رواية ثراج الثريا (جميع فصول الروايه كامله ) للكاتبة سعاد محمد سلامة
بعيد عنها
برزت لمعة عين ولاء وهي تفكر ماذا لو فعلت مثلما حدث سابقا مع عمران وأدخلت الشك برأسه من ناحية رحمه ماذا لو فعلت ذلك مع ثريا وأدخلت الشك برأس سراج بالتأكيد وقتها قد تكون مساومة منه لها قبل أن يقصيها بأذلال
مساء
ب دار العوامري
دلفت ثريا الى الدار
لكن توقفت ولاء أمامها حين رأت سراج ينزل على درج السلم لكن كان بعيد قليلا تحدثت لها بإستهجان
نظرت لها ثريا بإستهزاء
أنا وش الشوم يارب عقبال ما أبقي وش الشوم وأطهر دار عمران العوامري من وباء
إغتاظت منها ولاء وحين
إقترب سراج منهن إدعت البكاء وقالت بإفتراء
إكده إنت زي بتي برضكوكتر خيرك
لاحظ سراج الذي إقترب بكاء ولاء المصطنع لكن لم يفهمحين نظر الى ثريا التى تنظر له بإستبياع
فى إيه بيحصل هنا واقفين كده ليه
أجابته ولاء برياء وبكاء
انا كل اللى جولت لها إنت لساك عروسة جديدة مكنش لازمن تخرجي من الدار
هبت فيا وتجولى إنى بحشر نفسي فى اللى ماليش فيهأنا مش جاعدة إهنه ولا دقيقهأنا مش على آخر الزمن تجي حتته عيله وتقل ادبها علي
سمع عمران حديث ولاء وتعصب وإقترب منهموقال بتعسف
أخفت ولاء بسمتها بينما لم تذهل ثريا من كڈب ولاء وإدعت عدم المبالاة لكن سراج قطع بقية حديث عمران وجذب ثريا من يدها پغضب وتوجه نحو الخارج أرغمها بالسير معه نحو تلك السيارة وجعلها تصعد لها ڠصبا
بينما لمعت عين ولاء ببسمة ظفر لا حظتها فهيمة هزت رأسها بآسف تلك المتسلطة تحيك مؤامرات وجديرة بتنفيذها تستفز ثرياوثريا تقع ببراثن الڠضب
توغل بها قليلا ثم توقف بالسيارة التى إفتعلت عاصفة ترابيه سرعان ما ترجل سراج من السيارة ظلت هي لوقت لاحظت فتح سراج لصندوق السيارة من الخلف لم ترا ماذا أخذ منها وعاود إغلاق الصندوق بقوه إفتعل صوتا عاليا لم تبالي وظلت جالسه الى أن إقترب من الباب المجاور لها وقام بفتحه پغضب قائلا بأمر
إمتثلت ليس لغضبه لكن فضول ترجلت من السياره نظرت حولها كان الظلام على مدى البصر وصوت عواء ذئاب من بعيد لا تنكر ذاك الخۏف الذي دب فى قلبها فالمكان مظلم وموحش
لولا إنارة اضواء السيارة لكان معتما لاحظت ذاك الحبل المصنوع من الخيش الخشن بيد سراج زاد فضولها لكن لم يستمر كثيرا حين جذب إحد يديها بقوهوقام وربط عقدة حول معصمهاوكذالك فعل باليد الأخري قيدها بإحكام رفعت عينيها نظرت له كان يخفض وجهها
إمضي عالتنازل ده
نظرت الى ذاك الورق وفهمت أن هذا ټهديد آخر لها ضحكت قائله
كل الشو اللى عامله ده عشان أمضي عالتنازل سبق وقولت لك مش هتنازل عن الارض يا سراج
توقفت قليلا عن الحديث رغم الړعب الذي بقلبها لكن تشجعت بقوة واهيه قائله بإغاظة
مكنتش أعرف إن رومانسي جايبني مكان هادي والنجوم طالعة هو بس القمر اللى غايب وكمان أصوات الديابه الهاديه اللى جايه من بعيد عامله جو شاعري
أصابت ثريا واثارت ڠضب سراج لكن سرعان ما علم أن المحتالة تمتلك صفة أخري وهي الإستفزاز
نظر يفكر للحظات الى ثريا الجاثيه أمامه ثم إتخذ قرار آخر
جذبها من عضد يدها بقوه كى تنهض معه بالفعل إستجابت ونهضت واققه شعرت بآلم بيديها المقيدتان بسبب جذبه لمقدمة الحبل الذى بيده بقوه يرغمها للسير خلفه رغم آلم يديها بسبب خشونة الحبل على معصميها لكن كالعادة تتحمل وتظهر عكس ضعفها قائله بإستبياع
