الأحد 24 نوفمبر 2024

جوازه نت بقلم منى لطفي

انت في الصفحة 12 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز

تجريبا يبجى انا بجول خير البر عاجله ايه رايك نكتب الكتاب وأهو تبجى مرته شرعي برضيكي يعني علشان يكونوا براحتهم يتحدتوا سوا هما الاتنين على حسب ما عرفت من ولدنا ابيشتغلوا في نفس المكان فيبجوا يروحوا وييجوا سوا أنا أضمن لك سيف ولدي برجبتي لكن نفوس الناس سو ممكن حد يجول حاجه ولا يتحدت بكلمة اكده ولا اكده جولت ايه يا حاج 
نظر عبدالعظيم الى زوجته والتى اعتلى وجهها علامات الحيرة ونقل نظره الى ابنته التي شحبت فجأة ونظرت اليه وعلامات الرفض تلوح في مقلتيها والتى انتبه اليها احمد الذي تدخل رغبة منه في ايجاد حل يرضي الطرفين
بصراحه عندك حق يا شيخ عبدالهادي بس
الحلقة الخامسة
طالعت منة بنصر يدها اليمنى وابتسامة تختلج على محياها الفاتن بينما
يتخضب وجهها حياءا وقد غشيت عيناها نظرة حالمة شاردة تتذكر ما حدث منذ سويعات قليلة 
بعد أن إنتهى الجميع من تبادل التهاني صدح صوت سيف مستأذنا حماه المستقبلي في رغبته بتقديم هدية لعروسه وافق الأب وسط الزغاريد التي انطلقت من أمها وأمه تشاركهما أم محمود والتي دخلت بصينيه كبيرة صفت فوقها كؤوس شربات الورد كالعادة في مثل هذه المناسبات أفسحت زينب لولدها ليجلس بجوار عروسه بينما وقفت هي بجانب ابنها وهى تقول ببهجة عارمة فرحة بوحيدها وبعروسه الفاتنة
أجعد إهنه يا عريس بعد إذنك يا حاج عبدالعظيم العريس هيلبس عروسته هديته وافق الاب بهزة من رأسه بينما تحدثت الأم الواقفة بجوار ابنتها بسعادة وهي ترى هدية سيف لابنتها والتي تنم عن فخامة ورقي في الذوق
تسلم يا سيف يا ابني زوقك حلو بصحيح 
كانت الهدية عبارة عن خاتم من الذهب الأبيض مطعم بفصوص صغيرة من الألماس يحمل فوقه فراشة رقيقة من الذهب الأصفر بعد أن وضعه في بنصر يدها اليمنى والذي ناسب قياسها تماما وكأنه مصنوع خصيصا من أجلها همس سيف لها بصوت منخفض
اول ما شوفته قلت هو دا لونه ابيض زي قلبك والفراشة دي زيك بالظبط رقيقة وتسحر العقول 
لم تستطع منة الرد وكاد وجهها أن ينفجر لشدة الخجل قام أحمد بتسجيل هذه اللحظات السعيدة بآلة التصوير الرقمية الخاصة به بعد ذلك دعا والديها سيف وعائلته للانتقال الى غرفة الطعام لتناول طعام العشاء والذي كان معاناة بجميع المقاييس بالنسبة الى منة والتى جلست بجوار سيف بترتيب من أمها طالعت منة أمها باستغراب فقالت تلك الاخيرة بضحك
اقعدي جنب عريسك يا منون سماح انهرده بس انما بعد كدا ما فيش لغاية كتب الكتاب ليعلو صوت سيف مرحا
طيب أنا بقول نكتب من بكرة ايه رأيكم التفتت اليه منة شاهقة بدهشة في حين غمز أحمد قائلا بخبث
ايه يا عريس هو سلق بيض مش على طول كدا 
نظر سيف اليه من تحت جفونه بنصف عين وقال بمرح مفتعل
مش الكبار اتفقوا يبقى خلاص وعموما ريح نفسك أنا ومنة هنحدد سوا المعاد ما تشغلش بالك انت 
تبادل الجميع الضحك متندرين على لهفة سيف لإتمام الزواج سريعا بعروسه وان كان الأمر بيده لكان الزفاف وعقد القرآن في يوم واحد 
جلس الجميع في غرفة الجلوس بعد الانتهاء من تناول الطعام وجلس العروسان في جلسة منزوية عن الجميع في أقصى طرف الغرفة بينما تجمع الباقيين في الطرف المقابل منها
نظر سيف الى منة بنظرات هائمة وقال بصوت به بحة خفيفة من فرط سعادته
مبروك يا منايا ما تتصوريش انا فرحان قد ايه 
