رواية أنا لها شمس(كاملة الى الفصل الاخير) بقلم روز أمين
سريعا لتمسك بالهاتف وتطلب والدتها التي سرعان ما اجابت لتهتف الأخرى بنبرة حماسية تذكرها بحديثهما الماضي
خلاص يا ماماالفرصة
اللي بستناها جت لحد عنديالحاج نصر ضغط على عمرو ومن النهاردة هيرجع يبات معايا تاني
يرجع أساس هذا الحديث إلى قبل يومانحيث أبلغت تلك الحية والدتها بختطها وهي أن تحاول جاهدة بالتقرب من عمرو ليحدث بينهما معاشرة ومن ثم تفصح للجميع عن حملهاثم تبدأ بالبحث عن إمرأة فقيرة تحمل برحمها ولدا تهبها إياه مقابل مبلغا هائلا من المالولو لم تجد سيصل الامر بها لتأجير أحدهم ليخطف لها طفلا حديث الولادة من أي مشفى خاص بالتوليد وتعطيه هو المبلغلتمثل هي الحمل طيلة المدة وهذا الامر لم يكتشفه عمرو لعدم رغبته بالتقرب منها وتلك هي فرصتها الاخيرة لتعزيز مكانتها بمنزل نصر البنهاويوافقتها والدتها على خطتها الشيطانية وأتفقتا أيضا على تأجيل عملية إستئصال الرحم لحين الإنتهاء من خطتها
لازم أخطط للموضوع كويس قوي وأعمل حسابي من الوقت علشان أجمع مبلغ كبيرمحدش عارف الموضوع ده ممكن يكلفني قد إيه
ابتسمت الاخرى بمكر لتصمت بتفكير قبل أن تنطق متوجسة
بس قبل أي حاجة لازم تتابعي مع الدكتورة وتقولي لها إنك هتأجلي موضوع شيل الرحم ليكون خطړ عليك
تحدثت بلامبالاة ظهرت بصوتها
ولا خطړ ولا حاجة دول كلهم تسع شهور هيعدوا هواوهحاول أشوف حل وألاقي العيل جاهز بعد سبع شهور وأقول ولدت في السابع وخلاص أهو اكسب شهرين
أومأت لها الأم واستحسنت تفكير صغيرتها الشيطاني لتغلق معها بعد ان اتفقا على البحث عن من سيجلب لهما الطفل.
بالأسفل
صدح صوت هاتف نصر لينظر بشاشته ثم يختطفه ويهب واقفا سريعا إستعدادا للإنسحاب مما جعل الريبة تدخل قلب إجلال لتسأله بحدة
وضع شاشة الهاتف صوب عينيها لينطق بصوت جاهد ليخرجه متزنا
مكتوب قدامك الحاج عبدالسلام ده عضو مجلس الشعب بتاع سوهاج اللي بيكلمني على طول
اومأت بلامبالاة حين رأت إسم المتصل ليتحرك هو إلى الحديقة وابتعد إلى نقطة لن يستطيع أحدهم الإستماع إليه لينطق بنبرة حادة
شكلك ناوية على طلاقك مني قريب
ليه بس يا بيبي ده انا حبيبتك شذى...قالتها بغنج أثار حنقه أكثر ليهتف بنبرة مشټعلة
سيبك من أمور السهوكة بتاعتك دي علشان مش هتاكل معايا
ليهتف من بين أسنانه
أنا مش منبه عليك بدل المرة ألف وقايل لك ماتتصليش
مطت لتمثل عليه الحزن
وعاوزني أعمل إيه بس يا نصرإنت ليك أكتر من إسبوعين مجتش الشقة وحتى التليفون بطلته
أغمض عينيه وأخذ نفسا عميقا ليهدئ من حالة الڠضب التي تملكته ثم تحدث بنبرة أقل حدة
أنا مش قايل لك يا بنت الناس إن عندي ظروف هتمنعني أجي لك الفترة ديوبعدين الإنتخابات قربت وانا مش عاوز شوشرة على إسمي
وأنا ذنبي إيه أتحرم من حبيبي المدة دي كلها من غير ما أشوفه...قالتها بدلال لاستقطابه لتتابع بنبرة حذرة
وبعدين فلوسي خلصت وإنت معملتش حسابك تسيب لي مبلغ يكفيني المدة اللي هتغيبها عني
ضيق بين عينيه ثم ابتسم نصف ابتسامة ليلوي فمه وهو يقول في تهكم واضح
بقى هي الحكاية كده يا ست شذيطب ما تقولي من الأول إنك متصلة علشان الفلوس وبلاه اللف والدوران ده كله
استدعت دهاء ومكر الانثى سريعا لتنطق بنبرة غلب عليها الحزن والإنكسار
دايما كده ظالم شذى حبيبتكمش كفاية سايبني لوحدي للغيرة تنهش فيا كل ما أتخيل إن جوزي وحبيبي مع واحدة غيري
مطت قبل أن تنطق بصوت يهيم شوقا اجادت صنعه بمنتهى البراعة
شكلك كده مبسوط عندك علشان كده نسيت شذى اللي بتتمنى لك الرضا علشان ترضى
نطقت جملتها بدلال وغنج اشتاق إليه ذاك المحروم ليبتسم ساخرا وهو يتذكر علاقته العجيبة مع إجلالتنهد بقلب مال واشتاق ليجيبها بعد أن إنصاع لطريقة سحبها لمشاعره
إنت عارفة إن القلب مفهوش غيرك يا مزةوإن مبيبعدنيش عنك غير الشديد القوي
بنبرة أنثوية تتبعها دائما لجذب ذاك الأبله نطقت تلك الداهية
والله اللي أعرفه إن اللي يحب مراته بجد ميقدرش يبعد عنها كل المدة دي وييجي يغرق في حنانها تحت أي ظروف
ازدرد لعابه شوقا بعد كلماتها
المٹيرة والتي نطقتها عن عمد ليجيبها دون أن يفكر بمخاطر ما سيفعله
يومين بالظبط وهبقى عندك جهزي لي نفسك علشان راجلك عطشان لحبك
اطلقت ضحكتها الخليعة التي تثير بها جنونه ليغلق معها سريعا قبل أن يكشف أمره.
