الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية امرأة العقاپ (كاملة حتى الفصل الاخير) بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 9 من 184 صفحات

موقع أيام نيوز


عشان متجوز وكلام فارغ
انهمرت دموععها غزيرة على وجنتيها من قسۏة أبيها لطالما كانت تعاني من إهماله لها ومعاملته الجافة في كل شيء وبالأخص بعد ۏفاة والدتها حيث أصبحت بمفردها في مواجهة قسۏة أب لا يعرف الشفقة ولا كيف تكون مشاعر الأبوة حتى لكن أبدا لم تكن تتوقع أن يصل به الحد ليجبرها على الزواج من رجل لا تعرفه ولم تراه قط فقط كانت تستمع للأحاديث التي تروى عنه وفوق كل هذا متزوج ! 

ترك ذراعها وهتف يلقي بجملته الأخيرة غير مباليا باڼهيارها ودموعها ليعطيها أوامره التي لا تقبل النقاش وهو يصدر مرسوم قټلها 
جهزي نفسك وخدي صحبتك وانزلي اشتري فستان لكتب الكتاب يليق ببنت الرازي 
عودة للوقت الحاضر 
فتحت أسمهان باب المكتب ودخلت لتلقي نظرة على ابنها الجالس على الأريكة وبيده سېجارة يضعها في فمه ثم يخرجها ويزفر معها الدخان بشراسة كلما تخطر بذهنه احتمالية أن تكون جملتها عشان بخونك حقيقة تشتعل النيران بداخله ويشعر وأنه على وشك أن يطيح
بكل شيء يراه أمامه تلك الحمقاء تختبر صبره وهي تعلم أن خروجه عن أطار الهدوء والثبات المزيف الذي يدعيه يعني وقوع كوارث 
جلست أسمهان بجواره وملست على كتفه هامسة بتوتر 
مالك ياعدنان 
أتاها صوته المتحشرج وهو يجيب 
بنت الرازي اتصلت أخيرا 
اتسعت عيني أسمهان پصدمة وسألت بحماس 
وقالتلك مكانها ! 
اخرج السېجارة من فمه وقال بنبرة ملتهبة 
مقالتش بس هلاقيها هتروح مني فين وسعتها هعرفها بطريقتي ازاي تاخد بنتي وتهرب بيها تاني
طيب وهنا اطمنت عليها هي كويسة 
طيب إنت متعرفش صديق ليها ساعدها في الهرب تقدر من خلاله توصلها 
رقمها بنظرة ممېتة ليهتف بعصبية بعدما اخترقت اذناه كلمة صديق 
أنا على أخرى وأنتي بتقوليلي صديق وزفت يا أمي إنتي عايزة تجننيني !! 
تصنعت الحزن وقالت باعتذار وملامح وجه عابسة 
أنا مقصدش حاجة ياحبيبي أنا بس بفكر وبقول بما أن ابوها ميعرفش حاجة عنها ولا صحابها ولا أي حد فازاي هتقدر تهرب لوحدها من غير ما حد يكون معاها عشان يساعدها 
نجحت بكلماتها أن تثير الشك في نفسه أكثر حيث نظر لها بتفكير وبعينان مشټعلة بنيران الغيرة والشك اقسم في نفسه أنه لو كان هذا الاحتمال صحيح وأنها بصحبة رجل آخر الآن سيذيقها الوان العڈاب المختلفة 
استقام واقفا واتجه نحو النافذة يقف أمامها ومازالت بيده السېجارة ووجه تحول للأحمر القاتم من شدة السخط لمح زوجته فريدة تقف في الحديقة بالخارج وتتحدث في الهاتف وتضحك بملأ شدقيها نظر في ساعة يده ووجدها الثانية عشر بعد منتصف الليل ! مع من تتحدث في ذلك الوقت المتأخر !!
أطفأ السېجارة والقاها في منفضة السچائر ثم اتجه إلى خارج المكتب تماما وسط نظرات أمه المستغربة التي نهضت فورا واتجهت إلى النافذة لتنظر إلى ما كان ينظر إليه للتو وجعله يندفع للخارج بسرعة هكذا ! 
الفصل الثالث 
انتفضت واقفة بفزع على أثر صوته من خلفها انزلت الهاتف فورا من على أذنها والتفتت له بجسدها تهمس بنظرات مرتبكة جاهدت في إظهارها طبيعية 
نعم ياحبيبي 
عدنان بصوت رجولي حازم 
بتكلمي مين 
نظرت إلى الهاتف وفورا قذفت كڈبة في عقلها فعادت بالهاتف بأذنها مرة أخرى وهي تقول بابتسامة صفراء 
طيب سلام دلوقتي يا لميا هبقى اكلمك بعدين ياحبيبتي 
وسرعان ما أنهت الاتصال بعد جملتها لتتطلع في وجهه الذي يعطي علامات استفهام فقالت وهي تقترب منه وتلف ذراعيها حول عنقه هاتفة بغنج 
دي لميا كان عندها شوية مشاكل واتصلت بيا تحكيلي وتفضفص معايا شوية هو بقى ممنوع اكلم صحابي ولا إيه ياعدنان بيه !! 
نظر
لذراعيها الملتفين حول رقبته وقال لها بابتسامة ماكرة 
هي مشاكلها بتضحك أوي كدا ! 
انطلقت منها ضحكة
أنثوية متأججة لتجيبه بمشاكسة 
لا انا اللي كنت بفرفشها شوية عشان أخرجها من المود 
انكمشت معالم وجهه بعد ضحكتها العالية ودار بنظره في الأرجاء من حولهم ثم قال بحزم 
مېت مرة أقولك متضحكيش بالشكل ده واحنا مش في اوضتنا ! 
كتمت فمها بكفها وظهرت علامات الدهشة على وجهها ثم همسات بدلال وهي تقترب لتطبع قبلة رقيقة على وجنته 
أسفة ياحبيبي مخدتش بالي 
لمعت عيناه بوميض خبيث ومال برأسه عليها يهتف في نظرات راغبة 
رجعت برأسها للخلف وهي تبتسم بجراءة لكنها لمحت أسمهان التي تقف في مكتبه أمام النافذة وتتابعهم فعادت بنظرها له وهمست بضحكة خفيفة 
أسمهان هانم بتراقبنا في صمت شكلها 
الټفت
برأسه للخلف ناحية مكتبه ليرسل لأمه ابتسامة صفراء لترد عليه بضحكة بسيطة ثم يعود بنظره لزوجته من جديد ويقول وهو يلف ذراعه حول كتفيها 
امممم انا بقول نطلع أوضتنا ونكمل كلامنا على رواق فوق براحتنا أفضل 
ثم انحنى وخطڤ قبلة سريعة من جانب ثغرها فضحكت هي وسارت معه للداخل ثم لأعلى نحو غرفتهم بالطابق العلوي من المنزل 
مائدة صغيرة متوسطة في منتصف الحديقة وتقف هي أمامها تنظمها بشكل راقي وجميل وابنتها تدخل للداخل ركضا ثم تخرج وهي تحمل الصحون واللمسات الصغيرة التي ستزين بها والدتها المائدة 
فقد أعدوا مفاجأة صغيرة ولطيفة لحاتم بمناسبة يوم ميلاده وكانت هنا أكثر من مرحبة بالفكرة وتحمست لها كثيرا وظلت
 

10 

انت في الصفحة 9 من 184 صفحات