السبت 30 نوفمبر 2024

رواية هوس من اول نظرة الجزء الاول (الفصل الاول الى الرابع عشر)

انت في الصفحة 7 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز
-

مروى...يارا إنت شفتي الساعة قبل ما تكلميني

دلوقتي الساعة ثمانية يعني فاضل ساعة كاملة...

متقلقيش يا حبيبتي حتلاقيني هناك قبلك.. .

يارا...ماشي و متنسيش تجيبي معاكي الهدوم

اللي قلتلك عليها عشان مش حقدر اشتري

هدوم من اي محل خاېفة اكون متراقبة.

مروى...لا مش حنسى حاضر انا دلوقتي حقوم

ألبس و أحضر كل حاجة يلا مع السلامة .

وضعت يارا يدها على موضع قلبها تهدئ من

ضرباته المتسارعة و هي تتلفت حولها مخافة

وجود أي شخص قريب...إتجهت نحو سيارتها

لتقودها خارج الفيلا لتسير في الشوارع بلا هدف

حتى دقت الساعة التاسعة....

توقفت على حافة الرصيف ثم أمسكت بهاتفها

بيديها المرتعشتين و هي تحاول تنظيم أنفاسها

المړتعبة....

تكلمت بلهجة مترددة بعد أن سمعت صوته الكريه

...انا - - - - موافقة.

أغمضت عيناها بتقزز من نفسها و منه ومن حظها

السيئ الذي أوقعها بين يدي هذا المړيض..

...كنت متوقع الاجابة دي  شطورة يا....بيبي. تعالت قهقهاته

لتبعد يارا الهاتف عن أذنها و هي تكتم شهقاتها بيديها

قبل أن تعيده مرة أخرى لتسمعه يأمرها كعادته بعد أن توقف عن الضحك ...تمام بكرة الصبح لما تيجي

هاتي معاكي كل أوراقك البطاقة و الباسبور..

يارا و هي تجاهد أن يخرج صوتها عاديا...ليه؟؟

صالح بغرور...عشان اضبط أوراق السفر و إلا

إنت عاوزانا نقضي اليومين هنا في مصر...و إلا أقلك  انا

حديكي وقت من هنا لبكرة عشان تختاري

المكان اللي يعجبك...ماهو انا بردو تهمني راحتك

عشان كل ما تكوني إنت مرتاحة حتقدري تبسطيني

أكثر و إلا إيه رأيك يا بيبي .

في تلك اللحظة تخيلت يارا إبتسامته الخبيثة

و عينيه الحادتين تحدقان فيها بوقاحة ليرتجف

جسدها و تنطق سريعا...حاضر مع السلامة...

رمت الهاتف في سيارتها من الخلف بقوة ثم

إنحنت لتضع جبينها على مقود السيارة تاركة العنان

لدموعها....

الساعة التاسعة  و النصف صباحا كانت يارا تجلس بتوتر

تنظر قدوم صديقتها مروى في ذلك المقهى...

وضعت كوب الشاي الساخن من يديها عندما

لمحتها من النافذة البلورية الكبيرة التي تمتد

على طول الحائط...ألقت نظرة خاطفة على يمينها

و يسارها بقلق ثم عادت تنظر للامام لتجد مروى

قد وصلت إليها....وقفت من مكانها لټخطف كيس الملابس

من مروى قائلة...إتأخرتي ليه كده...الساعة

داخلة على عشرة  اووووف منك يا مروى

مش حتبطلي عادة التأخير دي أبدا....

مروى بلامبالاة...أطلبيلي قهوة الأول عشان

دماغي مصدعة و....

قاطعتها يارا و هي تجذبها معها نحو حمام المقهى

...إنت لسه حترغي بقلك إيه بسرعة مفيش وقت

الطيارة حتفوتني.....

أسرعت مروى وراءها و هي تهتف بعدم فهم...

طيارة إيه؟؟ يا بنتي سيبي إيدي حقع.

أغلقت يارا باب الحمام بعد أن تأكدت من خلوه

ثم أسرعت نحو أحد الحمامات الداخلية لتغير ملابسها بتلك الملابس التي أحضرتها لها صديقتها

و التي كانت عبارة عن بنطال جينز باهت اللون

فوقه كنزة صوفية خضراء مع حجاب اسود اللون

خرجت لتعطي ملابسها لمروى...ادخلي إلبسي

هدومي دي...هتفت يارا و هي تعطيها ملابسها

مضيفة...انا آسفة حتضطري تلبسي هدومي

اللي كنت لابساها.....

مروى بدهشة...طب ليه؟؟ فهميني إنت عاوزة تعملي

إيه أنا مش فاهمة حاجة.

يارا...يلا مفيش وقت حبقى أفهمك بعدين.

مروى...ماشي يا مچنونة.

خرجت بعد عدة دقائق ترتدي فستان يارا

لتعطيها الأخرى حقيبتها بعد أن أفرغت محتوياتها

في الحقيبة الجديدة و هي تخبرها بايجاز...بصي

دي شنطتي فيها مفاتيح العربية خذيها على البيت....

