملاليم دييعني ...أنا شايفة إنك مكُنتش محتاجهم أبدًا! 

قال بهدوء...

مين قالك إني كُنت جاي عشان الملاليم

قالت بحُزن...

أومال إيه طيب!

هتف بحُب...

كنت جاي أشوف البنت اللي شوفتها صُدفة و مقدرتش أنسى تفاصيل ملامحها!!

بصتلُه پصدمة و همست و شاورت على نفسها...

قصدك أنا

أيوا!!

قال مؤكدًا...فـ همست مصډومة...

إمتى شوفتني!

كُنت جاي لموظف في شركتي و بالصدفة طلع ساكن في الشارع ده...شوفتك...و لما سألت عليكي قالولي إنك أساسًا قاعدة في شقتي اللي أبويا كان مأجرها لـ جدتك من زمان!

قال و هو ساند ضهرُه بيراقب تعبيرات وشها عن قُرب...فـ قالت پصدمة...

ليه مقولتليشو مدام إنت بتقول إنك أُعجبت بيا للدرجة دي إيه اللي خلاك تعاملني وحش أوي كدا بعدها!!

غمّض عينيه و قبض على مسند الكُرسي بضيق شديد و قال...

عشان فكرتيني بيها...ريَّا كانت جميلة و إنتِ جميلة...كانت بتمّثل الضعف...و لما لقيتك بټعيطي قُدام الشركة قولت إن إنتِ كمان بتمثلي...عشان كدا إتعصبت وقتها!!

إزدردت ريقها بتوتر...فهي وصلت معاه لنُقطة مش عايزاه يوصلها...حاولت تصلح الغلط و مسكت كفُه بلُطف و همست...

طيب ...هسيبك تكمل شغل!!

قال بهدوء محاوط خصرها...

لاء خليكِ!

وسند جبينُه تحت رقبتها و هو بيهمس...

عايز أخُد إستراحة مُحارب ...في حُضنك!!

إبتسمت و مسدت على خُصلاته...لكنها إتفاجأت بـ حرارة جبينُه العالية...إتخضت عليه و همست بقلق...

إنت سُخن يا حبيبي!!

غمغم بهدوء...

لاء مش سُخن...مصدع شوية بس هبقى كويس!!

حاوط كتفُه العريض بإيد  التانية كانت بتمسح على شعرُه بحنان إختلط بالقلق عليه...كان كويس قبل ما تنام...إيه اللي حصلُه!

غمّض عينيه مُستنشقًا عبيرها.....ف إبتسمت يُسر و مسحت على خُصلاته من ورا بلُطف...وفضلوا على الحال ده أكتر من نُص ساعة...لحد مـ رفع وشُه و قال بهدوء...

يلا نمشي!!

أومأت و قامت من على رجلُه...فـ أخد چاكت بدلتُه و هي لبست الطرحة بتلفها بإحكام...و قفلت زراير فُستانها كويس و خرجت في إيدُه...طلعوا من الشركة كلها...و لأول مرة يقف في ضهرها و يفتحلها الباب و يطمن إنها ركبت...إستغربت إلا إنها سكتت...هي عارفة إن دي مش عادتُه! ركب جنبها و ساق العربية من غير ما ينطق حرف...إستغربت سكوتُه المريب فـ سألتُه بتوجس...

زين ...إنت لسه سُخن

مردش عليها...غالبًا مسمعهاش! حطت إيديها على كتفُه فـ بصلها و رجع بص للطريق و قال...

قولتي إيه يا يُسر

إنت كويس

قالتها بقلق عليه...فـ قال بابتسامة حارب عشان تطلع...

أنا تمام!

قاطعهم رنين تليفونه...خدُه من قُدامه و ركن على جنب...نزل من العربية تحت أنظارها المستغربة...و رد...

عملت إيه يا عابد

هتف المدعو عابد...

إحنا روحنا الشقة اللي هو بيتردد عليها يا باشا...شقة فاتحها للډعارة لمؤخذا و لما دخلنا لاقينا بلاوي سودا ...إحبال و كلابشات و كرابيج و حاجات كدا متدُلش غير على إنه راجل ۏسخ! بس لما سألت البواب بعد م رشيتُه بقرشين حلوين و فتحلي الشقة بمُفتاح إستبن المخفي شايلُه معاه ...قالي إنه بقالُه فترة مبيجيش!!

إضيّقت عينيه زي الصقر و قال بحدة...

عرفتوا مكانُه ولا لاء!

قال عابد بـ خوف...

بصراحة لسه...بس بندوّر يا باشا والله!!!

خد زين خطوات بعيدة عن العربية و هدر فيه بعُنف...

عـابـد!!! مش عايز الصبح يطلع غير و إنت عارفلي مكانُه!!!

وقفل معاه...لـف للعربية إلا إنُه وقف متسمّر و كإن أحدهم دَق مسامير في رجلُه...لما لقى بابها مفتوح و هي م جوا! و بصوت عالي صرّخ و صدرُه بيعلى و يهبط...

يُـــســر!!!

دوّر عليها بعينيه في الحتة المقطوعة اللي واقف فيها...حَس للحظة بإن نفسُه بيضيق...و رعشة غزت جسمُه و هو بيتخيل أسوأ السيناريوهات...ممشيش ...جري عشان يدوّر عليها زي المچنون!! و إتصدم لما لاقاها قاعدة على رصيف بعيد عن العربية و ماسكة في إيديها قطة صُغيرة بتحسس عليها و هي بتقول بصوت طفولي مُضحك...

مين زعلك بس يا كتكوتة!! فين مامي ياتي فين

إنتفض جسمها لما لقتُه واقف قُدامها بيصرّخ فيها بصوت عالي...

بـتـعـمـلي إيـه عـنـدك!! إنــتِ عـايـزة تـجـنـنـيني!!!

إتصدمت يُسر وقامت بسُرعة ضامة القطة لصدرها بتقول بخضة...

