رواية هوس بقلم ياسمين عزيز كاملة
قائلا...عارفة انا الضحك اللي ضحكته معاكي من ساعة ما جيتي مضحكتوش في حياتي كلها...
سيلين بتذمر...يعني إنت بتضحك عشان بتسخرين مني انا
سيف و هو يقهقه حتى ادمعت عيناه...لا بجد مش قادر.. الله يسامحك يا طنط هدى بوزتي لغة البنت خالص...دي إنجي حتفرح أوي لما تشوفك...
سيلين...مين إنجي
سيف و هو يمسح عيناه من الدموع...دي بنت عمي لما نرجع حعرفك عليها هي و ندى...
راقبتها سيلين بتعجب هي تتوقع في كل لحظة سقوط أحد الصحون من يديها المرتعشتين لتشفق عليها قائلة...سيبيهم انا حيكمل يحطهم...
همت لتقف من مكانها لكن سيف ضغط على كتفها ليجبرها على الجلوس قائلا بصوت صارم...لا طبعا .. داه شغلها هي..
سيف باستهزاء فهو يعلم لما هي خائڤة...لا متقلقيش هي كويسة ما فيهاش حاجة....
في تلك الاثناء أنهت المضيفة عملها بتوتر بسبب نظرات سيف الحادة ليشير لها بالانصراف
إلتفت لصغيرته التي كانت تعقد ذراعيها أمامها پغضب ضحك رغما عنه.
همهت برفض و هي تحرك رأسها بعيدا عنه مقطبة حاجبيها كطفلة صغيرة.
سيلين...عشان مش خليت البنت تروح ترتاح.
تنهد سيف و هو يتحرك في كرسيه يستوي في جلسته دون أن يجيبها...حدق في الأطباق أمامه متجاهلا نظراتها المترقبة ليزيح الأغطية عن الأطباق قائلا...مممم ريحة الأكل تجنن
خلينا ناكل و بعدين نتكلم....
أخذ الشوكة و السکين ليبدأ في وضع اصناف الطعام في طبقه ثم تقطيعه لقطع صغيرة كل ذلك و سيلين تراقبه...إنتهى ليأخذ الصحن و يضعه أمامها هاتفا...يلا كلي...عاوزك تخلصي الطبق كله.. .
أجابها بصوت عادي دون أن ينظر لها...إنت بنوتي أنا...
فكت ذراعيها لتبدأ في تناول طعامها دون أن تجيبه...لاتريد مناقشته في أي امر الآن هي لا تزال لا تعرفه جيدا و لذلك يجب أن تسايره حتى يساعدها في إنقاذ والدتها..آخر ما تريده
هو إغضابه عضت شفتيها بلوم لكنها مضطرة لفعل ذلك...ستستغله لآخر لحظة حتى تحقق هدفها حتى لو طلب حياتها في هذه اللحظة لن تتردد....
ثم إستقلوا سيارة كانت تنتظرهم في المطار ليتوجهوا نحو المستشفى...وصلوا ليجدوا إيريك مساعده و مدير اعماله في فرع الشركة بالمانيا الذي اوصلهم نحو غرفة هدى الجديدة.. لم تكن سيلين تشعر بذراع سيف التي أحاطت كتفها و هو يسير بها نحو الغرفة المنشودة بجانبه كان يسير إيريك بينما يتبعهم كلاوس و بعض الحرس الآخرين بعضهم اتي معه من مصر و البعض الاخر من ألمانيا ...كانت تمشي بصعوبة و دقات قلبهاتتعالى مع كل خطوة فقد أخبرها سيف عندما كانوا
أخبرها أيضا انه يتابع حالتها من الأطباء كل لحظة حيث انه أمر إيريك بدفع أضعاف تكاليف العملية حتى يهتموا بها جيدا...
وقفت أخيرا أمام جدار زجاجي بعرض الحائط حيث ظهرت لها والدتها من بعيد نائمة على السرير الطبي و بعض الاسلاك موصلة بجسدها...شهقت پألم و هي تضع يدها على فمها لتكتم بكاءها على حال والدتها المسكينة التي لم ترى في حياتها. سوى الشقاء و البؤس ليحتضنها سيف مربتا
على ظهرها و هو يهمس في اذنها بخفوت...مينفعش
كده إنت لازم تكوني قوية علشانها...لازم لما تصحى
تلاقيكي قدامها فرحانة و مبسوطة عشان داه حيأثر على نفسيتها و يخليها تشفى بسرعة....
حركت رأسها بالموافقة و هي تبتعد عنه لتعود و تحدق بوالدتها و تمسح دموعها التي أبت أن تتوقف...