وضعت على وجهها نظارتها الباهضة ثم فردت لها

شعرها ليغطي جانبي وجهها كما تفعل هي بالضبط

...انا رايحة المطار دلوقتي و عارفة إن صالح حاطط

ورايا ناس تراقبني فعشان كده إنت حتسبقيني

دلوقتي و تطلعي قبلي و انا ححاول الاقي أي

باب ثاني أخرج منه...انا آسفة يا ميرو إني بسټغلك

بس و الله معنديش أي حل ثاني انا خلاص تعبت

معتش قادرة أقاوم....داه بيهددني بحاجات ثانية

لو حكيتيلك عنها حتعذريني....انا اول ما اوصل

حبقى أكلمك....

مروى بحزن و قد فهمت ما تقصده يارا...طب

على الاقل قوليلي حتسافري على فين؟؟

يارا...أي مكان المهم أخرج من مصر...قلتلك

حكلمك اول ما أوصل المطار .

قبلتها بسرعة و هي تكمل ترتيب حجابها قائلة...

يلا بسرعة روحي .

خرجت مروى من المقهى لتدلف سيارة

يارا و هي مازالت تشعر بالصدمة...دققت

في مرآة السيارة الامامية تبحث عن أي شخص

يراقبها.....لكنها لم تجد.. قادت السيارة

بسرعة حتى تبتعد اكبر مسافة عن مكان

المقهى لتترك ليارا المجال للهرب.

بعد دقائق طويلة توقفت قريبا من فيلا ماجد

عزمي تنهدت بقلة حيلة و هي تتمتم محدثة

نفسها...بس انا كده بورط نفسي...اكيد صالح

بيه حيعرف إنها هربت و إني أنا اللي ساعدتها

ساعتها حيعمل فيا أضعاف اللي كان حيعمله

فيها....حعمل إيه ياربي.

تساءلت بصوت ضعيف  يدل على عجزها

و قلة حيلتها قبل أن تخرج هاتفها لتقرر إنهاء

الجدل بداخلها...تعلم أن ما تفعله خطأ جسيم

لكنها كانت تبرئ نفسها دائما بأن يارا فتاة غنيه

و لن يصيبها اي مكروه عكسها هي...فشخص

كصالح سوف يستطيع ډفنها حية دون أي عناء.

هي الآن بداخل لعبة  يجب عليها إنهاءها للنهاية

حدثت نفسها  و هي تستمع لأغنية الانتظار التي

كان يضعها...هي عندها عيلة غنية و لو حاول

إنه يأذيها حيوقفوله إنما أنا....مليش حد هو

جابني عشان أؤدي مهمة معينة و بعدها حنسحب

من حياتهم للأبد....يارا دي مش صاحبتي انا مليش

صحاب...الفلوس أهم من أي مشاعر هي كمان لو كانت زيي كانت حتعمل كده و زيادة...انا مضطرة إني اكون كده...

تنفست بعمق قبل أن تتحدث بصوت واضح قائلة

...يارا هربت و دلوقتي هي في المطار.....

إستمع صالح لكلماتها المختصرة ليهمهم باقتضاب

...تمام. و ينهي المكالمة بكل برود....

لم يغضب و لم ينفعل بل كل ما فعله هو مكالمة

بسيطة أحد ما ثم عاد لنومه من جديد....إستيقظت أروى من نومها على صوت همسات

في أذنها بأسمليلى ...فتحت عينيها على

مصراعيها بعد أن شعرت بجسدها مقيدا تحت....

جسد فريد .

شهقت بصوت مسموع و هي تحاول إبعاد ذراعه

التي كانت تحيط خصرها و ساقه التي كانت

تلف ساقيها معا لكن دون جدوى....إلتفتت نصف

إلتفاته براسها نحوهه و هي تتحدث بصوت

باكي...يا لهوي داه مكلبشني زي ما أكون حرامي

بداية مبشرة شوية كده و آخذ على قفايا....

تناهى إلى مسمعها صوت همسه باسم ليلى مرة

ثانية لتعقد حاجبيها بتفكير...مين ليلى دي...

اااا يا لهوي دا فاكرني مراته الله يرحمها

كانت مستحملاه إزاي داه...انا حاسة إن فيل نايم

فوقي...

صاحت بصوت عال قليلا عله يستيقظ...ياعم

روميو إصحى....اوووف هو كان إسمه إيه داه

اللي كان بيحب ليلى...أيهم ، لالا أيهم  إيه متهيألي

آدم  و إلا...يوووه انا عارفة الواتباد داه حيبوزلي شوية العقل

اللي عندي...إنت يا أستاذ قيس إبن الملوح

إصحى ېخرب بيتك انا مش ليلى....

اااه. صړخت بعد أن ضغط فريد على بطنها

حرام عليك و الله انا أنثى رقيقة و حساسة

حضرتك .