في إيه يا زين! مكُنتش يعني سامع صوت القطة الصغننة دي و هي بـ تنونو!

مسح على وشُه بعُنف و مسكها من دراعها بحدة و هو مميّل ودنُه عليها...

بـ إيـــه!! إمشي يا يُسر عشان قسمًا بربي هخليكِ تنونوي جنبها!!!

بصتلُه بضيق و بعدت إيدُه و خدت خطوات للعربية حاضنة القُطة فـ صرّخ فيها...

سيبي القرف دة من إيدك!!!

بصتلُه يُسر بضيق و همست...

دي قُطة ...مش قرف!!!

قرّب منها و قال بحدة...

قطة في عينك!!! دي قُطة شوارع تلاقيها معفنه و إنتِ حاضناها و مقرّباها منك!! ناقص تبوسيها من بؤها!!!

إبتسمت ڠصب عنها إلا إنها رجعت غاضبة و بتقول ببراءة...

حتى لو قُطة شوارع زي  ما بتقول! هاخدها معايا و أنضفها و أسحّمها و هتبقى فُلة!!

ضړب كومة تراب برجلُه و هو حاسس إنه خلاص هيفقد أعصابُه عليها...فـ بعدت خطوات لورا پخوف...أخد أنفاس عميقة و رجع قال بهدوء زائف...

سيبي ...الزفتة دي ...من إيدك!!

إزدردت ريقها و همست بـ توجس...

زين أنا عايزاها طيب. 

سمعتي!

قالها بتحذير...فـ أدمعت عيناها و هي بتقول برجاء...

عشان خاطري...عايزة أخُدها معايا و آآآ!!!

قاطعها هادر فيها بقسۏة مقرّب منها...

كـلامـي مـبـيـتـسـمـعـش لــيــه!!!

إنتفض جسمها و صدرت عنها شهقة بكاء ڠصب عنها وراحت حطت القُطة جنب الحيطة و مسدت على ضهرها و راسها و مشيت نِحية العربية و هي بتفلهق من العياط...ركبت و ركب جنبها رازع الباب بقسۏة و بيقول بعُنف...

أنا الظاهر دلّعتك زيادة عن اللزوم!!! لدرجة إنك بقيتي شايفاني بولّع قُدامك و بردو بتعندي!! و مافيش سمعان للكلام من أول مرة!!!

ضړب المقود بإيدُه بإنفلات أعصاب و هدر و هو بيبُصلها...

بس دي مش غلطتك!!! دي غلطتي إني دلّعتك و خليتك تعندي قُدامي في وسط الشارع!!!

بكت أكتر ډافنة جسمها في الكُرسي و بتشهق بـ بُكاء حزين من صراخُه و كلماتُه الحادة ليها...ساق العربية بسُرعة عالية فـ مسكت في الكُرسي بتهمس بحُزن و عينيها لتحت...

ممكن ...لو سمحت ...تقلل السرعة ...شوية!!

ملقتش أي إستجابة منُه لـ كلامها...و قال بعد لحظات بضيق حقيقي...

زي م بتعندي قُصادي ...و بطلب منك الحاجة مرة و إتنين مبتتعملش...فـ متطلبيش حاجه مني عشان مش هعملها!!

إرتجف جسمها و غمّضت عينيها و حضنت نفسها بكفيها و هي بتهمس پبكاء...

يا ماما ...يا بابا!!!

هديت سُرعة العربية بعد ندائها عليهُم اللي صدمُه و كان زي اللكمة على قلبُه...إزاي نسي! إزاي نسي إنها پتخاف من السُرعة العالية عشان الحاډثة اللي حصلت لأبوها و أمها...هدّى السُرعة تمامًا...بصلها لاقاها على حالها خاېفة و بتترعش...وقّف العربية و لفلها بوشُه...مسك كفها إلا إنها بعدت كفها عنُه بضيق...و غمغمت بحدة...

متلمسنيش لو سمحت!!!

زفر بضيق و شال إيدُه و إبتدى يسوق العربية لكن بهدوء...بعدت عنُه لازقة جسمها في النافذة جنبها و ساندة راسها عليها...بصلها بضيق و سكت...وصلوا لـ جنينة الڤيلا فـ نزل الأول و فتحلها الباب و بصلها بضيق من غير ما يتكلم...نزلت محاوطة بطنها اللي إبتدت تهادمها بۏجع عرفت سبُبه ...ضيفتها التقيلة بتاعة كُل شهر وصلت!...مشيت قُدامه بتوتر خاېفة يكون في بُقع ډم على فُستانها الأبيض...و طلعت على السلم بتجري فـ بصلها بإستغراب و فسّر ركضها إنها زعلانة...قعد في بهو الڤيلا على كنبة وثيرة وسند ضهرُه عليها...نده على رحاب الخادمة و قالها بتعب...

رحاب ...هاتي مُسكن و إعمليلي قهوة!!

حاضر يا زين بيه!!

و إنصرفت رحاب...بعد دقايق جابتلُه المسكن و القهوة...و وهي واقفة يُسر نزلت لابسة بنطلون جينز ضيّق و بلوزة قُصيرة و فاردة شعرها...كانت نازلة بتترعش بخجل و أول ما شافت رحاب زفرت براحة...إلا إنها بصت لصهر زين الموجّه ليها فـ مرضيتش تندهلها قُصاده...شاورتلها بصمت بإيديها عشان تيجي برجاء...تنحنحت رحاب اللي خدت بالها منها و قالت لـ زي...

حاجه تانية يا زين بيه

لاء ...روحي إنتِ!

قال و هو بيسند ضهره و راسه على الكنبة مغمّض عينيه...راحت رحاب نِحية يُسر اللي خدتها من إيديها و بعدت عن مسامع زين شوية و همست في ودنها بـ حرج...

حجّة رحاب ...أنقذتيني...هقولك على حاجات تطلعهالي الجناح ماشي

أومأت لها رحاب و قالت بحنان...

