السبت 23 نوفمبر 2024

رواية 'جاد و رحيل' (كامله من الفصل الاول حتي الفصل الأخير) للكاتبة حنان اسماعيل

انت في الصفحة 2 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز


يكن ليتخيل للحظة ان توقعها الصدف فى طريق جاد فى موقف مثل هذا 
حاول
ان يسحب جاد وهو يهمس له بقلق قبل ان يضع رحيل بالسيارة
سويلم جاد بيه انت عارف مين دى 
ركبا فى الخلف واسند رأسها على كتفه السليم بينما قاد سويلم السياره فى قلق وهو ينظر اليهم من مرآة السيارة 
كان التعب والاعياء قد سيطر على رأس رحيل وبدأت تحس بغيابها عن الوعى قبل ان تقول لجاد وهى تمسك بتيشرته فى صعوبة

رحيل جااااد ماتسبنيش 
وغابت عن الوعى 
نظر اليها جاد مصعوقا من معرفتها بإسمه وسويلم ينظر اليهم من مرآة السيارة بقلق
يتبع
الجزء الثانى
الحمد لله دائما وابدا 
وصلا للمستشفى ونزل جاد مسرعا وهو يحمل رحيل حاول سويلم ان يحملها بدلا منه الا انه رفض وتقدم للداخل ورجاله يحيطون المستشفى بعدما وصلا ورائه بسياراتهم 
دخلا للاستقبال ونادى عليهم كى يأتيا بعربة لاخذ رحيل استقبله موظف الاستقبال وهو يسأله عن اسمها وبياناتها 
لم يجبه جاد وهو ينظر اليها فى حيرة والى سويلم والذى نطق قائلا فجاة 
سويلم اسمها رحيل طه الجارحى 
صعق جاد مما سمعه ونظر الى سويلم نظرات استفهام وڠضب قبل ان يرى ممرضات بعربة ياخذون رحيل من بين يديه ويدخلون مسرعين للطوارئ 
نظر مطولا لسويلم ثم قال 
جاد بنت الجارحى !!!!
اومأ سويلم راسه فى اسف ايوه حفيدته بنت طه اللى 
قاطعه جاد فى ڠضب بصوت عالى بنت الجارحى !!!!
اقترب منه طبيب قائلا له اتفضل معايا عشان اشوف الچرح اللى فى كتفك 
مشى معه وهو شارد نظر الطبيب للچرح قبل ان يبلغه ان الچرح يحتاج لجراحة لاستخراج الړصاصة فأومأ جاد بالموافقه طالبا منه بعصبية ان يعجل والا يعطيه بنج كلى 
قبل هذا بساعتين 
كان صالح الجارحى ينتظر رحيل على احر من الجمر كعادته كل ليله خميس ومتابعتها هاتفيا لاعداد طعام العشاء وقت وصولها الا ان تاخرها زاد من قلقه خاصة حين طلبها كثيرا ولم تجبه لاهى ولا سائقه الخاص 
مما جعله يطلب من يونس ابن عمها واخواته ان يذهبا للتحرى عن اسباب تأخرهم وبالفعل يذهب يونس ليجد سيارة رحيل وسيارة جاد مقلوبتين بجوار بعضهم فيظن ان جاد تعرض لرحيل اثناء عودتها فيبلغ جده والذى يحشد رجال عائلته جميعهم بالاسلحة متجهين لبيت جاد 
فى نفس اللحظة التى تزداد فيها وتيرة الامور شدة والعائلتان يقفان امام بعضهم بالاسلحة يصل اليهم خبر وصول رحيل فى المستشفى بعدما انقذها جاد فيتجه الجد فورا اليهم برجاله واسماعيل الموافى ايضا برجاله كى يطمئن على جاد 
يجول جاد ذهابا وايابا فى ڠضب داخل غرفته بالمستشفى وسويلم جالس امامه قائلا له 
سويلم انت ايه اللى مضايقك دلوقتى هو انت كنت تعرف انها بنت الجارحى يعنى 
استغفلتنى وكانت عارفانى من اول لحظة وفضلت تتوهنى 
سويلم متعجبا يمكن خاڤت منك 
جاد پغضب ده على اساس انى قتال قټله لاء وستات كمان 
جاد پغضب واهتمام معرفتش مين الرجالة اللى كانوا عاوزين يخطفوها دول 
جاد بضيق طب اقفل على الموضوع ده ويلا خلينا نمشى 
سويلم بس الچرح لسه 
جاد مقاطعا بآمر قلت لك يلا 
فاقت رحيل فى المشفى وهى تهمس بإسم جاد اقترب منها جدها قائلا فى لوعه 
صالح رحيل انتى كويسة ياحبيبتى 
رحيل بضعف جدى انا فين 
صالح بحنان وهو يتحسس شعرها برفق فى المستشفى ياحبيبتى طمنينى انتى كويسة حد اتعرض لك يارحيل حد من الرجالة اللى طلعوا عليكى ولا ابن الموافية ده اتعرض لك ولو بكلمة 
