مزرعة الدموع بقلم منى سلامة
فى الغرفة ثم قالت وهى تحاول قدر الإمكان تلافى النظر اليه
بصراحة دى أول مرة أشتغل فيها وأنا بعيد عن الدراسة بقالى 5 سنين يعني أى مكان هشتغل فيه محتاجه أتدرب فيه الأول فأنا مش فارق معايا حاليا هشتغل فى ايه تحديدا لانى معرفش ايه اللى هقدر أعمله وايه لأ لازم التجربة الأول عشان كدة أقترح انى أساعد القسم اللى محتاج مساعده لحد ما أشوف ايه اللى أنا أصلح للشغل فيه
مفيش مشكلة عندى زى ما تحبي ولو واجهتك أى مشكلة عرفيني هسيبكوا النهاردة ترتاحوا من السفر وبكرة ان شاء الله هعرفك على المزرعة وتبتدى شغلك
ثم نظر الى والدها قائلا
اتفضلوا معايا عشان أوريكوا مكان السكن
مش قولتلك هو مكنتييش مصدقانى
نظرت اليها ياسمين قائله
ان الراجل اللى خبطنى بالعربية يكون صاحب أيمن زوج سماح
سبحان الله الدنيا صغيره بس باين عليه ابن ناس أوى
قالت ياسمين تغير الموضوع
أنا تعبانه وعايزه أنام نوم عميق أنا معرفتش أنام طول الليل من التوتر كنت خاېفه مصطفى يطب علينا ومنعرفش نسافر
اقتربت منها ريهام مطمئنه اياها
أومأت ياسمين برأسها ودخلت فراشها وغطت فى سبات عميق بعد ساعتين استيقظت على صوت طرقات على باب الغرفة استيقظت فزعه ونظرت الى ريهام التى استيقظت بدورها ارتدت ياسمين اسدال الصلاة ووقفت خلف الباب وقالت
مين
أتاها صوت رجل من خلف الباب
فتحت الباب وأخذت من الرجل لفة شعرت بسخونتها أغلقت الباب ونظرت لما تحمله بدهشة سألتها ريهام قائله
ايه ده
قالت ياسمين پحده
الأفندى ده فاكر ايه بالظبط جايين نشحت منه
هبت ريهام واقفة وقالت
ليه ايه اللى حصل
تركت ياسمين اللفة التى تحملها وخلعت اسدالها وقالت پغضب
والله كتر خيره
قالت پحده
احنا مش مستنيين منه حاجه هو فاكر نفسه ايه بالظبط عشان يبعتلنا أكل أكننا جايين هنا نشحت منه
هدئتها ريهام قائله
أكيد مش قصده كده يا ياسمين أكيد كل اللى قصده ان احنا فى بلد غريبه مبقلناش كام ساعة ولسه معرفناش النظام هنا ولا الأماكن هنا
ولو ميصحش اللى عمله ده
طيب خلاص هدى نفسك حصل خير
ثم توجهت الى لفة الطعام تفتحه قائله
مممم ريحته تجنن
تركتها ياسمين وتوجهت الى فراشها فسألتها ريهام
ايه مش هتاكلى
قالت بحزم
لا مش عايزه هكمل نومى تصبحى على خير
لكنها كانت غاضبة لدرجة هرب معها النوم بعدما فشلت فى النوم قامت وارتدت ملابسها فسألتها ريهام بإستغراب
راحة فين
هتمشى شوية هحاول استكشف المكان هنا احنا هنعد هنا فترة ولازم نعرف الأماكن اللى حوالينا كويس
خرجت ياسمين من البناء فإستقبلتها النسمات تلفح وجهها ورائحه الزهور تملأ أنفها تمشت فى المزرعة وهى تنظر خلفها بين الحين والأخر حتى لا تضل طريقها وتنتبه الى علامات حوالها حتى تهتدى الى طريق العودة فعلا كما قالت سماح المزرعة كبيرة جدا ويتم العناية بها الى حد كبير فجأة تذكرت صديقتها فأخرجت هاتفها لتتحدث معا
السلام عليكم
وعليكم السلام المنصورة نورت
ضحكت ياسمين قائله
منوره بأهلها
قالت سماح بحماس
ها ايه رأيك المزرعة حلوة
حلوة بس دى جنه
بجد عجبتك
جدا جدا فوق مالا تتصورى ما انتي شوفتيها وأكيد عارفه انها تجنن
ضحكت سماح قائله
_
تصورى أنا لسه مشفتهاش لحد دلوقتى
قالت لها بدهشه
بجد
أيوة بس أيمن وعدنى ياخدنى يفرجنى عليها آه صحيح قبل ما انسى انتى وريهام وعمو معزومين عندنا بكرة على الغدا
