الثلاثاء 19 نوفمبر 2024

رواية امرأة العقاپ (كاملة حتى الفصل الاخير) بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 53 من 184 صفحات

موقع أيام نيوز


منزله الثاني 
بعد دقائق من القيادة السريعة توقف بالسيارة في المكان المخصص لها داخل المنزل وفتح الباب ثم نزل وقاد خطواته المضطربة نحو الباب الداخلي 
أخرج المفاتيح من
جيبه ووضعها في قفل الباب فانفتح دخل ثم أغلقه خلفه بهدوء ونزع حذائه بجانب الباب ثم سار نحو الداخل كان الهدوء يهيمن على المنزل كله والأضواء خاڤتة فقط هناك صوت بسيط ينبعث من الصالون تماما كصوت التلفاز تحرك نحوه بخطوات طبيعية وإذا به يراها جالسة على الأريكة المقابلة للتلفاز وتستند بكلتا يديها على ذراع الأريكة واضعة رأسها فوق ظهر كفيها ونائمة ووساقيها المكشوفان للركبة تفرد جزء منهم بجانبها على طول الأريكة 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
بقى متسمرا مكانه للحظات يتطلع إليها بتمعن حتى أصدر تنهيدة حارة بارتياح واقترب منها بحذر ثم انحنى والتقط جهاز التحكم الخاص بالتلفاز واطفأه والټفت إليها ليعود وينحنى عليها قبل أن يمد إحدى ذراعيه أسفل منتصف ساقيها والآخر أسفل منتصف ظهرها ليحملها فوق ذراعيه ويسير بها إلى غرفتهم 
فتحت عيناها بخمول ورأت صورته مشوشة قليلا بسبب نعاسها لكنها أدركت أنه هو ودون أن تشعر وجدت نفسها تلف ذراعيها حول رقبته وتنحنى برأسها تدفنها بين ثنايا رقبته هامسة بصوت ناعس وغير واع دون أن تفتح عيناها 
بكرهك 
انزل نظره إليها يرمقها مطولا ثم يبتسم بساحرية وينحنى برأسه عليها هامسا بمشاكسة 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
قولتيها كتير أوي لدرجة إني بدأت أشك
إن قصدك بيها العكس
سمعت همهمات خاڤتة بصوته الهاديء في أذنها لكنها لم تدرك أي شيء وكان النوم هو العامل الأكبر الذي يسيطر عليها الآن 
وصل بها إلى الغرفة واقترب من الفراش فانحنى ووضعها برفق شديد في المنتصف ثم جذب الغطاء ورفعه على جسدها يدثرها به جيدا وكانت ردة الفعل التلقائية منها أنها ضمت الغطاء إليها أكثر في شعور طبيعي بالدفء جلس على حافة الفراش بجوارها ثم مد أنامله وأبعد خصلاتها عن وجهها الجميل يتأمل جمالها الساحري 
تمعن ملامحها الهادئة يفحص إذا كانت آثار تحسسها من فاكهة الموز لا تزال على وجهها أم لا كان هناك تورم بسيط لا يلحظ بعيناها وكذلك شفتيها الوردية بالعادة هي تمتلك شفاه صغيرة وناعمة كالأطفال لكن تورمها بفعل الحساسية جعلها منتكزة تثير الفطرة الطبيعية اشاح بوجهه للجهة الأخرى يبعد نظره عنها بعدما احس بدنو استسلامه وضعفه أمامها وبتلك اللحظة تحديدا صدع صوت رنين هاتفه فانتفض في جلسته ومد يده بجيبه مسرعا ليخرجه ويكتم الصوت حتى لا يوقظها 
استقام وسار مبتعدا قليلا عن فراشها يجيب على الهاتف 
أيوة يافريدة 
وصله صوتها وهي تأن من الألم وتقول بنبرة متوجعة 
تعالى ياعدنان بسرعة أنا تعبانة أوي آاااه 
أجابها فور سماعه تأوهاتها المرتفعة 
حاضر مسافة الطريق وأكون عندك هجيب الدكتور معايا 
فريدة برفض مسرعة 
لا لا متجبش الدكتور تعالى إنت بس 
طيب 
انهى معها الاتصال واندفع مغادرا الغرفة وقبل أن يرحل توجه إلى غرفة صغيرته والقى نظرة عليها وهي نائمة في فراشها ثم دثرها بالغطاء جيدا وانصرف 
ظلت ممسكة بالهاتف بعدما انهت الاتصال معه وهي تحدق أمامها بغل وتتمتم بشړ يظهر في نظراتها
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
يلا خلينا نشوف هيروح يقعد عندك إزاي يابنت الرازي مبقاش أنا فريدة إما خليته واحدة واحدة هو بنفسه اللي يطلقك
ذهبت وانضمت إلى فراشها وتدثرت بالغطاء تستعد لتمثيل دور المړيضة عند وصوله حتى تكتمل كذبتها ! مرت دقائق طويلة قاربت على الساعة وهي بانتظاره وعيناها معلقة على ساعة الحائط وها هي تسمع صوت خطواته المميزة تقترب من الغرفة أخيرا فهرولت وعدلت من وضعية نومها وامسكت بمعدتها ورسمت على محياها علامات الألم والتعب وبعد ثواني انفتح الباب وظهر هو من خلفه تعمدت عدم النظر إليه واغمضت عيناها وهي متكورة بفراشها ! 
اقترب منها مسرعا وجلس بجوارها على الفراش ممسكا بيدها وهاتفا بقلق 
مالك يافريدة 
أجابته بخفوت 
كنت تعبانة وكان جسمي كله متكسر ومعدتي كانت بتآلمني أوي
مد يده إلى جبهتها يتحسس حرارة جسدها فوجدها طبيعية أردف بريبة 
حرارتك مش عالية ! 
فريدة بتوضيح مضيفة القليل من البهارات على كذبتها 
الحرارة ممكن تكون من الداخل بس أنا اخدت علاج قبل ما إنت
تيجي وبقيت كويسة شوية الحمدلله
علاج إيه ده ! وإزاي تاخدي حاجة من نفسك يافريدة ! 
كانت جملته تحمل الانفعال والاستياء فردت هي عليه بهدوء 
متقلقش ياحبيبي أنا متعودة باخده دايما لما بتعب كدا
رمقها بنظرة مطولة ثم أخرج هاتفه من جيب بنطاله وهم بالاتصال بالطبيب فأمسكت بيده وقالت وهي تعتدل جالسة 
أنا بقيت كويسة شوية
صدقني مش مستاهلة دكتور لو كنت تعبانة أوي زي قبل ما تيجي كنت هخليك تكلمه 
تفحص معالم وجهها لثواني ثم انزل الهاتف مستسلما ومد يده إلى وجنتها يملس عليها بحنو هامسا 
طيب اتعشيتي ولا لسا 
هزت رأسها بالإيجاب ثم لفت ذراعيها حول رقبته وقالت بدلال أنوثي 
أنا آسفة عارفة إني ضايقتك كتير الأيام اللي فاتت مني وكنت غلطانة بس وعد كل اللي حصل ده مش
هيتكرر تاني ووعد إني هرجع فريدتك وحبيبتك تاني وهعوضك عن فترة الخلافات اللي كانت بينا دي
ابتسم بلؤم يليق به ثم استطرد بجملة غير متوقعة تماما 
فريدة
 

52  53  54 

انت في الصفحة 53 من 184 صفحات