السبت 23 نوفمبر 2024

رواية هوس من اول نظرة الجزء الاول (الفصل 15 الى 20)

انت في الصفحة 4 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز

هيعمل كل المشاكل 
دي...يانهار أسود..
إتسعت عيناه بدهشة و هو ينظر لاروى التي
كانت تبتسم ببلاهة...
إيه كل الأقلام و الألوان دي...شغالة في مرسم...
حول بصره مرة أخرى و هو يتفرس أقلام 
و علب ضلال العيون التي كانت تملأ الدرج
باستغراب و هو يضيف...و حضرتك ناوية
تحطي الحاجات دي على وشك....
أومأت له أروى ببلاهة و هي ترفع إصبعها 
قليلا هاتفة بصوت متوسل...شوية صغننين
قد كده.....
فريد و هو يدعي التفكير قبل أن تنقلب 
سحنته للجدية...مممم شوية صغننين...
ماشي انا داخل دلوقتي عشان اغير هدومي 
و راجعلك و خليني بس ألمح خط ملون على 
وشك...حتشوفي انا هعمل فيكي إيه 
وجه لها فريد نظرة ټهديد قبل أن يشق
طريقه متجها نحو غرفة الملابس ليغيب
داخلها بينما بقيت أروى متصنمة مكانها
و هي تتمتم...يعني إيه ما حطش حاجة
على وشي...داه فرح مينفعش أخرج بالمنظر
داه...
نظرت لوجهها في المرآة و هي تضيف...شكلي
زي العيانين...داه انا شفت وشي في المراية 
تخضيت و الباشا عاوزني أخرج كده قدام الناس...
لالا الحوار داه انا شفته قبل كده...أكسوزمي
بقى انا طوطللي مبحبش كده آه حوار متحطيش
ميكاب و برفيوم أغبى فقرة في الروايات اللي 
كنت بتنيل على عيني و بقرأها و سايبة مذاكرتي 
...دي الواحدة مننا يا عيني بتبقى دافعة ډم
قلبها في شوية الإختراعات دي عشان في الاخر 
اروح ووشي فاضي...لا يمكن وسعوا كده....
أبدأ بإيه...أبدأ بإيه و الله و ضحكتلك الدنيا 
يا ريري و بقيتي تستعملي ميكاب أوريجين ....
رفعت أحد اقلام أحمر الشفاه بين اصابعها 
و هي تضيف...أهو دا هدى بيوتي الأصلي 
مش زي اللي عند أم سعيد...الولية القرشانة
كانت بتبيعه ب عشرين جنيه قال إيه داه غالي 
عشان اصلي...جتها نيلة داه كانت ريحته عاملة 
زي زيت العربيات دي لو سمعتها هدى بيوتي 
كانت حترفع عليها قضية...يلا اهي ايام فقر و راحت 
لحالها ربنا ما يرجعها...يلا يا مواهبي المدفونة
إستيقظي فقد حان وقت العمل....
طفقت تضع من مساحيق التجميل على وجهها 
التي أضافت جمالا على ملامحها الفاتنة و خاصة 
عينيها الشبيهة بأعين الغزلان.....
كانت منغمسة في وضع آخر لمسة من احمر الشفاه
عندما خرج فريد من غرفة الملابس...إستدارت 
نحوه ليتصنم كل منهما في مكانه إعجابا
بالاخر
فريد كان في منتهى الروعة و الوسامة بهذه
الحلة السوداء الفاخرة التي أبرزت بوضوح
ضخامة جسده و كتفيه العريضين...
أما أروى فكانت ترتدي فستان للمحجبات 
من إختيار فريد الذي أصر على أن ترتديه
دون إعتراض ...
إبتسمت أروى تلقائيا لرؤيته ثم تقدمت نحوه
لتقف على أطراف أصابع قدميها حتى
تصل لطوله رغم إرتدائها لكعب عال...لتعدل ربطة 
عنقه ذات اللون المطابق للون فستانها....
