رواية هوس بقلم ياسمين عزيز كاملة
شاور و سبت
لوجي تلعب مكنتش عارفة إنها حتطلع و بعدين
انا لما ملاقيتهاش عرفت إنها جات هنا عشان
هي متعودة تيجي لوحدها....
فريد و هو يطفئ سېجاره...بس داه إهمال منك هي كان ممكن تنزل السلم وحدها و توقع....
أروى و هي تشدد من إحتضانها...بعد الشړ ربنا
ستر المرة دي بس انا حبقى اقفل باب الأوضة
بعد كدة و دلوقتي انا حنزل عشان اغديها اكيد
فريد بسخرية...حنشوف بس ثاني مرة
لو حصلت غلطة منك انا مش حعديهالك
إنت لسه مشفتيش وشي الثاني .
تنهدت أروى بصوت عال و هي ترمقه بنظرات
حادة تعلم أنه يتعمد إھانتها و يحاول بكل جهده
خلق سبب حتى يذلها لكنها قررت أنها لن تترك
له الفرصة حتى يحقق غرضه...لذلك فضلت
الصمت ليس خوفا منه رغم أنها في الحقيقة
يرتعش جسدها كلما رأته أمامها....
غرفة الصغيرة و التي أصبحت غرفتها منذ
اول ليلة لها هنا...نشفت شعرها جيدا ثم
غيرت ملابسها ثم قررت النزول للأسفل....
وجدت بعض أفراد العائلة مجتمعين حول طاولة الطعام التي بترأسها الجد صالح عزالدين...في العادة
لايسمح لهم بالتخلف عن موعد الغداء لكن بسبب
الأعمال أصبح حضور وجبات الطعام إجباريا فقط
القائمة فهو لا يحترم كلام جده أو أي فرد من عائلته
سوى والدته....
جلست أروى في مكانها على طاولة الطعام و أجلست
لجين في كرسيها الخاص بجانبها بعد دقائق من الانتظار أتى فريد ليجلس بجانبها في مكانه المعتاد
ليشير لهم الجد ببدأ تناول الطعام بعد أن حضر
جميع الموجودين...فقط سيف و صالح هما من كانا مختفيان...
مسحت يارا دموعها پقهر للمرة العشرون في
تلك الساعات الطويلة التي أمضتها تنظف و ترتب
غرف الفيلا المليئة بالاتربة و الغبار
لعنت صالح في سرها لأنها متأكدة جيدا
انه تعمد إحضارها لهذه الفيلا المهجورة حتى
يعذبها بتنظيفها...
جلست على أحد الكراسي تمسد ساقيها
المتعبتين و هي تتأوه پألم...ربنا ينتقم منك
ماجد عزمي البس هدوم الخدامات و أنظف و أكنس
و الله لنتقم منك و أخليك.....
قاطعها دخوله المفاجئ من باب الغرفة لتكز على
أسنانها بقوة من شدة ڠضبها و كرهها له و كأنها
ترى شيطانا أمامها....
تجاهلته و هي تكمل تمسيد ساقيها لتستمع
لضحكاته المستهزءة و هو يقول...سلامتك ياقطة
و كمان من بكرة حتبقي تقومي بشغل الفيلا
لوحدك.....
رفعت يارا بصرها نحوه متحدثة بنبرة
ساخرة...إنت اكيد بتهزر...انا مش عاوزة
اشوف وشك من النهاردة...كفاية اللي إنت
عملته فيا لحد دلوقتي أظن حققت إنتقامك
بزيادة .
هز صالح حاجبه بتعجب منها قائلا...إنتقامي
لسه مبدأش صدقيني لسه المشوار طويل
قدامك...و يلا قومي عندك شغل كثير
في المطبخ.....
يارا بنبرة لينة محاولة التخلص منه بجميع
الطرق...صالح...لو سمحت كفاية انا و الله
تعبت و مش قادرة استحمل اكثر من كده
لو عاوز انا حعتذرلك قدام الدنيا كلها بس
كفاية إنتقا....