قولي يا يُسر طبعًا!!

روت على مسامعها الحاجات اللي عايزاها...فـ قالت رحاب بـ لُطف...

ماشي عنيا الإتنين إطلعي و أنا هجيبهُم و أجيلك!!

شكرًا!!

قالت يُسر بإمتنان و طلعت...رحاب راحت تجيبلها اللي هي عايزاه من مُتعلقاتها...و طلّعتهم ليها...زين مكنش واخد بالُه من حاجه أبدًا...يُسر أنقذت الموقف و إتنهدت براحة...لتتآوه پألم بعد م حسِت بـ پسكينة بتقطّع أسفل معدتها...خرجت من الحمام و قعدت على السرير مميِّلة لقُدام پألم حقيقي لدرجة إنها عيّطت...هي عارفة إن أول أيامها بتبقى مُميتة بالنسبالها...و من شدة الۏجع محسِتش أصلًا بدخول زين الأوضة...لما زين دخل و شافها بالحالة دي إتخض...رمى چاكيتُه من إيدُه و مفاتيح عربيته حطها على التسريحة...قرّب منها و قعد قُصادها تحت رجليها بيمسح على شعرها بيرجعُه لـ ورا و هو بيقول بلهفة...

مالك حاجة وجعاكي!!

إتوترت لما شافتُه و كانت هترُد إلا إن الألم ضړب بطنها بقسۏة أكبر فـ تآوهت...إتجنن أكتر من خوفه عليها و بَص لإيديها المحاوطة معدتها و قال بقلق...

بطنك!!

أومأت بسُرعة و دموعها بتنزل...مسح دموعها بعد ما إستوعب اللي بيحصل ...و إن دي أيام دورتها الشهرية...قام قعد جنبها و حاوطها بدراعُه و التاني حطُه على إيديها مكان الۏجع و قال بحنان...

نروح لدكتورة

أدركت إنه فهم...فـ إحمّر وشها و نفت برأسها بهزات خفيفة...فـ قرّب وشها لصدرُه و إيدُه بتمسح على معدتها السُفلية برفق...إشتعلت وجنتيها أكتر من شدة الخجل...إلا إنها مسكت تلابيب قميصُه ډافنة وشها في صدرُه بتكتم ۏجعها و أنينها...قلبُه وجعُه عليها...فـ خرج بكفُه التاني تليفونه من جيب بنطلونه...و داس على رقم و رفعُه لـ ودنه...و لما رد الطرف الآخر قال بهدوء...

رحاب ...طلعيلي شريط مُسكن...و إملي إربة فيها ماية سُخنة و هاتيهالي! و كوباية قرفة أو أي حاجه سُخنة! بس بسرعة!

حاضر يا بيه!!

هتفت رحاب بتوتر...قفل معاها و حاوط وش يُسر اللي كان أحمى جدًا ميعرفش من الخجل ولا من الۏجع...قلق عليها أكتر فـ همس برفق...

أنزل أجيبلك pads

نفت بسُرعة بخحل رهيب طغى على ألمها و قالت...

لاء ...لاء خلاص جيبت من حجّة رحاب!!

ماشي!

قال و هو بيمسح على خديها بإبهاميه...تحاشت النظر لعينيه...فـ نزل بعينيه لـ لبسها وقال بضيق...

هتنامي إزاي بالجينز ده! هجيبلك بيچامة!!

و لسه كان هيقوم إلا إنها مسكت دراعُه و قالت بـ رجفة...

أنا هقوم ...معلش لو مسحت!!

طيب!

قال و هو مش عايز يضغط عليها...فـ قامت دخلت غرفة تبديل الملابس بتحاول تهدي تسارُع أنفاسها الخجولة...غيّرت لبسها لـ بيچامة مُحكمة و لكن مُريحة...خرجت حاطة إيدها فوق معدتها السُفلية...لقتُه بيحُط مشروب القرفة على الكومود جنب السرير و جنبُه كوباية ماية...و الإربة على السرير...قرّبت من السرير و قعدت عليه بتوتر...فـ لفِلها ...مسك إيدبها برفق و قوِمها و قعدها على مكان قُريب من المخدة...أفرغ حبّاية في كفُه من شريط المُسكن فـ قالت بخجل...

بلاش مُسكن...في ناس بيقولوا إنُه بيمنع الحمل و آآ ..

قاطعها بحدة...

يمنع الحمل مش مهم...بس مش هسيبك بتتقطّعي من الۏجع قُدامي كدا عشان عيل مالوش لازمة!!

و حطها في بؤها و شرّبها ماية و هو بيقول ساخرًا...

و بعدين حُمار مين اللي قال كدا! 

مرّدتش عليه و منعت إبتسامة من التشكُل على ثغرها و هي بتبصلُه...دفع كتفيها بـ رفق و هو بيقول...

نامي ...إفردي ضهرك! ضهرك واجعك صح

بصتلُه پصدمة و قالت و هي بتنام على ضهرها...

إنت عرفت إزاي كُل دة!!

قعد جنبها و قال بهدوء...

قرأت عن الموضوع عادي!!

أخد الإربة السُخنة و إطمن بإبدُه إنها مش سُخنة أوي عليها...فـ حطها على معدتها السُفلية برفق...حطت يُسر إيديها على إيدُه اللي على الإربة و همست بإمتنان...

أنا مش عارفة أقولك إيه!!

إبتسم بهدوء و مسح على خُصلاتها و قال...

قوليلي إنك بقيتي أحسن!!

أسرعت بتقول بإبتسامة...

الغريبة إني فعلًا بقيت أحسن!!

إبتسم و قال بهدوء...

طيب الحمدلله!

بعد دقائق...سندت شهرها على ضهر السرير و مسكت كوباية القرفة و شربتها دُفعة واحدة...لتنكمش مِحياها بإشمئزاز فـ إبتسم و قال...

