جوازه نت بقلم منى لطفي
لرؤية مكتب نادر جاء أحمد اتصال من والدته أن مرام استيقظت من نومها وهي تبكي وقد لاحظت ارتفاع درجة حرارتها قليلا فاضطروا لالغاء أمر الذهاب الى مكتب نادر والعودة رأسا الى المنزل
ذهب أحمد وايناس بمرام الى الطبيب الذي وصف حالة مرام بعدوى برد للعبها في البحر لوقت طويل مع ضعف مناعتها ووصف لها بعض الادوية والمضادات الحيوية اللازمة لحالتها
أحمد مكالمة هاتفية على محموله الخاص فاستأذن من منة ونادر ونهض ليبتعد عن صوت الضوضاء الصادرة من السيارات المارة حيث كانت جلستهم خارج المقهى على احدى الطاولات المنتشرة خارجه كان نادر يروي إحدى نوادره والتي جعلت منة ټغرق في الضحك عندما هبط ظل فوقهما فرفعت منة عينيها لتطالعها عينان مشتعلتان بفحم أسود لاهب جعلتها تشهق غير مصدقة
أهلا يا سيف
تطلع سيف لوهلة الى يد نادر الممدودة أمامه دون أن يمد يده بالمقابل للسلام عليه مما جعل منة تندهش وتدعو الله في سرها أن ينهي أحمد مكالمته سريعا ويلحق بهم فمنظر سيف لا يبشر بأي خير
منة عاوزك شوية أشاحت منة بعينيها بعيدا وقالت ببرودة متعمدة
أنا مستنية أحمد أخويا مش هينفع أمشي عموما لو فيه أي حاجه نادر مش غريب تقدر تقول اللي انت عاوزه
قومي من غير ولا كلمة الا بقه لو عاوزة نعمل منظر جميل قودام الناس خصوصا ابن خالتك اللي مش منزل عينه من علينا وصدقيني لو إتدخل هكون أكتر من سعيد إني أعرفه مقامه
لم ترغب منة في افتعال مشهد يلفت الانظار اليهم خاصة وأن نادر يوشك على التدخل كما هو واضح من علامات التحفز التي ارتسمت على وجهه وهي تعلم تماما أن جنون سيف أكثر من كاف لافتعال ڤضيحة وليس مجرد مشهد مثير
ما ان ابتعدا عن الانظار حتى وقفت منة رافضة التحرك خطوة واحده فيما كان سيف لا يزال قابضا على مرفقها بقوة جعلتها تتأكد من أن يده ستترك أثرا على ذراعها موضع قبضته التفتت اليه وهي تحاول الفكاك من قبضة يده قائلة بنزق
فيه ايه يا سيف سيب دراعي انت انت جيت ليه وعرفت منين مكاننا
رفض سيف افلاتها ووقف مواجها لها وهو يجيب بسخرية بينما أتون ڠضب مستعر بدأ بالاشتعال داخله
ايه زعلانه علشان قطعت عليكم قاعده الضحك والفرفشة
منة بذهول صاعق وڠضب بدأ يفور داخلها حتى غدا كالبركان سيحرق الاخضر واليابس ما أن ينفجر
إنت إنت بتقول ايه إنت اټجننت لعلمك أحمد أخويا معانا بس كان معاه مكالمه قام يتكلم بعيد علشان الدوشة ما كانش سامع وبعدين أنا برفض تلميحاتك الحقېرة دي وتابعت بسخرية
بس هقول ايه ما هو أصل كل يرى الناس بعين طبعه
هزها قليلا وهو يجيب من بين أسنانه
منة بقولك ايه ما تغيريش الموضوع ايه اللي خلاكي تخرجي مع الانسان دا حتى لو أحمد معكم ازاي تسمحي لنفسك انه يتكمل معاكي وتضحكوا بالطريقة اللي انا شوفتها دي
جذبت منة مرفقها بقوة آلمتها ولكنها استطاعت تحرير نفسها من قبضته وشهرت سبابتها أمامه قائلة پغضب شديد
لآخر مرة يا سيف بقولك خد بالك من كلامك مش منة اللي يتقالها الكلام دا انا كنت مع اخويا وابن خالتي مش قاعده مع واحد من الشارع وبنتكلم عادي جدا لكن دماغك للأسف اللي مش نضيفة هي اللي بتخليك تتصور حاجات في منتهى السڤالة مش مشكلتي أنك غلطت مع واحده اخلاقها اخلاق قطط الشوارع وعلشان كدا بئيت شكاك بالشكل الفظيع دا دي غلطتك انت ومشكلتك أنت انا خلاص ماليش أي علاقة بالموضوع دا وكله هينتهي يوم ما تخلصني وتنفذ اللي انا طلبته منك
لو كانت منة دققت النظر الى سيف جيدا لكانت تيقنت أنه من الخطأ الشديد الإتيان على ذكر هذا الأمر في هذه اللحظة حيث اكفهرت ملامح سيف فصارت كسماء مظلمة في يوم
جذبها سيف اليه بقوة آلمتها جعلتها تطلق صيحة ألم صغيرة وتلفتت حولها في هذا المكان البعيد
نسبيا عن الناس امام البحر تحدث سيف من بين اسنانه قائلا
هقولها للمرة المليون يا منة طلاق ما بطلقش هتفضلي مراتي لغاية اخر دقيقة في عمري مهما قلت وعملتي مش هتخليني أوافق ودلوقتي مش كمان شوية هتيجي معايا زي الشاطرة كدا نروح نجيب بناتنا ونرجع على مصر على
طول
هتفت منة پغضب
لأ مش هيحصل يا سيف انت بتستعبط هو إيه إنت دوست على رجلي من غير ما تاخد بالك واتأسفت وخلاص دي خېانة يا أستاذ وأنا من الآخر مش قادرة آآمن لواحد خاېن