فركت بطنها پألم ووهي تتجلس مكانها بعد حررها

فريد الذي مازال مستلقيا على ظهره بجانبها.

غمغم بصوت منزعج...إرجعي مكانك .

حدقت فيه و كأنها لم تسمعه ليعيد ما قاله لكن

هذه المرة بصوت عال و حاد جعل من الغرفة

تتزلزل من حولها...

...حاضر...حاضر بس بلاش تزعق.

عادت لتتمدد بجانبه لكن جسدها كان يرتعش بتوتر

ليعيد فريد ذراعه حول خصرها و هو يقترب من

مكانها هامسا...إتضايقتي عشان ناديتك باسم

ست ثانية؟؟

أروى و هي تحرك رأسها نفيا...لا عادي...إنت حر .

فريد...ليلى دي مراتي...اللي إنت حاطة من البرفيوم

بتاعها...

يارا و هي ترفع رأسها لتنطر إليه...برفيوم إيه؟؟

فريد و هو يشير نحوها...اللي إنت حاطاه داه

فاكرة إنك بكده حتاخذي مكانها.

يارا بانفعال غير مقصود...على فكرة انا مكنتش. اعرف إن البرفيوم بتاعها انا لقيته في دولاب

لوجي و عجبني فحطيت منه بس و الله مكنتش

اعرف إنه بتاعها .

أبعد فريد يده و هو يتجلس مكانه و يشعل إحدى

سجائره قائلا...أديكي عرفتي...إتعلمي متحطيش

إيدك على حاجة مش بتاعتك و إلا حضطر أكسرهالك المرة الجاية....

إلتفتت أروى من جديد الناحية لأخرى لتخفي

شعور الخزي و الذل الذي أصابها بعد كلماته

المهينة التي ألقاها على مسامعها هي لا تكذب

بل بالفعل وجدت الزجاجة في غرفة الصغيرة

عندما كانت تنظمها مع تلك المربية الجديدة

اعجبها شكلها كثيرا و كذلك رائحتها لكنها لم تكن. تعلم أنها تخص زوجته الأولى...و بكل وقاحة

يخبرها ان زوجته الوحيدة و انها لن تصبح مكانها

مهما سعت....و كأنها تريد ذلك بالفعل هي لم تكن

تريد شيئا سوى تركها و شأنها...

صړخت پألم و هي تودع أفكارها على قبضته

التي كادت تقلع شعرها من جذورها و صوته

الغليظ يكاد يفقدها سمعها...لما أكلمك تجاوبي

مفهوم...

تعالى صوت رنين هاتفه في تلك اللحظة

لينفضها بعيدا عنه و هو ېصرخ بغل و كأنه

فقد عقله...انا حعرف إزاي اربيكي....إستني

عليا بس .

نظرت أروى في أثره بعيون دامعة و هو يخرج

الشرفة مغلقا الباب وراءه  لتهمس لنفسها پخوف

...داه مچنون بجد..... 

يتبع

الثالث عشر 

عاد فريد للغرفة بعد أن أنهى مكالمته ليجد أروى

تخرج من الحمام...جلس على حافة السرير و هو

مازال يتفحص هاتفه ليأمرها بعجرفة دون أن ينظر لها حتى...

- جهزيلي الحمام....

نفخت بضيق و هي تحدق بغل في جسده الضخم

و ذراعيه المكتلتين بالعضلات الصلبة التي ظهرت

تحت قميصه الداخلي (فانيلا)...لتتمتم و هي تكز

أسنانها بقوة...

-ا بقى إحنا ما اتفقناش على كده 

ياياسمين....دي بطني لسه واجعاني من شوال 

الحجارة اللي بايت فوقي مبارح...دي دراعه لوحدها توزن أكثر مني إرحميني بقى و الله حدعي عليكي...

و دلوقتي عاوزني أحضرله الحمام دي حتى كاميليا 

و ليليان في عز بهدلتهم محضروش حمامات 

إش معنى انا....اقسم بالله أتهور و أولعلك في قصر عزالدين كله بالمزة المستوردة اللي فيه إنتي عارفاني مچنونة و أعمل أمها...اووووف...روحتي فين يا كرامتي .

رفع فريد بالصدفة راسه ليجدها تحدق فيه 

بشرود ملامح وجهها اللطيفة تبدو غاضبة 

ليبتسم دون إرادة منه عيناها الكبيرتان الشبهتين 

بأعين الريم كما يسميهما و اللتين لم يرى بجمالهما من قبل كانت تفتحهما مرة و تضيقهما مرة أخرى 

و شفتيها التين اسرتا قلبه الخائڼ منذ تلك الليلة 

التي تذوقهما فيها عنوة....مازال طعمهما المسكر 

بين شفتيه.....

لام نفسه على تفكيره الاخرق الذي يخرج عن 

سيطرته أحيانا ليصدح صوته الساخر عاليا...

-مالك واقفة زي الصنم قدامي بتفكري في طريقة 

عشان تقتليني صح؟. 

