رواية هوس من اول نظرة الجزء الاول (الفصل 1 الى 5)
كلف الجد
هشام بهذه المهمة و هذا ماجعله في غاية
السعادة حتى أنه كاد ان يقبل جده صباحا
لكنه تمالك نفسه في اللحظة الأخيرة.....
خرجا بعد أن إنتهيا من تناول الفطور...
فتح لها الباب بحركة نبيلة لتدلف إنجي السيارة غير مهتمة بذالك اللذي كانت عيناه لا تحيدان
عنها...و كأنه لا يرى غيرها في المكان...
في الطريق للجامعة...إنزلقت إنجي بجسدها
تحجزلي في أي أوتيل عشان عاوزة اكمل نومي..و لما تيجي تروح المساء تعالي خذني في سكتك....
ضحك عشام و هو يلتفت نحوها ليجدها
منكمشة على نفسها كقطة صغيرة تغلق عيناها
إستعدادا للنوم...
هشام بضحك...إنت حتنامي بجد و إلا إيه...
مينفعش كده قومي و صحصحي داه إنت عندك
محاظرات دلوقتي....
أروح الكلية...حنام في المحاضرة و الله...على فكرة المفروض مكنتش آجي عشان إمبارح الفرح
و انا فضلت سهرانة لوقت متأخر.....
هشام بتهكم و قد تذكر طلتها الساحره الساحرة التي
جعلته يشعر بالڠضب و الغيرة الشديدة من
عيون الحاضرين الذين كانوا ينظرون لها بإعجاب
...و فضلتي طول الليل بترقصي....
هشام و هو بحاول تهدأة نفسه...اه فرح اخوكي
و اديكي النهاردة مصبحة في الكلية...خليه
ينفعك بقى....
إستقامت إنجي في جلستها ثم مسحت وجهها
تنشط نفسها قليلا قبل أن تلتفت نحو هشام
الغاضب...ضيقت عينيها بمكر قبل أن تضع
يدها على يده الموضوعة فوق مقود السيارة
ليتنتبه لها هشام و يستدير نحوها دون أن ينبس
إنجي و هي ترفرف بأهدابها قائلة بدلال...هشام...
هشام بنبرة هائمة بعد أن سيطرت عليه بلمسة
بسيطة من يديها و نظرة من عينيها...روح
قلب هشام....
إنجي بخبث و هي تمد شفتها السفلية نحو الإمام كدلالة على حزنها...مش عاوزة أروح الكلية.....
إبتلع هشام ريقه بصعوبة و هو يشعر بتعرق جبينه رغم برودة الطقس ليهتف بصوت متقطع...ليه بس يا نوجة...مش يمكنعندك محاضرات مهمة و لازم تحضريها....
ليتنهد هشام بيأس من دلالها الذي يكاد يذهب بعقله فهو لحد الان لا يزال غير مصدق انها الان تجلس بجانبه و عطرها الهادئ برائحة الياسمين يملأ سيارته....
هشام باحباط...طيب خلاص يا نوجة متزعليش أنا حاخذك الجامعة ساعتين بالكثير شوفي وراكي إيه و بعدها حاجي آخذك ثاني نتغدى سوى و نقضي بقية اليوم مع بعض عشان للأسف مش حقدر ارجعك القصر ..
بعد القليل من الوقت كانت سيارة هشام تقف أمام كلية الإعلام التي تدرس بها إنجي التي ودعته و نزلت متجهة نحو أصدقائها..
أدار هشام سيارته الناحية الأخرى حتى يعود أدراجه نحو المستشفى التي يعمل بها لكنه لمح إنجي صدفة تقف مع شابين و فتاة قرب الباب الخارجي للكلية....
ضيق حاجبيه عندما لمح أحدهما يضع يده على شعرها ليكز هشام على أسنانه پغضب و يوقف السيارة فجأة حتى إحتكت العجلات بالأسفلت مصدرة صريرا مزعجا...أغلق باب
السيارة پعنف ثم أخرج هاتفه ليطلب رقمها و عيناه مازلتا مثبتتان عليها حتى رآها تخرج هاتفها من حقيبتها...
إنجي بمزاح...كنت عارفة إنك حتغير رأيك و تيجي تاخذني.....
