الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية اوتار الفؤاد بقلم منال سالم

انت في الصفحة 12 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز


موقد ساخن. فتحت هاتفها المحمول باحثة عن ذلك الموقع الذي نشر تلك اللقطات الرومانسية لم تبذل مجهودا فقد ضجت عشرات المواقع بأخباره لتزيد من اشتعال ڠضبها احتدت نظراتها وتوحشت عيناها مرددة مع نفسها في غيظ مضاعف وهي بالكاد لا تصدق المشاهد العاطفية للزوجين
إزاي كده ده إنت أكتر حاجة بتكرهها الصور يا أوس!!!

تأملت صورة أخرى بعينين ضيقتين وهو يتلمس فيها بطن زوجته بحنو أبوي يناقض شخصيته القديمة لتقول في سخط
لأ وكمان مبسوط إنها حامل!
ألقت بهاتفها المحمول ضاربة قبضتها المكورة في راحتها الأخرى تتوعده بحنق
ماشي هاتشوف هاعمل إيه يا أوس!
كزت على أسنانها متابعة وقد توقفت عن الدوران حول نفسها في الغرفة بعصبية زائدة
مش هاسيبك تتهنى بحياتك هاحرمك من فرحتك دي بس أخلص من أختك وقريب هتحصلها اللي فرحان بيها!
عادت رغد لتمسك بهاتفها المحمول بحثت عن الإيميل الخاص بذلك الصحفي المأجور الذي تمده بالمعلومات التي تخصها لترسل له نسخة ضوئية من الوثائق التي تثبت تزوير مهاب الجندي في إدعاء نسب ابنته ليان بدت ملامحها كأفعى خبيثة تلذذت ببث سمها القاټل في ضحيتها وهي تضغط على زر الإرسال التوى فمها ببسمة وضيعة محدثة نفسها
وريني هتتصرف في ده إزاي!
كركرت ضاحكة بهيسترية مريضة ملقية بثقل جسدها على الأريكة فردت ذراعيها إلى جوارها تاركة هاتفها المحمول. أخرجت رغد تنهيدات عميقة من صدرها وهي تضع ساقها فوق الأخرى لتهزها بعدها بحركة ثابتة بدت متشوقة لرؤية وجهه بعد انتشار تلك الأخبار الڤاضحة وغير مكترثة بالمرة بتبعات تهورها الخطېر.
باتت خاصته هكذا عهد لنفسه مهمة إنقاذها من المستنقع الذي تعيش فيه والذي حتما سيقضي عليها يوما إن لم يؤدي واجب
تمنى لو شعرت بحميته لأجلها وأحست بالثورة الهائجة التي تنتفض للاقتصاص من عدوها لكنه كان متوقعا رفضها لتقديم المساعدة لها مهما كانت ظروفها القاسېة بدا الحل الأنسب حاليا والذي سيلائم الطرفين هو الاختفاء مؤقتا عن المشهد وتحقيق العدالة على طريقته هو..
............................................................
انتفض من مكانه مذعورا فور أن قرأ ما نشر كسرعة البرق على أغلب المواقع الإخبارية عن معلومات تمسها تحديدا تطلع عدي إلى زوجته في خوف وتوتر ازدرد ريقه في حلقه الجاف وهو بالكاد يسيطر على انفعالاته التي اضطربت فجأة. لحظه السعيد

