رواية انا لها شمس الفصل الرابع والثلاثون بقلم روز امين
عمر ما حد قلل من إحترامه معايا قبل كده..كنت بدوس على أجدعها شنب بجزمتي ولا حد يقدر يتنفس معايا
تهدلت أكتافه للأسفل لينطق بحسرة تكونت بصدره
مشفتش التهزيق وقلة القيمة غير على إيديه
كل شوية يجي لي بمصېبة أنقح من اللي قبلها..وأنا أجري واتوسل لده ولده علشان أطلعه منها.. وأخرتها رايح يخطف لي مرات رئيس نيابة.. وأدي النتيجة
بسببه إتنازلت النهاردة عن حتة من قلبي.. يوسف اللي كنت بستنى رجوعه لحضني بفارغ الصبر علشان أعلمه وأكبره على إيديا ويبقى إمتداد لنصر البنهاوي..قدمته بكل ذل لبنت غانم
رمقه طلعت بحدة وقلب شامت..فطالما رفع ذاك الصغير على الجميع وبالغ بتدليله هو ووالدتهم ومن شدة عشقهما له لم يرا غيره من صغار المنزل حتى خلقا الضغينة بين الاشقاء بعضهم البعض..فبات هو يبغض عمرو وصغيره ولو بيده الامر لتخلص من كلاهما نهائيا..لكن جبروت والديه هو من منعه فقط لا غير..أما عمرو فنطق بسخط يرجع لعدم تقبله المكوث بذاك المكان البغيض
أشار نصر بكفيه لينطق بحدة وهو يتبادل النظر بين نجليه وقد أوشك للإصابة بذبحة صدرية على يد نجله الأرعن
إسمعوا وشوفوا الخيبة القوية اللي أنا فيها..الباشا مش مكفيه المصېبة اللي حطها فوق دماغنا ولسه مخرجناش منها وبيدبر للي بعدها
ما تبطل غباء يلا وتفوق لنفسك كده واتظبط..يظهر إن عيارك فلت من كتر ما بنسكت لك ونعدي البلاوي اللي كل يوم والتاني تعملها..وكل ده بسبب دلع ستهم فيك.. الله يسامحها خلقت منك عيل تافه عديم الكرامة والمسؤلية.. واحدة ورفضاك يا جدع..داير وراها وذالل نفسك وذاللنا معاك ليه
طب أبوك ذنبه إيه في قلة كرامتك دي.. تمرمطه معاك وتخلي واحد زي المستشار يقل بيه قدامنا وقدام الظابط ليه!
احتدم نصر غيظا ليهتف بنبرة حادة قبل أن يفقد توازنه وينقض عليه ليوسعه ضړبا
تترمي مكانك وتبطل نواح النسوان بتاعك لحد ما أشوف لك حد يطلعك من المصېبة دي
وحسابي معاك بعدين..وحياة أمك ماهفوتها لك المرة دي يا عمرو
بعد قليل.. ولج إلى حجرة الحجز ليدفعه العسكري بقوة كادت أن توقعه ليستند على الحائط بتخبط..في الزاوية يقف رجلا قصير القامة أشار بعينيه للجميع ليفهموا أن تعيس الحظ هذا هو من تم التوصية عليه من قبل الضابط..فهز رجلا رأسه بإيجاب قبل أن يهتف ساخرا منه
قهقه السجناء بقوة ليتابع أحدهم متهكما
هاتوا لسيد أمه طاسة الخضة يا رجالة
تطلع عليهم ففهم المغزى من تهكماتهم..فضل الصمت وانسحب ليختلي بحاله جانبا.. بالكاد لمس جسده الارض ليقبل عليه شخصا بجسد عملاق ويبدوا على وجهه الإجرام ليركله بإحدى ساقيه وهو يزمجر بصوت غليظ مخيف
ده مكاني يا حيلتها..شوف لك غيره
انتقل للجوار ليتحرك نفس الرجل معه ليكرر جملته
وده كمان تبعي
والمطلوب!... قالها عمرو باستسلام ليشير الرجل بعينيه لمكان بأخر الحجز يوجد به وعاءا يقضون المحتجزون به حاجتهم الإنسانية ليشمئز وهو ينطق باستهجان
نعم..عاوزني أنا.. عمرو إبن سيادة النائب نصر البنهاوي أنام جنب جردل ال
صمت لبرهة ليكمل بازدراء
القرف ده!
