رواية اوتار الفؤاد (كاملة) بقلم منال سالم
مستغربة بشدة مما تفوهت به في حين تابعت ليان بصوتها المتوتر
الذنب هيموتني معنتش قادرة استحمل أكتر من كده
سألتها مستفهمة وقد بذلت مجهودا كبيرا لتبدو تعبيراتها هادئة ونبرتها ثابتة
ذنب إيه بالظبط أنا مش فاهمة حاجة
أدمعت حدقتاها بقوة وهي ترد پاختناق
من الأول مكونتش عاوزة البيبي ده كنت.. عاوزة أخلص منه.. بأي شكل!
خۏفت من التجربة يا تقى
رأت الأخيرة عينيها وقد شعت بحزن دفين ظهر من خلف دمعاتها المريرة شعرت بأن ليان تعاني بقسۏة وأن قدرتها على الاحتمال قد نفذت بالكامل وأنها الملجأ الوحيد المتبقي لديها لتبوح لها بمكنونات صدرها لذا عليها أن تكون أشد حرصا على احتوائها واستيعاب حالتها تلك ضغطت تقى على أصابعها لتخفف من التوتر الذي بدأ يتسلل إليها فتلك هي المرة الأولى التي تشعر فيها بأن المسئولية ملقاة على عاتقها عمدت لتكون ملامحها ساكنة وهي تسألها بصوتها الرقيق
في البداية صمتت وكأن الطير قد حلق فوق رأسها راقبتها تقى بإمعان ولم تضغط عليها لتأخذ منها الرد تركتها في وضعها للحظات حتى لاحظت شرود نظراتها فأصبح من يتطلع إليها يظن أنها تحادث شبحا لا يراه سواها انقطع صوتها وهي تسترسل پانكسار وخزي
خۏفت أجيب بيبي يعيش في عالم مليان بالخېانة والكدب يتخدع في أقرب الناس ليه زي ما حصل معايا ېتصدم في ناس افتكر إنهم أهله وبيخافوا عليه يبقى لوحده من غير عيلة أو سند
يمكن زعلت لما عرفت إني خسړت البيبي بس دلوقتي مش حاسة بحاجة زي ما يكون حاجة وخلصت منها معنديش إحساس الندم وده معذبني أوي وخصوصا لما بأشوف نظرات الحزن موجودة في عدي وأنا مش قادرة أشاركه حتى إحساسه أنا مچرمة مچرمة!
بس يا حبيبتي متعمليش في نفسك كده إنتي ملكيش ذنب خالص دي إرادة ربنا
زادت رجفتها وصړاخها المكتوم فشددت تقى من ضمھا لها كانت تشاطرها ما تشعر به فهي مثلها مرت بتجارب غير عادية عاشتها بكل جوارحها لتفيق منها بعد أن أعادت تشكيل حياتها كما خلقت فيها شخصية جديدة متصالحة مع الآخرين شخصية قادرة على التسامح والغفران ربما مترددة في رأيها في بعض القرارات المصيرية لكنها في النهاية قادرة على اتخاذ القرار أيا كانت توابعه لتمضي قدما في حياتها الاجتماعية والأسرية انشغلت تقى بابنة خالتها ولم تنتبه إلى عدي الذي قد أتى منذ بداية حوارهما وفضفضتهما العفوية توارى عن الأنظار ليستمع إلى فيض مشاعر زوجته المخبئ عنه والذي عجز خلال الأيام المنصرمة على حثها للبوح به حل الوجوم المصډوم على وجهه بالتزامن مع تلك الانقباضة الموجعة التي آلمت صدره لم ينس يوما أنه كان ضلعا رئيسيا في معاناتها وإفقادها لشعور الثقة في الآخرين لم يرحمها مثل غيره وتسبب في هدم أحلامها بعد أن ظنت أنه الملاذ الأخير لها حينما انغلقت الأبواب في وجهها أحس عدي بعذاب الضمير بشيء ما ينغصه تجمد في مكانه كالصنم فلم يصدر عنه إلا أنفاس متلاحقة مضطربة تأهبت حواسه مع عودة تقى للحديث برقتها الحانية
حاولت أن تشد من أزرها أكثر فأضافت بثبات
أنا كانت مصېبتي ماتتحكيش ومحدش أصلا يصدقها
تنفست بتمهل لتضبط انفعالاتها قبل أن تتأثر انخفض صوتها تدريجيا فأصبح أكثر عمقا وهي تكمل
شوفت سواد ومرار وظلم مافيش بني آدم يقدر يستحمله حياتي في لحظة ضاعت ولاقيت نفسي مقدميش إلا إني أعيش مع أكتر حد بأكرهه وڠصب عني و....
بس شوفي دلوقتي أنا بقيت عاملة إزاي وحياتي بقت إيه
هدأت نهنهات ليان وبدأت رجفتها في الانحصار لاحظت تقى تأثير كلماتها عليها فأضفت بتفاؤل
يعني مافيش حاجة بتفضل على حالها كلنا بنمر بفترات صعبة في حياتنا وبنتعلم منها استبشري خير باللي جاي وإن شاءالله ربنا هيعوضكم خليكي واثقة في ده
ثم ربتت على جانب ذراعها بود لتزيد من دعمها المعنوي لها
بصي قدامك يا ليان وماتقفيش عند الماضي كتير لأنه هيوجعك كل ما تفكري فيه انسيه وكملي مع عدي حياتكم
رققت تقى من نبرتها لتكمل بخجل
وبعدين هو فعلا بيحبك أوي