رواية هوس من اول نظرة الجزء الاول
لكنها لم تتوقع أن تعرف إلهام بذلك و هي طبعا لن تسلم من تلميحاتها الساخرة منذ اليوم و كأنها فعلا ستصدق فعلا خۏفها و حزنها على يارا....لكنها الان مضطرة للحديث مع إبنها لإيجاد حل....
أما إلهام فقط إبتسمت بغرور و هي تلاحظ ملامح سناء المړتعبة و قد علمت انها حققت غايتها بإشعال حرب صغيرة بين الابن و أمه فهي تعلم جيدا ان فريد لن يتقبل إبنة اختها مهما فعلت حتى لو أجبره جده على ذلك لكنها قالت ذلك فقط لتخيفها و الغبية الأخرى قد صدقت و كيف لا و هي من عادتها تصديق كل شيئ تقوله حتى و لو كان كڈبا....و ربما تحصل مشكلة أيضا بين الزوج و زوجته و تلك كانت غايتها الأولى فهي تستمتع كثيرا برؤية المشاكل و الشجارات داخل هذا القصر ...و يبدو أنها ستكون كثيرة في الأيام القادمة خاصة بعد أن هاتفها إبنها آدم منذ قليل يخبرها عن سفر سيف لدولة ما صحبة تلك الفتاة المجهولة....
سناء بانتباه متناسية حكاية إبنها و زوجته...سافروا فين
إلهام...مقدرش يعرف بس على العموم مش حيتأخر عشان عندهم صفقة مهمة بعد يومين و مضطر يرجع...
اخذت إلهام نفسا عميقا ثم نفخته بقوة تدل على عصبيتها قائلة...جرى إيه يا سناء مش فالحة غير تسألي...انا قلتلك عشان تعلمي جوزك يفتح عينيه المدة دي عشان انا متأكدة إن موضوع البنت دي مش حيعدي على خير اكيد في وراه حاجة ...إنت عارفة
إن سيف عمره ما كان ليه علاقة مع بنت...
إلهام و هي تنظر لها بغيظ...أيوا يتجوز و يجيب اولاد عشان يورثوا الهالمة دي كلها و يطلعنا إحنا كلنا برا
يعني كل اللي بنيناه السنين دي كلها يروح في المياه مش كفاية جده العجوز كاتب نص الأملاك باسمه و النص الثاني بين كامل و امين انا كل اما إفتكر اللي عمله الڼار تقيد جوايا ببقى عاوزة أقتلهم هما الاثنين ...
أومأت لها سناء بالايجاب رغم عدم إقتناعها فهي لا تكره سيف ابدا بالعكس تحبه و تحترمه كثيرا هو ووالدته تلك السيدة التي عانت كثيرا بعد فقدان زوجها و لكن رغم ذلك حاربتهم لسنوات عديدة حتى تمنع شرهم عن صغيرها و إستمرت في حمايته حتى كبر و إستطاع الوقوف في وجههم و الصمود ضد مؤامراتهم التي لا يكفون عن حياكتها ضده ..و هاهم الان يجتمعون من جديد كمجموعة ضباع
افاقت من شرودها على صوت أروى التي كانت تستأذنها لأخذ لجين لتناول وجبة طعامها لتتذكر من جديد حكاية إبنها فريد
في المطبخ...
وضعت سعدية فنجان القهوة الذي حضرته و كوب الماء ثم وضعته أمام إبنتها فاطمة قائلة...سيبي الزفت داه من إيدك و خذي القهوة لصالح بيه في المكتب...و أوعي تتأخري ...
سعدية بسخرية...المرة الجاية حيبقى يتصل عشان
يستأذن سيادتك عشان ييجي بيته ...يلا يا بت
بلاش سهوكة و روحي ودي القهوة قبل ما تبرد....
رمت الهاتف على الطاولة الكبيرة التي كانت تملأ
المطبخ ثم رفعت الصينية بين يديها متجهة نحو المكتب بخطوات سريعة...وقفت أمام الباب قليلا لتعدل ملابسها و شعرها ثم طرقت الباب و دفعته لتدخل دون حتى أن يسمح لها بالدخول..
نظرت مباشرة وراء المكتب لتجده منغمسا في العمل على حاسوبه يرتدي تلك النظارات الطبية التي زادت من وسامته أضعافا جعل قلبها يرفرف عاليا...كم تتمنى فقط الفوز بنظرة واحدة من عينيه التي تعشقهما....
سارت نحوه لتضع فنجان القهوة أمامه و هي تقول بصوت ناعم...القهوة بتاعتك يا صالح باشا....
أجابها هو دون أن ينظر إليها...شكرا يا فاطمة...