براڤو

حطت الكوباية على جنب...بصتلُه بتردد و قالت بنبرة خجولة...

زين ...ينفع أنام على الكنبةخايفة أبوظ السرير يعني و آآ...

بتر عبارتها قائلًا بضيق...

و بعدين في فردة الجزمة اللي في دماغك دي! نامي يا يُسر ربنا يهديكي!!

إبتسمت ڠصب عنها فـ شال الإربة من على بطنها و حطها على جنب...طفى الأنوار فـ نامت على جنبها مقرّبة قدميها لصدرها...كانت مديّالُه ضهرها...لما نام جنبها إتفاجإت بيه بيحضُنها من ضهرها..فـ قالت بتوتر...زين!!

قال برفق...هحضُنك بس ...مټخافيش!!

غمّضت عينيها و نامت بعُمق...قبّل شعرها و نام هو الآخر بعُمق!

يُتبع

أنا إتكسفتلها و الله...زين الحريري مافيش منُه إتنين. 

الفصل السابع عشر

صحيت من النوم و هي حاسة بكُل جُزء في جسمها ۏاجعها...بصِت جنبها ملقتوش...دعكت عينيها و بصِت للسقف...إلا إنها سمعت صوت غريب...دة صوت قُطة! قامت إتنطرت من على السرير و هي شايفة قُدامها القطة البيضا بس شكلها بقى أنضف...لمعت عينيها و كانت هتصرّخ من الفرحة...للحظة نسيت التعب كلُه و جريت عليها و ميِّلت خدتها في حُضنها و هي بتصرّخ بفرحة!!...

يا نهار أبيض!!! يا روحي إنتِ!! هو اللي جابك صح؟ زين اللي جابك!!

ورفعت القطة بسعادة رهيبة و هي بتكلمها بصوت مليان فرحة...

زين جابك يا قُطتي!! جابك عشان خاطري...أنا ھموت من الفرحة!!

ضمتها لصدرها و لقتُه طلع من الحمام لافف فوطة سودا على خصرة و في فوطة على كتفُه...جريت عليه و قالتلُه بعينيها اللي بتلمع...

جبتها إمتى!! و إزاي!

إبتسم تلقائيًا لما شاف كم السعادة اللي على وشها...و قال...

بعد الفجر كدا...كُنت خاېف ملاقيهاش مكانها!!

بس دي نضفت أوي!

قالت و هي بتبُص للقطة و بتحسس على راسها...فـ هتف بهدوء...

أيوا .. روحت طعّمتها و خليتهم ينضفوها ..

و إسترسل بسُخرية...

هسيبك يعني حاضناها كدا و هي معفنة!!

ضمتها لصدرها أكتر فـ قال بضيق زائف...

م تحُطيها جوا البلوزة أحسن! ولا أقولك .. بوسيها في بُقها!!

ضحكت من قلبها و بتلقائية ضمتُه بإيد واحدة بتربت على ضهرُه و بتقول...

والله ما عارفة أقولك إيه!! إنت مش متخيل فرحتي!! مش عشانها بس .. عشان أنا مهونتش عليك!!

مسح على ضهرها بإيد واحدة و قال بهدوء...فداكِ الدنيا!

إبتسمت ملء ثغرها و همست بحُب...إنت دُنيتي!

و بِعدت عنُه و رفعت القطة لوشُه و هي بتقول ببراءة...بُص .. بُص جميلة إزاي و مقطقطة!

بص للقطة بإشمئزاز و قال..مبحبهُمش...دة أنا مسكتها بالعافية!

إبتسمت يُسر و قعدت على الكنبة بتلعب مع القُطة...و هو دخَل يغيّر هدومُه...لبس قميص إسود و بنطلون من نفس اللون...و لما طلِع لاقاها نايمة و حاطة القطة على معدتها و بتمسح على شعرها...إتافف بضيق و مشي ناحيتها بخطوات غاضبة...شال القُطة من ضهرها بشكل مضحك و رماها على الأرض...فـ قطبت يُسر حاجبيها پغضب و قالت و هي بتكتف دراعها...

بترميها ليه!! و بعدين شايلها من قفاها كدا ليه؟!!

ميِّل عليها و قال بحدة و هو مقرّب وشُه من وشها...

بقولك إيه! متخلينيش أرميها مكان ما جبتها!!

كشّرت بضيق و غمغمت بحُزن...

ليه يعني!

بصلها للحظات...ثم رفع إيدُه و فرد حاجبيها و هو بيقول بإبتسامة...فُكي الـمِية وحداشر دي!!

تلقائيًا إبتسمت...فـ نزل بعينيه لمعدتها و رجع بصلها و قال بإهتمام...عاملة إيه دلوقتي؟

الحمدلله..غمغمت بـ حرج و الحُمرة تتشرب وجنتيها...فـ إبتسم و كان هيقوم إلا إنها مسكت دراعُه و قالت بلهفة...

زين! 

قولي يا قلب زين..قال بهدوء و هو بيرجع...فـ إبتسمت للحظات و رجعت قالت بتوتر..أنا .. أنا عايزة أنزل أجيب حاجات ليا!!!

قال بهدوء..خلاص هأجل إجتماعاتي النهاردة و ننزل أنا و إنتِ!!

نفت براسها فورًا و هي بتقول بإهتزاز..لاء و ليه تلغي إجتماعاتك يا حبيبي...أنا هنزل و هاجي على طول!!

قام و قعد على طرف السرير مُلتقط سېجارة من داخل الكومود و أشعلها بقداحته و نفّث دخانها و قال بهدوء زائف...مافيش نزول لوحدك!

قامت وقفت قُدامه و قالت برجاء...زين عشان خاطري آآ!!!

قطع عبارتها و قال بحدة...

مش عايز مُناقشة في الموضوع ده يا يُسر!!

قعدت على الكنبة تاني حاطة وشها في الأرض بحُزن بتفرُك أناملها اللي بتترعش...فـ إتنهد و قال و هو فاتحلها دراعُه اليمين و قال بهدوء...