شهقت أروى بصوت عال و تحركت من مكانها

بسرعة داخل الحمام لتجهزه له ثم خرجت لتجده 

مازال في مكانه...تحدثت بنبرة عادية محاولة 

إخفاء حرجها...

-الحمام جاهز...إتفضل...انا هدخل 

أطلعلك هدومك....

إستقام من مكانه ثم وضع هاتفه على السرير ليسيرباتجاه الحمام قائلا بغرور و كأنه ينفي أفكاره التي جنحت منذ قليل...

-لا...مفيش داعي مش بحب ألبس على ذوق حد.....

أقفل باب الحمام پعنف وراءه لترتج في اثره 

جدران الغرفة مما جعل أروى تغلق عينيها بخضة 

متمتة بهمس و هي تلوي شفتيها و تقلده...

-مش عاوزة ألبس على ذوك حد...يا شيخ

إتنيل مين معبرك اصلا قال ذوقي قال....اللي 

يسمعك يفتكر إنك .. 

عبست ملامحها فجأة و هي 

تتذكر غرفة الملابس التي تعج بعشرات البدل 

الأنيقة و الساعات الفاخرة و الاحذية المصنوعة

يدويا بدقة وحرفية عالية...بالاضافة إلى زجاجات 

عطره المستوردة من أرقى الماركات الفرنسية 

و ربطات عنقه المرصفة بنظام في الادرج الزجاجية

كانت كلما دخلت لغرفة الملابس تمضي أغلب 

وقتها تتأمل ملابسه المرتبة بأناقة بالغة.....

تنهدت بغرور و هي تلتفت نحو باب الحمام 

مقررة عدم الاستسلام فلو فعلت ذلك لن 

تكون أروى المچنونة...همست و هي ترفع 

أنفها بتكبر زائف قائلة بصوت عادي...

-الشرابات...ايوا هي الشرابات بتاعته....معفنة ووحشة تلاقيها من بتوع خمسة جنيه من عند 

عم حنفي اللي في ناصية الشارع...يا بخيل...فاكر 

نفسه ابو هشيمة...و أنا بقى ياسمين صبري و حجيبك على جذور رقبتك.....

مصمصت شفتيها و هي تتجه لتفتح ستائر الغرفة 

و تبدأ في تنظيمها....إنشغلت في عملها حتى سمعت 

باب الحمام يفتح ليخرج فريد كعادته لا يرتدي سوى

بنطال قصير و يضع على كتفيه منشفة كان 

ينشف بها شعره...حدق قليلا في أروى التي كانت 

ترتب المكان بدقة و مهارة...

تنحنح قليلا قبل أن يسألها...

-سمعت إن مامتك جات إمبارح و إنت رفضتي تقابليها....

أجابته و هي تضع الوسائد في مكانها...

-ايوا صحيح...

تناول فريد علبة سجائره ليشعل واحدة و يبدأ

في إستنشاقها و هو يركز على كل حركة تصدرها

قائلا...

-و ليه مش عاوزة تقابليها.

أروى بعدم إكتراث...و أقابلها ليه...ما أنا بكلمها في التلفون كل يوم

فرك فريد جبينه بعصبية من إحاباتها المختصرة

لكنه ما لبث أن سألها من جديد بطريقة مرواغة 

يجيد إستعمالها بحكم عمله...

-مهما كانت الخلافات كبيرة بينكم حتفضل دايما مامتك و من حقها تشوفك...و تطمن عليكي .

شدد على آخر كلمة قالها هو يدرس تفاصيل 

وجهها الذي إنقلب فجأة...

- بس هي مش جاية عشان تطمن عليا...

هي جاية عشان تطمن على مخطاطاتها إذا

كان نجحت أولا.....

فريد...قصدك جوازنا...

أروى...تؤ...قصدي الفلوس....

فريد پصدمة ليس من مما قالته فهو طبعا

كان على علم تام بأن خالته كان هدفها من هذا الزواح هو ثروته و كذلك تفوذه لكن ما أصابه

حقا بالذهول هو أن هذه المچنونة لم تسعى

إخفاء ذلك بل إعترفت بكل برود و كأنه أمر 

عادي.....

رفعت أروى حاجبيها تحدق في ملامحه الجامدة 

التي لا تظهر اي تعبير لكنها أضافت مكملة 

حديثها...

-ما إنت عارف كل حاجة...من الاول.....

وقف من مكانه ثم سار قليلا نحو المائدة

لينحني قليلا ليدهس بقية سيجارته في 

المنفضة الزجاجية ثم توجه نحو أحد الادراج

التي كانت بجانب سريره...أخرج دفتر 

شيكاته ليكتب مبلغا كبيرا من المال ثم 

مزق الورقة ووضعها على السرير مقابلا

لها قائلا...

إديها الشيك داه و إساليها لو كانت محتاجة اي حاجة....

توقف عن الحديث عندما شاهد أروى تميل 

راسها بطريقة مضحكة و هي ترمقه بنظرات 

مصعوقة بينما توسعت عيناها الكبيرتان باستنكار

على لطفه الغريب...

