رواية هوس بقلم ياسمين عزيز كاملة
و هي تحدق بغل في جسده الضخم
و ذراعيه المكتلتين بالعضلات الصلبة التي ظهرت
تحت قميصه الداخلي فانيلا...لتتمتم و هي تكز
أسنانها بقوة...
ا بقى إحنا ما اتفقناش على كده
ياياسمين....دي بطني لسه واجعاني من شوال
الحجارة اللي بايت فوقي مبارح...دي دراعه لوحدها توزن أكثر مني إرحميني بقى و الله حدعي عليكي...
و ليليان في عز بهدلتهم محضروش حمامات
إش معنى انا....اقسم بالله أتهور و أولعلك في قصر عزالدين كله بالمزة المستوردة اللي فيه إنتي عارفاني مچنونة و أعمل أمها...اووووف...روحتي فين يا كرامتي .
رفع فريد بالصدفة راسه ليجدها تحدق فيه
بشرود ملامح وجهها اللطيفة تبدو غاضبة
بأعين الريم كما يسميهما و اللتين لم يرى بجمالهما من قبل كانت تفتحهما مرة و تضيقهما مرة أخرى
و شفتيها التين اسرتا قلبه الخائڼ منذ تلك الليلة
التي تذوقهما فيها عنوة....مازال طعمهما المسكر
بين شفتيه.....
لام نفسه على تفكيره الاخرق الذي يخرج عن
مالك واقفة زي الصنم قدامي بتفكري في طريقة
عشان تقتليني صح.
شهقت أروى بصوت عال و تحركت من مكانها
بسرعة داخل الحمام لتجهزه له ثم خرجت لتجده
مازال في مكانه...تحدثت بنبرة عادية محاولة
إخفاء حرجها...
الحمام جاهز...إتفضل...انا هدخل
أطلعلك هدومك....
لا...مفيش داعي مش بحب ألبس على ذوق حد.....
أقفل باب الحمام پعنف وراءه لترتج في اثره
جدران الغرفة مما جعل أروى تغلق عينيها بخضة
متمتة بهمس و هي تلوي شفتيها و تقلده...
مش عاوزة ألبس على ذوك حد...يا شيخ
يسمعك يفتكر إنك ..
عبست ملامحها فجأة و هي
تتذكر غرفة الملابس التي تعج بعشرات البدل
الأنيقة و الساعات الفاخرة و الاحذية المصنوعة
يدويا بدقة وحرفية عالية...بالاضافة إلى زجاجات
عطره المستوردة من أرقى الماركات الفرنسية
و ربطات عنقه المرصفة بنظام في الادرج الزجاجية
وقتها تتأمل ملابسه المرتبة بأناقة بالغة.....
تنهدت بغرور و هي تلتفت نحو باب الحمام
مقررة عدم الاستسلام فلو فعلت ذلك لن
تكون أروى المچنونة...همست و هي ترفع
أنفها بتكبر زائف قائلة بصوت عادي...
الشرابات...ايوا هي الشرابات بتاعته....معفنة ووحشة تلاقيها من بتوع خمسة جنيه من عند
عم حنفي اللي في ناصية الشارع...يا بخيل...فاكر
نفسه ابو هشيمة...و أنا بقى ياسمين صبري و حجيبك على جذور رقبتك.....
مصمصت شفتيها و هي تتجه لتفتح ستائر الغرفة
و تبدأ في تنظيمها....إنشغلت في عملها حتى سمعت
باب الحمام يفتح ليخرج فريد كعادته لا يرتدي سوى
بنطال قصير و يضع على كتفيه منشفة كان
ينشف بها شعره...حدق قليلا في أروى التي كانت
ترتب المكان بدقة و مهارة...
تنحنح قليلا قبل أن يسألها...
سمعت إن مامتك جات إمبارح و إنت رفضتي تقابليها....
أجابته و هي تضع الوسائد في مكانها...
ايوا صحيح...
تناول فريد علبة سجائره ليشعل واحدة و يبدأ
في إستنشاقها و هو يركز على كل حركة تصدرها
قائلا...
و ليه مش عاوزة تقابليها.
أروى بعدم إكتراث...و أقابلها ليه...ما أنا بكلمها في التلفون كل يوم
فرك فريد جبينه بعصبية من إحاباتها المختصرة
لكنه ما لبث أن سألها من جديد بطريقة مرواغة
يجيد إستعمالها بحكم عمله...
مهما كانت الخلافات كبيرة بينكم حتفضل دايما مامتك و من حقها تشوفك...و تطمن عليكي .
شدد على آخر كلمة قالها هو يدرس تفاصيل
وجهها الذي إنقلب فجأة...
بس هي مش جاية عشان تطمن عليا...
هي جاية عشان تطمن على مخطاطاتها إذا
كان نجحت أولا.....
فريد...قصدك جوازنا...
أروى...تؤ...قصدي الفلوس....
