رواية هوس من اول نظرة الجزء الاول
....انا آسفة مقدرتش أعمل أكثر من كده....
أجابتها أروى و هي تمد يدها لأخذ البطاقة منها مجيبة بصوت مبحوح...متشكرة اوي حضرتك.
قلب فريد عينيه بملل ثم إنحنى ليأخذ الورقة التي تحتوى على أسماء الأدوية من فوق المكتب هاتفا بحدة...و مش مطلوب منك تعملي أكثر من كده...يلا خلينا نمشي.
تقدم ليفتح لها الباب و هو يرسل شرارات حاقدة لتلك الطبيبة التي كانت تنظر لزوجته المسكينة بأسف أغلق الباب وراءه پعنف ثم بدأ بالسير وراء أروى التي كانت تمشي ببطئ شديد و تستند على الحائط...زفر و هو ينحني ليحملها و يخرج من المستشفى...
ليحملها ثانية و من حسن الحظ لم يعترضهم أي أحد صعد بها نحو جناحه ليضعها على الفراش قائلا بلهجة لا تقبل النقاش...من النهاردة تنامي هنا معايا في أوضتي و لجين حجبلها مربية....
قدم لها كوب الماء و قرص دواء مكملا...دورك كمربية إنتهى خلاص...دلوقتي حتبقي زوجة.
حقودة و قلبي اسود و مبنساش بسهولة....
إبتسم لها بسخرية و هو يتناول منها كوب المياه ليضعه مكانه هاتفا باستفزاز مش مهم المهم إنك حتبقي مراتي و داه كفاية.. بتحبيني تكرهيني. مش حيفرق انا حعرف اتعامل معاكي كويس...
فريد و هو يقف من مكانه...لو حتبقي مطيعة. اوعدك مش حضربك ثاني....
أروى پقهر...بس إنت ضړبتني و انا مظلومة معملتش
حاجة...علي الاقل المجرمين اللي عندك مش بيتعاقبوا غير بعد ما تتأكدوا من جرايمهم.. و إلا متعود على كده بتعاقب و بعدين تسمع.
بهت من كلامها حتى أن يده تجمدت على مقبض باب مكتبه لتكمل أروى بنبرة واثقة رغم الضعف الذي كان يتخللها...انا من يوم ماجيت هنا و انا كافية خيري شړي...رضيت بأي حاجة تتديهالي و قلت معلش. هو بردو زيي مكانش موافق على الجوازة دي مع إنك راجل و كنت تقدر ترفض...عندك فلوس و تقدر. تطلع تعيش في بيت غير داه لو ابوك و امك طردوك. من البيت...راجل قوي و عندك مركزك حتقدر
في اللي حصلي الليلة دي...انا عملت كل اللي إنتقلتلي عليه إهتميت ببنتك و عاملتها كأنها بنتيبالظبط و مقصرتش معاها في حاجة...حرمتني من كليتي و قلت عادي عنده حق مين هيهتم بلوجي لو أنا رحت الكلية...قلتلي ما تقربيش ناحية
ختمت كلامها و هي تجذب الغطاء لتغطي كامل
جسدها الذي كان يهتز دليلا على بكائها...أما فريد فقد كان في عالم آخر لأول مرة يواجهه أحدهم بالحقيقة التي كان يتجنبها طوال الوقت...تلك الفتاة الصغيرة كانت محقة في كلامها
البارت التاسع
إبتسم سيف بخبث و هو يتفرس ملامح جميلته
الغاضبة...منذ الصباح و هو يحاول محادثتها
دون أن تجيبه فقط كانت ترمقه بحنق من حين
لآخر...بعد أن أخبرها بسفر والدتها لمصر على متن
طائرة طبية خاصة...
فتح أحد الحرس باب السيارة ليخرج ثم مد
يده ليساعدها على الخروج لكنها تجاهلته كعادتها
نزلت لوحدها و هي تنظر حولها لتجد نفسها
في نفس ذلك المكان الذي نزلت فيه منذ يومين
تلك الطائرة الخاصة التي أقلتها من مصر إلى
هنا...