لم يعلق فريد فهو بات واثقا من أن الفتاة مچنونة 

رسميا.. أعاد الدفتر و القلم لمكانهما ثم توجه 

نحو غرفة ملابسه ليرتدي ثيابه...ثم خرج ليجد

أروى تمسك بالشيك و هي تعيد قراءته للمرة 

العشرون بعد الالف....

تمتمت و هي ترفع عينيها من على الورقة...

-المبلغ داه كبير اوي و انا عارفة ماما....مش حتبطل

تطلب فلوس....

نطقت بخجل لكنها في ذات الوقت تعلم أن هذه

...معلومة قديمة ففزيد على معرفة بطباع 

خالته...

قاطعها...

-عارف بس مفيش مشكلة...حعتبر نفسي بتبرع

لجمعية خيرية...

نفخت أروى بضيق و هي ترمي الشيك من يدها 

ليقع أرضا ثم إتجهت نحو الباب تريد الخروج لكنه

أوقفها ليتحدث بسخرية مكملا إھانتها و هو يشير لتلك البيجاما التي كانت ترتديها...رايحة فين....مينفعش تخرجي المنظر كده...إنت مش في بيتكوا...

عادت بهدوء لتدلف لغرفة الملابس و هي 

تعض شفتيها پقهر على إهاناته التي لاتستطيع

الرد عليها بسبب أنه يقول الحقيقة دائما...

نسيت انها أصبحت من عائلة كبيرة و غنية و لا 

ينبغي لا الخروج من غرفتها بهذا المظهر البسيط 

كما كانت تفعل في منزل والدها فجميع نساء

هذا القصر تقريبا يتنافسون في عرض أزيائهم

و جمالهم كل يوم...لذلك يجب عليها أن تتعود 

على هذه الحياة الجديدة....

أخرجت فستانا باللون الأخضر الداكن من قماش

الدانتيل الثقيل و معه حجاب باللون الأسود 

ليعكس جمال بشرتها البيضاء ووجنتيها الورديتين

سمعت صوت الباب الخارجي لتعلم أنه خرج...

عادت نحو غرفة النوم لتجدها خالية و ذلك

الشيك كان مرميا مكانه...حدقت فيه بعينين 

مشتعلتين و هي تضغط على أسنانها پغضب 

.. إلتقطته حتى تمزقه إلى قطع صغيرة و هي 

تتحدث بغل...

-ليه في كل مرة بحاول اضحك و أفرفش 

و أنسى القرف...اللي انا عايشاه...معاك 

مصر تفكرني.. ليه بتحاول في كل نظرة و كل

كلمة و كل نفس تأكدلي إني حشرة ملهاش اي

قيمة...بس ماشي صبرك عليا بس يا إبن 

العز و انا حوريك...بنت الشحاتين اللي حضرتك 

بتتصدق عليهم من خيرك حتعمل فيك إيه....

لالا...شيل الأفكار دي من دماغك يا بابا مش أنا

اللي حتقعد تحط إيدها على خدها و تعمل فيها

ضحېة و مقهورة و تفضل ټعيط على حظها..لا يا حبيبي....فوق كده و حضر نفسك للي جاي عشان

انا نويت اجرب كل الخطط و الحيل اللي انا 

قرأتها في الروايات...

رمت القصاصات من يدها على الأرض ثم 

توجهت نحو التسريحة لتأخذ أحد زجاجات العطر 

الفاخرة و تفرغ نصفها على فستانها و هي تبتسم 

بمكر أنثوي متوعدة لذلك البارد بالإنتقام....

طرق فريد باب جناح شقيقه قبل أن يدير مقبض الباب و يدلف للداخل...

زفر بعدم رضا بعد أن وجد صالح نائما على فراشه

و كأنه لم يفعل شيئا منذ قليل....

سحب الستائر التي كانت تحجب أشعة الشمس 

لتنير الغرفة في ثاني كما جعل صالح يتأفف

بانزعاج قائلا...

-عاوز إيه عالصبح..

فريد...

-و ليك عين تنام...البنت زمانهم مسكوها و جايبنها

على القسم يلا قوم شرف حتهبب فيها إيه؟؟ 

إنتفض صالح من نومه بعد أن تذكر تلك المسكينة 

التي طلب من أخيه أن يجعل زملائه يقبضون 

عليها بأي تهمة حتى يمنع سفرها بعد أن اخبرته

مروى عن خطتها للهروب منه صباحا...

نظر لأخيه بابتسامة و هو يجيبه...

تمام إسبقني إنت و انا ححصلك .

حرك فريد رأسه هاتفا باستهجان...

هو إنت مش ناوي تعتق البنت دي بقالك سنين

موقف حياتها عشان إنتقام أهبل.

صالح و إكتست ملامحه ڠضب عارم...و انا

كنت عملت فيها إيه....خمس سنين و انا سايبها

عايشة حياتها بهدوء دلوقتي بس حبدأ آخذ حقي

مني و إلا نسيت هي عملت فيا إيه زمان .

