السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ترويض ملوك العشق الجزء الثاني مواجهة القدر (كاملة) بقلم لادو غنيم

انت في الصفحة 6 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز

الأبدي 
يااللة من لهيب الحب الدافئ المتدفق من جبال القلب الشاق بعشقا يكسوه الفؤاد أبصرت بعيناة بشغفا تبوح بما يسكن الروح و يعذب القلب 
أنت عوضى من الأيام أنت حبيب عمري كلة أنا حسة أنى طايرة بين أيديك أكنى فالجنة بحبك يا جبران يا أفضل جبران أتخلق فى الدنيا 
بوصال الفؤاد تشابكا وأقتربة منه تعانقة أمام الجميع تغفوا على صدره بعشقا فلم يخبئ غرامه لها و قربها منه أكثر يحتويها بجسده مغمض العينان يبحر معها ببحور العاشقين فأبدأ الجزء الأخر من الأغنية لتعزز من تدفق مشاعرهما 
أول مرة أعيشه هالإحساس عاشج
عاشج من أطرافي لحد الراس
مثل الهوى أحتاجه إنتي الأنفاس
إنت جناحي وبيك أتمنى أطير أطير أطير
بدونك والله ما أحس إني بخير إني بخير
أني بحضنك واللي يصير يصير
هو هذا حب حياتي اللي أتمناه
يا طعم الغرام وعطره ومعناه معناه
أدفع عمري كله أدفع عمري كله
حتى أعيش وياه
هو هذا حب حياتي اللي أتمناه
يا طعم الغرام وعطره ومعناه
أدفع عمري كله أدفع عمري كله
حتى أعيش وياه
أنتهت الأغنية فبدا الجميع بالتصفيق فنتبها لمن حولهم و بتعدا من ذلك العناق وأكتفئ بتشابك الأيد 
و دلوقتى بقى جة و قت التورتة 
هتفت فريحة ببسمة فأتى الطباخ بتلك التورتة البيضاء المزينة بالورود الكريمية ثم تركها على الطاولة فقتربا منها وأمسكا بالسکين سويا و بدأ بتقطعها 
فقالت هلال تلك المرة 
دلوقتى بقى جبران يمسك الشوكة و يأكل رؤيه 
لم يعارضا حديثها بل حمله الشوكة وأخذ قطعة من الكيك و قربها من فمها فتنولتها من يده فأخرج الشوكة من فمها فوجدا بها بعض الكريمة فتناولهافأطلقت فريحة صوفيرة تشجيع بقول 
أيوة بقى عاش يا جبران هو دا الحب و إلا بلاش 
اخجلها بذلك التصرف المغمغم بالحب فوضعت يدها علي فمها تخفى خجلها و عيناها تنظر له فوجدته يغمز لها بشوقا فمالت بعيناها تخفض بصرها عنه لكي لا يرا أحدا تلك البسمة التى شقة و جهها 
و بعد الأنتهاء أخذ الطباخ التورتة و تعالت أصوات الموسيقى من جديد و نهض الجميع يتراقصوا معهما ليشاركهم تلك الحظات السعيدة 
وأثناء رقص الجميع انتبة جبران لوالدة الذي يجلس على مقعده المتحرك بمفرده فذهب إلية و جلس علي عقبيه أمامه ثم أمسك بيده و قبلها ثم نظرا له قائلا بأمتنان 
شكرا
على كل حاجة يا بويا من غيرك مكنش هيبقالى لأزمة بفضلك بقيت جبران المغازي طول عمرك ساندنى و پتخاف عليا طول عمرك عكازي و سندي فى الدنيا أنا عايش بخيرك و بفضلك عايش فى عزك و مالك الحلال أنت قدوتى و مصدر قوتى من غيرك يبقى أبنك ضعيف و حزين مكسور ملوش جناح يعيش بيه لو حد فى الدنيا دي ليه فضل عليا فهوا أنت يا بويا و مهما عشت و عملت مستحيل أوفيك حقك أو اردلك جزء من فضلك بحبك يا بويا بحبك يا رياض يا مغازي 