شعرت بذراع سيف تلف كتفها يحثها على السير
لتسير بجانبه بصمت متجهين نحو الطائرة...لم يكن
لديها خيار آخر سوى المجيئ معه فهي طبعا لن تستطيع البقاء هنا بعيدا عن والدتها...هي فقط
غاضبة لانه لم يخبرها بذلك قبلا لا يدري كيف شعرت عندما أخبرها أن والدتها غادرت و لم تعد موجودة
هنا معها كان و كأنه يخبرها انها لن تراها مجددا و انها بقيت هنا وحيدة...مجرد التفكير في أن ذلك
قد يحصل يصيبها بالجنون.....
جلست على مقعدها تفكر في جميع الأحداث التي حصلت معها هذا الأسبوع لتجد أن حياتها قد تغيرت
كليا.. نظرت لملابسها الباهضة التي يساوي ثمنها
مرتبها لسنتين كاملتين و هاتفها الذي لم تكن تحلم
أن تحصل عليه يوما ما...سيارات فارهة و موكب حراسة و طائرة خاصة حرفيا أصبحت حياتها
مثالية و كأنها أميرة حقيقية...
رفعت رأسها نحو سيف الذي كان يرمقها بنظرات
غريبة إقشعر لها جسدها لا إراديا سرعان ما تغيرت
نظراته ليستبدلها بابتسامة مرحة بريئة و هو يقول
...ماي برانساس...بتفكر في إيه
قطبت حاجبيها باستنكار و هي تشعر بتسارع دقات
قلبها دون سبب....رفعت يدها البيضاء الصغيرة لتسعها على صدرها و هي تحاول أن تنظم أنفاسها
قبل أن تتحدث بأنفاس متسارعة...و لا حاجة...انا
خاېف على مامي إنت مش قلت.. ليا إنها سافر.
إنتقل سيف ليجلس على المقعد المجاور لمقعدها
ثم أخذ كفها بين يديه.. قبله عدة مرات رغم محاولتها
جذبه منه لكنه كان يضغط عليه برفق دون أن
يألمها...رفع بصره نحوها ليبتسم و هو يلاحظ
إحمرار وجهها...هتف بصوت حنون محاولا طمئنتها
قائلا...حبيبي...إهدي و إطمني طنط هدى الحمد
لله عدت مرحلة الخطړ و بقت كويسة...انا نقلتها
مصر عشان تكون قريبة مني و تحت عيني
انا للاسف مقدرش أقعد اكثر من كده في ألمانيا
عندي شغل كثير و لازم اكون موجود بنفسي....
أكمل حديثه بهدوء و هو يدرس جيدا تفاصيل وجهها التي تدل على تصديقها لكل كلمة ينطق
بها و كيف لا تصدقه و حججه كلها مدروسة بحيث لا تقبل أي مجال للشك فهو قد خطط جيدا و هاهو الان ينفذ ما خطط له بكل سهولة و سلاسة ....إنت كمان لازم تكوني جنب مامتك عشان حتحتاجك جنبها أكيد...و كمان مقدرش اسيبك لوحدك هناك و إنها
حتسافر عشان مكنتش عاوز اقلقك عالفاضي ما إحنا حنلحقها و كلها ساعات قليلة و تكوني جنبها ....
هزت رأسها بالموافقة قائلة...طيب...وبعدين
يعني مامي حتخف....انا عاوز أرجع لألمانيا انا
مقدرش يعيش في مصر .
أجابها بهدوء مخفيا إبتسامته الخبيثة ...المسكينة لا تعلم أن كل مايخبرها به هو فقط مجرد كلام و أنه يسارها فقط حتى يكمل خطته بجعلها تدخل عرينه و عندها لن يجعلها تخرج منها أبدا...طيب ليه
سيلين بتردد...عشان.. انا مش يعرف حاجة في
مصر...انا حتى مش يعرف يكتب بالعربي كويس
يعني بعرف اتكلم بس...انا مش يعرف البلد.. الشوارع
مش يعرف أي حد .
حقا كم بدت ساذجة في نظره تعتقد حقا انه سيسمح
لها برؤية الشوارع و التجول فيها بمفرده...لو فقط
تعلم مايدور في رأسه في هذه اللحظة لرمت نفسها
من نافذة الطائرة..
زفر بخفوت قبل أن يهمس لها بلين
...حبيبي...انا كم مرة قلتلك إن حياتك تغيرت
من اللحظة اللي ډخلتي فيها مكتبي...إنت أميرتي
انا صح.....
