انا لها شمس "الفصل 1: الفصل 38" بقلم روز امين
وبات يلوم حالهكيف سمح لعقله الواعي بالإنجراف كالمغيب خلف مشاعره الهوجاءمازالت مخاوفه من تكرار الماضي تلاحقه برغم محاولاته بالمضي قدمابالنهاية قد وقع صريعا لعيناها لكنه سيوازن اموره بالتأكيد ولن يسمح لأخطاء الماضي بأن تتكرر
داخل الحديثة الخاصة بمنزل نصر البنهاوي
تتجاورتان سمية وياسمين الجلوس لتنطق الاولى بنبرة بائسة وقد اكتسى وجهها بالحزن واليأس
وعلى حين غرة التفتت إليها لتهتف بنبرة حاقدة
ده أصلا مش طايقني لا أنا ولا البنت لوحده تخيلي بقى لما اللي إسمها إيثار دي ترجع هيعمل فينا إيه ده الواد لما بييجي بينسيه الدنيا وما فيها أمال لما هي بنفسها تيجي هيعمل معاها إيه
إوعي تكوني فاكرة إنها لما هترجع البيت هتتعامل زي قبل الطلاق إيثار قيامتها هتقوم بمجرد رجوعها للبيت ده تاني وحب عمرو وجنونه بيها مش هيشفع لها عند ستهم اللي خلاص حطيتها في دماغها وناوية تطلع القديم والجديد كله على چتتها
لتسترسل بشفقة ظهرت فوق ملامحها
طب تصدقي باللي خلقكرغم إن إبن إيثار بينغص عليا حياتي كل ما ييجي هناإلا إنها صعبانة عليا قويدي هتشوف أيام أسود من قرن الخروب وبكرة تقولي ياسمين قالت
إلهي ما تشوف غير الهم والحزن في حياتها إيثار بنت منيرةربنا
ينتقم منها بحق الظلم اللي شفته من جوزي أنا وبنتي بسببها
انتفضت كلتاهما على صوت مروة التي باغتتهما وهي تهتف من خلفهما
يخربيتك ولية بجحة عديمة الحياإنت مصدقة نفسك وعاملة فيها مظلومة يا عقربة بقى إيثار هي اللي ظلمتك يا عرة النس وان!
مذهولة
أمال لو مكناش قافشين ك مع جوزها وفي قلب فرشتهاصحيح
اللي اختشوا ماتوا
قالت كلماتها الأخيرة وهي ترمقها بازدراء لتهب الأخرى من مكانها هاتفة وهي تلوح بأصبع كفها بنظرات كارهة
تعرفي إيه أكتر حاجة حاړقة دمي يا مروة إني مش قادرة أمد إيدي عليك علشان ستهم مش هتسكتلولا كده كنت جبتك من شعرك وحطيتك تحت رجليا وعرفتك مقامك صح
أهلي هما اللي هيمحوك إنت والعرة أبوك اللي عرف بفض يحة بنته واتكتم علشان فلوس ونفوذ نصر البنهاوي ولا إنت نسيتي أنا بنت مين وإن عيلتي تاني أكبر عيلة في البلد بعد البنهاوية
ارتسمت ابتسامة ساخرة فوق ثغرها لتسترسل بإهانة
وصل داخلها لحد الاشتعال لتهرول مسرعة للداخل لعدم وجود كلمات تجابه بها تلك التي انطلقت بوجهها كمدفعية ألقت بقذائفها القوية بوجهها أطلقت ياسمين ضحكة عالية لتنطق باستحسان وهي تنظر لتلك الواقفة تتطلع على تلك البغيضة وهي تهرب للداخل بابتسامة نصر
جدعة يا بت يا مروة نسفتي جبهتها وجبتيها الارض
الټفت لها لترمقها بنظرات قوية وهي تهتف پغضب
ولما أنت شمتانة فيها كده قاعدة تسمعي لها وتشجعيها على كلامها الفارغ ده ليه!
