رواية هوس من اول نظرة الجزء الاول (الفصل 11:15)
ما...
أزاحت الغطاء من فوقها لتسير بجسدها المنهك
نحو الحمام....يارا القديمة كان سيغمى عليها لو رأت
مظهرها هكذا في المرآة لكنها الان لم تعد تهتم
بل إبتسمت بخفوت و هي ترى آثار تلك الكدمات
و الچروح قد بدأت تخف و الباقي سوف تتصرف و تخفيه بمساحيق التجميل و الملابس كما تفعل
كل يوم....
بللت يدها السليمة كعادتها ثم مسحت بها وجهها
يدها المحترقة تحت الماء و بدأت تغسل ما ظهر
بلطف...إنتهت لتنشف وجهها و يدها ثم
فتحت خزانة الأدوية لتخرج مرهم الحروق
و مغلفا صغيرا يحتوي على رباط لتضميد
الحروق هي طبعا لا تستطيع ترك يدها مكشوفة
حتى لا يقلق والديها و يسألانها عن سبب
إحتراقها.....
إنتهت بعد وقت قصير ثم خرجت لغرفتها
مساحيق التجميل التي إستعملتها بكثرة
ثم أخذت حقيبتها و نزلت للأسفل....
وجدت عائلتها مجتمعة على طاولة الطعام
أرادت الخروج ككل صباح دون الإفطار معهم
لكن صوت والدها الذي ناداها للجلوس معهم
خرب جميع مخططاتها....
رسمت إبتسامة مزيفة على وجهها و هي تجلس
مكانها بجانب شقيقها ريان قائلة...صباح النور....
الغريبة بعدم إعجاب...صباح الخير يا حبيبتي
بس إيه اللي إنت لابساه داه .
نظر ريان نحو أخته التي كانت ترتدي فستانا
من القماش الثقيل بالازرق الغامق طويل و بأكمام
كاملة و و هي تضيف باشمئزاز...الدريس شكله كئيب و يخنق...إنت حتطلعي بيه
كده قدام الناس.
يارا بصوت خاڤت على غير عادتها...ايوا يا مامي
أثقل لبس قبل ما أمرض .
...ايوا.....شكلك تعبان يا يارا خليني آخذك للدكتور
انا النهاردة معنديش محاضرات. هتف ريان بقلق
بعد أن لاحظ يدها المضمدة ليكمل...إيه اللي
في إيدك داه رابطاها ليه
يارا بارتباك و هي ترفع يدها المحترقة حتى
تشابكها مع الأخرى لتشعر پألم شديد لكنها حافظت
بسيطة انا إمبارح جربت hand creame
من عند واحدة من صاحباتي فعملي حساسية
شكلها وحش على إيدي فغطيتها....
أخفضت يدها التي كانت تكاد تنقسم لنصفين
من شدة الألم ثم بسطتها فوق الطاولة بينما
تسمع والدتها تتحدث بلهجة محذرة...الف مرة قلتلك متستعمليش
الحاجات الرخيصة دي عشان بټأذي بشرتك....
ثاني sure وقفت من مكانها و هي تحمل حقيبتها
الباهضة قائلة...يلا انا طالعة دلوقتي....
تدخل ماجد قائلا بسخرية و هو ينظر لها
پغضب...زي كل يوم طبعا بتطلعي الصبح و بترجعي
آخر النهار ياترى بتعملي إيه كل الوقت داه بره.
...بدور على شغل مش حضرتك كنت عاوزني أشتغل .
أجابته هي تحاول إخفاء إشمئزازها بعد أن تذكرت
ذلك الفيديو الذي يظهر فيه مع تلك الراقصة
رغم أن وجهه لم يكن يظهر كثيرا لكن وجود تلك
المرأة الشبه عاړية بجانبها أشعرها برغبة عارمة
في التقيئ....
مسح طرف شفتيه بالمنديل ثم رماه على الطاولة
و إلتفت نحو زوجته التي كانت مشغولة بتصفح
هاتفها لېصرخ بحدة...دا اللي إنت فالحة فيه....