فريد...

-لا منسيتش و منسيتش كمان إن إنت مكنتش

سايبها في حالها و كنت بتتحكم في حياتها بس من 

بعيد....

صالح بنرفزة...

-يوووه إنت جاي تحاسبني يا فريد و إلا عاوز تذلني

عشان مساعدتك ليا....

فريد ببرود يريد إنهاء هذا النقاش العقيم مع شقيقه العنيد...

-انا رايح القسم...متتأخرش..

قفز صالح من فراشه و هو يتابع خروج شقيقه

من باب الجناح...ليتجه مسرعا نحو خزانته ليخرج

ملابسه و يسارع في إرتدائها ثم يغادر على عجل 

ليلتحق بفريد.....

قبل ساعة..

نزلت يارا من سيارة الأجرى ثم تابعت خطواتها 

نحو داخل المطار و هي تقبض على حقيبتها التي 

تحتوي على أوراقها الرسمية و بعض النقود...

لم تأخذ أي شيئ معها فما أرادته هو فقط الخروج من البلاد و الهرب من صالح....

أسرعت نحو الموظف المسؤول عن إجراءات السفر 

لتقدم له أوراقها...تفحصها بريبة و هو ينقل بصره بينها و بين جواز سفرها قبل أن يشير نحو أحد 

رجال الأمن الذي همس له بصوت خاڤت ببعض

الكلمات مما آثار خوف يارا التي إبتلعت ريقها بصعوبة و هي تلاحظ نظراتهما المسلطة عليها....

تكلم الموظف محاولا عدم إثارة قلقها أكثر...

-آنسة يارا...للأسف مش حتقدري تسافري 

النهاردة..إتفضلي معانا و إحنا حنشرحلك 

أكثر.....

يارا برفض...

-أتفضل معاكوا فين؟

تدخل الظابط بهدوء و هو يشير لها بيده نحو 

إتجاه معين...

-حضرتك إتفضلي للمكتب جوا.. ساهر بيه حيشرحلك كل حاجة..

يارا بعصبية و قد تأكدت من وجود خطب ما...

-انا مش رايحة معاك لأي مكان انا لازم أسافر

دلوقتي حالا...

الرجل...

-يا آنسة...لو سمحتي تعالي معايا بهدوء و بلاش 

شوشرة حضرتك في أوامر بمنعك من السفر...

إتفضلي...

سار أمامها و هو يمسك في يده جواز سفرها الذي

أخذه من الموظف منذ قليل لتتبعه يارا بقلة 

حيلة...و هي تلتفت حولها مخافة ان تجد صالح 

او احد رجاله...عندها ستكون نهايتها.

دلفت المصعد مع ذلك الأمني و هي تدعو 

بداخلها ان يكون ما تفكر به غير صحيح...و ما إن فتح باب المصعد حتى اكملت طريقها بخطوات 

مرتبكة حتى توقف أمام أحد الأبواب الكببرة...فتح الباب و أشار لها بالدخول ثم غادر....لتكمل هي 

سيرها إلى داخل المكتب و صوت دقات قلبها تنافس أصوات طرقات حذائها...

رحب بها ساهر و هو مدير أمن المطار و صديق 

فريد...و الذي اوصاه بعدم الإساءة إليها .

-إتفضلي يا آنسة يارا . 

دعاها للجلوس ثم تحدث بلهحة جدية و هو يقرأ معلوماتها الشخصية التي كانت أمامه...

جلست يارا بعد أن شكرته و هي لازالت مذهولة

مما يجري أما بداخلها فكانت لا تنفك تدعو أن

لا يكون له علاقة بصالح....

تكلمت بصعوبة و هي تشعر بجفاف حلقها...

-حضرتك في مشكلة في الأوراق...

نفى ساهر و هو يرفع رأسه من على الأوراق 

ليبدأ في تفرس هيئتها...كانت جميلة للغاية

رغم ملابسها البسيطة و خصلات شعرها البنية التي ظهر بعضها من خلف طرحتها التي كانت تضعها. على رأسها باهمال كل الدلائل تشير إلى أن هناك شيئا خاطئا فكيف تكون هذه سارقة لكنه و بحكم مجال عمله تعلم جيدا أن المظاهر خداعة و أن أكبر الفاسدين هم من النخبة و أثرياء البلاد....

حدق بالضمادة التي كانت تغطي ظهر يدها قائلا...

-في شخص مقدم بلاغ بيتهمك فيه بالسړقة 

عشان كده إنت ممنوعة من السفر.....

تجمدت في مكانها للحظات لكن سرعان ما شعرت 

بانقباض قلبها لتسأله رغم صډمتها الشديدة من 

هذا الموقف الذي لم تتخيل أن تتعرض له في 

حياتها...

-ممكن أعرف مين هو؟؟

أجابها و هو يرسم إبتسامة مستهزئة على

شفتيه فسؤالها هذا أكد له صحة ظنونه..

