الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

مزرعة الدموع بقلم منى سلامة

انت في الصفحة 30 من 83 صفحات

موقع أيام نيوز


شړ

المړض ساعديني أدخل أتكلم مع رئيس العمال يمكن يرضى يرجعنى تانى
كاد قلب ياسمين أن ينفطر لحال تلك السيدة المسكينة وقررت أن تساعدها فقالت لها 
طيب أنا هساعدك يا حجه وهشرحلهم ظروفك تعالى بكرة فى نفس المعاد وأنا أقولك عملت ايه
ربنا يباركلك يا بنتى ويكفيكي شړ طريقك أنا كل يوم باجى هنا هاجى بكرة ويارب أسمع خبر حلو

ابتسمت لها ياسمين فى حنو وربتت على كتفها قائله 
ادعى ربنا وان شاء الله يرجعوكى الشغل تانى
تركتها ياسمين ودخلت وهى متأثره بشدة كيف يطردون سيدة مثلها وهى فى أمس الحاجة للمال توجهت الى المبنى الإدارى حيث مكتب عمر طرقته طرقات خفيفة سمعت صوت من الداخل 
اتفضل
دخلت رفع عمر رأسه ليجدها أمامه هز رأسه لتتقدم تركت الباب مفتوحا كما المرة الماضية ودخلت وقفت أمام المكتب قائله 
صباح الخير يا بشمهندس
رد عمر 
صباح النور
نظر عمر الى الباب المفتوح ثم نظر اليها قائلا 
هو مينفعش الباب يتقفل لازم اللى رايح واللى جاى يتفرج علينا
ارتبكت ياسمين نظرت الى الباب ثم اليه كان يرقب ردود أفعالها قالت بتوتر 
آسفه مش هينفع أقفله
همت بالإنصراف ثم قالت 
خلاص مفيش مشكلة شكرا
أوقفها عمر قائلا 
استنى
الفتت اليه فنظر اليها قائلا 
انتى على طول متسرعة كدة
صمتت ولم تجب أشار برأسه الى الكرسي أمام المكتب قائلا بصرامة 
اعدى
تقدمت ياسمين وجلست نظر اليها كانت تحاول استجماع قواها وترتيب
أفكرها صمتت لحظات ثم التفتت اليه تنظر اليه قائله 
فى واحدة كانت بتشتغل هنا فى الحلب هى ست كبيرة فى السن وشكلها على أد حالها كانت واقفة على البوابة الراجل مش راضى يدخلها اتكلمت معاها طردوها من الشغل عشان كانت بتغيب كتير بس هى معذوره ابنها كان تعبان فى المستشفى وهى كنت أعده جمبه
كان عمر يراقبها وهى تتحدث وعلى وجهها ملامح التأثر لحال تلك السيدة بلعت ريقها ثم استطردت قائله 
هى غلبانه أوى وملهاش شغل تانى تصرف منه على ولادها يعني لو ينفع يعني حضرتك 
قاطعها قائلا 
بتتوسطيلها عندى يعني 
بللت شفيها بلسانها وقد شعرت أن حلقها جاف من التوتر قالت 
لو ينفع حضرتك ترجعها الشغل تانى يبقى خدت فيها ثواب لأن فعلا شكلها محتاجة للشغل أوى