سقطط دموعه علي قدم والده شعرا أنه عاد صغيرا يجلس بين يدا والده شعرا أن الزمن عاد للوراء وأصبح طفلا من جديد ينظر للأعلى بفخرا لقدوته بالحياة كانت عين رياض مترقرقة بذات الدموع الذي تسبب بها وريثه و عكازه بالحياة فحتواي وجنتيه بيداه يجفف له دموع عيناه قائلا بفخرا 
دموعك أغلى من عمري يابنى أنت اللي سندى و عكازي و فخري لما بشوفك بفرح بحس أنى فخور بنفسي عشان أنت أبنى من أول دقيقة جات فيها للدنيا و خدتك فى حضنى أعتبرتك صحبي وأخويا وأبويا كنت بالنسبالى الحياة كلها فى كل دقيقة كنت بتكبر فيها قدامى ببقى فرحان و بقول جوايا سندك بيكبر و بيقوي يا رياض أبنك هو عكازك اللي لأزم يفضل دائما مفرود حتى لو كان علي حساب كسرتك أنت عزوتى يا جبران أنت أبن عمري أنت سند أبوك و قوتى بحبك ياابن رياض 
مشاعرهما النابعة بالحب الصافى جعلتهما يتعانقا بتشدد يحتويا بعضهما فيا سادة الأب للأبن هو السند و مصدر الأمان و القوة إذا أردت أن تحصلوا على أبنائا مخلصوا لكم لا يتغيروا مهما كبرت أجسدهم فعليكم أن تراعوا الله فيهم و تسقوهم بالحب و الصداقة فالأبن للأب هو العكاز حينما تصيبهم الشيخوخة هم أقدامكم حينما تكف أقدامكم عن حمل أجسادكم فهنئيا لكل أب لدية أولاد صالحوا و هنيئا لكل أبن لدية أب صديقا لة 
مرت حفلة الزفاف بلحظاتا لن ينسوها لحظاتا جمعتهم جميعا بالحب و الضحك و تناغم الأرواح وصعدا كلن منهم إلى حجرة نومه معاده فريحة التى ظلت جالسة على الطاولة بجوار عامري الذي يتصفح جواله 
الجو بقى برد كدا ليه 
هتفت
بتلك الكلمات أثناء أحتوئها لذراعيها تملس عليهم فنظرا لها الأخر قائلا بجدية 
ايه بردانة 
أومأة ببسمة صافية فكان الرد أشد من برودة الجو
تستاهلى محدش قالك تقعدي الحد دلوقتي 
لوت شفتاها بأستفسار 
مش المفروض كنت تتقلع الجاكت بتاعك و تحطة على كتفى عشان تدفينى 
قوص حاجبيه بذات الجفاء 
هوأنا اللى قولتلك تلبسي فستان كت أنا دخلى ايه أقلعلك جاكتى ليه 
قطمت علي شفاها السفلية بأستياء ممزوج بصعبانية 
صبرنى يارب دأنا لسه فى أول يوم فى السنة اللي هقعدها معاهم مش عاوزه يجيلى جلطة بدري 
بتبرطمى تقولى ايه 
بحمد ربنا على الهنا اللى أنا فيه 
تركها تتحدث و نهض من على مقعدة فوقفة تسألة بأستفسار 
رايح فين 
أوضتى هنام 
ماشي ياله بينا 
قطب جبيه بجدية 
هو ايه اللي ياله بينا بقولك رايح أوضتى ايه ناوية تنامى فيها معايا 
غمزة له بمشاكسة 
عن قريب أوي هتجمعنا سوا 
أنت مچنونة رسمى 
سألتة قائلة 
أنا ليه حسه أنى واخدة دورك فى العلاقة دي مش المفروض أنك أنت اللي تعاكسنى و تقولى الكلام دا !! 
أنكر بجفاء 
لا يوجد بيننا شيء نحن فقط أقارب ليس أكثر 
أصرت ببسمة 
أفضل كابر كدا الحد لما تجيلى بټعيط و تقولى مش قادر أعيش من غيرك عشان خاطري أتجوزينى يا فروحتى 
دا ف أحلامك 
الأحلام بتتحقق يا عامري وأنا حلمى بيك عمره ما هبطل أحلم بيه مهما حصل 
لمعت عيناها بعشقا دونته الأيام و الليالى الطويلة التى شهدت علي عشقها له اما هو فلم يكترث بحديثها و تحرك و ذهب من أمامها و قبل أن يبتعد عنها كثيرا سمع صوتها المنغم ببسمة 
عامري ! 
