رواية هوس من اول نظرة الجزء الاول (الفصل 6 الى 10)
ليلة البارحة...إلتفت
وراءه خشية ان يجد أحدا ما في المكان قبل أن يهتف...تعالي خلينا ندخل جوا و فهميني إيه اللي حصل مينفعش نتكلم هنا....
اومأت له ثم سارت بجانبه ليدخلا جناحه كل واحد من أحفاد صالح عزالدين عنده جناح خاص بيه في القصر...
أجلسها بجانبه على الاريكة قائلا...دلوقتي إحكيلي اللي حصل بالتفصيل.
لوت شفتيها مضيفة بحنق...كله من أمك و أختك العقربة...حسابي معاها بعدين.
نظر لها هشام بعدم رضا مجيبا...على فكرة
إنت إتهمتي ندى بدون دليل يعني ممكن متكونش هي.
إنجي بحدة...و هو في غيرها...و إلا نسيت عمايلها.
هشام...طب إهدي و خلينا نفكر في حل....الإنفعال مش حيجيب نتيجة.
جنبها....
هشام بنبرة متعبة...ماشي...
الفصل العاشر
فيه منذ قليل قبل أن يدخل الحمام...رماها بنظرات مشمئزة قبل أن يرمي المنشفة من على رأسه قائلا ببرود...مكلتيش ليه
بصوت خاڤت...مش جعانة انا بس كنت....عاوزة انام ...
رفع الاخر حاجبه باستهزاء فهو طبعا قد لاحظ الدواء و بعدين نامي.....
أروى...لا انا مش عاوزة...
قطع فريد المسافة الفاصلة بينهما في خطوتين لينحني و يجذب ذراعها بقوة ليجعلها تقف أمامه مزمجرا بحدة...انا مۏتي و سمي الست العنيدة اللي ما بتسمعش الكلام...إنت إيه غبية لسه متعلمتيش إتعودي إن اللي بقلك عليه يتنفذ و مين غير مناقشة...
إنتفضت على صوت الباب الذي أغلقه وراءه و هي تغلق عينيها پألم لايسعها فعل شيئ سوى البكاء...تحاملت على نفسها لتقف على قدميها و تحمل الأكياس متجهة نحو المطبخ
فتحت صنبور المياه لتبلل يديها قليلا ثم تمسح وجهها بلطف دون أن تضغط على أماكن الكدمات...
فتحت الرف العلوي لتخرج بعض الصحون و تبدأ في ترتيب الطعام متمتمة بصوت منخفض...يارب تزلق في الحمام تنكسر إيدك و رجلك..يا فريد يا إبن طنط سناء...اكملت و هي تقلد صوته باستهزاء.. اللي بقلك عليه يتنفذ فاكر نفسه رأفت الهجان ..الله يرحم جدك اللي هو جدي كانوا بينادوله
ميمون ابو دوحة....متجوز أربعة نسوان و عنده ثمانية و أربعين ولد و بنت و مية و عشرين حفيد قال يتنفذ
قال و ديني و ما أعبد إما خليتك...و إلا بلاش خلي الخطة سرية ما يمكن حاططلي كاميرا هنا و إلا هناك ....الإحتياط واجب برده.
انهت ما تفعله ثم وضعت الصحون على الصينية
و اخذتهم للصالون....وضعتها على الطاولة بحرص و هي تتنفس الصعداء فهي بصعوبة كانت تمشي بسبب
آلام جسدها...
امسكت كيس الأدوية ثم بدأت في إخراج علب
الدواء لتختار ما ستتناوله بعد الطعام...
تمتمت بحنق و هي تقلب العلب الكثيرة...انا مش
فاهمة حاجة من البتاعة دي...طب داه مسكن الآلام و داه...زيه مسكن و دي مراهم....امال الباقيين دول إيه
أجابها فريد من وراءها الذي خرج للتو يرتدي
تي شيرت خفيف باللون الرمادي بدون أكمام
يظهر ساعديه الضخمين...دول فيتامينات عشان
جسمك ضعيف...بقى في واحدة عمرها إثنين و عشرين سنة وزنها خمسة و أربعين كيلو.....
قالها بسخرية و هو يسير ليجلس على الكرسي المنفرد
مقابل لها....
رمقته هي بنظرة حانقة رغم خۏفها منه قبل أن تجيبه
بشجاعة زائفة...طولي متر و تسعة و خمسين يعني لو زدت كيلوو إلا إثنين كمان حبقى شبه البطة .
فريد و هو يحدق في جسدها...متأكدة إن طولك
متر و تسعة و خمسين.. اصلي شايف التسعة و خمسين بس مش المتر.
أروى بغيظ...على فكرة انا طولي مثالي...بس
في ناس عمالقة طولها مترين عشان كده بتشوف الناس الطبيعية قصيرة...