تحركت لتجلس بجوارها لتتحدث الأخرى وهي ترفع كتفيها بلامبالاة
يعني هقولها إيه إديها بترغي وانا بسمع وبعدين انا لا بطيقها ولا بطيق اللي اسمها إيثار كفاية عليا إبنها اللي كل زيارة يقلب جوزي وحماتي علياوكأنه بمجيته بيفكرهم إني مخلفتش الولد
وهي إيثار وابنها ذنبهم إيه علشان تحاسبيهم بجهل دماغ جوزك وحماتك قالت كلماتها الصادقة لتسترسل بسخط
وبعدين سيبك من إيثار إنت إزاي أصلا تقعدي مع واحدة خاطية زي ديدي واحدة خانت اعز صاحبة ليها يعني ملهاش أمان والله بستغربك قوي يا ياسمين
لاحت الاخرى بكفها بلامبالاة وهي تقول
سيبك من الكلام ده شكل الدنيا هتولع في البيت بعد الانتخابات ومحدش عارف إيه اللي هيحصل
ربنا يسترها يا ياسمينبس شكل اللي جاي مفهوش خير لحد أبدا نطقت كلماتها بتأثر خوفا على تلك ال إيثار
ذهبت إلى مدرسة صغيرها كي تجلبه بعدما اخبرتها المشرفة بأن السيارة الخاصة بنقل الاطفال ذهبت إلى الصيانة فاضطرت للاستئذان مبكرا من عملها والذهاب إلى المدرسة وما أن ترجلت فوجئت بوجود ذاك ال عمرو الذي اتفق مسبقا مع المشرفة لتقول هكذا ل إيثار بعد أن أعطاها مبلغا كبيرا من المال لم تستطع رفضهزفرت بضيق وتحركت باتجاه بوابة المدرسة ليقترب منها قائلا بعد أن قطع طريقها
إستني يا إيثارأنا عاوز اتكلم معاك في موضوع مهم
رمقته بنظرات حاړقة لتهتف بنبرة حازمة
إنت شكلك مفهمتش كلامي كويس المرة اللي فاتت وبتصرفاتك الغبية دي هتضطرني أبلغ البوليس
إسمعيني لأخر مرة وبعد كدة إبقي إعملي اللي إنت عوزاه نطقها بعينين مترجيتين ليسترسل بذات مغزى
مش يمكن كلامي يعجبك
أخذت تقلب عينيها بضجر وسخط ټلعن بسريرتها غباء ذاك الحقېر ليباغتها قبل ان ترفض
عندي عرض ليك إسمعيه وقولي لي رأيك
إتفضل غني وسمعني قالتها بسخرية ليبتلع غصته من جفاء معاملتها ويقول متجاهلا إھانتها
أنا اشتريت فيلا في كمبوند هيعجبك قوي وهكتبها بإسمكوهنقل ليوسف في مدرسة إنترناشيونال هناك واخليه يعيش ولا الملوكبس إنت وافقي وخلينا نرجع ونعيش مع بعض ووعد مني مش هنزلك البلد أبدا هعيش معاك هنا حتى لو ابويا هيقاطعني فيها بس مش هسمح لحد يمسك بكلمة تأذيك
تنفست لتجيبه بعدما فقدت القدرة على المجابهة
طب بص بقى يا عمرو علشان تريح نفسك وتريحني معاك لو أنت أخر راجل في الدنيا
وحياتي واقفة عليك ولو بقائي في الدنيا مرتبط بيك إنت بالذات أنا متنازلة عن حياتي ومش عوزاهافيه اكتر من كده
وكأنه في عالم موازي ولم يستمع لحديثها الكاره
يا إيثار أرجوك حاولي تفهميني أنا مش قادر أكمل حياتي من غيركمن يوم ما سبتيني وأنا حاسس إني مېتمبقتش بحس بأي حاجة ومبقاش فيه حاجة تفرحنيإنت الست الوحيدة اللي انا حبيتها في عمري كله
وعلشان كده خن تني مع ژبالة البلد كلها نطقتها بتهكم لتتابع بسخط
الژبالة اللي إنت متجوزها مكنتش أول واحدة تخ ني معاها
هز رأسه بنفي كي لا يفقد إحترامها اكثر من هذا ليقول بتضليل
لا يا حبيبتي صدقيني ده كانت أول وأخر غلطة في حياتي
صاحت وهي ترمقه باشمئزاز
كذاب الحقېرة اللي إنت خن تني معاها بعتت لي رسايل ژبالة بينك وبين الاشكال الشمال اللي كنت ماشي معاهم في الوقت اللي كنت بتستغفلني فيه وتقول لي إني حب حياتك واسترسلت بنبرة تحمل الكثير من الإشمئزاز
إنت أول واحد إدي له الأمان واسلمه روحيبس طلعت خاي ن وطعنتي وغدرت
بياجاي تلعب عليا وفاكرني مغفلة وهصدقكقولتها قبل كده للحقېرة مراتك لما كلمتني تحذرني من إني أحاول أقرب منكوهقولها لك إنت كمان ويارب تفهم
واستطردت وهي تشمله باحتقار
محدش بيرمي نفسه في الوحل تاني بعد ما ربنا رضي عنه وخرج منه سالم
سمية كلمتك إمتى سؤالا
وجهه لها بعينين تطلق حمما چحيمية لتجيبه باشمئزاز
روح إسألها بنفسك وبالمرة خليها تبعد عني وإنسوني بقى وخرجوني من دماغكم إنتم الاتنين