قاطعهم إيريك الذي ذهب منذ قليل حتى يتحدث مع الأطباء عن حالتها...مستر سيف الطبيب يقول أنها لن تستيقظ قبل يوم غد ماذا تأمرون حضرتكم.
سيف و هو ينظر لسيلين...نحن سنذهب الان و لكن اريد تقريرا مفضلا عن حالتها كل نصف ساعة...
اومأ له الاخر بطاعة ليغادر سيف الذي كان حرفيا يجر سيلين للخارج ڠصبا عنها
دخلا للسيارة لتلتفت نحوه تنظر له بلوم
...حنفضل هناك نعمل إيه بس...الدكاترة قالوا
إنها مش حتصحى النهاردة..إيريك حيفضل هناك
و اول ماتصحى وعد مني حرجعك هنا انا كمان
عاوز اشوفها بس حنعمل إيه.. يلا إفردي وشك
بقى مش بستحمل اشوفك زعلانة...
سيلين و هي تلتفت نحو نافذة السيارة
...مش زعلان بس كنت عاوز يشوفها...
سيف بحماس محاولا جعلها تخرج من دائرة حزنها و هو يدير وجهها ناحيته
...بكرة إن شاء الله حنشوفها سوى لما تفوق...بس مينفعش نروحلها و إيدينا فاضية لازم ندور على هدية مناسبة..مممم هي طنط هدى بتحب إيه اكثر حاجة...
سيلين...بتحب الورد الأبيض...أي نوع المهم يكون لونه ابيض.
سيف...بس كده...داه انا حملالها الأوضة ورد ابيض...بس إيه رأيك نروح نعمل شوبينغ...
سيلين باللغة الألمانية...لا انا يجب أن أذهب لمكتب بيع العقارات لأبيع المنزل....
سيف باستفسار...ليه
سيلين...لأدفع لك تكاليف العملية...يجب أن أعيد لك نقودك.
سيف رغم صډمته و ذهوله...لا خلينا نأجل الكلام في الموضوع داه بعدين لما تصحى طنط هدى حنتكلم فيه دلوقتي حنروح محلات.....عارفاها
فغرت سيلين فاها بدهشة لطالما مرت من أمام ذلك المبنى الفخم تكتفي بالنظر من الخارج لتلك الفساتين التي لا طالما حلمت بارتداء أحدها
لكنها كانت تعلم أن ذلك مستحيل فسعر اقل فستان يساوي مرتبها لخمسة سنوات...
تحدثت بصوت متقطع...إنت بتتكل.. مي جد
سيف بابتسامة...أيوا...انا فضيتلك المحل ساعتين عشان تختاري براحتك.
سيلين بصړاخ...ماذا هل تمزح معي إنت مچنون أنت لا...لا تعلم سعر تلك الفساتين...لالا اريد
ليس لدي نقود إضافية لتسديد نقودك..
أمسك نفسه بصعوبة حتى لا يلكم وجهها الفاتن و يفسد تعابيره التي يعشقها و هو يضغط على أسنانه بقوة من شدة غضبه لقد تجاهلها حديثها الأحمق منذ قليل عن بيع المنزل و إرجاع نقوده و هاهي الآن تعيد نفس العبارة لكن بطريقة
أخرى...إلتفت نحو النافذة ليبدأ تدريجيا في إستعادة هدوءه...المسكينة لا تعلم أنه لن يرضى بغيرها تعويضا....
توقفت السيارة ليفتح السائق الباب من جهته وقف سيف ينتظر خروجها من نفس جهته و هو يغلق ازرار بدلته بينما أخذ الحرس أماكنهم يطوقون المحل و يأمنونه لتسهيل دخولهما....
قفزت سيلين عدة مرات في مكانها و هي تدور حولها لازالت لاتصدق انها الان بداخل ذلك المحل الشهير...تلمست الفساتين بانبهار و هي تتمعن في تفاصيلها الخلابة قبل أن تنتقل لجهة الاحذية و الحقائب لتعود من جديد نحو سيف الذي كان يرمقها بنظرات حنونة كان يريد تعويضها بأي شكل عن حرمانها في الماضي شتم جده عدة مرات بداخله عما فعله
بها.. أي قلب يمتلكه ذلك الرجل حتى يرمي حفيدته في هذا البلد البعيد و يحرمها من حقها في الحصول على ثروة تغنيها عن العمل في تلك الوضائف البسيطة و التي بالكاد تسدد
فواتير أكلها و شربها...
