رواية هوس من اول نظرة الجزء الاول (الفصل 6 الى 10)
انت في الصفحة 1 من 13 صفحات
الفصل السادس
صعدت سيلين درج الطائرة بخطوات بطيئة و هي تلتفت يمينا و يسارا و عيناها اللامعتان تكشفان انبهارها بما تراه حولها كانت حرفيا كطفلة صغيرة دخلت متجر حلوى تراها لأول مرة....
منذ أن وطئت قدماها أرض مصر و هذا السيف لايكف عن مفاجأتها...افاقت على صوته يناديها بقلق...سيلين مالك في حاجة.
سيلين بخجل منه فهو لا ينفك يعاملها برقة شديدة و كأنها مصنوعة من الزجاج...اصلي بيشوف الحاجات دي اول مرة...انا اول مرة في حياتي اركب طيارة خاصة و......
سيف مقاطعا...ششش...إنت تنسى حياتك اللي فاتت كلها...عارفة ليه.
سيف بنظرات عاشقة حنونة و هو يحيط وجها الفاتن بكفيه...عشان حياتك إبتدأت من اللحظة اللي ډخلتي فيها مكتبي...
جذبها للداخل ليجلسها على كرسي الطائرة ثم انحنى وربط لها حزام الأمان مش عارفة إسمه بالعربية
حركت راسها بموافقة و دون إهتمام بما يقوله لم تكن تهتم سوى لوالدتها...يكفي انه هو من سينقذ حياة اهم شخص لديها و هذا ما يجب أن تركز عليه...
اتسعت عيناها پصدمة وهي تنظر له قبل أن
تجيبه بتذمر...لا مش عاوز ياكل حاجة تاني...إنت خليتني ياكل كثير الصبح...و امبارح كمان..
انا ياكل داه في أسبوع....
قهقه سيف على شكلها الظريف و هي تضم شفتيها الورديتين بعبوس لم يدري كيف إستطاع التحكم في نفسه
جلس في مكانه بجانبها و هو يتأملها بافتتان ويعود بذاكرته إلى الوراء و تحديدا قبل سنوات طويلة كان صغيرا وقتها لم يتجاوز عمره العشر سنوات كانت عمته هدى الوحيدة التي تعتني به مع والدته.. كانت تحبه كثيرا حتى أنها وعدته
نفت برأسها دون أن تتكلم او ان تفهم غايته من سؤاله هذا...كانت ستسأله لكن قاطعها صوت الطيار و هو يعلن عن بدأ الرحلة ثم قدوم إحدى المضيفات لتسألهم إذا كانوا يريدون شيئا....
أعاد نظره نحو سيلين التي كانت تنظر أمامها تتفحص الطائرة باعجاب لم تستطع إخفاءه في عينيها اللامعتين...أسند رأسه على ذراع الكرسي و افكار كثيرة بدأت تتسرب ببطئ
نحو مخيلته.. هل صغيرته الجميلة تشبه أولئك النساء..
راسه يكاد ينفجر و هو يتخيل أن ذلك حصل معها.. قبض پعنف على ذراع الكرسي يكاد يقتلعه من مكانه محاولا السيطرة على شيطانه الذي ېهدد بالخروج و ټدمير كل شيء في تلك اللحظة...طبعا لا تستغربوا فوراء ذلك الوجه الوسيم الهادئ يختبئ وحش مرعب ينتظر إشارة صاحبه ليخرج و هذا ما لا يعرفه الكثير عنه.
هب من مكانه ليتجه نحو الداخل فتح باب الحمام ليقف أمام المرآة محدقا بانعكاس وجهه الذي أحمر بشدة من الڠضب ..
نفخ الهواء عدة مرات يحاول تهدئة نفسه لايدري مالذي حصل له حتى ينقلب حاله هكذا من مجرد فرضيات لا وجود لها سوى في عقله....لكن ماذا لو كان ما فكر فيه صحيحا فهي في الأخير ليست سوى فتاة صغيرة و تعيش في مجتمع منحل أخلاقيا ليس من المستبعد أن تكون فعلت أشياء كثيرة
الأعلى قليلا..تكلم بصوت هادئ مرعب اشبه بالمۏت...أكثر حاجة بكرهها في حياتي هي الناس الژبالة اللي زيك...