رحيل جاد !!
صالح پغضب متنطقيش اسمه على لسانك 
رحيل بفضول ووهن هو كويس 
صالح صائحا پغضب انتى مالك وماله يارحيل كويس ولا غار فى داهية 
رحيل بحنان مش انقذ حياتى ياجدى على الاقل المفروض اتطمن عليه 
صالح بعصبية ولا نتطمن ولا عاوزين نفتكره من اساسه عاوزك تنسى كل اللى حصل ده ولا كأنه كان وانا ورحمة ابوكى هجيب لك ولاد الحړام اللى اتجرأوا واتعرضوا لكى وهخليهم يتمنوا المۏت من اللى هيشوفوه منى 
رحيل بتعب هما مين دول ياجدو وكانوا عاوزين منى ايه 
صالح وهو يقبل جبينها دول حد بينى وبينهم شوية مشاكل كده متشغليش نفسك بيهم اهم حاجة تقومى بالسلامة ياحبيبتى ومتفكريش فى اى حاجة تانية يلا هسيبك تستريحى شوية وهبعتلك سيدة تبات معاكى النهاردة انا بعت جبتها من مصر 
اومأت برأسها فى وهن وهى تراقب جدها خارجا 
فى نفس اللحظة
تقابل صالح ومعه يونس حفيده وبعض من رجاله بجاد وسويلم ومعهم اسماعيل وهم يخرجون من الغرفه 
وقفا قباله بعضهم وصالح وجاد يرمقان بعضهم بنظرات كرة وحقد قبل ان يوجه صالح حديثه لجاد قائلا فى تعالى 
صالح پحقد اياك تفتكر انك لك جميل عندى باللى عملته مع بنتى 
جاد بصرامة وكبرياء انا عملت اللى المفروض الرجالة الحقيقية تعمله ودى حاجة مااظنكش كنت ممكن تعملها لو كنت مكانى 
صالح پغضب انت عارف انى ممكن انسفك من الدنيا نسف 
اسماعيل متدخلا خلاص ياجاد خلاص ياصالح احنا هنتخانق هنا فى المستشفى ولا ايه وبعدين لموا الدور الضابط ياسر جاى ورانا اهو 
يتقدم منهم ياسر وهو رجل فى منتصف الثلاثين قائلا فى جدية 
الضابط ياسر السلام عليكم ياجماعه انا مرضتش ابعت لكم تيجولى عشان نفتح تحقيق ونشوف ايه اللى جرى وقلت اجى لكم اتطمن بنفسى عليك ياجاد وعلى حفيدتك يا حاج صالح 
جاد مسئذنا وهو يعدل الرباط حول ذراعه معلشى ياياسر بيه لازم امشى عشان انا كنت اتعطلت بما فيه الكفاية 
ياسر مقاطعا لا لسه فى تحقيق وفى اتنين لقيناهم مقتلوين فى غيط القصب ده غير حريقه الارض و 
صالح مقاطعا الارض انا هعوض اصحابها يااياسر بيه والاتنين اللى لقيتهم مقتولين دول
كانوا حرامية وطلعوا على بنتى حاولوا يسرقوها ولولا شهامة ابننا جاد كانت هتبقى فى خبر كان 
قالها صالح بخبث وهو ينظر لجاد والذى وجه حديثه بنفاذ صبر لياسر قائلا بكره الصبح هعدى عليك فى المديرية 
ياسر قائلا انت مش جاى بكره تتطمن على الچرح الدكتور قالى كده من شوية قبل مااجى لكم هقابلك هنا وانا باخد اقوال الانسة حفيدتك ياصالح لان الدكتور قالى انها تعبانة ونايمة دلوقتى 
انصرف جاد ورجاله وصالح بعدما اوصى برجاله ان يحيطوا بالمستشفى والا يسمحوا لايا كان ان يقترب من غرفه حفيدته الا بعد التأكد من هويته 
فاقت رحيل فى الصباح وهى تجد سيدة خادمتها العجوز تنام على السرير الاخر الذى وضع ليلا بجوار سريرها قائله لها فى ابتسامة ضعيفه 
رحيل دادة سيدة 
تنهض سيدة وهى سيدة فى الخمسين من عمرها فى فرح ياروح دادة كده يارحيل تقلقينى عليكى ده انا كنت ھموت من الخۏف لما سمعت بإللى جرى لك وجدك كتر خيره بعت جابنى امبارح على اول طيارة جاية من مصر 
رحيل الحمدلله يادادة انا بخير متعرفيش اخبار عن 
سيدة عن مين يابنتى 
رحيل بتردد عن جاد اللى انقذنى امبارح ابن الموافية 
سيدة بضيق واحنا مالنا وماله يارحيل انسيه ولا كأنك شوفتيه واوعى تجيبى سيرته تانى على لسانك والا جدك هيزعل منك ده يطيق العمى ولا يطيقهوش وهو كمان جاد ده بيكره عيلتكم كره العمى انتى كنتى صغيرة ومتعرفيش حاجة 
رحيل انا بس عاوزة اتطمن عليه 
