جوازه نت بقلم منى لطفي
علشان شكلك هيست
قضم سيف شفته وقال بصوت خاڤت
ما هو المشكلة في نام دي انا لو نمت هحلم احلام هصحى منها تعبان انا عارف
قطبت منة حائرة وما لبث أن أشرق عقلها بالفهم فهتفت بقوة هذه المرة قبل ان تغلق الهاتف في وجهه
قليل الأدب لتغلق الهاتف بقوة بينما رنت ضحكات سيف وقال وهو يطالع محموله
مچنونة بس بمووت فيكي
الحلقة السابعة
وأنا آسفة يا سيف مش مقتنعه وبالتالي مش موافقة على بتقوله
زفر سيف في ضيق ورمى برأسه الى الوراء مغمضا عينيه ثم مسح على وجهه بيديه وانتظر هنيهة قبل ان يعتدل في وقفته ناظرا اليها بعمق وقد قرر ان يغير من طريقته فمنة كما يعلم لا تأتي بالعناد أو بالأمر أبدا
ممكن أفهم ايه اللي مش عجبك في كلامي انى مش عاوزك تبعدي عني ولا لأني عاوز أكون معاكي في أي مكان بتروحيه ثم تقدم خطوتين أخرتين فكان على بعد أنشات قليلة منها وهو يتابع بلهجة أشعرتها بأنها مذنبه في حقه
رفعت منة عينيها اليه وقالت نافية بقوة
لا طبعا انت عارف ومتأكد أوي انك مرحب بيك عند أي حد من عيلتي كل الموضوع ان خالتو تعبانه شوية وماما مسافرة تشوفها وانا عاوزة أشوفها خالتو دي أنا متربية في حجرها زي ما بيقولوا تقريبا فطبيعي أنى لما أعرف انها وقعت ورجليها اتشرخت واتجبست كمان إني ما أهزش أكتافي واقول يا حرام وربنا يشفيها وخلصت
وقال بقوة
وأنا مش فاهم انت ليه رافضة اني اروح معاكي انت وطنط احنا هنروح سوا بعربيتي هنقضي اليوم مع خالتك ونرجع فين المشكلة مش فاهم أنا لغاية دلوقتي مش أحسن ما تسافروا في القطر لان باباكي عنده شغل وأحمد مش هيقدر يوديكوا علشان المشروع اللي لازم يسلمه للعميل اللي معاد تسليمه قرب ومش هيعرف يروح هنا ولا هنا لغاية ما يخلصه
انا عاوزة أعرف إنت مش هتبطلي لماضة ابدا نهايته اتفضلي اخلصي جوزك مستني في الصالون وبابكي قاعد معاه احمد اخوكي مش موجود كالعادة شبه بيبات في الشغل علشان المشروع اللي في ايده ياللا خلصي عيب الراجل يقعد مستني أكتر من كدا
وانصرفت تاركة منة وهى تتأفف من أوامر والدتها
وكأنه هو ابنها وهي زوجة ولدها
انتبهت منة الى سيف الذي يقف في انتظار إجابة شافية لسؤاله عن عدم رغبتها لاصطحابه لهما ابتلعت ريقها وترددت أولا قبل ان تشد قامتها وتلقي بقنبلتها دفعة واحده
علشان احنا مش هنروح ونرجع في نفس اليوم
سكت سيف قليلا وهو يطالعها بغرابة ثم اقترب منها حتى غدا وجهه على بعد بوصات قليلة من وجهها وكرر كلامها بحيرة وهو مقطب جبينه في تساؤل
مش ايه مش هترجعوا في نفس اليوم ازاي يعني
جذبت منة نفسا في عمق واجابت وهى تنظر اليه محاولة التسلح بالقوة والهدوء