تعالي يا يُسر

راحتلُه قعدت جنبُه فقال لها بصوت هادي عكس اللي في قلبُه من نيران مُتقدة من خوفُه عليها...

أنا بخاف عليكِ يا يُسر! في ناس كتير عايزة تإذيني و أنا مش عايزهم يإذوني فيكِ!

رفعت وشها من على صدرُه ليه و قالت بحُزن...

بس يا زين أنا مش هتأخر...هروح المول و هرجع على طول صدقني!

الحَرس هيبقوا معاكي!

قالها بنبرة قاطعة لا تقبل نقاش...و رغم ضيقها من الأمر إلا إنها قالت بإبتسامة...

إتفقنا!!

و قفزت من أحضانُه و قالت بـ سعادة...

هنزل المغرب كدا مش دلوقتي ماشي؟

طيب!

قال و قام مُتجه أمام التسريحة بيشمّر أكمام قميصُه...و نثر عطرُه المُفضل فـ يُسر بصِت للإزازة بإهتمام لإنها قرّبت تخلص...لكن متكلمتش و جابت القُطة قُدامها و قعدت تكلمها بجدية...

بُصي بقى أنا هسميكي أم صابر!!

صدحت ضحكاتُه و هو بيمشط شعرُه و بيبُصلها في المراية...و قال مُبتسمًا...

شرّدتيها!

إبتسمت يُسر و أكملت بنفس الجدية...

و أنا يُسر .. و القمر اللي واقف هناك دة زين! بس بقولك إيه ملكيش دعوة بيه خالص...مش عشان هو زي القمر هتستفردي بيه عشان مقولش لأبو صابر و صابر هيقطّعوكي!!

لفِلها زين بيضرب كف على آخر و هو بيقول بقلة حيلة...

يارب الصبر من عندك!

يا خلاثو إنتِ عينك زرقا!!

و إبتدت تدغدغها في معدتها فـ نطت القُطة من على الكنبة هربانة منها...بصت يُسر لـ زين و قالت بُحزن زائف...

هي مشيت ليه يا زين؟

بتنفد بجلدها يا عيون زين!

قال بعد ضحكة رجولية منُه...و فتحلها دراعُه و قال بإبتسامة...

تعالي في حُضني قبل م أمشي!!

راحتلُه جري بتحضنُه ساندة راسها عليه...فـ حضنها بعشق...يُسر حسِت بـ قلبها مقبوض...فـ إزدردت ريقها و تصنعت الإبتسامة و هي بتبعد عنُه...فـ قال بهدوء...

قبل ما تنزلي كلميني .. مش محتاج أقولك!

حاضر!

قالت بهدوء عكس الخۏف اللي سيطر على قلبها...خرّج الـ creditcard بتاعتُه و إداهالها و قال بهدوء...

إشتري بيها اللي إنتِ عايزاه!

قالت بلهفة...

لاء لاء...إنت كُنت مديني فلوس قبل كدا كاش هشتري بيها!

قال بحدة...

خليها معاكِ إحتياطي يا يُسر! هبعتلك الباسوود بتاعها في مسدچ!!

حاضر ..

قالت مُبتسمة...فـ إتنهد و إسترسل بـ ضيق...

فكرة إنك نازلة من غيري مش مطمناني...فـ هتبقي معايا على التليفون من و إنتِ بتشتري لحد م تروّحي...سامعة؟!

حاضر يا حبيبي.. قالت بلُطف...فإبتسم لها ثم قبل مُقدمة رأسها و مشي...قعدت يُسر على الكنبة بتكتب على تليفونها اللس كان جايبهولها الحاجات اللي المفروض تشتريها...و كلها كانت تخُصه هو...برفيوم النوع اللي بيحبُه...قميص جديد شبه اللي قطّعتُه قبل كدا...و حاجات تانية...فضلت قاعدة واخدة القطة في حضنها و بتتفرج على التليفزيون...عدت ساعة و إتنين و تلاتة فـ قررت تقوم تلبس و تطلع...نزلت من على السلم و هي حاطة تليفونها على ودنها و بتقول بـهدوء...

زين أنا نازلة!

ماشي...في عربيتين حَرس هيمشوا وراكِ...و إنتِ خليكي مع الحاج محمد!!

قال بعد مـ خرج من الإجتماع عشان يكلمها...فـ قالت مُبتسمة...

مش عارفة ليه القلق دة كلُه!

إسمعي الكلام و خلاص!!

قال بضيق...فـ قالت بقلة حيلة...

م أنا بسمع كلامك أهو .. أعمل إيه بس...إحنا أوامر ماشية ع الأرض!!

و من ثم هتفت بحماس...

يلا سلام!

سلام!

قال بإبتسامة...سلِمت يُسر على عم محمد و ركبت معاه و وراها فعلًا عربيتين ضخمتين للحرَس...و صلوا المول فـ نزلت و نزل وراها أربع رجالة حرَس...بصتلهم بضيق و قالت...

إنتوا هتيجوا ورايا كمان!

بصوا في الأرض أول ما لفِتلهم و قالوا بحَزم...

دي أوامر الباشا يا هانم!!

نفخت بضيق و مشيت و هي بتمتم بصوت متخفض...

الباشا يؤمر و إحنا ننفذ طبعًا!!!

دخلوا وراها المول فـ إلتفت الأنظار حولهُم...دخلت يُسر محل لبس نسائي فـ كانوا هيدخلوا وراها لولا إنها نهرتهم بحدة...

مش للدرجة دي بقى...أنا داخلة محل لبس حريمي أكيد مش هتدخلوا ورايا!!!

بصوا لبعضهم بتردد...فـ قال أحدهم...

خلاص يا هانم إتفضلي و إحنا هنستنى حضرتك هنا!