فريد پصدمة ليس من مما قالته فهو طبعا
كان على علم تام بأن خالته كان هدفها من هذا الزواح هو ثروته و كذلك تفوذه لكن ما أصابه
حقا بالذهول هو أن هذه المچنونة لم تسعى
إخفاء ذلك بل إعترفت بكل برود و كأنه أمر
عادي.....
رفعت أروى حاجبيها تحدق في ملامحه الجامدة
التي لا تظهر اي تعبير لكنها أضافت مكملة
حديثها...
ما إنت عارف كل حاجة...من الاول.....
وقف من مكانه ثم سار قليلا نحو المائدة
لينحني قليلا ليدهس بقية سيجارته في
المنفضة الزجاجية ثم توجه نحو أحد الادراج
التي كانت بجانب سريره...أخرج دفتر
شيكاته ليكتب مبلغا كبيرا من المال ثم
مزق الورقة ووضعها على السرير مقابلا
لها قائلا...
إديها الشيك داه و إساليها لو كانت محتاجة اي حاجة....
توقف عن الحديث عندما شاهد أروى تميل
راسها بطريقة مضحكة و هي ترمقه بنظرات
مصعوقة بينما توسعت عيناها الكبيرتان باستنكار
على لطفه الغريب...
لم يعلق فريد فهو بات واثقا من أن الفتاة مچنونة
رسميا.. أعاد الدفتر و القلم لمكانهما ثم توجه
نحو غرفة ملابسه ليرتدي ثيابه...ثم خرج ليجد
أروى تمسك بالشيك و هي تعيد قراءته للمرة
العشرون بعد الالف....
تمتمت و هي ترفع عينيها من على الورقة...
المبلغ داه كبير اوي و انا عارفة ماما....مش حتبطل
تطلب فلوس....
نطقت بخجل لكنها في ذات الوقت تعلم أن هذه
...معلومة قديمة ففزيد على معرفة بطباع
خالته...
قاطعها...
عارف بس مفيش مشكلة...حعتبر نفسي بتبرع
لجمعية خيرية...
نفخت أروى بضيق و هي ترمي الشيك من يدها
ليقع أرضا ثم إتجهت نحو الباب تريد الخروج لكنه
أوقفها ليتحدث بسخرية مكملا إھانتها و هو يشير لتلك البيجاما التي كانت ترتديها...رايحة فين....مينفعش تخرجي المنظر كده...إنت مش في بيتكوا...
عادت بهدوء لتدلف لغرفة الملابس و هي
تعض شفتيها پقهر على إهاناته التي لاتستطيع
الرد عليها بسبب أنه يقول الحقيقة دائما...
نسيت انها أصبحت من عائلة كبيرة و غنية و لا
ينبغي لا الخروج من غرفتها بهذا المظهر البسيط
كما كانت تفعل في منزل والدها فجميع نساء
هذا القصر تقريبا يتنافسون في عرض أزيائهم
و جمالهم كل يوم...لذلك يجب عليها أن تتعود
على هذه الحياة الجديدة....
أخرجت فستانا باللون الأخضر الداكن من قماش
الدانتيل الثقيل و معه حجاب باللون الأسود
ليعكس جمال بشرتها البيضاء ووجنتيها الورديتين
سمعت صوت الباب الخارجي لتعلم أنه خرج...
عادت نحو غرفة النوم لتجدها خالية و ذلك
الشيك كان مرميا مكانه...حدقت فيه بعينين
مشتعلتين و هي تضغط على أسنانها پغضب
.. إلتقطته حتى تمزقه إلى قطع صغيرة و هي
تتحدث بغل...
ليه في كل مرة بحاول اضحك و أفرفش
و أنسى القرف...اللي انا عايشاه...معاك
مصر تفكرني.. ليه بتحاول في كل نظرة و كل
كلمة و كل نفس تأكدلي إني حشرة ملهاش اي
قيمة...بس ماشي صبرك عليا بس يا إبن
العز و انا حوريك...بنت الشحاتين اللي حضرتك
بتتصدق عليهم من خيرك حتعمل فيك إيه....
لالا...شيل الأفكار دي من دماغك يا بابا مش أنا
اللي حتقعد تحط إيدها على خدها و تعمل فيها
ضحېة و مقهورة و تفضل ټعيط على حظها..لا يا حبيبي....فوق كده و حضر نفسك للي جاي عشان
انا نويت اجرب كل الخطط و الحيل اللي انا
قرأتها في الروايات...
رمت القصاصات من يدها على الأرض ثم
توجهت نحو التسريحة لتأخذ أحد زجاجات العطر
الفاخرة و تفرغ نصفها على فستانها و هي تبتسم
بمكر أنثوي متوعدة لذلك البارد بالإنتقام....
طرق فريد باب جناح شقيقه قبل أن يدير مقبض الباب و يدلف للداخل...
زفر بعدم رضا بعد أن وجد صالح نائما على فراشه
و كأنه لم يفعل شيئا منذ قليل....