بقيت تنظر له بعدم فهم ليضغط قليلا على
ظهر يدها معيدا كلمته الأخيرة باصرار...صح
إكتفت بترديدها وراءه رغم عدم فهما لما يقصده
حقا لم تعد تفهم أي شيئ يقوله او يفعله هذا
السيف...لكن تعلم أن كل ما يقوله صحيح
فحياتها فعليا تغيرت منذ أن وطئت قدماها
أرضية مكتبه...لمحت تلك النظرة التي
أصبحت تراها كثيرا في عينيه عندما تقوم
بفعل او تقول شيئ هو يريده....نظرة إنتصار
و فخر و رضا...هي لم تكن ساذجة او غبية حتى
لا تلاحظ كل ما يفعله من أجلها يحاول تدليلها
و مفاجأتها في كل يوم...إحتضانه لها في كل
مرة تسير بجانبه او تجلس بقربه في السيارة
او في المنزل...إمساكه و تقبيله ليديها بدون سبب...و الأهم تلك اللمعه التي تضيئ
عينيه كلما تحدث معها ...لا تفهم حتى ماذا يريد
منها هل يحبها فعلا لكن كيف حصل ذلك في هذه المدة القصيرة....من المحتمل أنه يفعل كل ذلك
حتى تثق به و يوقعها في شباكه ثم......
مالذي يجعل رجلا مثله يهتم بفتاة مثلها هل هو جمالها
هناك الملايين من هن أجمل و أصغر سنا إن أراد
لاتمتلك ثروة و لا أملاك....هل لأنها إبنة عمته
و لاتنكر أيضا أنه لاتوجد أي إمرأة في هذا العالم لا تتمنى ان يعشقها رجلا مثله...وسامته المفرطة
بأمان العالم كله...معاملته الرائعة لها و تلك النظرات
التي يرمقها بها دائما و كأنه يخبرها انه لا يرى
غيرها و انها محور حياته....هيبته و شخصيته
القوية التي لاحظتها من خلال تعامله مع المحيطين
به...ثروته...
كان باختصار الفارس الخيالي
التي تحلم به كل أنثى في الكون لكن المشكلة
كانت فيها هي و بالتحديد في قلبها الذي يخبرها
أن هناك أمرا خاطئا فلكل شيئ مقابل..
ربما تعلمت ذلك من أسلوب الحياة الذي عاشته في
ذلك البلد الغريب و الذي علمها أنها لتربح أشياء
من المقابل عليها أن تضحي و تتنازل فلا شيئ
يمنح مجانا حتى لو كان من عائلتها...
افاقت من دوامة أفكارها على أصابعه التي
كانت تتحرك على وجنتيها بلطف و هو يقول ممثلا
جهله بما يدور في خلدها.....
...بقيتي بتسرحي كثير و انا بكلمك...عارفة أحيانا ببقى نفسي ادخل جوا عقلك داه عشان أعرف إنت
بتفكري في إيه...
توقف عن الحديث و هو ينتظر جوابها
على سؤاله رغم أنه كان يعلم جيدا ما تفكر به...
إستطاع بسهولة قراءة ما يجول في خاطرها من
خلال ملامح و حركات وجهها التي كانت تتغير كل ثانية....
لم يكن هناك من هو أبرع منه في قراءة أفكار أي
شخص يجلس أمامه.. لم يطلق عليه إسم الشبح
من فراغ بل لذكائه الذي عجز كل من عرفه عن
تحديد حدوده...قدرته المميزة في جعل محاوره
يعترف بما في داخله دون أن يشعر حتى بتعابير
وجهه...يعلم انها خائڤة و قلقة بشدة من الايام القادمة
و منه و من إهتمامه المبالغ فيه بها الذي لم تعتده
من قبل...
إستأنف حديثه عندما طال صمتها مردفا بنبرة
حنونة...مش عايزك تقلقي من حاجة طول ما أنا
موجود...إنت من عيلة عزالدين يعني كل اللي
بقدمهمولك داه من حقك عشان كده مش عاوزك
تستغربي من أي حاجة تشوفيها لما نوصل مصر
و مش عاوزك توثقي في حد غيري هناك حتقابلي
ناس كثير و فيهم اللي حيتقبلك و فيهم اللي مش
حيرحب بوجودك عشان هما أصلا مش عارفين
إن طنط هدى لسه عايشة و عندها بنوتة قمر زيك...
قالها بمرح محاولا طمئنتها و إشغال ذهنها لتنسى
قلقها....بس مټخافيش انا مش حسيبك لوحدك...
و بعد