كانت ليان شبه غافلة على مقعدها المقابل للمسبح فلم تلاحظ التبدل المريب الذي طرأ على ملامحه. نهض من مكانه ليسير مبتعدا عنها مسافة كافية بقيت أنظاره عليها وهو يحاول الاتصال ب أوس فعلى الأغلب لم تصل إليه تلك المستجدات وإلا لكان هاتفه ليطمئن على شقيقته لم يحد بعينيه عنها وهو يستطرد بخفوت وفي ربكة عظيمة
أوس شوفت الکاړثة الجديدة!!
سأله بصوته الأجش
في ايه تاني
أجابه على الفور
بيتكلموا عن ليان!
بدا صوته متصلبا وهو يأمره
مش فاهمك وضح!
سرد له عدي بإيجاز ما يتم تداوله حاليا في وسائل الإعلام وصعوبة الموقف بالنسبة له تحولت نبرة أوس للخشونة حينما أمره
خد ليان وارجع الفيلا فورا وعلى أد ما تقدر ماتخليهاش تمسك موبايلها من الآخر اتصرف يا عدي وابعدها عنه وأنا جاي عندكم على طول!
رد دون تفكير
تمام.
اتجه عائدا إليها بعد أن أنهى المكالمة معه جلس قبالتها وكل عينيه مركزة عليها بدا حائرا في كيفية تنفيذ أوامره هب واقفا ليتأملها في حذر شديد تأكد عدي من غفوتها وبحثت عيناه عن هاتفها لمحه موضوعا أسفل ذراعها فرك طرف ذقنه يفكر جديا في سحبه منها دون أن تعي. لحظات وجلس إلى جوارها متلمسا بشرتها في رقة كانت مستسلمة لما يفعله مما شجعه على الاستمرار داعب خصلات شعرها المتناثرة على جبينها أبعدها وقد مال برأسه على أذنها ليهمس لها
أجيبلك حاجة تشربيها ولا حابة تنزلي البيسين تاني
ردت بعينين مغمضتين وصوت شبه ناعس
No لا ماليش مزاج.
منحته فرصة ذهبية حينما رفعت ذراعها لتضعه خلف مؤخرة رأسها كانت مغمضة لعينيها مما شجعه على المضي قدما في خطته غير المعقدة التقط سريعا الهاتف ودسه في جيب سرواله القصير متنفسا الصعداء مسد على رأسها قائلا بابتسامة ارتياح
أوكي يا ليوو.
نهض من جوارها ثم اقترب من المسبح الټفت نحوها ليتأكد أنها لا تتابعه وفي سرعة خاطفة جثا على ركبته ثم ضړب الهاتف في حافة المسبح ليحطمه عن قصد فحصه سريعا ليتأكد من تعطله بشكل قطعي ثم ألقاه في المياه ليعود بعدها إلى مقعده وكأنه لم يفعل شيئا.
..........................................................
ورغم فضولها الحائر لتبدل تعابيره وتصرفاته بشكل يثير الريبة في النفس إلا أنه لم تمتلك الشجاعة الكافية لسؤاله عما يدور في ذهنه عادت معه إلى الفيلا وهي متعبة كانت بحاجة للراحة بعد الساعات الممتعة التي قضتها معه على اليخت وقبل أن تغفو في فراشها سألها أوس بلهجة جافة
فين موبايلك يا تقى
نظرت له بجبين مقتضب وهي تجيبه
موجود في شنطتي إنت عاوزه في حاجة
لم يجبها واتجه إلى الأريكة 
متقلقيش كلهم كويسين
تنهدت متابعة حديثها في ارتياح
طب الحمدلله مقالوش هيرجعوا إمتى
وضع أوس الهاتف في جيب بنطاله بعد أن أغلقه نهائيا ثم استدار نحوها ليرد بجدية
وقت ما هيوصلوا هاعرفك.
في إيه حاساك متغير و...
قاطعها بنبرته الجافة وكأنه يأمرها
حبيبتي شوية مشاكل في الشغل حاولي ترتاحي شوية.
ارتخت عيناها متسائلة
إنت خارج
أيوه رايح ل عدي
استندت بكفيها لتنهض من رقدتها قائلة
طب استناني هاجي معاك و..
قاطعها آمرا ومشيرا بسبابته وقد ضاقت حدقتاه بشكل مبالغ فيه
تقى خليكي هنا!
أحست من طريقته الحادة نسبيا بوجود خطب ما وأكد لها صدق حدسها تعبيراته المشدودة وتصرفاته الغامضة وغير المفهومة. وقبل أن تستدرجه مجددا في الحديث تركها وانصرف تحركت نظراتها معه متمتمة مع نفسها
هو إيه اللي بيحصل بالظبط 
طب إزاي ده حصل أنا متأكدة إنه كان معايا!
أوضح ببساطة
جايز مخدتيش بالك.
ردت بإصرار
لأ في حاجة غلط!
ثم عبثت بخصلات شعرها المتنافرة زافرة مطولا في ضيق حائر. ضم زوجها شفتيه مدعيا البراءة وراقبها عن قرب وهو يبذل مجهودا هائلا ليبدو طبيعيا أمامها ربت على ظهرها برفق موعدا إياها
عموما احنا بالليل ننزل نشتري أحدث موديل ولو حابة نوديه يتصلح ه....
قاطعته ليان بفتور يائس
معتقدتش إنه ينفع
رد عليها
لو على الصور والحاجة بتاعتك فسهل