صمت عمر لحظات ثم نظر اليها قائلا 
لو فعلا مشوها للسبب ده يعني بسبب غيابها فأنا هقول لرئيس العمال يرجعها تانى
لم تصدق ياسمين ما سمعت شعرت بفرحة عارمة أن استطاعت مساعدة تلك السيدة الفقيرة نظرت الى عمر وهتفت والابتسامه تعلو شفتيها 
بجد يعني هترجعوها الشغل 
راقب عمر ابتسامتها والفرحة التى تعلو وجهها من أجل سيدة لا تعرفها ولم تلتقى بها من قبل ساد الصمت لاحظت ياسمين تفرسه فيها فشعرت بحمرة الخجل وهى تتصاعد الى وجنتيها فخفضت بصرها قال بعد برهه 
أيوة لو كان زى ما قالت هو ده السبب اللى طردوها عشانه يعني متكنش عملت حاجه غلط سړقت مثلا أو سببت تلفيات 
شكرته ياسمين قائلا 
شكرا لحضرتك وهى عامة بتيجي تقف كل يوم أدام البوابة وهى هتيجي بكرة عشان تعرف اذا كانت هترجع الشغل ولا لأ
هز عمر رأسه فنهضت ياسمين ونظرت اليه قائله 
متشكره مرة تانية
ثم خرجت وأغلقت الباب وراءها ظل عمر ينظر الى الباب المغلق و هو يفكر فى رقة قلب تلك الفتاة التى شعرت الفرح الذى أنار وجهها من أجل تلك السيدة الفقيرة كم هى رقيقه تحب الخير للآخرين كان مستغرقا فى تفكيره عندما طرق أيمن الباب ودخل قائلا ببشاشة 
ازيك يا عمر
ابتسم له عمر قائلا 
تمام الحمد لله
جلس أيمن على المقعد التى كانت تجلس فيه ياسمين منذ قليل تفرس فى صديقه الشارد الذهن قائلا 
ايه مالك فى ايه
ابتسم عمر قائلا 
لا أبدا مفيش حاجه 
قال أيمن لصديقه وهو يشير الى ذراعه اليسرى الموضوعه على المكتب 
أخبار دراعك ايه دلوقتى
رفع عمر ذراعه ونظر اليه قائلا 
الحمد لله أحسن كتير من ساعة ما فكيت الجبس وأنا مواظب على العلاج الطبيعي وحاسس بتحسن المشكلة بس انى كل فترة بحس فيها بتنميل شديد ومبكنش قادر احركها
قال أيمن بقلق 
ما قولتش للدكتور اللى متابع معاك الكلام ده ليه
تنهد عمر قائلا 
قولتله وقالى طبيعي ده نتيجه لضعف الأعصاب فى دراعى بعد الحاډثة وان العلاج الطبيعي هيقوى الأعصاب وهترجع ايدي تانى زى الأول
حث أيمن صديقه قائلا 
يبأه ركز فى موضوع العلاج ده ومتهملوش يا عمر
ابتسم له عمر فى صمت ثم استأذن أيمن فى الإنصراف الى عمله .
دخلت ياسمين غرفتها لتجد ريهام جالسه على فراشها هبت واقفه بمجرد أن رأتها وقالت 
أخيرا شرفتى سيادتك
قالت ياسمين وهى تغير ملابسها