كانت ستتراجع للخلف لكنه أطبق على خصرها بكفيه
و رفعها قليلا نحوهه فتأرجحت قدميها في الهواء لتغمض أروى عينيها بخجل هاتفة بتلعثم...نزلني....
أما فريد فكان في عالم 
فتحت أروى عينيها بفزع لترمش بأهدابها 
عدة مرات باقتضاب بسبب قربه الشديد 
منها...لا يغرنكم لسانها الطويل و شخصيتها 
الجريئة كل هذا يختفي حالما تتعرض لموقف 
حقيقي كهذا.....
همست و هي تكتم أنفاسها...ت.. تعاقبني...إيه 
اقصد ليه
حرك ذراعه لتلتف حول خصرها كاملا قبل 
أن يزيح يده الأخرى ليرفعها نحو وجهها...
مرر أصابعه على وجنتها عرضا حتى وصل 
لشفتيها المطليتين بلون أحمر نبيتي...
حركته جعلت دقات قلبها تصرخ معلنة 
تمردها داخل قفصها الصدري...الا تكفي
رائحة عطره التي تكاد تذهب عقلها...
لمساته التي أصبحت أكثر جرأة في الآونة 
الأخيرة...نظراته المختلفة نحوها....
هذا كثير جدا ليستطيع عقلها الصغير 
تحمله هل من المعقول ان رجلا يمتلك 
كل صفات الرجولة و الهيبة....رجل مثل 
فريد عزالدين حلم آلاف الفتيات مال و جاه 
و عز كما يقولون بالإضافة إلى مركزه ووسامته 
المفرطة التي تجعلها دون شعور منها تتأمله 
لساعات و هو نائم بجانبها....
أفافت من شرودها و هي تلاحظ رأسه الذي 
مال نحوها إزداد خفقان قلبها و بدأ جسدها يرتخي
لولا يديه اللتين كانتا تلتفان جيدا حول خصرها لوقعت أرضا
هتف بصوت أجش و هو يرفع وجهها المحمر نحوه..كانت في غاية الجمال و الروعة جعلته يفكر في نسيان امر الزفاف و تجربة امر أراده  بشدة منذ ايام...
لم يكن في يوم رجلا كانت النساء من أولى أهتمامته لكنه في النهاية رجل و هي حلاله...أنثى رقيقة و جميلة ذات روح مرحة  إستطاعت خلال أيام قليلة إرجاع البسمة
لشفاهه بعد سنوات من الوحدة و الحزن....
تململت بين ذراعيه و هي تحاول لف يدها
إلى وراء ظهرها حتى تبعد ذراعه عنها...توقفت
عندما قاطع ما تفعله قائلا...
مش حسيبك غير لما تجاوبي....
رمشت باضطراب و هي تحاول إيجاد 
إجابة معقولة على سؤاله الغريب...مش عارفة.. 
الدنيا كانت بتلف بيا محسيتش بحاجة...
نطقت كلماتها دفعة واحدة و هي تتنفس بقوة
من شدة إحراجها...تمتمت بصوت خاڤت ظنت انه لن يسمعها...حاسة إني شوية و حسيح...يارب يسيبني....
فريد بضحك و هو يتركها...ماشي حسيبك دلوقتي بس حنكمل 
كلامنا بعد مانرجع من الحفلة....
اومأت له و هو تسرع نحو التسريحة لتأخذ 
منديلا تجفف به يديها و جبينها المتعرق و هي 
تحاول بكل جهدها السيطرة على جسدها 
المرتجف....لكن لن يكون فريد من يرحمها 
تقدم نحوها و قد إرتسمت على شفتيه 
إبتسامة متسلية بعد أن حاصرها بينه و بين
التسريحة....
مد يده ليجلب منديلا مبللا ثم لفها نحوه من 
جديد....إنت مش قلنا منحطش من الحاجات 
دي مصرة تعانديني  .