أجابت منة وقد تخضب وجهها باللون الأحمر الشديد وهى تشيح ببصرها جانبا
الله يبارك فيك قطب سيف بحزن مصطنع وقال
يا إيه مش معقولة يا منة لغاية دلوقتي ما سمعتش اسمي منك لوحده كدا انت بئيتي خطيبتي فهمي نظمي رسمي وقريب أووي هتبقى مراتي ولسه مش بتكلميني الا رسمي 
ذكره لأمر عقد القرآن جعلها تنسى حرجها منه ونظرت اليه في جدية قائلة بحنق خفيف
صحيح كويس انك فكرتني احنا مش اتفقنا ان فترة الخطوبة دي تعارف ولو حسينا اننا مش متفقين يبقى نبعد في هدوء أقدر افهم ليه موضوع كتب الكتاب اللي انت فاجئتني بيه دا
كاد سيف أن يعض على أسنانه غيظا وقال بصوت حاول اخراجه هادئا بصعوبة ونجح الى حد ما وإن كان حمل بعضا من غضبه المكتوم
يعني أحنا لسه يدوب مقري فاتحتنا من نص ساعه وانت بتتكلمي اننا نسيب بعض زفر بعمق وتابع قائلا
انا مش فاهم ايه اللي مضايقك كتب الكتاب دا علشان تبقى خطوبتنا شرعية ما نحسش بأي احراج واحنا بنتكلم علشان نقدر نقرب من بعض من غير خوف وخجل وبعدين انت بنفسك سمعت بابا وهو بيقول ان سميحة اختي سبق واتكتب كتابها وما حصلش نصيب وفكت وهى دلوقتي متجوزة وعندها طفلين وبعدين كتب الكتاب دا هو الخطوبة الشرعية غير كدا أنا معرفوش ومش مؤمن بيه 
ارتفع قدر سيف في نظر منة لأحساسها أنه يراعي حدود الله ويتمسك بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولكنها لم تستطع اقصاء شعورها بالقلق والوجل نظرا لسرعة الاحداث نظرت اليه وقالت في أسف
معلهش يا سيف أرجوك ما تزعلش مني كل الحكاية انى اټخضيت لما لاقيت الكلام على كتب كتابنا وانا ماكنش عندي فكرة خالص ان باباك هيفتح الموضوع دا مع بابا وانت ما قولتليش 
نظر سيف اليها بانبهار ولم يرسخ في ذهنه أيا مما قالته ما ان سمع همسها باسمه من بين شفتيها النديتين وهتف
ياااااه ما كنتش أعرف ان اسمي حلو أوي كدا أسدلت منة جفنيها خجلا وكادت أن تتوارى من شدة الحياء فيما تابع سيف بوله زائد
اول مرة أحب اسمي بالشكل دا ثم استدؤك مجيبا على
الشق الثاني من كلامها
وبعدين ماجاتش فرصة اقولك على موضوع كتب الكتاب لأني مالقيتش تعارض بينه وبين الخطوبة المهم دلوقتي ايه رأيك عاوز كتب الكتاب يكون في اقرب وقت 
رفعت منة رأسها شاهقة بدهشة وهى تردد بذهول
ايه في اقرب وقت انت مش شايف انك مستعجل اووي نظر اليها سيف برجاء واجاب
لو عليا عاوزة بكرة لا انهرده وعموما دا كتب كتاب بس ولو انى نفسي يبقى كتب كتاب وفرح مع بعض 
فتحت منة عينيها على وسعهما وقالت بانشداه
كتب كتاب وفرح مع بعض انت داخل على طمع كدا شوية شوية هلاقيك بتقولي يبقى بكرة 
ضحك سيف ضحكة رجولية عميقة دغدغت بصوتها الرنان قلبها الذي رفرف عاليا بين أضلعها قال سيف من وسط ضحكاته
حلوة حكاية طمع دي ومالو لما أكون طماع في حقي 
قطبت منة بحيرة وتساءلت بابتسامة خفيفة تعتلي محياها الجميل
أيوة يا منايا إنت حقي لم تجد منة جوابا مناسبا للرد عليه وارتبكت فآثرت السكوت وشكرت الله في سرها عندما تقدم منهما شقيقها يمازحهما بأنه قد طال هذا الهمس الجانبي وآن الأوان لينزل كلا من الملك والملكة من فوق عرشهما وينخرطا مع باقي الرعية 
عادت منة من رحلة ذكرياتها لهذا اليوم وهى تتحسس بابهامها خاتم سيف أيقظها من شرودها صوت هاتفها المحمول فحانت منها نظرة اليه لترتسم ابتسامة واسعه على وجهها الوضاء ما أن طالعها اسم المتصل فتحت عليه واجابت بهمس العصافير
السلام عليكم فأجابها سيف بصوت حنون