ماما هتقعد مع طنط سهام يومين علشان رانيا مسافرة مع جوزها وهترجع من السفر بعد يومين ان شاء الله وماما هتفضل هناك لغاية ما رانيا ترجع بالسلامة علشان تقعد مع مامتها ما ينفعش طبعا ماما تسيب طنط سهام وهى بالحالة دي وعمو شوقي مش عارف يعمل حاجه هو ونادر وكل واحد فيهم في شغله عمو شوقي أخد اجازة يومين لكن مش هيعرف ياخد اجازات تانية ونادر مشغول في مكتب السياحة اللي هو بيديره وبردو مش هيعرف يتصرف وماما أختها الوحيدة فماينفعش طبعا تسيبها لوحدها في الظروف دي وبردو ماينفعش طنط تيجي تقعد معانا عمو شوقي رافض وهي كلها يومين ورانيا ترجع بالسلامة عرفت ليه بقه مش عاوزاك تيجي لان المشوار هيبقى تعب ع الفاضي بالنسبة لك وخلاص
سأل سيف بهدوء بينما برقت عيناه بغموض لا تدري لما أصابها بالقشعريرة في أنحاء
إمممم وانت هتقعدي مع مامتك اليومين دول على كدا
أجابت منة بتلقائية
آه صمت سيف لثوان ثم قال بهدوء ينذر بهبوب العاصفة
وشغلك اجابت منة بطريقة عفوية
اعتقد يومين مش هيفرقوا كتير خصوصا ان معظم شغلي فنشته تقريبا والباقي هاخده أشتغل عليه وانا هناك
سأل سيف بذات بروده القاټل
امممم انت على كدا مرتبة كل حاجه أهو وكنت هتقوليلي أمتى ان شاء الله انك ناوية تروحي تقعدي يومين عند خالتك مش يوم صد رد زي ما كنت فاهم
زفرت منة بعمق ونظرت اليه محاولة التحلي بالهدوء الذي لا تشعر بذرة منه بداخلها فهي تشعر كما المتهم الذي يحقق معه بينما هو يحاول أن ينفي عن نفسه تهمة لا يعلمها قالت بهدوء
سيف الموضوع مش مستاهل دا كله من الآخر انا كنت هقولك اكيد بس ليقاطعها قابضا على مرفقها بقوة آلمتها وأدهشتها في ذات الوقت وهو يتحدث پغضب حاد من بين أسنانه
بس ايه يا هانم كنت هتقوليلي وانت هناك صح هتحطيني قودام الأمر الواقع يعني قطبت منة وأجابت وهو تحاول جذب مرفقها من قبضته ولكن دون جدوى
سيف أعتقد انه لو الموضوع فيه حاجه غلط ماكانش بابا وافق انى أروح مع ماما واقعد معاها هناك فلو سمحت بلاش الطريقة دي لانك عارف كويس اووي اني مابحبش كدا وشيل ايدك علشان صوتنا ما يعلاش أكتر من كدا وبابا وماما يسمعونا
بدلا من تركها أمسك بمرفقها الآخر
وجذبها ناحيته حتى ضړبت أنفاسه الساخنة صفحة وجهها المرمري وقال پعنف واضح
انا جوزك يا هانم عارفة يعني ايه ج و ز ك ونطق كل حرف مشددا عليه يعني أنا المفروض اني اعرف من الاول مش تحصيل حاصل وبعدين أنا رافض انك تقعدي هناك عاوزة تسافري يبقى رجلي على رجلك نروح سوا ونرجع سوا لكن تقعدي هناك ولو يوم واحد من غيري لأ وبعدين انا مستغرب مش ابن خالتك عايش معهم هناك ازاي والدك يرضى بحاجه زي كدا قالت منة وهى تحرك رأسها بقوة يمينا ويسارا ولم تعلم أي صورة جذابة رسمتها امام عينيه بخصلات شعرها الثائرة حولها وعينيها اللتان تلمعان ببريق الشراسة والعنفوان وقد طغى اللون الاحمر على وجهها حنقا وڠضبا قالت دون أن تعي تغير تعبيرات سيف وهو يجذبها اليه بخفة تنافي قوة قبضته لمرفقيها