نفت أروى برأسها و هي ترفع عينيها نحوه
ببطئ قائلة...أنا مش قصدي بس داه فرح و
أنا أول مرة أخرج من يوم ماجيت هنا فحبيت....
قاطعها فريد بهمس...ششش أنا عارف إنك عنيدة و دي أكثر حاجة بكرهها في حياتي إن حد يعاندني أو يعصي كلامي....
توقف عن الحديث عندما شاهد لمعة عينيها
التي توشك على الانفجار بكاء فهي رغم 
شقاوتها ووعنادها لكنه يعلم جيدا أنها تخشاه
و ترتجف خوفا و كيف لا تخافه و هي لم ترى 
منه سوى قسۏة قلبه الأسود....
نطقت بصعوبة و هي تمنع نفسها عن البكاء
الان...و الله مش قصدي أعاند بس عشان 
فرح....إلتفتت قليلا و هي تشير نحو أدوات 
الزينة مضيفة...و كمان دول حيبوزوا لو 
مستخدمتهمش...دول غاليين على فكرة 
و الله طنط سناء جايباهملي من برا...آمبورتي
يعني....
منع فريد نفسه بصعوبة عن الانفجار ضحكا
الان..بسبب مجنونته التي لن تتخلى عن 
چنونها حتى في لحظات خۏفها.....
أعاد كلمتها مرة أخرى بنبرة مستغربة مما 
تعنيه...آمبورتي
أومأت له و هي تكمل بتفسير...ااه و الله 
من باريس.....
عض فريد شفتيه و هو يحرك رأسه بيأس 
قبل أن يهتف و هو يقاوم رغبته في الضحك 
...قصدك importé تمام يلا إلبسي حجابك 
و خففي شوية من الروج اللي إنت حطاه 
و يلا خلينا ننزل...
سار مبتعدا عنها نحو المرآة الأخرى المعلقة 
قرب باب الجناح ليعدل من مظهره مرة اخيرة 
تاركا العنان لضحكاته التي كتمها طويلا و هو 
يردد كلمة آمبورتي بحرف ال b ...
أما أروى فقد إلتفتت نحو المرآة مرة أخرى
لتعدل ماكياجها الذي أفسده ثم ترتدي حجابها
و هي لا تتوقف عن التمتمة...اوووف يعني
حبكت يقل أدبه دلوقتي...رمشت بعينيها
مدعية الخجل و هي تكمل...يا لهوي داه باسن
بيج أحييييه بس يا رب ميرجعش عم هولاكو 
ثاني.....
إنتفظت على صوته و هو يناديها...يلا يا أروى
إتأخرنا.....
ألقت لصورتها المنعكسة في المرآة قبلة في الهواء
قبل أن تسير نحو فريد الذي كان ينتظرها عند
الباب...
في أحد أفخم الفنادق في القاهرة...
كانت سيلين تجلس في غرفتها المخصصة لها 
في الفندق و معها إنجي و ثلاث فتيات 
احضرهن سيف من أحد أشهر البيوتي سانتر 
في المدينة ليساعدوها في تجهيز نفسها 
للحفل...تأففت بضيق للمرة الخمسون بسبب 
توترها و مازاد الطين بلة هو أن الأتلييه الذي 
إختاروا منه فستان الزفاف إرتكب خطأ كبيرا
و أرسل فستانا آخر لم يعجبها و الذي زاد من
توترها اكثر هو صړاخ سيف المتواصل الذي 
لم يتوقف منذ أن هاتفته والدته و طلبت منذ 
المجيئ إلى الغرفة لحل المشكلة....
سيف بصوت حاد...حضرتك عاوزاني أهدأ إزاي..
اللي عملوه داه إسمه إستهتار و قلة مسؤولية 
إحنا طلبنا فستان معين...بيبعثوا واحد ثاني 
ليه هما مش عارفين بيتعاملوا مع مين 
داه شرف ليهم إن مرات سيف عزالدين فستان 
فرحها يكون من عندهم بس ملحوقة
انا هعرفهم انا مين لما أقفلهم الاتلييه الژبالة 
اللي هما فاتحينه...