قالت لها ياسمين فى حرج
سماح بلاش تتعبى نفسك مفيش داعى
احترمى نفسك يا ياسمين لو بجد اتعاملتى كده معايا أنا هزعل منك جدا متحطيش فرق بينا لو سمحتى
ابتسمت ياسمين قائله
مش بحط فرق بس مش عايزة أتعبك
تعبك راحة يا ستى ملكيش دعوة هو حد اشتكالك
صاحت ياسمين فجأة
صحيح نسيت أقولك
خير
تصورى صاحب المزرعة طلع مين
يعني ايه طلع مين
طلع الراجل اللي خبطنى بالعربية يوم خطوبتك
قالت سماح بإندهاش
بتتكملى جد
آه والله أنا اټصدمت أما شوفته
ضحكت سماح قائله
يعني اللى خبطك بالعربية يوم خطوبتى هو صاحب أيمن اللى محضرش الخطوبة
اه عشان كان فى المستشفى معايا شوفتى الصدف
صدفة غريبة فعلا زمانه هو كمان اټصدم لما شافك
قالت ياسمين بإستغراب
أهو هو ده اللى أنا مستغرباله مبنش عليه أنه اتفاجئ اما انه كان عارف واما انه من النوع اللى بيعرف يدارى ردة فعله
انهت ياسمين المحادثة بعدما أكدت عليها سماح عزومة يوم غد فجأة نظرت ياسمين حولها لتجد أنها قد ضلت طريقها فكانت تسير بغير هدى أثناء حديثها مع سماح
فجأة سمعت صوت من خلفها قائلا
كنت واثق انك هتوهى
التفتت لتجد نفسها فى مواجهه عمر الذى استطرد قائلا
شوفتك وانتى ماشيه الجهه دى وكنت واثق انك هتوهى لان الطرق من هنا متداخله وشبه بعضها
قالت ياسمين بإباء
كنت بتكلم فى الموبايل وعشان كده مركزتش لو مكنتش بتكلم كنت عرفت أرجع لوحدى
التقطت أذنا عمر نبرة التحدى فى صوتها فقال فى تحدى مماثل
سواء كنتى مركزة أو مش مركزة المزرعة كبيرة وصعب حد غريب يمشى فيها لأول مرة وبدون دليل وميتهش
صمتت وهى تحاول أن تكتم غيظها فأشار بيده على الطريق الذى جاء منه قائلا
امشي من هنا على طول بدون ما تحودى هتلاقى مبنى السكن فى وشك على طول
مشيت خطوتين ثم
التفتت اليه قائله
أحب أوضح لحضرتك حاجه مهمة
الټفت عمر بجسده ليواجهها وقد أولاها كامل انتباهه قال لها
اتفضلى
قالت بحزم
أنا جيت هنا بعد ما سماح أكدتلى ان المنفعة بينا هتكون متبادلة يعني شغل مقابل مرتب يعني اللى عايزه أقوله ان مفيش داعى ان الصحوبية والمجاملات يكون ليهم تأثير على وجودى هنا أنا هنا فى شغل وزيى زى أى حد بيشتغل فى المزرعة هنا بدون تمييز.
قالت ياسمين ذلك ولم تعطيه فرصه للرد و توجهت الى الطريق الذى أشار اليه.
الفصل الواحد والعشرين
Part 21
فى صباح اليوم التالى استيقظت ياسمين فجرأ انهت صلاتها وقرأت وردها وظلت تدعو الله عز وجل أن يوفقها ويصرف عنها كل سوء وفى الساعة السابعة ارتدت ملابسها وتجهزت للذهاب الى عملها الذى لا تعلم عنه شيئا حتى الآن كان معادها مع عمر
اتفضل
دخلت ياسمين لتجد عمر جالس على مكتبه يطالع الملفات أمامه رفع نظره اليها قائلا
اتفضلى
دخلت وتركت باب المكتب مفتوحا حانت من عمر التفاته الى الباب المفتوح لكنه تجاهل الأمر ولم يعلق جلست ياسمين على المقعد أمامه وهى تنتظر ما سيقول عاد الى مطالعة الأوراق أمامه مرة أخر كانت ياسمين تشعر بتوتر شديد فهذه هي المرة الأولى التى تعمل فيها والتى تتعامل فيه مع رب عملها هذا فضلا عن أنها والى الآن لا تدرى ما هو عملها تحديدا أفاقت من شرودها لتنظر الى عمرالمنهمك فى مطالعة الأوراق أمامه انتظرته أن يتحدث دقيقة اثثنتين عشرة ربع ساعه لكنه بقى كما هو
صعدت الډماء الى رأسها وهبت واقفه ومشت لتغادر الغرفة عدها سمعت صوت عمر الهادر من خلفها قائلا
استنى عندك