الټفت لها فوجدها تبتسم لها و بيدها ترسم قلبا وهى تبوح بغراما 
تصبح على خير يالى واخد قلبى 
حرك رأسه ببسمة يأس و ستدار ليكمل ذهابه اما هى فجلست تتنهد بتمنى و تدعوا الله أثناء نظرها للسماء 
يارب أجعل عامري أبن كريمان من نصيبى 
ظلت تلمع عيناها بصورته الخاطفة لكيانها و داخلها أعصار يدعى نبضات عامري 
يتبع 
5
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
بغرفة الزفاف كان التخت مزين بالورود البيضاء 
و بعض الشموع الوردية علي الأدراج بنيرانها الهادية و معزوفة موسقية تعزف بتناغم أشد هدؤا لتتناسب معا أجواء تلك الليلة المحملة بالمشاعر 
وأمام المرأة يوجد جبران بعدما بدلا ثيابه وأنعش جسده بحماما بارد ثم أرتدا بنطالا قطنى أسود 
وأمسك بزجاجة العطر يضع منها أمام المرأة علي جزعة عطر رائحة جسده ثم ترك الزجاجة
و رتب شعره بأصبعه فسمعت أذنيه صوت باب الحمام يتحرك فستدار بعنقه لليمين فرئها تخطوا بأطرافها مثل الحوريات بطلتها المغمغمة بتناغم داخل عيناه بقميصها الأبيض ذو الروب الأبيض الشفاف المنسدل حتي أصابعها و شعرها الليلي يزين ظهرها خطفت عيناة بطلتها الملائكية فوضع يده فوق قلبه يتنهد بعين متبسمة بعشقا قائلا 
يا الله من جمال بنت حواء قلبى نبضه أشتعل بلهيب الغرام 
زارة شفتاها بسمة راقية تكسوها الخجل فذادت شوقه إليها و قتربا منها يقف أمامها يبصر بعيناها غراما و يداه تحتضن ذراعيها 
طب أنا راضي زمتك المفروض أعمل ايه وأنا شايف حورية من الجنة بين أيديا 
أشعلته أكثر ببحتها الناعمة ونظرتها الدافئة لعيناه 
أعمل اللي أنت عاوزة يا حبيبي 
كانت هذه منها لياخذها فى رحلة دافئة إلى مدينة الغرام لتشن الحروب بينهما حروب عنوانها ملاذ العشق الأبدي 
يالله من عشقا بدلا الأقدار و زرعا الفؤاد بوصال الغرام عشقا جعلهما عاشقين للعشق متيما بغراما سلسلهما بذات السلاسل القدرية 
و بذات الوقت بأحد المستشفيات كان يقف طبيب أمام حجرة مريضا ما و يتحدث معا خالد 
زي ما بقولك كدا هوأستعاد وعيه النهارده بس دخل في نوبة ڠضب شديده جدا فضطرينا أننا نديله حنقة مهدئة 
من الطبيعي يحصله كدا متنساش أن قلبة رجع للحياة تانى بعد ما فقد النبض المړيض كان بين الحياة و المۏت دا غير عملية تغير الوش اللي عملنا هاله 
بلع الطبيب لعابه بقلقا 
أنا الحد دلوقتي مش قادر أصدق أنى طاوعة ساعتك و عملتله عملية تغير وش معا أن وشه مكنش متصاب نهائي !! 
ضيق عيناه بتحذير 
بقولك ايه كلام فى الموضوع دا تانى مش عاوز متنساش المبلغ اللي دفعت هولك ياله أخفا من وشه 
ذهب الطبيب بصمتا تام أما خالد فدخلا إلي حجرة ذلك المړيض الغامض و جلس علي المقعد بجواره ينظر لوجهه قائلا 
مش عجبك شكلك ليه دأنت لما تفوق و تعرف أنا ليه عملت فيك كدا هتشكرنى 
فتح عيناه ببطئا شديد يناظره بأستفسار 
أنا شوفتك قبل كدا أيوة وشك مش غريب عنى أنا شوفتك بس مش فاكر فين 
رتب على يده بجدية 
اهدا هنتكلم لما تستعيد صحتك 
أنت تعرف أنا مين ! 
تبسم بشيطانية 
طبعا دأنا الوحيد اللي أعرف هويتك الحقيقية قبل ما يتم تغير ملامح وشك 
مين اللي عمل فيا كدا وشه شكله أتغير ليه أنا مش قادر أفتكر حاجة غير أنى أضربة بال 
قاطعه خالد بقولا 
قولتلك ما تتكلمش دلوقتي غير لما صحتك تتعافي أنا هقوم أمشي دلوقتي بس هرجعلك بكرا تكون شدية حيلك شوية 
نهضا وأستدار ليذهب فسمعا صوته يلقى علية سؤلا مستفهما 
متعرفش أسمى ايه الدكتور بيقول أن أسمى طارق عواد بس أنا متأكد أن ليا أسم تاني هو 
قاطعه من جديد بذات الجدية 
سلام يا طارق 
ذهبا خالد و ترك ذلك المړيض يفكر بحقيقة هويته 
و بعد نصف ساعة لدي نسرين كانت تتحدث عبر الهاتف معا جاسم الذي يمتلك هاتف داخل السچن لكن لا يعرف أحدا عنه شيئا 
أنت قصدك على خالد أبن المحافظ طب و دا عاوز ايه من جبران و مراته 
مش عارف بس كل اللي متأكد منه أن الواد دا مش سهل عشان كدا عاوزك تخلي حد يراقب هولنا الحد لما أخرج عشان نعرف حكايته ايه بالظبط 
حاضر ياحبيبى متقلقش أنا هعمل حساب كل حاجة المهم أنت تخرج و تبقى معايا أنت متعرفش واحشنى أزى 
هانت يا نسرين كلها أسبوع وأبقى معاكى و نعوض كل السنين اللي فاتت 
يارب يا حبيبى 
أغلق جاسم الهاتف فسمعت صوت جرس شقتها يدق فخرجة و فتحت الباب فتفاجئة بخالد أمامها يناظرها من الأسفل للأعلى بشوقا 
وحشتينى يا سو
تبسمت بذات الشوق قائلة 
قلب سو أتاخرت عليا ليه أدخل 
دخلا فستقبلتة بإشتياق ثم أبتعدت

انت في الصفحة 6 من 26 صفحات