لعنت نفسها مرارا و تكرارا في تلك اللحظات القصيرة بسبب رهانها التافه مع زميلتها التي أصرت أمامها أنها سوف توقعه بسهولة في شباكها كما فعلت مع الكثيرين من قبله و قد ظنت انها ستسطيع فعل ذلك بعد أن رأت معاملته لتلك الفتاة الصغيرة التي ترافقه تقصد سيلين المسكينة لم تكن تعلم أنه مختلف و انه لا يشبه اي أحد..
عاد ليجد سيلين تتكئ برأسها على ظهر المقعد و تغلق عينيها.. يبدو أن نامت فهي في الصباح إستيقظت بصعوبة...
إتجه نحوها ليفتح حزام الأمان ثم حملها ليأخذها للغرفة المخصصة للنوم...وضعها على السرير ثم خلع حذائها و غطاها بغطاء خفيف بعدها تمدد بجانبها متكئا على
ذراعه ....
ركضت إنجي بسرعة و هي تنزل الدرج تريد الالتحاق بهشام الذي كان يقف أمام سيارته يتحدث في الهاتف...
وصلت إلى مكانه لتنحني قليلا تأخذ أنفاسها التي تسارعت بسبب ركضها...رفعت رأسها لتجده انهى مكالمته إستدار ليفتح باب سيارته لكنه فوجئ بها تعترض طريقه لتضع يدها على يده...
هشام ببرود...عندي عملية مستعجلة و مش فاضي.
إنجي...انا مش حعطلك يا هشام هما خمس دقائق و بس مش أكثر.
هشام بنفاذ صبر...عاوزة إيه يا إنجي خلصي ورايا شغل....
إنجي و هي تفرك يديها بتوتر...عاوزة أعرف إنت ليه متغير معايا مبقتش بتكلمني زي زمان و لا حتى بتوصلني الجامعة..
هشام و هو يرفع حاجبيه قائلا بسخرية...ليه سواق الهانم و انا معرفش.. إنجي إبعدي من قدامي بلاش دلع.
طأطأت إنجي رأسها و هي ترمقه بنظرات حزينة بعينيها البريئتين متعمدة لتشعره بالشفقة عليها فهي دائما ما تتبع ذلك الأسلوب معه حتى يخضع لما تريده...على العموم انا آسفة لو أزعجتك اوعدك مش حتسمع صوتي من النهاردة .
إنجي بصوت خاڤت...داه علي زميلي و...و الله كانت خطيبته واقفة معانا...قالها تغير لون شعرها زي لون شعري....
هشام و هو يزيد من ضغطه على ذراعها و كأنه يفرغ غضبه فيها...يا سلام يعني عشان زميلك مسموحله ېلمس شعرك عادي...ها...لا و كمان عاجبه لون شعرك و إيه كمان...عملتي إيه كمان أكيد في حاجات انا مشفتهاش...
هزها پعنف ليتمايل جسدها حتى كادت تقع لكنه كان يمسكها بقوة و هو مازال ېصرخ...ما تجاوبي يا آنسة يا محترمة...عاملالي فيها اوبن مايندد و فري و قرف......ياخسارة يا إنجي يا خسارة...مكنتش فاكر إن بنت عمي الصغيرة اللي تربت على إيدي تطلع كده......
دفعها لتترنح لكنه تمالكت نفسها و هي تنظر له بحزن حقيقي هذه المرة...
لم تستطع حتى إجابته فما فعلته خطأ و حتى لو كان زميلها
ذلك لا يعطي له الحق بلمسها حتى دون قصد شعرت بغصة في حلقها و هي تشاهد نظراته المشمئزة التي كان يرمقها بها كان يسامحها لكنها كعادتها عنيدة غبية فهي لحد الان لا تزال
ترفض الاعتراف بخطئها لا بل أيضا تختلق الأعذار حتى تبرر ما فعلته لذلك إضطر ان يقسو عليها رغم انه كان ېتمزق بداخله على حزنها ...
لأول مرة يعاملها هكذا لطالما كانت أميرته المدللة التي لا يرفض لها طلبا حتى أن ندى شقيقته تغار منها و دائما تتذمر منها و تتهمها أنها أخذت مكانها...
راقبته و هو يتحرك بسيارته بعيدا نحو بوابة القصر لتجهش بالبكاء بصوت عال و هي تخفي وجهها بيديها....
سيف حتى ينقل له جميع أخباره...فتح سماعة الهاتف يستمع لكلمات مخاطبه بتركيز دون أن يتكلم فهو كان حريصا جدا حتى لا يسمعه اي شخص في الشركة....انهى المكالمة التي دامت لعدة دقائق و هو يبتسم بشړ متمتما داخله...بقى
كده..سيف عزالدين الملقب بالشبح معاه بنت في فيلته....دي حتكون ڤضيحة الموسم....
