رواية اوتار الفؤاد (كاملة) بقلم منال سالم
تكون ضمنهن خشي أن تكون قد أتت مبكرا عن قدومه وبالتالي لم يلحظها تراجع في جلسته على المقعد محبطا رفع يده للأعلى قليلا ليتلمس بحذر شديد خصلات شعره المرتبة بعناية أدار رأسه للجانب ناظرا في انعكاس وجهه عبر المرآة الأمامية ضبط وضعيتها إلى حد ما ليتمكن من رؤية القادم من الخلف ثم عاد ليحدق في بوابة المدرسة بجمود لبعض الوقت ردد لنفسه بامتعاض يائس
طقطق فقرات عنقه بتحريك رأسه للجانبين ليخفف من الضغط الكائن بهم بعد أن طال انتظاره تنهد مضيفا لنفسه
غيابها ده مش طبيعي!
انتهت الطالبات من دخول الحرم المدرسي وتولى الحارس إغلاق البوابة لينقطع أمله من جديد في رؤيتها هنا نفذ صبره فهتف بنرفزة
كده كتير بجد
للحظة فكر في العودة حينما يحين موعد انصراف الطالبات ليسأل إحداهن عنها لكنه تراجع عن تلك الفكرة المتهورة بعد أن عاود التفكير في تبعاتها واضعا في رأسه عدة احتمالات منطقية فربما هي اكتشفت وجوده لذا تتعمد التخفي عنه كي لا يلمحها فتحول دون فرصة تحدثه إليها أو ربما قد أصابها مكروه ما فمنعها من الحضور دارت برأسه الهواجس وفي لحظة قرر أن يترجل من سيارته ليسأل عنها تسمرت قدماه وبدا في حيرة جلية فكر بروية ليضع في حسبانه تبعات تهوره الطائش فربما إن أقدم على رغبته غير المدروسة لتسبب في إحراج نفسه بتوبيخها اللاذع له أمام زميلاتها ومعلميها وربما قد يتطور الوضع لأسوأ من ذلك ويتهم بمحاولة وجلد كفها الأيسر ارتجفت مع طول تأملها شاعرة بنغصة موجعة ټضرب صدرها ورغما عنها شهقت منفجرة في البكاء أخفت هالة وجهها خلف كفيها تعالت شهقاتها المكتوبة وامتزجت مع آناتها أغمضت جفنيها بقوة لتذهب عن عقلها صورة وجهه القميء ف منسي يزورها يوميا وبصورة متعاقبة في يقظتها ومنامها ليذكرها بفعلته الشنيعة في حقها أبعدت يديها لتضعهما على أذنيها فصوته الكريه يكاد يصيبها بالجنون باتت متأكدة في قرارة نفسها بأنها مشوهة داخليا وخارجيا وحرصت والدتها على تذكرها بما آلت إليه بكلماتها المسمۏمة التي ټقتلها في كل لحظة لكونها تعيش في منطقة شعبية تتناقل فيها الأخبار والشائعات بسرعة البرق كما تنتشر الڼار في الهشيم المحزن في الأمر أنه قد تم إضافة الكثير من الأخبار المغلوطة والروايات غير الصحيحة لإضفاء المزيد من التشويق ناهيك عن الخوض في الأعراض والاټهامات الخفية
حاضر جاية أهوو
عفويا حدقت في عينيها الحمراوتين بحزن وحسرة فتحت الصنبور لتضع المياه الباردة على وجهها علها بذلك تطفئ اللهيب الثائر بداخلها سحبت نفسا عميقا لأكثر من مرة لتنهي نوبة البكاء التي بدأتها وما إن تأكدت من أنها هدأت قليلا حتى خرجت من الحمام وهي تجفف بالمنشفة وجهها ويديها أسندتها على الأريكة راسمة ابتسامة مبتورة على ملامحها الحزينة خاصة أنها قد أبصرت إحدى الجارات بالخارج وما إن رأتها الأخيرة حتى نهضت من جلستها المسترخية لترحب بها مواسية
ردت عليها هالة بثبات زائف
كتر خيرك تسلمي
اقتربت منها الجارة مدعية تضامنها معها في مصابها الأليم وضمتها إلى صدرها لټحتضنها ثم أبعدتها عنها متابعة كلماتها الآسفة
منه لله المفتري الظالم ربنا يخلص منه ده إنتي ست البنات والله
ثم أدارت رأسها نحو أمها لتضيف بإشفاق بعد أن مصمصت شفتيها
ردت عليها والدتها بوجه عابس ونظرات متجهمة
تشكري ياختي مانجلكيش في حاجة وحشة
ربت الجارة بيدها عدة مرات على