فريد...طولي متر و سبعة و ثمانين...يا...أوزعة .
أروى بشهقة...متقوليش يا أوزعة انا حتى أطول
من إنجي أختك.
وقف من مكانه بهدوء قائلا...كملي اكل و خذي
الدواء العلبة الصفراء اللي مكتوب عليها.....
تاخذي حباية واحدة.
أروى بسخرية...حد قلك عاوزة اڼتحر...
فريد و هو يتوقف عن السير ملتفتا لها بتعجب
...إنت مش ناوية تلمي لسانك...و إلا جلدك بياكلك
على الضړب....
وضعت أروى قطعة كبيرة من الدجاج في فمها
و هي تتحدث...لا و الله انا كنت بس بو......
فريد بمقاطعةمتتكلميش و إنت بتاكلي...انا حنام ساعتين مش عاوزة دوشة...تمتم مكملا جملته بهمس مسموع......مقرفة.
توجه نحو السرير ليتمدد فوقه واضعا ذراعه
فوق عينيه...بينما بقيت أروى تتناول طعامها
دون إهتمام...تناولت دواءها بعد ذلك ثم جمعت
الصحون بهدوء دون أن تصدر أي صوت ثم وضعتهم
على الصينية لتأخذهم إلى المطبخ...ألقت
نظرة سريعة على فريد الذي كان ينام بعمق
قبل أن تكمل طريقها و هي تشتمه كعادتها.....
بعد عدة ساعات من العمل المتواصل في التنظيف إرتمت يارا على كرسي المطبخ ثم أسندت رأسها على الطاولة هاتفة بتعب...رجليا خلاص معتدش حاسه
بيهم...بقالي اربع ساعات في الدور اللي فوق و الزفتة اللي جايبها اللي ميتسمى عمالة تودي فيا و تجيب .. نظفي داه...شيلي داه أجابتها زينب بشفقة فهي رأت كيف كان صالح يعذبها منذ مجيئها إلى هنا لكنها لم تستطع مساعدتها بسبب خۏفها منه ربنا يعينك يا بنتي...إستحملي و اكيد
ربنا حيفرجها من عنده...انا حعملك كباية شاي
بالنعناع حتخليكي تصحصحي و تنسى كل التعب....
توجهت زينب نحو ألة تسخين المياه لتملأ فنجان
شاي ثم وضعت بداخله ورقات نعناع خضراء و
بعض قطع السكر...حركت المزيج قليلا قبل أن
تعود نحو يارا لتضع الكوب بجانب رأسها هاتفة
بقلة حيلة...يلا إشربيه قبل ما يبرد....
رفعت يارا رأسها مبتسمة لها...تسلم إيدك...
انا من يوم ما جيت هنا و انا أدمنت الشاي بتاعك
دي حتى دادا صالحة مش بتعمله زيك....
زينب باستغراب...مين دادا صالحة.
إرتشفت يارا من الكوب قليلا ثم همهمت بتلذذ
و هي تقول...ممم طعم النعناع بس سخن شوية...
دادا صالحة دي بتشتغل عندنا في الفيلا....
قلبت زينب عينيها بعدم تصديق فهي لم تكن تعلم
أن يارا فتاة ثرية و لديهم فيلا رغم أنها شكت من قبل بسبب تصرفاتها و مظهرها الذين يوحيان بأنها بنت أكابر كما يقال....يديها الناعمتين و بشرتها التي
تشبه البلور و شعرها الحريري إضافة إلى قوامها
الممشوق الذي يشبه الممثلات التي تراهم على
التلفاز
منذ أن أحضرها صالح قبل اسبوع لم تتحدث معها
و لو لمرة واحدة حديثا مطولا بسبب تنبيهات
رب عملها لكنها دائما ما ينتابها الفضول عن هوية
هذه الفتاة بالرغم من انها لا تجيد القيام بأعمال التنظيف و الطبخ و كل ما يخص شغل الخادمات
لكنه أصر على وجودها معها.....
افاقت من شرودها على صوت فاطمة التي دلفت
بخطوات غاضبة لتجد يارا جالسة و ترتشف كوبا
من الشاي...حركت عيناها بخبث نحو آلة تسخين
المياه ثم تحركت نحوها لإعداد كوب لها....
نظرت ليارا بكره بعد أن لاحظت إهتمام صالح
بها بالإضافة إلى جمالها الخلاب الذي جعلها تحقد عليها حتى تلك الملابس الخاصة بالخدم التي كانت ترديها لم تنقص من فتنتها و جمالها
قائلة بغل...عندك نص ساعة إستراحة
و بعدين حتروحي تنظفي البيسين..و بعدها
الملحق اللي ورا الفيلا.....
