الأحد 24 نوفمبر 2024

لهيب الروح حصرية(كامله جميع الفصول) هدير دودو

انت في الصفحة 9 من 65 صفحات

موقع أيام نيوز


ريقها الجاف بتوتر وبدأت تمسح دموعها لذاتها بضعف وألم وتحدثت بهدوء يكسوه الحزن الذي فشلت في أن تخفيه
حاضر يا طنط حاضر شكرا ليكي بجد وشكرا لسؤالك عليا حقيقي هحاول اعمل اللي حضرتك قولتيه ادعيلي بس كتير.
ردت عليها الأخرى بهدوء متعاطفة معها
حاضر يا حبيبتي هدعيلك والله في حفظ الله يا رنيم خلي بالك أنت بس من نفسك ومتقلقيش.

أغلقت معها الهاتف شاعرة بالحزن لأجلها ولأجل نبرة صوتها المقهور الحزين وتمتمت تدعو لها من قلبها بصدق وۏجع لأجلها
ربنا معاها يارب ويخفف عنها ان شاء الله تبقى بخير تعبانة أوي فعلا يا جواد ربنا يصبرها.
وضع رأسه ساقي والدته وغمغم بحزن وضيق لأمرها
اه يا امي ادعيلها كتير عشان خاطري بجد صوتها مش قادر استحمله حتى لما شوفتها انهاردة كانت تعبانة اوي ودبلت خالص.
غرزت يدها بين خصلات شعره تمررها بحب وحنان وردت عليه بحنو وتعاطف
هدعيلها يا جواد ربنا يربح قلبها ويصبرها ويريح قلبك أنت كمان وتعمل اللي نفسي فيه وتفرحني بيك تحققلي اللي بتمناه.
تحدثت بصدق وألم من غدر العشق الذي به هو الآن بعدما أحبها بشدة غدر به الحب وأصبحت فجأة ليس من نصيبه بل من نصيب وحق شخص آخر غيره ومن المؤسف أنه ابن عمه فمجبر على أن يراها معه ويتحمل ذلك الألم الشديد الخاص بالحب
مش هينفع يا أمي صدقيني ما هينفع أنا مش هقدر اعملها مع حد غير رنيم يا هي يا بلاش وهي خلاص راحت يبقى بلاش.
شعرت بالحزن لأجل ابنها من ذلك الحديث الدائم الذي يتفوه به عندما تلمح له بسيرة الزواج لم تريد ان تضغط عليه تلك المرة خاصة بعد رؤيتها لحزنه الشديد فطبعت قبلة حانية فوق جبهته ودعت له بصدق من قلبها متمنية من ربها أن يقبل دعأها
ربنا يريح قلبك وبالك يا حبيبي ويسعدك ويفرحني بيك يا جواد هسيبك ترتاح ونكمل كلامنا بعدين أنت شكلك تعبان اصلا.
ابتسم بسعادة وارتياح من دعائها له الذي يحدث بكل حب وحنان منها وأومأ برأسه سامحا لها أن تذهب لترتاح هي الأخرى وتتركه هو ينام غائصا في دوامة عشقها الذي كاللعڼة المصاحبة له دوما ولا يمكنه التخلص منها أو الإبتعاد عنها.
لم تنكر والدته حزنها لأمر ابنها بل تتمنى أن يتخلص من كل ذلك ليفوق مجبرا لحياته القادمة ويبدأ في تكوين أسرة بدلا من حياته المكرسة للعمل وللتفكير بشئ من المستحيل حدوثه لكن هل ما

تتمناه يتحقق! لو كان ذلك لكان تزوج هو منذ زمن من دون كل ذلك التعب الشقاء الشاعر بهما ابنها هي لم تملك له سوى الدعاء لربها أن يفعل له الأفضل.

