رواية اوتار الفؤاد (كاملة) بقلم منال سالم
برأسه ليبدو صوته مهددا وقويا وهو يقول له
خد بالك العنبر ده ليه كبير وأي حد يعادي حد من رجالته ولا يفكر بس يعمل نفسه برم بيتفرم فأحسنلك تلزم حدودك هنا
سأله بتوتر طفيف
ومين الكبير هنا
أجابه بتفاخر
الريس شادوفة
ثم ضربه بقبضته المطوية بقسۏة أشد متابعا أوامره له
ويالا اطرأ من هنا وشوفلك حتة اتلأح فيها جمب الحمام ما هو ده اللي يليق بيك
تشكر يا ذوق
رمقه المسجون بنظرة احتقارية وهو يتمتم بنبرة تعمد أن تصل إلى مسامعه أثناء تحرك الوافد الجديد للداخل
أشكال بنت .....!
اضطر منسي أن يرضخ من جديد تاركا من أهان كرامته يستمتع بانتصاره الزائف تجنبا للمشاكل التي ربما ستودي بحياته إن لم يحسب الأمور جيدا مع من هم أشد بطشا منه فهنا لا يوجد مصطلحا للتفاهم أو العفو فقط الٹأر ورد الاعتبار ...................... !!!
اجتاحها شعورا عجيبا بالارتباك فور أن توقفت نظراتها على ذلك الغريب المتواجد معهما على متن اليخت لم تتبين وجهه فقد كان يوليها ظهره ويبدو عليه الانهماك في ضبط شيء ما بيده طالعت أوس بنظرات حائرة مرتبكة ابتسم لها بثقة وأحنى رأسه عليها ليقول موضحا بصوته الخفيض
عقدت ما بين حاجبيها باستغراب وهي تسأله بتلعثم بائن
فو.. فوتو إيه ده
تحرجت تقى من عدم قدرتها على تلفظ الكلمة بنطقها الصحيح فأخفضت رأسها خجلا منه ابتسم لتورد وجهها ثم شدد من ضم ذراعه لكتفيها ليميل أكثر نحو أذنها مفسرا لها بخفوت
أقصد المصور
امتدت أصابعه نحو طرف ذقنها ليرفع وجهها إليه حملق في وهج حدقتيها اللامعتين متابعا همسه الهادئ
عضت عفويا على شفتها السفلى بحرج احتفظ أوس بنظراته المشټعلة بحبها وهو يقول لها
قولي ورايا فوتوجرافر
تعلقت عيناها به تتأمله بإعجاب أخذ يكرر الكلمة لعدة مرات حتى تتمكن من نطقها بشكل صحيح وما إن فعلت ذلك حتى باغتها لثوان كمكافأة تشجيعية لها ازداد وجهها احمرارا من فعلته الجريئة أمام الغريب عاتبته بنظراتها فابتسم بغرور مؤكدا لها عن ثقة كاملة
أيقنت حرفيا أن المصور لم يكن ليفعل شيئا أو حتى يتحرك قيد أنملة دون أمر مباشر من زوجها شعرت بالارتياح ومع ذلك طلبت منه برقة
ممكن متعملش كده تاني قصاد حد
رفت على شفتيه ابتسامة بسيطة لم يرغب في منحها وعدا لن يستطيع الإيفاء به أرخت تقى عينيها والتفتت نحو المصور حينما ناداه بلهجته الصارمة
استدار الأخير بجسده ليواجه رب عمله راسما على وجهه ابتسامة هادئة قائلا لهما
تمام معاليك وأنا كمان مستعد للفوتوسيشن!
تطلعت تقى بحيرة إلى زوجها فبدت المصطلحات الدائرة بينهما إلى حد ما غريبة على مسامعها تساءلت بحرج وهي تشب بقدميها للأعلى قليلا لتصل إلى أذن أوس فلا يسمعها المصور ويسخر من جهلها حتى لو في نفسه
ده عبارة عن إيه
أوضح لها ببساطة ووجهه محتفظ بإشراقته
دي جلسة تصوير لينا يا حبيبتي يعني أنا وإنتي هنتصور مع بعض بس صور مش تقليدية حاجة مختلفة ومميزة
ردت متسائلة باستغراب
ولازمتها إيه الحكاية دي ما كنا نتصور في أي استديو
حاول جاهدا أن يخفي ضحكاته المستمتعة بعفويتها التلقائية ورد عليها مؤكدا
مش هاينفع لازم نظهر بشكل معين
قطبت جبينها وضاقت نظراتها نحوه فهي تحاول أن تفهم ما الذي يدور في رأسه لم يتركها أوس لحيرتها وبادر مفسرا بكلمات متأنية لتستوعب جدية ما يفعله حتى وإن كان مغلفا بالطابع الرومانسي
احنا في حرب إعلامية يا تقى والناس محتاجة نشوف إننا ثنائي بيعشقوا بعض
علقت دون تفكير
طب ما ده حقيقي
بس الناس متعرفش كده الصور والشو الإعلامي هيفرقوا معانا هيخلكوا الكل يحس وېلمس ده ويتمنوا يكونوا مكانا أو حتى يعملوا زينا
ثم التقط كف يدها وقربه من فمه بعد أن انحنى عليه ليقبله هامسا لها
زي كده يا حبيبتي
خجلت من تودده الرقيق لها في حضور المصور وسحبت يدها على عجالة من بين أصابعه التي اشتدت على أناملها لتمنعها من الإفلات تركها مضطرا حينما أصرت على إبعاد يدها ونظرت له قائلة بارتباك ووجهها يلمع بدمويته الخجلة
أوس أنا اتكسف أعمل ده قصاد حد
شعر بربكتها وترددها فطمأنها قائلا بثقة
أنا عارف إنك مش متعودة على النوعية دي من جلسات التصوير وأنا زيك مكونتش عاوز كده لكن احنا مضطرين عشان نقدر نكون جبهة تكون معانا ده غير إنه هايكون أكبر رد على أكاذيب رغد وكلامها اللي بتقوله على الميديا
هزت كتفيها في عدم فهم وعادت لتنظر إلى المصور بحيرة أكبر أحست باللمسة الحنون على جانب ذراعها وأوس يميل عليها ليهمس لها مغازلا
خليكي واثقة فيا هتتبسطي يا حب عمري!
أسبلت عينيها نحوه فنظر لها ملء عينيه وهو يقول لها بتنهيدة أشواق
بأحبك
خفق قلبها بقوة مع تلك الكلمة التي عنت الكثير لها أخرجها من عالمها الوردي صوت ريمون القائل
ها يا فندم نبدأ
هز أوس رأسه بالإيجاب وهو