-الظاهر إنهم كانوا كثير على العموم كلها نص ساعة و حتعرفي مين فيهم...

أعادت سؤالها مرة أخرى غير مبالية بنظرات

الاحتقار التي كانت تراها في عينيه...

-لو سمحت قلي بس إسمه إيه؟؟

زفر الهواء پغضب و هو ينطق بعصبية...

-فريد بيه...ها عرفتيه.. بس ياترى سړقتي 

منه إيه؟؟

تنهدت بارتياح مؤقت عندما لم يذكر إسم 

كابوسها...لكنها مالبثت أن عاد شعور القلق يحتل

كامل جوارحها فهي لا تعرف أي شخص في حياتها

يدعى فريد.. و لماذا يتهمها بالسړقة و كأنها الان 

إنتبهت لوقوعها في هذه المشكلة رغم أنها طمئنت 

نفسها بأنه على الأرجح تشابه أسماء..

ظلت صامتة تفكر في موعد الطائرة الذي 

فاتها و من إمكانية إكتشاف ذلك الشيطان 

لخطة هروبها....افاقت من أفكارها على سامر 

الذي هب من مكانه و على وجهه إبتسامة 

واسعة ليرحب بصديقه قائلا بمرح...

-اهلا باللي مش بيفتكرنا غير في المصلحة .

قهقه فريد و هو يصافح صديقه هاتفا...

-ما إنت عارف ظروف الشغل.. المهم أخبارك 

إيه؟؟ 

توجه به سامر نحو الاريكة ليدعوه للجلوس 

قائلا...

-انا الحمد لله كويس..و إنت عامل إيه؟

فريد و هو يجلس...

-كله تمام...المهم طمني خلصت كل حاجة.

سامر و هو يدير رأسه نحو يارا التي كانت

تتابعها من بعيد...

-أيوا...تقدر تأخذها بس منتظر منك تفسير 

عشان مش داخل دماغي إن بتت زي دي قدرت

تخدعك و تسرقك....

ربت فريد على ساقه متمتما بعبارات الشكر...

-تمام حبقى أكلمك و أشرحلك كل حاجة بالتفصيل 

بس دلوقتي أعذرني عشان مستعجل دلوقتي...

توجه فريد بعدها ليقف أمام يارا يتفحصها

بنظرات غامضة...قائلا بصوت غليظ غظ...

-يلا يا آنسة...إتفضلي معايا .

هبت يارا من مكانها قائلة باندفاع و دماغها 

يكاد ينفجر من كثرة الضغط...

-مش حتحرك من هنا غير لما أفهم إيه اللي 

بيحصل هنا...إنت مين و عاوزني اروح معاك 

فين؟

فريد ببرود و هو يحدجها بنظرات متعالية...

-حنروح على القسم عشان نكمل تحقيق في 

التهمة الموجهة ليكي.

يارا پغضب...

-انا مش رايحة لأي مكان...انا لازم اسافر 

دلوقتي....

فرك فريد جانب ذقنه بحركته المعتادة التي 

تدل على نفاذ صبره قبل أن يخرج هاتفه

من جيبه قائلا...

-لو سمحتي يا آنسة...تفضلي معايا بهدوء 

و إلا حضطر أقبض عليكي و اسحبك 

على البوكس قدام الناس كلها...و تبقى ڤضيحة .

قبضت يارا على حقيبتها بتوتر و هي تقف 

من مكانها قائلة بتلعثم محاولة التحاور معه

بهدوء فهي طبعا تعلم أنها لو غادرت الان فلن 

تحد فرصة أخرى الهرب....و ستعود من جديد 

لجحيمها...

-حضرتك انا مسرقتش حد و معرفش أي حد 

إسمه فريد....داه أكيد في غلطة او تشابه أسماء لو سمحت انا لازم أسافر.

تجاهل فريد عيناها الغائمتان بحزن عميق توضحان 

مدى معاناتها من شقيقه ليزفر بخنق طاردا كل 

تلك الأفكار من رأسه ليجيبها...

-يلا إتفضلي بلاش تضيعي وقتي...لما نوصل على 

الاسم حنعرف كل حاجة.

تناول أوراقها من ساهر ثم إستأذنه للمغادرة

و هو يقبض على ذراعها بقوة ليجعلها تسير 

بجانبه رغم شعوره الداخلي بأن ما يفعله خطأ....

فتح باب سيارته الخلفي ليرميها پعنف ثم أغلق 

الباب ليتجه نحو باب الأمامي للسائق ليقود

سيارته نحو قسم الشرطة التي يعمل به....

طوال الطريق كان يراقبها و هي تبكي 

بصمت و ترجوه بأن يتركها محاولة إقناعه 

بأنها بريئة لكن دون جدوى...قبض على مقود السيارة 

پغضب و هو يرجع بذاكرته إلى الوراء...

