الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية هوس بقلم ياسمين عزيز كاملة

انت في الصفحة 37 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


ااه يا ركبي....انا هعجز بدري 
بسبب ابوكي.....
وققت مكانها و هي تستند على ركبتيها لتنفض
عنهما الأعشاب العالقة...نظرت يمينا و يسارا
تبحث عن تلك الكرات الضائعة و في نفس الوقت
كانت تراقب لجين خوفا من أن تقع او تتأذى...
جمعت عددا كبيرا منها خلال وقت قصير فرميات
لجين لم تكن قوية كفاية حتى تبتعد كثيرا...
كانت تسير و هي تحمل خمسة كرات في يديها

و هي تحدق من مسافة قريبة لجين التي كانت لاتكف عن اللعب لكنها توقفت عن المشي
فجأة عندما تناهى إلى سمعها صوت تلك الحية 
إلهام و هي تتحدث مع أحدهم...
وضعت ما بيدها على الأرض بهدوء حتى
لا تصدر صوتا ثم سارت على أطراف أصابعها
متبعة تلك الهمسات التي كانت تعلو و تنخفض...
إستطاعت أروى بكل سهولة الاختباء وراء إحدى 
الشجيرات بينما تستمع لحوارهما.....
إلهام...انا مش قلتلك تبعد عنها البنت دي 
سيف لو عرف مش حيسيبك في حالك....
آدم بلا مبالاة...قلتلك ميهمنيش انا عاوز سيلين 
و حاخذها بأي طريقة....مش حسيبهاله يتهنى بيها....
إلهام پغضب...
مالقيتش غير بنت هدى مش مكفياك البنات 
اللي إنت بتسهر معاهم كل ليلة و اللي حيودوك 
في داهية لو جدك عرف...
آدم و هو يبتسم بخبث...لا خلاص انا نويت أتوب...المهم سيلين تكون ليا .
إلهام و هي تلوي شفتيها بضيق...
كل داه علشان بنت هدى انا مش عارفة 
عاحبكو فيا إيه...واحدة لا نعرفلها لا اصل و لا فصل 
و لا تربية...مش بعيد تعمل زي أمها و تهرب مع أي
واحد هي كمان...
آدم بتصميم و هو يبتسم...
و مين قالك إني حسيبها....اول ما إتجوزها 
ححبسها على طول مش حخلي حد يلمح خيالها حتبقى بتاعتي انا و بس...هي كده كده متعرفش 
من مصر.....
إلهام...
بقلك إيه سيبنا من الهبل داه...و قلي عملت 
إيه في صفقة الشامي .. انا قلقانة سيف 
المرة دي حيكتشف إننا سربنا ملف الصفقة 
لفاروق البحيري مقابل ثلاثة مليون جنيه....
آدم بثقة...
متقلقيش كل حاجة مترتبة تمام و بعدين 
دي مش أول مرة نعمل حاجة زي دي...و لا مرة 
سيف خذ باله...و كمان الايام دي مشغول ب...
سيلين و جدي.. عشان كده نقدر نلعب براحتنا....
إلهام...
لا خلاص كفاية كده...إحنا مش عاوزين نلفت
نظره و متنساش المساعد بتاعه جاسر...داه 
مبيفلتش ملف و لا ورقة إلا لما يتأكد منها
بنفسه..
آدم...خليه يعمل اللي هو عاوزه..حتى لو قعد يدور
مية سنة مش حيوصل لحاجة....محدش حيعرف 
إننا ورا كل اللي بيحصل عشان مستحيل يشكوا إن أصحاب الشركة بنفسهم هما اللي بيسربوا
الصفقات الخاصة بالشركة....المهم عاوزك تساعديني 
عشان سيلين تبقى ليا.....
تأففت إلهام بضيق قبل أن تجيبه...