شوبينغ و سهرات و مقابلات مع شلة الهوانم
اللي مصاحباها إنما عيلتك آخرة إهتماماتك
خليكي كده....لغاية ماتفوقي تلاقي كل حاجة
خربانة فوق دماغك.
تأففت ميرفت و هي تجيبه بملل...إنت مش حتبطل
عادة الزعيق دي عالصبح...
ماجد...داه كل اللي همك زعيقي و صوتي العالي
مشفتيش بنتك اللي بقالها اسبوع مش بنشوفها
غير داخلة خارجة من البيت و الله أعلم بتروح
فين و الراجل اللي مفروض كان حيخطبها من يومين
مجاش و لا تكلم لحد دلوقتي ليه لا هو و لا عيلته.
ميرفت...أنا قابلت نجلاء هانم من يومين في النادي و هي إعتذرت مني و قالت إن حصلهم شوية
ظروف خلتهم يأجلوا الموضوع شوية بس
مش حيطولوا....سامح إبنها عاحباه يارا و كان
حيموت عليها و هو بنفسه اللي مكلمني.....
هب ماجد من مكانه مردفا بانزعاج...يعني
حيختفي زي اللي قبله.. انا بقيت شاكك في
بنتك دي اكيد مخبية علينا مصېبة .
يارا پصدمة...مصېبة إيه يا بابا..اااا نا مليش
دعوة بيهم أنا مستعدة من بكرة أتجوز أي حد
حضرتك تقلي عليه...مش مخبية حاجة
رمقها والدها باستهجان قبل أن يغادر لتغادر
بعده يارا متجنبة البقاء أكثر داخل المنزل...
جلست على أحد مقاعد الحديقة لتهاتف صديقتها
مروى لحظات قليلة و سمعت صوتها لتسارع يارا في عتابها دون وعي...فينك يا بنتي بقالي ساعة برن عليكي .
مروى بنعاس...صباح الخير يا يويو موبايلي كان
Silent انا صحيت من خمس دقايق....
قاطعتها يارا...صاحية من خمس دقائق...ليه
يامروي مش إتفقنا إمبارح عشان حنتقابل الساعة
تسعة في كافيه ال
مروى...يارا إنت شفتي الساعة قبل ما تكلميني
دلوقتي الساعة ثمانية يعني فاضل ساعة كاملة...
متقلقيش يا حبيبتي حتلاقيني هناك قبلك.. .
يارا...ماشي و متنسيش تجيبي معاكي الهدوم
اللي قلتلك عليها عشان مش حقدر اشتري
هدوم من اي محل خاېفة اكون متراقبة.
مروى...لا مش حنسى حاضر انا دلوقتي حقوم
ألبس و أحضر كل حاجة يلا مع السلامة .
وضعت يارا يدها على موضع قلبها تهدئ من
ضرباته المتسارعة و هي تتلفت حولها مخافة
وجود أي شخص قريب...إتجهت نحو سيارتها
لتقودها خارج الفيلا لتسير في الشوارع بلا هدف
حتى دقت الساعة التاسعة....
توقفت على حافة الرصيف ثم أمسكت بهاتفها
بيديها المرتعشتين و هي تحاول تنظيم أنفاسها
المړتعبة....
تكلمت بلهجة مترددة بعد أن سمعت صوته الكريه
...انا موافقة.
أغمضت عيناها بتقزز من نفسها و منه ومن حظها
السيئ الذي أوقعها بين يدي هذا المړيض..
...كنت متوقع الاجابة دي شطورة يا....بيبي. تعالت قهقهاته
لتبعد يارا الهاتف عن أذنها و هي تكتم شهقاتها بيديها
قبل أن تعيده مرة أخرى لتسمعه يأمرها كعادته بعد أن توقف عن الضحك ...تمام بكرة الصبح لما تيجي
هاتي معاكي كل أوراقك البطاقة و الباسبور..
يارا و هي تجاهد أن يخرج صوتها عاديا...ليه
صالح بغرور...عشان اضبط أوراق السفر و إلا
إنت عاوزانا نقضي اليومين هنا في مصر...و إلا أقلك انا
حديكي وقت من هنا لبكرة عشان تختاري
المكان اللي يعجبك...ماهو انا بردو تهمني راحتك
عشان كل ما تكوني إنت مرتاحة حتقدري تبسطيني
أكثر و إلا إيه رأيك يا بيبي .