داخل منزل غانم الجوهري
كانت نوارة تجلس بجوار زوجها داخل غرفة المعيشةتنظر لعبوس وجهه وحزنه الذي ما عاد يفارقه منذ ۏفاة والده وطغيان عزيز عليهمنظرت لتلك السېجارة المشټعلة التي يمسكها بين أصابعه وينفث دخانها بشراهة وضيقتنهدت بأسى لتنطق في محاولة منها بمؤازرة زوجها
خلاص بقى يا وجديريح نفسك شوية وبطل السجاير اللي عمال ټحرق فيها دي
هتف بنبرة حادة ليعبر عن صډمته
هتجنن يا نوارةمش قادر أتخيل اللي عزيز عمله فينا وفي أمي
رمقته بضيق لتجيبه
متكدبش على نفسك يا وجدي عزيز مبيعرفش ېخاف على حد غير نفسه وعياله وبس أنا وانت عارفين إنه عمل كده علشان الحاج نصر يرجعكم لشغل الحفر على الاثار معاه من تاني
خجل من نظراتها الحادة لكنه عاند كي لا يظهر بصورة بشعة أمام زوجته
وإنت كنتي ډخلتي جوه ضميرنا وكشفتي اللي فيه يا ست نوارة!
ليسترسل بحدة
عموما أهي خلاص اتقفلت من كل ناحية علشان ترتاحي إنت وإيثار
أجابته بحزن ملئ ملامحها
وإيثار ذنبها إيهدي البنت رغم وقوفك في صف عزيز ضدها كانت بتبعت لي فلوس من وراك أجيب للعيال اللي ناقصهم
جحظت عينيه مذهولا من اعترافها لتتابع تخبره
لهو أنت كنت فاكر إن المرتب اللي بتديهولي كل شهر هيجيب للعيال كل نواقصهم!
هز رأسه بعدما شعر بخيبة وخجل شمل كيانه ليسألها بنبرة خجله من حاله
وإنت ليه مقولتليش حاجة زي كده!
تنهدت بحزن تجيبه
هي اللي منعتني أقول لك علشان متحسش إنك قليل ومش قادر تكفي بيتك
أغمض عينيه يضغط عليهما بحسرة ومرارة تحت تأثر زوجته على حالته.
عودة إلى إيثار الساكنة بقصر زوجها كانت تتجول بالحديقة بصحبة زوجها بعد أن تناولا وجبة الغداء في حضور العائلةخرج والده ليتابع زهوره النادرة التي يهتم بها بنفسه فانضم إليه فؤاد بعد أن إستاذنت منه تلك العاشقة ليتركها لحالها كي تتحدث إلى عزيز عبر الهاتفضغطت زر الإتصال على ذاك الجالس بغرفته بالأعلى بجوار زوجته ليتفاجأ برقم شقيقته بعد أن أزالت خاصية الحظرأجاب سريعا يجيبها بنبرة حادة وعيناي تطلق شزرا
لسة ليك عين تتصلي بيا بعد ما فضحتينا في البلد وصغرتينا قدام الحاج نصر وعياله!