مش عارفة عاجبكم فيها إيه بنت هدى....و بعدين 
إحنا مش كنا متفقين مع أبوك و عمك إننا نتخلص 
منها هي و سيف عشان كل حاجة تبقى لينا لوحدنا 
آدم...
ماهو انا لما أتجوز سيلين حصتها من الورث 
حتبقى ليا داه في صورة ما إن جدو تراجع في 
قراره و إداها نصيبها...ما إنت عارفة إنه تبرأ
من طنط هدى زمان يعني هي دلوقتي قانونيا 
ملهاش حق في ثروة ابوها.....
إلهام پحقد...
تقدر تقلي إزاي حتقنع ابوك...إنت عارف إنه 
أكثر واحد فينا بيكره أخته و بنتها و ناوي....
يتخلص منهم...كلهم
آدم بتفاجئ...إنت عرفتي إزاي....
إلهام...انا عارفة ابوك كويس و عارفة أساليبه
اي حد بيوقف في طريقه بيتخلص منه على 
طول و إلا نسيت سيف.. داه حاول ېقتله ييجي
خمس مرات بس كل مرة بيطلع منها زي الجن....
آدم و هو يكز على أسنانه من الڠضب عندما 
تذكر سيف...
لا...سيف داه سيبيه عليا...نهايته قربت و على
إيدي...المهم إنت حاولي تقنعي بابا إنه يلغي 
قراره.. انا عاوز سيلين و مش حسمحله يأذيها
و إذا كان على أخته هو حر انا مليش دعوة 
بيها خليه ېقتلها انا المهم عندي سيلين...سيلين
و بس...
إلهام...ححاول بس إنت عارف دماغ أخوك...
لما بيحط حاجة في دماغه بينفذها على طول...
هو عاوز الأول يتخلص من سيف و هدى و بعدين 
من أخوه و أولاده عشان الفلوس تبقى لينا لوحدنا....
آدم و هو يقف من مكانه...
طيب انا رايح للشركة عشان عندي إجتماع 
مهم..
إلهام...متنساش تحولي نصيبي من الفلوس على 
الحساب بتاعي....
تناول آدم حبة برتقال من فوق المائدة 
ليقذفها في الهواء قائلا بسخرية...
مبتنسيش أبدا....
إلهام و هي تغمزه...never.. أكملت في داخلها 
بشړ...لازم أمن مستقبلي كويس عشان 
حييجي يوم و الاقي فيه نفسي برا من العيلة 
دي اللي الأخ فيها عاوز ېقتل أخوه عشان الفلوس...
مش بعيد يتخلص مني أنا كمان السنين اللي عشتها 
في القصر داه علمتني إني موثقش في حد ابدا 
غير نفسي....
وضعت أروى يدها على ثغرها تمنع شهقاتها 
المړتعبة و هي تركض بسرعة نحو لجين...حملتها
بين ذراعيها رغم رفض الصغيرة و صړاخها 
تريد النزول و إكمال لعبها...
صعدت أروى الدرج بخطوات راكضة تريد فقط
الوصول لغرفة لجين...وضعتها داخل خيمة العابها 
حتى تنشغل عنها ثم جلست أرضا لتأخذ أنفاسها...
نزعت حجابها الذي سقط على كتفيها ثم رمته
الارض و هي مازالت تتذكر حوار آدم والدته....
هي لم تكن مرتاحة لتلك المرأة و إبنها الذي مافتئ
يرمقها بنظرات مشمئزة محتقرا إياها كلما وقعت 
عيناه عنها لكنها لم تكن تعتقد أنهما بهذا الشړ...