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته نمت هزت منة رأسها رفضا ثم انتبهت لعدم استطاعته رؤيتها فأجابت بخفوت
لأ لسه ثم سكتت و صمت لم تعلم منة ماذا تقول وانتظرته ليبدأ الكلام طال سكوته فأعتقدت أن النوم قد غلبه فنادته همسا
إنت نمت سمعت صوت أنفاسا عميقا حتى كادت تقسم أنها شعرت بسخونة أنفاسه اللاهبة بينما يقول في صوت هامس دغدغ أوصالها
لا يا منايا ما نمتش بس صوت نفسك خلاني مش قادر أتكلم 
لم تعلم منة بما تجيبه وارتبكت وقالت في دهشة حائرة
صوت نفسي ثم ضحكت ضحكة رقيقة وتابعت
هو النفس ليه صوت اجاب سيف بيقين تام
أكيد يعني مثلا كنت حاسس بصوته دلوقتي زي ما يكون بيهمس لوداني كفاية أنى أقعد أسمعه كدا وأسرح معاه ابتسمت منة وقالت بخفر
واضح انك مش مهندس شاطر وبس لا وشاعر شاطر كمان 
ابتسم سيف وأجابها بهمس محبب
انت اللي خلتيني شاعر من يوم ما شوفتك وحاجات كتير أوي اتغيرت فيا ها مش هتكلميني شوية انا اللي عمال أتكلم همست منة 
ما
انا مش عارفة أتكلم أقول ايه عموما طمني اخبار عمي وطنط ايه 
أجاب سيف وهو يعتدل فوق فراشه ساندا رأسه الى ظهر الفراش وقد ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجهه ولم يرد ان يثقل عليها بمشاعره العميقة فهو سيسقيها حبه بالتدريج حتى تتشبع به خلاياها تماما كما تشبعت جميع مسام جسمه عشقها
الحمدلله كويسين فرحانين جدا طبعا وبيقولوا انهم كانوا خايفين من كتر ما كنت رافض موضوع الجواز انى لما آجي أتجوز أختار واحده ما تعجبهموش لكن الحاج عبد الهادي قالي بالحرف وقلد لكنة والده الصعيدية في الكلام 
سيف يا ولدي إنت وجعت واجف الحمد لله ثم ضحك وتابع 
والحاجة أم سيف بقه قالت فيكي قصايد شعر مال وجمال وحسب ونسب كاملة وما كامل الا وجه الله 
لم تستطع منة كبت ضحكاتها أكثر من هذا وهى تستمع الى طريقة سيف في تقليد أمه في الكلام سكون تام حل على سيف ليقول بعد أن هدأت ضحكاتها بصوت أجش من شدة ما يعتمل بداخله من فوران في مشاعره الجياشة
ايه دا دي ضحكة ولا تغريد كروان خجلت منة بينما تابع هو بلهجة تقرير أمر واقع
إوعي تضحكي الضحكة دي قودام حد مهما كان أنا بس المسموح له يسمعها وتضحكيهاله بس غير كدا مرفوووض 
أجبات منة بتساؤل وتقطيبة خفيفة تعتلي جبينها
وليه يعني وايش معنى انت بس ايه واسطة ثم تابعت بجدية مصطنعه
لا لا لا معنديش كوسة هنا مابحبهاش 
قال سيف بمرح لا يخلو من الجدية
لاني جوزك حضرتك عرفت ايش معنى انا بس
هزت منة كتفها بلامبالاة وقالت باستفزاز لم يرق له
بس انت ما بئيتش جوزي زفر سيف عميقا وأجاب
صحيح ما قولتليش ايه رأيك نكتب الكتاب يوم الخميس اللي جاي
أبعدت منة الهاتف عن أذنها ونظرت اليه مصعوقة ثم أعادته ثانية الى أذنها وقالت بذهول تام
خميس مين ونكتب أيه قال سيف بصبر
الخميس اللي جاي دا وهنكتب ايه يعني يا منة كتاب حياتي يا عين هنكتب كتابنا طبعا 
منة بعدم تصديق 
انت قصدك الخميس اللي جاي اللي هو بعد تلات ايام
دا بما اننا انهرده الاتنين فاللي هو بعد التلات والاربع 
كتم سيف ضحكته وأجاب
أيوة يا منايا تمام شطورة بتعرفي تحسبي صح هو دا بشحمه
ولحمه 
عبست منة وأجابت ساخرة
يا راجل وجاي على نفسك ليه كدا ما تخليه بكرة وأهو خير البر عاجله وخلاص ثم تابعت من دون ان تدع له المجال للرد 
هو انت فاكر نفسك رايح تكتب اسمك في ورقة وتمشي يعني
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 54 صفحات