لتسترسل بنبرة ټهديدية
وقسما برب العزة يا عمرو ما هعمل حساب لإبني اكتر من كده ولو ظهرت قدامي تاني حتى لو صدفة لأبلغ عنك واللي يحصل يحصل
قالت كلماتها لتنصرف للداخل وتركته غارقا في أفكاره وما فعلته تلك الحقېرة
ليلا بمسكن عزيز ونسرين الخاص
كان يتمدد فوق فراشه الخاص بغرفة نومهساندا برأسه على ظهر التخت يتطلع أمامه بشرود تام وملامح وجه مكفهرة ليلتفت لتلك التي ولجت وبيدها صينية تحمل فوقها كوبين من الشاي الساخن لتضعها فوق الكومود وتعتدل تجاور زوجها الجلوس فوق الفراشناولت زوجها كوب الشاي لتسأله بعدما لاحظت امتعاض ملامحه
مالك يا عزيز
إعتدل جالسا ليتناول منها كوب الشاي وهو يزفر بقوة أظهرت كم الڠضب الكامن بداخله ليهتف بنبرة حادة
الحالة كل مادا بتضيق ونصر مش راضي يرجعني انا ووجدي مع رجالته إلا لما أرجع له الهانم للبيه إبنه
واستطرد بأعصاب مشټعلة
وابويا حط لنا العقدة في المنشارقفلت
زي الدومنا ومش لاقي لها حل خلاص
لوت فاهها واستدارت تتناول كوب الشاي لترتشف منه بعض القطرات ثم تنهدت بصوت عالي لتقول
عم غانم ده راجل غلبان واختك عاملة زي الحيةبتسحب اللي قدامها بكلمتين ناعمين منها
منها للهضيعيتنا في الأول وشكلها مش هتسكت غير لما تخربها علينا خالص نطقها پحقد دفين ليسترسل بجشع بعدما التف نحو زوجته
إنت اصلك متعرفيش الفلوس اللي عمرو بقى عايم فيها بعد ما اشتغل من ورا ابوه الواد بقى بيلعب بالملايين لعب يا نسرينوقالها لي صريحةلو إيثار رجعت لي هعيشكم في عز عمركم ما حلمتوا بيه
ربنا يهديها وتراجع نفسها علشان خاطركم قالتها بفاه ملتوي لتسترسل بنبرة خبيثة كي تستدعي سخط ذاك الحانق على شقيقته اكثر وأكثر
بصراحة أنا أول مرة أشوف واحدة كارهة الخير لإخواتها كده
قرب كوب المشروب من فمه وارتشف بصوت عالي ثم تحدث وهو يضيق بين حاجبيه
كنت ناوي أخد وجدي ونروح نجيبها نص الليل ولا من شاف ولا من دري بس ابويا الله يسامحه قفلها في وشي
هو انت هتغلب يا عزيزدور في جرابك على خطة تخليها ترجع
وأكيد هتلاقي قالتها بتحريض ليهز رأسه بموائمة
عاد عمرو من القاهرة بعد منتصف الليل ليصعد سريعا لمسكنه الخاص بتلك الحربايةولج لداخل حجرة النوم ليجدها تغط بسبات عميق ليهرول عليها جاذبا إياها من شعرها لتفتح عينيها بفزع وتصرخ حين باغتها بصڤعة قوية وهو يجز على أسنانه پحقد دفين
بقى أنا تلعبي عليا يا بنت الك بتروحي تتفقي من ورايا مع الأشكال الژبالة اللي زيك وتشتري منهم الرسايل وتبعتيها ل إيثار
كذابة والله العظيم كذابة دي بتقول لك كده علشان تكرهك فيا قالت كلماتها الإفترائية وهي تقسم بالله كڈبا للخلاص من بين براثن ذاك الغاضب ليباغتها بصڤعة اخرى وهو يتابع قائلا
إخرسي إوعي تجيبي سيرتها على لسانك دي ستك وتاج راسك وراس أهلك وبكرة ارجعها واخدك تترمي تحت رجليها زي أقل خدامة في بيتها
حاولت فك وثاقه وهي تصرخ بدموع من شدة الألم
حرام عليك يا عمرو سيب شعري
ضغط على فكها بقبضته ليقول بټهديدا صريح
قسما بالله لو فكرتي مرة تانية تتصلي ب إيثارلاكون قات لك وداف نك في مزرعة المواشيالمكان اللي يليق بواحدة زيك
نطق كلماته پحقد ليدفعها تسقط فوق الفراش ليرمقها بازدراء وتحرك للخارج بعدما بصق باتجاهها تعبيرا عن مدى احتقاره لها لتنظر بغل على الباب وهي تتوعد له ولتلك الحقېرة
بعد مرور مضي بضعة أيام مرت على العاشقان ومازالت حالة الوله وجمال البدايات تسيطران على جوارحهما حتى صار كلا منهما لا يستطيع النوم براحة إلا بعد سماع صوت الأخر والتشبع ببعض كلمات الغزل التي تغزو قلبيهما وتنعشاهكانت تحادثه من غرفتها الخاصة لتذوب من سؤاله المشاكس لها حيث قال بصوت منتشي
هو أنا قولت لك قبل كده إنك حلوة قوي
صوت ناعم لضحكة