ترجعيها وبعدين كويس إنه حصله كده أهي فرصة نركز مع بعض يا ليوو
مازحته بابتسامة متهكمة
تلاقيك إنت اللي عملت كده!
توتر عدي على الفور من تلميحها المتواري وظن أن الشكوك تساورها بشأنه ارتبك نافيا
أنا لأ! استحالة طبعا! مش للدرجادي!
استغربت من ردة فعله المبالغة قليلا فعلقت عليه
أنا بأهزر على فكرة ليه خدت الموضوع جد
ابتلع ريقه وأجابها مراوغا
هه عادي.. عادي بأقولك إيه أنا واقع من الجوع تعالي نروح المطعم ونطلب أي حاجة.
ردت على مضض
أوكي
أخرج تنهيدة ارتياح من صدره لتجاوزه ذلك الأمر بسلام ثم سار معها بعيدا عن المسبح وهو يدعو الله أن يأتي رفيقه لنجدته قبل فوات الأوان.
..........................................................
أسلمه زمام الأمور ليتولى بنفسه التحقيق في تلك المسألة الحرجة التي باتت تشكل ټهديدا قويا على وضعها النفسي فلو عرفت ولو حتى مصادفة بما تتناقله الأخبار عنها لاڼهارت من جديد وهي بالكاد تلملم شتات نفسها بعد تعافيها من أزمة إجهاضها أمر أوس رفيقه بالتكتم التام ريثما يصل للجاني بالرغم من إحساسه شبه اليقيني بأن تلك الأفعى تقف وراء ذلك فمن غيرها يسعى لټدمير أسرته بتلك الطريقة السافرة وعده عدي بلعب دور الزوج المهتم بقضاء عطلة مميزة مع زوجته حتى لا تساورها الشكوك فينكشف كل شيء وسايره أوس في ذلك وأصر على أن تخرج العائلتين معا لقضاء الأمسية بالتجول في أحد المولات التجارية الشهيرة يصحبهم الحراسة الخاصة. تأبطت تقى ذراع زوجها وسارت بتؤدة وهي تسأله
هو إنت خدت الموبايل ليه
أجابها متصنعا الابتسام وكأنه يحفظ الرد عن ظهر قلب
فيه مشكلة في الاتصال فبعته الصيانة
الټفت عدي نحوها ليسألها في اندهاش مبرر قبل أن يعاود التحديق في الشخص الذي أشارت إليه
مين ده
صړخت فيه بأنفاس أقرب للهاث وحديثها بالكاد يكون مفهوما
كان موجود معاهم.. هو.. كان معاه تليفون.. أنا متأكدة..
اقترب أوس منها ليسألها مباشرة وملامحه تشير إلى جدية اهتمامه
عمل فيكي إيه
تركزت نظراتها المتوترة والممتزجة بحنق مفهوم وهي تجيبه بكلمات ذات مغزى خطېر
يوم الحاډثة هو يا أوس!
هاتوا الكلب اللي هناك ده
وقف عدي حائرا يجوب بعينين تائهتين وجهي أوس وزوجته. تساءل في ضيق
هو مين اللي بتكلموا عنه عمل فيكي إيه يا ليان
أجابه أوس بنبرة قاتمة
طرف الخيط يا عدي!
التقت نظرات الرجل مع عيني ليان التي كانت مسلطة عليه في ڠضب محموم عرفها فورا فانتفض مذعورا من مكانه خاصة حينما لمح من معها قفز قلبه في قدميه مع اقتراب مفتولي العضلات منه هرب ركضا من طاولته دافعا النادل عن طريقه ليسقط الأخير من قوة الارتطام وتتهاوى الصحون التي يحملها على الأرضية الرخامية وتتحطم بدوي مزعج ولافت للأنظار. ركض أفراد الحراسة خلفه ليمسكوا به تبعهم عدي الذي رفض الوقوف والمشاهدة ولحق به أوس بعد أن أمر زوجته بلهجته القاسېة
ارجعوا الفيلا مع الحراسة حالا
لم يكن أمامها سوى طاعته قسرا مالت نحو حياة لتحملها من عربتها بعد أن تنحت الخادمة للجانب ثم احتضنتها بقوة وكأنها تحميها التفتت بعدها إلى ليان لتقول لها بصوتها المهتز
يالا بسرعة
كانت الأخيرة متسمرة في مكانها كالأصنام غير مصغية لها عيناها الشرستان تبحثان عن شبح ذلك الرجل الذي اختفى وسط الزحام. اضطرت تقى أن تدفعها برفق من جانب كتفها لتجبرها على السير معها وفي أقل من لحظات كن في طريقهن للخارج بصحبة من تبقى من أفراد الحراسة.
تعثر الرجل لأكثر من مرة وارتطم بأجساد عديدة اعترضت طريق هروبه
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 28 صفحات