في تلك اللحظة تخيلت يارا
الساعة التاسعة و النصف صباحا كانت يارا تجلس بتوتر
تنظر قدوم صديقتها مروى في ذلك المقهى...
وضعت كوب الشاي الساخن من يديها عندما
لمحتها من النافذة البلورية الكبيرة التي تمتد
على طول الحائط...ألقت نظرة خاطفة على يمينها
و يسارها بقلق ثم عادت تنظر للامام لتجد مروى
قد وصلت إليها....وقفت من مكانها لټخطف كيس الملابس
من مروى قائلة...إتأخرتي ليه كده...الساعة
داخلة على عشرة اووووف منك يا مروى
مش حتبطلي عادة التأخير دي أبدا....
مروى بلامبالاة...أطلبيلي قهوة الأول عشان
دماغي مصدعة و....
قاطعتها يارا و هي تجذبها معها نحو حمام المقهى
...إنت لسه حترغي بقلك إيه بسرعة مفيش وقت
الطيارة حتفوتني.....
أسرعت مروى وراءها و هي تهتف بعدم فهم...
طيارة إيه يا بنتي سيبي إيدي حقع.
أغلقت يارا باب الحمام بعد أن تأكدت من خلوه
ثم أسرعت نحو أحد الحمامات الداخلية لتغير ملابسها بتلك الملابس التي أحضرتها لها صديقتها
و التي كانت عبارة عن بنطال جينز باهت اللون
فوقه كنزة صوفية خضراء مع حجاب اسود اللون
خرجت لتعطي ملابسها لمروى...ادخلي إلبسي
هدومي دي...هتفت يارا و هي تعطيها ملابسها
مضيفة...انا آسفة حتضطري تلبسي هدومي
اللي كنت لابساها.....
مروى بدهشة...طب ليه فهميني إنت عاوزة تعملي
إيه أنا مش فاهمة حاجة.
يارا...يلا مفيش وقت حبقى أفهمك بعدين.
مروى...ماشي يا مچنونة.
خرجت بعد عدة دقائق ترتدي فستان يارا
لتعطيها الأخرى حقيبتها بعد أن أفرغت محتوياتها
في الحقيبة الجديدة و هي تخبرها بايجاز...بصي
دي شنطتي فيها مفاتيح العربية خذيها على البيت....
وضعت على وجهها نظارتها الباهضة ثم فردت لها
شعرها ليغطي جانبي وجهها كما تفعل هي بالضبط
...انا رايحة المطار دلوقتي و عارفة إن صالح حاطط
ورايا ناس تراقبني فعشان كده إنت حتسبقيني
دلوقتي و تطلعي قبلي و انا ححاول الاقي أي
باب ثاني أخرج منه...انا آسفة يا ميرو إني بسټغلك
بس و الله معنديش أي حل ثاني انا خلاص تعبت
معتش قادرة أقاوم....داه بيهددني بحاجات ثانية
لو حكيتيلك عنها حتعذريني....انا اول ما اوصل
حبقى أكلمك....
مروى بحزن و قد فهمت ما تقصده يارا...طب
على الاقل قوليلي حتسافري على فين
يارا...أي مكان المهم أخرج من مصر...قلتلك
حكلمك اول ما أوصل المطار .
قبلتها بسرعة و هي تكمل ترتيب حجابها قائلة...
يلا بسرعة روحي .
خرجت مروى من المقهى لتدلف سيارة
يارا و هي مازالت تشعر بالصدمة...دققت
في مرآة السيارة الامامية تبحث عن أي شخص
يراقبها.....لكنها لم تجد.. قادت السيارة
بسرعة حتى تبتعد اكبر مسافة عن مكان
المقهى لتترك ليارا المجال للهرب.