صالح بصړاخ و قد إحمرت عيناه من شدة
الڠضب...صالح بيه...متنسيش نفسك يا
ژبالة...و آخر مرة تتجرئي و تتكلمي معايا
بالشكل داه.. إنت هنا شغالة و انا صاحب البيت
و دلوقتي غوري على المطبخ و إياكي
ثاني مرة الاقيكي قاعدة و مهملة شغلك...
إختفى فجأة مثلما ظهر لتقف يارا من مكانها
و هي تنظر في أثره و عقلها لايكف عن البحث
عن طريقة للتخلص من هذه المصېبة التي
قلبت حياتها و سلبتها الراحة و الأمان....
مساء في فيلا سيف....
نظر سيف لساعته الفاخرة التي كانت تزين
معصم يده ليبتسم دون شعور منه عندما وجدها
الساعة السادسة مساء....حسنا لازال الوقت
مبكرا قليلا لكنه سيقدم وقت العشاء حتى
يتسنى له رؤيتها....
قفز من كرسي مكتبه الذي كان يجلس عليه
منذ ساعات ليفتح باب مكتبه متجها نحو الأعلى...
وقف أمام باب غرفتها ليطرق الباب عدة مرات
لكنها لم تجبه لكنه إستمر في طرق الباب و مناداتها
رغم تردده مخافة إزعاجها لكن نداء قلبه الذي
يرغب بشدة في رؤيتها و إشباع حواسه منها...
...سيلين...يلا يا حبيبتي قومي الساعة بقت
ستة كفاية نوم...بقالك أربع ساعات نايمة....
في الداخل حركت الأميرة النائمة رأسها بتعب
دون أن تفتح عينيها...كانت تستمع بأصوات
نداء باسمها لكنها كانت بعيدة جدا...
بعدها شعرت بيدين تحركان كتفها بلطف
حتى إستطاعت و أخيرا فتح عيناها لتجد
أمامها زينات تحاول إيقاضها و قد بدت ملامحها
قلقة بعض الشيئ...إنت كويسة يا هانم....
حركت سيلين جسدها لتتكئ على ظهر السرير
و هي تفرك عيناها قبل أن تجيبها...انا إسمي
سيلين و ايوا انا كويس.
زينات...أصل الباشا ميتنيكي برا عاوز
يدخل يطمن عليكي عشان بقاله ساعة
بينادي عليكي من برا عشان تصحى.
سيلين و هي تعدل ملابسها...خليه يدخل .
فتحت زينات الباب ليدخل سيف دون
أن يستمع لكلامها....جلس على حافة السرير
ثم مد يده ليتلمس وجنتها و جبينها قائلا بلهفة
...إنت كويسة...وشك أحمر.. أجيبلك الدكتورة .
ضحكت سيلين و هي يدها على كفه لتزيحها
بلطف قائلة...انا كويسة...إهدي.
سيف و هو يتنفس الصعداء...كنت حموت
برا و انا بنادي عليكي و إنت مش بتردي...
دقيت الباب كثير بس مجاوبتيش مقدرتش
ادخل حسيت نفسي عاجز خفت تكوني
تعبانة و مش قادرة توقفي من مكانك .
سيلين بتعجب من خوفه المبالغ عليها...لا
انا كويس و الله...اغمضت عيناها بخجل
قبل أن تكمل...انا نوم بتاعي ثقيل..
رمقها بنظرات عاشقة لم تفهمها قبل أن يرفع ثم وقف من مكانه قائلا...طيب إغسلي
وشك و إنزلي عشان نتعشى سوى....
سيلين و هي ترفع رأسها للأعلى حتى تراه
...حاضر....
بعد نصف ساعة نزلت للأسفل لتجده أسفل
الدرج يتحدث في الهاتف...وقفت مكانها لتستند
على حافة الدرابزين لتتأمله...