لم تكن على علم بكمية المخططات و المؤامرات التي تحصل في هذا القصر
تمتمت بذهول بداخلها و هي لا زالت لا تصدق 
ماحدث حتى الآن...يا نهار اسود يا نهار اسود دي کاړثة...إيه اللي بيحصل هنا مين دول اكيد مش بشړ دول وحوش......انا مش عارفة 
إذا كان اللي سمعته صح و إلا بيتهيألي...معقول 
في ناس بالبشاعة دي...داه عاوز ېقتل اخوه 
و عيلته عشان الفلوس...دول بيخططوا عشان يقتلوا فريد و صالح و سيف و.....إنجي.....يا ربي لا لا مستحيل....و انا 
بقول ليه إنجي عاوزة تخرج من القصر داه و 
خاېفة لجدها يعرف إن اللي إسمه هشام داه 
بيحبها...و الله عندها حق....مين اللي يرضى 
إن العقربة إلهام تبقى حماتها...دي بتخطط عشان
ټقتلها....لالا أنا حتجنن يعني اللي إسمه أمين داه
اللي هو جوز عمتي بيخطط مع أخوه عشان 
يخلصوا من أختهم و بنتها و كمان إبن أخوهم
عشان الثروة كلها تبقى ليهم لوحدهم...و مش 
عارف إن أخوه كامل جوز الحية عاوز ېغدر 
بيه و ېقتله....طبعا الجشع و الطمع يعملوا 
أكثر من كده....
وقفت من مكانها تبحث عن الماء بعد ان
شعرت بجفاف حلقها و هي مازالت تتمتم
...دول عاوزين يعملوا مجزرة....يا لهوي 
إنتفضت فجأة عندما تذكرت أمرا ما...دول حيقتلوني 
انا كمان...يا لهوي...حرام عليهم انا لسه صغيرة 
و لسه في روايات كثير على الواتباد مقرأتهاش
اووووف....
شربت كوب الماء دفعة واحدة ثم وضعته 
في مكانه قائلة تؤنب نفسها...
كفاية هبل يا أروى إنت أكيد مش مقدرة 
حجم المصېبة اللي إنت فيها....بس انا لو 
قلت لفريد مش حيصدقني...داه أبوه و مستحيل 
يصدق إنه مچرم و قتال قتلاء.. طب حتىصرف
إزاي.....
همهمت بتفكير قبل أن تضيق عينها فجأة 
عندما لمعت في عقلها خطة ما...مفيش 
قدامي غير الحل داه...هو الوحيد اللي حيقدر
على أنثى مصاص الډماء اللي إسمها إلهام دي....
مساء....
دلف فريد جناحه بخطوات متعبة بعد أن 
إطمئن على يارا التي أخبره الطبيب انها لازالت 
تحت تأثير المهدئ و أنها لن تستيقظ سوى 
صباح يوم الغد....
نزع حذائه ثم وضعه في خزانة الاحذية الصغيرة 
الموجودة في مدخل الجناح ثم أكمل طريقه للداخل 
إرتمى على السرير و هو بتثاءب لا يرغب في أي 
شيئ الان سوى الحصول على حمام ساخن و النوم 
لساعات طويلة....
تنهد و هو يتفرس سقف الغرفة مهمها...
ياترى راحت فين المچنونة...
إستقام يمط عضلات جسده المتشنجة مكملا 
بعدم إهتمام...
تلاقيها مع لوجي بعد ما طردت المربية.. حسابها 
معايا بعدين ال.....
صمت قليلا عندما وضع يديه على جانبيه إستعدادا
للوقوف ليشعر بملمس ورقات تحت
كفيه ليجلس من جديد و هو يرفع إحدى القصاصات 
ليزفر بحنق عندما إكتشف أنها بقايا الشيك الذي 
أعطاه لها صباحا قبل أن يغادر..
رمى القصاصة على الأرض متمتما بحنق...
أنا كنت عارف إن اليوم داه مش حيخلص 
على خير....
توجه نحو غرفة صغيرته باحثا عن زوجته 
الصاخبة لكنه لم يجدها ليعود من جديد 
نحو جناحه....
إستحم و غير ملابسه ثم نزل للأسفل بحثا 
عنها حتى وجدها......