معلش يا ريهام النهاردة كن يوم متعب جدا واتأخرنا شوية
قالت ريهام بتبرم 
على طول انتى مشغولة وبابا كمان مشغول فى الشغل الجديد اللى شافهوله البشمهندس عمر وأنا أعده لوحدى طول النهار
نظرت الهيا ياسمين قائله 
ما انتى بتذاكرى يا ريهام عشان خلاص الترم قرب يخلص
قالت بزهق 
اتخنقت خلاص طول النهار مذاكره مذاكره بجد اتخنقت نفسي نطلع أنا وانتى نتفسح شوية نشوف ناس نعد أعده حلوة 
ابتسمت لها ياسمين قائله 
خلاص اتفقنا بعد بكرة الجمعة ان شاء الله تعالى نطلع نتفسح فى أى مكان ونغير جو
هتفت ريهام بفرحه 
بجد يا ياسمين . هيييييييييه 
قالت ياسمين بفرحة 
ايه رأيك كمان أكلم سماح واهى تغير جو معانا هى كمان
ابتسمت ريهام قائله 
طبعا فكرة حلوة جدا كلميها دلوقتى عشان تعمل حسابها
هاتفت ياسمين صديقتها واقترحت عليها الخروج معا يوم الجمعة فقالت لها سماح 
موافقة طبعا أنا كمان مخڼوقة جدا ولسه كنت بقول ل أيمن كدة خلاص هستأذنه وأرد عليكي يا ياسمين
خلاص وأنا منتظرة اتصالك ان شاء الله
بعدما عاد أيمن من العمل التف الإثنان حول طاولة الطاعم وأخبرته سماحبرغبتها فى التنزه مع ياسمين و ريهام قائله 
بصراحة نفسي أخرج يا أيمن أنا على طول محپوسه فى البيت
مسح أيمن
بكفه على شعرها قائلا 
معلش يا حبيبتى عارف انى بسيبك لوحدك كتير
أخذت يده الموضوعه على شعرها وقبلتها قائله 
ربنا يعينك يا حبيبتى أنا عارفه انت بتتعب أد ايه عارف نفسي نخرج سوا بس انت بتكون مشغول حتى يوم الجمعة 
ابتسم لها أيمن قائلا 
أنا أفضى نفسي عشانك يا حبيبتى
هتفت بسعادة قائله 
بجد يا أيمن يعني هنخرج سوا يوم الجمعة 
قلبها قائلا 
طالما حبيبتى عايزه تخرج تتفسح يبقى لازم نفسحها
ما لبثت أن تلاشت ابتسامة سماح قائله 
طب وياسمين يا ربي خاېفه تزعل منى
فكر أيمن قليلا ثم قال 
طيب أنا عندى اقتراح حلو
نظرت اليه سماح بلهفه قائله 
ايه هو 
ايه رأيك نطلع أنا وانتى و ياسمين و ريهام وعم عبد الحميد ونقضى يوم فى راس البر
بجد يا أيمن 
أيوة بجد هيكون يوم حلو وتغيير جو وكمان الفترة دى البلد بتكون فاضية يعني هنكون على راحتنا وانتى تغيري جو وكمان تتفسحى مع صحبتك
انت أحسن زوج فى الدنيا دى كلها
قائلا
وانتى أروع زوجة فى الدنيا دى كلها
صباح الخير يا دكتورة ياسمين 
كانت ياسمين تستعد لبدء عملها عندما دخل دكتور حسن وألقى عليها تلك العبارة التفتت اليه قائله 
صباح الخير يا دكتور حسن 
سألها دكتور حسن وهو يستعد بإرتداء البالطو 
ايه أخبار حالة ال mastitis بتاعة امبارح
كله تمام يا دكتور اديتلها جرعة ال antibiotic بعد ما حضرتك مشيت وان شاء الله همر عليها دلوقتى
توجهت الى باب المكتب لتهم بالخروج عندما استوقفها قائلا 
دكتورة ياسمين 
التفتت اليه قائله 
أيوة يا دكتور
فى طالب هييجى يتدرب عندنا هنا هو ابن لعميل مهم من عملاء المزرعة البشمهندس عمر وصاني عليه هو طالب فى البكالوريوس 
كانت ياسمين تستمع اليه فى اهتمام فأكمل قائلا 
انتى اللى هتتولى تدريبه
قالت بدهشة 
أنا يا دكتور 
ايوة انتى
قالت بإستغراب 
بس يا دكتور أنا نفسي لسه بتدرب 
وعشان كدة عايزك تدربيه شوفى يا دكتورة أحسن طريقة لتثبيت المعلومة لا بكتابتها ولا بحفظها بممارستها كون ان يبقى فى طالب عندك وانتى بتشرحيله كل المعلومات اللى عارفاها عن الحالة اللي أدامك ده يثبت المعلومة أكتر ومش بس كده ده بيديكى ثقه فى نفسك كمان
ابتسمت قائله 
فعلا يا دكتور أيام الكلية مكنتش بعرف أحفظ أسماء ال Nerve وال Muscles إلا وأنا بشرحها لصحابي
ابتسم لها قائلا 
وعشان كده عايزك انتى اللى تدربيه
ابتسمت له قائله 
متشكرة على الثقه دى يا دكتور بعد اذنك
اتفضلى
كانت ياسمين تقوم بعملها عندما أتاها اتصال من سماح أخبرتها صديقتها بفكرة أيمن رحبت ياسمين بالفكرة لأنها لم تكن لتحب ترك والدها فى المزرعة بمفرده اتفقا على السفر بعد صلاة الفجر يوم الجمعة ان شاء الله فى فترة الغداء أتت شيماء لتجلس مع ياسمين على الطاولة استقبلتها ياسمين بالإبتسامه قالت شيماء 
ازيك يا سمسم أخبارك ايه
تمام يا شيماء الحمد لله
فينك بقالك كام يوم مش بشوفك فى فترة الغدا
أهاا الشغل كتير أوى اليومين دول فباكل أى حاجه وأنا بشتغل
هتقوليلى دكتور حسن مبيرحمش نفسه أبدا ولا بيرحم اللى معاه
دافعت ياسمين عنه قائله 
ده لأنه عنده ضمير فى الشغل وفعلا بستفاد منه جدا
انتهت الفتاتان التهام طعامهما وتوجهتا الى الخارج عندها قالت شيماء ل ياسمين 
وأنا أقول مجتش تتغدى ليه

مش عوايدها أتاريها واقفه مع الدون جوان
نظرت ياسمين الى حيث تشير شيماء لتجد مها واقفه تتحدث الى عمر وعلى وجهها ابتسامه كبيرة وتنظر فى عينيه بجرأة حانت من عمر التفاته اتجاه ياسمين فتظاهرت ياسمين بالنظر الى شئ آخر ثم التفتت الى شيماء قائله 
هروح أكمل شغلى
انصرفت الى عملها وهى تتساءل فى نفسها عن طبيعة العلاقة بين عمر و مها
استوقف عمر أثناء انصرافه أحد العمال قائلا 
يا باشمهندس عمر خلاص لقينا غفير كويس وابن حلال وساكن فى البلد دى
سألتوا عنه كويس
أيوة واد غلبان مقطوع من شجره وبيجرى على أكل عيشه
طيب تمام خليه ييجي بكرة لرئيس العمال عشان يبدأ شغل من بكرة ان شاء الله
تنحنح الرجل قليلا وبدا عليه التردد فسأله عمر 
خير فى حاجه 
يعني يا بشمهندس عمر متاخذنيش فى الكلام يعني بس يعني هو فين عويس والجماعه بتوعه 
قال عمر ببرود 
مشى 
أيوة يعني مشى فجأة كدة ومن يوم وليلة ده حتى هدومه وهدوم جماعته لسه فى الأوضة ومقالش لجنس مخلوق
انه هيسيب الشغل
قال عمر بنفاذ صبر 
ده شئ ميخصنيش يلا على شغلك
فى صباح يوم الجمعة وبعد صلاة الفجر استعدت ياسمين و ريهام ووالدهما اتصلت سماح ليخبرها أنها تنتظرهم مع أيمن أمام بوابة المزرعة كانت ياسمين فرحه للغاية وأعدت الكثير من السندوتشات والعصير وريهام أيضا كانت متلهفة على تلك النزهه سبقهما والدهما وحملت الفتاتان حقيبة الطعام وأسرعا الخطى عندها قالت ريهام فجأة 
ايه ده هو المز جاى هو كمان ولا ايه
نظرت ياسمين الى حيث تنظر أختها لتجد عمر وقد أوقف سيارته خلف سيارة أيمن خفق قلبها بشدة وقالت ل ريهام 
أكيد لأ ايه اللى هيجيبه معانا
لأ أنا حاسه انه جاى معانا
عندما وصلت الفتاتان نزلت سماح لترحب بهما وبعد تبادل عبارات المجاملة انطلقت سيارة أيمن و سماح تجلس بجواره أما ياسمين و ريهام ووالدهما يجلسون فى الخلف بعد فترة حانت من ريهام التفاته للخلف ثم مالت
 

29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 83 صفحات