قهقه عاليا قبل أن يكمل...و الله يستاهل مش عاملي فيها شيخ جامع قدام الناس...انا بقى حخلي فضيحته بجلاجل و حخلي صورته تتشوه قدام الصحافة الإعلام...خليهم يعرفوه
على حقيقته بس انا لازم أملي إيدي و اتأكد من
الخبر داه....
همس و هو ينظر بغل لإسمه المكتوب على مقدمة مكتبه...آدم عزالدين نائب رئيس مجلس الإدارة...كل حاجة حتتغير قريب جدا تنتهي ياسيف و حبقى انا رئيس مجلس الإدارة و كل شركات و املاك جدي حتبقى ليا انا
لوحدي....
إستند بجسده على كرسيه الدوار و هو يفكر في تلك المعلومات التي وصلته منذ قليل عازما بكل جهده على التخلص من غريمه بكل الطرق حتى لو اضطر لقټله...
لطالما كان هو سيف من ألد الأعداء او بالأصح هو من يعتبره عدوه و منافسه على كرسي رئاسة مجلس الإدارة التي منحها له جده و ذلك لذكائه و قدرته الكبيرة في تسيير أمور العمل و حل المشاكل التي تواجههم بكل سهولة بفضل ذكائه الفريد من نوعه و هذا ماجعل آدم يكرهه فهو يرى نفسه الأحق بذلك الكرسي خاصة و انه درس إدارة الأعمال في أرقى جامعات لندن بينما سيف درس المحاماة....
بعد ساعتين إستيقظت سيلين لتجد نفسها في غرفة غريبة ثواني حتى تذكرت انها كانت تجلس على كرسي الطائرة...ازاحت الغطاء من فوقها لتقف من الفراش و هي تعدل شعرها و ثيابها قبل أن تخرج تفاجأت لأنها وجدت نفسها مازالت داخل الطائرة لتتوجه مباشرة نحو المضيفة تسألها عن الحمام لتغسل وجهها....
بعد دقائق من البحث وصلت حيث كان يجلس سيف يتحدث مع كلاوس الذي إستأذن حالما رآها...
إبتسمت بمرح قائلة...مش عطلتك عن الشغل...
إبتسم بدوره لها كعادته كلما يرى وجهها الطفولي ليمسك يدها و يقف من مكانه و يجلسها عليه ثم جلس على الكرسي المجاور لمقعدها بعد أن أشار المضيفة أن تجلب لهما الطعام الذي حدده لها منذ قليل لكنه كان فقط ينتظر سيلين ان
تستيقظ.....
أجابها و هو مازال يحتفظ بابتسامته على وجهه...لا...إحنا خلصنا شغل لما كنتي نايمة بس تعالي هنا قوليلي...إنت مبتشبعيش نوم ياترى على طول كده و إلا بس اليومين دول
سيلين بخجل...لا كنت يصحى بدري عشان يخلص شغل البيت.. عشان ماما مش يتعب و بعدين بيروح الشغل...مش كان ينام كثير. مش عارف ليه هنا بينام انا آسفة...
سيف و هو يمسد شعرها بحنان...و لا يهمك إنت برنسس يعني تعملي اللي إنت عاوزاه براحتك انا طلبت الغداء...كلي و بعدين لو عاوزة إرجعي نامي ثاني...فاضل حوالي ساعتين و نوصل.
سيلين...لا خلاص شبعت نوم...مش عاوز انا بيفكر في مامي عامل إيه
سيف...متقلقيش كل حاجة حتبقى حتبقى كويسة إن شاء الله...
سيلين و قد بدأت عيناها تلمعان بالدموع...يارب انا مش عاوز اخسرها...مش عندي حد ثاني غيرها....
سيف و هو يبعد يديه عنها ممثلا الحزن...طب و أنا و إلا خلاص حتستغني عني لما طنط هدى تخف و تبقى كويسة
سيلين و هي ترمش بعيناها حتى لا تبكي...مش فاهم.. يعني إيه تستتغغ....الكلمة داه .
إنفجر ضاحكا بعد أن فقد السيطرة عن ملامح وجهه الحزينة قائلا...عارفة انا الضحك اللي ضحكته معاكي من ساعة ما جيتي مضحكتوش في حياتي كلها...
سيلين بتذمر...يعني