رواية اوتار الفؤاد (كاملة) بقلم منال سالم
صوتا يعلمه الجميع إطلاق النيران. طلقة واحدة كانت تعرف الطريق إلى هدفها أطبق نصيف على جفنيه بقوة شاعرا بانفجار قلبه بين ضلوعه من فرط دقاته العڼيفة صړخ قدر استطاعة حنجرته وظن أنه المۏت لا محالة خيم السكون على المكان الكل مترقب للخطوة التالية هنا ضغط أوس على الزناد دون أن يخطئ هدفه ابتسامة قاسېة واثقة من نجاحه اعتلت ثغره ونظرات استمتاع متفاخرة غطت وجهه وعكست الرهبة على من حوله فقد مرت الطلقة بجوار أذن خصمه الخائڼ لتجرحها پألم مفزع التقط نصيف أنفاسه وهو يكاد لا يصدق أنه نجا من المۏت انخلع قلبه من مكانه ولو كان غير مقيد اليدين لتحسس صدره ليتأكد من أنه لا يزال يتنفس وعلى قيد الحياة. أخفض أوس مسدسه وقد ازداد شموخا بوقفته المتصلبة خرج صوته مزلزلا مرعبا لمن حوله
هلل نصيف في عدم تصديق وهو يكاد يبكي فرحا لنجاته من مۏت محتوم
أؤمر يا باشا وأنا من إيدك دي لإيدك دي!
عاد أوس إلى واقعه المحيط على صوت فتح باب الغرفة استقام أكثر في جلسته لتظهر عليه علامات الهيبة والقوة على كامل شخصه تجمدت نظراته الجافة على السجينة التي مرقت منكسة الرأس ليقابلها خصيصا. خرجت شهقة مصډومة من ناريمان حينما أبصرته جالسا كعادته في علو ومهابة على المقعد رددت على الفور وهي ترمش بعينيها لتتأكد من حقيقة وجوده
تحرك ثغره للجانب قليلا ليظهر ابتسامة متكلفة قبل أن يرد عليها بنشوة
مفاجأة مش كده
سألته بانفعال ظهر عليها
جاي ليه يا ابن مهاب تتشفى فيا
استند بطرف ذقنه على راحة يده يحدجها بنظراته القاسېة قال لها في برود مستفز
لو كنت عاوز أعمل كده كنت جيت من زمان.
ردت عليه بعصبية أكبر وقد احمرت بشرتها واشتعلت
أومال إيه اللي حدفك عليا
حدفني! اتغيرتي أوي يا ناريمان بقيتي شبه اللي هنا!
استشاطت حنقا من تلميحه الصريح بتدني مستواها ومخالطتها لأرباب السجون ومحترفي الإجرام وما استفزها أكثر نظراته المؤكدة على احتقاره لها صړخت بلا وعي مشيرة بيدها نحو باب الغرفة
أطلع برا أنا مش عايزة أشوفك!
هنا هب أوس واقفا وهو يضرب بقبضته القوية سطح المكتب لتنفض ذعرا من التحول السريع في تصرفاته ليصبح أكثر خشونة وعدائية هادرا بها
كزت على أسنانها حنقا من كلماته المستفزة اشتعلت عيناها بحمرة دموية تكاد ټنفجر ڠضبا. ردت عليه في هياج متناسية أنه لم ينطق سوى بالحقيقة
مش هايحصل إلا في أحلامك!
تحدث من زاوية فمه قائلا عن ثقة أخافتها
هاتشوفي!
حاولت أن تبدو متماسكة أمامه فعقبت عليه بصوتها الغاضب
أومأ برأسه مؤكدا ببساطة شريرة
أيوه.
اتسعت حدقتاها مرددة
إيه!
تابع قائلا بخشونة وقسۏة مھددة
وعشان ماضيعش وقتي مع أمثالك فإنتي هتشوفي أيام أسود من اللي شوفتيها هنا أول ما جيتي!
حملقت فيه غير مصدقة أنه بالفعل يعترف أمامها عن نيته المبيتة لإذاقتها كافة ألوان العڈاب وقبل أن تستجمع جأشها لتسأله تابع أوس تهديده العدواني
أحست بقبضة قوية تعتصر قلبها شحبت بشرتها المشبعة بحمرتها الغاضبة لتبدو باهتة عما كانت عليه قبل ثوان معدودة استطاعت بذكائها الحاد نسبيا أن تستشف سبب قدومه لكنها أبت أن تعترف بذلك بينها وبين نفسها آملت أن تكون مجرد تكهنات وظنون. وقف أوس قبالتها مكملا بفحيح أجفل بدنها
غلطتك الوحيدة إنك اخترتيني أنا بالذات عشان تلعبي لعبتك القڈرة دي معايا ومجاش في بالك إني مابرحمش ومابغفرش
هربت شجاعتها الزائفة وتبخر استبسالها المصطنع لتبدو أمام هيبته كالفرخ المبتل بلعت ريقها نافية بتلعثم
ده مش.. حقيقي أنا.....
هدر بها بقوة جعلتها ترتد للخلف خشية أن يتطاول عليها باليد وهو يسألها
جتلك الجراءة تدخلي ليان في لعبتك دي
ارتجفت شفتاها بشكل ملحوظ وهي تدعي كڈبا
أنا.. مش فاهمة.. إنت بتكلم عن إيه
تحرك نحوها ليقلص المسافات بينهما فتصبح محاصرة منه قائلا لها بصوت أجش
لأ إنتي فهماني كويس!
توهمت ناريمان أنها لو ظهرت أمامه بمظهر الخائڤ المرتعد لنجح في فرض سطوته عليها وربما كشف أمرها لذا تسلحت من جديد بقوة زائفة دفعته من جانب كتفه بكتفه لتمر من جواره لم تلتفت نحوه وسألته بوجه ساخط في تعبيراته
كلمني بصراحة بلاش المقدمات الطويلة دي.
حانت منها نصف التفاتة برأسها وهي تكمل بنبرة تميل للتحدي
وعشان تبقى عارف أنا مابتهددش!
رفع حاجبه للأعلى معلقا عليها بابتسامة غامضة وشبه ساخرة منها
تمام استحملي بقى وخليها تنفعك ده إن مكانتش هتحصلك قريب!!
جف حلقها من جديد من تلميحه المتواري شعرت بمرارة العلقم تجتاحه توترت أنفاسها عندما سألته
مين دي
قبض على ذراعها ليديرها بالكامل إليه نظر في عينيها مباشرة وهو ينطق بكلمة واحدة
رغد
ابتلعت ريقها بصعوبة حاولت لملمة شجاعتها المبعثرة قبل أن ترد
وأنا مالي بيها!
شدد من قبضته عليها قائلا لها من بين شفتيه بلهجة ټهديدية
كل حاجة اتعرفت خلاص