توجه نحو باب الغرفة ليغادر لكن والدته أمسكت 
بذراعه و هي تترجاه لييهدأ...يا حبيبي خلاص 
ملوش لزوم نكبر الحكاية دي حتى سيلين 
قالت إن الفستان اللي بعثوه عاجبها يعني مفيش 
مشكلة...إستهدى بالله و روق دي ليلتك فرحتك 
مش معقول حتفضل مكشر كده بقالك ساعة 
و إنت عمال تزعق إهدا و روح أوضتك عشان 
تغير هدومك...داه حتى المعازيم زمانهم 
على وصول...
نفخ سيف الهواء بقوة دلالة على شدة
غضبه لكنه نظر نحو سميرة التي كانت تبادله
نظرات تحثه على الهدوء و تجاوز هذا الموضوع
التافه من وجهة نظرها لكنه قاطعها مضيفا بصرامة 
...مش ههدى غير لما أحل المشكلة دي بنفسي
سيلين مش هتلبس غير الفستان اللي هي
إختارته...و لو إضطريت إني أجل الحفلة مش مهم.....
شهقت سميرة بخضة و هي تجيبه پغضب 
...إيه اللي إنت بتقوله داه الناس تقول علينا إيه 
أجل جوازه عشان حتة فستان...اصلا الحمد 
لله إنهم غيروه...الفستان اللي مراتك إختارته 
بلدي اوي و وحش و مش عارفة 
عجبها فيه إيه ....روح جهز نفسك و بلاش كلام 
فاضي
سيف مقاطعا...ماما..لو سمحتي....مش وقت 
الكلام داه هي العروسة يعني من حقها تختار
الفستان اللي هي عاوزاه...انا طالع دلوقتي 
بس قوليلها إني حكلمها عشان أتأكد إن 
الفستان عاجبها و إلا حبقى اشوف أي 
اتيلييه من القاهرة يبعثلنا فستان ثاني....
سميرة و قد بلغ منها الڠضب مأخذه...
ما كفاية دلع بقى...سيلين...سيلين...سيلين.. 
في إيه مش كفاية إنك ضحيت بسعادتك و مستقبلك وقبلت تتجوزتها ڠصب عنك عشان 
ترضي جدك و إلا كان زمانها مرمية في الشوارع 
هي و أمها....خاېف عليها تزعل عشان حتة فستان 
و هي سيادتها كانت تحلم تلبس فساتين 
زي دي و إلا هي خلاص بعد ما نظفت و 
بقت هانم نسيت أصلها بنت هدى...
لم يجبها و لكنه رمقها بنظرات معاتبة 
على كلامها الچارح الذي لم يتعود عليه 
منها فلطالما كانت والدته هادئة و مسالمة 
لكن عندما يتعلق الأمر بإبنها الوحيد فهي 
تصبح شرسة و يبدو أنها لاحظت دلاله 
المفرط و سعيه الدائم لإرضاء تلك السيلين
ظنا منها انه يفعل ذلك مرغما بسبب أوامر 
جده لكنها لاتعلم انه عاشق حد النخاع 
لتلك البرتقالة الصغيرة.....
أغلق الباب وراءه لتكرمش سميرة وجهها 
بضيق قبل أن تغادر هي أيضا....أما في الداخل 
فكانت إنجي تحاول تهدأة سيلين التي 
إنفجرت بالبكاء بعد سماع كلام زوجة 
خالها.. 
إنجي...طنط سميرة متقصدش هي بس 
قلقانة على سيف و خاېف إنه يأجل الفرح 
عشان الفستان...عشان خاطري متعيطيش 
عشان الميكاب هيبوز....
سيلين پبكاء...انا خلاص تعبت...مش قادر 
يتحمل انا عارف إنه سيف قبل يتجوز انا ڠصب 
عنه عشان جدو بس انا كمان مش عاوز

انت في الصفحة 4 من 16 صفحات