رواية جواز اضطرارى (كاملة من الفصل الاول الى الفصل الاخير ) 'بقلم هدير محمود'
كده
بس الۏجع ده مش طبيعي ده زيادة
لا عادي أنا كده بقالي فترة
قد أيه
يعني من حوالي كام شهر وأنا كده
وليه يا مريم مكشفتيش مش فاهم
لأ ملوش لازمه عادي
طيب بعد ما تخلص خلينا نعمل فحوصات وأشعة ونطمن
مفيش داعي
أدهم بحزم متهيألي أن ده تخصصي وأنا اللي أقول أيه المهم وأيه اللي لأ ودلوقتي بقا لازم حضرتك تاخدي حقنة مسكنه مش هينفع كده
لا صدقني مش عايزة بس ممكن تعملي حاجة دافيه
لو سمحت
أمام توسلاتها وضعفها لم يريد الضغط عليها أكثر ذهب للمطبخ وقام بعمل مشروب القرفة الدافيء الذي يعمل على تهدئه التقلص ..وحينما عاد إليها وجدها مغمضة العينين على الأريكة تعتصر بطنها بيدها شعر بأنها تتألم كثيرا من انقباضة وجهها ف أحضر بضع مناديل ورقية وجفف عرقها حاول أن يحملها لتنام على فراشها لكنه شعر بتوتر شديد فلم يفعل.. في المرة الأولى حينما أغشي عليها حملها ك طبيب لكن الآن لا يستطيع قلبه أصبح يوخزه من أجلها..يالها من طفلة بريئة وهي نائمة وهو يتأملها فتحت عينيها فارتبك ونظر في الإتجاه الآخر قائلا
مريم باشمئزاز قرفة ! يعني من كل الأعشاب ملقتش إلا القرفة ! أنا مبحبهاش
بقولك أيه بلا بحبها بلا مبحبهاش مفيش نقاش يا القرفة ياالحقنه اختاري
مريم وقد زفرت بغيظ قائلة هات القرفه
أدهم بابتسامة منتصرة اتفضلي
امسكت الكوب بين راحتيها وحينما أتتها رائحة القرفة نظرت له باشمئزاز قائلة
ريحتها صعب أوي لو شربتها هرجع
على فكرة ريحتها تحفة أنتي مبتفهميش حاجة دوقيها بس وأنتي هتحبيها
هو عشان أنتا بتحبها الناس كلها لازم تحبها
طب دوقيها يا ستي بس هتعجبك وهتريحك ولو معجبتكيش اعتبريها علاج حلو أو وحش هتاخديه
بدأت مريم بإرتشاف بضع قطرات من مشروب القرفة على مضض وكان أدهم ينظر إليها مشيرا بيده لأن تكمل و ترتشف رشفه أكبر ..وبعدما بدأت في احتسائها وتذوقتها جيدا شعرت بأنها ليست سيئة لهذه درجة بل طعمها لذيذ ومع انتهاء الكوب بدأت تشعر براحة نسبية ..وفي تلك الأثناء مد أدهم يده إليها ليأخذ منها الكوب الفارغ ونظر لها متسائلا
ها أحسن
أه الحمد لله
طلعت وحشه بقا
يعني مش أوى
كدابه أوى ..باين أنها عجبتك قولي قولي متتكسفيش
ماشي حلوة خلاص ارتحت
أيوه كده ..صحيح أنتي كلتي
أنتي بتهزري أزاي يعني تقعدي من غير أكل لحد دلوقتي
لما باجي أكل بطني بتوجعني والتقلصات بتزيد
وفي تلك الاثناء رن جرس الباب نظر أدهم باستغراب متسائلا
مين هيجي دلوقتي
تذكرت مريم أنها قد اتصلت بالصيدليه لأحضار فوط صحية ..شعرت بالحرج الشديد منه ف لم تعلم ماذا عليها أن تخبره ..قام أدهم ليفتح الباب وقبل أن يذهب أخبرته أن ينتظر لأنها هي من طلبت أشياء من الصيدليه فأشار لها أن تجلس هي وأنه سيذهب ليفتح الباب ويحضر لها ما أرادت وبالفعل فتح الباب وأحضر لها شنطة الصيدليه ونظر لها متسائلا
شعرت بالحرج الشديد ولم تعلم بماذا تجيبه لماذا هو غبي اليوم لهذه الدرجة أين فراسته المعهودة أم أن كل الرجال في مثل تلك المواقف يصابون بالغباء ! نظرت له قائلة
أدهم أنتا بقيت ذكي أوي النهارده
اشمعنا
مش مهم جايبة حاجات خاصه
هرش في رأسه وكأنه تذكر شيئا ثم أجابها آسف آسف معلش مش متعود على كده بقالي كتير مفيش ستات ف حياتي
يا سلام هو أنتا بتشتغل غير مع الستات
لا الشغل حاجة والحياة الشخصية حاجة..وبعدين مكلمتنيش ليه وقولتيلي أجبلك اللي أنتي عايزاه
لا طبعا
ليه لأ طبعا يعني تتكسفي مني أناا ومتتكسفيش من الصيدلي وبعدين راجل غريب يجيلك لحد البيت وأنتي لوحدك ده مش أمان طبعا
لا مقدرش اقولك أولا اتكسف ..ثانيا هتقعد تقولي كلامك المستفز بتاع بتتلككي عشان تكلميني ومعرفش أيه ..ثالثا بقا أنا أصلا مش طايقاك
ابتسم أدهم رغما عنه لصراحتها الشديدة ولطفولتها وهي تخبره بأنها مش طايقاه على حد تعبيرها
مش طايقاني ليه بس
والله! أنتا مش عارف قالتها بغيظ
خلاص بقا خلي قلبك أبيض على العموم أنا آسف
أبيض ده أنتا خليته أسود ومنيل بنيله ..وبعدين آسف ديه أصرفها منين
أسود ومنيل ب نيلة يا نهار عل الألفاظ ..وبعدين في بنك الاعتذرات على أول الشارع ممكن تصرفيها منه
دمك خفيف أوي ..اسمع يا أدهم أنا مش هستحملك كده كتير لو سمحت طول الفترة اللي احنا متجوزين فيها ثق فيا زي ما أنا بثق فيك بلاش اټهامات عمال على بطال وبعدين كلامك بيبقا صعب أوى وكله أهانات وأنا مقبلش كده أنا مستحملة عشان عمي بس لكن أنتا فظيع متتعاشرش والله
بالراحة شوية أهدي أنتي هتطلعي هرموناتك عليا
..على العموم عندك حق وقولتلك أنا آسف هحاول والله اشتغل على موضوع الثقة ده بس موعدكيش إني هعرف أعمله بس هحاول
لسه هتحاول
والله وطلعلك نفس اشكريني بقا
شكرا
طيب أنا هقوم أحضرلك أي حاجة عشان تاكلي
هتاكل معايا
أشمعنا
أنا مش بحب آكل لوحدي
حاضر هاكل معاكي
ذهب أدهم للمطبخ وتوجهت مريم للحمام وفي أثنااء خروجها شعرت بدوار شديد يجتاحها استندت بيدها على الحائط ونادت أدهم
أدهم
..أدهم الحقني
فزع أدهم من استغاثتها وهرع إليها قائلا
في أيه مالك
دايخه أوى حاسة الأرض بتلف بيا
أكيد الضغط وطي من قلة الأكل
طوقها بذراعه خلف ظهرها وامسك بيديها حتى أوصلها ل غرفتها
هروح أجيب جهاز الضغط وأجيلك ثواني
ماشي
ذهب وعاد سريعا وبدأ في قياس الضغط شعر ببرودة يديها
ضغطك واطي أوي يا مريم وحتى النبض ضعيف أنتي بتهزري حرام عليكي نفسك والله
بس أنا أصلا طبيعتي ضغطي واطي
طيب هقوم أجيب الأكل بسرعة وبعدها ابقى أديكي حاجة تعلي الضغط شويه
طيب
ذهب سريعا وأحضر الطعام على صينية العشاء ووضعه أمامها على الفراش
اتفضلي كلي
وأنتا مش قولت هتاكل معايا
مش لما اطمن أنك كلتي الأول
لأ مش هاكل غير لما تآكل معايا الأول
أمري لله اتفضلي
وبعدما فرغا من أنهاء طعامهما نظر لها قائلا بصوت ملؤه الحنان
وهي الأمانه ديه في الأكل بس
أنا عارف إني جيت عليكي كتير بس صدقيني ڠصب عني أنا مريت بظروف صعبة غيرتني كده أنا عمري ما كنت شكاك ولا عڼيف كده أنا مش هقدر أحكيلك ظروفي ديه بس عايزك تعذريني وحاولي دايما تبقي واضحة وصريحة معايا
ومين قالك أن أنا كمان معدتش عليا ظروف أصعب منك بس أنا مش بعمل زيك
صدقيني عمر ظروفك ما هتكون زي ظروفي وكمان احنا مش زي بعض ردود أفعال البشر مش كلها واحده المهم تسامحيني
هو احنا هنتطلق أمتا
مستعجلة أوى تخلصي مني
لأ مش كده أنا تعبت من الحياة اللي ملهاش ملامح محتاجة استقر أعيش في هدوء وسلام نفسي اعرف دنيتي هتمشي أزاي
في ترتيب كده ف دماغي بس مش كامل لما يكمل هقولك عليه
ترتيب أيه
يارب ارحمني ..هو فضول الستات ده عندكوا كلكوا بنفس الشكل كده
الله مش لازم افهم
قولتلك لما
يكمل في دماغي هقولك لأنه مجرد فكرة مش كامله هظبطها وأقولك
ايوه يعني...
قاطعها قائلا بنفاذ صبر ميعنيش اتفضلي بقا نامي تصبحي على خير
وأنتا من أهله
وقبل أن يخرج من غرفتها هتف بأسمها مريم
نعم
أدهم بحنان حاسة أنك أحسن دلوقتي
أه الحمد لله
خدي أجازة بكرة أحسن
مش هينفع للأسف لأني كنت أجازة النهارده عل العموم متقلقش بكره هبقا أحسن بإذن الله هو الۏجع بيكون أول يوم بس
أنا مش قلقان عليكي مين قال إني قلقان أنا بتكلم بس عشان متجيش فنص اليوم تقوليلي روحني وأنا مش فاضي عندي شغل كتير
أعوذ بالله منك أنا هقوم أنام وعلى العموم لو تعبت مش هكلمك ولا هقولك روحني
أمال هتخلي خالد يروحك
ياربي تاني.. تاني يا أدهم ..تصبح على خير
وأنتي من أهله
لا يعلم لما ألقى تلك الجملة السخيفة في نهاية حديثه معها كأنه شعر بالألفة معهاأثناء تحاورهما ولذلك أراد أن يعاقب نفسه ويعاقبها ويخبرها إنه لا يحمل تجاهها أي شعور بالحب أو حتى مجرد الألفة والونس لحديثها ....
وفي الصباح استيقظ هو أولا وتركها دون أن يوقظها حتى تستيقظ بمفردها ثم عرض عليها أن يوصلها بسيارته فرفضت وأخبرته أنها بخير وتستطيع أن تسوق بمفردها ..ذهب كلا منهما لعمله ظنا منهما أنه سيكن يوما مثل باقي الأيام لكن اليوم لم يمر على أدهم هكذا ..
بينما كانت مريم في العمليات تجري عملية جراحية لمريض مع طبيب أخر زميل وبعدما أنهتها وجدت نور بالخارج تخبرها عما حدث مع أدهم
نور متسائلة عرفتي اللي حصل مع دكتور أدهم
أدهم ! لأ معرفش ..أيه اللي حصل
كان بيعمل عملية ولادة قيصريه لكن الحالة ماټت للأسف واتحول للتحقيق
مريم بفزع حصل أمتا الكلام ده
من ساعتين تقريبا
وأدهم فين دلوقتي
بيتحقق معاه
وفي تلك اللحظة سمعت مريم موظف الاستقبال يقول دكتورة نور ودكتورة مريم مطلوبين في الاستقبال
علمت أن هناك حالة طارئة وهي ونور تم طلبهم للتعامل مع الحالة وكانت تحتاج لعملية جراحية في الحال دلفت مريم العمليات محاولة ألا تفكر فيما حدث ل أدهم حتى انهت العملية التي استمرت أكثر من ساعة ونصف وحينما خرجت وجدت سيف أمامها ف هرعت إليه لتسأله عن صديقه لعله يعلم أي معلومة يخبرها بها
دكتور سيف تعرف حاجة عن اللي حصل مع أدهم
أه هو كان بيعمل عمليه ل حالة كانت بتولد هو أنقذ الجنين بس الست للأسف ماټت
وأدهم كان السبب ولا أيه اللي حصل
لا أدهم مغلطش في حاجة انتي عارفة أن في حالات نادرة السائل الأمينوسي بيتسرب للأم ف الجسم مش بيفهمه ف بيهاجمه ف الحالة بټموت في دقايق ومبيبقاش قدام الدكتور إلا لحظات يا أما ينقذ الطفل يا أما الجنين والأم الاتنين هيموتوا.. وعشان كده التحقيق اتحفظ مع أدهم لأنه محصلش منه أي خطأ طبي
طب وأدهم فين دلوقتي
روح بس الواضح أن حالته النفسية وحشة جدا حاولت اخليه يقعد معايا شوية لكن مرضيش وأصر يروح ..ياريت تحاولي تساعديه يخرج من الحالة ديه أدهم لو فضل في الحالة ديه مش هيعرف يرجع شغله بشكل طبيعي تاني
بإذن الله ..أدهم قوي واحنا دكاترة وده وارد في شغلنا ..على العموم أنا هتكلم معاه وربنا يسهل بعد أذنك
اتفضلي
كان وقت عملها قد انتهى ف عادت سريعا إلى بيت أدهم وجدته في غرفته وهي مغلقة ترددت كثيرا وفكرت ماذا عليها أن تفعل تتركه بمفرده أم تتحدث معه وتتحمل أي انفعال منه ..لكنها شعرت أنه قد يحتاج بعض الوقت ليجلس مع نفسه فقررت أن تتركه حتى يخرج من غرفته وانتظرت لأكثر من ثلاث ساعات لكنه لم يخرج فقررت ألا تتركه أكثر من ذلك ف طرقت باب غرفته عدة طرقات فأجابها بصوت متحشرج تشعر وكأنه باكي لم تحاول أن تظهر أي عطف في صوتها حتى لا تثير غضبه نادته قائلة
أدهم الغدا جاهز يلا عشان نتغدا
لا شكرا مش عايز.. اتغدي أنتي
أدهم ممكن أدخل
لأ
لو سمحت
لأ يا