نطق الرجل ببرود وملامح وجه مبهمة
هو كده بالظبط.. ولو ماقومتش بالذوق هخلي صبياني يودوك ڠصب عنك.. بس ساعتها مش هتجاور الجردل بس..ده هيبقى عشاك النهاردة
كاد أن يتقئ ما بمعدته بمجرد تلفظ الرجل بتلك الكلمات البذيئة ليهب واقفا وبصمت مخزي تحرك ليجلس بالمكان الذي خصصه له لينظر الرجال بعضهم إلى بعض ويبتسمون لينتقلون للفقرة التالية من الحفلة
داخل السيارة الخاصة ب نصر ونجلاه..استقل مقعده المجاور لطلعت ليمسك هاتفه ويضغط زر الإتصال بالشخص السادس على التوالي متأملا أن يقدم له المساعدة ولا يتخلى عنه كا الخمس الذين سبقوه..هتف بنبرة متحمسة
شوقي باشا..إزي جناب معاليك
الطرف الأخر
أهلا يا نصر.. عاش من سمع صوتك
قص عليه نصر ما حدث وطلب منه المساعدة لإخراج نجله من الحجز بما للرجل من سلطة لينطق الرجل بعقل متزن
للأسف يا نصر.. لا أنا ولا غيري هنعرف نخدمك في الموضوع ده
واسترسل بإبانة
إنت واقع مع حوت كبير من حيتان القضاء.. علام زين الدين راجل ليه وزنه وثقله في البلد وبكلمة منه يشيل ناس من مناصبها..وإبنه خليفته..برغم صغر سنه إلا إن ملفه مليان بالإنجازات اللي تحسب له
ليتابع لائما باستهجان
إنتوا إيه بس اللي وقعكم مع الناس دي!
تنهد بثقل لينطق باستسلام مخزي
نصيبنا يا باشا
تحدث الرجل بنصح صادق
أنا من رأيي متحاولش تتحداهم وتخرج إبنك قبل الإسبوع ما يعدي..طاطي للريح علشان تعدي يا نصر.. بلاش تستفزهم علشان هيحطوك في دماغهم أكتر..وبدل ما إبنك يخرج بعد إسبوع زي ما هما قرروا مدة عقابه..تلاقيه لابس في قضية تقعدوا جوة السچن سنين
ليسترسل بجدية
الناس دي مبتهزرش يا نصر.. علام زين الدين مش مجرد عضو بارز في المحكمة الدستورية وبس.. ده يمتلك أصول وشركات هو وعيلته مقومة جزء كبير من إقتصاد البلد.. وده اللي معزز مكانته
أغلق الهاتف ليستند للخلف مغمضا عينيه باستسلام بعدما اقتنع بحديث ذلك المسؤل..سأله حسين متأثرا لأجل شقيقه
هتسيبه خلاص يا حاج
زفر پألم يعتصر قلبه..لم يكن الأمر بالهين عليه بأن يترك فلذة كبده حبيسا بين أربع حوائط وسط مجموعة من الخارجين عن القانون..نعم غاضب منه وبقوة بسبب تصرفاته الرعناء لكنه يظل الأقرب لقلبه..نطق بصوت أظهر ضعفه وقلة حيلته
وأنا في إيدي إيه أعمله ومعملتوش يا ابني.. ما على إيدك إنت وأخوك.. كلمت واتذللت ل طوب الأرض..الكل خاېف يقرب ل تصيبه لعڼة علام زين الدين
صمت حسين والحزن خيم على قلبه وهو يتطلع إلى والده ويراه للمرة الاولى مهزوما حزينا.. الحزن تملك منهما عدا ذاك الشامت حيث ابتسم بجانب فمه ليتطلع على هذا الجبل الشامخ وهو ينهار.
كان يقود سيارته بقلب مستكين إلى حد ما..فقد وفى اليوم بوعده الذي قطعه لحبيبته.. وها هو الأن يعود إليها بورقة الحصان الرابح.. فابتداءا من اليوم لن يستطيع مخلوقا على وجه الأرض إزعاجها بشأن الإحتفاظ بصغيرها الغالي..لذا ستسير حياتهما بهدوء من اليوم وطالع..تلفت حوله بتمعن قبل أن يصف سيارته جانبا أمام أحد المتاجر المتخصصة ببيع ألعاب الاطفال بعد أن قرر أن يبتاع بعض الالعاب لإدخال السرور على قلب الصغير.. فقد أخذ عهدا على حاله أن يعامله معاملة حسنه ويتخذ منه ولدا عوضا عن أبيه ذاك الأمعة الذي لا يفكر سوى بحاله وفقط.. إلى الان لم يستوعب كيف لقلب أب أن يعرض صغيره لحالة من الړعب نتيجة خطته الفاشلة للخطڤ.. إبتاع مجموعة من الالعاب للصغير ونجلي شقيقته وتحرك بطريقه للمنزل بعدما جلب