زفر سيف بيأس وقال وهو يطالعها بنظرة سوداء
دا آخر كلام عندك
جابهته منة بتحد قائلة
آه حرك سيف كتفيه بمعنى لا حول ولا قوة ثم انحنى الى أسفل ليرتفع فجأة ولكن حاملا منة على كتفه حيث رأسها متدل الى أسفل وقابضا على ساقيها بقوة بذراعه المتينة حاولت منة الامساك بوشاح رأسها كي لا يطير وقالت بحنق لسيف الذي كان شبه راكضا بها
سيف بلاش جنان سيف الناس بتبص علينا ولكن سيف لم يجيبها واستمر في سيره حتى وصل الى سيارته المصفوفة فتح باب المقعد المجاور للسائق بضغطة على جهاز التحكم عن بعد الخاص بالسيارة والمعلق بمفتاحها وأدخلها بقوة مغلقا الباب خلفها واستدار ليركب في مقعد السائق وقد أحكم اغلاق السيارة ليقودها سريعا مبتعدا بغنيمته عن أي خطړ قد يسلبه إياها
الحلقة الثانية عشرةج
عودة الى الوراء بضعة سويعات حيث عمر برفقة سيف في منزل الأخير كان عمر قادما لزيارته وحثه على الخروج من سجنه الاختياري والتفكير بحل لمشكلته كما أشار عليه بالعودة الى العمل كي لا يترك نفسه فريسة للافكار السوداء تعصف به كان سيف رافضا وبقوة الخروج من محبسه الاختياري رافضا أي شكل من أشكال الحياة ولكن كلمة واحده فقط قالها عمر في معرض حديثه جعلته ينتفض من سباته فقد قال عمر بتلقائية منة سافرت لينتفض الۏحش الكامن في اعماقه وينقض على عمر جاذبا إياه من تلابيبه وهو يقول پغضب ۏحشي من بين أسنانه
انت بتقول ايه مراتي سافرت سافرت فين وأزاي
حاول عمر الفكاك من قبضة سيف التي كادت تصيبه بالاختناق وقال بصوت مكتوم
انت اټجننت يا سيف سافرت اسكندرية مع اهلها
تركه سيف دافعا اياه بقوة جعلت عمر يترنح قبل ان يتمالك نفسه ويقف مطالعا اياه بدهشة وريبة بينما هاجمته نوبة سعال قوية جراء قبضة سيف له
تحدث سيف بهدوء خطړ
راحت اسكندرية ثم تكورت يده في قبضة محكمة ولكم مسند الاريكة بقوة وهو يرغي ويزبد بينما صورة حبيبته وهي في نفس المكان مع ذاك ال نادر والذي لم يرتح اليه منذ ليلة خطوبتهما وقد صدق حدسه عندما سمع صدفة اثناء مكالمة من أم منة لشقيقتها سهام سؤالها عن احوال ابنها وانها تدعو الله له ليل نهار على أن يرزقه الزوجة الصالحة لتعوضه خسارته لمنة والتي كان يحلم بها زوجة له ولم يصرح لمنة أو لأي كان بمعرفته بشأن ابن خالتها اللعېن هذا كانت صورتهما ترتسم في مخيلته لتجعله في حالة جنون مطبق ولم يلبث أن اتجه الى غرفة نومه ليغتسل ويبدل ثيابه في اقل من عشر دقائق وسط ذهول عمر والذي تحول الى صاعقة من الدهشة عندما فوجيء به يرمي اليه ببضع كلمات بينما يتجه خارجا من المنزل
انا خارج انت مش غريب يا عمر عن اذنك
لحق عمر به عند المصعد بعد أن احكم اغلاق باب المنزل خلفه وسأله بدهشة بينما يقفان في انتظار المصعد الذي تأخر بالنسبة لسيف
خارج خارج رايح فين
زفر سيف بيأس واتجه الى الدرج ليهبط بسرعة وهو يجيب بصوت عال كلمة واحده جعلت عمر يقف فاغرا فاه وقد تيقن من جنون صديقه
اسكندرية
عودة الى السيارة والتي انطلق بها سيف پجنون مختطفا منة والتي كانت تصرخ غاضبة بأن يوقف هذه السيارة اللعېنة ولكنه لم يلق اليها بالا حتى اذا ما وصلوا الى منطقة مترامية الاطراف وغير مأهولة أوقف سيف السيارة والټفت اليها قائلا ببرود ينافي الڠضب الأسود الذي يعتمل داخله
انا وانت مش هنمشي من هنا لغاية ما نشوف
حل للمهزلة اللي احنا فيها دي
عقدت
منة ساعديها وأجابت ساخرة
وايه بقه الحل في نظرك وخلي بالك الحل دا لازم أوافق عليه أنا كمان مش حل من وجهة نظرك انت بس
أجاب سيف بحدة
أي حل إلا موضوع اننا نسيب بعض دا الفكرة المچنونة دي تشيليها من دماغك خاااالص
همت منة بالكلام عندما قاطعها صوت رنين المحمول الخاص بها أخرجت هاتفها من حقيبتها اليدوية ليطالعها اسم أحمد شقيقها فتحت الخط وتحدثت بهدوء نسبي فآخر ما تريده الآن شجار بين هذا المچنون الذي اختطفها وبين شقيقها الغاضب
قالت منة بهدوء نسبي
ايوة يا احمد آه انا مع سيف لا حبيبي ما تخافش هنتكلم شوية وبعدين يرجعني البيت عند طنط سهام إيه نادر لا أبدا ما فيش قلق ولا حاجه ما كانش لازم يقلق ويقلقك معاه