السبت 23 نوفمبر 2024

رواية لأنها لي (الفصل السابع 7 الى الفصل التاسع 9) بقلم ميار عبد الله

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

.. قامت من فراشها وهى تتوجه نحو الفراش الصغير و حملتها بين ذراعيها قائلة بعتاب 
يرضيكى ماما متنامش النهاردة طب ساعتين يا جنة ساعتين واتحولى بعدها زى ما انتى عايزة
وبكاء الصغيرة
كان يعلو بين ذراعيها .. ربتت عليها بهدوء وتناست او نست للحظة كيف تكون ام وخبرتها اختفت مع تعاملها مع تلك الصغيرة الهشة التى تحمل ملامح والدها كثيرا ..
احتضنتها بقوة وهى تربت على ظهرها وتهمس في اذنها بتعويذة سحرية ليهدأ تشجن الصغيرة شيئا فشىء حتى استكانت تماما وذهبت في سبات عميق
لم تضعها تلك المرة فى فراشها بل اخذتها بجوارها و اضطجعت على فراشها وعقلها شارد فى شقيقتها ..
شقيقتها تتألم ترى نظرة الحزن المنكسرة فى داخلها ..رغم كل شيء يضيق عليها الا انها تبتسم وتاج القناعة يزين رأسها ..
غفت قريرة العينين وهى تشدد ببطء على صغيرتها وهى تخبر رسالة خفية انها معها لذا لا يجب عليها البكاء ..
فتح ظافر الباب ببطء وهو ينظر الى السكون المخيم فى غرفتهم .. ظن أن أخطأ فى عنوان غرفته .. الا ان وجود زوجته نائمة وبجوارها كائن صغير علم انه لم يخطأ فى عنوانه 
ابى هذا ليس عدلا اخبر امي اننى اريد حمل جنه 
اصمت لقد ناما 
ألقى اياد نظره إليهم ليصيح بغيرة طفولية 
وانا ايضا اريد النوم 
هز ظافر رأسه يائسا .. عقد ذراعيه على صدره وهو يقول 
هل ترغب فى احضان النساء أم الرجال
وضع اياد اصبع الابهام وهو يحك ذقنه مصطنع التفكير 
افضل النساء لكن بما ان امي غير متاحة الآن سأنام بجوارك
شهق بل ذهل من رد اياد ذلك الطفل الصغير القامة وصغير السن لكن لسانه .. نفض راسه باستياء وهو يشتم امير 
لقد افسدك امير
شد اياد من بنطاله هاتفا بنفاذ صبر 
هيا 
بروية وببطء شديد سحب الصغيرة بين ذراعي أمها وتوجه ببطء وهو فراش الصغيرة وهو يطبع قبلة حانية على جبينها .. دثر صغيرته جيدا ليعود نحو زوجته وابنه الصغير .. اقترب من جسد منه وهو يحاوطها بقوة واياد يحتضن والدته .. ابتسم بسخرية وهو يراه يتمسك بوالدته كمن يخشى فقدانها او بتعبير اصح يقلد الصغيرة ما أن حملها حتى انقض على والدته يحتضنها همس فى خفوت نحو صغيره
هذا ليس عدلا
رد اياد ببساطة
اننى احتضنكما 
رفع حاجبه بدهشة على بساطته فى الجواب ا .
اغلق باب منزله وانامله تلعب بمفاتيح منزله وكلمات والدته اصابته فى مقټل .. شيطانه يستسلم للحظات قبل أن يجاريها عقله وقلبه يقفان كالمرصاد .. ليجر شيطانه مستسلما فى خيبة أمل متوعدا انه سيعود مرة أخرى بثورة اقوى 
واستمرت الايام يليها الأشهر وهو صراع بين وبين نفسه يخفى تعابير وجهه بصعوبة عن حبيبته
امير
هتاف من معشوقته جعله ينحي افكاره جانبا وهو يتوجه نحوها .. هز رأسه بيأس وهو يراها تشاهد احدي مسلسلاتها الشهيرة التركية يعترف لقد أصبحت تلك الفترة تنافسه في اللغة التركية .. اعتادت على اللغة واتقانها أكثر حينما ذهبت لمركز لتعليم اللغة التركية .. ولكن عشقها لمسلسلات تحول لإدمان .. تتغزل بالأبطال وهو يقف كالجماد .. تخبره كيف اعترف هذا عن حبه والأخرى ماذا فعلت ..
جلس بجوارها على الأريكة وهو يحتضنها بقوة 
حبيبتي اشتقت اليكى ماذا تفعلين 
لمعت عيونها سعادة وهي تراقب التلفاز وبحماسة اطفال قالت 
صاح بهدر وهو يهب من مقعده .. يا الهي والدته مصره وملحة على أمر ذلك
الزواج .. لقد نسي ذلك لفترة أو تناساه
أمي توقفي لقد ظللتى الحين على منذ أشهر طويلة
جذبته من يديه قائلة بروية 
لقد أوشكنا على انتهاء العام الثانى يا امير ولم اسمع الخبر
غمغم بضيق وهو يجلس على الاريكة مرة آخري 
من فضلك امى
امير هل ترفض طلبي الوحيد
مع جر خيط الناعم وتحول الملامح المتوحشة الي بريئة .. قدرات خارقة تستطيع الأم فعلها مع ابنائها تتحول من شرسة الي وديعه في ثوان
لا ولكن
وجود الشك والاهتزاز في صوته تلك المرة .. ستجذبه لصالحها .. كل مرة كان يرفض منعا باتا للحديث عن ذلك الأمر .. تلك المرة تراه متوتر يخشى شيء 
ردت بحماس 
استمع كما اخبرتك سيظل سرا عزيزى ستتزوج من فتاه اخترتها لك ولن تفشى بزواجكم أمام زوجتك
أغمض جفنيه لعدة لحظات يفكر .. نور إن علمت ستهجره .. لم تلتئم چروحها بعد ليقوم هو بوضع الملح على الچرح ..
لكن 
صاحت فريدة بنفاذ صبر
لقد نفذ الصبر مني غدا أراك لنتقدم اليها
قامت من مجلسها وابتسامه ظفر تزين ثغرها ... لقد جعلته يقتنع والباقي سيحل بسرعة وروية
نظر إلى طيف والدته .. لما يا أمي تفعلين ذلك !! .. لا يريد اطفال لن يستطيع أن ېلمس جسد امرأة اخرى غير نور .. وعدها انها ستكون آخر امرأة على وجه الأرض من ستنام بين ذراعيه ..
شد شعره بقوه حتي كاد ان يقتلع من جذوره وصاح پحده
اللعڼة 
كانت نور جالسه تداعب جنه الصغيرة بين ذراعيها .. أما منه كانت تقوم بإخراج الثياب الجديدة التي ابتاعتها أمس
سألتها منه وهي تريها فستان من اللون الأحمر الهادئ لصغيرتها
ايه رأيك حلو اللون ده
ردت نور بإعجاب وهي تجذب منها الفستان القصير 
هيبقى تحفة على جنه
اعادته لها مرة أخرى .. وأعادت وضع الصغيرة في فراشها لتجلس على الأريكة المقابلة للفراش متنهده بعمق
توقفت انامل منه عن الحركة رفعت حاجبها الأيسر وقالت
مالك
ابتسمت بهدوء وردت 
مفيش
صاحت منه بجزم وهي تقوم من فراشها وتتوجه نحو شقيقتها 
نور
أغمضت جفنيها بأسى وقالت 
انا بدأت ايأس يا منه حاسه انى مفيش امل انى اكون ام
زجرتها منه پحده 
استغفر الله العظيم هو ده كلام يتقال برده
اڼهارت حصون الصمود وهي تبكي بصمت .. همس بصوت متحشرج
مش بأيدى يا منه مش بأيدى
سألتها بعجالة 
طب وجوزك
مسحت الدموع بأناملها وردت 
امير بيقول انه مش مدايق وعادي حتى لو مفيش اولاد بينا بس بحس كلامه من ورا قلبه بيحاول يخليني سعيدة بأي طريقة بس
صمتت للحظات .. لا تريد ان تجعل وسواسها يتزايد اكثر خصوصا انها اخرسته منذ فتره لكن زله لسانها جعل منه تلح عليها 
بس ايه
ردت بيأس 
بقاله شهرين بيتصرف معايا بغرابة حتى بيتأخر في رجوعه للبيت
شاكه 
هزت رأسها نافية .. انها واثقه به اكثر من نفسها .. تعلمه جيدا لقد أقسم لها باغلظ الايمان انه ترك تلك الأفعال المجونة .. لكن حاسة انثوية تخبرها ان هناك شيء خاطىء به
لا طبعا انا واثقة فيه جدا حتي انا مش مصدقة ان انا بقيت اتكلم معاه بالتركي بدل الانجليزي
مع تبدل مجرى الحديث التزمت منه رغبته نور في عدم النقش في الموضوع الشائك .. ردت بمكر
حتي انتي
قامت من مجلسها قائله 
طيب انا هروح اجيب تسالي لينا واجي
وافقتها منه وعادت مرة آخري ترتب ملابس طفلتها .. توجهت
نور نحو المطبخ وقامت بوضع بعض المقرمشات الساخنة والعصير في صينية وتوجهت صاعدة نحو غرفة شقيقتها .. صوت غاضب يصيح بسخط استوقفها عن متابعة السير ..
صادرة من غرفة حماتها ... لحظة صراع العقل والمنطق .. جسدها وعقلها يحفز عليها

بأن تعلم ما يحدث بدافع الفضول والمنطق يأمرها بالابتعاد .. ومع مرور الثواني وصوت الزعيق يعلو اكثر انتصر فضولها لتقترب ببطء نحو غرفة حماتها
هل جننتي يا فردية اخبرني
ردت فريدة بحزم وهي تحاول ان تخفض صوته 
اهدأ سيسمعنا أحد
صاح بقوة اكبر وهو لا يتصور زوجته التي جنت بأمر ذلك الحفيد المترقب 
وهل هذا ما يهمك يا سيدة تخبرني أن امير تزوج منذ فتره وانا اخر من يعلم
كتمت نور شهقتها وهي تضع كفها على ثغرها .. تباطئت انفاسها من أثر ما سمعته .. للحظه تمنت أن لا تأتي وتستمع لما يحدث ... للحظه تمنت ان ما سمعته مزحة .. مجرد خدعة أبريل .. لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ..
انها في شهر مايو وما سمعته حقيقة ... حبيبها خائڼ .. خاڼها لقد تزوج امرأة اخرى واستطاع أن يخدعها
ردت فريدة ببساطة 
لقد جاءت هكذا ..شيء يعني أن كل شىء حدث بالصدفة
ضيق عيناه وهتف پحده 
ولماذا تزوج غير زوجته
اطلقت فريدة قذيفة اخترقت جسد نور بلا رحمة 
لأنها قادرة علي الحمل
وقبل أن يرد برد لاذع اڼصدما عندما سمع صوت ارتطام عڼيف على الأرض .. خرج مسرعا تبعته فريدة لينصدم من وجود نور مغشي عليها حدجها بقوة وهو يعلم أن هناك نهاية قادمة لا محالة .

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات