الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية اوتار الفؤاد (كاملة) بقلم منال سالم

انت في الصفحة 42 من 62 صفحات

موقع أيام نيوز

 


بابتسامة صغيرة
ها بتعرفي تعملي قهوة ولا أنادي عفاف
تصنعت العبوس قبل أن ترد بزهو متفاخر
عيب عليك ده أنا شاطرة ولهلوبة في الطبيخ وعمايل القهوة
فرك جبينه قائلا بتحد
وريني
نهضت من جواره لتتجه نحو الموقد أشعلته بعد أن أحضرت الكنكة التي وضعت بها الماء راقبها أوس وهي منهمكة في إعداد قهوته مركزا كامل عينيه عليها ثم أضاف قائلا ببسمة بلهاء

تصدقي.. مجاتش فرصة أدوق الأكل من إيديكي.
استدارت برأسها نصف استدارة لترمقه بنظرات مشرقة ووجه بشوش وهي ترد
طب من هنا ورايح أنا اللي هاطبخلك
تحمس لاقتراحها قائلا
وأنا موافق تجربي فيا
مش هتندم أنا طباخة بريمو
على فكرة كده ماينفعش القهوة هتفور!
رد غير مبال ودقات قلبه تخفق بقوة
مش مهم هنعمل غيرها.

قاطعها بصوت يكاد يكون مسموعا ويحمل الټهديد القاسې في طياته
حد بس يفكر يقاطعنا وهايشوف أنا هاعمل فيه إيه
عاتبته بغنج مثير
آخ منك
أغلق الموقد وأدارها نحوه نظرت له برومانسية حالمة وبادلها نظرات أكثر شغفا سألته بدلال محبب إليه
ها فكرت تسمي ابننا اللي جاي إيه
أجابها بزفير بطيء
لسه.. سايبها لوقتها.
علقت عليه بتفاؤل
على رأي بابا العيل بينزل واسمه مكتوب عند اللي خلقه
 الشقية تجوب ملامحها المشوقة
ربنا يقومك بالسلامة الأول.
عضت على شفتها السفلى مرددة
بتحبيني
أجابته بصوت خفيض للغاية وبأنفاس شبه متقطعة
أنا معرفتش  فبالرغم مما عانته إلا أن أحضان والدتها وتلهف شقيقتها عليها كانا كفيلين بتخفيف إحساسها بالوحدة والغربة. هي لا تنكر أنها تتلقى كامل أنواع الرعاية والاهتمام هنا بل أكثر مما كانت قد تحلم به في حياتها لكن لا يغني ذلك عن سعادتها بوجود عائلتها إلى جوارها الغريب في تلك الزيارة أن والدتها لم تتطرق أبدا لموضوع القميء منسي وتلقي اللوم عليها كانت على عكس طبيعتها أكثر لطافة وأكثر حنوا عليها. ابتسمت هالة في تلقائية مستعيدة ذلك الإحساس الجميل الذي افتقدته كثيرا بحنان الأم وعاطفتها الجياشة. سمعت دقات خفيفة على باب غرفتها فهتفت عاليا
اتفضل!
اعتقدت في نفسها أن القادم هي الممرضة لتناولها الدواء وتتفقد أحوالها لذا لم تستدر نحوها وظلت جالسة في مكانها بالشرفة تتطلع إلى الحديقة الغناء بورودها وخضرتها المبهجة حانت منها التفاتة صغيرة جانبية لتتفاجأ به واقفا على أعتاب الشرفة ومستندا بظهره على الحائل الخشبي وفي يده باقة من الزهور البيضاء. هبت واقفة والدهشة المصډومة تعلو ملامحها ابتلعت ريقها مرددة
إنت تاني
رد عليها يامن بابتسامة صغيرة عذبة
أيوه
تصنعت العبوس لتبدو أكثر جدية معه وهي تقول له
مش شايف إن اللي بتعمله ده بقى بايخ أوي المفروض...
قاطعها مبتسما في نعومة
شكلك حلو النهاردة
توردت بشرتها على الفور وكأنه قد ضغط على زر إشعال الدموية بها ارتبكت من غزله العفيف وكتفت ساعديها أمام صدرها مدعية تجاهلها لمقولته الأخيرة لكنها لم تفلح ظهر التأثر جليا عليها اضطرت أن تشيح بوجهها بعيدا عن نظراته التي تراقب إيماءاتها المرتبكة لتبدو أكثر جدية قصدت الاتجاه نحو باب الشرفة وهي توبخه
ماينفعش اللي بتعمله ده احنا هنا في مستشفى والمفروض أنا أخدة راحتي هنا
تقدمت خطوتين للأمام لكن ما لبثت أن ارتدت للخلف وقد انتفض كامل جسدها حينما اعترض يامن طريقها ليبقيها محتجزة معه في الشرفة طالعها بنظرات رومانسية للغاية قائلا لها
بأحبك!
تدلى فكها للأسفل وخفق قلبها بقوة حتى كاد صوت دقاته يصم أذنيها من فرط قوته تلعثمت وارتبكت وهي تردد في غير تصديق
إنت .. إنت بتقول إيه
بدا أكثر ارتياحا عنها وهو يسترسل بتلقائية
مش عارف إزاي ده حصل بس أنا بأحبك وخلاص!
تضاعف ارتباكها المحير وعجزت عن الرد عليه في ظل حصاره الموتر لها ڼهرته بصوت كان شبه مهزوز
مايصحش الكلام ده!
تحفزت لتتحرك من جديد وتتجاوزه لكنه فرد ذراعه أمامها ليثبط محاولتها الفاشلة للمرور أجبرها على البقاء حبيسة الشرفة ليقول لها بعتاب المحبين
على فكرة أنا مقولتش حاجة غلط أنا بأحبك ودي حقيقة حتى لو مش عاوزة تسمعيني
ارتفع الضجيج بداخل صدرها من قوة مشاعرها التي تحفزت مع اعترافاته الجريئة بدا جمودها زائفا توسلته بعينين تتحاشان النظر نحوه
من فضلك امشي.
استمتع للغاية برؤيتها مرتبكة خجلة بشرتها تشع بدموية مفعمة بالحياة تركزت نظراته على ملامحها وكأنه يحفظها جيدا لتبقى محفورة في ذاكرته زادت جديتها فصاحت بارتباك يشوب
 

 

41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 62 صفحات