مُتشكرة

قالت بضيق و دخلت...إبتسمت لإن مُخططها نجح...مش هينفع على أي حال يبقوا معاها و هي بتشتري حاجات لـ زين...هي مُتأكدة إنه هيسألهم و هيقولوله و المفاجأة هتبوظ...طلعت من المحل الكبير من النِحية التانية و إتسللت من وراهُم مُتجهة لـ محل ملابس رجالي...إشترت القميص و لحُسن حظها لقِت البيرفيوم بتاعتُه هناك...و لإن الحاجات كانت غالبة فـ إضطرت تسحب مبلغ من الفيزا بتاعتُه...و لما خلّصت خرجت و هي بتقول لنفسها بضيق...

يعني جايبالُه هدايا على حسابُه! والله م ينفع!

خرجت من المحل و لفِت تدور عليهم لاقتهم واقفين مش واخدين بالهم...و من النِحية التانية نزلت من السلم الكهربا و دخلت محل رجالي بيبيع خواتم و ساعات رجالي...جابت خاتم أنيق جدًا و خرجت...سرّعت خطواتها لـ برّا المول و راحت تدور على العربية اللي عم محمد فيها إلا إنها ملقتهاش أبدًا...إستغربت و قالت بدهشة...

العربية كانت هنا!! راحت فين!!

دوّرت كتير وسط العربيات و ملقتش العربية...فـ ظنت إنه غيّر ركنتُه أو رجع البيت لأمر طارئ عندُه...طلعت تليفونها و إتصلت بـ زين إلا إنه مردش...فـ ملقتش حل غير إنها تطلع للشارع الرئيسي و تركب أي تاكسي ييجي قُدامها و تروّح على البيت...فكرة إنها ترجع مع الحَرس و تركب معاهم دي حاجه مُستحيلة...إستقلت تاكسي بالفعل و حطت الحاجات جنبها و قالتلُه عنوان الڤيلا...سندت راسها على النافذة و بصِت في تليفونها بتتأمل صورة زين على الواتساب...إبتسمت و هي بتمسح بـ إبهامه على الشاشة...حطتها خلفية تليفونها ورجعت  بصِت قُدامها و إتصدمت...ده مش طريق الڤيلا! و لا حتى طريق مُختصر!! ده طريق صحراوي بعيد تمامًا...إزدردت ريقها وبصِت للسواق اللي كان بيسوق بهدوء تام...و رجعت بصِت لـ تليفونها و سُبحان من ألهمها تبعتلُه رسالة كان مُحتواها...

زين...أنا ركبت تاكسي و حاسة إنه مش رايح طريق بيتنا...أنا خاېفة يا زين!

و ألحقت بالرسالة دي رسالة تانية فيها الموقع الحالي بتاعها...و سابت التليفون و رفعت وشها للـسواق و قالت بهدوء ظاهري...

دة مش الطريق اللي قولتلك عليه!!

هتف السواق بـ ثبات...

طريق مُختصر يا فندم!

قال بحدة...

لاء مش مُختصر! لو سمحت نزلني على جنب!!!

و إبتدت تخبّط على باب العربية بعُنف...فـ قفل قِفل العربية كلها و زوِد السرعة لـ سُرعة مهولة...شهقت پخوف و الډم هرب من جسمها...مسكت في الكُرسي و هي بتصرّخ فيه...

إنت حيوان!!! بقولك وقّف المخروبة دي و نزلني على جنب أحسنلك!!

صرّخ فيها السواق بحدة...

أحسنلك إنتِ تخرسي خالص!!!!

إرتجف بدنها و أنفاسها عليت و هي بتبُص حواليها برُعب...خبِت تليفونها في جيب فستانها من غير ما ياخُد بالُه...لحد م وقف قدام مكان غريب شبه المخزن...و رجالة قُصادها بيشبهوا في ضخامتهم ضخامة حُراس زين...و أول ما العربية وقفت و القفل إتفتح نزلت بـ رُعب و هي بتبصلهم بعيون جاحظة من الخۏف...

إنتوا .. إنتوا عايزين مني إيه!

ظهر راجل من وسط يبدو في أواخر الأربعينات...بدين و على وجهه إبتسامة لم ترى في خُبثها من قبل! في إيدُه سجارة و في إيدُه التانية .. حبل!!!

بصتلُه من فوق لتحت و قطبت حاجبيها و هي بتقول بحدة...

إنت مين!!!

إبتسم وقرّب وقف على بُعد خطوات منها و عينيه بتمشي على كُل جزء في جسمها و وشها...إشمئزت من نظراته و حمدت ربها إن لبسها فضفاض...فـ قال و هو بيبتسم بخُبث...

أنا دياب .. دياب الجندي!! أنا اللي لسه قـ.اتل جوزك من خمس دقايق!!!

جحظت عينيها پصدمة و للحظة حسِت إن الأرض بتميد بيها...لدرجة إنها سندت على التاكسي و عينيها إتملت بالدموع و هي بتقول بخفوت من أثر الصدمة...

إنت بتقول إيه!

قرّب منها أكتر و قال بـ سُخرية...

تؤتؤ إهدي كدا و أصلبي طولك! و الدموع دي متستنفزيهاش دلوقتي! لسة بدري أوي عليها!!

رمى الحبل لـ أحد حُراسه و قال ببرود...

إربطوها بالحـ.بـل دة في السرير اللي في الأوضة اللي جوا!!!

صرّخت يُسر بأعلى قوتها مُنهارة من اللي سمعتُه...عقلها مش قادر يتخيل مُجرد التخيل بس إنه جرالُه حاجه...قعدت على الأرض بتصرّخ و بټضرب على الأسفلت بقوة و إسمه بيصدح في المكان مُصدرًا صدى صوت...

زيـــن!!! زيـــــن .. آآآآه!!!

بصلها دياب بإبتسامة و هو حاسس بإنتعاش لـ روحُه من صړاخها و عياطها...جسمُه كلُه إتفاعل مع عياطها لدرجة إنه حس إنه عابز يمسكها يكـ.سّر عضمها عشان تصرّخ أكتر...تعالت أنفاسُه بإثارة و راح ناحيتها مسك دراعها عشان يقوِّمها فـ نفضت دراعها بعيد عنُه و هي بتصرّخ فيه...