توقفت عن الحديث عندما قاطعها بنبرة حادة و هو ېصرخ پغضب...مستنيكي برا خمس ثواني و تكوني واقفة قدامي.
حدقت إنجي بشاشة هاتفها بتعجب بعد أن أنهى هشام المكالمة و هي تتمتم بصوت خاڤت جدا...مالوا داه...
سألتها أحلام صديقتها...في إيه يا إنجي
إنجي بلامبالاة...و لا حاجة انا مضطرة اطلع
هشام مستنيتي برا حشوف عاوز إيه و أرجع
على طول...تشاو مؤقتا.
وصلت إلى سيارته لتجده متكئا عليها و هو ينظر نحوها..و هاتفه بيده...إستقام ثم أشار لها بركوب السيارة قبل أن يلتف هو أيضا ليستقل مكانه و ينطلق..
إنجي بحماس متناسية لهجته الغاضبة منذ قليل...حتاخدني فين بقى
هشام بهدوء و هو يكتم غضبه بداخله...مين الولد اللي كان بيمسحلك على شعرك من شوية
إنجي بعدم فهم...ولد...ولد مين
إنكمشت مكانها تحتضن حقيبتها عندما صړخ هشام في وجهها و هو يضرب المقود بهستريا...الولد اللي كان واقف معاكوا من شوية...إنطقي إزاي تسيبيه يحط إيده عليكي
كده....
إنجي بنبرة لينة تحاول مسايرته...هشام عشان خاطري إهدى....
أمسكها من ذراعها يهزها پعنف و يده الأخرى على المقود...حقول لجدي و هو حيربيكي من جديد..حقله إن حفيدته المحترمة إنجي عزالدين دلوعة العيلة واقفة مع شباب في الجامعة واحد منهم حط إيده عليها....انا لولا خاېف من الفضايح اللي ممكن تحصل من الموضوع داه كنت
دخلت كسرت إيده اللي حطها عليكي..إبن.....
شهقت إنجي پخوف و صدمة و هي ترى هشام إبن عمها الشاب الهادئ الرزين يتحول إلى وحش غاضب مخيف...
مساء....اد صالح إلى قصر جده بعد غياب دام
سنوات ليستقبله الجميع بفرحة....
سناء و هي تحتضنه للمرة العاشرة...أنا مش
مصدقة إنك خلاص رجعتلنا ياحبيبي..انا كنت
حموت و اشوفك....
صالح بضحك و هو يقبل جبينها...ياماما ما إنت
اللي رافضة تجيلي هناك....
سناء بتكشيرة...بعيدة اوي ووحشة...كان لازم
تختار أمريكا.
صالح...اديني رجعت اهو يا ستي المهم
متزهقيش مني بس....
سناء بلهفة...ياخبر داه انا بفكر اجوزك
كمان زي أخوك....
إنجي بمزاح...إشرب ياعم..الظاهر إن ماما
حاسبة حساب كل حاجة...عاوزة تربطك هنا
بأي طريقة.
صالح...و انا موافق ياستي..بس..هو فريد
فين انا مش شايفه.
سيف...ما إنت عارف اخوك...رجع الشغل.
صالح و هو يهز رأسه من تصرفات أخيه...لو مكانش عمل كده ميبقاش فريد...
بقى الجميع يتجاذبون أطراف الحديث
قبل ان يستأذن صالح الصعود لغرفته ليرتاح...
اخرج هاتفه من جيبه ليصل برقم ما...بعد أن اتاه الرد قال...تمام....كويس جدا داه المطلوب...
مكان هادي و بعيد عن الكل...محدش يقدر يوصله
..عز الطلب...ماشي مع السلامة.
رمى هاتفه على السرير تزامنا مع إبتسامته الشريرة
التي شقت ثغره ليطلق صفيرا مستمتعا بخططه
التي تسير كما يحب.....
في فيلا فخمة تعود لمالكها ماجد عزمي.....
تحلقت العائلة الصغيرة حول طاولة العشاء
كعادتهم كل مساء...
ماجد...إيه اخبار الشغل يايارا...
يارا بعدم إهتمام...سبته...
ماجد بصړاخ و هو يرمي الشوكة و السکين
من يديه نعم...إنت إتجننني دي ثالث مرة
تعمليها و تكسفيني مع أصحابي...
