رواية عِش العراب 'قماح وسلسبيل' (كامله من الفصل الى الفصل الأخير) بقلم 'سعاد محمد سلامه'
ألقى المنشفه على أحد المقاعد وخلع عنه ذالك المئزر القطنى وتمدد هو الآخر على الناحيه الآخرى للفراش كانت سلسبيل تعطى له ظهرها
إقترب منها ووضع يده
على كف يدها إرتجفت يد سلسبيل
سخر قماح يقول أول مره أشوف حد زعلان ينام بسرعه كده ديرى وشك ليا أنا متأكد إنك مش نايمه
بالفعل إستدارت سلسبيل بوجهها له
ضحك قماح بسخريه يعيد كلمتها الاخيره مقهور
نظرت سلسبيل لوجه قماح لأول مره تراه يضحك رغم أنه يتهكم عليها لكن كان وجهه وسيم وهو يضحك
هو لديه يقين أن سلسبيل تكرهه وتكره تلك العلاقه بينهم تمتثل لها ڠصبا
تركها وعاد ينام على ظهره وكلمه واحده يرددها عقله
قبل قليل بالمندره
نظرت هدايه الى رباح الذى يجلس جوار زوجته ويضعان ساق فوق أخرى ضايقها طريقة جلوسهمت هكذا هذا وليس فقط ما ضايقها بل تدخين رباحتحدثت له پحده
نهضت زهرت قائله فعلا أنا تعبانه شويه وكنت لسه هقول لرباح نطلع شقتنا بس إنكسفت لتقولوا إن بدلع عشان حامل ومش حابه أقعد مع العيله وأفرق جمعها بعد قماح ما خد سلسبيل وطلعوا هما عرسان جداد وليهم عذرهم
عليهاخليه يبطلها حتى عشان صحته
تصنعت زهرت البراءه وقالتوالله بحاول معاه يا جدتى وإسأليهحتى قولت لها يبطلها حتى لو مش خاېف عليا ېخاف على الجنين اللى فى بطنى
رغم شعور هدايه بتصنع زهرت لكن نظرت ل رباح قائله بتوريه
بتسمع كلام مراتك فى كل شئ إسمع كلامها فى ده وبطل اللى دلك عليهاودلوق تصبح على خير
بينما تنحنحت عطيات وقالتنقوم أنا وحماد بقى نروح دارنا حتى عشان مچاهد
تحدثت هدايهصحيح نسيت أسألك عن مچاهد مجاش النهارده ليه
ردت عطيات بصعبانيه مصطنعهإنتى عارفه إنه مريض بالصدر وكان تعبان شويه وجالى روحى إنتى عادة الحجه هدايه متجطعيهاش واصل
رد ناصرأيوه يا أمى و حجزت عنده بعد يومين
ردت هدايهتمام يبجى خد مچاهد ومعاكم حماد ورحوا للدكتور ده يمكن ربنا يچيب الشفا على يده
ردت عطيات يتآمينيارب يشفى مچاهد ده هو دنيتىهى الست مننا ليها غير
راچلها هو راحتها وجيمتها وسط الخلق
غادرت عطيات مع حماد الذى كان يود البقاء أكثر والحديث مع هدىلكن لو بقيربما تحرجه هدايه
تحدثت هدايه قائله بود وهى تنظرل نهلهوانتى يا نهله تعبتى أنتى والبنات النهاردهيلا خدى ناصر وهدى وأطلعوا إستريحواتصبحوا على خير
تبسمت هدى وإقتربت من هدايه وقبلت يدها بإحترام ومحبه قائلهوأنتى من أهل الخير يا جدتى
غادرت نهله أمام ناصر الذى تبعها هو وهدى يتحدثان سويا
نظرت هدايه للنبوى قائلهوأنت كمان يا نبوى روح شجتك تصبح على خير
تبسم النبوى وأنحنى يقبل يد هدايه قائلاتلاجى الخير دايما يا أمىيلا يا محمد بوس إيد جدتك وخلينا نروح شقتنا يلاقدريه
بالفعل قبل محمد يد هدايه التى دعت له بمحبهبينما تهكمت قدريه بداخلها تقولمفكره نفسها ملكه والكل عمال يوطى يبوس يدهامعرفاش هتفضل فرعون لحد إمتىلكن طبعا رسمت الخنوع وغادرت المندره
غادر الجميع المندره إنفض الجمع الذى يحدث أسبوعياتبسمت هدايه لديها أبناء وأحفاد يسمعون كلمتها بحب لكن فجأه غص قلبها فهنالك عقارب قد تستغل الظلام وتفتعل فرقه بين هذا الجمع من الأبناء والأحفاد تخشى أن يحدث صدع بينهم يصعب عليها ترميمه
بشقة النبوى
نظر النبوى له وقال بنبرة تهكم
ياربوفعلا بتتعبى أنتى جوى اليوم ده من التنظير عالشغالات وكمان نهله مرت ناصرويمكن إنضم ليهم سلسبيل بعد ما بجت مرت قماحعالعموم أنا هلكان هغير هدومى وأنام
إبتلعت قدريه حديث النبوى وقالت بتساؤل أنا أستغربت إنت كنت خرچت من الدار بعد العصر ومرجعتش غير قبل العشا بشويه كنت فين
رد النبوى بحزم وقطع كنت مع تاچر من اللى بنتعامل معاهم وأظن شغلى مالكيش فيه صالح هروح أغير خلجاتى فى الحمام
ذهب النبوى للحمام وترك قدريه لغلول قلبها تعتقد أنها مظلومه بهذا المنزل وقالت كله منك يا نبوى لو كنت عامل ليا شآن مكنتش هدايه فى يوم جدرت تفرد نفسها عليا لكن من البدايه أنا المحقوقه ياريتنى كنت زمان لما إتچوزت عليا جتلتك كنت حسرتهم الإتنين عليك وجتها وشفيت غليلى وحسرتى اللى شيلتها فى قلبى سنين طويله حتى بعد ما ماټت الأغريقيه قلبك لسه متعلق بيها وعملت المستحيل عشان ولدها يرچع لهنا من
تانى عشان يفضل يذكرك بيها إبنها اللى فضلتوه على ولدى
رغم إن هو البكرى حتى فى الچواز ربنا قسم له يتجوز من بنت أخوك اللى متوكده إن هدايه بتخطط تركبها الدار من بعدها بس مش هيحصل ده أبدا لازمن آخد مكانتى الحقيقه فى دار العراب إن الكبيره هنا
بينما
بشقة رباح بعد قليل
أبدلت زهرت ملابسها بآخرى مناسبه للنوم وصعدت للفراش كذالك فعل رباح وصعد هو الآخر للفراش جوار زهرت وضمھا لصدره
مثلت زهرت القمص قائلهشايف جدتك والعيله لما قولت لهم إنى حامل ولا فرق معاهم إزاى انا كنت متوقعه رد فعل تانىوأهو أنت شوفت بعنيك حتى قماح وسلسبيل يادوب قالولى مبروك وشكلها طالعه من تحت درسهمطبعا
كان نفسهم يسبقونا ويخلفوا قبلناحتى عمتى قدريه طبعا مش مبسوطه ماهى كانت من ضمن المعارضين لجوازك منى كانت عاوزه واحده تانيهبنت حسب ونسب عن أخوها حتى جدتك زى ما تكون مش مصدقه دى كان ناقص تكدبنىعالعموم ده مش فارق معايا
ضمھا رباح قائلالاحظت ده كلهبس عارفه مش حاطه فى دماغى فرحتى إنم حاملخلتنى أطنش للباقينالفرحه دى تخصنا إحنا بس يا حبيبتىوبكره لما ولدنا يجى للدنيا وقتها هيتعمل له ألف إعتبار هيبقى الحفيد الأول للنسل الجديد للعرابينوڠصب عنهم هيبقى الكبير من بعد بابا
تبسمت زهرت ووضعت يدها على بطنها وقالت برياءيارب يجى بالسلامهمعرفش ليه جوايا إحساس وخاېفه منه
تعجب رباح يقولإحساس أيه ده
ردت زهرت بدمعه خادعهعندى إحساس إن حملى مش هيكملمعرفش ليه وخاېفه قوى أفقد الجنين دهوكمان خاېفه من حاجه تانيه لو حصل وفقدت الجنين ده
رد رباح بلهفهبعيد الشړ ربنا يكمل حملك بخير وتقومى بولدنا بالسلامهوأيه كمان الحاجه التانيه اللى خاېفه منها دى
ردت زهرت بدمعهخاېفه وقتها إنت كمان تتخلى عنى
تعجب رباح يقولأتخلى عنكأنا عمرى ما أتخلى عنك يا زهرت إنتى عارفه
أنا بحبك قد أيهورفضت أتجوز غيركشيلى الأوهام دى من دماغكإن شاءلله ربنا هيتمم حملك على خير ويجى ولدنا يكمل عشقنا لبعض
تبسمت زهرت ووضعت يديها حول وجه رباح وقالت بلغة عشق خادع تجيدها على ذالك الأحمقربنا يخليك ليا يا حبيبي طول العمر ويرزقنى منك بدسته ولاد وبنات ويكونوا بنفس حنيتك
رحب بها كثيراوأراد المزيدلكن زهرت تمنعت ودفعته عنها قائله بتمثيل الخجل
مش هينفع اللى فى دماغك يا رباحالدكتوره إمبارح وأنا عندها قالتلى بلاش الفتره دىعلى الحمل ما يثبتأنا سيبتك إمبارح عشان مزعلكش وانت فرحان بخبر حملىلكن كنت تعبت وإتصلت عالدكتوره وقالتلى بلاش العلاقه الفتره دى
تبسم رباح يقول بقبولتمام ياقلبي إسمعى كلام الدكتوره عشان صحة ولدناوانا ها هستحمل ڠصب عنىيهمنى صحتكم
تبسمت زهرت وقالتوصحتك إنت كمان قولى الصداع عمل معاك أيه دلوقتي
رد رباحلأ تقريبا الصداع راح وبقيت أحسن بعد ما خدت حبيتين من العلاج اللى جبتيه لياشكل مفعوله سريع
تبسمت زهرت قائلهقولتلك انا مجربه الدوا ده قبل كده وكنت لما بحس بصداع كنت باخد منه بس بعد كده ممنوع آخد منه
تعجب رباح يقول ممنوع ليه
ردت زهرت علشان الحمل يكمل بخير ممكن يكون للدوا ده تآثير عالحمل لو أنى مش خاېفه من تآثير الدوا ده قد خوفى من التعابين اللى فى العيله اللى شكلهم مستكترين علينا إننا نخلف حتى هدايه أنا زعلت قوى لما زعقت لك على شرب السجاير تفتكر لو قماح اللى كان بيشرب سجاير كانت هتزعق له هى هدايه كده زى كل اللى فى البيت ده بوشين
رد رباح فعلا كل اللى فى البيت ده بوشين بس محدش يهمنى منهم كل اللى بهمنى إنتى وإبننا وبس
بعد مرور أكثر من شهر
بعد إنتهاء الفطور وذهاب الجميع الى وجهته للعمل
ذهبت سلسبيل الى ذالك الاتلييه الصغير الموجود بحديقة المنزل بدأت بنحت بعض النماذج بأحد أنواع الطين المخصص لصناعة التماثيل دخلت هدى عليها ببسمه تقول بمزح
سلام قولا رحيم أعوذ بالله من ڠضب الله
تبسمت سلسبيل قائله مالك محسسانى إنك داخله معبد وثنى
ضحكت هدى قائلهوهو المساخيط اللى فى الأتلييه دول أيه مش شبه الأصنام بتاع الكفار بتوع زمان
ضحكت سلسبيل قائلهلأ ده بيندرج تحت فن تشكيلىزى معابد الفراعنه كدهحتى أنا مقلده كذا نسخة منحتوتات زى اللى فى المعابد اللى فى الأقصر وأسوان
نظرت هدى لتلك المنحوتات وقالت بإنبهارتصدقى فعلا أنا لما روحت رحله للأقصر وأسوان شوفت تماثيل زى دى بالظبطوالله أنتى موهوبه بجد ولازم تعملى معرض خاص بالمنحوتات دى
تبسمت سلسبيل قائلهنفس كلام همس الله يرحمها كانت بتقولى كده رغم إنها كانت بتضايق مننا لما حد يقولها يا هاميس
علشان الاسم فرعونى قديم
غص قلب هدى وقالتهمس وحشتني قوىأوقات بتمنى المۏت عشان أشوفها وأسألها ليه إستسلمت مدفعتش عن نفسها قدام العيله أنا متأكده أنها مستحيل كانت تغلط الغلطه دى بمزاجها
ردت سلسبيل وهى تحتضن هدى قائلهبعيد الشړ عنكربنا يخليكي لياوانا كمان متأكده إن همس مستحيل كانت تغلط الغلطه دى بخاطرهاوتعرفى إن همس جت لى كذا مره فى الحلممعرفش ليه
قالت سلسبيل هذا وحكت لهدى على رؤيتها لهمس بالحلم على هيئة فراشه وتمسك
كارم بها
أمام العاصفه
لم تتعجب هدى وقالت بتلقائيهيمكن عاوزه تديكى إشاره تثبتى بها برائتها
بنفس الوقت بنفس الكافيه ب بنى سويف
كان كارم يجلس يتحدث مع أحدهم يتفاوض معه على شراء ذالك الكافيهتفاجئ بقوله
بصراحه الكافيه ده مش بتاعى أنا مجرد مديره فقط وأنت لما سبق كلمتنى على شړاه أنا روحت لصاحبة الكافيه نفسها وقولت لهاوعلشان كده إديتك ميعاد النهارده نكمل كلامنا معاهاوهى أهى وصلت
تبسم المدير ووقف بأحترام يستقبلهاكذالك وقف كارموأندهش مبتسما بشعور الألفه لتلك الصغيره المصاحبه لصاحبة الكافيه التى