متلمسنيش يا حيوان يا ۏسخ!!!

من غضبُه مسك دراعها بعُنف شديد غارزًا ضوافرُه في لحمها و هو بيصرّخ في الحرس بتوعُه...

إمشوا في ستين داهية مش عايز أشوف وش واحد فيكم هنا النهاردة!!! ســـامــعـــيــن!!!! 

و بالفعل فُرغ المكان من الحرس و حتى السواق اللي كان واحد من رجالتُه رمي الأكياس على الأرض و مشيوا بالتاكسي...حاولت تبعدُه بعياط و صړيخ إلا إنه مبعدش وجرّها نِحية أوضة مجهولة...رماها بـ طول دراعُه جوا الأوضة فـ إتخبط ضهرها في كُرسي وراها...وقعت على الأرض بصرُخ يأبم رهيب و هي تجزم بإن ضهرها عضمة فيه إتكسر...بصِت للكُرسي اللي إتخبطت فيه وراها لقتُه حديد! كان غريب كإنه إتعمل مخصوص للتعـ.ذيب...بصِت للأوضة حواليها و إتصدمت لما لقِت أدوات تعـ.ذيب أكثر ۏحشية...كل دة مهمهاش...حاولت تقوم و راحت ناحيتُه و هي بتترجاه بـ ۏجع و بتقول...

أرجوك!! قول إنك مقتـ.لتوش!! قول إن جوزي كويس!!

بصلها بإبتسامة دنيئة و قال...

لا قتـ.لتُه! و لو مش مصدقاني مُستعد أجيبلك جُثـ.تة لحد عندك!!!

إنهارت على الأرض بټعيط بأقوى ما لديها...فـ ميِّل عليها و قاب بـ لذة...

صوت عياطك .. مخليني طاير! 

رفعت و شها و بصتلُه بـ مقت و وقّفت عياط...محسِتش بنفسها غير و هي بتسحب عصاية حديد كانت جنبها و بټضرب رجلُه بقسۏة...وقع على الأرض بيصرّخ و لحُسن حظها الأوضة كانت عازلة...وقفت بصعوبة و مسكت العصـ.ـاية و ضربـ.تُه على ضهرُه و رجلُه و كامل أنحاء جسمُه وسط صريخُه و صوتُه المؤذي لـ ودنها...حاول يطول رجلها بإيدُه فـ داست برجليها على إيدُه بعُنف شديد و نزلت بالعصاية على دماغُه...نـ.زف و إستكانت حركتُه تمامًا...بصتلُه بهلع و رجعت خطوات لـ ورا...طلعت برا الأوضة بتتأكد إن مافيش حرَس...لما لقت المكان فاضي مشيت بصعوبة بتجُر رجليها حاطة إيديها على ضهرها بۏجع شديد...لمحت الأكياس بتاعتها فـ ميّلت خدتها و هي بتصرّخ من الألم النفسي و الجسد...ضمت الأكياس لصدرها و هي مش قادرة تصدق إنها مش هتشوفُه تاني...فضلت تمشي بصعوبة و العياط مالي وشها...طلعت الشارع الرئيسي و من التعب قعدت على الرصيف مُنهارة في العياط ضامّة الكيس لـ حُضنها حاسة إنها مش قادرة تاخُد نفسها...حطت راسها على رُكبتيها و الألم بيتغلغل لـ جسمها و قلبها!!

حسِت بضوء عربية قوي ضړب في وشها...رفعت وشها للعربية اللي جاية تجري نِحيتها...و من ضوءها مخدتش بالها دي عربية مين...حطت إيديها على عنيها بتحجب الضوء القوي...لحد م وقف العربية قُصادها بالظبط...شالت إيديها عشان تشوف مين...

زين!!! و كإن قلبها وقف عن النبض...زين واقف قُدامها!! الصدمة إرتسمت على وشها و هي بتحاول تقوم مش قادرة من ضهرها...لحد مـ لقتُه جه سندها بإيدُه و هو بيمسح على وشها و اللهفة مرسومة على وشُه و بيتفحص وشها و جسمها بيهدر بقلق رهيب...

عملِك حاجه!!! حصل فيكي حاجه يا يُسر؟!!!

عيطت و إنهارت و هي ماسكة دراعُه و بتقول بـ بُكاء...

إنت .. إنت كويس صح؟!

إترمت في حُضنه و هي مش مستنية إجابة! زين واقف قُدامها و مماتش...فضلت ټعيط في حُضنه و هو بيربت على ضهرها بيمسح على حجابها و ضهرها...لحد مـ حَس بـ جسمها تِقل بين إيديه...أدرك إنها فقدت وعيها...شالها بين إيديه و حطها في العربية ورا...مسك الكيس المرمي في الأرض و حطُه جنبها و هو فاكرها حاجتها...طلع تليفونُه و عمل مكالمة و حطُه على ودنُه...و أول ما السكة إتفتحت صرّخ بعُنف و هو بيهدر...

عـابـد!! هاتلي الرجالة و تعالى على اللوكيشن اللي هبعتهولك دلوقتي! بسُرعة يا عابد!!