في جناح سيف و تحديدا في مكتبه كانت
اروى تجلس بتوتر و هي تراقب ملامح سيف 
الجامدة و التي لم تتغير حتى بعد أن روت له 
ما في جعبتها.....
نقلت بصرها نحو سيلين التي كانت حرفيا
مڼهارة و هي تضع يديها على وجنتيها و تحرك 
رأسها برفض...
قبل أن تهب من مكانها في 
إتجاه أروى لتجذبها بقوة من ذراعها مدمدمة
پجنون...
إنت كذاب....بتكذب مش صح...مش عاوزين 
يقتلوا مامي...مامي حيفضل معايا على طول...
إنت سمعت غلط....مامي أختهم مش ممكن 
يأذوها....
حرك سيف رأسه و هو يمنع رغبته في الضحك 
حتى في أشد حالات ڠضبها و خۏفها تثير جنونه
و رغبته..كتلة متحركة من اللطافة و الجمال...
إتقدت عيناه بلهيب محرق فجأة بعد أن تذكر 
رغبة ذلك الحقېر آدم في الحصول عليها...مجرد 
التفكير فقط تجعله يرغب في قټله بأبشع طريقة 
ممكنه....يبدو أنه فقد عقله حتى ينظر لأحد أملاك 
سيف عزالدين...
سار نحوها ليجذبها بلطف مبعدا إياها عن أروى 
التي تقبلت ردة فعلها بتفهم..فهي أيضا لم تكن 
قادرة على التصديق مثلها رغم أنها سمعت و رأت 
ماحصل بنفسها....
ضم جسدها نحوه بتملك و حماية لتتشبث 
به سيلين بضعف و عجز ليهمس لها سيف بنبرة
حنونة...
حبيبي...إهدي إحنا مش إتفقنا إن مفيش حد 
حيقدر يمس شعرة منك و انا موجود...كفاية عياط 
بقى...و إلا إنت عاوزة أروى تضحك عليكي و تقول 
عليكي طفلة....
سيلين پبكاء...
بس دول عاوزين يأذو مامي...و هو لوحدها 
في المستشفى...
سيف محاولا تهدأة روعها ليربت على ظهرها 
بحنان قائلا...محدش يعرف مكان طنط هدى
غيري انا و إنت إطمني انا أصلا كنت عامل حسابي....
هو إنت فاكرة إن أنا مكنتش عارف مخططاتهم دي 
خلاص بقى كفاية عياط حرام عينيكي الحلوة
دي تبوز....إهدي عشان مدام أروى تكملنا باقي 
الحكاية.....
أما أروى فكانت تختلس النظر لهما من حين 
إلى آخر هذا المشهد ذكرها بتلك الروايات الرومنسية
المدمنة على مطالعتها...
إبتسمت بخجل و هي تتظاهر بانشغالها بتسوية 
حجابها لكن ما قاله سيف في الاخير جلب كامل 
إنتباهها فماذا يقصد بمعرفته بكل ما يحصل...
سبذو أنها لم تخطئ عندما قررت اللجوء إليه
لأنه الوحيد الذي لاحظت 
بوضوح أن العداوة بينه و بين أعمامه علنية
أي أنهم لا يترددون في توجيه الاټهامات لبعضهم 
أمام الجميع....
بعد مرور دقائق قليلة هدأت سيلين ليجلسها 
سيف بجانبه محتفظا بذراعه حول كتفيها 
دون إهتمام بنظرات أروى المرتبكة نحوهما 
ثم تحدث بثقة موجها كلامه لها
أروى هانم....ممكن أعرف إنت ليه محكيتيش
لفريد الكلام داه هو جوزك و كمان إبن خالتك...ليه انا بالذات
طبعا أروى رغم شخصيتها المشاغبة و المچنونة 
إلا أنها كانت ذكية كفاية حتى تفهم مقصده 
حضرتك اكيد ليك حق تشك فيا داه أنا شخصيا
بقيت بشك بنفسي بعد
 

36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 70 صفحات