ميرفت والدة يارا...خلاص يا ماجد متكبرش
الحكاية البنت مش عاوزة تشتغل....هو بالعافية.
ماجد پغضب...كله من دلعك فيها....آدي أخرتها...
يارا وهي تلوي ثغرها بملل...يا بابا قلتلك مية
مرة قبل كده انا مش بحب اروح الشركات دي
و اتقيد بوقت دخول و خروج و بعدين انا
مباقليش كثير متخرجة عاوزة اريح دماغي
شوية...
ماجد بسخرية...اللي يسمعك كده يقول كنتي
مقطعة نفسك مذاكرة و إنت يادوب كنتي
بتنجحي كل سنة بالعافية...داه انا ببقى مكسوف
لما بكلملك واحد من أصحابي عشان يلاقيلك
شغل عنده...لما يسألني ناجحة بتقدير إيه...
ميرفت بغرور...مش مهم التقدير...المهم إنها خلصت
و بقت مهندسة...خليها ترتاح سنة و إلا إثنين و بعدين نشوف حكاية الشغل إبقى إفتحلها مكتب لوحدها بنتي انا مبتشتغلش عند حد.....
ماجد بسخرية...عشان الهانم تبقى تروح و تيجي براحتها...
ميرفت بتجاهل...نسيت مقلتلكش مرات عبدالله منصور كلمتني عاوزين معاد معاك عشان
يخطبوا يارا...
ماجد بتعجب...عبد الله منصور بتاع العربيات....
ميرفت...أيوا هو...قلت إيه.
تدخل ريان شقيق يارا الأصغر قائلا بمرح...
حغير العربية حغير العربية...
رمقه والده بنظرة حادة ليصمت ثم إلتفت
نحو زوجته قائلا...أتمنى ميكونش زي
اللي قبله...ميكملش أسبوع و يختفي
خالص..
ميرفت بتأفف...خلاص بقى مش وقت المواضيع
دي...الجماعة معزومين عندنا آخر الأسبوع
أنا بكرة حكلم نجلاء هانم و اقلها.
أومأ لها ماجد دون أن يتحدث قبل أن يعود
من جديد ليتناول طعام العشاء بينما إستأذنت
يارا نحو غرفتها بعد أن تحججت بأنها متعبة
و تريد النوم.....
غيرت ملابسها ثم تسطحت على السرير
و هي تتذكر حياتها طوال الخمس سنوات
الماضية....وتحديدا بعد ذلك اليوم الذي تركها
فيها صالح عزالدين....كانت تدرس بجد رغم الصعوبات التي كانت تواجهها لكنها كانت دائما
مصرة على النجاح حتى لا تصبح مصدر سخرية من زملائها الذين لاطالموا تحدثوا من ورائها عن فشل بعد أن تركها النابغة صالح كما كانوا يسمونه....
لم يقترب منها لا رامي الحداد و لاغيره من
شباب الجامعة حتى في النادي...كلما تحدث
معها أحدهم اليوم يختفي بصفة مفاجأة
في اليوم التالي...
نفت تلك الأفكار من رأسها عندما سمعت
هاتفها يرن لتجدها إحدى صديقاتها مروى....
يارا بهدوء...أهلا ياميرو....
مروى بصړاخ...فينك يابنتي كلنا مستنينك...
يارا بتعجب...مستنيني فين
وضعت مروى يدها على أذنها الأخرى
لتسمعها بسبب صوت الاغاني المرتفع...البارتي
إبتدت من زمان...عيد ميلاد فيري إنت نسيتي
تأففت يارا بضيق لنسيانها أمر عيد ميلادها
صديقتهم فريدة...اووف انا نسيت خالص
و مش حقدر آجي دلوقتي...
مروى...مش ممكن يا يويو الشلة كلها هنا
مستنيينك داه حتى حازم هنا و مش مبطل
سؤال عليكي
يارا بضيق...تمام نصاية و اكون جنبك...
إستقامت يارا و هي تنظر لشاشة هاتفها لتجدها
الساعة التاسعة و النصف ليلا لم تهتم كثيرا
فهي معتادة على السهر خارجا كل ليلية و الرجوع
متأخرة و ذلك بتشجيع من والدتها اللتي لم
تكن ترفض خروجها خاصة و انها تعرف صديقاتها
جميعا و هذا ما كان يطمئنها حسب رأيها....