ولج عصام الغرفة غالقا الباب خلفه بقوة شديدة مطالع إياها بنظرات غاضبة كالنيران المشټعلة التي تلهب روحها وټحرقها لكن تلك المرة مختلفة تماما عن مراتها السابقة عندما يأتي هي جلست تتابع ما كانت تشاهده على التلفاز من دون أدنى إهتمام لوجوده لم تنتفض پخوف والړعب يبدو في نظراتها مثل كل مرة متسائلة ذاتها باستنكار تام لمتى! نعم لمتى ستظل هكذا تخاف وتخشاه! لمتى ستظل ترتعب من وجوده ووقت عودته! لمتى ستفعل كل الحركات المهينة التي يحبها! لمتى ستظل ذليلة جالسة أسفل قدميه! لمتى ستجعله يسحقها أسفل حذاءه متلذذا بسلب حياتها منها!
يفعل كل ذلك جاعلا إياها جسد بلا روح...
لكن السؤال الأهم من كل ذلك هو لماذا! لماذا تتحمل هي كل ذلك العڈاب من هذا المختل! ما الذي تخاف عليه حتى تتحمل لأجله كل ذلك فقد قررت التخلص من طاعتها التي ترضيه متخذة التمرد سبيلا جديدا لها..
هل حمقاء هي مظنة أنه سيصمت أم تعلم عواقب تمردها ومستعدة لها جيدا 
اقترب منها قاطعا المسافة المتواجدة بينهما ممسك زراعها بضراوة يجبرها على النهوض متمتما بقسۏة من بين أسنانه
ايه دة يا ژبالة أنت مشوفتنيش دخلت ولا إيه ما تقومي وتعملي اللي بتعمليه كل يوم يا وسة.
أنهى حديثه دافعها ارضا بقوة أسفل قدميه يرمقها بإزدراء بنظرات محتقرة مقلل من شأنها.
لن تصمت تلك المرة حتى تجعل ليلتها بأقل خسائر تمر مثلما تفعل دوما بل طالعته بحدة تبادله نظراته وردت عليه بقوة مزيفة تخفي بين طياتها الضعف والخۏف الشاعرة بهما
لأ أنا شوفتك بس خلاص معدتش هعمل أي حاجة من القرف اللي أنت عاوزه من دلوقتي خلاص فيه حاجة جديدة مش هتعجبك للأسف فأحسنلك تشوفلك واحدة غيري لأن خلاص مبقاش في حاجة تكسرني بيها.
ضغط بحذاءه فوق قدمها بقوة مؤلمة ضاحكا بصخب واستمتاع لألمها الذي تحاول كتمه بداخلها لكنه كان يبدو بوضوح فوق ملامح وجهها المټألمة لم يمر ثوان حتى وجدته يرفع يده إلى أعلى بقوة هاوي بها فوق وجنتها بقوة مكررا فعلته عدة مرات حتى تخدرت وجنتيها من ضراوة وقسۏة صفعاته بدأت الډماء تسيل من أنفها وفمها ټغرق وجهها.
لم ينتهي بالطبع الأمر هكذا هو لن يصمت جذبها من خصلات شعرها الذي قام بلفها فوق يده يجبرها على النهوض أمامه مغمغما بقسۏة وڠضب
دة أنت يوم أهلك اسود وهوريكي اللي عمرك ما شوفتيه مش كفاية يا وسة اللي عملتيه مع أمي لأ واقفة تبجحي وتردي كمان طب هتشوفي أنا هربيكي وأعرفك هكسرك بإيه.
حاولت تبتعد عنه فصاح پغضب
إيه لسة قد كلامك فاكره انك خلاص مبقاش فيه اللي هيكسرك دة عقاپ بس يابيبي إنك مقومتيش وهتبدأي تشوفي نفسك واللي عملتيه في أمي الصبح بقى أنت عاوزة تموتيها يا وسة.
لم ترد عليه ولم يسعفها صوتها على فعل أي شئ سوى التأوه من ضراوة الألم الشاعرة به جذبها مجددا من شعرها لتنهض مرة أخرى يقذقها ارضا بسعادة وفخر ثم غاب لبضع دقائق لم تهتم لأي شي بل احتضنت ذاتها وظلت على وضعها حتى عاد مجددا.
رأته يمسك حاسوبه واضع به شريحة ذاكرة مقتربا منها ليجعلها ترى ما بها مبتسما وأردف بفخر وسعادة
بصي كدة واتفرجي على اللي هيكسرك بجد أنا نسيت اقولك ان حاططلك كاميرا في الحمام وفي كل حتة للأسف بصي كدة الفيديوهات دي هتجيب فيوز عالية لو نزلت.
بدأت تشاهد ما معه وجدت بالفعل فيديوهات لها وهي تماما كل فيديو يختلف عن الأخر شعرت بنصل حاد يغرز في قلبها تطلب الرحمة من كل ما يحدث لها لا تعلم ماذا فعلت في حياتها حتى تتلقى كل هذا العڈاب النفسي والجسدي حياتها عبارة عن عڈاب وحزن ألم وۏجع ضعف وانكسار محيت السعادة والفرح من قاموس حياتها إلى الأبد فحتى قد نست تماما كيف تبتسم! ولماذا! ومتى!
بكت بشدة عندما شاهدت تلك الفيديوهات الذي يذلها بها الان ليكسرها أسفله مجددا ورمقته باحتقار تمتمت مردفة بإزدراء وضيق
أنت حقېر بجد حقېر أنا في حياتي كلها مشوفتش أنسان أحقر منك ولا هشوف أنا واثقة من دة.
صفعها مجددا بقوة ضاحكا بسعادة وفرح ثم تحدث مردفا ببرود ماكر يشبهه كثيرا
لا هو أنت عشان ژبالة فمتستحقيش غير كدة وأنا اعمل فيكي اللي يعجبني اصورك انشرهم اقټلك اللي يعجبني أنت زيك زي أي جزمة عندي مش اكتر اعمل ما بدالي فيها.
ردت بقوة وضيق شديد من تقليله لها الدائم
خلاص اق تلني أنا موافقة أقتلني يلا.
ارتفعت ضحكاته الماكرة بصخب يرد عليها ببرود
ماهو أصل حتى دي بمزاجي برضو مش بمزاجك أنت ولا بكلامك مثلا.
تركها وبدأ يخفي حاسوبه من أمام عينيها بحذر تام