سحب الستائر التي كانت تحجب أشعة الشمس
لتنير الغرفة في ثاني كما جعل صالح يتأفف
بانزعاج قائلا...
عاوز إيه عالصبح..
فريد...
و ليك عين تنام...البنت زمانهم مسكوها و جايبنها
على القسم يلا قوم شرف حتهبب فيها إيه
إنتفض صالح من نومه بعد أن تذكر تلك المسكينة
التي طلب من أخيه أن يجعل زملائه يقبضون
عليها بأي تهمة حتى يمنع سفرها بعد أن اخبرته
مروى عن خطتها للهروب منه صباحا...
نظر لأخيه بابتسامة و هو يجيبه...
تمام إسبقني إنت و انا ححصلك .
حرك فريد رأسه هاتفا باستهجان...
هو إنت مش ناوي تعتق البنت دي بقالك سنين
موقف حياتها عشان إنتقام أهبل.
صالح و إكتست ملامحه ڠضب عارم...و انا
كنت عملت فيها إيه....خمس سنين و انا سايبها
عايشة حياتها بهدوء دلوقتي بس حبدأ آخذ حقي
مني و إلا نسيت هي عملت فيا إيه زمان .
فريد...
لا منسيتش و منسيتش كمان إن إنت مكنتش
سايبها في حالها و كنت بتتحكم في حياتها بس من
بعيد....
صالح بنرفزة...
يوووه إنت جاي تحاسبني يا فريد و إلا عاوز تذلني
عشان مساعدتك ليا....
فريد ببرود يريد إنهاء هذا النقاش العقيم مع شقيقه العنيد...
انا رايح القسم...متتأخرش..
قفز صالح من فراشه و هو يتابع خروج شقيقه
من باب الجناح...ليتجه مسرعا نحو خزانته ليخرج
ملابسه و يسارع في إرتدائها ثم يغادر على عجل
ليلتحق بفريد.....
قبل ساعة..
نزلت يارا من سيارة الأجرى ثم تابعت خطواتها
نحو داخل المطار و هي تقبض على حقيبتها التي
تحتوي على أوراقها الرسمية و بعض النقود...
لم تأخذ أي شيئ معها فما أرادته هو فقط الخروج من البلاد و الهرب من صالح....
أسرعت نحو الموظف المسؤول عن إجراءات السفر
لتقدم له أوراقها...تفحصها بريبة و هو ينقل بصره بينها و بين جواز سفرها قبل أن يشير نحو أحد
رجال الأمن الذي همس له بصوت خاڤت ببعض
الكلمات مما آثار خوف يارا التي إبتلعت ريقها بصعوبة و هي تلاحظ نظراتهما المسلطة عليها....
تكلم الموظف محاولا عدم إثارة قلقها أكثر...
آنسة يارا...للأسف مش حتقدري تسافري
النهاردة..إتفضلي معانا و إحنا حنشرحلك
أكثر.....
يارا برفض...
أتفضل معاكوا فين
تدخل الظابط بهدوء و هو يشير لها بيده نحو
إتجاه معين...
حضرتك إتفضلي للمكتب جوا.. ساهر بيه حيشرحلك كل حاجة..
يارا بعصبية و قد تأكدت من وجود خطب ما...
انا مش رايحة معاك لأي مكان انا لازم أسافر
دلوقتي حالا...
الرجل...
يا آنسة...لو سمحتي تعالي معايا بهدوء و بلاش
شوشرة حضرتك في أوامر بمنعك من السفر...
إتفضلي...
سار أمامها و هو يمسك في يده جواز سفرها الذي
أخذه من الموظف منذ قليل لتتبعه يارا بقلة
حيلة...و هي تلتفت حولها مخافة ان تجد صالح
او احد رجاله...عندها ستكون نهايتها.
دلفت المصعد مع ذلك الأمني و هي تدعو
بداخلها ان يكون ما تفكر به غير صحيح...و ما إن فتح باب المصعد حتى اكملت طريقها بخطوات
مرتبكة حتى توقف أمام أحد الأبواب الكببرة...فتح الباب و أشار لها بالدخول ثم غادر....لتكمل هي
سيرها إلى داخل المكتب و صوت دقات قلبها تنافس أصوات طرقات حذائها...
رحب بها ساهر و هو مدير أمن المطار و صديق
فريد...و الذي اوصاه بعدم الإساءة إليها .
إتفضلي يا آنسة يارا .
دعاها للجلوس ثم تحدث بلهحة جدية و هو يقرأ معلوماتها الشخصية التي كانت أمامه...
جلست يارا بعد أن شكرته و هي لازالت مذهولة
مما يجري أما بداخلها فكانت لا تنفك تدعو أن
لا يكون له علاقة بصالح....
تكلمت بصعوبة و هي تشعر بجفاف حلقها...
حضرتك في مشكلة في الأوراق...
نفى ساهر و هو يرفع رأسه من على الأوراق
ليبدأ في تفرس