كان في غاية الوسامة
جسد ضخم رياضي و عضلات صلبة تظهر جليا
من خلال قميصه الصوفي الذي يضيق على
نصفه العلوي....بشړة سمراء محببة و عينان
خضراوتان و شعر اسود جميل...
جعدت وجهها بتفكير تحاول تذكر أين رأت هذه
الملامح من قبل لكنها فشلت لتنفخ وجنتيها
بضيق و يأس...
حولت بصرها نحو الفيلا
بتصاميمها الفاخرة التي وقعت في عشقها
منذ اول لحظة وطئت قدميها هذا المكان
تنهدت بحزن و هي تتذكر والدتها المسكينة
التي ټصارع المړض الآن...كيف إستطاعت في
الماضي ترك هذه الحياة الرغيدة و هربت مع
والدها لتبدأ ايام شقائها...
لم تكن سيلين إنسانة مادية و تقدس المال لكن صعوبة الحياة التي كانت تعيشها في ألمانيا
وحيدة مع والدتها جعلتها تعيد حساباتها
تجاه إمكانية عودتها لمصر....
افافت من شرودها بعد أن سمعت سيف يناديها
...سرحانة في إيه قوليلي.....
نزلت بقية الدرجات و هي تجيبه...و لا حاجة
كنت بفكر في مامي....
مد يده نحوها لتمسكها فيجذبها نحو الاريكة
ثم يجلسها بجانبه متحدثا بصوت مطمئن...طنط
هدى إنسانة قوية و إن شاء الله حتقوم بالسلامة
و حنيجي كلنا نعيش هنا...انا و إنت و هي و ماما .
سيلين بطفولية...إنت عندك مامي.
سيف بضحك...انا النهاردة ضحكت اوي
مش عوايدي اكون مبسوط بالشكل داه...
سيلين بعبوس...بتضحك عشان انا بتكلم
مصري وحش...و بتقلي هاني إنت و البنت
اللي صحتني من شوية.
قهقه عاليا لتبتسم سيلين تلقائيا على جمال
ضحكته التي زادته وسامة.
توقف بصعوبة قائلا...لا هي بتقلك يا هانم
بالميم....مش هاني...لازم تناديكي كده عشان
إنت صاحبة البيت هنا و هي بتشتغل عندك....
سيلين بجهل...مش فاهم...
سيف باللغة الألمانية...أقصد انها تعمل هنا و من
واجبها إحترام أصحاب المنزل...و لذلك تناديكي
هانم...فهمتي .
اومأت له و هي تتمتم بتفكير...يعني إنت
كمان تناديكي هانم....
سيف ضاحكا...يا نهار اسود...داه إنت المصري
بتاعك بايز خالص خاصة المؤنث و المذكر...إنت
بهدلتي الدنيا...لا إنت تناديكي هانم عشان
آنسة حلوة و قمر...بس انا راجل فهي تناديني
باشا...
سيلين بضحك بعد أن فهمت مقصده فهمت
يا باشا....
حاوط كتفيها بذراعه و هو يحثها على الوقوف
قائلا...يا روح قلب الباشا إنت...يلا خلينا نقوم
عشان العشا جهز من بدري....
سار بها نحو طاولة الطعام و هو مازال يهز رأسه
و يضحك بخفوت.. لا يعلم مالذي حصل له هذا
اليوم حتى يصبح بهذه الحالة الغريبة...
لا يريد أن يفكر في أي شيئ سوى أن وجودها
بجانبه هذا اليوم جعل يومه مختلف جدا جدا....
يتبع
الفصل السادس
صعدت سيلين درج الطائرة بخطوات بطيئة و هي تلتفت يمينا و يسارا و عيناها اللامعتان تكشفان انبهارها بما تراه حولها كانت حرفيا كطفلة صغيرة دخلت متجر حلوى تراها لأول مرة....
منذ أن وطئت قدماها أرض مصر و هذا السيف لايكف عن مفاجأتها...افاقت على صوته يناديها بقلق...سيلين مالك في حاجة.
حركت راسها بنفي وهي تتحرك للداخل لكنه اوقفها ممسكا بيديها قائلا بعتاب...مش قلتلك من شوية بلاش حركاتك دي...بتقلقيني عليكي ليه ها ...
سيلين بخجل منه فهو لا ينفك يعاملها برقة شديدة و كأنها مصنوعة من الزجاج...اصلي بيشوف الحاجات دي اول مرة...انا اول مرة في حياتي اركب طيارة خاصة و......
سيف مقاطعا...ششش...إنت تنسى حياتك اللي فاتت كلها...عارفة ليه.
سيلين بحيرة...لا.
سيف بنظرات عاشقة حنونة و هو يحيط وجها الفاتن بكفيه...عشان حياتك إبتدأت من اللحظة اللي ډخلتي فيها مكتبي...
جذبها للداخل ليجلسها على كرسي الطائرة ثم انحنى وربط لها حزام الأمان مش عارفة إسمه بالعربية
حركت راسها بموافقة و دون إهتمام بما يقوله لم تكن تهتم سوى لوالدتها...يكفي انه هو من سينقذ حياة اهم شخص لديها و هذا ما يجب أن تركز عليه...
سيف و هو يلاحظ شرودها...حجيبلك عصير برتقال عشان إنت مفطرتيش كويس الصبح....
اتسعت عيناها پصدمة وهي تنظر له قبل أن
تجيبه بتذمر...لا مش عاوز ياكل حاجة تاني...إنت خليتني ياكل كثير الصبح...و امبارح كمان..
انا ياكل داه في أسبوع....
قهقه سيف على شكلها الظريف و هي تضم شفتيها الورديتين بعبوس لم يدري كيف إستطاع التحكم في نفسه في تلك اللحظة و منع نفسه من إختطاف قبلة منها...
حرك راسه لينفي تلك الأفكار المستحيلة حسب رأيه فهي في الاخير لا تزال إبنة عمة الصغيرة و التي بمثابة أمانة عنده...
جلس في مكانه بجانبها و هو يتأملها بافتتان ويعود بذاكرته إلى الوراء و تحديدا قبل سنوات طويلة كان صغيرا وقتها لم يتجاوز عمره العشر سنوات كانت عمته هدى الوحيدة التي تعتني به مع والدته.. كانت تحبه كثيرا حتى أنها وعدته
في إحدى المرات أنها ستزوجه من إبنتها إذا تزوجت...كان سعيدا جدا بذلك الوعد رغم أنه كان يعلم أنها كانت تمزح معه فقط إلا أن ألاعيب القدر عجيبة.. و هاهي إبنتها معه الآن إبتسم بخفة و هو يدير راسه لها ليسألها...سيلين هو انتى معندكيش اخوات..
نفت برأسها دون أن تتكلم او ان تفهم غايته من سؤاله هذا...كانت ستسأله لكن قاطعها صوت الطيار و هو يعلن عن بدأ الرحلة ثم قدوم إحدى المضيفات لتسألهم إذا كانوا يريدون شيئا....
زفر سيف بضيق من نظراتها الوقاحة التي كانت تخترقه قبل أن يشير لها بالانصراف كم يكره النساء امثالها اللواتي يحدقن في الرجال دون خجل أو حياء....يحاولون بكل أسلحتهم الرخيصة جذب انتباههم و لا يترددن في بيع اجسادهن مقابل حفنة من النقود....
أعاد نظره نحو سيلين التي كانت تنظر أمامها تتفحص الطائرة باعجاب لم تستطع إخفاءه في عينيها اللامعتين...أسند رأسه على ذراع الكرسي و افكار كثيرة بدأت تتسرب ببطئ
نحو مخيلته.. هل صغيرته الجميلة تشبه أولئك النساء...هل قبلت في يوم ما أن تبيع جسدها مقابل المال بسبب ظروفهم الصعبة التي كانت تعيشها مع والدتها كيف عاشت حياتها في بلد منفتح مثل ألمانيا..هل كانت تتبع أسلوب حياتهم