وقفت ياسمين مكانها دون أن تلتفت اليه قام من مكتبه ووقف مواجها لها وقال لها پحده
راحه فين
نظرت اليه پحده مماثله قائله
مادمت حضرتك مشغول خلاص اجي وقت تانى
عقد عمر ذراعيه أمام صدره وقطب جبينه ونظر اليها قائلا
أنا ما قولتلكيش تعالى وقت تانى
قالت بشئ من الڠضب
آه قولتى اتفضلى وتجاهلت وجودى تماما وسبتنى أعده منتظرة ربع ساعه بدون ما تتكلم أكنك بتحاول تذلنى لكن المعاملة دى أنا مقبلهاش
قال عمر بإستغراب
أحاول أذلك انتى ازاى تفكيرك وصل لكده
طيب فهمنى حضرتك الصح فضلت آعد تبص فى الورق وتكمل شغلك ولا أكنى موجودة
تفرس فيها قليلا ثم قال بهدوء
المعاد اللى بينى وبين حضرتك الساعة 8 وحضرتك جيتي بدري ربع ساعة مكنش معقول أقولك روحى وتعالى كمان ربع ساعة قولتلك اتفضلى وكملت شغلى اللى كان فى ايدي لحد ما تيجي الساعة 8
شعرت ياسمين بالندم على تسرعها هو اذن لم يرد اذلالها أو التعامل معها بتعالى كما ظنت ندمت جدا على ما تفوهت به رفعت نظرها ل عمر لتجده ينظر اليها فى تحد أطرقت برأسها قليلا ثم رفعت نظرها قائله
أنا آسفة فهمت الموضوع غلط
سر عمر بإعتذارها وقال فى نفسه هى اذن ليست فتاة متكبرة ترفض الإعتراف بالخطأ والإعتذار عنه نظر اليها لحظات ثم قال
خلاص محصلش حاجه بس حاولى تتحكمى فى انفعالاتك أكتر من كده من امبارح وانتى بتتعاملى معايا پحده ملهاش مبرر
قالت ياسمين بحزم تغير مجرى الحديث
الربع ساعه فاتت حضرتك مش هتوريني مكان شغلى
ألتفت عمر وأسار الى الباب قائلا
اتفضلى
سبقته ياسمين فى الخروج من المكتب سارا معا خارج المبنى حاولت ترك مسافة بينهما كانت تسير وهى واضعة كفيها فى جيب معطفها لتحاول تدفئتهما فهى تشعر بأن الډم هرب من أطرافها كانت مازلت متوترة لكنها تظاهرت بالتماسك سارا معا دون أن يتفوه احداهما بحرف واحد أخذها عمر الى الأقسام التى تربى فيها المواشي واقترب من أحد الرجال كان يرتدى البالطو الأبيض رجل فى العقد السادس من عمره تبدو عليه الوقار كان يقف أمام أحد
العمال ويعطى له بعض التعليمات اقترب منه عمر مناديا اياه قائلا
دكتور حسن
الټفت الرجل الى عمر وابتسم وصرف العامل الذى كان يتحدث معه وأقبل على عمر قائلا
صباح الخير يا باشمهندس ايه النور ده
بادله عمر الابتسامه قائلا
صباح النور يا دكتور أنا جيت أعرف الدكتورة الجديدة على المزرعة عشان تختار المكان اللى تحب تشتغل فيه
نظر اليها الرجل وابتسم لها بحنو شعرت ياسمين بالإرتياح فهو يبدو عليه الإحترام والطيبه الټفت اليها الرجل قائلا بإبتسامه
أهلا بيكي يا دكتورة منورة المزرعة
ابتسمت له قائله
أهلا بحضرتك
ها قررتى تحبي تشتغلى فى ايه عمر قالى امبارح انك لو اخترتى قسم المواشي هتكونى تحت اشرافى ان شاء الله لحد ما أخليكي أحسن من أحسن دكتور هنا وانتى أصلا باين عليكي ذكية وهتتعملى بسرعه
سعدت ياسمين لهذا الإطراء الذى أعطاها دفعة من الثقة بالنفس قالت له
طبعا دى حاجه تشرفنى يا دكتور انى أكون تحت اشراف حضرتك وان شاء الله أكون تحت حسن ظنك
الټفت لها عمر قائلا
تحبي تشوفى المعمل والاسطبل يمكن تغيري رأيك
أسرعت ياسمين قائله
لأ أنا هبدأ من هنا ده اذا مكنش عند حضرتك مانع
فكر عمر قائلا
لأ معنديش مانع بس الشغل فى الزرايب هنا مرهق لكن معمل التحاليل
قاطعته قائله
أنا حبه أشتغل هنا
نظر لها عمر بقليل من الشك لكنه هز رأسه