رواية امرأة العقاپ (كاملة حتى الفصل الاخير) بقلم ندى محمود
مبتسم
يزيد فضلك ولا تعب ولا حاجة دي حاجة صغيرة كدا
وأخيرا كان آخرهم يدخل صابر العريس ويحمل على ذراعيه قفص كبير من المانجا القى التحية على فوزية التي رحبت به ترحيب حار وببشاشة
كانت مهرة من داخل غرفتها تدور يمينا ويسارا منتظرة شيء معين حتى سمعت صوت صافرة من أسفل شرفتها فخرجت إلى الشرفة تطل منها تنظر للصبي الصغير ميدو وتشير له باصابعها الخمسة وتهمس بصوت غير مسموح
خمس دقايق
دخلت للداخل فورا ثم ألقت نظرة أخيرة على مظهرها في المرآة ثم غادرت الغرفة فور سماعها لصوت جدتها وهي تنده عليها اتجهت نحوهم وكانت نظراتهم مستنكرة ومدهوشة لما ترتديه حيث ترتدي بنطال بني اللون واسع وعريض يخص جدها المټوفي وأعلاه تيشرت من اللون الأبيض ولم تبذل أي مجهود في تسريح شعرها جيدا رغم نعومته جلست بجانب جدتها دون أن تصافحهم حتى وظلت تنقل نظرها بينهم بابتسامة بلهاء وهي ترى الاشمئزاز على وجههم والڠضب الذي سيطر على ملامح جدتها لتقول بمزاح وهي تضحك
تبادلوا النظرات المنصدمة بين بعضهم البعض بينما فوزية انحنت على حفيدتها وهمست بوعيد حقيقي وهي تستشيط غيظا
والنعمة الشريفة لاربيكي يامهرة إيه اللي لابساه ده
بنطلون الحج الله يرحمه عارفة لو لبستيه يازوزا هياكل منك حته صدقيني تحبي اروح اغيره وتلبسيه
تمالكت أعصابها واشاحت بنظرها عنها تنظر للضيوف وهي تبتسم بتصنع ونيران الغيظ مشټعلة بداخلها هم ممدوح بأن يتحدث متجاهلا منظر مهرة لكنها قاطعته وهي تهب واقفة وتقول
يوه يقطعني لا مؤاخذة نسيت الشربات وحياة قرعتك اللي بتلمع دي ياحج ما أنت قايل حاجة غير لما تشربوا الشربات الأول
ملمسها الأملس والناعم لعدم وجود أي شعر بها ونقل نظره بين الجميع بوجه مكتوم من الغيظ بينما والدة العريس فاقتربت على فوزية وهتفت بنظرات ساخرة بعد رحيل مهرة
هي مالها بنت بنتك يافوزية !!
ابتسمت فوزية بتكلف وقالت بإحراج
معلش صغيرة بقى وهي بتحب تهزر كدا كتير ډمها خفيف ماشاء الله
ظلت مهرة تجوب في المطبخ إيابا وذهابا وهي تهتف باغتياظ
ماشي ياميدو الكلب وحياة امك لاربيك
ثم صك سمعها صوت
طرق الباب العڼيف ولم يكن لايدي واحدة فركضت للخارج فورا حتى تفتح
الباب ودخلت مجموعة من أطفال المنطقة ثم أشارت لهم على الداخل وهي تغمز فركضوا فورا متصنعين أنهم في طريقهم للغرفة الداخلية التي سيأخذوا فيها الدرس المزيف لكن توقفوا عند مرورهم من أمام الصالون الذي موجود
الحقوا
نظروا جميعهم إلى إشارة اصبعه واسرعوا إلى الداخل ووقفوا جميعهم وهم يرددون ويتراقصون بأجسادهم الصغيرة ويخرجون لسانهم
ياصابر ياجزمة يالي ملكش لزمة
نظر صابر وتبادل النظرات الڼارية مع والديه فوزية بينما مهرة هرولت راكضة من الخارج إلى الأطفال وهي تصيح عليه پغضب مزيف حتى تدفعهم للغرفة الداخلية بينما صابر نظر لفوزية وقال باحتدام
إيه ياحجة فوزية هو احنا جايين بيتك نتهزق ولا إيه
هبت فوزية واقفة وصاحت في الأطفال بعصبية وهي تدفعهم للخارج بينما مهرة فقالت وهي تهتف محدثة صابر بابتسامة مستفزة
صړخت فوزية بانفعال
دروس إيه دي ومن امتى !
هزت مهرة أكتافها بعدم مبالاة وقالت ببرود
من النهاردة
استقام ممدوح واقفا وهو يقول بوجه محمر من الڠضب
لا ده كدا زادت قوي قوم بينا ياصابر ويلا ياحجة وهات علبة التفاح وقفص المانجا ده معاك كمان
استقاموا وحملت والدته علبة التفاح وهو القفص واتجهوا للخارج وسط محاولات فوزية للإعتذار منهم عن ما صدر عن حفيدتها بينما مهرة فهتفت وهم على الباب وتقول ببرود وهي تكتم ضحكتها
طاب سيب كيلو مانجا حتى اتسلى عليه وهندفعلك حقه
ثم همست لنفسها وهي تلوي فمها بقرف
عيلة نتنة بصحيح
ثم رفعت نظرها لجدتها التي طردت الاطفال وصړخت فيهم بصوتها المرتفع ثم أغلقت الباب ونظرت لمهرة وعيناها حمراء كالدم من الڠضب ثم التقطت حذائها من قدمها وقالت بوعيد
شايفة الجزمة دي هنزل بيها على نفوخك وهدعكك بيها
شهقت مهرة بفزع وأسرعت ركضا نحو غرفتها وأغلقت الباب عليها لتسمع صوت جدتها من خلف الباب وهي تصرخ
أما ربيتك يابنت رمضان الأحمدي مبقاش أنا فوزية
سمعت صوتها الساخر وهي تهتف ببرود ضاحكة
طلقني لو مش عاجبك طلقني
الصبر من عندك يارب هتجلطيني يابنت
ارتفعت ضحكات الأخرى من الداخل بينما فوزية فظلت تحاول فتح الباب ولكن باءت كل محاولاتها بالفشل فجذبت مقعد وجلست أمام الباب تقول بنبرة متوعدة
طيب اديني قعدالك اهو أما اشوف هتعرفي تطلعي ازاي من جوا خليكي قاعدة عندك
عاملة إيه ياست الكل
التفتت له أسمهان بجسدها وطالعته بنظرة قلقة وهمست
كويسة ياحبيبي إنت مالك شكلك مضايق من حاجة !!
عدنان بخفوت فهو ليس في مزاج أبدا للحديث
مفيش حاجة متقلقيش تعبان بس من الشغل هطلع اريح في اوضتي شوية
هزت رأسها بأيجاب وقالت بحنو وهي تضغط على كفه بحب
ماشي ياحبيبي ريح دلوقتي وبكرا نبقى نتكلم
هز رأسه بالموافقة