سيدة بنفاذ صبر انتى دماغك ناشفه انتى فاكرة انه لو كان عرف انك بنت الچارحية كان عبرك من اساسه 
رحيل بثقه مااظنش انه كان ممكن يأذينى لانه واضح انه راجل بجد 
سيدة معرفش يابنتى انا معرفهوش بس اللى اسمعه عنه انه قاسى وقلبه حجر وهو الكبير اللى بيمشى الدنيا كلها فى عيلتهم بطرف عينيه رغم انه الاصغر من ابن عمه اسماعيل 
رحيل بإهتمام وهى تعتدل مكانها طب ليه مش هو الكبير الحقيقى للعيله 
سيدة عشان عيبة كبيرة مادام فى واحد كبير فى السن يمسكوا الاصغر ده غير ان سمعت ان كل العز ده بتاعه هو ورثه من ابوه وامه يالهوى يابنتى امه دى كانت قمر قمر وبنت ناس اكابر اوووووى تلاقيكى عارفاهم عارفه عيله هارون المحمدى اللى فى البلد اللى جنبنا 
رحيل وهى تتذكر اه عارفاهم طبعا 
سيدة دى عيله امه وهارون ده خاله وبيحب جاد كأنه ابنه خصوصا ان ابنه ماټ وهو صغير ومعندهوش الا بنات 
رحيل طب ومجوزهوش حد من بناته ليه 
سيدة لا ماهما كلهم متجوزين وكمان جاد ده خاطب 
رحيل بإهتمام وضيق خاطب خاطب مين 
سيدة بنت عمه اسمها فاطنة تلاقيكى عارفاها كانت معاكى فى المدرسة بتاعه المركز وانتم صغيرين بس هى قعدت فى البيت ومكملتش تعليمها 
رحيل وهى تحاول تذكرها اه افتكرت دى كانت بتكرهنى اوووى من صغرها بس حلوة تلاقيه بيحبها
سيدة حب ايه يابنتى هو احنا عندنا حاجة اسمها حب هنا فى الصعيد هتلاقيها جوازة زى جوازتك انتى وابن عمك يونس 
رحيل بضيق وتأفف ليه بس بتفكرينى يادادة مش كفاية انى مضطرة اقعد هنا لحد لما اخف واضطر اتحمل سخافته هو وامه 
سيدة ضاحكة يعنى هتهربى من قدرك مصيرك له ومصيره لكى 
انتظر صالح ويونس رحيل فى غرفتها بالمشفى بعدما اتت ممرضتان لاصطحابها على كرسى متحرك لاجراء اشعه للاطمئنان عليها 
فى الوقت ذاته كان جاد هو الاخر بحجرة كشف الطبيب للاطمئنان على وضع
الچرح 
تقابلا فى الردهة ورحيل على الكرسى امام باب غرفه الاشعه بعدما طلبت منها الانتظار لثوانى حتى تستعجل فنى الاشعه 
رمقها جاد بنظرة ڠضب سريعه وهم بخطوات واسعه كى يبعد عنها فنادته فى رقه 
رحيل لو سمحت 
وقف مكانه وعيناه تنظران اليها پغضب دون ان ينطق 
رحيل انا حابة اشكرك و 
لم يدعها تكمل حديثها وابتعد فى خطوات واثقه 
تضايقت من رد فعله المهين وهى تتابعه بعيناها وهو يبتعد 
مرت الايام ورحيل ببيت جدها شاردة طوال الوقت تفكر فى جاد والذى سيطر علي فكرها منذ تلك الليله كانت تجلس فى شرفه غرفتها الواسعه والتى تطل على الاراضى الواسعه تلمحه من بعيد ممتطيا حصانه وهو يركض به مسرعا كفارس سباق كانت قد رآته منذ عامين فى اجازتها للقرية صدفه وهى تقف بالشرفه وهو يعدو بحصانه الاسود كل صباح 
سألت عنه سيدة وقتها وعرفت انه ابن الموافية وان اسمه جاد وانه الد اعداء جدها قابلته مرة اخرى وجهها لوجه اثناء سفرها بالطائرة ذات يوم بعدما ارتطمت به وهى تمر من امامه يومها رآته وتسمرت مكانها للحظات من قوة نظراته الصامتة لتعرف من سيدة التى كانت تقف ورائها انه هو جاد الذى يمتطى حصانه كل صباح 
لعامين كاملين تقف بشرفة منزلها كلما اتت اجازة تراقبه من بعيد وهو يعدو بحصانه لا تعلم لماذا ولكنها كانت تحب هذا وتحب مراقبته فى صمت فقط 
نزل جاد بعد اخذه لحمام بارد عقب عودته من جولته بحصانه ادهم فجر كل يوم كانت زوجة عمه ام اسماعيل وفاطنة ابنتها يعدان الطعام بينما جلس اسماعيل على رأس المائدة جلس جاد فى صمت بعدما قبل راس اسماعيل ابن عمه جلست قبالته فاطنة وهى تنظر له بحب
 

انت في الصفحة 2 من 26 صفحات