قلبت
عينيها بسأم واطلقت زفرة قوية لتمد حالها بالطاقة والصبر كي تستطيع مجابهة ذاك الذي لا يملك ذرة واحدة من الرحمة أو الإنسانيةلذا قررت أن تتعامل معه بحدة وصرامة كي تحثه على التراجع
إسمعني كويس علشان معنديش وقت اضيعه في كلامك الفارغ ده
استشاط داخله وكاد أن يرد لتقاطعه هي متابعة بقوة
عندي ليك كلمتين هتسمعهم وتنفذهم بالتي هي أحسن يا إما متلومش غير نفسك على اللي هيحصل لك مني
صاح بنبرة غاضبة أرعبت نسرين الجالسة بجواره
والله عال يا ست إيثارده أنت طلع لك حس وبتعرفي تهددي عزيز كمان
أهددك واهدد اللي يتشدد لك طول ما أنا على حق...قالتها بقوة ونغمة جديدة على أذن ذاك المذبهل لتتابع بصرامة أكثر
وبعدين إسمعني وإنت ساكت علشان زي ما قولت لك معنديش وقت
إرتسمت إبتسامه ساخرة علي جانب فمه ليجيبها بطريقة تهكمية
وماله قولي يا مرات وكيل النيابة وإشجيني
اغمضت عينيها لتتخطى سخريته الواضحة لتكمل ما هاتفته لأجله
تاخد الحية اللي إنت متجوزها وتنزل تتأسف لأمك قدام البيت كله وبعدها تتلقح فوق في شقتها ورجلها متخطيش الدور اللي تحت غير وهي خارجة برة البيت
واسترسلت بلهجة أمرة زادت من اشتعاله
خزين البيت من القمح والذرة تتصرف وتخلقه وترجعه البيت تانيومن النهاردة ملكش قعاد تحت لا انت ولا مراتكوأخوك اللي عملت عليه راجل وضړبته بالقلم تتأسف له وإياك تفكر تعيدها تاني وإلا قسما بالله هتشوف مني وش عمرك ما كنت تتخيله
فهقه ساخرا ليسألها متهكما
وإيه كمان يا هانم إشجيني إشجيني
أخذت نفسا مطولا لتتابع
بص يا عزيزإيثار اللي بتتكلم معاك غير البنت المکسورة اللي كنت تعرفها أنا الوقت مرات رئيس نيابة كلمته بتهز محاكم وياريت كمان ما تنساش إن البيت والارض بإسمي يعني لو عملت لك محضر بالطرد من بيتي الشرطة هتيجي تخرجك بالقوة ومفيش مخلوق هيقدر يساعدك حتى نصر اللي طول عمرك بتتحامي فيه
شعر بالهزيمة وبأن معركته خاسرة أمام جبروت شقيقته التي جعلت منها الظروف أقوى منه وبدلا من أن يرعبها كعادته باتت هي من ترهبه بتهديداتها الصارمةابتلع كلماته ونيرانه المستعيرة ليحاول للمرة الاخيرة عله يستطيع ليقول بټهديد حاد مصطنع
فكري كده تعمليها وأنا تاني يوم هاخد أمك وأخليها ترفع قضية الحضانة
بنبرة باردة أجابته باستفزاز
وماله إعملها وأنا كمان تاني يوم هبيع الأرض وأطلعكم كلكم برة البيت وأبيعه هو كمان ونبقى كده خالصين
وبجوابها هذا تأكد أنه قد خسر أخر جولة لهطال صمته لتبتسم بسخرية بعد أن علمت استسلامه لتنطق بنبرة تحمل بين طياتها تهكما لازع
كده نبقى متفقين إتفضل نفذ اللي إتفقنا عليه بالحرف الواحد ولو أي شرط ما اتنفذش هعرف وهزعل وأنا زعلي بقى وحش قوي يا عزيز
ابتسم بسخرية على ما وصل إليه ليجيبها باستسلام
حاضر يا مرات رئيس النيابة تؤمري بحاجة تانية
أجابته باستفزاز ارادت به إذلاله لترد له بعض ديونه
لحد الوقت لالكن لو جد في الأمور حاجة هكلمك
قالت كلماتها لتغلق الهاتف ولم تعطه حق الرد مما جعله يحتمدم غيظا سألته نسرين التي كانت تتابع ما يحدث بتركيز شديد
عاوزة منك إيه العقربة دي!
وكأن بسؤالها هذا أججت داخله ليخرج ما بها من ڼار شاعلة ظهرت بعينيه وهو يوبخها بحنق
إخفي من وشي الساعة دي لو عاوزة تصوني كرامتك
ابتلعت لعابها وهبت من جواره ليهتف بصوت جاد بعدما حسم أمره
إعملي حسابك هتقعدي في شقتك من النهاردة أكلنا وشربنا هيبقى هنا ويلا علشان تنزلي معايا علشان تعتذري لأمي عن اللي حصل
عودة لإيثار التي انتهت من مكالمتها لتفاجأ بقدوم فريال باتجاهها لتقف أمامها وبقامة مرتفعة سألتها باستغراب
مقولتيش لفؤاد على الكلام اللي أنا بلغتك بيه ليه!
تطلعت عليها بتمعن لتنطق بثقة وصدق
مش أنا اللي أدخل البيوت وأفرق الإخوات عن بعضها
رفعت حاجبها الأيسر باستنكار لتنطق باستخفاف