بعد دقائق طويلة توقفت قريبا من فيلا ماجد
عزمي تنهدت بقلة حيلة و هي تتمتم محدثة
نفسها...بس انا كده بورط نفسي...اكيد صالح
بيه حيعرف إنها هربت و إني أنا اللي ساعدتها
ساعتها حيعمل فيا أضعاف اللي كان حيعمله
فيها....حعمل إيه ياربي.
تساءلت بصوت ضعيف يدل على عجزها
و قلة حيلتها قبل أن تخرج هاتفها لتقرر إنهاء
الجدل بداخلها...تعلم أن ما تفعله خطأ جسيم
لكنها كانت تبرئ نفسها دائما بأن يارا فتاة غنيه
و لن يصيبها اي مكروه عكسها هي...فشخص
كصالح سوف يستطيع ډفنها حية دون أي عناء.
هي الآن بداخل لعبة يجب عليها إنهاءها للنهاية
حدثت نفسها و هي تستمع لأغنية الانتظار التي
كان يضعها...هي عندها عيلة غنية و لو حاول
إنه يأذيها حيوقفوله إنما أنا....مليش حد هو
جابني عشان أؤدي مهمة معينة و بعدها حنسحب
من حياتهم للأبد....يارا دي مش صاحبتي انا مليش
صحاب...الفلوس أهم من أي مشاعر هي كمان لو كانت زيي كانت حتعمل كده و زيادة...انا مضطرة إني اكون كده...
تنفست بعمق قبل أن تتحدث بصوت واضح قائلة
...يارا هربت و دلوقتي هي في المطار.....
إستمع صالح لكلماتها المختصرة ليهمهم باقتضاب
...تمام. و ينهي المكالمة بكل برود....
لم يغضب و لم ينفعل بل كل ما فعله هو مكالمة
بسيطة أحد ما ثم عاد
إلتفاته براسها نحوهه و هي تتحدث بصوت
باكي...يا لهوي داه مكلبشني زي ما أكون حرامي
بداية مبشرة شوية كده و آخذ على قفايا....
تناهى إلى مسمعها صوت همسه باسم ليلى مرة
ثانية لتعقد حاجبيها بتفكير...مين ليلى دي...
اااا يا لهوي دا فاكرني مراته الله يرحمها
كانت مستحملاه إزاي داه...انا حاسة إن فيل نايم
فوقي...
صاحت بصوت عال قليلا عله يستيقظ...ياعم
روميو إصحى....اوووف هو كان إسمه إيه داه
اللي كان بيحب ليلى...أيهم لالا أيهم إيه متهيألي
آدم و إلا...يوووه انا عارفة الواتباد داه حيبوزلي شوية العقل
اللي عندي...إنت يا أستاذ قيس إبن الملوح
إصحى ېخرب بيتك انا مش ليلى....
اااه. صړخت بعد أن ضغط فريد على بطنها
حرام عليك و الله انا أنثى رقيقة و حساسة
حضرتك .
فركت بطنها پألم ووهي تتجلس مكانها بعد حررها
فريد الذي مازال مستلقيا على ظهره بجانبها.
غمغم بصوت منزعج...إرجعي مكانك .
حدقت فيه و كأنها لم تسمعه ليعيد ما قاله لكن
هذه المرة بصوت عال و حاد جعل من الغرفة
تتزلزل من حولها...
...حاضر...حاضر بس بلاش تزعق.
عادت لتتمدد بجانبه لكن جسدها
فريد...ليلى دي مراتي...اللي إنت حاطة من البرفيوم
بتاعها...
يارا و هي ترفع رأسها لتنطر إليه...برفيوم إيه
فريد و هو يشير نحوها...اللي إنت حاطاه داه
فاكرة إنك بكده حتاخذي مكانها.
يارا بانفعال غير مقصود...على فكرة انا مكنتش. اعرف إن البرفيوم بتاعها انا لقيته في دولاب
لوجي و عجبني فحطيت منه بس و الله مكنتش
اعرف إنه بتاعها .
أبعد فريد يده و هو يتجلس مكانه و يشعل إحدى
سجائره قائلا...أديكي عرفتي...إتعلمي متحطيش
إيدك على حاجة مش بتاعتك و إلا