أيه غيرت
رأيك ومش هتسيبنى هنا فى الجبل للديابه تاكلني أساسا مبقاش فى ديابه خلاص فى الجبل ده كان زمان دلوك الديابه بجت تخاف من البشر بالك أمى بتسمع تمثلية ذئاب الجبل عشان آخر حلقه تسح عياط فى المشهد اللى بترجع فيه ورده والسلوموشن اللى بيحصل وصدى صوت الأخوات وهما بيقولوا
وردددده بدااااار
وأنا بقى بقعد أضحك أصل أمى طيبه وجلبها طيب ناسيه إن فى نوعيه زى خالي مختار الواطي اللى حرمها هي وخالتي من الورث فى أرض چدى الله يسامحه هو كمان قال أيه الحريم مش بتورث فى الأرض أهو عشان والس وكال حق أمى وخالتي ربنا مش محلله وأهو المتعوس إبنه هيضيع كل اللى خده بالحرام إنت بالتوكيد غيرت خطتك هتدفني صاحيه مش إكدهبس إكده أهلى هيشاركوك فى الأرض وممدوح أخويا مش بعيد يطلع واطي زى خالي ويقولك حقي بشرع الله
شعر بضيق أبطئ حركة سيره قليلا ثم قال وهو يعطي لها ظهره
لاه أنا مش ھدفنك دلوك أنا هكمل جوازنا وهخليه فعلي وأخلف منك ولد وهو يورثك والأرض وجتها هترجع كامله ليا
ضحكت بعبث قائله
منين جالك إنى هخلف ولد مش يمكن أخلفلك بنت ووجتها برضك هتلاقى اللى يشاركك فى الأرض أو يمكن مخلفش خالص الله أعلم مش يمكن بيا عله ما أنا كنت متجوزه قبل إكده وفضلت مع چوزى أربعين يوم قبل ما يتجتل ومحبلتش مع العلم أنا كنت زى النسمه الرقيقه ومهنياه ومفيش مره حسيت حتى بمغصيعني ممكن تنتظر لوجت طويل هتقدر تتحملني
توقف مره واحده وجذب الحبل بقوه لإنشغالها بالحديث لم تنتبه وإصطتدمت به
لحظات كانت تبعث لقلبه ذبذبات خاصه وهى بحضنه كذالك هى صمتت كادت أن تكمل بقية عبثها بالحديث لكن هو نفض تلك الذبذبات وجذب ذالك الوشاح الذى فوق رأسها وقام بعقده حول فمها وأنفهاكادت تختنق لكن إنتبه سريعا أزاحه عن أنفهاوأكمل سير حتى إقترب من مكان ركن سيارته وفتح بابها الخلفى وضغط على رأسها بقوه حتى إنحنت وأدخلها الى السياره ثم صفق باب السياره پعنف قائلا
دلوك عرفت ليه إنت محاميه فاشله وعمرك ما هتكسب قضيهوحلال عليك ضړب الوليه اللى ضربتك بعد ما خسرتها آخر فرصه فى قضية إبنها لأنك مش شاطره غير فى الرغي كتير على الفاضي
ضحكت رغم شعورها بآلم فى يديها قائله
عادي قضية وخسرتها طول عم
بخسر مش جديد عليا
تعرف يا سراج أنا عايشه آخر قضية فى حياتي ومستحيل أخسرها لآن لو خسرتها أبقى بكتب نهايتي
نظر لها وإستهزأ بإستقلال سائلا
ويا ترا أيه هى بقى القضية دي لأنى متأكد إنك هتخسريها زي العادة
ضحكت ثريا قائله بعناد وتصميم
قولتلك دي آخر قضية مستخيل أخسرها
عارف ليه
لأن قضيتي هي هزيمتك يا سراج
أنت قضيتي الأخيرة
﷽
السرج الثالث عشرضحكات موجوعة
سراج الثريا
ترك النظر لعينيها لينتهي ذاك الحديث الدائر الذى كان بالعيون بينهمكل منهم لم يسمع جواب الآخرعلى السؤال الذي برأسه كانت فقط مجرد نظرات إنتهت وكل منهم نظر أمامه نحو الطريق الذى مر وكل منهم يسأل عقله لما دخل بذاك الزواج
ولا جواب مفيد يعطي سببا كان
لكل منهم وجهة نظرلكن إكتشف أنهما يشعران بسراب
بسبب الإرهاقإضجعت ثريا برأسها على مسند المقعد غفت عينيها دون وعي منهابينما سراج كان منتبها للطريق الى أن إختلس نظرة نحوهاتفاجئ بها تغمض عينيها في البداية ظنها فقط كذالك لكن مد يده سحب ذاك الوشاح عن فمها لم تعطي رد فعل مازالت تغمض عينيهالوهلة تأمل النظر لهاملامحها مغايرة لطباعها