رمقتها يارا بنظرات ساخرة و هي تجيبها ببرود
...على فكرة الساعة دلوقتي إثنين و ربع تقدري
تقوليلي حخلص دول إمتى....بكرة الصبح مثلا .
تقدمت فاطمة نحوها و هي تقبض على كوب
الشاي بقوة من شدة كرهها لها فقط لو تستطيع
خنقها الان و التخلص منها للأبد...و الله مش
مشكلتي إنك بطيئة في شغلك...انا مش عارفة
صالح بيه إزاي شغلك هنا....
يارا ببرود...زي ما شغلك إنت.
فاطمة پغضب...إنت باين عليكي قليلة الادب و
متربيتيش....انا بقى حربيكي .
يارا پغضب مماثل...إحترمي نفسك و بلاش
تطولي لسانك.. مش على آخر الزمن جربوعة
زيك تتكلم معايا بالطريقة دي.
شهقت فاطمة ثم تقدمت نحوها لتسكب بعمد
كوب الشاي على يدها التي كانت تضعها فوق الطاولة
لتصرخ يارا من شدة الألم....تراجعت فاطمة للخلف
و هي تبتسم بتشفي على رؤية مظهرها المزري
و يدها البيضاء التي تحول لونها للاحمر....
أسرعت زينب
لتمسكها من كتفها و تسير بها نحو
الصنبور ..وضعت يدها تحت المياه لتساعدها قليلا
على تخفيف ألام الحړق...و
هي تهتف بعدم رضا
...إيه اللي إنت عملتيه داه يا فاطمة...هي حصلت
ټحرقي إيدها...
فاطمة بتمثيل...مكانش قصدي الكباية
فلتت من إيدي...انا بس إتضايقت من ردها الوقح
كنت ناوية أصرخ في وشها بس....
زينب و هي تحرك الكرسي لتجلس عليه يارا...مكانش
قصدك ها..إستني بس لما ييجي صالح بيه و انا حقله...
فاطمة پخوف حقيقي فهي تتذكر تنبيهه لها أن
لا تأذيها فهو قد طلب منها ان تتعبها في العمل
فقط...لالا...ارجوكي صدقيني انا مكانش قصدي...
و بعدين هي كمان قللت ادبها عليا و كانت بتكلمي
من طراطيف مناخيرها عشان مش عاجبها الشغل....
فتحت زينب أحد الرفوف لتأخذ علبة الاسعافات
الأولية التي تحتفظ بها متجاهلة حديث فاطمة
جلست بجانب يارا ثم بدأت بوضع المرهم
الخاص بالحروق على يدها بلطف....
أما يارا فلم تستطع تحمل الألم إضافة إلى
شعورها بالذل و الإهانة فهي طوال حياتها عاشت
كأميرة مدللة لټنفجر پبكاء هستيري مثل .. تعالت
شهقاتها لتجذب يدها من كفى زينب و تغطي
وجهها...رمت فاطمة كوب الشاي فوق رخامة المطبخ پخوف ثم إتجهت نحو الباب تنوي المغادرة قبل إكتشاف
صالح لما فعلته تمتمت بداخلها و هي تلتفت نحو
يارا المڼهارة بينما زينب كانت تربت على كتفيها
محاولة تهدئتها لتتمتم بصوت منخفض...انا مش عارفة طلعتلي منين المصېبة دي....بس انا
لازم اتخلص منها في أقرب وقت...مش حسيبها
تأخذه مني....
فزعت و هي تسمع صوت مالك قلبها يسألها
بحدة...في إيه يا فاطمة....انا سامع صوت عياط
و صړيخ جوا.
فاطمة بتلعقم و هي تطئطئ رأسها...أصل...أصل....
ال....مممممم..
أزاحها من طريقه بملل و هو يقول بنفاذ صبر...
إنت لسه حتمهمهي....اوعي.
دلف للداخل ليجد يارا تجلس على الطاولة
و تضع رأسها بين يديها و تبكي...سار نحوها
قائلا بنبرة حادة...في إيه و مالها دي بټعيط
كده ليه .
رفعت زينب رأسها لتجيبه...دي فاطمة يابيه
دلقت عليها كوباية الشاي و حړقت إيدها.....
زفر صالح بضيق ثم تناول يد يارا پعنف ليتفحصها
قائلا...ممم بقى عشان حړق بسيط مولعة الدنيا
حطيلها عليه مرهم الحروق و هي حتبقى كويسة
و يلا بلاش دلع وراها شغل كثير.
بصق كلماته بمنتهى القسۏة ثم إستدار نحو فاطمة
التي جحظت عيناها بذهول رغم شعورها بالشماتة
و السعادة من تصرفه الفظ معها...
أشار لها صالح بعبنيه ان تتبعه ثم سار في إتجاه
المكتب بخطوات سريعة و نيران