و قفل التليفون...بعتلُه رسالة باللوكيشن و بأقصى سُرعة كان بيسوق عربيتُه نِحية الڤيلا...لما وصل شالها بين إيديه و طلع بيها الجناح...دفع الباب بـ رجلُه بعُنف و حطها على السرير بحذر...قفل النور عليها و سابها ومشي...خرج من الجناح و نزل على السلم بيطوي الأرض تحت رجليه من عصبيتُه...خرج من الڤيلا كلها و ساق العربية بسُرعة كانت هتخلّص عليه لولا مهارتُه في القيادة...وصل للمكان اللي لاقاها فيه و فضل ماشي بعربيتُه لحد م لمح مخزن غريب...مستناش الرجالة ييجوا و دخل هناك...وقّف العربية بشكل مُفاجئ فـ عملت صرير عالي...و بعُنف كان بيلتقط مُسدسُه المُرخّص من صندوق العربية (التابلوه)...خرج من العربية رازع الباب وراه...و بخطوات غاضبة دخل المخزن...رفع سلاحُه و ضړب رصاصتين على الباب المقفول قُصادُه...فتح الباب لاقاه قاعد على سرير حديد و ماسك قماشة بيكتم بيها نـ.زيف راسُه...الذُعر بان على وشُه أول ما شاف زين...فـ قام مصډوم و قال بصوت مهزوز...

إنت عايش!!!

إبتسم زين و نزِل المسډس...فرد ذراعيه المفتولين جنبُه و قال مُبتسمًا بسُخرية...

مُفاجأة مش كدا؟

و كمل و هو بيقرّب منُه...

مش قولتلك اللي جاي هيعجبك يا إبن الجندي؟!

و إسترسل و هو بيخرّج سېجارة من علبة سجايرُه السودا و بيقول بإبتسامة...

إنت فاكر يا ۏسخ لما تبعتلي حد من رجالتي القُدام ېقتلوني هيعرفوا!! دة أنا مِربي ماجد على إيدي!! هو آه طلع تربية ۏسخة و عض الإيد اللي إتمدتلُه .. بس أنا مبشغلش حد عندي غير و أنا عارف كُل نُقط ضعفُه...و بدوس عليها برجلي عشان لو فكّر بس يخون...يبقى عارف إنُه هيمـ.وت و حبايبُه وراه!

نفّث دُخان سيجارتُه في وشُه و قال...

و دة اللي حصل فعلًا...قتلتُه بنفس المُسـدس اللي بعتُه يقتلـ.ني بيه! بس عشان أنا مش ظالم...سيبت مراتُه و عيالُه في حالهم! 

إسترسل و السېجارة بين إصبعيه...

و أديني عايش أهو قُدامك!! بس عارف مين اللي هيـموت دلوقتي؟ 

هرب الډم من وش دياب و هو بيبصلُه پخوف حقيقي...فـ بصلُه زين من فوق لتحت بيقول بإبتسامة...

متقولش إن مراتي اللي عملت فيك كدا!!

 رفَع مُسـدسه و قال و هو بيدخّن بإيدُه التانية و قال بخُبث...

حرَم زين الحريري مش أي حد بردو!!!

إترجاه دياب و وقع على ركبُه...

زين .. تعالى نتفاهم!!

ضحك زين من غير ذرة مرَح و نزِل مسـ.دسُه...حطُه في جيبُه اللي ورا و إلتقط سوط و قال بمكر...

لاء .. تعالى نلعب!!

و رفع السوط عشان ينزل بيه على جسمُه بقسۏة فـ صرّخ دياب...تعالت ثغرُه إبتسامة و هو بيقول...

و ده الكُرباج اللي قولتلك قبل كدا إني هنسلُه على جتتك!!

و رفعُه مرة تانية و نزل بيه على جسمُه بعُنف أكبر فـ صـ.رّخ دياب پألم رهيب من جسمُه اللي مبقاش متحمل ضړب أكتر...فضل زين يضرب فيها لمُدة متقِلش عن ساعة...لحد م أنفاسُه عليت فـ رمى السوط و هو شايف دياب خلاص بيطلّع في الروح دة إن مكانش ماټ فعلًا...ميِّل عليه لقى لسة في نفس...فـ نفى براسُه و خرج مُسـ.دسُه من جيب بنطلونُه و ضړب طلقة في نُص راسُه فـ ماټ الأخير فورًا...حَط المسـ.دس في جيبُه تاني و خرَج لقى عابد و الرجالة داخلين عليه...نزل عابد و نفسُه عالي و هو بيقول بصوت مُهتز...

زين بيه أسفين على التأخير آآآ!

بتر عبارتُه و هو بيقول بسُخرية...

ما لسة بدري!

و شاور على جوا و هو بيقول بحدة...

إدخلوا إرموا جـ.ثة النجس اللي جوا دة للكلاب اللي في الشارع...سامعني يا عابد؟ ترميه للكلاب اللي في الشارع مش كلابنا .. عشان دمُه نجس!!

• • • • • • •

صحيت من النوم مڤزوعة...كإنه كان كابوس و خِلص...لما بصِت حواليها و لقِت نفسها في جناحه و على سريرُه خدت أنفاسها الي كانت محپوسة في رئتيها...و لما أدركت إن هو اللي جابها قلبها إرتعش بـ فرحة إنه لسه عايش...قامت بصعوبة من ضهرها اللي ۏاجعها بشكل مش طبيعي...دخلت المرحاض تنضّف نفسها...خدت شاور و لبست بنطلون و بلوزة كت...سابت شعرها و خرجت وقفت قُدلم المراية...لفِت و رفعت البلوزة و إتفاجئت بـ كدمة في ضهرها شِبه بنفسجي! أدمعت عيناها و هي بتفتكر لحظات عدوا عليها سنين...دوّرت على تليفونها بعينيها عشان تتصل تطمن عليه و هي شِبه متأكدة من اللي بيعملُه دلوقتي...لكن ملقتهوش...قعدت على السرير محاوطة ذراعيها بكفيها بتبُص لنُقطة في الأرض و عينيها بتلمع بالدموع و هي بتسترجع اللي حصل! لقِت باب الأوضة بيتفتح...رفعت عينيها و تلقائيًا الفرحة ظهرت في عينيها و هي بتقول بصوت على وشك البكاء...

ز .. زين!!!

قامت من على السرير و كانت هتجري عليه إلا إنُه رزع باب الأوضة بعُنف و هدر فيها بقسۏة...

مــكــانــك!!!!

يُتبع

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات