رواية هوس من اول نظرة الجزء الاول
البكاء...شفتي يايوو
هزقني إزاي...ناكر جميل داه انا اللي خليت
يارا تيجي الليلة....
يارا و هي تضع الكوب على الطاولة...أنا بصراحة
مش قادرة أتابع الحوار الشيق بتاعكم و مضطرة
اروح عشان مقلتش لماما إني طالعة....
حازم بلهفة...طب خليكي شوية كمان إنت
جيتي دلوقتي بس....
يارا معتذرة...مقدرش ياحازم لو سمحت انا لازم
اروح..اوعدك بكرة حبقى وقت أطول...
يريد قضاء أطول وقت معها فهو معجب بها
و بشدة...لكزته مروى على ذراعه عندما وجدته
مازال ينظر في أثر يارا بشرود...إيه ياعم...خلاص
وقعت إنت كمان....
حازم بتنهيدة تخفي آلامه...من زمان يامروي
من زمان واقع...
أخذت مروى سېجارة من علبته الفاخرة
لتشعلها و تنفث دخانها في الهواء قائلة...بس
حازم بنبرة متكسرة...للأسف عارف انا
أكثر واحد عارف إيه اللي بيحصل..حاولت
أقف في وشه بس للاسف مقدرتش..انا
مش خاېف على نفسي بالعكس انا مستعد
اموت عشانها بس هو عرف يلعبها صح...
هددني بعيلتي لو قربت منها ثاني....
مروى بتفكير...ياترى عارفة...
حازم بعجز...مش عارف...بس أكيد حاسة
إن في حاجة مش مضبوطة...إنت مجربتيش
مروى بسخرية...حقلها إيه إن في واحد
مريض بيحوم حواليكي و مراقب كل تحركاتك
و اي حد يقرب منك بيهدده عشان يبعد عنك..
و إلا اقلها إنسي إنك تحبي و تتحبي زي بقية
البنات الطبيعية....
حازم...طيب و العمل...هي لازم تعرف....
مروى و هي تهز كتفيها برفض...أنا مليش
دعوة..مش عايزاها تعيش في ړعب بسببي
خليها كده أحسن على الاقل بتمارس حياتها
خاصة إنه مفيش دليل على كلامنا داه....
تابعا حوارهما حتى ساعة متأخرة من الليل
قبل أن يعود كل منهما إلى منزله و في عقله
الف سؤال و سؤال....
يتبع
الفصل الثالث
إستيقظت بعد ساعات قليلة تشعر بصداع
شديد يكاد يقسم رأسها نصفين...وضعت
يدها على حبينها و هي تفتح عينيها ببطئ
قبل أن تغمضهما من جديد بعد أن تفاجأت
تأوهت بتعب من آلام رأسها و جسدها و هي تدير عيناها من جديد حولها متفادية ذلك الضوء الساطع الذي لم تكتشف مصدره حتى الآن...
لتنهض فجأة بعد أن تذكرت ما حصل معها منذ ساعات....
كانت تخرج من النادي الليلي الذي تعودت ان تسهر فيه مع أصدقائها و هذه الليلة كانت إحتفال بعيد ميلاد صديقتهم فيري
حصل في ثانيتين من الوقت...و بعدها أغمي عليها و لم تعد تشعر بشيئ و هاهي الان تستيقظ في مكان غريب...
وقفت بخطوات مترنحة و هي تحاول معرفة أين هي...اصابها الهلع و الذعر بعد أن إكتشفت أنها ليست في غرفتها الفاخرة...بل كانت في غرفة قڈرة أشبه بالصندوق الكبير تحتوي على سرير قديم و مصباح معلق في السقف
جدرانها مازالت بلون الأسمنت و بعضها حجارة هرولت نحو الباب لتتعثر بفستانها الأحمر الضيق الذي هرقل حركتها لتسقط على الأرضيةالصلبة المليئة بالغبار و الاتربة والحشرات الصغيرة...
صړخت پخوف قبل أن تستقيم من جديد نحو الباب...
ضړبت الباب بكفيها عدة مرات بقوة و هي تصرخ...إفتحوا...خرجوني من هنا....إفتحوا
الباب....
ظلت تصرخ و تبكي بأعلى صوتها و هي
ترسم عدة أفكار سيئة في رأسها عن سبب
وجودها في هذا المكان الموحش...تراجعت
للخلف عندما سمعت صوت مقبض الباب
ليظهر من وراءه رجلين ضخمين يرتديان
ملابس سوداء..
إرتجفت پخوف عندما لمحت إبتسامتهما
الخبيثة و هما يتفحصان جسدها بوقاحه
بسبب ملابسها الضيقة و العاړية...
تصنعت الشجاعة و هي تكاد تسقط في
مكانها من شدة الړعب...إنتوا مين و جايبيني
هنا ليه إنتوا مش عارفين انا مين
نظر الرجلان لبعضهما راسمين على
وجههما إبتسامة مستهزءة قبل أن
يتطوع أحدهما و يجيبها...حتى لو كنتي
بنت رئيس الوزراء...
تنفست الهواء بقوة قبل أن تجيبه بحدة
رغم إرتعابها من نظراته الخبيثة التي يرمقها
بها...انا بنت المستشار ماجد عزمي...
صمتت قليلا قبل أن تكمل بلهجة اقل حدة
...لو عاوزين فلوس انا حديكوا كل اللي إنتوا
عاوزينه بس سيبوني امشي من هنا...انا معرفكمش......
ضحك الرجل الثاني لتزداد ملامحه شراسة
بصوته الغليظ الذي ملأ قلب المسكينة
ړعبا حتى يكاد يتوقف...بس إحنا مش
عاوزين فلوس...إحنا عاوزينك إنت يا قمر .
إلتفت لصديقه ليغمزه ثم إنفجرا بالضحك مرة
أخرى....
ړعب خوف هلع كلمات لا تصف ماتشعر به
يارا بعد سماعها لكلام الرجلين المخيفين...
نظرت لأجسادهما الضخمة ليجتاح الذعر كامل
اوصالها و تشعر بجفاف في حلقها و قلبها
يدق بشدة حتى يكاد يخرج من قفصها الصدري
تراجعت للخلف عدة خطوات و هي مازالت
تتفرس هيأتهما المخيفة و الاوشام التي كانت
تغطي يديهما و رقبتهما...
ناهيك عن تلك الندبة التي كانت تقسم وجه
أحدهما لتزيد من منظره الإجرامي خطۏرة
و هلعا في نفسها...
تمتمت برجاء و وجهها غرق بدموعها...ارجوكوا
بلاش كده انا حديكوا فلوس كثيرة اطلبوا
المبلغ اللي إنتوا عاوزينه...إدوني موبايلي
حكلم بابا و هو يبعثلكم فلوس بس و النبي
سيبوني انا معرفكمش...
تكلم أحد الرجلين ببرود ليزيد من ضغطها النفسي
و هي التي تجاهد حتى لا يغمى عليها من شدة
الخۏف...بس إحنا نعرفك...و إنت هدية لينا
من الباشا الكبير...
لوحت بيدها أمامها صاړخة بتوسل...ارجوكوا
لا...إنتوا مش ممكن تعملوا فيا كده...انا مش
أذيتكوا في حاجة إنتوا معندكوش إخوات...
قاطعها أحدهما بحدة ارعبتها...جرى إيه
يابت إنت...إنت حتعملي نفسك شريفة علينا
داه إحنا خاطفينك من قدام كباريه بفستانك
اللي شبه ال....إخرسي بقى و إتلمي و خلي
ليلتك تعدي على خير...و لو عاوزة الطريقة الصعبة بردوا إحنا جاهزين بس إنت اللي حتتضرري
في الاخر و حتبقى نهايتك يا المستشفى يا الخړابة
و على فكرة وفري صوتك الحلو داه و إتكتمي عشان
إحنا في مكان بعيد و لو فضلتي ټصرخي لبكرة
الصبح مفيش حد حيسمعك....مفهوم يا....
صړخ في آخر كلامه و عيناه تقدح شرارا..ضخمين
للغاية و ملامحهما تدل على أنهما من أصحاب السوابق ذوي القلوب المېتة التي لا طالما سمعت
عنهم...يخطفون و ېقتلون بدم بارد...
جرائهم لا تحصى و لاتعد...و هي ضحيتهم
الجديدة....تكاد تختنق بشهقاتها و هي تتوسلهم
ان يتركوها دون جدوى...
الاصرار و التجاهل هذا ما لمحته في أعينهم
لن يتركوها مهما قالت أو فعلت...لن تستطيع
النجاة منهم او التغلب عليهم في هذا المكان
المقطوع...
لطالما سمعت عن جرائم الخطڤ لكن لم تكن تظن انها ستكون ضحېة في احد الايام...
خانتها ساقاها و لم تعد قادرتان على حملها لتتنزلق على الأرض بعد أن سمعت أحدهما يقول...خمس دقائق و راجعين ياقطة..جهزي نفسك....
غمزها و هو يدعك أنفه باصبعه بحركة قڈرة تدل على إستهلاكه ممنوعات...لتوقن يارا أن نهايتها إقتربت و لا نجاة لها بعد هذه الليلة إلا بمعجزة...
لطمت فخذيها بكفيها قبل أن تنتحب بيأس و هي تدعو الله بداخلها أن ينفذها من براثن هذين الوحشين الجائعين....
في برلين....ألمانيا....في إحدى المستشفيات...
تجلس سيلين أمام أحد الغرف تنتظر خروج الطبيب منذ ساعات طويلة بعد أن تدهورت صحة والدتها و اغمي عليها فجأة لتضطر لنقلها إلى المستشفى...
رفعت رأسها عندما سمعت صوت الباب تلاه
خروج الطبيب الذي كان يفحص هدى بالداخل
هرولت نحوه قائلة بلهفة...دكتور طمئني
ارجوك...هل هي بخير
الطبيب بلهجة بعملية...الان هي بخير...لكن
أنت تعلمين وضع قلبها إنه ضعيف...تحتاج
عملية جراحية في أقرب وقت...الأدوية لا تكفي
لقد تعدت مرحلة العلاج بالأدوية....العملية
هي الحل..لن تصمد طويلا....
سيلين بحزن يغمر قلبها...لكن دكتور..كلفة
العملية باهضة جدا...الا يوجد حل آخر...
الطبيب بأسف...لقد أخبرتك يا آنسة..تحتاج
تدخلا جراحيا في أقرب وقت و إلا فقدناها..
سوف أتكلم مع إدارة المشفى..تستطيعين تقسيط
المبلغ....تدفعين نصفه الان و النصف الاخر
بعد إجراء العملية.....
اومأت له سيلين بإيجاب دون أن تجيبه لينسحب الطبيب مكملا عمله بينما بقيت هي تفكر...يا
إلهي إنها ستون الف يورو من أين سأجلب
مبلغا كهذا...انا بالكاد أسدد فواتير الكهرباء
و الماء و الطعام....لم أستطع شراء حذاء
جديد منذ سنتين...مالذي علي فعله...صاحب
العمل لن يوافق على إعطائي سلفة بهذا. المبلغ
الضخم...لا يوجد حل سوى بيع المنزل...لكن
هذا سيحتاج وقتا طويلا حتى أجد سعرا مناسبا
و منزلا جديدا...يا إلهي انقذ أمي لايوجد لي
أحد سواها....
أدمعت عيناها بعجز و هي تحدق بباب الغرفة
المغلق حيث تنام والدتها وراءه بقلب انهكه المړض
ماذا سيحدث لها لو خسرتها...هي لا تعرف أحدا
في هذا العالم سواها...لا أقارب و لا أصدقاء...
يبدو أن والدتها محقة عندما طلبت منها العودة
إلى الوطن...
عادت من شرودها على صوت الممرضة التي
سمحت لها بالدخول و رؤية والدتها لدقائق
قليلة فقط....
دلفت إلى الداخل بقلب ممزق و عينان محمرتان
من شدة البكاء...أمها روحها الثانية تنام بقلة
حيلة على سرير أبيض يدها موصولة بأنابيب
و معدات طبية لم تفقه منها شيئا...
فلتت منها شهقة رغما عنها لتضع يدها على
فمها تبتلع بقية شهقاتها بداخلها حتى شعرت
بكف والدتها الحنون تمسك يدها...لتنتفض
بهلع قائلة بغصة...مامي إنت كويس اندهلك
الدكتور....
سعلت هدى قليلا قبل أن تجيبها بصوت متعب
و ضعيف...لا يا حبيبتي انا كويسة...مټخافيش
عمر الشقي...
سيلين پبكاء و هي تمسك بيدها كف والدتها
البارد...مام الدكتور قال لازم عملية ب 60 الف
يورو...اكملت حديثها باللغة الألمانية مبلغ كبير من أين سنحصل عليه..
سأبيع المنزل...لكن يلزمني القليل من الوقت
و الطبيب يقول يجب أن تخضعي للعملية
في اقرب وقت...
هدى بابتسامة ضعيفة...متقلقيش يا حبيبتي
انا حبقى كويسة...متبكيش يا ضنايا كل مشكلة
و ليها حل بإذن الله...
سيلين بدموع...أعلم و لكني سأموت إن حصل
لكي شيئ...امي ارجوكي انا لا يوجد لي سواكي
انت كل عائلتي...يجب أن تصمدي من أجلي...
غدا صباحا سأذهب إلى كل مكاتب بيع العقارات
و سوف ابيع المنزل بأي ثمن..الطبيب قال لي
اننا نستطيع تقسيم المبلغ ندفع حزءالان و الباقي بعد العملية...
أغمضت هدى عينيها بتعب فقد حان الوقت
المناسب لتنفيذ ماعزمت عليه منذ رحيل زوجها
يجب أن تعيد إبنتها إلى عائلتها...لن تبقيها وحيدة
ستفعل اي شيئ لإنقاذ وحيدها من الضياع في هذا
البلد الغريب الذي إلتهم سنوات عمرهما دون
رحمة....
أخذت نفسا عميقا قبل أن تتحدث بهدوء...مفيش
داعي تبيعي البيت...انا حقلك إزاي تجيبي
فلوس العملية...إسمعيني كويس يا بنتي
و متقاطعينيش عشان انا بتكلم بالعافية....
اومأت لها صغيرتها و هي تمسح دموعها
التي إنهمرت على وجنتيها المحمرتين قبل
أن تركز جميع حواسها مع حديث والدتها....
.........داه أحن واحد فيهم انا ربيته زمان
لما كان صغير...انا سبته و هو عمره إثناعشر
سنة اكيد لسه فاكرني...عشان خاطري. ياحبيبتي
وافقي و روحيله...انا بقالي سنتين بتابع أخباره
هو كبر و درس محاماة بس هو حاليا ماسك
شركات بابا...بقى رجل أعمال ناجح....من هو صغير
و هو ذكي جدا انا كنت عارفة إنه لما حيكبر
حيبقى حاجة عظيمة و فعلا مخيبش ظني...
تنهدت سيلين باستسلام فهي و إن كانت في الماضي ترفض الذهاب لمصر و الالتقاء بعائلة والدتها
إلا أنها مضطرة الان من أجل والدتها..
تحدثت بصوت منخفض دلالة على موافقتها
رغما عنها و هذا ماكانت تعلمه والدتها لكنها
تجاهلت رأيها ليس من أجل الحصول على
ثمن العملية بل من أجل وحيدتها الصغيرة...
لاتستطيع تركها وحيدة دون مأوى و سند يحميها
من هذه الحياة القاسېة...
...تمام...و انا وين حعرفه انا نسيت إسمه
هدى...إسمه سيف عز الدين...ادخلي اوضتي حتلاقي في الدرج الثاني بتاع تسريحتي...في
شوية فلوس كنت مخبياهم من مصروف البيت
و معاهم صندوق صغير بني فيه صور كثير...صور عيلتي اللي دايما بفرجك عليهم...
اومأت سيلين بتفهم لتكمل...تحت الصور حتلاقي
ظرف أبيض صغير إفتحيه حتلاقي ورقة
فيها عنوان الشركة الرئيسية للمجموعة هو
دايما بيكون هناك...و مع الورقة حتلاقي
سلسلة فضة فيها قلب صغير...القلب داه بيتفتح
جواه صورتين واحدة صورتي زمان قبل