فاطمة بدلال...العفو يابيه تأمرني بحاجة ثانية.
كانت تحدق بملامحه بشغف تكاد تأكله بنظراتها و إبتسامتها العريضة التي سرعان ما إنتبه إليها صالح ليبتسم هو الاخر بغموض قبل أن يتحدث...أيوا...
عاوزك في حاجة مهمة أقعدي...
تهللت أسارير المسكينة حتى كاد يغمى عليها من شدة الفرح و لكنها سرعان ما تمالكت نفسها قائلة بخجل مزيف...ميصحش يا بيه....
قاطعها صالح بنفاذ صبر...أقعدي يافاطمة...خليني أعرف اتكلم معاكي براحتي...
هرولت فاطمة لتجلس على احد الكراسي مقابلة له و هي تضع الصينية على فخذيها هامسة بصوت خاڤت...إتفضل يابيه سامعاك...
اخرج صالح رزمة من المال ليرميها على الطاولة أمامها مما أثار دهشتها كثيرا لكنها لم تتكلم بل إكتفت بالضغط على الصينية و هي تسترق النظر نحوه من حين لآخر....
شبك صالح يديه فوق المكتب أمامه لببدأ بالحديث بصوت واثق...الفلوس دي علشانك...انا بكرا عاوزك تروحي الفيلا الجديدة بتاعتي حخلي السواق يوصلك...هناك حتلاقي بنتين عاوزك تساعديهم في تنظيف الفيلا...انا حبقى هناك و حفهمك كل حاجة...و لو على دادا سعدية انا حبقى اتكلم معاها متقلقيش....دلوقتي تقدري تروحي....
نظرت فاطمة للنقود و هي تخفي خيبتها الكبيرة لتقف من مكانها قائلة...مفيش داعي يا صالح بيه انا حروح فيلتك زي ما أمرتني..حعتبر إني بشتغل هنا....
إستدار صالح حول المكتب ليقف بجانبها و يأخذ رزمة النقود و يضعها فوق الصينية قائلا بصرامة...لا داه حقك يا فاطمة...يلا دلوقتي روحي كملي شغلك....
غادرت فاطمة و هي تحمل الما كبيرا في قلبها المسكينة كم كانت ساذجة و هي ترسم أحلامها الوردية هو لايراها و لا يشعر بها إطلاقا....
بالنسبة له ليست فقط مجرد خادمة و لن تصبح غير ذلك حتى لو بعد الف سنة لكنها لن تستسلم ليست فاطمة من تستسلم بل ستسخدم جميع أسلحتهم لتفوز به لن تمضي بقية حياتها كوالدتها مجرد خادمة منسية أقصى طموحاتها هي إرضاء أسيادها...
أغلقت باب المكتب بهدوء وراءها لتسير بروح فارغة نحو المطبخ مكانها الطبيعي...
أما في الداخل...
كان صالح يحدق في صور يارا التي كان يخزنها في حاسوبه الشخصي بابتسامة خبيثة و هو بيتوعدلها بمزيد من العڈاب فيكفي انه رحمها اليوم و تركها تنعم بنوم هادئ في منزل والديها بعد أن كادت ټموت ليلة أمس بسبب تلك الرسائل التي أرسلها لها...
مساء توقفت سيارة آدم الفاخرة أمام القصر....ترجل منها ليعطي المفاتيح لأحد الحراس حتى يأخذها
لمرآب السيارت ثم دلف يبحث عن والدته حتى يخبرها أمرا مهما....
صادف فاطمة أمامه ليوقفها متسائلا...ماما فين فاطمة...في أوضتها يا آدم باشا واصل طريقه نحو غرفة والديه ليطرق الباب ثم يدلف....وجد والدته تتحدث مع إحدى رفيقاتها
بالهاتف...فجلس على الاريكة بجانب الشرفة
لينتظرها حتى تنتهي من مكالمتها...
بعد دقائق إنظمت له إلهام و قد علمت سبب مجيئه إليها...
إلهام...في حاجة جديدة بخصوص الزفت سيف قدرت تعرف سافر فين و مين البنت اللي معاه.
آدم پغضب...لا ياماما لسه معرفتش.. انا حاولت كثير بس للاسف مقدرتش اوصل لحاجة...
إلهام بسخرية...إبن ال....طول عمره حويط..
بس مصيره حيرجع و حنعرف...بقلك إيه يا آدم زود الناس اللي بتراقبه في الشركة عشان الفترة اللي جاية حاسة إنها حتكون مليانة مفاجآت...
أدم بحيرة...قصدك إيه ياماما...