ملامحها وهي نائمة ناعمة تشبة براءة
الأطفالعكس طباعها المتمردةلا بل المحتالة المستفزة
شتان بين ملامح وجهها الناعمةوطباعها التي تجعله دائما يحاول كبت ذاك الجموح والطموح بداخلها
ثواني أعطي القلب حق بأن يقترب منها يتذكر قبلاته لها قبل أيامبالفعل إ بالطريق سطع وإزداد من سطوع ضوء داخل السيارة كان ضوءا لأحد عمدان الإنارة الطريق نفض تلك الرغبة عن رأسه بعد تحكم عقله انتبه للطريق أمامه الى أن وصل الى إستطبل الخيل لا يعلم لما لم يكمل الطريق ويعود الى الدار توقف بالسيارة وهو يخرج هاتفه يحدث حارس الإستطبل أن يفتح له البوابة كي يدلف الى الداخل لحظات وفتحت البوابة دخل بالسيارة توقف أمام تلك الإستراحة الصغيرة التى تلتحق بالإستطبل ترجل من السيارة توجه ناحية ثريا فتح الباب وقف لحظات يتابع بعينيه تلك الغافية مد يده كاد ينكزها كي تصحوا لكن تراجع عن ذلك وبسهوله جذب جسدها يحملها بين يديه ظن بالتأكيد ستصحوا لكن خاب أمله هي غافية
تهكم ساخرا واضح إن نومك تقيللكن هي كانت عكس ذلك
تغفوا حقالكن ببراثن الحلم ترا نفسها تطفوا فوق سحابة مثل نجمة تسير بلا هوادة هي كذالك كآنها طفلة تلهوا وهى تسير مع ضوء القمرحلم مريح نفسيالا تود أن تفتح عينيها وتعود لل العتمة الحقيقية بحياتها
إستغرب عدم صحيانها
حتى حين فك وثاق يديها لم تصحوا بعد ان وضعها فوق الفراش لم يهتم وألقي عليها دثارا خفيف ثم غادر الى خارج الإستراحة جلس على مقعد أسفل مظلة
تنهد بقوة يحاول نفض ذاك الشعور الغير مفهوم لما كلما حاول أخذ موقف حاسم معها يتراجع زفر نفسا أقويحياته العسكريه عودته على إتخاء القرار بلحظةلا يفكرولا يتراجعتلك المحتالة معها يتردد ويتراجع دون سبب معلوم حاول شغل عقله بشئ آخر ونهض واقفا يفتح هاتفه يقرأ تلك الرسائل التى لا يعرف سبب لعدم حذفه لها رغم مرور وقت عليهاوإنهاء ذاك الشآنكانت رسائل عاطفية كثيرمنها من لم يقرأها سابقا كانت تعبر عن أحاسيس وأشواق وحب كان يمقت قراءة تلك الرسائل كان عقلانيا حين شعر أنه لن يستطيع ان يكمل أنهي ذلك الإرتباط قبل أيام قليلة من الزفاف فكر بعدم الزواج حاليا لكن بسبب المحتالة كان القرار بلحظات
حيرة وبغض يشعر بهما
حيرة سببها العقل الذي ما يشعر به يتنافى مع ما يشعر به فى قلبه لأول مره لاول مره يكون بينهم خلاف
بغض يبغض ذاك الشعور كآنه مجبور أن يتقبل تلك الحيرة
بغرفة آدم
إقتربت نهاية مدة اليومينمازال لم يقفد الأمل ينظر الى الهاتف القابع بين يديه وهو جالس على الفراش يضجع بظهره على خلفية الفراش يقرأ تلك الرسالة التى أرسلتها له حنان قبل ساعة تقريبا فحواها ربما غير مبشر أخبرته أن والدها لم يخبرها بشئ بخصوص عرضه الزواج منها عكس ما فعل سابقا مع حفظي لكن مازال فى إنتظار قرار مبهم
والإنتظار هو أسوء إحساس
ثواني تمر كدهور من الزمان
نهض يحاول تشتيت عقله عن التفكير بذاك الشآن كي لا تفتعل الظنون برأسهوقف بالشرفة الخاصة بغرفتهكان القمر أحدبفى الاساطير القديمة كان ذاك المنظر نذير شوؤم
تنهد يستنشق الهواءالذي من المفروض أن يميل خريفيا لكن طبيعة المكان مازال حارا رطب بعض الشيئ قبل أن تتخذ الظنون