تنهد پألم و شفقة على منظرها و هي سعيدة بسبب فستان.. تذكر إنجي و ندى اللتان كانتا تطلبان فساتينهما من أشهر دور الازياء في باريس فحفيدات صالح عزالدين لا يليق بهما سوى الفخامة و الرقي...باستثناء هذه المسكينة التي أمامه
يتبع
الفصل السابع
عادت سيلين نحو سيف الذي كان واقفا يضع يديه
داخل جيوب بنطاله يتأملها و هي تقفز من مكان لمكان
داخل المحل كفراشة مبهورة بورود الربيع...
صاحت بصوت لاهث من كثرة حركتها...إنت عارف انا كنت بيعدي من هنا كل يوم اروح الشغل بس عمري ما تخيل إني حدخل هنا أو أقدر ألمس حتى فستان واحد من دول....
سيف بابتسامة...لا داه كان زمان...دلوقتي تقدري تاخذي المحل كله لو عاوزة.. يلا الساعتين حيخلصوا و إنت لسه ما إخترتيش ولا حاجة.
شهقت سيلين وهي تتجه نحو مجموعة من الفساتين المعلقة لتأخذ إحداها قائلة...هو بيجرب فين و فين اللي بيشتغل هنا
بحث سيف حوله عن كرسي ليجد اريكة فخمة
باللون الړصاصي ليجلس عليها و هو يجيبها بصوت عال بسبب إبتعادها عنه...لا مفيش أي حد غير انا و إنت يعني المحل فاضي عشان تختاري براحتك
إختاري اي فستان عايزاه بس من غير قياس .
سيلين باستغراب...طب ليه لا زم يجرب يمكن مش حيكون قياس مضبوط.
سيف نافيا و هو يحرك عيناه على طول جسمها...مټخافيش انا عارف مقاسك كويس.
نظر لساعته متجاهلا نظراتها الحائرة ليهتف من
جديد...فاضل ساعة و نص يلا..
اومأت له لتتنقل بعدها في أرجاء البوتيك و هي تقلب الفساتين و الاحذية و الحقائب بأعين لامعة غافلة عن ذلك الذي يكاد يخترقها بنظراته المسلطة عليها...يكاد لا يرمش بعينيه من شدة تأمله لها يدرس كافة تعابيرها و حركاتها بعشق جارف
قرر أنه سيحقق جميع أحلامها و سيجعلها تحصل على كل شيئ حرمت منه في الماضي رغم أن ذلك من حقها....من حقها كحفيدة عزالدين ان تشتري كل ماتريد و إن تعيش كاميرة مدللة.. نعم مدللته هو لوحده سيعطيها كلما تريد فهذه عادته عندما يعطي.. يعطي بكرم و سخاء غريب لكن عندما يأخذ...يأخذ كل شيئ هذه هي حقيقة الشبح التي يخبئها عن الجميع.
بعد حوالي ساعة من الركض و الثرثرة إرتمت سيلين بجانبه و هي تحمل عدة فساتين و حذائين و حقيبة واحدة...تفرسها بغرابة و هو يقول...إيه داه سيلين و هي تضع الأشياء بجانبها بحرص...ثلاث فساتين و جزمة و جزمة و داه.. ..
قالتها و هي تشير نحو الحقيبة.. ليهز سيف حاجبه
مردفا بسخرية...يعني بقالك ساعة بتلفي و في الاخر جبتي دول بس.
حرك راسه بيأس ثم وقف من مكانه و جذبها من يدها
ليسير بها نحو الجهة المخصصة بالفساتين.. بدأ
ضيق عينيه بتركيز ثم مد يده ليبدأ في إختيار بعضها بعناية فائقة و هو يتمتم...داه لونه حلو.. ازرق زي لون عنيكي...
أخرجه من مكانه ليضعه على ذراعه و هو يكمل...و داه...إيه رأيك في داه أخرجه من مكانه و بدأ
في تحريكه أمامها و هو يتثبت في تفاصيله...حلو
و طويل...و لونه مش ملفت...حناخذه .
وضعه هو الاخر على ذراعه ثم أكمل الاختيار لم يترك فستانا لم يقلبه و كلما أعجبه واحد يضعه على ذراعه حتى إذا إمتلأ يعطيهم لسيلين لتصعهم للاريكة حتى وصل العد لخمسة و عشرون فستانا...و رغم ذلك لم يتوقف...
بل كان ينتقدها من حين لآخر...شوفي الفستان داه حلو إزاي...ليه ما إختارتيشه...ساعة بحالها و راجعة ب ثلاث فساتين و حزمتين و شنطة....شوفي داه حناخذه كمان......
صړخت سيلين بانزعاج و هي تلحقه من مكان لآخر
لتوقفه بصعوبة عن شراء المزيد لينتقل نحو الاحذية
إختار لها مجموعة كبيرة من أحذية رياضية