منذ أكثر من خمس سنوات في ذلك اليوم المشؤوم 

الذي إكتشف فيه شقيقه خېانة حبيبته التي عشقها 

پجنون...بعد أن أوصلها صالح إلى منزلها عاد نحو 

أحد الملاهي و ظل يشرب حتى ساعات الفجر الاولى

و في الطريق إنقلبت به السيارة بسبب قيادته

المتهورة و هو في حالة سكر....

كان الخبر بمثابة الصدمة للجميع فصالح كان مثال

للشاب الذكي و المستقيم الذي لا يقرب المنكرات و لا يرتكب الفواحش لكن في ليلة و ضحاها إنقلب حاله بسبب هذه الفتاة...

و عندما علم جده بذلك إنتظره حتى شفي و قام 

بمعاقبته و جعله يسافر إلى الولايات المتحدة 

الأمريكية حتى يمسك احد فروع الشركة هناك...

قضى صالح سنوات غربة بعيدا عن عائلته 

و لكنه عاد منذ أسبوعين بعد أن صفح عنه جده 

او بالأحرى إنتهت مدة عقوبته...

عاد من شروده ليجدها تحاول أن تتوقف عن 

البكاء لكن دون فائدة.. ضحك بداخله باستهزاء 

و هو يتفحص ملامحها البريئة و جسدها الصغير 

بتعجب...أيعقل انها هي نفسها من جعلت أخاه 

بكل قوته و جبروته يقع في عشقها قصد إستغلاله 

لا و الاغرب من ذلك أن هذا حصل قبل سنوات 

يعني كانت أصغر من الان.. تقريبا طفلة.....

...المسكينة كانت ترهق نفسها جزافا فإن كان صالح شيطان فمن أمامها هو شقيقه....هو تعمد عدم الإفصاح عن هويته حتى لا ټقاومه أكثر فمن الواضح انها لو علمت الحقيقة فلن تتردد في إلقاء نفسها من السيارة...

نزل بكل برود بعد أن أوقف السيارة ثم 

فتح باب السيارة الخلفي ليجذبها رغم معارضتها 

و تشبثها بالمقعد و اخذ يجرها وراءه حتى وصلا 

لمكتبه....

فتح الباب ليبتسم بسخرية عندما وجد شقيقه 

يقف داخل المكتب و يبدو أنه كان ينتظر وصوله على أحر من الجمر...دفع فريد يارا نحو صالح 

الذي تلقفها قبل أن تسقط على الأرض لتشهق

هي بصوت عال و تصرخ بقوة تريد الهرب...

-ارجوك خرجني من هنا...متخليش الراجل داه

يقرب مني...ارجوك أنقذني منه داه بيهددني 

..

كانت تتلوى پهستيريا في أحضان صالح الذي

كان يكبل على جسدها باحكام و هي تنظر لفريد

بتوسل لعله ينقذها...

-سيبني يا حيوان...انا بكرهك سيبني.....

ظلت يارا تصرخ بكل قوتها و هي تقاوم صالح 

الذي كان يضغط على جسدها من الخلف بكل قوته حتى شعرت بعظامها تسحق و مع ذلك ظلت 

ټقاومه و هي تتوسل فريد و تستعطفه بكل الطرق 

حتى يساعدها لكنها توقفت في الاخير مستسلمة

و هي ترى فريد يغادر المكتب بكل برود لټنهار 

و يرتخي جسدها و هي مازلت تردد بضعف وبكاء...

-سيبني....ارجوك.. انا معملتش حاجة...حرام

عليك اللي بتعمله فيا...مفيش في قلبك رحمة...

انا بكرهك مش عاوزاك....إنت شيطان...

تركها صالح لتسقط على الأرض ليرمقها بوجه 

متجهم و هو ينفض ملابسه رامقا إياها باشمئزاز....

طوال الوقت كان صامتا ينتظر نوبة الفزع التي 

إنتابتها فور رؤيته...جلس على الكرسي يرمقها

پغضب ممېت و هو يتوعد لها بداخله فطبعا 

هو لن يمرر لها فعلتها هذه بل سيجعلها تتمنى

المۏت....

تكلم بصوت هادئ مرعب جعل الډماء تجف داخل 

عروقها من شدة الخۏف...

-هو انا لسه عملت فيكي حاجة...كل اللي شفتيه 

لحد دلوقتي ميجيش حاجة جنب اللي جاي....

يلا قومي عشان الضابط زمانه خليه يكمل شغله...

رمقته بنظرات يائسة كسجين ينظر لجلاده 

لېصرخ فيها مجددا بصوت عال...قلتك إتزفتي 

قومي من مكانك...

لم يترك لها حتى مجالا لتستوعب ما قاله ليتوجه

نحوها وبكل حقد وغل جذب شعرها ليرفعها قليلا 

و يهوي على خدها بصڤعة قوية تردد صداها 

في كامل المكتب تزامنا مع تعالي صرخات 

يارا المنتفظة...

صړخ صالح و قد تملكه جنون تام...

-بقى بتستغفليني يا ك

انت في الصفحة 7 من 14 صفحات