أولا انا مش رايحه لوحدي تاني حاجه نادر عايش في شقة لوحده جنب شقة خالتي لكن عايش لوحده من فترة طويلة اوي تالت حاجه بقه ودا المهم انا ارفض طريقة كلامك دي كلامك فيه تلميح أنا ما أقبلوش واعتقد أن بابا هو اللي مسؤول
عني لغاية دلوقتي حتى لو كاتبين الكتاب وانا أرفض انك تشكك في رأي لبابا بالشكل دا أجاب سيف بصوت متحشرج من شدة الانفعالات التي تمور بداخله
وانا ما غلطتش لما خفت عليكي انت مراتي يا منة عارفة يعني ايه مراتي اول ما قلتيلي انك ناوية تقعدي مع مامتك ما درتش بنفسي ليه خبيتي عليا كنت هتمشي سياسة الامر الواقع دا اللي اتفقنا عليه من اول يوم احنا مش اتفقنا ان ماحدش فينا يخبي حاجه ع التاني ليه ما صارحتنيش من الاول علشان كدا لما عرفت الڼار ولعت فيا خصوصا ان ابن خالتك عازب انا عارف تربيتك طبعا وواثق فيكي لكن حقي اني أغير ليه يا منة ما صارحتنيش من الاول
ابتلعت منة ريقها وقالت وقد بدأ الشعور بالذنب ينخر قلبها بينما يراقب هو شفتيها وڼار من نوع آخر تسري في ڼار التوق للنهل من رحيق شهدها
أنا انا عارفة انى المفروض كنت اقولك من الأول لكن بابا وافق ولو كان الموضوع فيه حاجه اكيد كان هيرفض وبعدين بصراحه يا سيف انت محبكها اوي مش بتتفاهم من يوم كتب كتابنا لما شوفت نادر وانت كل ما تيجي سيرته تتغير وأحس انك عصبي شوية دا غير التحقيق اللي فتحتهولي من فترة عنه وعن سنه وشغلته وأسئلة مالهاش أول من آخر وانا مش عارفة بالظبط ايه اللي قالقك من نادر نادر دا زي أحمد بالظبط انسان في منتهى الاحترام و ليجذبها سيف بقوة الى فتسقط بين ذراعيه ويرتطم رأسها بعضلات القوية فتأوهت دهشة وألما بينما يعتصرها بقوة آلمتها وهو يقول بشراسة من بين خصلات شعرها
بس هو مش أحمد أخوكي رفعت عيناها في ذهول لتطالعه فاصطدمتا بفحم عينيه المشتعل تكاد تقسم أنها رأت رؤوس ألسنة اللهب وهي تتراقص متصاعدة بين مقلتيه فغرت فاها دهشة
ما تلومنيش يا منة أنا بحبك جدا وبغير عليكي جدا جدا واحساسي انك بتخبي عليا حاجه بيجنني جدا ما تقدريش تقولي ان غيرتي دي مش في محلها اللي بيحب بيغير يا منة لو مش بغير عليكي أبقى حاجه من اتنين يا أنا مش راجل كفاية أو أني مش بحبك والاتنين أنا بريء منهم حاولت منة الابتعاد عن ذراعيه والفكاك من قبضة يديه لوجهها وهى
تتحدث بتلعثم
عمري ما أشك فيكي يا منايا أنا
وافقي يا منة اننا نقدم الفرح احنا بئالنا اسبوعين تقريبا مكتوب كتابنا وافقي اننا نتجوز آخر الشهر
ابتسمت منة وقالت بينما لم تستطع الابتعاد عنه قدر أنملة فهو يحتضنها بشدة كالطفل المتشبث بأمه
انت مچنون آخر الشهر يعني بعد اسبوعين تقريبا لا ما ينفعش زفر سيف بحنق وقال وهو يبعدها عنه قليلا ليستطيع رؤية