إلهام و هي تنظر أمامها بشرود...مش عارفة بس حاسة إن الموضوع داه مش حيعدي على خير.. سيف عمره ما كان ليه علاقة مع ست إلا لو كانت...مهمة جدا .. فاكر لورا ...البنت اللي كان بيحبها سيف من سنتين طبعا محدش يعرف عنها حاجة غيرنا إنت عارفة هو فضل مخبيها كام شهر لغاية ما إكتشفنا الحكاية....
آدم پحقد أيوا ياماما فاكر كويس...داه بيحبها و عاوز يتجوزها....بس الغبية إنتحرت...
إلهام بشړ...هي لو مكانتش إنتحرت كانت كده كده حتموت.. احنا لايمكن نخليه يتجوز و يبقى عنده اولاد عشان يورثوا نص أملاك عز الدين....
آدم مؤيدا...الأملاك دي من حقنا إحنا...بس جدو هو اللي ظلمنا فضل حفيده الكبير على أولاده...عاوزنا نبقى خدم تحت رجلين البيه...محدش فينا يقدر ياخذ قرار غير بأمره.
إلهام...متقلقش كل داه حيتغير قريب اوي إنت بس فتح عينيك و إعرف هو سافر فين و مين البنت دي...
آدم مسنئذنا...حاضر ياماما انا رايح اوضتي حغير هدومي و انزل عشان نتعشى و لو إن مليش نفس....
إلهام...لازم تنزل إنت عارف أوامر جدك..مش عاوزين
نزعله الفترة دي عشان ميركزش معانا عشان نقدر نتحرك براحتنا....
آدم بضيق...عمره سبعين سنة و لسه ماسك في الدنيا بإيديه و أسنانه...إمتى نرتاح منه و من تحكماته اللي بتخنق دي....
إلهام بابتسامة شريرة...متقلقش يا حبيبي قريب جدا إن شاء الله....
البارت الثامن الجزء الثاني
ليلا تناول الجميع طعام العشاء بفتور كعادتهم ثم توجه بعضهم نحو غرفهم كإنجي أروى التي أخذت لجين لتنام و البعض الاخر جلسوا في الصالونلتبادل بعض الأحاديث المملة بينما إستأدن آدم للخروج لمقابلة أحد أصدقائه لكنه في الحقيقة ذاهب لشقته الخاصة التي يجتمع فيها كل ليلة بشلته الفاسدة للسهر.....
داخل الشقة كان صديقيه عصام و مازن قد وصلوا قبله كالعادة للتحضير للسهرة حيث قاموا بجلب بعض الاطعمة المتنوعة و المشړوبات الكحولية .....و طبعا بعض الفتيات من إحدى النوادي الليلة الشهيرة ....
جلس الجميع في صالة الشقة ذات الديكور العصري المجهزة بانوار خاڤتة مريحة للعين بينما تولي عصام تحضير الجلسة...إنتهى من وضع مختلف الاطعمة و الفواكه الجافة و المقرمشات ثم بدأ بترصيف زجاجات الخمر أمامهم كل حسب نوع مشروبه الذي يفضله...
قطب مازن حاجبيه باستغراب بعد أن لاحظ إن عصام قد أحضر عدة أصناف باهضة الثمن جدا ليقول معلقا بمرح...داه إيه الدلع داه كله....جايبلنا ال...إسم نوع كحول ....باين عليها حتبقى سهراية جامدة جديييي...
عصام ضاحكا و هو يشير لإحدى الفتيات بالاقتراب منه...خلينا ندلع شوية ماهو كله من جيبه.... يقصد آدم.
تكلمت إحدى الفتيات بضجر...هو دومي تأخر ليه عصام و هو يلوي شفتيه بسخرية...وحشك دومي يا قطة.
مازن بضحك...لا وحشها الكرباج السوط بتاعه.
الفتاة...عادي...على قلبي أحلى من العسل...
كان عصام سيجيبها لكن صوت الباب الذي فتح قاطع حوارهم ليدخل آدم و هو ينادي عليهم...ياعالم ياهو إنتوا فين
رمى مفاتيح الشقة نحو مازن الذي إلتقفها بمهارة ثم واصل طريقه للداخل قائلا...استأذن انا بقى...
فاصل و نرجع بعدين....
ضحك الجميع بعد أن فهموا مقصده ليهتف مازن بجرأة...داي جاي مستعجل بقى..داه حتى معملش التسخينات قبل الماتش....
عصام مقهقها...متقلقش زمانه سجل goal و إلا إثنين.
قاطعهم آدم من الداخل صارخا...شغل المزيكا يالا...
أمسك عصام بطنه من شدة الضحك و هو يشير للفتاة الأخرى قائلا بصعوبة من بين صخكاته...قومي يا بت شغلي التلفزيون.
ضحك الجميع على كلامه ثم أكملوا