إتجهت نحو خزانتها لتغير ملابسها و ترتدي
فستانا فخما باللون الأسود المطرز بخطوط ذهبية
قصير و ضيق يلتصق على جسدها كجلد ثان.
إرتدته على عجالة ثم فردت شعرها المموج
ليغطي كتفيها و ظهرها و وضعت بعض مساحيق
التجميل الخفيفة مما زادها جمالا ثم أخذت
حقيبتها التابعة للفستان و حذاء باللون الأسود
و نزلت الدرج بسرعة.....
من حسن حظها لم تجد أحدا في الأسفل
رغم أنها لم تكن تهتم...ركبت سيارتها ثم
إنطلقت نحو احد الملاهي الليلة الفخمة
حيث يقام عيد الميلاد...
دخلت تتهادى بخطوات رشيقة جعلت
جميع الرؤوس تلتفت لها و تناظرها باعجاب
إحتضنتها مروى قائلة...واو إيه الجمال داه
كله يايويو...قمر آخر حاجة....
أجابتها يارا بغرور و هي تجلس بجانبها
واضعة ساقها على الأخرى بأناقة...طول عمري
قمر و ميرو و إلا إنت رأيك إيه....
حازم بابتسامة...طبعا برنسيسة الجامعة
و النادي و كل حتة...
إحتضنها مقبلا وجنتها لتجيبه يارا...دي
اقل حاجة عندي...امال فين جوجو مش شايفاها
هي ماجاتش
مروى بضحك...لا جات بس فوق مع أسامة...
يارا و هي تلوي شفتيها باشمئزاز...البنت دي
مش حتبطل قرف...
مروى...ما إنت عارفة أسامة مفيش بنت بتاخذ
معاه يومين...اليوم الثالث تلاقيها في سريره...
يارا...اللي عاوزة تحافظ على نفسها حتقدر
حتى لو قدامها براد بيت ذات نفسه...صحيح
إننا بنسهر و نخرج زي و نلبس بحرية...بس
كل حاجة و ليها حدود..و هي عارفة إن واحد
زي أسامة حيتسلى بيها يومين وبعدها حيرميها
و يدور على واحدة جديدة غيرها...
مروى بلامبالاة...ما احنا ياما غنينالها الاسطوانة
دي بس مش نافع...بنت غاوية قرف...أقطع
ذراعي من هنا لو مكانتش هي اللي طلبت
منه.....
يارا بقهقهة...لا في دي معاكي حق..يلا
سيبينا منهم يتحرقوا هما الاثنين...قوليلي
بقى فين البارتي اللي جايباني عشانها
نص الليل دي.
مروى بضحك...ماهو حازم هو اللي قالي كدة
اصل حفلة فريدة بكرة مش الليلة.
يارا پغضب...اه ياكلبة...خليتيتي ألبس
الفستان اللي كنت مقررة البسه في البارتي......
أتى حازم و في يده كاسين من عصير البرتقال
الفرش كما تحبه يارا...مد لها الكأس الأول ثم. إحتفظ بالثاني لنفسه...
يارا بابتسامة ساحرة...ميرسي يا حازم....
مروى باندفاع...و انا مجبتليش عصير معاك
و إلا الدلع بس ليارا....
حازم و هو يقترب قليلا ليجلس بجانب يارا
يرمقها بنظرات إعجاب...طبعا..الدلع يليق
بس للقمر اللي قدامي...
ضحكت يارا بينما أجابته مروى بسخرية
...يا سوسو...طب إثقل شوية على طول كدة
جابتك على بوزك..
حازم بغيظ...و إنت مالك...و بعدين إيه اللي
مقعدك بينا ماتروحي ترقصي و إلا تشربي
و إلا تغوري في داهية....لاصقة هنا ليه...
يارا بضحك...بالراحة ياحازم...اصل مروى
مرهفة الاحاسيس...و شوية كمان و حتعيط....
مروى و هي تصطنع البكاء...شفتي يايوو
هزقني إزاي...ناكر جميل داه انا اللي خليت
يارا تيجي الليلة....
يارا