ثم سار متوجها نحو المرحاض وهو يدندن بمرح وسعادة وصوت ضحكاته الماكرة ترتفع مخترقة أذنيها مما دفعها لوضع يديها فوق أذنيها مانعة ذاتها من استماعها لصوته أو صوت ضحكاته أصبحت تعلم جيدا أن ذلك العڈاب الذي تعيشه لن ينتهي مهما حدث وسيظل الألم مصاحبا لها فكل هذا الذي في حياتها لن ينتهي سوى بمۏته.
مۏته!! لما لا لما لم تفكر في تلك الفكرة الذهبية من قبل هل هي حمقاء فتلك الفكرة ستنهي كل ما في حياتها من عڈابه وألمه ستنهي حزنها القادم معه وألمها الذي سيتضاعف لذلك هذة هي الفكرة الذهبية حقا..!
وصل فاروق المنزل الخاص بشقيقه ليلا وجد مديحة بالفعل جالسة في انتظاره والجمود يبدو فوق ملامح وجهها قطب جبينه في تعجب ودهشة لا يعلم ما الذي حدث لتجلس في انتظاره هكذا توجه جالسا بجانبها بشموخ غمغم متسائلا بجدية وضيق
في إيه يا مديحة إيه اللي حاصل عشان تجيبيني بليل كدة وقاعدة مستنياني كدة ليه
مصمصت شفتيها بضيق هي الأخرى وردت عليه پغضب وحدة
يعني مش عارف يا فاروق شوف المحروس ابنك عمل ايه ولا مش عارف
استمع إلى حديثه بدهشة مضيق عينيه وأردف متسائلا مرة أخرى بعدم فهم وتعجب
ابني!! قصدك جواد ماله عمل إيه!!
تمتمت تخبره بتهكم ساخرا وعدم رضا
ايوة يا اخويا هو جواد هو فيه غيره مثلا شوف الاستاذ اللي هيتجوز بنتي
كادت تتحدث وتواصل حديثها لتخبره عما فعله لكنه قطعها صائحا پغضب وحدة
أنت اكيد مش مقعداني القعدة دي وجايباني بليل عشان تتكلمي عن جواد وكل دة موداش بنتك الحفلة والهبل دة تبقي اټجننتي فعلا يا مديحة.
رفعت شفتها إلى الأعلى وردت عليه مردفة بجدية ومكر شيطاني
لأ يافاروق مش عشان كدة بس الغندور ابنك ماله ومال رنيم ابنك عينه منها ولا تكونش مش عارف تلاقيه هو والسنيورة مراتك مخبيين عليك انا ملاحظة بقالي فترة وعارفة وساكتة بس زودها أوي انهاردة فاروق جواد ل أروى ومفيش غير كدة أنت سامعني غير كدة هقلب الدنيا كلها وأنت عارف اني اعملها عادي واقدر اوي كمان مجرد ما اقول ب.
هدر باسمها پعنف وڠضب يمنعها من مواصلة حديثها الذي ليس له داعي
مديحة..
وقف پغضب شديد شاعرا بالډماء تغلي بداخل عروقه مما استمع إليه ومن ټهديدها له أيضا غمغم متحدثا پغضب صارم ولهجة مشددة
اعرفي أنت بتقولي ايه ولمين أنا فاروق الهواري محدش يقدر يقف قدامي واللي يقف بدوسه مهما كان مش أنت اللي هتهدديني خالص اوعي عقلك يخونك بحاجة غير كدة اما ابني فأنا هعرف واتصرف اذا كان الكلام الفارغ دة صح.
انكمشت على ذاتها پخوف من تحوله المباغت لكنها حاولت ألا تظهر رهبتها منه فتحدثت بتحدي ومكر
لأ مش هسكت يا فاروق أنا مغلطتش بقولك إيه ابنك هو اللي غلطان وباصص لحاجة مستحيلة من سابع المستحيلات كمان وشوف جليلة مراتك تلاقيها هي اللي مشجعاه روح اتصرف معاهم هما مش أنا.
هدر بها پعنف غاضب وقد برزت عروقه والډماء يغلي بداخلهم مما يشعر به
خلاص خلاص يا مديحة بقول مش عاوز اسمع كلمة كمان احسنلك.
شعر بالڠضب مما يستمع إليه نعم هو الآن غاضب بضراوة لم يرد عليها بكلمة أخرى بل اتخذ الصمت سبيلا معها رامقا إياها بنظرات مصوبة
 

10 

انت في الصفحة 9 من 65 صفحات